فيضٌ من الغيظِ أم قَدحٌ من الشرَرِ ...

[طائر الأشجان]

فيضٌ من الغيظِ أم قَدحٌ من الشرَرِ = هذا الذي في الجَنوب اليوم يَعتَمِلُ
والمنجزات التي شيدَت على جبلٍ= من الجماجمِ هل ولتْ وهُم خُذِلوا
ويلاه ما بال هذا الشعب في وَجَلٍ = كأنهُ تائهٌ ضاقت بهِ السُّبُلُ
إلى متى وكلاب النهبِ تنهَشُنا = والنارُ بين ضلوع الصبرِ تَشتَعِلُ
قميصُ عثمانَ فينا لمْ يَزَل قَدَرٌ = نحيا على أمَلٍ يَغتالُهُ أمَلُ
كنا على صَهَواتِ الخَيلِ نُسرِجُها = واليومَ لا ناقةٌ تُرجى ولا جَمَلُ
أهدَت مصائبُنا ماءاً إلى فِئةٍ = عطشى فجَنّ جنون القومِ يا رَجُلُ
دقّوا أسافينَهم في كل زاويَةٍ = من أرضنا واستباحوا العِرضَ أو قَتَلوا
واستَنفَروا فِرَقاً للموتِ يَسبِقُها = شوقٌ إلى السلبِ لا يَنتابُهُ خَجَلُ
حظ الجَنوبيّ أرضٌ ليسَ يَملِكُها = والعيشُ فيها غريباً هَدّهُ المَللُ
وشُلّةٌ من ذَوي الأطاعِ يَجمَعُهم = هَوسُ المصالحِ بِئس الهوسُ والشُّلَلُ
عارٌ على كلّ حُرٍّ يدّعي شَرَفاً = أن يَقبَلَ الضيمَ حتى يَنتَهي الأجَلُ
يا مَن يُناضِلُ ضدّ الجَورِ مُحتَسِباً = هل يَنصرُ اللهُ إلا كُلّ مَن ظُلِموا
قُم حَيّ " باعومَ " واستَشهِدْ بهِ رجُلاً = فإنهُ لصمودِ الأوفيا مثَلُ
وفي طليعة هذا الزّحفِ كَوكَبَةٌ = من الأشاوِسِ لا خَوفٌ وَلا وَجَلُ
عَهدٌ مع اللهِ نُجريهِ على دَمِنا = إما إلى المَوتِ أو بالنصرِ نَحتَفِلُ
إرادةُ الشعبِ أخرى حينَ يَصنَعُها =عزمُ الرجالِ يَدُ المُحتَلِ تَختَذِلُ
ربّاه هذا بزوغُ الفَجرِ من " عَدَنٍ " = يَمحو الظلامَ وعَينُ الدّهرِ تَكتَحِلُ
لا حَولَ للشعبِ والآمالُ يَرقُبُها = إلا بِعُروَتِكَ الوُثقى وَيَتّكِلُ
يا نَجلَ "مَدْرَمَ " إن داعِ الجهادِ دعا = لِبّْ النِّداءَ وأنتَ الواعِدُ البَطَلُ

تحياتي
طائر الاشجان