قائمة الشرف



العودة   منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار > قسم المنتديات الأخبارية و السياسية > المنتدى السياسي

القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن

عاجل



آخر المواضيع

آخر 10 مواضيع : الأثنين القادم فعالية تأبين كبرى لـ«فقيد» الوطن اللواء د عبدالله أحمد الحالمي في عدن (الكاتـب : nsr - مشاركات : 0 - المشاهدات : 1393 - الوقت: 12:13 AM - التاريخ: 07-04-2024)           »          الرئيس الزبيدي يلتقي دول مجلس الأمن الخمس في الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 15613 - الوقت: 03:28 PM - التاريخ: 11-22-2021)           »          لقاء الرئيس الزبيدي بالمبعوث الامريكي بالرياض ١٨ نوفمبر٢٠٢١م (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6747 - الوقت: 09:12 PM - التاريخ: 11-18-2021)           »          الحرب القادمة ام المعارك (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12191 - الوقت: 04:32 AM - التاريخ: 11-05-2021)           »          اتجاة الاخوان لمواجهة النخبة الشبوانية في معسكر العلم نهاية لاتفاق الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6326 - الوقت: 05:20 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          اقترح تعيين اللواء الركن /صالح علي زنقل محافظ لمحافظة شبوة (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6096 - الوقت: 02:35 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          ندعو لتقديم الدعم النوعي للقوات الجنوبية لمواجهة قوى الإرهاب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6123 - الوقت: 08:52 AM - التاريخ: 10-31-2021)           »          التأهيل والتدريب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5998 - الوقت: 04:49 AM - التاريخ: 10-29-2021)           »          الرئيس الزبيدي يجري محادثات مع وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6821 - الوقت: 12:56 PM - التاريخ: 10-27-2021)           »          تحرير ماتبقى من اراضي الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6317 - الوقت: 02:53 AM - التاريخ: 10-15-2021)

إضافة رد
  #31  
قديم 11-09-2010, 06:58 PM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 19
افتراضي

بقلم : fsa


بريطانيا حملت عصاها من عمان والأمارات وقطر والكويت
والبحرين والأردن بدون قتال وصياح ولياح
واليوم يعيشون بخير وكرامة وعزة وشرف
وما قام به الثوار الذين كانوا موظفين مع الدولة اليمنية هو
عرقلة استقلال الجنوب العربي وضمه إلى اليمن مقابل ذخيرة
وقطعة سلاح لأنهم جهلاء لا يدركون ما هو الوطن ووما هي
الأرض وما هي السيادة وماهي الثورة واستمرت دولتهم 22 عام وخمسة اشهر
و21 يوم وسلموا الجنوب العربي إلى صنعاء في 22 مايو 1990م
بعد إن قتلوا وسحلوا وشردوا خيرة ما أنجبت أمهات الجنوبيين العرب
والذين قاموا بالثورة اليوم أبناؤهم واقفين مع الاستعمار اليمني الأجنبي
لتاخير الاستقلال مثل ما عملوا في الستينات
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 11-10-2010, 12:24 PM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 19
افتراضي

منقول





وثائق مصرية عن الجنوب العرب


( الرؤية المصرية في تلك الفترة )




يتميز الجنوب العربي بموقع جغرافي فريد يمتد من باب المندب غرباً وجبلالشيخ سعيد من على امتداد المداخل الجنوبية للبحر الأحمر ومداخل المحيطالهندي مما جعله يكسب أهمية إستراتيجية جعلته نقطة صراع منذ الحقبالتاريخية للتنافس والحماية للمصالح الإستراتيجية والتجارية في المحيطالهندي وباب المندب ليجعل منه جسر دولياً في وسط المحيط الهندي والبحرالأبيض المتوسط. وبهذه المكانة الإستراتيجية للجنوب العربي وجد نفسه هذاالشعب داخل حلقة الصراع الدولي للسياسة التي أفرزتها الحربين العالميتين منبروز سمه جديدة للعصر في الصراع السياسي في ذلك الوقت (المعسكر الاشتراكي - المعسكر الرأسمالي) وهذا الصراع أدى إلى بروز حركة التحرر الوطني منالاستعمار في حق تقرير المصير للشعوب والتي أقرتها الأمم المتحدة لتصفيةمخلفات الاستعمار لنيل الاستقلال لهذه الشعوب. وباندلاع ثورة 23 يوليو فيمصر 1952م لعبت دوراً بارزاً في التأثير على مجريات الأمور في الوطن العربيوالشرق الأوسط عموماً سواء من حيث المفاهيم والمنطلقات الفكرية التيطرحتها كمنهاج وخطة عمل على الصعيد الداخلي أو بالنسبة لمجمل تحالفاتهاوعلاقاتها مع القوى والأنظمة القائمة ونظرتها لطبيعة التحالف مع القوىالخارجية. والواقع أن تأثير الثورة على الحركة القومية العربية كان كبيراًلدرجة أنه ما من حزب قومي إلا وطلب ربط مصيره بمصير ثورة مصر التي قادهاعبدا لناصر وكانت حركة القوميين العرب الأكثر تأثراً بالثورة المصرية. ودخلالجنوب العربي ضمن هذا الصراع القومي لمفهوم الوحدة العربية ويمننة الجنوبعلى طريق قيام الدولة العربية الموحدة من خلال إنشاء الحركة الوطنيةوالمتمثلة في مجموعة من التنظيمات السياسية للعمل الوطني وتفعيل دورها معكافة الشرائح في المجتمع المدني المتمثل في النقابات العمالية والمهنيةوغيرها من التحالفات الشعبية لكي تلعب دوراً كبيراً في توعية الشعب نحوحركة التحرر الوطني ودعوة إلى دمج إمارات الجنوب العربي مع اليمن على طريقالوحدة العربية وبانتصار ثورة يوليو ودعمها للقوميين قُدر لهذا الشعب أنيسجل صفحة من صفحات الدمج ألقسري لهوية وتاريخ وثقافة شعب الجنوب العربيالمتأصل في جذور التاريخ الإنساني والحضاري في مملكاته الأولى مثل مملكةحضرموت التي سادت قبل ثمانية عشر قرناً قبل الميلاد ومملكة قتبان التيتعتبر أول دولة أسست نظام برلماني في العصر القديم والذي يعتبر بمثابة نظامالبرلمانات الحديث. أًسس مبدأ القرار الجماعي وكان ذلك بداية العصرالميلادي وكذلك شق الطرقات وترصيصها بالأحجار وحفر الأنفاق لتسهيل طرقالقوافل التجارية. وبهذه الدعوة القومية وبحسن النوايا لشعب الجنوب التواقلوحدة الأمة تخلا عن كل هذا التاريخ ليقدم للأمة أروع صور التضحية والحبقوبلت بالجحدان والنكران وطمس الإنسان.






الحرب العالمية الأولى وسلطنات الجنوب العربي.





عاشت الدول العربية والإسلامية قبل عام 1918م تحت إدارة الخلافة العثمانيةوبهزيمة العثمانيين منحت بعض الدول استقلالها مثل مناطق أقاليم شبة الجزيرةالعربية التي منحت فيها تهامة وزبيد استقلالها عن الخلافة العثمانية وذلكبحسب الاتفاقية التي أبرمت في 25 ذي الحجة سنة 1336هـ الموافق 31 ديسمبر 1918م عقدت الهدنة بين دولة تركيا والمملكة البريطانية وحلفائهما وقد قبلتتركيا بلا قيد أو شرط بعد هزيمتها هذه الاتفاقية وقد حددت الاتفاقية بينالأتراك والبريطانيين على مسالة الحدود وتسليم الحكم في اليمن إلى الإماميحيى بعد أن تكبدوا خسائر في حربهم إلى جانب ألمانيا وقد هاجم قائد الجيوشالتركية علي سعيد باشا سلطنة لحج العبدلية في 22 شعبان من عام 1333هـ وفيالساعة الحادية عشر ظهراً بدأت تتجمع القوات العثمانية حول لحج وفيالساعةالرابعة عشراً هاجم الأتراك مدينة الحوطة وأطلقوا عليها المدافعوفي صباحيوم الاثنين الساعة العاشرة أبيحت المدينة للناهبين ثلاثة أياموأصبحتالمدينة خراباً وأهلها فقراء ففشت المجاعة في البلاد وضجت العبادحتى فتحتالطريق إلى عدن وفي ليلة غرة شهر رمضان توفي السلطان علي بن أحمدبن عليسلطان لحج وخلفه ابن عمه السلطان عبدا لكريم فضل بن علي وقد شنتالحرب تحتفتوى شيخ الإسلام في الأستانة صرح لهم إباحة أموال المسلمينالمهاجرينلأنهم فروا من بلاد المسلمين للنصارى والمراد بها عدن وهوالميناء الرئيسيلسلطنة لحج التي سقطت تحت يد الانجليز في ذلك الوقتوتركيا تحارب لصالحألمانيا وهي حرب ليس للمسلمين فيها لا ناقة ولا جملعلى ما ذكرت فيالمصادر.




وقد سعى السلطان عبدا لكريم بدوراً كبيراً في جعل من اليمن دولة موحدةمستقلة تضم كل من الشوافع والزيود في اليمن تحت سيادة الإمام يحيى معارضاًقيام دولتين أحدهما في صنعاء وأخرى في تعز وفي مارس 1919م انسحبت كافةالقوات التركية وبهذا تم تعين الإمام يحيى بن حميد الدين ملكاً على المملكةالمتوكلية وذهب في توسعه ناقضاً كل الاتفاقيات والمساندة في دعمه منأشقاءه في الجنوب والسلطان عبدا لكريم في لحج وبدأ يفرض سياسة أمر الواقع منأجل احتلال سلطنة لحج العبدلية وهي إحدى سلطنات الجنوب الهامة. وفي عامي 1925-1926م بدأت مسألة مناقشة اتفاقيات الحدود مع الإمام يحيى فرفضالاعتراف بهذه الاتفاقيات وأدخل إمارات الجنوب العربي والملكة المتوكلية فيدوامة الصراع السياسي المدعوم لصالح قوى أخرى.





لقد تعرض سلاطين إمارات الجنوب العربي إلى هجوم كبير بوصفهم دعاة للانفصالوالفرقة وبالخيانة لأوطانهم وأن هذه القوى المدعية متناسية الحقائقالتاريخية لهذا الشعب الذي يشكل مجموعة إمارات ومشيخات ووجودها وجود تاريخييؤكده العصر الإسلامي الذي نشأت فيه أكبر دول في الجنوب العربي اشتهرتبتراثها التاريخي العظيم وللحقيقة. نستعرض بعض هذه الملاحظات لتوضيح الأمرللقارئ:



وفي عام 1948م وبعد قيام جامعة الدول العربية تقدمت السلطنة العبدليةبمذكرة إلى هذه المنظمة العربية طالبة قبولها عضواً أو تمثيلها في اللجنةالثقافية أسوةً ببلاد المغرب فاعترضت حكومة اليمن على ذلك الطلب بحجة أنلحج محمية بريطانيا وجزء مقتطع من اليمن وألا يمكن بأي حال يكون لها ممثلونفي الجامعة العربية وعلى هذا الأساس فليس لحضرموت أو لحج أن تعتبر نفسهاسلطة قائمة بذاتها وأن تثبت وجودها في الخارج كهيئة أو حكومة ذات سيادةمستقلة.



وقد اثأروا ممثلو اليمن زوبعة كبيرة ضد سلطنة لحج على الرسالة التي قدمهاالسيد محمد علي الجفري مستشار عظمة سلطان لحج لصاحب الدولة رئيس الوزارةالمصرية بتاريخ 8 ربيع الثاني سنة 1367هـ الموافق 18 فبراير عام 1948م وضحفيها مزاعم المعارضين لتمثيل لحج في الجامعة العربي بحجج قاطعة لا تدعمجالاً لأولئك الذين يحلمون بضم إمارات الجنوب العربي إلى اليمن.


وهذا نص المذكرة السياسية التي أرسلتها سلطنة لحج إلى الجامعة العربيةوالوفود التي حضرت جلسات الجامعة في شهر فبراير 1948م:



حضرة صاحب الدولة:

بعد الإجلال والاحترام اطلعنا اليوم على اعتراضات أبداها حضرة مندوب حكومةاليمن على انضمام سلطنة لحج إلى بعض لجان جامعة الدول العربية عامةً كمااطلعنا على نشرات أخرى غير صحيحة نشرتها جريدة المصري حول هذا الطلب وإنيبصفتي مستشار عظمة السلطان وقد انتدبني لتمثيله في الجامعة أتشرف بأن أقدملدولتكم المذكرة الآتية:



- أولا: أن سلطنة لحج مستقلة منذ مائتين وثلاثين عاماً وقبل أن يكونللانجليز أي تدخل في السياسة العربية وقبل أن تستقل اليمن بمائتي سنة.




- ثانياً: أن سلطنة لحج ليست محمية بريطانية ومعاهدتها مع الانجليز معاهدةصداقة وود وقد سلمنا الصورة الرسمية عنها إلى معالي الأمين العام.




- ثالثاً: أن عظمة السلطان لا يتقاضى مرتباً من الانجليز ولكن بريطانيا فيمقابل استثمار ملاحات بلدة الشيخ عثمان ومقابل المياه الحلوة المستغلةمنهاتدفع نحو أربعين ألف روبية.




- رابعاً: أن سلطنة لحج مستقلة استقلالاً داخلياً كاملاً ولا يوجد فيهامستشارون إنجليز ولا أي موظف إنجليزي ولا أي مندوب من قبل بريطانيا في أيدائرة ولا المحاكم الشرعية.




- خامساً: أن سلطنة لحج مستعدة لتنفيذ الرغبات العربية القومية ولكنها لاتقبل الانضمام إلى حكومة لا تقوم على أساس نظامي من دستور أو قانون وتطلبمن جامعة الدول العربية انتداب لجنة تكون ضيفة عليها لتحقيق الأوضاعالحاضرة في لحج واليمن وترى الفرق الشاسع بينهما في النظام وحكم الشورىوالحرية الشخصية وحالة التعليم والصحة وغير ذلك من المرافق العامة.




فمن هذا يتضح ما في تلك الأقوال من مغالطات غير صحيحة، كما أننا نطلب سماعردنا عليها والوقوف على وجهة نظرنا في مواجهة حضرة مندوب حكومة اليمن الذيلم يراع الأصول السياسية المتعارف عليها بين الحكومات وبعضها.


وفي الختام أرجوا أن تتفضلوا بقبول فائق الاحترام



هذا وإني أختم كلمتي بأنه ليس هناك طريق للوحدة اليمنية وتنفيذ الرغباتالقومية العربية إلا الطريق الذي ألمحت إليه آنفاً، أن تقوم في اليمن حكومةنظامية مدنية تعترف بوجود العلم والفن ولا تعتبر الجامعات والكهرباءوالراديو والطيارات من عمل الشيطان،،






محمد علي الجفري



الحركة الوطنية ويمننة الجنوب العربي.



ظلت عدن بعد سقوطها في أيدي البريطانيين تابعة لحكومة بومباي وكانتبريطانيا تهتم بالميناء فقط فهي تسعى لزيادة التبادل التجاري مع الأقاليمالمحيطة وكانت تركز اهتمامها لتعزيز التجارة بين الشرق والغرب في ميناء عدنولم يتدخل الإنجليز في شؤون إمارات الجنوب العربي إلا بعد معاهداتالحمايةدون تدخل فعّال في شؤونها وفي أول إبريل عام 1937م فصلت عدن عنالحكومةالهندية كولاية تابعة لها إلى مستعمرة تابعة للتاج الملكيالبريطاني معاستمرارها كميناء حر وجاء هذا التغير في سلسلة المتغيراتالإستراتيجية التيحكمت بين الشرق والغرب لهذا عملت بريطانيا لنقل كافةمهام السلطة الإداريةإلى وزارة المستعمرات تحسبتاً لأي متغيرات دوليةوكذا استقلال الهند التينالتُه في عام 1947م وكل هذه الظروف والمتغيراتفي معطيات أمور الجنوبالعربي أدت إلى بروز المشاركة الفعلية في الصراع مابين دعاة الاستقلالبالثورة السلمية في نيل حق تقرير المصير وبين دعاةالثورة المسلحة فيالجنوب نحو تحقيق الوحدة العربية اليمنية.




وعلى هذه المتغيرات بدأت بريطانيا في عام 1947م على تأسيس مجلس تشريعي يضمثمانية من الموظفين وثمانية آخرين من غير الموظفين يتولى الحاكم العامتعينأربعة من الفئة الأولى مع أفراد الفئة الثانية ودخلت عدن ومع إماراتالجنوب مرحلة جديدة من العمل السياسي تجلى ذلك في ظهور منظومة الأحزابالسياسية وإنشاء الجمعيات والنقابات وفي بداية الخمسينات تكونت الجمعيةالعدنية وحزب رابطة أبناء الجنوب العربي وكذا مجموعة من الأحزاب الصغيرةالتي لم تنجح في الاستمرار مثل الحزب الوطني الاتحادي والمؤتمر الدستوريوحزب الأمة والحزب الشعبي.




وفي يوليو عام 1955م طالبت الجمعية العدنية وحزب الرابطة بانتخابات فعليةللمجلس التشريعي في عدن وقد تم تحديد عدد المرشحين للانتخاب في بعض الأعضاءلأول مرة أن يعتمد الترشيح على أربعة وقد تحصلت الرابطة على ثلاثة مقاعدمن الأربعة المرشحين وبهذا ظل الحاكم العام يملك الصوت المرجح في المجلسوفي مايو 1956م قدمت الرابطة مجموعة من المقترحات لتحقيق مزيد من الخطواتفي طريق الحكم الذاتي وإقامة مجلس تشريعي منتخب ووزارة منتخبة والاعترافباللغة العربية كلغة رسمية والعمل على تخفيض عدد الموظفين الانجليز فيالمستعمرة للمناصب العليا وفي نوفمبر 1957م أعلنت الحكومة البريطانية عنتغييرات دستورية جديدة في المجلسين التنفيذي والتشريعي ونص الدستور الجديدالذي تحول إلى قانون في نوفمبر 1958م على أن يضم المجلس التشريعي الجديدأثنى عشر عضواً منتخباً وخمسة أعضاء بحكم مناصبهم في الحكومة وستة معينينورئيساً يعينه الحاكم العام وقد أزالت هذه الترتيبات الجديدة الأغلبية التيكانت للموظفين في المجلس التشريعي وعهدت بالمسؤولية دوائر التعليموالأشغال العامة والمواصلات والعمل والخدمات الاجتماعية والصحة إلى خمسة منأعضاء المجلس التشريعي على أن يكون ثلاثة منهم منتخبين وظل الحاكممحتفظاًبالسلطات التشريعية والتنفيذية في يديه إلا أن اللغة العربيةأصبحت للمرةالأولى اللغة الرسمية والبديلة عن الانجليزية في المجلسالتشريعي.




