دعوة الى البناء ... والتخلي عن الهدم

[كاتب العدل]

الشعور بالنشوة عبارة عن لذة عارمة وأحاسيس خاصة تصيب الإنسان بعد قيامه بانجاز عمل ما يتناسب مع ما يؤمن به من مبادئ وقيم في الحياة، ولكل واحد منا قيم وجماليات في حياته من وجهة نظره ينتشي من اجلها فهناك من ينتشي بالبناء والانجاز بكافة صوره وأشكاله لأنه يملك عقلاً واعياً وهناك من ينتشي بالهدم أياً كان نوعه ونرى الواحد منهم انه كلما تمكن من إحداث تصدع وانهيار في جدار البناء الذي يحاول الجميع تأسيسة وتعليته ، تملكته احاسيس النشوة والمتعة وهو يرى الانهيارات التي أحدثها تجتاح هذا البناء الجماهير الشعبي .
انه مرض حقيقي ، وصاحبه بحاجة الى عرض نفسه على طبيب مختص بالحالات النفسية ، هؤلاء يعانون من حالة تسمى بطب النفس أصحاب الراي الحدي ، ويعني تتكون لديهم اراء تجاه اشخاص او قضايا لها صفة الحدية بحيث يكونوا مستعدين للتدمير في سبيل فرض رأيهم وعدم الاعتراف بالاخرين مهما كانت النتائج ، فضلا عن ما يعانية من شعور خفي باطني بالنقص ، ويبحث عن تعويضه بوسائل الاثارة والفوضى .
نقول هذا بمناسبة إصرار بعض الاقلام وهي قليلة جدا والحمد لله على أن تتعامى عن المهمة الاساسية التي يخوضها شعبنا في الجنوب ، من توحيد الجهود وصياغة عهد جديد من الفكر والثقافة المعتمدة على الاشتراك في التاسيس للحاضر وبناء صرح مستقبل الوطن المنشود ، ونحن هكذا نجد من يمسك بمعولة ولا يشغله شاغل الا كيف يفتح ثغورا ، ويهدم أحجارا في جدار هذا البناء الوطني الجنوبي ، وهم هكذا يشعورن بأنهم متميزين ، وشجعان ، وأصحاب بهرجات بهلوانية ، وهم في الحقيقة يضرون انفسهم فقط ، لانهم ببساطة في ناحية ،، وفكر وضمير ووعي الاخرين في ناحية أخرى . ولا ينتمون الى قضية ولا الى وطن متحرر يرنو الى مستقبل أفضل .
فهلا ، كفوا عن ترهاتهم التي تسيء الى انفسهم قبل ان تسيء الى أي شخص آخر .