جمهوريــة اليمــن الديمقراطيــة الشعبيــة ، وليس الجنـوب العربي .

[الشـــامخ]

نعم قد كرهنا النظام القائم ، وبسببه جعلنا نندم على الوحدة اليمنية ، الوحدة التي تغنى بها آبائنا واجدادنا منذ ما قبل الاستقلال عن بريطانيا عام 1967م ، وتغنينا بها نحن جيل الثورة ، وورثناها كذلك لابنائنا .

كنا نرى وعن قناعة ان تطور وتقدم اليمن يكمن في وحدته ، فكانت نشيدنا الصباحي وفي كل الاوقات ، كان البعض يقولها بعفوية شديدة وهو يعايد اصدقاءة فينهال عليهم بالتمنيات الطيبة لهم ويختمها بقولة وتحقيق الوحدة اليمنية .

نعم ان حلم الوحدة كان في خيال وأُمنيات كلٍ منا ، وحين تحققت هللنا وكبرنا وحمدنا الله انها قامت في حياتنا .

بُعيد الوحدة بوقتٍ قصير بدأت بعض الخلافات بين شريكي الوحدة ، فكان البعض يعمل على عدم اظهارها للعلن حتى لا يرى الناس صورة مشوهة للمولود الجديد ، غير ان ذلك لم يدم طويلاً ، فبدأت الخلافات بالظهور على السطح ، وازدادت وتوسعت حتى وصلت الى الاقتتال .

بعد النصر المؤز للحرب المقدسة ( حسب تصنيف المنتصرين ) صرنا غنيمة ارضاً ومالاً وعِرضا ، فرأينا نهب الجنوب بأبشع الصور :
السيطرة على كل مساكن كبار المسئولين ، والمباني الحكومية ومباني منظمات الحزب والمنظمات الجماهيرية من قبل افراد متنفذون ، ثم تلاها السيطرة على الاراضي وتغيير المخططات القديمة بمخططات جديدة تخدم ذات الفئة .

هذه الامور رأيناها رؤيا العين ، ومالم يتمكن المواطن البسيط من رؤيته هو سيطرة اولئك ( الشلة ) على حقوق ( كفالة ) الشركات الاجنبية في مجالات التنقيب عن النفط والغاز والثروة السمكية ، وغير ذلك من مصادر الدخل الاستراتيجية .

لكل ذلك ولأمور اخرى كثيرة لم تعد الوحدة تعنينا وعوضاً عن التغني بها ولها صرنا نبحث عن طريق للخلاص منها .

لكن ذلك ليس لأننا ضد الوحدة بل لأن الوحدة القائمة ليست الوحدة التي حلمنا بها ، وليست الوحدة التي يجب ان تكون .

اقول ذلك لأنني ارى البعض يتهرب من اسم اليمن باللجوء الى اسم الجنوب العربي ، وكأن اليمن حكراً على محافظات الشمال .

نحن جزء من ارض اليمن ولا يجب ان ننكر هذا ، واسمنا الذي كنا به هو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .