القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
الحرب على شعائر الإسلام في مسلسلات رمضان،،،،،
الحرب الفكرية في مسلسلات رمضان ! الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بـِمَحْلوفِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر من رمضان؛ وذلك لما يُعِد المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، هو غنم للمؤمن، يغتنمه الفاجر). [رواه أحمد وصححه الشيخ أحمد شاكر]. يقول الشيخ محمد إسماعيل في (بين يدي رمضان): "يعني: أن المنافقين يستعدون في شهر رمضان للإيذاء بالمسلمين في دنياهم وتتبع عوراتهم أثناء غفلتهم عن الدنيا وانقطاعهم إلى الله عز وجل، فكأن ذلك غنيمة اغتنموها في نظرهم, ولكنها في الحقيقة شر لهم لو كانوا يعلمون ما أعده الله لهم في الآخرة من العذاب المقيم وحرمانهم من فضله العميم, نعوذ بالله من ذلك, وما أدق هذا الوصف في حق أهل الفن والإعلام الذين يغتنمون موسم الطاعة لصد الناس عن سبيل ربهم, وفتنتهم عن طاعة الله عز وجل". وصدق حفظه الله؛ فلا يزال أهل الفن والإعلام للمؤمنين بالمرصاد؛ ففي هذا الشهر الكريم الذي صُفِّدت فيه الشياطين ومردة الجن, وغُلِّقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب, وفُتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب, وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشر أقصر, ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة - نجد أصحاب المسلسلات يتنافسون في إلهاء الناس عن التعرض لهذا الخير الكثير والفضل الواسع؛ فقد بلغ عدد المسلسلات في شهر رمضان من هذا العام (170) ! وهذا غير البرامج الكثيرة التافهة الأخرى. ولن أتكلم هنا عن العُري الذي يكون في هذه البرامج والمسلسلات، ولن أتعرض للموسيقى الصاخبة والكلمات البذيئة، ولن أتكلم عن المفاهيم التربوية الخاطئة بل المدمرة؛ ولكني سأتعرض لهذه الحرب الفكرية التي يريدون بها القضاء على الكثير من الأمور الشرعية التي يسعى الدعاة والمصلحون إلى تجديدها بعد أن علاها التراب، ويسعون إلى غرزها في قلوب المسلمين وفكرهم، بعد صدأ سيطر على العقول مدة طويلة. وسأُظهر هذا للقارئ بأن أعرض عليه ما رأيته على الإنترنت، وهو عبارة عن مقطع مرئي مدته خمس دقائق تقريبًا، وهو جزء من الحلقة الرابعة من مسلسل مصري يُعرض في شهر رمضان الحالي واسمه: (الجماعة)، وهو من أكثر المسلسلات شهرة، وإليك ما دار فيه بالحرف الواحد، وآسف لعرضه كما هو بلهجته العامية والتي تصل إلى السوقية في بعض الأحيان: يبدأ هذا المقطع بدخول امرأة منتقبة إلى حديقة منزل كبير، فيقابلها رجل يعمل خادمًا في هذا المنزل وهو يسقي زهور الحديقة، ودار بينهما الحوار التالي: قال الخادم: انتِ يا ست انتِ، انتِ مين وعايزه مين؟ قالت المرأة المنتقبة: يوه.. جرى لك ايه يا شحاته؟ انت مش عارفني يا منيّل على عينك؟! قال الخادم: وانا اعرفك ازاي وانت عامله زي النسوان خطافة العيال كده؟ قالت المرأة: انا خطافة عيال يا واطي؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا عدو الله، أنا عايده الشغاله يا بهيم. قال الخادم: وعامله في نفسك كده ليه يا اللي انت مش بهيمه؟! قالت المرأة: انت ما لك انت؟ ياللا ياللا روح شوف شغلك. قال الخادم: سبحان مغير الأحوال، الولية كانت امبارح زي بقية خلق الله، ايه اللي جرى لك يا وليّه؟ قالت المرأة: التزمت. قال الخادم: أمال سايبه لسانك ليه على حاله؟ قبل ما تغطي نفسك غطي لسانك الأول. ثم تركتْه المرأة وواصلت طريقها إلى المنزل. ثم يأتي مشهد آخر لشاب ينزل على السلم الداخلي للمنزل الكبير ذاهبًا لأمه التي تجلس على مائدة الإفطار، ودار بينهما الحوار التالي: الشاب: صباح الفل. الأم: صباح النور. الشاب: ايه ده؟! في حاجه والا ايه؟ الأم: لا، مفيش. الشاب: أيوه بس مش عوايدِك، فين الضحكه اللي بتفتح نِفس الواحد على الأكل؟ الأم (محاوِلةً تغيير الموضوع): حلوه أوي الكرافته دي. الشاب: يبقى أكيد زعلانه من حاجة، الشغاله عملت حاجة غلط؟ (وهذه الخادمة هي المرأة المنتقبة) الأم: لا. الشاب: كسرِتْ حاجه؟ الأم: لا. الشاب (ينادى على الخادمة): عايده ..عايده. الأم: سيبها تخلّص اللي في ايدها يا أخي. الشاب: يا ماما مفيش ملح ولا فلفل، عايزْها تجيبهم من جوه. الأم: لأ، أنا اللي هاجيبهم. (تريد الأم ألا يرى الشاب الخادمة بعد لبس النقاب) الشاب: ماما، عشان خاطري خليكِ أعده مكانك، مش عايزك تتعبي نفسك في حاجه، بناقص الملح والفلفل يا ستي ... (ينادى ثانية): عايده.. عايده، ملح وفلفل من عندك. الخادمة المنتقبة: حاضر يا أستاذ. الشاب لأمه: شفتِ؟ الموضوع بسيط خالص. الأم: أنا شفت، شوف انت بقى! تدخل الخادمة المنتقبة فينظر إليها الشاب مستغربًا، ثم يسأل أمه: هي دي عايده؟! الأم: دي عايده. الشاب يقول للخادمة المنتقبة: ايه اللي انت عاملاه في نفسك ده يا عايده؟ الخادمة المنتقبة: أمر الله يا أستاذ. الشاب: أيوه، ربنا أمر بإيه بالظبط؟ أصل ربنا ما عندوش أوامر لناس وناس لاء، أوامر ربنا بتبقى على الناس كلها. الخادمة المنتقبة: زي ما حضرتك شايف، لبست النقاب. الشاب: ما انت كنت امبارح من غير نقاب! الخادمة المنتقبة: إرادة ربنا، ولما ربنا بيريد إرادته بتنفذ. الشاب: إرادة ربنا فوق كل شيء يا عايده، بس هتشتغلي ازاي باللبس ده؟ الخادمة المنتقبة: لا، ماهو لما حضرتك إن شاء الله تروح الشغل أنا هاخلعه. الشاب: يعني انت لابسة النقاب مخصوص علشاني؟ الخادمة المنتقبة: ماهو مايصحّش برضه يا أستاذ أي راجل غريب يشوفني. الشاب: أربع سنين وانا باشوفك وتشوفيني، بأمانة ربنا شفتِ مني حاجة جرحتْ شعورك؟ الخادمة المنتقبة: أعوذ بالله، حضرتك راجل محترم. الشاب: عايده، مش عايزك تكذبي عليَّ، انت اللي اخترتِ اللبس والا حد فرضه عليكِ؟ الخادمة المنتقبة: الإيمان دخل قلبي. الشاب: إيمان! مال الإيمان ومال اللي انت لابساه ده؟ شوفي يا أستاذه عايده، أنا ما عنديش وقت عشان أضيعه معاكِ فى الكلام ده، غير اني ماليش ولايه عليك أصلا، لكن ليّا ولايه على بيتي هنا، لو ما خلعتيش البتاع اللى انت لابساه ده، ده أخرك فى البيت عندنا النهار ده. الخادمة المنتقبة: اللي تشوفو حضرتك يا أستاذ. الشاب: القرار قرارك. الخادمة المنتقبة: الرحمه كويسه .. هو اللي يطيع أوامر ربه يتقطع عيشه؟! الشاب: ده انا تتقطع رقبتي قبل ما اقطع عيش بني آدم عشان التزم بطاعة ربنا، بس مين قال إن اللى انتِ فيه دلوقتي من أوامر ربنا لعباده؟ ها .. قلتِ ايه؟ الخادمة المنتقبة: يا بيه انا دخلت ومش ناويه أخرج. الشاب: ادخلي لمي هدومك. ثم ينظر إلى أمه ويقول لها: وانتِ يا ماما ادّيها حسابها وزيادة شويه. الأم: روحي يا عايده اعملي اللي البيه قال لك عليه. ثم تخرج الخادمة ويدور بين الشاب وأمه الحوار التالي: الأم: هنعمل إيه؟ الشاب: هنعمل ايه دي سهله.. واحده من أفريقيا والا من آسيا، إنما المصيبة الكبيره إزاي بيخرّبوا عقول الناس البسيطه دي وفى وقت قياسي؟! الأم: اللي بيكرهوا البلد دي عندهم مخطط ونفَسهم طويل، عايزين يرجعونا ميت سنه لِوَرا، عارف؟ أنا اتكلمت معاها وقلت لها إن النقاب مش فريضة إسلامية عارف قالت لي ايه؟ الشاب: ايه؟ الأم: حتى لو مش فريضه أهو فضيله! الشاب: وهي المتخلفة دي تعرف تفرّق بين فضيله وفريضه؟ الأم: لا طبعًا هي بتردد أي كلام اتحطّ في دماغها وبس. الشاب: وبعدين مهما كانت الفضيله حلوه وعظيمه، تلغي الفريضه؟! الأم: متسألنيش انا السؤال ده يا أشرف اسأله للعُلما والمشايخ اللي بقوا سايبين الدين سبوبه لأي حد. وفي هذه الأثناء مرّت الخادمة المنتقبة وهي في طريقها إلى خارج المنزل وقالت: السلام عليكم. فلم ترد الأم ورد الشاب قائلًا (باشمئزاز): وعليكم السلام. ثم انتقل إلى مشهد آخر لفتاة وجدها، ودار بينهما الحوار التالي: الفتاة: شُفت يا جدو الشغاله اللي عند طنط سعاد عملت ايه؟ الجد: ايه؟ سرقتهم؟ الفتاة: لأ، النهارده الصبح دخلتْ عليهم فجأه وهي لابسه نقاب، والأوامر بتاعتها انها تفضل لابساه طول ما أشرف موجود في البيت. الجد: ما تطرده من البيت أحسن! عشان تبقى على حريتها، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم يا رب، البلد بتتسرق يا حبيبتي، والله العظيم بتتسرق. الفتاة: مش فاهمه قصدك يا جدو. الجد: التيار السلفي المتشدد يا حبيبتي بيسرقها من أهلها، بيدمر الوسطية في الإسلام، اللي مصر عاشت عمرها كله منارة للعلم والثقافة والمعرفة. الفتاة: تقصد الإخوان؟ الجد: لا يا حبيبتي، دي أشد من الإخوان.. اللي بيدعموا الإخوان، اللي عايزين مصر تبقى عقول مقفوله أو عقول غبيّه، المتأكد إن الإخوان أيام حسن البنا رغم كل أفعالهم كانوا أحسن من إخوان الايام دي بالنسبة للدين. الفتاة: يعني هم دلوقتي اللي قاصدين... فقاطعها الجد قائلا: مش بالظبط كده، لكن اللي بيحصل دلوقتي يا بنتي على هوى الإخوان، عايزين يرجعوا مصر لعهد البداوة، فاهماني؟ عاملين زي اللي بيفتح الباب من جوّه عشان يسهل المأمورية للحرامي. ثم يضحك الجد، وينتهي المقطع عند ذلك. فانظر معي -أخي القارئ الكريم- ما احتواه هذا المقطع المرئي من مغالطات ومفاهيم فاسدة: 1- يُصور المسلسل المرأة المنتقبة أنها امرأة ذات أخلاق سيئة، وذلك عن طريق ما عرَضه على لسان الخادمة المنتقبة من ألفاظ؛ كقولها (منيّل على عينك - واطي - بهيم). وبهذا يفهم المشاهد أن المنتقبات سيئات الأخلاق، وهذا غير حقيقي؛ فإن من التزمتْ بإسلامها واتبعت نبيها تعرف جيدًا أن الإسلام نهى عن سوء الخُلق، وإذا أساءت امرأة منتقبة فالعيب فيها هي وليس في النقاب، والخطأ لها هي وليس للإسلام! 2- يُصور المسلسل المنتقبة أنها متنطعة (متشددة)؛ وذلك عندما قالت المنتقبة للخادم: (يا عدو الله)، يريد بذلك أن يُرسّخ في فِكر المشاهد أن لبس النقاب يورث التنطع أوالتشدد، وأن ذلك سلوك مَن تلبس النقاب. 