وبدخول رابطة أبناء الجنوب العربي انتخابات المجلس التشريعي وجهت لها ضربة سياسية قوية فيسمعتها في ذلك الوقت من قبل أعضاؤها الذين أيدوا المقاطعة وقد اشتعلتبينهما الاختلافات وأظهرت التناقضات. وبهذا الموقف عملت القوى الوطنية إليتجميع النقابات في عدن وقد كانت توجد في عام 1955م ثلاث نقابات وازداد عددهذه النقابات فيما بعد إلى 25 نقابة حتى بلغت عام 1956م إلى 30 نقابة وفينفس هذا العام أنشئ مؤتمر عدن للنقابات (المؤتمر العمالي) ويضم فيه اتحادعمال الميناء والبترول، والوظائف المتنوعة الحكومية والمواصلات والبريدوالوظائف المهنية والوظائف المتنوعة. وفي عام 1962م شُكل حزب الشعبالاشتراكي كواجهة للعمل السياسي بما يسمى مؤتمر عدن للنقابات تعتبر هذهالمرحلة هي مرحلة البدايات لثورة بمفهومها الشامل كمقدمة إستراتيجية للعملالسياسي والشعبي تحت نظريتين، معركة التحرير للجنوب العربي متمثل فيالثورةالسلمية، ومعركة الثورة المسلحة المتمثلة في أيدلوجية الفكر القوميللوحدةالعربية ويعتبر حزب الشعب الاشتراكي هو الحزب السياسي الوحيد الذيأنشئ فيذلك الوقت وقد برز على أنقاض حزب الرابطة بعد هزيمته السياسيةعلى كافةالجوانب الشعبية والنقابية بغض النظر فيما حققه من انجازاتسياسية على صعيدالعمل السياسي وتقديم قضية الجنوب العربي في المحافلالدولية والأممالمتحدة.





باندلاع الانتفاضة المسلحة بقيادة الشيخ غالب بن راجح لبوزة من ردفان بدأتالتناقضات على الساحة السياسية بين مؤيد ومعارض فالأحزاب التي نادت بالعملالسلمي لانتزاع الاستقلال باعتباره الأسلوب الوحيد الذي يلبي مطالبجماهيرالشعب وأهدافه وآماله مثل حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الذيانطلق من أنالجنوب العربي شعب مستقل عن ما يسمى بالتراب اليمني وهويعتبرها نظريةخرافية لأنه لا يوجد شيء اسمه طين يمني متميز بملامح وسماتوخصائص وصفات عنالتراب العربي ويعتبرون هذا الموضوع موضوعاً جدلياً لاطائل تحته ولا جدوىإطلاقاً من إثارته معتبرين أن الجنوب جنوب عربي ليس منحيث شكل التسميةولكن من حيث الجوهر والمحتوى والدلالات التاريخية وقدشجبت الرابطة النضالالمسلح واعتبرته خطراً يهدد الجنوب بالدمار.


أما حزب الشعب الاشتراكي يعتبر النضال المسلح وسيلة رئيسة للضغط علىالاستعمار من أجل الوصول إلى حلول سياسية أفضل وليس لإحراز انتصار عسكريحاسم وقد أيد ذلك الطرح حزب البعث في الجنوب والتزاماً بذلك الخط مضموناًومحتوياً وسلوكاً.



الاتجاه الثاني تيار الثورة المسلحة وهذا التيار ينقسم إلى قسمين:




بدأت فكرة الثورة عبارة عن تيار نظري ولم تكتمل لدى الثورة أية خطة عملإستراتيجية للعمل السياسي والعسكري والشعبي وكما ذكرنا سابقاً أن المؤتمرالعمالي للنقابات لعب دوراً كبيراً في تحريك الشعب للمظاهرات والاحتجاجاتوالإضرابات والعصيان المدني وفي خلال هذه الفترة تمت لقاءات بين القوىالوطنية دعا إليها بعض رجال القبائل البارزين وممثلون من ضباط الجيشالاتحادي وممثلون عن حركة القوميين العرب واستطاعت هذه الشخصيات أن تتزعمالدعوة لاجتماع القوى الوطنية في دار السعادة بصنعاء وذلك في تاريخ 24فبراير سنة 1963م وفي هذا الاجتماع الذي حضره أكثر من ألف شخص من القبائلومن الجنود ومن الضباط الأحرار وممثلي حركة القوميين العرب استقرت الرؤىعلى تشكيل لجنة تحضيرية لتقوم بإعداد مشروع ميثاق في صيغة نداء إلى الفئاتالوطنية لكي تلتقي في جبهة واحدة أطلق عليها في البداية جبهة تحرير الجنوبالمحتل وانتخبت لجنة تكونت من 11 عضواً تم اختيارهم من الحاضرين وكان منأبرزهم قحطان الشعبي وناصر السقاف وعبدالله المجعلى ومحمد على الصوماتىوثابت علي المنصوري ومحمد أحمد الدقم وبخيت مليط وأحمد عبدالله العولقيوعيد روس حسين قاضي وعلي محمد الكازمي وعبدالله محمد الصلاحي. وعقدت اللجنةالتحضيرية عدة اجتماعات توصلت بعدها إلى إعداد مشروع ميثاق تمت الموافقةعليه في 8 مارس سنة 1963م وأقره الحاضرون من رجالات القبائل والضباطوالجنود الأحرار وممثلي القوميين العرب ويتكون الميثاق من مقدمة ومن نقاطعريضة حددت الأهداف والمبادئ التي تناضل من أجلها.
وفي 19 أغسطس 1963م صدر بيان رسمي بقيام الجبهة القومية لتحرير الجنوباليمني المحتل وشكلت قيادة للجبهة مكونة من ستة ممثلين عن قطاع القبائلوستة ممثلين عن حركة القوميين العرب وقد لعبت أحداث 14 أكتوبر 1963م التيحدثت بين قبائل ردفان والسلطات البريطانية عندما وجه إنذاراً إلى قبائلردفان بتسليم السلاح وبدأ التحدي بإرسال قوات ضخمة مدعمة بالمصفحاتوالدبابات وطائرات لقصف قرى ردفان وتأديب قبائلها مما أثار الشيخ غالب بنراجح لبوزه ودفعه في دخول معركة مسلحة مع القوات البريطانية مما جعل الجبهةالقومية أمام أمر واقع فاستغلتها الجبهة القومية وأعلنت في بيان لهااندلاع الثورة المسلحة وأنها المسئولة عن أحداث 14 أكتوبر وبهذا الموقف قضتالجبهة القومية على كافة معارضيها في قيام الجبهة المسلحة للتحرير وقدقرأالبيان من صنعاء أثناء وجود بعض كبار المسئولين العرب في صنعاء وطلبتالجبهة القومية تدعيمها بالسلاح والإمكانيات الضرورية لاستمرار الثورةفوافق المسئولين العرب على أمداد الجبهة ببعض المتطلبات على أن يدرسالموضوع في القاهرة وبعد ذلك عززت جبهة ردفان ببعض الإمكانيات لتقويةاستمرارها وأرسلت الجبهة القومية ممثلاً عنها ليتولى قيادة الجبهة وهوالشيخ عبدالله المجعلى وذلك بعد استشهاد الشيخ غالب بن راجح لبوزه في أوليوم لاندلاع الثورة في ردفان وبهذا أصبحت ثورة ردفان شعلة للثورة الشاملةفي ربوع الجنوب العربي كله وقد عملت الجبهة القومية على توسيع نشاطها فيتلك الفترة وبدأت تستقطب بعض التجمعات السرية التي ظهرت في المنطقة قبلقيام الثورة المسلحة وبدأت في السعي لانضمام هذه التجمعات مثل جبهة الإصلاحاليافعية والجبهة الوطنية والمنظمة الثورية لتحرير الجنوب وتنظيم الضباطالأحرار والجبهة الناصرية وبهذا أصبحت الجبهة القومية مكونة من سبعةتنظيمات سرية استطاعت بالفعل أن تتوسع وأن تتغلغل في كافة صفوف الجماهيروأن تقطع دابر تلك التشكيلات والأحزاب السياسية التي لها موقف من الثورةالمسلحة.

أما الأحزاب السياسية الأخرى مثل حركة القوميين العرب والبعثيين والشيوعيينرغم حجم كل منهم ودوره فقد ساهمت إلى حد ما فكرياً في تعميق أسلوب النضالالمسلح في أوساط الجماهير في المنطقة وقد التزم حزب البعث في الجنوب بخطحزب الشعب الاشتراكي.



الدمج القسري وجبهة التحرير.




في 23/12/1963م دعا الرئيس جمال عبدا لناصر إلى مؤتمر القمة العربية الأولومن أجل ذلك عمل على توحيد الصف العربي وتنقية الأجواء وكانت هذه الخطوةبمثابة تنشيط لدور الجامعة العربية وفي يوم 5/7/1964م عقدت بمبنى الجامعةالعربية بالقاهرة وتحت رعايتها مؤتمر وطني للجنوب المحتل حضرة الأمين العامالمساعد للجامعة وعدد من الأحزاب والهيئات والشخصيات المستقلة وحزب الشعبالاشتراكي وحزب رابطة أبناء الجنوب العربي والمؤتمر الشعبي بحضرموتوالاتحاد الشعبي الديمقراطي والسلطان علي عبدا لكريم والسلطان أحمد عبدا للهالفضلي ومن المشائخ محمد أبوبكر بن فريد وشخصيات مستقلة مثل السيدعبدا لقويمكاوي وعمر شهاب وقد عبر الأمين العام في كلمته عن غرض الرئيسإلى هذااللقاء وهو الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الاستعمار واتخاذ خطةموحدة لدعمالنضال الوطني والتوجه يداً واحدة إلى لقاء اللجنة الفرعيةلتصفيةالاستعمار التي تزور القاهرة لتستمع إلى أبناء الجنوب العربيالمحتل. وقدأصدرت الأطراف المجتمعة بياناً مشتركاً وتحديد إطار العملالوطني في مواجهةالاستعمار يداً واحدة والنضال المقدس وشجب مؤتمر لندناللادستوريوالمطالبة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالجنوب المحتل. وفي يوم 30/7/1964م وقعت الأطراف على الميثاق الوطني الذي نص على إقامةمجلس تنسيقيمهد لقيام تكتل وطني في الجنوب. وفي 1/10/1964م شكلت قيادة من 12 عضواًلتكوين المنظمة لتوحيد النضال وقيام المنظمة وتم التوقيع من قبلالأطرافالمشتركة على دستور منظمة تحرير الجنوب المحتل مقرها الجنوبالمحتل ولهافروع داخل العالم العربي وخارجة وحدد الدستور والأعضاءالمؤسسين للمنظمة: حزب رابطة الجنوب العربي، حزب الشعب الاشتراكي، هيئةتحرير الجنوب اليمنيوشخصيات من الجنوب وكذا السلطان علي عبدا لكريم. والسلطان أحمد عبداللهالفضلى. ومحمد عيدروس اليافعي والشيخ محمد أبوبكربن فريد.


في 13 يناير 1966م وقع بيان عن منظمة تحرير الجنوب المحتل والجبهة القوميةوعرض البيان لأبرز أسباب قيام جبهة التحرير بأنها تطورات جديدة للموقفالاستعماري وأن القوى الوطنية تقف ممزقة ومتصارعة أمام الاستعمار ومخططاتهولهذا اتفقت الجبهة القومية ومنظمة التحرير على الاندماج في تنظيم ثوريواحد لقيادة الشعب يحمل اسم جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وفي اليوم الثانيأعلن السيد قحطان محمد الشعبي الأمين العام للجبهة القومية بلاغاً إلىالصحافة حدد فيه موقف الجبهة من حدث الدمج ونفى قيام الدمج بين التنظيمينوأن الذي وقع على بيان الدمج هو عضو واحد من الجبهة القومية وهو إجراء غيرشرعي قام به وأنه مخالف للميثاق الوطني والنظام الداخلي وأن أي اندماج لايقرره المجلس التنفيذي أو المجلس الوطني بل أنه من صلاحيات المؤتمر الوطنيالذي يضم المجلس التنفيذي والمجلس الوطني وممثلين لكل قواعد الجبهةالعسكرية والشعبية وأكد البلاغ أن الجبهة القومية مستمرة في قيادة الثورةبتنظيماتها العسكرية والشعبية والفدائية .



الحرب الأهلية والاستقلال.






إن الخلاف بين الجبهتين أدى إلى ضرب الجبهتين وتعميق الخلاف بينهما وسنلخصوجهة نظر الجبهة القومية على أساس أن تكون الوحدة الوطنية على تنسيق عسكريوسياسي فقط أما الاسم فهو الجبهة المتحدة لتحرير الجنوب اليمن المحتل أنتكون نسبة التمثيل 50% لكل من الجبهتين أما جبهة التحرير فكانت وجهة نظرهاأن الجبهة لا تمانع أن تكون الوحدة الوطنية على أساس التنسيق العسكريوالسياسي على أن تحقيق الوحدة كاملة بين قواعد وقيادة الجبهتين وأن الاسملا يقدم ولا يؤخر وإن كانت تحرص على اسم جبهة التحرير نظراً لاعتراف الدولالعربية والصديقة بها أما التمثيل أكدت جبهة التحرير أن هذا ليس مشكلةأساسية وتوافق عليها على المستوى السياسي أما المستوى العسكري بنسبة 6:2ثلثين لجبهة التحرير وثلث للجبهة القومية وقد رفضت الجبهة القومية هذاالاقتراح وانتهت المحادثات الأولى بالفشل وبدأت المعارك بين الجبهتين وخرجتكافة الزعامات الوطنية والدينية وفئات الشعب تنادى بإيقاف الاقتتالالأهليواستجابت الجبهتين لهذه النداءات وفي يوم 3/10/1967م حددت الجبهتينموعدومكان الاجتماع في القاهرة خارج نطاق الجامعة العربية لمناقشةالنقاطالأربع التي نص عليها الاتفاق السابق وقد ابتدأ القتال في 29/9/1967م وفي 10/10/1967م بدأت اجتماعات الوحدة الوطنية من جديد فيالقاهرة وتعثرتالمحادثات من الوهلة الأولى ووصلت إلى موقف متأزم عندمناقشة مسئولية الحكموقد انفض الاجتماع بين الطرفين دون جدوى وفي 23/10/1967م أعلنت بريطانيةالانسحاب من الجنوب العربي وقررت الانسحابخلال الأسابيع الثلاثة القادمةأي قبل شهرين من الموعد المقرر لمنحالاستقلال للجنوب العربي في 9 ينايرالمقبل عام 1968م وقد بادرت كلاً منالجبهتين بإعلان بيان رسمي يعلن فيهالاتفاق على جميع المسائل التي تمبحثها لمطالبة الشعب والجيش الوقوفبصلابة في وجه ما من شأنه الإضراربثورته وفي 2/11/1967م وقعت اشتباكات بينالقومية والتحرير طوال يوماستخدمت فيها كافة الأسلحة التي بحوزتهم وفييوم 4/11/1967م وجهت القوميةوالتحرير نداءً مشتركاً من القاهرة تطالبالوطنيين في عدن بإيقاف القتالوفي يوم 7/11/1967م أعلن الجيش تأييدهللجبهة القومية وتدخل بالفعل لصالحالجبهة القومية وحسم الموقف وفي 9نوفمبر 1967م أعلن سيف الضالعي رئيسالمكتب السياسي للجبهة القومية أنه يجبعلى بريطانيا أن تعترف بسيادةالجبهة القومية على الجنوب وأن تبدأبالتفاوض معها بشأن نقل السلطة إليهابعد الاستقلال يعتبرها الممثلةالوحيدة للشعب وفي يوم 11 نوفمبر 1967مأعلن متحدث في لندن باسم وزارةالخارجية البريطانية أن بريطانيا قد ردتعلى طلب الجبهة القومية بالاعترافبها رسمياً باعتبارها الحكومة الفعليةفي عدن وبعدها بدأ الحوار فعلاً بينالجبهة القومية والحكومة البريطانيةوفي 21/11/1967م بدأت المباحثات الخاصةبالاستقلال للجنوب العربي برئاسةقحطان الشعبي ممثل الجبهة القومية وكلاًمن فيصل عبدا للطيف الشعبي وسيفالضالعي وعبد الفتاح إسماعيل ومحمد أحمدالبيشى واستمرت المفاوضات حتى 27نوفمبر 1967م والوفد البريطاني برئاسةلورد شاكلتون وهكذا ففي 30 مننوفمبر 1967م ولدت جمهورية اليمن الجنوبيةالشعبية وفي نفس اليوم أصدرتالقيادة العامة للتنظيم السياسي للجبهةالقومية بياناً أعلنت فيه الجبهةالقومية السلطة العليا في الجمهورية وأعلنفي البيان عن أتباع الشكلالرئاسي للحكم وعين قحطان محمد الشعبي رئيساًللجمهورية ورئيس كذلك مجلسالوزراء وقائداً عاماً للقوات المسلحة وسيفالضالعي وزيراً للشؤونالخارجية وعلي سالم البيض وزيراً للدفاع ومحمد عليهيثم وزيراً للشؤونالداخلية ووزيراً للصحة بالوكالة ومحمود عبدالله عشيشوزيراً للماليةوعبد الفتاح إسماعيل وزيراً للثقافة والإرشاد القومي وشؤونالوحدة اليمنيةوفيصل عبداللطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيطوعادل محفوظخليفة وزيراً للعدل والأوقاف وفيصل شملان وزيراً للأشغالالعامةوالمواصلات وعبدالملك إسماعيل وزيراً للعمل والضمان الاجتماع ومحمدعبدا لقادر بافقية وزير التعليم وسعيد عمر العكبري وزير لشؤون الإدارةالمحلية والزراعة وحدد البيان دور ومكان الجبهة القومية في البلاد بأنهاقائد الثورة والسلطة العليا وكما أعلنت المبادئ الأساسية لسياسة الدولة فيالحقل الخارجي وهي الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والحياد الايجابي وعدمالانحياز والتضامن مع شعوب البلدان والعداء للاستعمار وفي 12 ديسمبر 1967مقبلت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عضواً في جامعة الدول العربية وفي 15من ديسمبر من نفس العام قبلت في منظمة الأمم المتحدة،،





للأهمية يشار إلى التالي:




1- أن سلاطين هذه الإمارات ليست بريطانيا من منحتهم هذهالألقاب وليست هيمن جعلتهم سلاطين على هذه الأرض ولم يفصلوا هذا الجزء مناليمن كما يوهمواالآخرين في مقالاتهم وخطبهم السياسية.





