مقابلة العطاس الجزء الثاني
- لقد مرت اليمن منذ قيام ثورتي 26 سبتمبر 1962م في الشمال وثورة 14 أكتوبر 1963م في الجنوب بمراحل مختلفة من الأزمات السياسية والصراعات الدموية التي تشابكت فيها عوامل الانقسامات المختلفة، خلفت آثاراً عميقة من الجروح ومشاعر واسعة من الغبن وسقط الكثير من الضحايا والأسر المنكوبة، ولم تجرِ في أي مرحلة وقفة جادة لمعالجة آثار الصراعات التي شهدتها وهكذا تراكمت هذه الآثار مخلفة تركة ثقيلة، بدأت مؤخراً في التعبير عن نفسها بطرق ووسائل مختلفة. وبعد الوحدة وانتهاج الديمقراطية وولوج اليمن مرحلة جديدة من التطور تحتاج لخوضها بنجاح إلى حشد كل الطاقات ومعالجة كل الجروح وإزالة مواطن الغبن وتصحيح الأخطاء والمسارات، تعزيزاً للوحدة الوطنية، قاعدة الانطلاق للبناء.
وفي ظل الظروف الدولية الجديدة والمعقدة تزداد الحاجة بل صارت ضرورة إلى القيام بمصالحة وطنية شاملة ووفاق وطني يصفي وينهي كل الآثار السالبة والعالقة ويؤسس للانطلاقة الكبرى لبناء اليمن الجديد، يمن الوحدة والديمقراطية، يمن النظام والقانون، يمن العدل والمساواة، يمن الأمن والسلام، يمن النماء والانتماء.
ولست هنا بصدد وضع أسس لهذه المصالحة الضرورية، فالمبادرة الجادة لا بد أن تصدر عن السلطة إن هي اقتنعت بأهميتها لمصلحة اليمن العليا، وعليها اتخاذ القرارات التمهيدية التي تعبر عن صدق النوايا والإرادة للسير في هذا الطريق المأمون ولتمكن الجميع من الإسهام البناء والفاعل.
لقد قال العطاس باسلوب السياسي المخضرم ما يقوله اغلب الجنوبيين
مفهومنا اليمن للجنوبين كما هو للشماليين وليس للشماليين وحدهم كما هو حاصل الان؟
|