3- جعل المسلسل مَن تلبس النقاب خادمة، يريد بذلك إيصال معنى إلى المشاهد، وهو أن النقاب لا يلبسه إلا سفلة الناس، أما عِلية القوم والخاصة فلا يليق بهم هذا اللباس! وبهذا يُنفّر الناس عن النقاب الذي هو بإجماع أهل العلم مشروع بغضّ النظر عن كونه فرضًا أم فضيلة فقط؛ فإن العلماء اختلفوا في حكم لبس النقاب على قولين لا ثالث لهما: فبعضهم قال إن ارتداءه فرض، وبعضهم قال إن ارتداءه فضيلة أو مستحب وليس بفرض، ولكن أجمعوا على أنه مستحب وأنه لا يجوز لأحد أن يُنكِر على من انتقبت؛ فمن قال بأنه ليس من الإسلام أو أنه عادة وليس عبادة فقد ابتدع وخالف إجماع العلماء. 4- في هذا المقطع استهزاء بالنقاب وإنكار له وسخرية ممن تلبسه، كما في قول الخادم للمرأة المنتقبة: (انتِ عامله زي النسوان خطافة العيال - كنتِ امبارح زي بقية خلق الله). وقول الشاب لها: (ايه اللي انتِ عاملاه في نفسك ده؟! - مال الإيمان ومال اللي انت لابساه ده؟! - لو ما خلعتيش البتاع اللى انت لابساه ده... - هي المتخلفه دي تعرف تفرّق بين فضيله وفريضه - مين قال إن اللي انتِ فيه دلوقتي من أوامر ربنا لعباده؟!). وقول الأم وهي تصف الخادمة: (هي بتردد أي كلام اتحط في دماغها). ومعلوم من الدين بالضرورة أن الاستهزاء بأي أمر من الشريعة الإسلامية أو إنكاره يُخرج من الملة، ومثله من أقرّ هذا الاستهزاء أو هذا الإنكار؛ لأن هذا في الحقيقة استهزاء أو إنكار لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا يتنافى مع الإيمان. 5- الطعن في الدعوة إلى اتّباع منهج السلف الصالح؛ كقول الأم: (اللي بيكرهوا البلد دي عندهم مخطط ونفَسهم طويل، عايزين يرجعونا ميت سنة ورا). وكقول الجد: (التيار السلفي المتشدد يا حبيبتي بيسرقها من أهلها، بيدمّر الوسطية في الإسلام، اللي مصر عاشت عمرها كله منارة للعلم والثقافة والمعرفة) وقوله على الدعوة السلفية: (دي أشد من الإخوان)، وقال: (اللي بيدعموا الإخوان، اللي عايزين مصر تبقى عقول مقفولة أو عقول غبيّة). وقال عن الدعوة: (عايزين يرجعوا مصر لعهد البداوة...عاملين زي اللي بيفتح الباب من جوّه عشان يسهل المأمورية للحرامي). وهذا كذب في كذب، واتهام بالزور، ورمي بالباطل؛ فالمراد بالدعوة السلفية: الدعوة إلى التزام المنهج الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان من أمور الدين، أما أمور الدنيا فلا حرج فيها ما دامت مباحة، أهم شيء ألا يحدُث ابتداع في الدين. هم يريدون أن يفهم المشاهد أن دعاة التمسك بمنهج السلف الصالح يعارضون المخترعات الحديثة، يريدون المشاهد أن يعتقد أن هؤلاء السلفيين ضد السيارات والطائرات والتكييفات والكمبيوتر وغير ذلك!! وهذا غير صحيح أبدًا، وإنما الذي لا يريد السلفيون فقط أن يخترع أحد فيه = هو الدين! ذلك لأن الله تعالى أكمل لنا الدين؛ قال الله - سبحانه وتعالى- : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتـْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينـًا}. (المائدة:3) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن أَحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَد). (رواه الشيخان) يقول الإمام النووي في شرح هذا الحديث: "الرد هنا بمعنى المردود ومعناه: فهو باطل غير مُعْتَدّ به، وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم؛ فإنه صريح في رَد كل البدع والمخترعات". (شرح النووي على مسلم) فكل شيء مخترع في الدين قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال إنه مردود في وجه صاحبه وباطل، أما المخترعات التي تخص أمور الدنيا فالأصل أنها مباحة. أما اتهام الدعاة إلى المنهج السلفي أنهم يسرقون البلد وأنهم خونة وأنهم يكرهون البلد – فهذا كلام لا دليل عليه، لا يقال على هذا الكلام إلا إن الصراخ على قدر الألم؛ فإن الفساق قد ضاقوا ذرعًا بما يرونه من رجوع الناس إلى الاستقامة بدين الله تعالى وكثرة الخير عما مضى، والله ناصر دينه وأوليائه. 