2-أستقل السلطان فضل بن علي العبدلى بمخلاف لحج وعدن منالأتراك سنة 1145هـ وأقر الحوطة عاصمة له وأسس السلطنة العبدلية في ظلظروف اختلالأحوال العرب بالحروب الوهابية وتوسع محمد علي باشا علىالسيطرة لباب المندبفاستبقت بريطانيا الأحداث واحتلت عدن.



-



3. كما كانتعلى مسرح الأحداث سلطنة الفضلى تحت رئاسة سلطانها حامد بنعبدالله الفضلىومشيخات يافع والضالع والصبيحة والعواذل.





4 - أما حضرموت فقد كانت تحتالدولة الكثيرية منذ ثمانية قرون وظلت باقيةحتى بعد ظهور الدويلات وبقيةإلى 1967م حتى تم تسليم البلاد إلى الجبهةالقومية هي وسلطنة القعيطى فيالساحل. 8 ربيع الثاني 1367هـ





5- دافع السلطان محسن بن فضل العبدلى عن عدن ورفض بيعهاللانجليز وشنتالحرب حتى تم الاستيلاء على عدن في 19 يناير 1839م.









المراجع :




الكاتب جواد علي ... المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ... الجزء الثاني



الكاتب سقاف علي الكاف ... حضرموت عبر أربعة عشر قرناً



الكاتب أحمد عطية ...تجربة الثورة



الكاتب عادل رضا ...ثورة الجنوب



الكاتب فالكوفا ... السياسة الاستعمارية في جنوب الجزيرة العربية



الكاتب جاد طه ...السياسة البريطانية في جنوب الجزيرة العربية



الكاتب أحمد فضل بن علي محسن العبدلي .... هدية الزمن في أخبار لحج وعدن



الكاتب صلاح البكري ...حضرموت وإمارات الجنوب العربي
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 11-10-2010, 12:50 PM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 4,309
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

خلاصة القول إن تلك ثورة قد خلت وامّه خلت مثلها ومهما اعترف (القباطي) فهو مجرّد قاريء لتاريخ تلك الثوره ولم يحضر لها وصر!
وشعب الجنوب العربي اليوم في ثورة جديده لتحرير الوطن وطمس تلك الثوره (النكبه) بكل مآسيها!!
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 11-11-2010, 10:18 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي



فاسيلي ميتروخن يفضح عمالة عبد الفتاح إسماعيل للروس ومسؤوليته عن التأسيس للشيوعية والوحدة



عندما لجأ ضابط المخابرات الروسي فاسيلي ميتروخن إلى بريطانيا أحضر معه وثائق وصفها مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية بـ«أكمل وأوسع عمل استخباراتي وصل من أي مصدر على الإطلاق».



وعند صدور الجزء الأول (2005) الذي تعلق بأعمال الكي جي بي (وكالة الاستخبارات السوفيتية) في أوروبا أثار الكتاب ضجة إعلامية في الغرب، والآن صدر الجزء الثاني الذي يتعلق بأعمال الكي جي بي في العالم ومدى اختراقها الدولي في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.



وطيلة ربع قرن اعتقدت الكي جي بي أن العالم الثالث هو الساحة التي تكسب فيها الحرب الباردة، ويهمنا في هذه الترجمة البسيطة ما ذكره الكتاب عن اليمن وأعمال الجاسوسية التي تمت فيها.



يروي الكتاب وبإسهاب عن رؤية الاتحاد السوفيتي لمنطقة الشرق الأوسط وكيف عولت روسيا على علاقتها بجمال عبد الناصر لتشكل مصر الدولة العربية الكبرى نموذجاً يحتذى به لنشر الماركسية اللينينية في المنطقة وكان تركيز جهاز الكي جي بي على عبد الناصر كبيراً من الخمسينات وحتى وفاته في العام 1970. ويقول الكاتب إن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كانت ترى نفسها النموذج الماركسي للمنطقة، ولكن المذابح الدموية التي رافقت الانقلابات الدورية فيها جعلت منها مغرماً وليس مغنماً في أعين الروس أنفسهم.



والبداية في 9 ابريل 1992 في إحدى دول البلطيق المستقلة حديثاً عن الاتحاد السوفيتي والتي وصل فيها رجل عجوز في السبعين من عمرة قادماً على قطار الليل من موسكو لحضور مقابلة رتبت مسبقاً مع ضباط المخابرات البريطانية (أس إي أس) والمعروفة بـ (أم إي 6) في السفارة البريطانية الجديدة وبدأ بإظهار جواز سفره الذي حمل اسم فاسيلي نيكيتيش ميتروخن وهو مسؤول أرشيف رفيع المستوى في مكتب مدير المخابرات الروسية كي جي بي وفي تلك المقابلة التقطت له الصورة المنشورة مع هذا المقال وكان ميتروخن قد وصل إلى السفارة البريطانية قبل شهر من هذا الموعد مرتديا نفس الملابس الممزقة حتى لا يثير أي شبهات لدى ضباط الحدود الروسية.

وكانت زيارته الأولى ليس للسفارة البريطانية وإنما للسفارة الأمريكية حيث عرض عليهم الأسرار التي يحملها ولكنهم أهملوه حيث كانوا غارقين بطلبات اللجوء وفشلوا في التقاط ميتروخن وبعد خروجه من السفارة الأمريكية توجه للسفارة البريطانية حيث قابلته موظفة دبلوماسية صغيرة السن وتتكلم الروسية بطلاقة وطلبت منه أن يريها نموذجا من تلك الأسرار فقام بفتح الحقيبة المهترئة التي كان يسحبها معه وتحت أرغفة الخبز والملابس وقطع اللحم التي حملها لسفره كانت الوثائق مخبأة ولأن السفارة لم يكن فيها ضباط مخابرات طُلب منه العودة لاحقاً واتفقا على اللقاء مجدداً بعد شهر.. وفي فترة عمله لدى المخابرات السوفيتية كان ميتروخن يهرب الوثائق يومياً من مكتبه إلى منزله من العام 1972 إلى العام 1984 عندما أحيل إلى التقاعد.
هذا الكتاب هو بعض مما احتوته وثائق ميتروخن.. وفيما يلي ترجمة حرفية لما ذكر عن اليمن في الكتاب:



«جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية»
كان الحليف الإيديولوجي الأقوى للاتحاد السوفيتي في العالم العربي هو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي تأسست عام 1970 بعد ثلاث سنوات من الاستقلال عن بريطانيا. ومثل كوبا صعدت جبهة التحرير الشعبية (الجبهة القومية) إلى الحكم بعد حرب عصابات، وبعد ذلك أعلنت نفسها حزبا ماركسيا لينينيا. ومع اتساع وجود الاتحاد السوفيتي في المحيط الهندي في السبعينات استخدم الأسطول السوفيتي الخدمات بشكل متكرر في ميناء عدن وسقطرة بحسب السفير السوفيتي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بيريسيبكن الذي قال:«لقد تحركنا من منطلق أن الاشتراكية العلمية كانت نظرية عالمية وأردنا إثبات أن بلدا عربيا صغيرا وناميا ومستعمرة بريطانية سابقة سيتطور باتجاه مستقبل مشرق بشرط تسليحه بشعارات الاشتراكية العلمية».







فشلت الشعارات.. المستشارون السوفيت المعينون في الوزارات عرقلوها بعدم الكفاءة الناجمة عن الاقتصاد الموجه الذي تدربوا عليه.. ولاحظ اليكساندر فاسيلي أحد المسئولين السوفيت الذين زاروا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية: «عندما زرت عدن قبل تعميم نظام الجمعيات كانت الأسواق والسواحل مليئة بالأسماك والأحياء البحرية.. وعندما أدخل الصيادون بنظام الجمعيات اختفى السمك مباشرة».



وعلى العكس منه كان بيرسيبكين يغفر لزعماء اليمن الجنوبي الذين أوصلوا بلادهم إلى الإخفاق فهم ببساطة كانوا يتبعون وبطريقة عمياء «الرفاق الكبار» الذين «بنوا الاشتراكية».



وعلى الرغم من الآمال المبكرة بتحويل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى منار العرب لـ«الاشتراكية العلمية»، وجدت موسكو أن اليمن الجنوبي صداع مستمر. كان أحد الأهداف الكبيرة للمقيمين في عدن مراقبة الصراعات المستمرة على السلطة التي مزقت الجبهة القومية وخليفتها (منذ أكتوبر 1978) الحزب الاشتراكي اليمني، ولم تعمل موسكو سوى القليل للسيطرة عليهم.



من 1969 إلى 1978 كان هنالك صراع طويل على السلطة بين عبد الفتاح إسماعيل، زعيم الجبهة القومية الموالي بشدة للاتحاد السوفيتي، وسالم ربيع علي رئيس الدولة الموالي للصين. وفي يونيو 1978 وبمساعدة السوفيت والكوبيين أطاح عبد الفتاح إسماعيل في انقلاب ناجح بسالم ربيع علي الذي أُعدم بتهمة التخطيط للقيام بانقلاب بدعم من الغرب والمملكة العربية السعودية.



وكان الداعم الأساسي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي خلال منتصف السبعينيات هو نيكولاي ليونوف والخدمة 1 (التحليل الإستخباري).. (رقي ليونوف لمنصب رئيس الخدمة 1 في العام 1974)



في 1975 قدم ليونوف تقريرا إلى أندروبوف جادل فيه أن الاتحاد السوفيتي كان يحصل على عائد قليل جداً من استثماراته الضخمة في الشرق الأوسط .. ولم يكن لدى مصر وسوريا والعراق أي نية لدفع ديونهم الضخمة ولم تعد مصر بالحليف الذي يعتمد عليه ولم يكن الاتصال بالعراق آمنا ولم تكن سوريا عازمة على توقيع وإلزام نفسها بمعاهدة صداقة.



ولذلك اقترحت (الخدمة 1) التركيز على جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي لم تطلب معونات ضخمة .. وكان نظامها هو الأشد لينينية وماركسية، وكان لعدن أهمية استراتيجية كبرى وتستطيع مصفاة النفط فيها تلبية احتياجات الأسطول البحري وسلاح الطيران التابع للاتحاد السوفيتي.. ونوه التقرير بالكيفية التي استخدمت فيها الإمبراطورية البريطانية عدن كنقطة رئيسية في استراتيجيتها الدولية.



أيضاً كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعيدة عن نقاط الصراع في المنطقة وكانت النقطة الاستراتيجية الوحيدة الممكن تحقيقها هي السلام مع اليمن الشمالي.



ولم يلق قيام (الخدمة1) بإعادة إحياء الفكرة لتحويل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى منار للاشتراكية العلمية في العالم العربي ترحيب أندروبوف.. وبعد أن أبقى التقرير لعدة أيام أعاده إلى (الخدمة 1) للقيام بإعادة صياغته وإيجازه.. بعد ذلك أعاد التقرير القصير مرة أخرى وطلب حذف كل المقترحات وترك المعلومات فقط عن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.



ومن وجهة نظر ليونوف فإن كل شيء ذو أهمية والموجود في الوثيقة الأصلية قد تم حذفه.. ولم يكن يشك أن مطالب أندروبوف لحذفها مصدرها مناقشاته للمقترحات مع أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي الذين لم يحبذوا فكرة زيادة الاتصالات بنظام مبتلى بحروب داخلية لا يمكن إنهاؤها.



ومنذ 1972 حافظ المركز على علاقات وثيقة مع جهاز الاستخبارات في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، الذي سمى ضباطه وبفخر (شاكسيتاس) تيمناً بحلفائه السوفيت.. وفي 12 مايو 1972 التقى أندروبوف في موسكو بوزير الداخلية اليمني محمد صالح مطيع وخلال المقابلة وافقت الـ (كي جي بي) على القيام بتدريب مجاني لضباط الاستخبارات اليمنية وعناصر فك الشفرات.



وحقيقة أن مطيع قبل عرض تدريب عناصر التشفير تعني أن الاستخبارات السوفيتية ستستطيع التنصت على موجات الراديو الخاصة باستخبارات اليمن الجنوبي. ومن يوليو 1973 تم تعيين ضابط ارتباط من الكي جي بي في عدن (بالإضافة إلى المقيمين في عدن غير المعلنين).
وفي مايو 1974 وقعت الكي جي بي والاستخبارات اليمنية الجنوبية على اتفاقية سرية للتعاون في العملية الإستخبارية ضد الولايات المتحدة وبريطانيا والمملكة العربية السعودية.. وكجزء من الاتفاقية تم تزويد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بمعدات خاصة للقيام بعملية التنصت والمراقبة..



وفي 1976 قامت الوكالتان بالتعاون للقيام بالعملية (خمسين) لزرع أجهزة التنصت في السفارة السعودية في عدن.



ومثلما كرهت اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي السوفيتي التعامل مع النظام اليمني المنقسم كرهت الـ (كي جي بي) بعض حلفاء الاستخبارات في جهاز الاستخبارات اليمني.. والمثل الرئيسي لهذا كان ضابطا رفيع المستوى في الاستخبارات اليمنية يرمز له باسم (عارف) الذي تم منحه إجازة مجانية في 1978 في مصحة دوبوفايا روشا في زالزينوفودسك حيث تم تشخيص حالته بأنه يعاني من أمراض القلب والسكري والأرق والإرهاق الجسدي والعصبي بالإضافة إلى إدمانه على الكحول.



ولم تكن تلك الأمراض همّ (عارف) الأكبر فقد كانت أولويته هي علاج الصلع وعمليات تجميلية لتحسين مظهره.. وقال تقريرطبيبه الروسي المعالج إن العديد من مشاكله سببها ممارسته للعادة السرية بإفراط وعلاقته الجنسية الشاذة مع وزير كبير في حكومة اليمن الجنوبي والتي تسببت في إعاقة عصبية وجنسية لديه.. ولكن (عارف) أجهد المترجم المرافق له، وهو ضابط آخر في الكي جي بي، بمحاولته المستمرة إغواء سيدة تعمل في المصحة للقيام بعلاقة جنسية معه.



وعندما رفض المترجم القيام بذلك مذكراً إياه بأن مهمته محصورة في الترجمة وتوفير العناية الصحية، أجابه عارف:«إن الرفيق اليكسادروف (كريوشكوف رئيس مكتب مدير الكي جي بي) دفع قيمة التذاكر وأعطاني إجازة مجانية في المصحة وأنا مقتنع أنه لن يمانع في حصولي على النساء» وعندما استمر رفض المترجم اتهمه عارف بأنه عنصري.



ومن ضمن تقرير المترجم إلى الاستخبارات أن (عارف) أحضر معه بعضا من كتب ماركس ولينين ولكنه لم يقرأها بل استخدمها لغرض العرض فقط.



ومن وجهة نظر فاديم اليكساييفيتش كيربيشينكو (نائب رئيس الاستخبارات الدولية في الكي جي بي) فإن طلبات ضباط الاستخبارات في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تتزايد حيث قال: «لقد أصبحوا عنيفين في مفاوضاتهم خصوصاً عندما احتاجوا لتسوية بعض طلباتهم التكنولوجية منا .. وكانت حجة حليفنا العربي المفضلة هي (طالما نحن في نفس القارب فيجب أن تساعدونا) وقد وفرنا بالطبع الحد الأدنى من المتطلبات التكنولوجية العملية وعلمنا اليمنيين في دوراتنا القصيرة مجاناً .. ولكن شركاءنا في اليمن الجنوبي أظهروا جشعاً غير عادي، ففي السنوات الأخيرة طلبوا وبإلحاح أن نبني لهم مبنى وزارة أمن الدولة في عدن ومباني لجهاز أمن الدولة في كل مراكز المحافظات وحتى أن نبني لهم سجنا».



ولكن همّ الكي جي بي الرئيسي كان اليمن الشمالي وليس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. في يوليو 1972 أصبح اليمن الشمالي أول عضو في الجامعة العربية يعيد علاقته الدبلوماسية بالولايات المتحدة الأمريكية بعد انقطاعها بعد حرب 1967. وزاد قلق موسكو عندما وصل النظام العسكري الذي يتزعمه العقيد إبراهيم الحمدي الموالي للمملكة العربية السعودية إلى الحكم في يونيو 1974، وطلب أسلحة أمريكية بتمويل المملكة العربية السعودية.



وكان الحمدي غير راض عن الجواب الأمريكي في حينه حيث قام الملحق العسكري في السفارة الأمريكية بصنعاء بتبليغ واشنطن بأن المملكة العربية السعودية أرادت يمنا شماليا قويا بما فيه الكفاية ولكن ليس شديد القوة.. بالمقابل كانت الولايات المتحدة الأمريكية حريصة ألا تغضب أكبر حلفائها في المنطقة عبر الموافقة على كل طلبات المساعدة العسكرية التي طلبها الحمدي .. ولهذا لم تكن علاقة نظام الحمدي مع واشنطن والرياض بالقرب الذي كان يخشاه المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي.



وعلى الرغم من ذلك بدأ الكي جي بي بحملة إجراءات فعالة صممت لتشويه سمعة ثلاثة رجال ينظر إليهم على أنهم الثلاثة الأكثر أهمية والموالين للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية داخل حكومة الجمهورية العربية اليمنية: عبد الله الأصنج وزير الخارجية، محمد خميس وزير الداخلية ومدير الأمن الوطني، ومحمد سالم باسندوة وزير الثقافة والإعلام.



في العام 1976 أرسلت الكي جي بي رسالة من مصدر مجهول إلى الحمدي تتهم محمد خميس بأنه عميل للمخابرات الأمريكية وضمنت الرسالة وثيقة مزورة تفيد باستلامه أموالا أمريكية.. ولكن محمد خميس نجح في إقناع الحمدي بأن الوثيقة مزورة على الرغم من أنه وطبقاً لملفات الكي جي بي اتهم السعوديين أو شيوخ القبائل المتمردين بتزوير الوثيقة وليس الكي جي بي.



وفي 12 أكتوبر 1977 تم اغتيال الحمدي في ظروف تظل غامضة.. وسعت الكى جي بي إلى إقناع الرئيس الجديد أحمد الغشمي بأن محمد خميس كان مسئولا عن اغتيال الحمدي.. وقال عناصر سوفيت للغشمي إن محمد خميس يخطط لقلب نظام الحكم والاستحواذ على السلطة لنفسه. وفي 24 يونيو 1978 تم اغتيال الغشمي ولكن ليس على يد محمد خميس.



