صحيفة بازلرتسايتنج السويسرية: في اليمن كل يفتح النار على الآخر

[Ganoob67]

و هنا الترجمة.....

صحيفة بازلرتسايتنج السويسرية: في اليمن كل يفتح النار على الآخر

نشرت صحيفة بازلر تسايتنج السويسرية واسعة الإنتشار مقالا لمراسلتها في القاهرة (أستريد فرفل) عن الأوضاع في اليمن حيث وسع الحوثيون نفوذهم بشكل كبير و ردت صنعا بحرب جديدة عليهم.
سكان الجبال في شمال اليمن الذين يعيشون في فقر مدقع يتمنون أن تكون بداية رمضان فاتحة لبدء وقف إطلاق النار بين الشيعة و حكومة صنعاء يستغله الطرفان في محادثات سلام. فقد تسببت إشتباكات الأسبوع الأخير التي سادها القصف الجوي و المدفعي في قتل العشرات و جرح العديدين بالإضافة إلى تشريد 120 ألفا من بيوتهم. في الثاني عشر من أغسطس بدأ الجيش اليمنى هجومه على المتمردين الحوثيين و قائدهم عبدالملك الحوثس حيث شن الطيران قصفا شديدا إستمر طوال الليل و النهار على مناطق نفوذ الحوثيين في المناطق الجبلية المحيطة بمدينة صعدة التاريخية بهدف ضرب خطوط إمدادات المقاومين في نفس الوقت الذي أعلنت فيه السلطة عن ستة شروط لوقف إطلاق النار إلا أنها رفضت من قبل الحوثيين.

خرق وقف إطلاق النار
العملية العسكرية الإخيرة ألغت وقفا لإطلاق النار تم التوصل إليه في عام 2008 بوساطة قطرية. في الأشهر الأخيرة قام رجال الحوثي بتوسيع مناطق نفوذهم إلى محافظات و مناطق أخرى حتى وصلوا إلى منطقة تقرب من صنعاء بحوالي 100 كيلومترا كما سيطروا على الكثير من المواقع على الحدود مع السعودية من ضمنها مواقع عسكرية تابعة للجيش اليمنى. طبيعة صعدة الجبلية الوعرة القاحلة و إنعدام الثروات فيها دفع بالحوثيين إلى التغلغل في مناطق أخرى و تحول الحوثيون الذين كانوا عبارة عن جماعة صغيرة إلى خطر حقيقي يهدد النظام كما يقول معلقون يمنيون.

تشكيل مليشيات مستقلة
قام الطرفان بتجنيد القبائل المحلية لتقاتل في صفها مما زاد من تعقيد الأوضاع حيث قامت القبائل بتشكيل مليشيات خاصة بها و إنخرطت في النزاع الدائر بين الحكومة و الحوثيين. و قد انكر الناطق الرسمي للحوثيين الإتهام بأنهم يقفون وراء إختطاف خمسة ألمان و إنجليزي إختفوا منذ عدة أسابيع في صعدة. الوضع الغير المستقر في اليمن دعى أمريكا و السعودية إلى مطالبة الرئيس علي عبدالله صالح إلى حل مسألة المقاومين الشيعة بشكل فعال. الرياض و واشنطن قلقتين من أن يستخدم مقاتلوا القاعدة المنطقة كنقطة تجمع لهم إذا فقدت الحكومة سيطرتها عليها. اليمن يعتبر حليفا مهما لأمريكا في حربها ضد الإرهاب. و تعتبر هذه العلاقة الحميمة بأمريكا من أسباب الصراع في صعدة كما يطالب الحوثيون بأن يسمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية على طريقة مذهبهم الزيدي.

الحراك الجنوبي
يواجه نظام الرئيس علي عبدالله صالح الهش حربا من ثلاث جهات, فإلى جانب النزاع المسلح مع الحوثيين زادت حدة المطالبة بالإنفصال في الجنوب, بالإضافة إلى ذلك تزداد هجمات القاعدة في اليمن. مظاهرات الجنوبيين المتذمرين من الأوضاع , المنخرطون في الحراك الجنوبي تسببت أيضا في سقوط الكثير من القتلى في الفترة الأخيرة. الصراع في الجنوب يعتبره المراقبون بأنه يشكل خطورة أكبر من الصراع العسكري مع الحوثيين على إستقرار اليمن.

لا مساواة خطيرة
الجنوبيون يقاومون سيطرة الشمال على معظم جوانب حياتهم و مطالب الحراك تزداد شعبية يوما عن يوم. و يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعا أن "جذور المشاكل في الجنوب و الشمال هي نفسها و نجدها في النظام السياسي المأزوم وفي العلاقة المتوترة بين الشعب و الحكومة ". القوى المؤثرة قد تؤدي في الأخير إلى أن يتفتت اليمن إلى عدة دويلات كما حصل في دول الخليج العربي حسب تحذير رئيس تحرير إحدى الصحف المحلية.