6- تصوير المسلسل لمنهج السلف الصالح بأنه جماعة إسلامية متشددة تفرض على أتباعها ما تراه، وتخرب عقول المنتسبين والمنتسبات إليها؛ كما قال الشاب للمرأة المنتقبة: (انت اللي اخترتِ اللبس والا حد فرضه عليكِ؟) وكقوله لأمه: (المصيبه الكبيره إزاي بيخرّبوا عقول الناس البسيطة دي وفى وقت قياسي؟!). وهذا كلام عارٍ عن الصحة، فمنهج السلف ليس جماعة من صنع البشر؛ بل كل من التزم المنهج الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام كان منسوبًا إلي هذه المنهج، وإن باعدت بينه وبينهم الأماكن والأزمان، وكل من خالفهم فليس منهم وإن عاش بين أظهرهم. فالدعوة السلفية هي الدعوة إلى منهج الإسلام في ذروته الشامخة وقمته الحضارية، وتوجيه إلى النموذج الذي طبَّقه أهل القرون الأولى، ومن هذا المنهج وبتطبيق هذه القرون الفاضلة له استمدت حضارة المسلمين مقوماتها وأصولها، ومدارها على التوحيد وفهم دور الإنسان في الحياة كما ورد في آيات الكتاب الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وبتنفيذ أحكام الشريعة الإلهية بجوانبها المتعددة في مختلف مجالات الحياة. وإنما نشأ اسم (السلفية) لتمييز دعوة الحق وأهل الحق عن دعوات أهل الباطل وأهل البدع؛ كالخوارج، والمعتزلة، والروافض، وغلاة المتصوفة، وغيرهم. انظر أخي القارئ، هذا كله قد ورد في تلك الدقائق القليلة؛ فما بالك بما سيرد في سائر حلقاته التي تعرض يوميًّا خلال شهر رمضان؟ والعجيب أن أغلب مَن يتكلمون في أمور الدين في هذا المسلسل وغيره مشهور أن لهم أدوارًا إباحية في أفلام ومسلسلات أخرى!! فهل يخرج مِن تلك الشخصيات خير يُقتدَى به؟! أم يُقتدى بالداعين إلى اتباع أوامر القرآن وكلام النبي العدنان؟! ولا يسعنا إلا أن نقول لأصحاب هذا المسلسل وغيره من أهل الباطل: "يا أهل الفن والإعلام: أقصروا، إن رمضان فرصة ثمينة للتوبة والإنابة إلى الله عز وجل: وأنتم تحوّلونه إلى فرصة لنشر الفساد وإشاعة الفواحش، فانضموا إلى صفوف أولياء الله المتقين، وسخّروا الإعلام في خدمة الدين، وإشاعة المعروف والنهي عن المنكر، وذكِّروهم بالقرآن والسُّنَّة، ولا تشغلوهم بالأغاني والمسلسلات، والفوازير، والرقصات، قبيح بكم أن تبارزوا ربكم بالحرب في شهره الكريم، وتكثفوا حربكم على الدين والأخلاق، كأنكم تشفقون من بوار تجارتكم الشيطانية في هذا الشهر المُبارك، فتضاعفون من مجهدكم لتصدوا الناس عن سبيل الله عز وجل، وتبغوها عوجًا، إن المنادي يناديكم من أول ليلة في رمضان: أقصروا يا بغاة الشر، فإن أصررتم فإن ربكم لبالمرصاد". (بين يدي رمضان) سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. منقوووووووووووووووووووول |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع | |
طريقة عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
الساعة الآن 11:10 AM.