القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
كاتب مصري : مأزق النظام اليمني بعد عشرين عاما من الوحدة
بقلم:عادل الجوجري
رئيس تحرير صحيفة "الأنوار" القاهرة لا يختلف اثنان على أن النظام اليمني يعيش عزلة قاسية بعد إخفاقات كبيرة داخلية وخارجية تركت آثارها في حرب صعدة التي تكررت 6مرات وبين الحراك الجنوبي الذي اجتاح المحافظات الجنوبية وتطور في اتجاهين الأول هو رفع شعارات انفصالية وهو أمر جد خطير بعد أن كان المواطنون يطالبون من قبل بالإصلاح والمواطنة المتساوية وإعطاء الحقوق القانونية والمدنية للمواطنين،ولا ننسى أن النخب القيادية في الجنوب وخاصة في الحزب الاشتراكي بمن فيهم الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض ظل لسنوات يرفع شعار"إصلاح مسار الوحدة"،كما أن أحزابا وسطية كانت على علاقة طيبة بالسلطة نصحت الرئيس بتنبنى برنامج إصلاحي شامل ،ومنها حزب رابطة أبناء اليمن " رأي" وكان هناك حكماء في أحزاب متحالفة مع الرئيس ومنها حزب التجمع اليمني للإصلاح ناشدت الرئيس غير مرة بحل مشكلات أبناء المحافظات الجنوبية قبل أن تتعقد ويصعب حلها ،كل هذه المبادرات لم تجد أذانا صاغية من محتكر القرار السياسي في صنعاء الذي ظن ولازال أن اللجوء إلى القوة سوف يحسم له كل المواقف،وأن السيف هو اللسان الوحيد الذي يصلح مع معارضيه،وقد صرح مؤخرا بان الجيش سيكون أداة الحسم في الجنوب وهذا المنطق سيؤدي إلى تعقيد الموقف،والى تصعيد المواجهة. لقد مرت المبادرة تلو الأخرى دون أي استجابة من نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي احتكر الثروة والسلطة والقرار ،وانتهج نظرية التحالفات المؤقتة والتي يمكن تعويضها بتحالفات بديلة في أي وقت ،وهكذا تحالف مع التيار الأصولي فور توقيع اتفاقية الوحدة بغرض الإطاحة بقادة الحزب الاشتراكي سواء من خلال تحريض المتطرفين الدينيين على قتلهم بدعوى أنهم ماركسيون وملحدون وجرت 152محاولة اغتيال لقادة الحزب الاشتراكي بعد حملات تحريض في المساجد قبل أن تدخل البلاد في حرب جهنمية عام .1994 واللافت هو أن الرئيس الذي تحالف مع التيار الأصولي المتشدد هو نفسه الذي سوف ينقلب على التيار الأصولي بإيعاز من واشنطن وبعض العواصم العربية التي تحالف معها في إطار مايعرف بالحرب على الإرهاب، والمهم أن هذا المنهج الذي اتبعه النظام قد جر عليه مشكلات بالجملة لأنه حشد ضده تكتلا كبيرا هو أحزاب اللقاء المشترك الذي ظل لفترات طويلة ينصح ويرشد ويقف موقفا وسطيا قبل أن "يكفر بالحوار" مع النظام واضطر التكتل إلى الدخول في اشتباك سياسي مع النظام. وهذا التكتل يضم أحزابا عريقة ومنها الحزب الاشتراكي والوحدوي الناصري واليها حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي إن انقلب فعليا على النظام سوف تتغير خارطة اليمن كليا. أما التحول الثاني والخطير فهو أحداث العنف في المحافظات الجنوبية،والتي تنذر بتحول العصيان المدني السلمي إلى حالة من العنف والفوضى ونشير هنا إلى أن النظام مسؤول بالدرجة الأولى عن هذا العنف من حيث: 1-هذا النظام يخترع أحداث عنف ضد مدنيين من المحافظات الشمالية ليخلق حساسيات بين أبناء الشعب الواحد ولكي يصور للعالم أن هناك جهات متطرفة في الجنوب تقتل أبناء الشمال أو تحرق محلاتهم التجارية وتصادر سياراتهم ،وهذا غير حقيقي على الإطلاق..بل هي من اختراع أجهزة الأمن التي تدبر بليل مايجري في النهار. 