ففي اليوم السابق للاغتيال قام رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سالم ربيع علي بالاتصال بالغشمي لإبلاغه أنه أرسل مبعوثا خاصا لمقابلته في صنعاء في اليوم التالي وعند وصول المبعوث إلى مكتب الغشمي فتح حقيبته التي انفجرت وقتلتهما معاً، وبعد يومين تم إعدام سالم ربيع علي في عدن بزعم ترتيبه لاغتيال الغشمي وترتيبه لانقلاب في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بدعم من الغرب والمملكة العربية السعودية.



لاحقاً قال أنصار سالم ربيع علي إن القنبلة وضعت في حقيبة المبعوث بواسطة غريمه المقرب من الاتحاد السوفيتي عبد الفتاح إسماعيل، الذي خلفه في رئاسة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وقام الاتحاد السوفيتي مباشرة بعد ذلك بحملة دعائية لدعم عبد الفتاح إسماعيل منددة بالتهديد الأمريكي السعودي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقامت بإرسال جنود كوبيين من إثيوبيا إلى عدن لدعم النظام الجديد، بينما قامت سفن البحرية السوفيتية بمراقبة خليج عدن.



وخلف الرئيس علي عبد الله صالح الغشمي في الحكم في الجمهورية العربية اليمنية، ونجا من محاولة اغتيال في اليومين التاليين لتوليه الحكم.. وكان أحد أهداف السوفيت استغلال ضيق الرئيس صالح مما اعتبره المستوى الضعيف لإمدادات السلاح الأمريكي للجمهورية العربية اليمنية. وفي نوفمبر 1978 ويناير 1979 عقد الرئيس صالح محادثات تم إعلانها بشكل جيد مع سفير الاتحاد السوفيتي لبحث «سبل تقوية العلاقات» بما فيها إمدادات من السلاح السوفيتي.



إلا أن المحاولات السوفيتية لرعاية صالح تعقدت بسبب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي نظرت بعين حسودة لجارتها الأكثر ثراء والمقبولة دولياً وشنت هجوماً على الجمهورية العربية اليمنية في فبراير1979.



وبشكل غير مريح لموسكو قال مسؤول كبير في اليمن الجنوبي للسفير الروسي «نعم نحن بدأنا الحرب إذا ربحنا فسنخلق اليمن الكبرى وإذا خسرنا ستتدخلون لحمايتنا».. ولكن الحرب انتهت بشكل عجيب في 27 مارس بمقابلة في الكويت بين الرئيس علي عبد الله صالح وعبد الفتاح إسماعيل وانتهت المقابلة باتفاقية ميئوس منها لإنتاج دستور ليمن موحد في غضون أربعة أشهر ولم يحدث التوحيد حتى 1990.



مباشرة بعد المقابلة مع عبد الفتاح إسماعيل أعلن الرئيس علي عبد الله صالح إقالة وزير خارجيته عبد الله الأصنج ووزير الثقافة والإعلام محمد باسندوة.. وزعمت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي أن الفضل لها في إقالة الوزيرين .. ومنذ أن أصبح صالح رئيساً استخدمت الكي جي بي عناصرها والاتصالات الخاصة لإبلاغه بمعلومات مغلوطة بأن مجموعة مدعومة من السعودية يترأسها الأصنج وينتمي إليها باسندوة تخطط لقلب نظام الحكم واغتياله بمساعدة السعودية والأمريكيين.ولكن انتصار الكي جي بي كان بعيدا فعلى الرغم من إقالة الوزيرين بقي الأصنج مستشارا سياسيا رئيسيا لعلي عبد الله صالح .. وفي يونيو 1979 زار الأصنج الولايات المتحدة للدعوة لدور عسكري أمريكي أكبر في الجزيرة العربية ومنطقة الخليج وإرسال مدربين عسكريين أمريكيين على مستوى عال لتدريب قوات الجمهورية العربية اليمنية.



في أبريل 1980 واجهت سياسة السوفيت في اليمن نكسة أخرى بانقلاب في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أطاح بحليفها الكبير عبد الفتاح إسماعيل.. ومن ضمن أسباب الانقلاب عدم الرضا عن حجم المساعدات السوفيتية التي كانت أقل بكثير مما تحصل عليه دول أخرى تتبع الإيديولوجية الشيوعية في العالم الثالث... وكان اليمنيون يلقون باللائمة بسبب انقطاع الكهرباء في عدن على فشل السوفيت في إنهاء بناء محطة توليد الكهرباء التي وعدوا بها. وبخلاف سلفه فقد نجا عبد الفتاح إسماعيل ربما بسبب تدخل السفير الروسي وسمح له بالذهاب إلى المنفى في موسكو بدلاً من إعدامه أو سجنه كما خطط مناوئوه.

وكان الاتحاد السوفيتي سريعا في إصلاح علاقاته مع النظام الجديد في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقام بدعوة مناوئ عبد الفتاح إسماعيل الرئيس علي ناصر محمد لزيارة موسكو بعد شهر فقط من الانقلاب وأدت الزيارة إلى اتفاقية جديدة للدعم الاقتصادي (بما فيها بناء محطة توليد الكهرباء) بالإضافة إلى تصريح مشترك يدين سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ودعم النظام الموالي للاتحاد السوفيتي في أفغانستان.



في سبتمبر 1980 حصلت الكي جي بي عن طريق عناصرها في جهاز المخابرات التابع للجمهورية العربية اليمنية على نسخة من تسجيل صوتي لمحادثة سرية بين الرئيس علي عبد الله صالح والرئيس علي ناصر محمد سجلت بدون علمهما بأمر من محمد خميس.



ثم تم تسليم الشريط إلى الرئيس صالح كدليل على خيانة محمد خميس، كما كانت هنالك محاولات لإقناع صالح بأن خميس على ارتباط بالمخابرات المركزية الأمريكية (سي آي اى).. تم إقالة محمد خميس في أكتوبر وبحسب ملفات الكي جي بي تم «تصفيته جسدياً» في يناير 1981.. كما قامت الكي جي بي بتمرير تقارير إلى الرئيس صالح تزعم أن عبد الله الأصنج كان على علاقة بامرأة في قوات حفظ السلام الأمريكية وأن لديه 30 مليون دولار في حسابات بنكية في لندن وأنه يمتلك فندقا وثلاثة بيوت في ضواحي لندن أيضاً.. وفي مارس 1981 تم إلقاء القبض على عبد الله الأصنج وبعض مناصريه بتهمة التخطيط لانقلاب ويبدو أن صالح تأثر بمخططات الكي جي بي التي اقترحت أن الأصنج على علاقة بالـ (سي آي آى).. وفي 21 مارس قال صالح لمجلسه الاستشاري «إذا تأكد أي دور للأمريكيين في ترتيب المؤامرة سترفع تساؤلات عن الدور الأمريكي في اليمن الشمالي» كما زعمت الكي جي بي أن الفضل يعود لها في طرد الرئيس صالح للمستشارين العسكريين الأمريكيين بتهم التجسس.



إن نجاح الكي جي بي التكتيكي في الجمهورية العربية اليمنية كان له القليل من الأهمية الاستراتيجية، فمنذ 1982 أدى اكتشاف النفط في اليمن الشمالي إلى سلسلة من الاتفاقيات مع شركات أمريكية، وفي أبريل 1986 حضر الرئيس علي عبد الله صالح ونائب الرئيس الأمريكي جورج بوش (الأب في ذلك الوقت) افتتاح أول مصفاة نفط.. وأعلن بوش أن التعاون في الإنتاج النفطي يعني شراكة أمريكية أكبر مع الشعب اليمني.. وفي الوقت نفسه كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في حالة هياج عظيم.



وفي 13 يناير 1986 قتل العديد من مناصري الرئيس علي ناصر محمد في قاعة المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني.. ولم يرسل المقيمون الروس في عدن أي تحذير مسبق لتجدد حمام الدم.. وفي الحرب الأهلية التي استمرت أسبوعين قتل آلاف من أعضاء الحزب الاشتراكي والمليشيات والقوات المسلحة وكانت كلفة التدمير الذي حدث للمباني والبنى الأساسية في عدن تقدر بـ140 مليون دولار.. خسر الرئيس علي ناصر السلطة وأرغم على الرحيل مع آلاف من مناصريه إلى الجمهورية العربية اليمنية.



وقال قائد القوات البرية السوفيتية الجنرال يفجيني ايفانوفيسكي الذي أرسل إلى عدن في مهمة إحلال السلام «إن ثلث الضباط اليمنيين المقتولين دربوا في أكاديميات عسكرية سوفيتية». وبعد أسبوعين حضر ممثلون عن الحزب الاشتراكي اليمني اجتماعات الدورة 27 للحزب الشيوعي السوفيتي في موسكو.. ويقال أن الرئيس الكوبي فيديل كاسترو طرح سؤالا على الوفد اليمني لخص معظم إحباط السياسة السوفيتية تجاه جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لأكثر من ربع قرن «متى ستتوقفون أيها الناس عن قتل بعضكم البعض؟».



في مايو 1990 وبعد مباحثات طويلة ظهرت الجمهورية اليمنية بتعداد 16 مليون نسمة يشكلون أكثر من نصف تعداد الجزيرة العربية.
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 11-13-2010, 03:11 PM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 19
افتراضي

منقول بقلم : احمد سالم ( أبو سلطان )




المحاكمة من اجل المصالحة :





ان الضمانة الحقيقة لوحدة الصف الجنوبي واستعادة الثقة المفقودة وإقفالباب التخوين والتخوين المضاد واقتلاع بذور الشك هو الوقوف أمام الماضيوأخطائه وتحديد الجاني ومحاكمته وإدانته . لا نقصدإدانة الأفراد . بلنقصد إدانة الأفكار والتنظيمات .. لنصل إلى مصالحة حقيقة ووحدة جنوبيةحقيقة . فمن يقف ضد المحاكمة والإدانة من جهة ومن يقف ضد المصالحة من جهةأخرى هم الجناة الجدد بأعيانهم على الجنوب ، ولا ينم هذا العمل إلا عنمصالح شخصية اى كانت تلك المصالح .



المتهم : الجبهة القومية .



التهم :




1- التزوير : تزوير الهوية الجنوبية وفرض هذا التزوير والحاق الجنوب العربىباليمن .


2- الاختطاف: اختطاف قرار الاستقلال و نضال الآخرينعبر إقصاءهم بكلالوسائل والسبل.
3- الانتهازية: الانتهازية السياسية و قد ظهرت في تبديل الو لاءاتوالتحالف حتى مع الاستعمار للوصول للحكم بأي طريقة كانت.
4- الاحتكار: احتكار النضال لتعطى لنفسها شرعية تمثيل الجنوب وإقصاءالآخرين و فرض نفسها الممثل الوحيد للشعب الجنوبي.
5- الإرهاب: ممارسة الإرهاب ضد الشعب وارتكاب جرائم بحقه من قتل واغتيالاتقبل وبعد الاستقلال انتهاء بأحداث 1986 م.

القاسم المشترك الذي يجمع تلك التهم هو الصفة السياسية ، فهي أدوات ووسائللحسم صراعها السياسي على السلطة وفرض إرادتها. وبالتالي تكون المحاكمةمحاكمة سياسية فكرية تاريخية وليست محاكمة شخصية لأحد. بل هناك شخصياتتستحق التكريم كشخصيات، وهناك شخصيات يتطلب الوضع أن يشملها العفو. لانالصراع لم يكن شخصيا بل صراعا سياسيا . الحكم: الجنوب يجب أن يدان الماضيويعوض المتضررين.




الحكم :




وجدت الجبهة القومية مذنبة سياسيا بحق الشعب الجنوبي وذنبها يتمثل بتزويرهويته وفرض هذا التزوير، وسرقة نتاج نضالهالذي تمثل في الاعتراف بالشعبالجنوبي والاعتراف بحقه في تقرير مصيره في 1960م ومن ثم قرار إعطاء الجنوباستقلاله في مطلع العام 1968 وكان ذلك التزوير وتلك السرقة عبر ممارسةالتخريب والاغتيالات تحت غطاء الكفاح المسلح مستغلة عواطف الناس الصادقةوالدعاية التي قدمتها لها المخابرات المصرية والنظام اليمنى الطامع . وهىنتاج غير طبيعي لمصالح من أوجدوها ولذلك أضرت بالمصلحة الحقيقية للشعبوفرضت هوية وواقعا في غير صالحه ...




النتائج:




بناء على ثبات التهمة الموجهة للجبهة القومية فلا يمثل حكم الجبهةالقومية الشعب الجنوبي ، وهو حكم غير شرعي ، تم بموجبه اغتصاب السلطة فيالجنوبوالسماح للأجانب في الجنوب بصنع القرار مم الحق بالجنوب ضررا اشدمن مجرد اغتصاب السلطة ، وبالتالي يقطع باطلا كل ما أنتجه ذلك الحكم فيغياب الاردة الشعبية الحرة وتمكين الأجانب من صنع القرار ، ويقع باطلاإلحاق الجنوب باليمن عبر تزوير هويته ، ويقع باطلا مفاوضات الوحدة بناء علىهذا التزوير . ويقع باطلا قرار الوحدة واتفاقيات الوحدة وإعلان الوحدة . وان الدولة التي قامت في 22 مايو 1990 لاتمثل الشعب الجنوبي وتحولت السلطةفي الجنوب بهذا الاتفاق من سلطة غاصبة غير شرعية إلى سلطة محتلة لاسيما بعدحرب 1994م .




إعلان الإدانة والتنفيذ:




يجب أن يتحد الجنوب في جبهة أو منظمة واحدة أول عمل لها إعلان إدانةالماضي والاعتذار للجنوب الشعب والهوية والتاريخ وإعادة الاعتبار لكلالمناضلين الجنوبيين منذ الخمسينيات إلى الآن . وان يجعل هذا العمل ذاته هوالعمل الأول للدولة القادة مع التعويض.


وان تعلن هذا الجبهة أو تلك المنظمة عدم الاعتراف بمسيرة الوحدة والوحدةوحرب 1994. مع الاعتراف بالحدود الموقعة مع السعودية وعمان .



الايجابيات لا تسقط المحاكمة والإدانة :



هناك ايجابيات ولاشك لحكم الجبهة القومية ولكن هذه الايجابيات لن تكون صكبراءة إطلاقا للجبهة القومية ، ولو أتت إسرائيل وحكمت الجنوب ستكونايجابيات حكمها تفوق ايجابيات حكم الجبهة القومية ..


ومهما كانت الايجابيات فلا قيمة لها بعد أن أوصلتنا سلبياتها إلى هذهالحالة التي نحن فيها ، وإذا كانت هذه الحالة نتاج الوحدة فان الوحدةوالانقلاب على الوحدة نتاج تزوير الهوية الجنوبية . وحرب1994 تتويج لهذاالتزوير..

إذا فلنتجاوز ألان الايجابيات فلن ينفعنا الحديث عنها شيئا إطلاقا ، وهىلاتعطى صك براءة للجبهة القومية من التهم التي توجه إليها . انه دفاع مردودوغير مقبول.



لماذا المحاكمة :




أصبحت اليوم الجبهة القومية من الماضي ، وان نحاكمها اليوم باعتبارها جزءمن الماضي مازالت بعض أثاره مستمرة والهدف من المحاكمة ازلة هذه الآثار ،منها وأهمها تزوير الهوية ، وانعدام الثقة والشك ، والانتهازية السياسية ،والإثبات القاطع بان الجنوب هو جنوب جديد وبالتالي خلق الثقة في المستقبلوتهيئة مناخ مناسب للانتقال للديمقراطية .. واهم هدف هو إعادة الاعتبارللشعب الجنوبي بكل مكوناته وشرائحه ، ومن يجادلفي أهمية هذه النقطةفمازال يعيش في عقلية الماضي ولا يحترم مشاعر قطاع كبير من الشعب الجنوبي .. ولا يرى إلا نفسه .




إن إدانة الماضي والاعتراف بالخطأ يثبت حسن النوايا ويخلق الثقة، بل هوالبلسم الشافي للتخلص من كل مخلفاته النفسية والشعورية والفكرية، والتخلصمن العقلية الشمولية والتخوين والشك. إن هذا الاعتراف هو التطهر النهائيمن أدران الماضي .. عندما ينجز هذا العمل سوف ينام الجنوب قرير العين مرتاحالبال تكلله السكينة ... وهو التعويض المعنوي المهم لمن تضرر واهم متضررالشعب الجنوبي يرمنه ..


ثم إن هذا الاعتراف يقطع الطريق على المزايدة على الجنوب بماضيه. وانالاحتلال أفضل من الماضي بينما هو نتاج له وتتويج لأخطائه..



إن هذه العملية تحتاج إلى شجاعة اكبر من شجاعة مواجهة الاحتلال. إنهامواجهة مع الذات مع مخاوفها الدفينة ومشاعرها المكبوتة وافاكارها المشوهة ..




المحاكمة التاريخية والمحاكمة الشخصية:



البعض لا يستطيع إن يقوم أو يساند هذا العمل لأنه لا يستطيع مواجهةالماضي وذلك انه يعتبر الماضي جزء منه ... هؤلاء هم الذين يقفون ضد اى عملمن هذا النوع . لأنهم يعتبرون هذا العمل تدميرا لهم .. وهذا خطأ كبير . يجب الفصل بين الشخص والتنظيم والفكرة . فإذا أدانت روسيا الاشتراكيةالفكرة والحزب الشوعى التنظيم فلا يعنى أنها تدين شخص من الأشخاص ولو كانواأقطاب هذا الحزب ولا تعتبر أخطاء الحزب و خطأ الفكرة خطأ شخص بعينه .. ولنيكون الخطأ الشخصي إلا الوقوف في وجه هذا العمل الذي يصحح الماضي ويضعالبلاد في الطريق الصحيح. وهنا سيكون هذا العمل المضاد خطأ شخصيا يستوجبالإدانة.. لان محاكمة الماضي هي نوع من محاكمة التاريخ والأخطاء التاريخيةو من يقف ضدها - اى المحاكمة - يكون موقفه في ذاته خطأ سيحاكم عليه هوكشخص طال الزمن أم قصر مادام هناك شعب حي ..




التهمة الأولى: تزوير الهوية وفرضها بالقوة.



مسوغات وعوامل تزوير الهوية.




- المسوغ الفكري والشعوري: الإخوة القومية والأممية الاشتراكية.




