مداخلة ـ حرب 94م هي الفساد والطامة

[ابو عهد الشعيبي]

سادتي الكرام
أنا أرى إن هذه الآفة أكبر من الحجم الذي تصورونها عليه أيها الزملاء
فأسمحوا لي إن أشارككم بما أعتقده الساس والأساس لهذه الظاهرة
الذي أبتلانا بها الله تعالى ..
القاعدة المتفق عليها عند كل الناس نخب وعوام إن لكل
لكل كارثة أو مصيبة حيثيات وبيئة وأصول وجذور وعوامل
نشئه بأبعاد مختلفة ولها من التأثيرات في البيئة والمحيط إفرازات
وإنعكاسات ما يجعلها ذات مدلول ومسمى ..
فالفساد وأم الفساد الذي أظنكم بهذه الصفحات تدلون بدلوكم عنه
وأسبابه وأصحابه ورؤسه من وجهة نظري البسيط يتمثل في جهة
معروفة للجميع هي من أظرم نار الشر وأججها لتحقيق مآرب
ومصالح خاصة بها ولها على حساب الخيرين والحق شمال وجنوب
الرقعة الجغرافية التي ننتمي إليها ، وهذه الجهة هي عصابات سبعة سبعة
السوداء وما أنتجة من وسائل وأليات وسياسات تدميرية كي تستبيح بها
حقوق الناس ، فحين تحركة كلوبي مارق في 27 إبريل بعام 94م بالجنازير
والفتاوي التكفيرية وبلغة الفوهات ودوي الإنفجارات وقتل الأبرياء والكوادر
حينها للإنقظاظ على كل شيى وذلك بعد إن أحست بإن جهود الصفوة والنخبة التي تكللة
بوضع وثيقة شاملة للنهوض بوطن 22 مايو ومعالجة الإختلالات والمشكلات
التي كانت بحجمها مقارنه باليوم غيرة وقابله للمعالجة ـ فالوثيقة وما
مثلته ببنودها ومحتواها كأستراتيجية وتفاصيل عملية للحفاظ على
وطن موحد ومعافى للجميع ـ كانت بمثابة السيف القاطع على رقاب أرباب الفساد
وسلاطينه ـ وبذلك الإستشعار الذي أستشعرته وعاشته كابوس تلك الرموز
الفاسده لم يكن أمامها من خيار غير خيار التحرك المزلزل لكل ما هو أمامها..
نعم كان ذلك بمثابة ردة الفعل الطبيعية من قِبل الفاسدين تجاه الوثيقة وما تظمنته
والتي إظن إن بعظكم لا يزال يتذكر إسمها "وثيقة العهد والإتفاق "
وثيقة الإجماع الوطني لكل قوى الخير والوئام والتحاب ـ فحين أحست شرذمة
سبعة سبعة بإنها ستقضي عليها وتنهيها تماما من الوجود ليبقى الوطن بوحدته
السلمية ما كان عليها إلا إن أعلنت الحرب والتكفير والتدمير والبطش
بكل أصنافه وألوانه على شرفاء الوطن وحاملي مشروع نهوضه السلمي
الحضاري حتى تبقى عقب ذلك الفعل المشين متسيده على كل المقدرات والثروات والخيرات،
وفعلاً حالفة للشيطان الرجيم ونجحت بتحقيق مطامعها العنصرية المقيته
فهدمة المشروع الوطني السلمي للوحدة بحرب ضروس ضد طرفها الأساس ،
ودمرة كل جسور وقيم التواد والتكافل والرحمة بين الناس ، وقتلة أحلام
البسطاء وأفقرتهم بل وجعلتهم يدفعون الثمن باهض لأجل كسرت خبز ليست نظيفة
، ورمة عرض الحائط بكل أساسيات وأركان وركائز الوحدة الحقيقية
والسلمية مع الجنوب في 94م ـ وأقصة الشرفاء والشركاء الوحويين الحقيقيين
وسيطرة على كل شيى وتحت مخالبها أرتهت الوطن شماله وجنوبه لها كغنيمة ..
ومنذ ذلك التاريخ الآثم وحياة الناس يوم بعد يوم تزداد سوء وبلاء ، وبأم
عيوننا نرىكل جماليات الوطن الممزق تغرق وتختفي من هذا الوجود ليسود عليه
بقوة وتجبر وغطرسه رهيبة هذا القطيع من المحتالين والزنادقة واللصوص ..

واليوم فأن الفساد هو كل التفاصيل ـ فساد النهب ، وفساد الإقصاء ، وفساد
رفض الآخر وقهره ونهب خيراته وممتلكاته ..
وما يزال لدي للحديث الكثير ولكني لا أخفيكم بإن الإشراف بهذا المكان أصبح فزعة
تؤرق حروفي كل لحظة ..
وأخيرا أقول للشرفاء فقط ـ إن الفساد لن يزول والخير لن يعم إلا متى رأينا
حقوق الناس وممتلكاتهم وتاريخهم وهويتهم وقد عادة لهم ـ دون ذلك فأبشروا
بالمزيد من الغرق في مستنقع الضياع والشتات ..


طارق ـ مراد ـ شي من إحترام جهودنا فلا تحذفوا رجاء