2- إن استمرار حصار الاتجاه السلمي للتظاهرات وكافة أشكال الحراك ومحاولة قمعها بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين سيؤدي إلى حالة اختناق سياسي لن يبرأ منها النظام بل سيكتوي بنارها،وبدلا من أن يتفهم النظام لأهداف الحراك ودوافعه ومبرراته راح يؤجج الخلافات بين قياداته ويسعى لشق الصف. أن اخطر ماتعرضت له الوحدة اليمنية هو الفجوة بين الوحدة كهدف سياسي وثقافي تقدمي،وحداثي ومستقبلي ونهضوي وبين بنية سياسية وثقافية محافظة ورجعية وقبلية بل عشائرية واحتكارية،ونبل الفكرة يصطدم أحيانا بالأطماع البرجماتية ،ففي مواجهة الحزب الاشتراكي وبرنامجه الطموح إلى الشراكة في بناء دولة الوحدة على أسس عقلانية وتقدمية تمسك الرئيس علي عبد الله صالح بسلطاته الفردية مستندا إلى أفكار طوباوية حول عودة الفرع إلى الأصل أو عودة الابن الضال إلى حضن الأب وإجبار الجنوب على دخول بيت طاعته. الوحدة لايستطيع أي نظام أن يطيقها لأنها ستواجه بمشكلات عويصة تحتاج إلى إبداع ،وابتكار وحوار خلاق ،انظر إلى الوحدة الأوروبية كيف تكاد أن تنهار وسط مخاوف من انهيار اليورو رغم تدخل الاتحاد الأوروبي لإنقاذ اليونان ومعها بعض دول الجنوب الأوروبي ايطاليا واسبانيا والبرتغال،وهناك مبادرات عديدة لإنقاذ الموقف،لكن النظام اليمني لجأ إلى كل وسائل الاحتكار ومصادرة الشريك ومنع قوى التقدم من الإبداع لإقامة كيان وحدوي على أسس تنموية وحضارية ، فبقى الوضع راكدا بل مرشحا للانفجار،وبدلاً من أن تكون الوحدة مناسبة لإظهار أفضل ما في النظامين من ميزات وكفاءات، أظهرت الأسوأ،ووقعت الحرب التي دمرت البنية التحية للجنوب وأوقعت مئات الشهداء والجرحى وشردت الآلاف وحرمت البلاد من كفاءات بالجملة تم استبعادها من خريطة العمل والانجاز بدعوى أنها "اشتراكية"،ثم فيما بعد تم وصف هذه القيادات بأنها "انفصالية" ولم تسلم قيادات الجنوب من العسف السياسي والأمني، ووصل الأمر إلى اغتيال القيادي الاشتراكي الكبير جار الله عمر بدم بارد على يد احد المتطرفين الذين انتعش دورهم في ظل نظام يرعى التطرف ويستخدمه ويوظفه لمصلحته،لكن بلا شك سوف ينقلب السحر على الساحر. لقد ولد «الحراك الجنوبي» من رحم اليأس والمأساة ونتيجة طبيعية للأسلوب الذي انتهجه نظام الحكم في صنعاء مع ابناء الجنوب بعد أن انتصر النظام في الحرب فاستباح لنفسه ورجاله من الحرس الجمهوري والأمن المركزي وكبار موظفي الدولة كل أملاك الجنوبيين وثرواتهم وأراضيهم التي تم نهبها جهارا نهارا ،وقد ساد التمييز بين شمالي وجنوبي،و جرى تسريح عشرات الألوف من العسكريين والموظفين الأمنيين والمدنيين الجنوبيين. وساد الفساد والمحسوبية في توزيع الأراضي والعقارات والشقق والمؤسسات والمصانع المؤممة وخدمات الشركات النفطية على الأسرة الحاكمة وحاشيتها القريبة. أن الحل الوحيد الممكن اليوم لإنقاذ الوحدة اليمنية والإبقاء على الأمل هو أن يستريح نظام الرئيس علي عبد الله صالح طواعية بأن يستقيل أو يرحل ،تاركا أمر البلاد ومستقبلها لهيئة حاكمة تضم قيادات وحدوية حقيقة من الشمال والجنوب تعمل كفترة انتقالية تعالج فيها جراح الأمس وترسم قواعد جديدة لإدارة البلاد على أسس الديموقراطية والمساواة القانونية والسياسية بين المواطنين. إن بقاء النظام الحالي هو اكبر خطر على الوحدة انه النار التي ستشعل الأرض ،والحقول وآبار البترول،انه السبيل الوحيد إلى مزيد من التقهقر نحو الانفصال. إن نظام حكم انتقالي هو البديل الوحيد الممكن حاليا بعد أن اتسعت رقعة المعارضة ضد النظام وشملت كل ألوان الطيف السياسي شمالا وجنوبا ومن تعز إلى الضالع،ومن النخب السياسية إلى شيوخ القبائل، ولاشك أن الوحدة أغلى من أي نظام يحكم هنا أو هناك خاصة هذا النظام الذي حول الوحدة من أمل في القدم إلى آلية للتخلف والفقر وإذلال المواطنين والوحدة منه براء ،لذلك فالحفاظ عليها بيد ابناء الشعب اليمني العريق ،كل الشعب المني شمالا وجنوبا في تحالف ديمقراطي يزيح الفساد والتخلف والاستبداد ويصنع الأمل من جديد. |
#2
|
|||
|
|||
اشكر الكاتب واشكر الناقل
تقبل مروري |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع | |
طريقة عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
الساعة الآن 02:14 AM.