- مسوغ موازين القوى. لا توجد قوة تدعم الهوية الجنوبية .




- المسوغ الانتهازي: الوصول للسلطة باى ثمن سهل لها قبول الهوية اليمنيةمع العوامل السابقة. وامن لها الدعم المالي والعسكري .




هذه المسوغات والعوامل الفكرية والأحلام والواقع الموضوعي والتطلع للسلطةبما حمله من تنفيذ أجنده معينة كلها شكات الجبهة القومية . وسوف نعود لهاعندما نتحدث عن ولادة الجبهة القومية، ليس من الناحية التنظيمية أنما منناحية المبررات والمسوغات والعوامل..




كيف فرضت الهوية :




لا يمكن فرض هوية على شعب بالقوة ، وهذا يعنى بطلان تلك الهوية المفروضةالتي لم يستفد منهاإلا الأقلية اليمنية المتنفذة في الجبهة القومية ،واليمن حيث دعمت هذه الهوية دعاويه ألان في الجنوب .




هناك عدة أسباب تضافرت لفرض الهوية اليمنية :




منها 1- الدعم المصري للجبهة القومي



2- الأحلام القومية عند القوميينالجنوبيين الذين اغرموا بهذه الدعوة وقبلوا في صفوفهم كل عربي ، والأحلامشئ والواقع شئ أخر




3- عداء القومية للرجعية : ومم ساعد في ذلك وجودالعداء لدى هؤلاء القوميين لمن يعتبرونهم حجر عثرة في سبيل تحقيق الأحلامالقومية والوحدة والاشتراكية وهم النظم الرجعية




4- الوحدة قوة للقومية : واعتبر التوحد مع اليمن أو إلحاق الجنوب باليمن خطوة مهمة لمحاربة الرجعيةوتحقيق الأحلام القومية




5- الوجود السياسي اليمنى في الجنوب : وبوجوداليمنيين والعمالة اليمنية في عدن وحجمها النسبي ودعوتها الصريحة إلى يمننةالجنوب التقطت هذه الفكرة فكرة اليمن الواحد




6- موازين القوى : الذي لميكن في صالح الجنوب .




تجسدت الأحلام القومية والانتهازية تجسدت في الجبهة القومية لتحرير جنوباليمن واجتمعتفي هذه الجبهة المتناقضات القومية الوطنية والاشتراكيةبمختلف توجهاتها وبمختلف درجات الشدة والبعثية إلى جانب الانتهازية اليمنيةالتي لعبت على المتناقضات الجنوبية الجنوبية ورسخت وجودها ، والأمر المهمالذي رسخ وجودها هو تزوير الهوية الجنوبية وذلك ما منحهم الشرعية المطلقةفي العمل في الجنوب




...



التهمة الثانية: الاختطاف.




وتم ذلك عبر إقصاء القوى التي سعت إلى انتزاع الاعتراف بحق تقريرالمصير للشعب الجنوبي وقرار إعطاء الجنوب الاستقلال في مطلع 1968. وكانالإقصاء يتكئ على الشرعية الثورية وعلى الهوية اليمنية . وقد خدم تزويرالهوية الجنوبية في سرقة قرار الاستقلال من حيث محاربة الرابطة التي لاتقربالهوية اليمنية ، واعتبارها معادية للوحدة والقومية وبالتالي اعتبارها قوةرجعية . ومن كان ضد اليمننة فهو ضد الشعب وبالتالي يجب إقصاءه وأفضل وسيلةالإرهاب . .. وخطف الاستقلال وجير لصالح الجبهة القومية . وسرقة جهدالآخرين مع تبديل الولاءات للوصول للحكم باى طريقةتدل على الانتهازيةالسياسية .




التهمة الثالثة : الانتهازية السياسية :




إن الجبهة القومية ذاتها انتهازية بغض النظر عن اخلاص عدد من اعضائهاوصدقهم كثر هؤلاء او قلوا ، ان الجبهة القومية كتنظيم سياسى كانت تتصف بهذهالصفة صفة الانتهازية ، وتمثلت هذه الصفة الانتهازية في اخذ جهد الآخرينونقصد به رابطة أبناء الجنوب والمناضلين ، عندما انتزعت قرارين أولهمااعتراف الأمم المتحدة بحق تقرير المصير للشعب الجنوبي عام 1960 وثانيهماقرار الاستقلال والذي حدد في مطلع 1968م ..


إذا تم منح الجنوب الاستقلال بموجب هذا القرار من كان سيستلم الحكم ؟الذي سوف يتسلم الحكم من ينتخبه الشعب بعد فترة انتقالية من سنتين، ولذلككانت حظوظ الرابطة اكبر من غيرها. فما كان من الجبهة القومية إلا أن تفرضوجودها عبر ما سمى الكفاح المسلح وتزيح الآخرين وتعطى لنفسها الشرعية عبررفع الكفاح المسلح ومن ثم تعلن نفسها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي .


هذه الانتهازية السياسية أيضا تتمثل في تبدل الولاءات و انتقال الجبهةالقومية من المخابرات المصرية إلى بريطانيا نفسها التي رفعت الكفاح المسلحفي وجهها وجعلها تتلقى الدعم من بريطانيا، وسخرت بريطانيا الجيش الاتحاديلصالح الجبهة القومية لتحسم الوضع لصاح الجبهة القومية ومن ثم تعترفبريطانيا بالجبهة القومية واعتبرتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبيبغض النظر عن الشعب نفسه .. وكانت المصلحة المتبادلة بين الطرفين خروجبريطانيا دون التزامات وتخلصها من عبئ مسؤولية كونها قوة احتلالية وكانتمصلحة الجبهة استلام الحكم باى طريقة ..



بغض النظر عن الأفراد وبغض النظر عن صدق الجبهة من عدمه، كانت الجبهةانتهازية واستغلت الدعاية والعواطف القومية ورافع شعار الكفاح المسلحوالتحالف مع الاحتلالنفسه للوصول إلى السلطة.. ماذا عملت ؟ قطفت الثمرةاليانعة .. الاستقلال الذي قُرر وحُدد سلفا ولم يكن للجبهة كتنظيم فضل فيذلك. ومن ثم حكمت الجبهة القومية .


هذه الصفة ، صفة الانتهازية ، سرت و ترسخت داخل تيارات الجبهة القوميةنفسها وانقلب السحر على الساحر ومورست الانتهازية والشمولية والفكرالاقصائى داخل الجبهة نفسها وكان اول ضحاياها رئيسها نفسه . وتوالت دوامةالانتهازية السياسية والشمولية الاقصائية : ذلك الذي ليس معي فهو عدوى .



التهمة الرابعة: الاحتكار.





لن يتم للجبهة القومية الوصل للسلطة التي تتطلع لها والاستفراد بالسلطةإلا عبر الإقصاء والشمولية ولتبرر هذه الإقصاء والشمولية يجب أن تظهر فيصورة شرعية وحتى تكتسب الشرعية عليها أن تستند على الثورة أو الشرعيةالثورية وتشوه من سبقوها وتختطف جهدهم وتجيره لصالحها ومصالح من أو جدوهامن جهة وتطلعها للسلطة من جهة أخرى ، ولايهم أن تتقاسم المصالحة على حسابالجنوب ما دام الهدف الأكبر هو الوصول للسلطة لاى سبب كان طموحات شخصية أوتنفيذ أجنده فكرية مثل الاشتراكية ، وغيرها وكل واحد أمر من الثاني .. والغالب إن الأمرين اجتمعا معا..




استنادا على الشرعية الثورة وتخوين الآخرين فرضت نفسها الممثل الشرعيوالوحيد للشعب الجنوبي ، وبهذا سعت لاحتكار الجنوب بالقوة عن طريق الدعمالمصري ومن ثم البريطاني ، وبالتالي فاعلان نفسها الممثل الشرعي بهذهالطريقة لايمثل سوى ادنة لها ، إن هذا الإعلان نفسه هو ادنة في ذاته للجبهةالقومية لأنه قام على أسس انتهازية اقصائية إرهابية ...


التهمة الخامسة: ممارسة الإرهاب.



لن نتحدث في هذا الأمر ونتركه للتصالح والتسامح مع التأكيد إن هذا التصالحوالتسامح لن يكون عميقا وحقيقيا إذا لم تتم محاكمة الجبهة القومية وإدانتهامع إدانة الإرهاب الذي مارسته طول حكمها.. وياتى التصالح والتسامح تتويجالهذه المحاكمة وإغلاق ملفات الماضي وتأكيدا على المحاكمة الفكريةوالتاريخية ومحاكمة التنظيم لا الأشخاص ..


ذنب وجناية الجبهة القومية هو ذنب وجناية سياسيا وفكرية وتاريخية ،والإرهاب الذي مورس يدخل تحت هذه الصفة ، ومن طالهم الإرهاب يجب أن يعوضواتعويضا عادلا معنويا وماديا يقع على عاتق الدولة الوليدة .



تعتبر محاكمة الماضي في جوهرها مصالحة جنوبية جنوبية ، والمصالحة لاتحملالانتقام لأحد ، وهى تخدم الجميع ، صحيح قد تغبن حقوق بعض الأشخاص لكنالإنسان الجنوبي كانسان والشعب و الوطن هو المستفيد الأول ، وهى في صورة منالصور يمكن تشبيهها بصلح 1937 في حضرموت من ناحية غبن البعض ، لكنه كان فيصالح الجميع ، فلولاه لتحطم المجتمع ، وربما يزيد الضرر على الأشخاص الذينضنوا أنهم غبنوا . فالصلح في ذاته خير " والصلح خير " .. صدق الله العظيم .




ولادة الجبهة القومية:





إن مصر في ذلك الوقت كانت الحليف الأقوى للجمهورية الوليدة في اليمنوتلك الجمهورية ورثت الأطماع الأمامية في الجنوب . التقت المصالح المصريةأو الأهداف المصرية مع المصالح أو الأطماع اليمنية في الجنوب وتقاطعت فينقطة الهوية ، كان الهدف الاساسى لمصر تطويق الرجعية وليس فقط دعم التحررمن الاستعمار فلا يكتمل التحرر إلا بإسقاط الرجعية والأنظمة والتنظيماتالموالية للاستعمار ، وليس هذا فقط ، بل اتخذت مصر المبدأ القائل : أفضلوسيلة للدفاع هي الهجوم ، كما ورد في كتاب سنوات الشدة للجابري ، اى مهاجمةالرجعية وجعلها تدافع عن نفسها بدل إن تترك الفرصة للرجعية لمهاجمةالقومية .. ولهذا سعت مصر انطلاقا من اليمن وبالتحالف مع النظام الوليد فيصنعاء إلى تنصيب نظام موال لها ومعاد للرجعية في الجنوب اى تجيير الجنوبلخدمة مصر بغض النظر عن مالح الشعب الجنوبي وعن إرادته . فجسدت الهويةاليمنية خدمة المشروعين المصري واليمنى، وإذا تم ضم الجنوب إلى اليمنالخاضع للنفوذ المصري فذلك أفضل وأحسن واضمن.


وهنا تقاطعت تطلعات القوميين العرب الجنوبيين الذين يتسمون بالتوجهالاشتراكي بمختلف تلوناته ودرجاته ، والوجود اليمني في عدن الذي صهرتهالدعوة القومية والاشتراكية الامميه مع القوميين العرب الجنوبيين ، تقاطعتتطلعاتهم للحكم واستلام الجنوب وتنفيذ أجندتهم سواء كانت صحيحة أم لا سواءكانوا مخلصين أم لا ، مع الأهداف المصرية في الجنوب العربى ولبها ضمانمعاداته للرجعية وولاءه لمصر ، ولان القوميين معادين خلقة للرجعية ، ولضمانالدعم المصري الاتى من اليمن وضمان مساندة اليمن ، وتحت مخدر القوميةالعربية و فكرة الأخوة القومية والأممية الاشتراكية ، لكل هذا شكلت الهويةاليمنية القاسم المشترك الذي جمع كل هذه الأطراف و المصالح فكان النتاج " الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن " .

لو لم يتم قبول الهوية اليمنية لن تقوم الجبهة القومية. وهذا شئ مؤكد ،فلن تقبل الجمهورية في اليمن وريثة الأطماع الامامية بجنوب مستقل ، وعلىاقل تقدير سوف تعارضه ولن تسمح بإنشائه في أراضيها وتبث له الدعاية منإذاعة صنعاء وتعز ولن تسمح بمرور السلاح إليها من اليمن مثلما فعلت تمامامع الرابطة . و فرض الهوية اليمنية على الجنوب لن يضر مصر بل بالعكس سيضمننجاح هدفها.



كل تلك العوامل مجتمعة شكلت الجبهة القومية وفرضت الهوية اليمنية علىالجنوب ... إطلاقا لم يتم حسم هوية الجنوب العربى ، إنما فرضت هوية عليهبحكم الظروف وموازين القوى كما فرضت الاشتراكية والفكر الاشتراكي ...




أحلام قومية وتوجهات اشتراكية لاتفرقه لديها فى العمل بين عربى وعربىواعتبر اليمنى عربى وكل بقعة فى الوطن العربى هى لكل مواطن عربى وبالتاليأصبح الجنوب وطن لليمنيين واليمن وطن للجنوبيين وإذا لافرق بين يمن وجنوبفكلنا عرب يسكنون وطنا واحدا ، إن الفكرة الأممية في الاشتراكية والأخوةوالهوية العربية الواحدة في القومية العربية ، إلى جانب ضمان الدعم المصريواليمنى ، والعمل السياسي اليمنى والثقل السكاني اليمنى النسبي في عدن ،والدعاية الهائلة للقومية أبان المد الناصري الذي اكتسح العالم العربى ،كلها شكلت قوة كبيرة استطاعت أن تفرض الهوية اليمنية على الجنوب العربىولكل هدفه وغرضه ومشروعه ، نفس هذه القوة هي التي سددت ضربات إلى رابطةأبناء الجنوب والهوية الجنوبية المستقلة . فتكالب على الهوية الجنوبية جميعالفر قاء اليمن في عهد الإمامة وعهد الجمهورية الذي ضمن نفس الموقف من مصر ،وبريطانيا ، واتحاد سلاطين الجنوب العربى الذي يحمل الهوية الجنوبية لكنبمشروع لايخدم الشعب الجنوبي ويقف على الضد من وحدة الجنوب العربى الهدفالذي ترفعه الرابطة . جميع هؤلاء الفر قاء لم تكن لهم مصلحة في الهويةالجنوبية ، فمصر تخاف من الجنوب العربى الديمقراطي الذي يسعى لتحقيق مصالحهالخاصة ولا يرى إن مصلحته في عدائه لأحد ، وليس هذا فقط بل تهدف إلى تسخيرالجنوب ليكون خنجرا في خاصرة السعودية وضمان ولاءه للجمهورية التي تدعمهامصر في اليمن ، واليمن مصلحته أن يضم الجنوب إليه ، وبريطانيا مصلحتها أنتخلق نظاما مواليا لها تمثل في اتحاد الجنوب العربى يحفظ الوجود العسكريالبريطاني في عدن وبالتالي الهيمنة البريطانية ، وعندما خرج الأمر عنسيطرتها عبر الضغط الدولي وقرارات الأمم المتحدة رضخت للأمر الواقع وكانيهمها عندئذ تصفية وجودها بأقل التكاليف ولو تواصلت الرابطة معها على هذاالأساس لاستلمت الرابطة الحكم ولكن تمسك الرابطة بتنفيذ قرارات الأممالمتحدة التي تضمن التعويض والدعم البريطاني الفني والادارى والتنظيمي حتىتقوم الدول في الجنوب على أصولها وتغيير واقع التجزئةالذي كان بفعلالاستعمار وتشجيعه هذا التمسك جعل الرابطة ترفض عروض بريطانيا ، وقد يكونهذا خطأ من الرابطة لكنسنتفهم موقف الرابطة هذا إذا وقفنا على السبب ( وهذا اجتهاد لا اعلم مدى صحته ) وهو خوف الرابطة من المستقبل وفلات الأمرمن بين يديها خصوصا أن هناك لاعبين جدد واهم عقبة كانت اليمن التي لنتتوانى في إسقاط الدولة الوليدة ومصر التي تدعمها فكان لابد من أن تضطلعبريطانيا بمسؤولياتها تجاه الجنوب حتى تقوم الدولة بكل أجهزتها وجيشهاوبالتالي تستطيع الدفاع عن نفسها ضد أطماع الهيمنة الأجنبية التي ستخلفالاستعمار البريطاني ..


إن الجبهة القومية بعد أن اتخذت الهوية اليمنيةوبعد أن جعلت الهويةاليمنية هوية رسمية وبعد أن شقت طريقها بعيدا عن الرجعية بل معاديا لهاضمنتحياد مصر واليمن من قيام جمهورية في الجنوب بهذه الهوية وبهذه الصفة ،فهي تعادى السعودي وتسعى للوحدة ، فلن تكون هذه الجمهورية حليفة للسعوديةضد الجمهورية الوليدة في اليمن بل أن الهوية اليمنية تجمع النظامين ولذلكباركت اليمنقيام هذا النظام الوليد ... اما تطور الأحداث في الجنوببطريقة أو بأخرى وموقفه من اليمن فهذه تحكمها ظروف ورغبات وتطلعات أخرىمنها العداء المزمن بين الزيدية والشافعية وتجيير الجنوب لتغيير الموازينداخل اليمن لصالح الشافيعة وأيضا السعي إلى تحقيق وحدة على أساس اشتراكيماركسي بعد أن سيطر التيار الماركسي وهو تيار يمنى في جوهرة ...




القومية والاشتراكية والهوية اليمنية :





هل كانت الاشتراكية الماركسية هي الوسيلة الفعالة للقضاء على الفكرالديني الزيدى المتجذر في العقلية اليمنية والذي قسم المجتمع اليمنى وهلكان نفس الفكر هذا هو الضمانة الوحيدة للسيطرة على الجنوب ؟مهما كانالأمر فقد خدمت الفكرة القومية والاشتراكية الماركسية المصالح اليمنيةبطريقة أو بأخرى ...




إن الديمقراطية والحكم الوطني لن يكون في صالح الجالية اليمنية في الجنوبفكانت الدكتاتورية والشمولية والاقصائية هي السبيل الوحيد أمامهم للبقاءولأنهم يشكلون نسبة مهمة في اللجنة المركزية والمكتب السياسي فقد شكلوابطريقة أو بأخرى القرار في الجنوب ...


لذلك فالتمسك بالاشتراكية لدى القوى اليمنية في الجنوب هو تمسك شكلي أكثرمنه إيمانا حقيقيا بها ، وإذا كانت الاشتراكية كما طبقت في المنظومةالاشتراكية كانت لها آثار كارثية على الاقتصاد والعلم والإبداع وبالتاليالتخلف الاقتصادي والعلمي لهذه المنظومة إذا كانت الاشتراكية كذلك فإنهاتكون اشد وانكي إذا اتخذت سلاحا لتحقيق أهدافا سياسية لفئة ما ، فرضتالاشتراكية على الجنوب وضيقت على الشعب الجنوبي وفى نفس الوقت أعطت فسحةلليمنيين في الجنوب لفرض سياسيتهم ومنحتهم ثقلا أكثر من حجمهم بما لايقاسعبر الشمولية والاقصائية والانتهازية التي أصبحت سمة أساسية للحكم ، وهى فينفس الوقت شكلت سلاحا ضد العقلية الزيدية ومناقضا أساسيا لها تعيدللشافعية مكانتها في اليمن عبر تغيير النظام في اليمن بالقوة في الحروبالمساه حروب المناطق الوسطى وهنا يظهر تجيير الجنوب واستفادة القوى اليمنيةفي الجنوب من الجبهة القومية التي صارت هي الجنوب والشعب والهوية .




أيا ما كان الأمر سواء خطط اليمنيون لهذا السيناريو أم لا ، لكن الشئالمهم أنهم شعروا بفائدة الاشتراكية لهم ، والنتيجة المهمة إن شَكْل الجنوباليمنى الاشتراكي الاقصائى خدم اليمننة واليمنيين أكثر مم خدم الجنوبوأعطى اليمنيين قوة ماكانوا ليحلموا بها لولا الاشتراكية والاشتراكيةالماركسية بالذات ،فقد خدمهم من جهتين إخضاع الجنوب لطموحاتهم وسياساتهملانهم يشكلون نسبة مهمة في الأقلية التي تشرع وتتخذ القرار خصوصا مع بدايةقيام الدولة ، وخدمهم من ناحية أخرى في حربهم ضد الزيدية ليس كمذهب دينيوإنما كقوة سياسية لتحجيم تلك القوة وشكلت الهوية اليمنية المظلة التي يعملتحتها الوجود اليمنى في الجنوب ...




لا يهمنا هنا مناقشة الاشتراكية كاشتراكية وهل هي صحيحة أم لا ، المهم كيفشكلت القومية والاشتراكية والهوية اليمنية مجتمعة ، وليس كل واحدة علىانفراد،النتيجة التي آل إليها الجنوب ، وبكلمة مختصرة كيف شكلت الجبهةالقومية الذي جسدت ذلك الثالوث النتيجة التي وصل إليها الجنوب ..




إن الاشتراكية في الجنوب كانت أداة للتدمير أكثر مم كانت أداة للإصلاحالاجتماعي . ويجب هنا أن نفرق بين الاشتراكية الإصلاحية ، الاشتراكية الىتدعو إلى العدالة الاجتماعية والمساواة ، الاشتراكية منزوعة الأيدلوجية،وبين الاشتراكية الماركسية ذات الجذور الإلحادية التي تهدف إلى تدميرالبنية الاجتماعية نفسها وتدمير الثقافة ومعاداة الدين ، اى فصل المجتمع عنماضيه تماما وخلق واقع جديد . وكان هذا الواقع عبارة عن مسخ الجنوبوالشخصية والهوية الجنوبية ..



علينا هنا أن نحاكم الجبهة القومية كتنظيم وليس كإفراد . إن سلبياتالجبهة القومية قاتلة ، هذه السليبات قضت على اى ايجابيات بل جعلتالايجابيات تصل عند حد معين وتتوقف وبقى إنتاج السلبيات ..



الجبهة القومية حملت عطبها داخلها ، وكانت كارثة أكثر مم كانت شيئاايجابيا .


وذهب ضحيت سلبياتها ألاف الرجال والاهم الوطن وتعرض للخطر ومازال وجودالانسانى الجنوبي ذاته عندما غابت هويته، ومن سلبياتها أنها كانت خليةحاضنة لجراثيم فتاكة فتكت بالجنوب وكثير من خيرة رجاله . هذه الجراثيم هيالكائنات اليمنية التي تسعى لأهداف خاصة على نقيض المصالح الجنوبية تمامامتغافلة لها ولا تعرف من الجنوب إلا عدن ..

هذه السلبية وحدها ( خلية حاضنة ) كافية لإدانة الجبهة القومية . وليستوجها الاشتراكي والقومي ذاته ، بل كونها حملت الداء اللعين بداخلها الذيفتك بها هي نفسها وفتك بالجنوب وكانت القومية والاشتراكية والشموليةشروطحياة هذا الداء .



لتصحيح المسيرة بل أن نبدأ مسيرة صحيحة ليس أمامنا إلا إدانة الجبهةالقومية والحزب الاشتراكي اليمنى كجبهة وكحزب .. مع الاعتراف بالأشخاص ،فليس مهمة الجنوب الثار من احد أو الانتقام من احد . فإذا كانت الجبهةالقومية جريمة تاريخية في حق الجنوبيجب إدانتها ، فالوقوف ضد إدانة تلكالجريمة التاريخية اليوم أو الوقوف ضد المصالحة التي هي نتاج المحاكمةوالإدانة ، إن الوقف ضد المحاكمة والمصالحة من كلا الطرفين هو جريمة فيذاته ولكنها جريمة حاضرة وجريمة يتحمل تبعتها ذلك الشخص الرافض وليس حزباأو تنظيما معينا . وهذا الموقف المضاد من عمل وطني مثل هذا إنما ينم عنأهداف شخصية ليس إلا، وليست في مصلحة الجنوب...




افبعد هذه الكوارث التي جرتها الجبهة القومية على الجنوب يستطيع شخص أنيقف ضد إدانة هذه الكوارث ؟ لمصلحة من هذا العمل ؟وإذا كانت المصالحةتخدم الجنوب فلمصلحة من يقف من يقف ضد المصالحة ؟




لن نكون بدعا في هذا الأمر ، فقد أدانت الصين الثورة الثقافية التي قام بهاماو والتي استمرت عشر سنوات واد انو أخطاءهذه الثورةالفادحة ، وبدونهذا العمل لن يستطيعوا سلوك الطريق الصحيح ، فالاعتراف بالخطأ وإدانته قديشكل باب الحل بل قد يكون الحل ذاته . ومثلت الإدانة تصالحا حقيقيا معالذات . ومع هذا اعترفوا لماو بالفضل فلولا ماو لما كانت الصين الحديثة .. فماو كان رجل ثورة ولم يكن رجل حكم واستمر بعقلية الثورة حتى كاد يدمرالصين التي بناها ، فجاء بعده رجال رافقوه في الكفاح ولكنهم كانوا رجالمرحلة الدولة لاتهم سياسيين أكثر منهم ثوريين فرفعوا شعار يناقض شعار ماو ،شعار " الثروة لا الثورة " ...


وقد فعل الاتحاد السوفياتى ذلك ، وادان ليس مرحلة فقط بل أدان ستالينذاته واعتبر المرحلة من صنعه شخصيا ، وهى كذلك ، نتيجة للإرهاب الذي مارسهستالين ولم يكن احد يستطيع أن يتنفس إلا بأمره ... وكانت هذه الإدانة صادمةللعالم ولم يتوقعها احد.. لكنها كانت ضرورية وحيوية.




بمحاكمة الماضي سنثبت هي نحن شعب حي أم لا ؟ هل نحن على مستوى المسؤوليةأم لا ؟ هذه الإدانة ليست انتصارا لأحد على آخر ، هي انتصار للوطن والهويةوالتاريخ والأرض والإنسان الجنوبي والشعب .. وسنثبت فعلا عندما نقول جنوبجديد أن هناك جنوب جديد.. إن هذه المحاكمة للماضي وإدانته ستكون ثورة أعظمواهم من الثورة السلمية لأنها تعطى لهذه الثورة هويتها الحقيقة وترسم لهاالمستقبل وستكون الثورة السلمية الوجه الصحيح للجنوب الجديد ، ولن يكونانتصار الجنوب الجديد و حصوله على الدعم من محيطه والعالم إلا مسالة وقت .



أحمد سالم ( أبو سلطان )
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 11-17-2010, 12:01 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي




منقول من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة


بداية مصرية


طريقنا الجديد بدون قحطان


إن ما يحدث اليوم في الجنوب العربي : لا يندرج في قآئمة الأخطاء التي لا بد لأي نظام في طور توطيد وجوده .. والتمكين لنفسه في الأرض . من ارتكابها أنه نهج معتمد .. وسياسة مدروسة .. وخطوات محسوبة : تؤدي بالتدريج - وكما تدل البينات - إلى تونير الحياة .. وخلق المشكلات داخل الجنوب العربي .. (( والزج )) به في دائرة صراع عالمي ماحق وإثقال كواهلنا بإلتزآمآت لا تستطيع إمكانيات شعبنا الصغيرة أن تتحملها ..

إن جوهر معارضتنا لنظام الحكم الجديد في الجنوب يرتكز أولا وقبل كل شيء إلى حقيقة مسلم بهآ هي في اعتقادنا . فوق مستوى الجدل ..

نحن نعتقد أن نزع الصفة الاستعمارية عن الجنوب العربي .. وتحقيق وحدته .. وقيام سلطة شعبية على أرضه (( بداية معقولة )) . تخلق الشروط الضرورية لتطوير مصادر القوة الاقتصادية .. وتحريك كل قطآعآت الشعب لأغراض البناء .. ومجاوزة دائرة التخلف .. والفقر التي رسمها لنا وفرضها علينآ حكم إستعمآري دام مائة وثلاثين عاما ..

ولهذا فعندما نطالب بعدم توسيع دائرة أعدآئنآ في العالم وإعلان حآجتنآ إلى صداقة جميع الدول العربـــيـــة بالذات وعونها يجب أن ينظر إلى ما نطلبه على أنه (( صواب )) .. ومثل هذا الموقف - كما نظن - قمين بأنه يغري أي حكومة تقوم على أرض الجنوب العربي
(( بمزآيآه )) ما عدا حكومة (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) .

ويبدو أن مفعول مدرسة (( أبو لمعة )) ، أمتد إلى كل مكان .. فخلق لنا حتى في الجنوب العربي طآئفة من الرجال يتملكهم ميل شديد إلى التبجح .. والإعلان عن مشاريع تتجاوز حدود شجاعتهم الشخصية .. وتتجاوز حدود طآقآت شعوبهم .. إنهم رجال لهم كل خواص
(( المهرج الناجح )) .. ومآ ينقصهم فقط هو الروح المرحة .

إن دولة مستقلة حديثا كالجنوب العربي بمواردها الضئيلة ، لا تملك أن تقدم للعالم سوى
(( التمنيات الطيبة )) .. ولا خيار لها في أن تسلك سبيلا آخر .. ذلك أنهآ إن أرادت خيرا لم يعنها الدهر عليه .. وإن أرادت بأحد سوءا لم تستطع إيجاد أسبابه .. وإذن فالعقل يقضي على أية سلطة تتولى أمرنا في الجنوب أن تظهر شيئا من التواضع .. والتواضع ركن من أركان الحكمة السياسية والخلقية .. تتواضع في سياستها الخارجية بمآ يتناسب وحقائق وضعنا كشعب صغير فقير .. وتتوفر جهودها على المشكلات الكبار التي خلفها لنا الاستعمار وترتب أحوالنا.. وتنسق مواردنا . وتستفتح علينآ أبوابا للرزق تلبي على الأقل الضرورات العاجلة لمجتمع تركه الاستعمار على الحصيرة .

ولآ ينطوي مطلب التوآضع هذآ .. على أي مسآس بحقوق السيآدة أو كبريآء الشعب . كمآ أنه لآ يعني الإمتنآع عن الإظطلآع بأية مسؤولية تفرضهآ علينآ شروط السلآمة أو الدفآع عن حقوق الأمة العربية في فلسطين .. أو أي مكآن آخر من الوطن العربي . كمآ أنه لآيعني عدم مسآندتنآ لحق (( تقرير المصير )) بالنسبة لجميع الشعوب .. والوقوف ضد كل إتجآه عدوآني يرمي إلى تخريب الأسس المقدرة للأمن والسلآم في العآلم .. كلآ ..

إن مآ نطلبه هو ألآ نبدو في (( الصورة .. أو المضمون )) ، كمآ لو كنآ (( عملآء )) لمعسكر معين من قوى الصرآع في العآلم وبالتآلي نحرض المعسكر الآخر على أن يلتمس أسبآب الكيد لنآ ومخآصمتنآ .. وتحويل أرضنآ ذآتهآ .. وشعبنآ ذآته .. إلى سآحة يحترب فيهآ الروس والأمريكآن .. ونكون نحن مجرد أدوآت هزيلة في أيدي المتحآربين .. كمآ هو الوآقع الفعلي في فيتنآم .. وكوريآ .. وأمريكآ اللآتينية .. بل في كل قآرة .. والفرق هو في جحيم الصرآع .. ومدآه .. وأدوآته . وليس في نوعيته .. وأهدآفه النهآئية ..

ومن الخطأ القول بأن الروس والصينيين قوم (( يتعجلون فعل الخير )) . تحت وطأة مشآعر نبيلة .. وشعور حآد كريم .. ونشدآن للمودة محض .. لآيخآلجه عنصر خسآسة أو خبث أو تشوق للسيطرة ..

إن هنآك من يحآول إقنآعنآ اليوم في الوطن العربي .. بأن دوآعي عمآلته للشيوعية .. وليدة إعتقآده بأنه وجد في الروس والصينيين (( صديقآ أفضل وانبل للعروبة )) ..
غير أن الأحدآث .. أظهرت على مستوى الوطن العربي كله أنه بعد سنوآت من فتح أبوآب العآلم العربي أمآم الصدآقة الوآفدة من موسكو وبكين .. وبعد سنوآت من وضع موآردنآ كلهآ في خدمة جهآز الحزب الشيوعي ضد الغرب في ميآدين .. السيآسة والإقتصآد .. والفكر .. والعسكرة .. وبعد إستظهآر نآدر عجيب لكل ترآث مآركس وانجلز .. ولينين . وبليخانوف وتروسكي ومآوتسي توتنج .. وبعد أن أصبح أرنست شيء جيفآرآ أشهر بمآ لآيقآس من القعقآع .. بل من ابن الوليد في محيطنآ العربي .. وبعد أن طآردنآ النفوذ الغربي إلى طوروس في الشرق .. والنيل الأزرق في الغرب .. وطنجة في الشمآل .. وسقطرة في الجنوب بعد هذآ الجهد الجبآر .. أكتشفنآ أن الصدآقة الروسية والصينية .. لم تجعلنآ أفضل حآلآ .. أو أصعب منآلآ .. بل أسوأ .. إذ وضعت العرب في مواجهة بعضهم البعض .. وأدخلتهم فعليآ في صرآع مع أنفسهم .. وأستنفد الكثير من طآقآتهم .. وأستهلك الجم من قوآهم . وأفسح المجآل وآسعآ للكثير من المشآعر الضآرة أن تأخذ سبيلهآ إلى الضمآئر والقلوب وخلق من دوآعي الفرقة والإنقسآم مآ نحتآج جيل من الجهد للتغلب عليه وقتل أسبآبه وإسترجآع روح التعآون والثقة .

لقد جآهدنآ ضد أمريكآ والغرب ولمصلحة السوفييت والصين - ويجب أن نعترف - جهآدآ كلفنآ الكثير من الأصدقآء .. وجشمنآ الكثير من العنآء . وأجبرنآ على أن نخوض في دمآء بعضنآ البعض بضرآوة تحسدنآ عليهآ الكلآب . وكآن ثمن هذآ كله كمآ هو معلوم .. ومفهوم عدة مئآت من الدبآبآت تركهآ الجيش المصري لإسرآئيل في سينآء .. وترك معهآ سينآء المبآركة .

ولآزلت أثمآن الدبآبآت ديونآ يستوفيهآ الروس من قطن مصر ودم شعبهآ .. وهآ نحن نفيق من حميآ (( الصدآقة )) على كآرثة مروعة هي إمتدآد اليهود في الأرض العربية إلى أبوآب القآهرة .. ودمشق .. مرورآ بثآلث البقآع الطآهرة في العآلم ( القدس الشريف ) .. ومآ حوآه وجآوره من أرض عربية في فلسطين .. وسوريآ ..

وكل مآ فعلته لنآ الصدآقة هو إستخلآص قرآر هزيل من مجلس الأمن يثبت لنآ حقآ نظريآ في هذه الأرض .. دون أن يضعنآ على الطريق السوي لإسترجآعهآ ..

والحآل أن نكبة ( حزيرآن ) بكل طوآيآهآ .. وملآبسآتهآ . وردود أفعآلهآ بالتتآبع أعلنت بشكل جلي (( إفلآس اليسآر العربي )) .. في كآفة الميآدين وأهمهآ .. وهي ثلآثة ..

أ _ الإنجآزآت الدآخلية .
ب _ السيآسة الخآرجية .
ج _ القوة العسكرية .

والأيآم نفسهآ .. التجربة نفسهآ .. الوقآئع نفسهآ .. وليس نحن بل هي التي كشفت إفلآس اليسآر العربي في الحقول الثلآثة ..
• إقتصآد منهآر .. وشعوب جآئعة .. تتسلى بالأغآني والنكت .. وتتهلى بالوعود .. ومتعتهآ الوحيدة هي التفرج على موآكب الجنود .. وأرتآل الدبآبآت .. وهيآ كل الصوآريخ الوهمية . في الإحتفآلآت والإستعرآضآت الدورية التي ينظمهآ (( اليسآريون )) بمهآرة وإتقآن يغبطهمآ عليهمآ مدرآء المسآرح ..
• سيآحة خآرجية خرقآء ، خلقت لنآ من الأعدآء بمقدآر مآ خلقت لإسرآئيل الأصدآقآء فضلآ عن التعبئة الوجدآنية المستمرة للجمآهير العربية بسوء حكومآتهآ (( المعتدلة )) والتحريض المستمر على العنف والإغتيآلآت .. وتعريض المجتمعآت العربية للتوتر المتصل الذي يعوق .. الثبآت والإستقرآر .. والبنآء ..
• قوة عسكرية تصلح فقط للإستعرآضآت .. وليس للنظآل بدليل أنهآ لم تثبت حتى بضعة أيآم .. أو سآعآت أمآم أذل أمة في العآلم وأصغرهآ ..
إننآ نتكلم عن الجنوب العربي و لم نرد فقط الإسآءة إلى أحد أو هدآية النآس إلى جديد لآ يعلموه عن حآلنآ في الوطن العربي بعد نكبة ( حزيرآن ) المؤلمة .. المريرة ..


ضرورة السيآق وحدهآ قضت بأن نورد أجمآليآ ربمآ ينفع الحكم الجديد في الجنوب العربي .. وهو سينفع شعب الجنوب نفسه وذلك .. أكيد .. أكيد ..

إن الحكومة الصآلحة في المنظور العآدي تقآس عآدة بالمحسوس الملموس من إنجآزآتهآ .. وليس بمآ تسبغه على نفسهآ عبر أجهزتهآ من الوجآهة .. والقوة .. والحكمة . فلآيحآولن قحطآن أن (( يعدنآ بالقمر )) .. ويدنينآ من (( الثريآ )) بالأوهآم .. والخيآلآت .. وشعبنآ بعد لم يأمن على نفسه ولم توفر له حكومة الإستقلآل الطمأنينة .. والثقة على الحآل والمآل .. وهو أصغر المكآسب التي توفرهآ في العآدة حكومآت الإستقلآل للشعوب المستقلة .


وإستنآدآ إلى هذه الحيثيآت وكل مآ يترتب عليهآ نحن نعآرض الحكومة الجديدة في الجنوب العربي . ليس عن (( عمآلة )) أو رغبة في السلطة .. ولسنآ متسولين .. ولآ مرتزقة .. نحن أفضل من أن نقود شرآ لشعبنآ .. وأكرم من أن ندآهن سلطة قآئمة على أرضه لآتقدم على حبهآ إيآه .. وحرصهآ على مصآلحه .. وتقديرهآ لمسؤلية الحكم والقيآدة ..


عن تقدير للمسؤولية عميق ووعي بآلغ ودقيق .. لآ نؤيد هذه الحكومة القآئمة في الجنوب العربي .. لأنهآ بدأت تدور بنآ في نفس المسآر الكريه الذي لآ زآل الوطن العربي يئن من أثآره الضآرة ..

الحكومة القآئمة في الجنوب العربي (( يسآريه )) .. أو هي هي بتعبيرنآ (( عميل وقح للشيوعية العآلمية )) .. واليسآر بالنسبة للأمة العربية ، كلهآ أنتهى .. لقد وصلنآ إلى آخر الأنشودة . وآن لنآ كجمآهير .. أن نحآسب أن نفكر .. أن نزن كل حآدثة ونرآجع كل حديث .. بعد أن أقتصر دورنآ طوآل هذه السنوآت على التصفيق والهتآف .. وتأليف الأغآني الحمآسية .. التي تنآسب مزآج القيآدة الرخيص .. لآيجوز قط .. وليس من المسؤلية في شيء أن نسمح لقحطآن أن يزج بنآ في تيه جديد .. نكتشف بعد كذآ من السنوآت أضرآره ..وأخطآره ونحتآج إلى كذآ من السنوآت في تفآدي هذه الأخطآر وملآشآة الأضرآر . لنبدأ مسيرة جديدة

لوقت لآيسمح لنآ بتكرير ( المأسأة ) في الجنوب العربي ونقل .. وتصدير مضآعفآتهآ إلى جزيرتنآ العملآقة .. وشوآهد فسآدهآ مآثلة لأعيننآ في أكثر من قطر عربي .. لآ .. لآ .. هذآ كثير .. وأكثر مآ نستطيع السمآح به .. أو السكوت عليه ..

إن (( الثورية الشيوعية )) الإرهابية التي قامت طوال السنوات الماضية بتمزيق المجتمع العربي .. ولوثت طباعه .. وأفسدت سريرته وأضعفت صلته بالله .. ونحت في سيآستهآ الخآرجية منحى جر عليه العدآوآت .. والتجويع ومن ثم الهزآئم المرة .. هذه (( الثورية الشيوعية )) هي التي تحآول اليوم أن تجعل من أرض الجنوب العربي رآفدآ يعين
(( الثوريآت )) التي فرضت في الأرض العربية .. وجعلت منآ .. ومن شعوبنآ .. وجيوشنآ أضحوكة الضآحكين في العآلم .

ووآجبنآ ألآ نسمح بشيء من هذآ القبيل أن يحدث في الجنوب العربي أو في أي مكآن آخر من جزيرة العرب الأم . لأننآ من هذه الجزيرة بالذآت نريد أن ننطلق لإسترجآع الأرض السليبة .. ورد الإعتبآر الذي أضآعه فلآسفة الهزآئم ..

من هنآ نريد أن ننطلق تحت رآية ( محمد ) لنستعيد مآفقدنآه تحت رآية ( لينين ومآو ) ولن يكون هذآ الإنطلآق ممكنآ وفينآ من ( يخجل ) من ذكر الله ( وينكسف ) من ذكر محمد ..

لقذ تأخر قحطآن عن موعده فقد تعآطينآ من قبل ( الوصفة ) التي يحببهآ اليوم الينا فلم تجد نفعآ .. لقد مللنآ لحد القرف الإغترآف من الكتب الشيوعية المترجمة .. وأنفعلنآ بمآ فيهآ لحد الموت .. وأقنعنآ من هو أثقل من قحطآن وزنآ بالترديد العقيم للشعآرآت السقيمة .. فلم نجن من ورآء ذلك إلآ الهزيمة المنكرة .. والندم العميق على دمآء أخوتنآ العرب التي سفحت في الشوآرع في غمرة الإنفعآل الأهوج .. والتحقيق المندفع لأحلآم دجآلونآ الكبآر .

والآن علينآ أن نجرب (( الرجعية )) أذآ كآنت تعني الرجوع إلى الله .. وإستلهآم الرشد من مآضي العرب وتآريخهم الحآفل المجيد .. علينآ أن نستدل على طريق لله أستدل به سآبقونآ فأنتصروا .
علينآ أن نستنير بكتآب لله بين يدينآ .. فهذآ الكتآب وحده لآغير سيفجر منآبع القوة في الوجود العربي .. وسيصنع غد العرب المشرق العظيم ..


علينآ أن نتعرف من جديد على الأمة العربية .. ونتحسس عقيدة الشعب المسلم المؤمن بالله .. ونختبر إتجآهآت الرأي فيه .. ونجدد صلتنا به .. ونربيه تربية نضالية ترتفع به إلى مستوى المحنة التي صنعها له وزجه فيها (( العملاء الوقحون )) ..

وفي سياستنا الخارجية علينآ أن نتعلم كيف نعمل لأنفسنا .. ونزيد من ثقة الشعوب فينآ .. ونلتزم جادة تكون مدعاة لإحترآمنآ في الوجود الدولي كله ..

وقحطآن (1) بكل مآ يمثله . ليس دليلنا على هذا الطريق الجديد ( طريق الله ) .. إنه تركة ورثناها من عصر مآقبل ( 5 حزيران ) .. وعلى كل عربي أن يتخلص من حصته في التركة المرذولة ( من بقآيآ الهزيمة ) ..

(1) المعنى هنآ تنظيم الجبهة القومية الحآكمة في الجنوب العربي وقد كآن قحطآن على رأسهآ في ذلك الوقت الذي تغير ولم يتغير المسآر الضآل للتنظيم . وإذن فهذآ الفصل لآزآل يؤدي وظيفته كآملة .



عبدالله الجابري




رد مع اقتباس
  #37  
قديم 11-19-2010, 09:17 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي




منقول من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة



الأزمة في الداخل

- 1 -

... والسياسة الخارجية ليست في الواقع كل ما نختلف عليه مع (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) رغم أن من العسير الفصل في أحوال دولة اليوم . بين الوجهة العقائدية للدولة .. وبين سيآستهآ الخارجية ..

إنه اختلاف بين عقيدة .. وعقيدة .. وكل الأمور بعد ذلك تأخذ نفس المسارات التي تتفرغ عن (( الإختلآف الجذري )) إلى تفصيلات هامشية ..

إنه اختلاف بين (( الإسلام كدين مشتمل على حدود تصور كآملة شاملة للحياة .. والأحياء .. وكخطة ومنهاج يرقى بهمآ الإنسان .. ويفلح ويتحرر من العبودية إلا الله .. وبين العقيدة الماركسية )) تطرح نفسها (( بالعنف الثوري )) .. وبالإرهاب المنظم كبديل للإسلام في مجتمع مسلم .

هذآ هو جوهر الإختلآف .. ونقطة إنطلآقه .. وهو يتصاعد من هنآ .. ويتفرع في مسارات متعددة . ذلك أن السياسة عمليا ونظريا أداة من أدوات التعبير عن عقيدة الدولة .. وبالتالي فإنها - أي السياسة الخارجية - تعتبر من أهم (( الوسائط الناقلة )) للعقيدة .. والحاملة لتأثيراتها .. وملامحها إلى العالم .

وإذا كانت (( الماركسية )) هي (( العقيدة )) مثلا .. فأن خدمة (( الفضائل والمثل العليا الماركسية )) .. تصبح في المقام الأول .. من سلوك (( الدولة )) في الخارج .. وعلاقاتها بالمجتمع الذي تحكمه في الداخل .. ولهذا فلا يجب أن يكون مدعاة للدهشة والاستغراب أن يكون شعب كوريا .. أقرب وأحب إلى دولة الجبهة القومية من شعب الأردن .. مثلا .. وماوتسي تونغ .. أقرب إلى قلوبهم . من الملك فيصل .. ذلك حكم العقيدة .. فالضد لا يحب ضده ..

وصحيح أن هذا ليس رأينا نحن شعب الجنوب العربي .. ولكنه رأي ولاة الأمر فينا .. وهذا بالذات ما يفقدهم حق الطاعة علينآ .. وما يخلع عنا موجبات البيعة التي لم تتم .. ولم يطلبوها هم قط .. بل أخضعونا بالدم .. والحديد .. ولا يزالون يفعلون ..!

إن حكام الجنوب العربي لا يناقضون أنفسهم قط عندما يجاهرون بأن العاجل والملح في نظرهم هو تصفية (( الإمبريالية والرجعية العربية )) .. وليس كما نريد نحن (( تصفية الفقر والتخلف في الجنوب العربي .. ووضع قواعد سليمة لمجتمع مسلم مزدهر . يستطيع عندما يصل إلى مرحلة معينة من رقيه أن يكون مؤثرا وفعالا بشكل أكبر .. وبصورة أدق .. في النشاط الإنساني كله .. ))


- 2 -

إن الشيوعيين في الجنوب العربي .. بحكم خروجهم عن الإسلام - وهم يجتهدون في الإعلان عن هذا الاتجاه وتأكيده - واستبداله بالعقيدة (( الماركسية )) .. يستجيبون طوعا وباندفاع للعمل مع أخوتهم في المعتقد .. ويقتربون منهم بمقدار ما يبتعدون عن سوآهم .. كما أنهم يزدادون تصلبا وعنتا في محاربة كل اتجاه آخر على أرض الجنوب العربي .. طاوين الاتجاهات العربية المسلمة هناك تحت مفهوم واحد هو (( الرجعية العميلة )) .. وهم يعملون حق العلم بأن المناضل العربي المسلم لا يمكن أن يكون عميلا لأحد .. لأنه بطبعه .. وبحكم تكوينه الخلقي يحارب (( ليكون الدين كله لله )) .. ولتتحقق للعرب وحدتهم .. وترفع عزيزة رايتهم .. وهو ما لا يتفق عليه أية دولة إستعمآرية أو شيوعية .. بدليل أن بريطانيا استمرت تحارب رابطة الجنوب العربي إلى الساعات الأخيرة من وجودها في الجنوب .. ومن ثم سلمت الراية لمن هي واثقة بأنه سيتابع هذه الحرب بقسوة أشد .. وبثبات أكبر ... لماذا ؟

لأن بريطانيا تعلم أنه لو قامت دولة في الجنوب العربي متفاهمة مع السعودية . فإنهما ستشكلان مجتمعتين قوة ضاربة .. تحول بين كل الطامعين في جزيرة العرب والوصول إلى ما يريدون .. من سيطرة ومغانم لا يجهل أمرها أحد .

وبما أن (( سياسة التوازن )) تقتضي تمكين اختلافات من افتراس طاقات أبناء الجزيرة العربية .. وإعاقة وحدتهم .. والتأثير بالضرورة على الدور القيادي الذي أخذت السعودية تلعبه في السياسة العربية و الإسلامية وخنق روح التضامن الإسلامي في المهد .. فأن من الضروري خلق دولة شيوعية في الجنوب تناطح ولو سياسيا ودعويا الدولة الإسلامية في الشمال .. وفي النهاية إجبارها على صرف جانب من جهدها لاتقاء الشر .. والوقاية من الفتنة .. (( لئلا يضع المسلمون في الجزيرة السيف على أعناقهم فلا يرفعه الله أبدآ )) ..


- 3 -

لقد رفضت رابطة الجنوب العربي أن تقوم بنفس الدور الذي قامت به (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) .. مقابل إستلآم السلطة من بريطآنيآ .. وأصرت على ضرورة قيام مؤسسات ديموقرآطية ينتخبها الشعب - طبقا لتوصيات الأمم المتحدة - تنبثق عنها حكومة مركزية لعموم الجنوب تتولى الحكم .

واعتبرت الرابطة أن هذا هو السبيل الوحيد الذي يؤمن السلامة .. والاستقرار لدولة الإستقلآل .. ويجنب الشعب التطاحن الذي ذاق مرارته بعد ذلك .

ذلك أن الرابطة لم ترد قط أن تكون (( جهاز الإكراه )) الذي يحكم الجنوب العربي .. حتى وإن كان هذا الإكراه إلى الخير ..

وما كنا نظن أن أحدا آخر سيهرع إلى التهالك على العرض البريطاني .. وسيوافق على رفع رايته على الدبابات البريطانية التي دمرت الشيخ عثمان .. واقتحمت الصعيد وحبان .

لقد كنا نظن بالآخرين ما نظن بأنفسنا من (( الولاء )) لشعب الجنوب العربي .. والرغبة المتجردة في عزته وكرامته .. وحقن دمائه .. غير أن الشيوعيين حتى وإن كانوا عربا لا تعوقهم الوساوس الخلقية أثناء الصعود إلى السلطة .. كما لا يعوزهم إختلآق (( الذرائع والمسوغات )) التي تبيح لهم إهرآق الدماء .. وتنظيم حملات التصفية .. في المجتمعات التي يصلون اليهآ بالإرهاب .. والتآمر على مراكز القوة .. والتأثير فيها .

إن استعذاب القتل .. وتغذية الضغائن .. والمثابرة على تنميتها والحث المستمر على حتمية التناقضات في المجتمع الواحد .. والدعوة إلى تصفية هذه التناقضات بالعنف الثوري ..!

هذه الأمور آمنت بهآ (( الماركسية )) دون كآفة المعتقدات الشاذة التي عرفتها الإنسانية طوال أربعة ألاف عام .. وهي الحقبة الزمنية التي يمكن متابعة وقآئعهآ في كتب التأريخ .. وعلم الحضارة .

كما أن الحقد شيء لا تعرفه العقائد السمحاء .. ولكنه - أي الحقد - من أهم العوامل المحركة في صلب (( الماركسية )) :

وربما كان هذا يعود إلى المعاناة المرة التي كابدها كارل ماركس والحرمان المتصل الذي زامله في المتحف البريطاني بعد نفيه من ألمانيا .. وابتعاده عن المجال الذي كآن يستطيع أن يحقق فيه نجاحا سويا .. يحمله على الرضا والقناعة .. ويجعله أكثر تفاؤلا ..!

وربما كان أصله (( اليهودي )) له علاقة بهذا الضغن العجيب الذي يستشعره نحو الإنسانية .. إذ من المعلوم أن اليهود ذاقوا إمتهآنآ واضطهادا لا مثيل لهمآ على أيدي المسيحيين الاتقيآء في العصور الوسطى .. ولم تتحسن النظرة إليهم في المآئتي سنة الأخيرة .. عندما أشتد الإتجآه إلى (( المسآوآة )) في أوربا .. وضعف سلطان الدين المسيحي في النفوس .. واتجهت الأفكار وجهة
(( علمانية )) .. ولليهود بلا جدال دور عظيم في إحداث هذا التحول الذي جاء لمصلحتهم .. وانتهى بإنتصآره عصر إمتهآنهم وإحتقآرهم - بإستثنآء الردة المضادة لهم - التي حدثت في عهد (( الرايخ الألماني الثالث )) .

وربما أن الأمرين معا .. أصل ماركس اليهودي .. وظروف حياته الشخصية صنعت منه ذلك المتنبي الأخرق المعادي لله .. وللإنسانية .

ومهما يكن من أمر فإن آثار هذه الديانة العجيبة تنتقل إلى تابعيه بشكل أشد وطأة .. وأكثر وحشية .. وهي تنفذ بجسارة في مجتمعات لا يجرؤ عليهآ حتى الغزاة ، دعك من أن يرعاها واحد أو عدة أحاد من أبناء هذه المجتمعات ..!


- 4 -

وإني وقد تضلعت من (( الماركسية )) بمقدار ما تضلع به أتباعها .. وعرفت من أشكال تطبيقآتهآ في العالم بمقدار ما يعرف أنبه رجالها .. لأعلم الآن ما يتوجب على شعب الجنوب العربي أن يعانيه من ألآم .. وتوتر .. وإرهاق .. وقلق .. ليس في إحتمآل دعآتهآ .. والسكوت عنهم وهم يركبون ظهره .. وإنما ما يعانيه من حثه بكافة الوسائل - قلت كآفة الوسائل - على الهتاف بصوت مسموع .. ونبرة واضحة لقيادة التغيير الثوري ..

المأساة أن كل مواطن في دولة الثورة الماركسية يصبح مطالبا باكتساب فورا .. في أفعاله .. وأقواله .. وحفظ شعاراتها .. وترديدها في الشارع .. في المقهى .. في البيت .. وهو مطالب كذلك بنبذ قيمه ومواريثه .. ومعتقده القديم .. والإسهام في الحملة ضده ..

وبما أن المرء لا يغير عاداته .. وقيمه الملكية والخلقية والدينية بين عشية وضحاها .. فأن آلاف الناس في الجنوب العربي سيتعرضون .. للاضطهاد .. والحرمان .. والتصفية المريرة .. تحت ذرائع معاداة الثورة .. أو العمل ضدها .. أو عدم التجاوب معها .. الخ ..

وهؤلاء .. أو جلهم ليسوا أعداء نشطين .. بل ليسوا أعداء بتاتا إنهم فقط يريدون أن يتركوا وشأنهم تجنبا للمشكلات وضنا بأنفسهم على المتاعب .. ولكن دولة الثورة (( الماركسية )) لا تترك أحدا .. وشأنه .. فذلك تساهل .. لا يستحقه الأعداء حتى ولو كانوا أعداء من الخاملين .. لا ضرر منهم .. ولا نفع فيهم .

يقول فلاسفتهم ..

(( القيام بثورة اشتراكية يعني بإيجاز تغيير العلاقات الاجتماعية الموجودة .. وخلق علاقات اجتماعية ثورية )) .

(( المكلآ )) جريدة الشرارة العدد الخامس تأريخ 22-2-1968 م .

وبما أن هذا التغيير - وخصوصا في المجتمع المسلم - لن يحدث إلا بحرب منظمة ضد فكرة الإسلام ذاتها .. بإعتبآرهآ المسئولة عن خلق العلاقات الاجتماعية القديمة .. وبتقنين إتجآه الأفكار لمصلحة التغيير الثوري .. فأن الضرورة ستقتضي اللجوء إلى مقادير متزايدة من العنف لإحداث هذا التغيير في العلآقآت الإجتمآعية .. وجعلها في المستوى المطلوب الذي يستطيع التجاوب مع

(( الماركسية )) .. والتشكل حسب مقتضياتها ..


- 5 -

إن شعب الجنوب العربي يتعرض اليوم لإمتحآن عسير .. امتحان دينه .. امتحان في أخلاقه .. إمتحآن في قيمه ومواريثه .. وتقاليده .. وشيمه .. إمتحآن في صبره .. وشجاعته .

ومستقبله كله رهن بنتائج هذا الامتحان . فأن خرج منه ظافرا وأستطاع أن يهب عن بكرة أبيه كما هو المأمول . وأجتث هذا النبت الكريه الذي تغذيه

(( الماركسية )) الشيوعية وتطلب له النمو على أرضه العربية المسلمة ..

فقد تستوي على الجودي قريبا ويقال بعدا للقوم الكافرين .

وإن تمكنت جذور هذا الشر في رحاب .. الاستسلام والاستكانة .. والذل ..

(( فأمر الله بلغ تشقى به الأشقياء )) .

وإني لأظنها الحرب (( يبلغ من ضخامتها أن المنتصر فيها يخر مغشيا عليه فوق جثمان ضحيته )) ..



عبدا لله الجابري




رد مع اقتباس
  #38  
قديم 11-21-2010, 08:07 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي




منقول من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة


عودة إلى الماضي


- 1 -


في الجولة الحاسمة مع الشيوعيين في الجنوب العربي .. سنحتاج إلى التنوير الثابت الوئيد لجماهير الشعب .. بنفس المقدار الذي سنحتاج فيه إلى
(( الرصاص )) لدحر السلطة الإرهابية الظالمة التي خانت قضية الشعب .. ولوثت انتصاره المجيد .. وبثت في النفوس الخوف .. والقلق حيث يجب أن تسود الطمأنينة .. وتعم البهجة والإغتباط ..

وقد تم حتى الآن تفنيد المسار الضار الذي تسلكه حكومة الجبهة القومية في سياستها الخارجية .. كما تم كذلك تفنيد الكيفية التي يتم بها تثبيت
(( الماركسية )) كبديل (( للإسلام )) في الجنوب العربي ضمن خطوات مقررة مدروسة تنفذ .. وتعلن بجسارة نادرة وتصميم عنيد ..

وعلينا الآن أن نتناول المسألة الأهم .. أو القضية الأكثر جذرية .. ذلك أن معارضتنا للحكومة القائمة في الجنوب العربي ( جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ) تقوم أساسا على إعتبارها حكومة غير شرعية .. وقد سبق لنا أن أجملنا - في غير هذه الصفحة - الأسباب التي تحملنا على الإعتقاد بأن دواعي النضال في الجنوب العربي لا زالت قائمة .. وان خروج الإستعمار قتل بعض هذه الأسباب .. ولكنه أحيى غيرها .. بسبب الظروف (( التآمرية )) التي صاحبت إعلآن الإستقلال إذ لم يصر قط الرجوع إلى الشعب ..

إن ما حدث بالظبط هو (( عملية تبادل للمراكز من فوق )) بحيث حل الإئتلاف القوميين والشيوعيين .. والمتمثل في (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) . محل الوجود البريطاني .. ووجدنا أنفسنا كشعب خارج هذا الإتفاق . تمامآ .. بل وأصبحنا في الواقع الفعلي من ضحاياه ..

وهذا يعني أن الأهداف التي قاتلنا من أجلها لم تتحقق . وإذن ففي حسابنا العودة إلى القتال .. لنفس الأسباب التي أجبرنا في الماضي على إشهار السلاح .. وإحتمآل الإضطهاد في سبيل الوصول إليها .

وضمن ما يجب أن نظفر به في نهاية صراعنا مع الشيوعيين والقوميين
(( حكومة شرعية )) يجري إختيارها من قبل الشعب .. ممثلة تمثيلا كاملا لكافة قطاعاته .. ولن يصار إلى تحقيق هذه الغاية الكريمة .. إلا بعد إسقاط الحكومة الغير شرعية القائمة .. بنفس الأساليب التي وصلت إلى الحكم .. (( بالقتال )) ..

ولا أحتاج إلى التدليل - رغم سعة مجال الإستدلال - على أن القوميين والشيوعيين يثابرون على التأكيد بأن ما أكسبهم الحق في الحكم هو أنهم قاتلوا فأنتصروا
(( أكتسبنا الشرعية بالقتال )) كما يردد المسؤولون بينهم .. هذا الإدعاء بشكل يؤذي الكرامة .. وفي خيلاء (( بونابرتيه )) فاحشة ..
• فمن هذا الذي قاتلته الجبهة القومية .؟
• وكيف أنتصرت ؟
• ومتى شكلت ؟
• ولأي غرض كان هذا التشكيل ؟
• وفي ظل أي شروط ؟
• وهل هي بالفعل تمتاز ببعض أو كل شروط الحكومة الشرعية ؟ .
هذا يقضي بفتح بعض ملفات قضية الجنوب العربي .. والعودة بها إلى عام 1964 .. ( إذ تشكلت الجبهة القومية في اكتوبر من نفس العام ) .. والجواب على هذه الأسئلة يتطلب كذلك مراجعة بعض الوقائع . ومعرفة مقدار الحق في دعوى (( الشيوعيين )) هذا إذا كان فيها من الحق أي مقدار ..


- 2 -

( أ ) في عام 1964. أصبحت قضية خروج بريطانيا من الجنوب العربي مسألة مقررة .. فقد أعلنت بريطانيا في ذلك الوقت أنها ستمنح الجنوب إستقلاله في موعد أقصاه عام 1968 .. وأعلنت كذلك أنها بسبيل تخفيف إلتزاماتها
الدفاعية شرقي السويس .. وأن ذلك قد يعني - أو هو سيعني بالفعل - تصفية قاعدتها العسكرية في عدن ..

( ب ) - في الفترة نفسها بدأت بريطانيا تجري سلسلة من الإتصالات مع القوى الوطنية والجماعات الحاكمة لمعرفة ( النسبة ) التي سيجري تطبيقها من قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالجنوب العربي والصادرة في ديسمبر 1963 .

وكان يوجد إختلاف .. أو إختلافات شتى حول هذه القرارات .. بين الرابطة التي أستخلصتها من الأمم المتحدة ، وبين حكام الجنوب العربي .. وكان موقف هؤلاء الحكام في البداية هو رفض هذه القرارات كلها .. ثم دعتهم بريطانيا - أي أمرتهم - إلى النظر في إمكان تطبيق بعض محتوياتها .. فكان أن قبلوا بعد إتصالات عديدة بالتطبيق الجزئي لبعض هذه القرارات .. وكانت الرابطة وجماعات وطنية صغيرة كالمؤتمر العمالي والعناصر المستقلة في حكومة عدن .. وحزب الشعب الاشتراكي ( الاصنج ) .. في جانب التطبيق الكلي لهذه القرارات .. والتدخل ألأممي المباشر في التنفيذ لضمان حد أدنى من النزهة .. وعدم تزييف الانتخابات حين يحل وقتها ..

وكان مجرى الأمور بوجه عام يبين أن استقلال الجنوب العربي أصبح قضية مؤكدة في نفس الموعد المعلن .. وكانت الاختلافات التفصيلية عرضة للتسوية .. وكانت هناك جهود بالفعل تبذل لتصفيتها .. وكانت الظروف .. عربيا ودوليا مواتية لأن ينال الجنوب استقلاله بنسبة من المتاعب أقل .. وبتكاليف أبسط ..

وكانت بريطانيا قد شعرت من وقت طويل أن بقاءها في الجنوب يكلفها من الجهد والمال أكثر مما يغل عليها من الفوائد .

( ج ) - عندما شعرت الجمهورية العربية اليمنية المتحدة أن هناك تطورات ملموسة في الجنوب العربي .. وأن الإنجليز أصبحوا أقل تصميما على البقاء .. بل أعلنوا موعد خروجهم بالفعل .. وكانت لديها قوات عسكرية ضخمة في اليمن .. ولها في الجنوب ( الرصيد الأدبي المناسب ) رأت أن تستفيد من هذا التطور لمصلحتها .. وأن تعد ترتيبات مسبقة تمكنها من أن تخلف بنفوذها ووجودها إن أمكن .. والنفوذ والوجود البريطاني الراحل .. ولن يكون هذا ممكنا ومقبولا إلا إذا بدت في الصورة كما لو كانت هي التي أجبرت الإنجليز على الخروج ..

وهكذا نظمت زيارة للرئيس جمال عبدا لناصر لتفقد القوات المصرية في اليمن .. وحل بعض الصغائر التي تنشب دائما بين العسكريين المصريين والجمهوريين اليمنيين .. ومن ثم - وهذا هو الأهم - تقديم الجرعة الكبرى لشعب الجنوب من العلاج المصري للشفاء من المرض الإنجليزي ( !! ) .

وكانت هذه الجرعة ( خطاب ناري ملتهب ) ألقاه الرئيس جمال عبدالناصر في تعز ندد في بالإستعمار البريطاني .. وأعلن أنه سيجبره على الرحيل ( إن على الإستعمار أن يحمل عصاه ويرحل ) .
وكانت هناك أعداد كبيرة من الاجئين الجنوبيين في تعز شردهم الإستعمار .. والقصف الجوي .. ومعظمهم من أبناء العوالق .. وربيز .. وباكازم .. والمصعبي .. والمجعلي .. والقطيبي . ويافع وقد صفق هؤلاء كثيرا لخطاب عبدالناصر وبعضهم قد مضت عليهم سنوات كثار في اليمن . وأمرضه التسكع والبطالة .. والبعد عن الأطلال ..

( د ) - بعيد هذا الخطاب متصلا تحركت ( القيادة المصرية في تعز ) ومكتب الأمن ( المخابرات ) وأجرت إتصالاتها مع كافة أبناء الجنوب .. وأرسلت الرسل إلى الداخل وقرعت أبواق النذير في كل مكان .. وبدأت في عملية بناء ( جهاز الكفاح ضد الإستعمار ) على كافة المستويات .
• إتصالات مع اللاجئين في القاهرة ..
• معسكرات تدريب في اليمن ..
• تنظيم شبكات العنف في الداخل ..
• إعتمادات وافرة ومرتبات ثابتة وسخية لأكثر من عشرة آلاف ( مناضل ! ) سيجري إعدادهم وتدريبهم ..
• قنابل .. ألغام .. أسلاك تفجير .. مسدسات .. بازوكا .. بلا نسيت .. هاون .. مورتر .. رشاشات بنادق .
• محاضرات توعية في ( قصر صالة ) ..
• جهاز مخابرات فعال .. وضباط ذوو إختصاص في حرب العصابات يجري حشدهم في تعز ..
• دعاية واسعة وشاملة ومركزة تقوم بتهيئة الوجدان العام في الجنوب ( للعمل المسلح ! ) .

( هـ ) - في ذلك الوقت كانت حركة القوميين العرب شيئآ غير مألوفآ أو معروفآ في الجنوب العربي .. وكان عبدالله باذيب - زعيم الحزب الشيوعي - يعمل محررا في جريدة الأيام بـ ( 600 ) شلن إلى جانب قيامه بتصريف شؤون الحزب والإشراف على إعداد جيل ( ماركسي صالح ! ) عن طريق بعث المزيد من الطلبة إلى موسكو وبراغ .. وبودابست .. وبوخارست .. وبكين .. وكان قحطان الشعبي آنذاك وزير ! لشؤون ما يسمى الجنوب اليمني المحتل في حكومة القسم الجمهوري من اليمن .. وكان مرتب سيف الضالعي في خزينة عدن لا يعادل قيمة أربع وجبات عشاء متوسطة في بار ومطعم ( الفروج الذهبي ) أو ( أرابيان نايس ) المكان الذي يتوق إلى إرتياده .. ويفعل ..

وكانت ( الطبخة المصرية ) ألذ من أن يكون بالمستطاع رفضها حتى ولو قضت بإختصار سكان الجنوب العربي إلى النصف .. فقوة الدعاية المصرية ستلد أبطالا في وقت وجيز والبطولة على هذه الشاكلة رأس مال يجوز إستثماره في الحصول على الكثير من المتع وخصوصا في القاهرة ( قلب العروبة النابض ) .

( و ) - وللإنصاف - يجب أن نقول بأن الجمهورية العربية المتحدة لم تدخر وسعا في لملمة كل الأحزاب في ( جبهة واحدة ) برئاسة قحطان .. الرابطة رفضت مشروع الجبهة الواحدة لأسباب تراها جذرية .. مثل تأكيد يمنية المنطقة .. وتوقيت الثورة المسلحة في وقت أصبح فيه خروج الإنجليز قضية مقررة .. ووضع ( الجبهة الواحدة ) تحت الإشراف المباشر للمخابرات المصرية .. وعدم ترك شيء من حرية العمل في الداخل .. والحركة عربيا ودوليا في الخارج .. واشتراط معاداة السعودية وقطع الصلة نهائيا بها ..

وكان هذا شيء يتنافى مع الكرامة الا يملك أبناء الجنوب العربي سوى مرتباتهم .. وبنادقهم .. والمظهر الشكلي في قضية هي جوهرها .. قضية أرضهم ووطنهم ( قضيتهم ) .

ورفض ( الاصنج ) التعاون باسم الحركة العمالية في عدن بدعوى أن مصلحة العمال في السلام . وليس في الحرب ( الخبز والسلام شعار كلاسيكي للماركسية )
ولم يبق على المسرح في الواقع غير حركة القوميين العرب ( فيصل عبدا للطيف . وعبد الفتاح إسماعيل . وأنور خالد .. ونور الدين قاسم .. وعلي السلامي .. وطه مقبل .. وسيف الضالعي .. وحيدر السقاف .. وعبدا لملك إسماعيل .. ومحمد صالح عولقي .. وعبدا لباري قاسم .. ومحمد البيشي ) وقحطان الوزير اليمني .. والشيوعيين ( باذيب وباخبيرة .. وباسنيد والسلفى ) وآخرون يجمعهم على كل حال ( مقيل واحد ) في ( الزعفران ) (( للقات )) .. وتتبع أخبار الصراع بين
(( الحرفية )) بكين (( والتحريفية )) موسكو ..

وهؤلاء جميعا لا يمثلون شيئا في الجنوب العربي .. ولا يجدون حتى من يصغي لهم دعك من أن يلفتوا الأنظار .. ويجتذبوا الإنتباه .. خارج محيطهم الصغير .. ولكن سنرى بعد قليل أن الموارد الهائلة التي أنفقت على تكوينهم .. والأضواء التي سلطت عليهم جعلت ( المحاق بدرا ) خلال هنيهة لا تزيد عن عام ..

( ز ) - ولم يكن الجنوب العربي يخلو خلال السنوات الخمس عشرة الماضية من انتفاضة تقوم هنا .. وحركة مسلحة تقوم هناك .. ولكن الإستعمار البريطاني يسارع إلى خنقها فورا بوسائل بطش حاسمة .. فسرعان ما تنطفئ الشعلة .. ويذوب موردها المحدود .. وكونت معظم القبائل والجماعات التي أظطرت إلى إشهار السلاح لمقاومة الإرهاب البريطاني خلال هذه السنوات أجنحة رابطية ضمن تشكيل الحزب .. وما يدعوها إلى التوقف والجمود هو نضوب الموارد .. ورفض الدول العربية دعمها .. وبين الرافضين لهذا الدعم أو التشجيع على الثورة في الجنوب الجمهورية العربية المتحدة التي أكتفت بإيواء كل هارب .. إلى هناك والإنتفاع منه في إصدار البيانات ضد أي حكومة عربية تضطر إلى الإختلاف معها ..
وفي ذلك الوقت من عام 1964 ( يوليو ) كانت العلاقات قد بلغت حدا عظيما من التدهور بين أمير الضالع شعفل بن علي وقبائل ردفان التي تطالب بالإنفصال عن ولاية الضالع .. وتشكيل ولاية منفصلة على غرار ( المفلحي و العلوي ) ضمن إتحاد الجنوب العربي ..
وأثناء الأزمة بين أمير الضالع وقبائل ردفان .. انحاز الإنجليز إلى جانب الأمير في الإبقاء على ردفان والضالع ولاية واحدة وتم اعتقال بعض المشايخ من
( دعاة الانفصال .. ) وبدأ القتال الفعلي بين الطرفين قبل تشكيل الجبهة القومية بعدة أشهر .. بل قبل وصول الرئيس جمال عبدا لناصر إلى اليمن لتقديم أول جرعة من العلاج المصري المضاد للمرض الإنجليزي ..

( ح ) - وفي 14 أكتوبر من عام 1964 - آخر العام - أعلن عن تشكيل
(( الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل )) .. ووضعت إذاعة تعز تحت الإشراف الفعلي لما سمي آنذاك الثورة المسلحة في الجنوب .. وأعلنت الجبهة القومية .. أنها مفجرة ثورة ردفان ( !؟ ) وأن هذه الثورة في الواقع ( شرارة ) في الثورة المسلحة العامة التي تنبأت بأنها ستشمل ( الجنوب اليمني المحتل ) في وقت قريب .

وتدفقت الأسلحة سرا وجهرا على الجنوب .. العربي .. وبدأت الأموال تصرف
( في شكل مرتب ثابت لكل عامل .. ومتعاون .. وغاض النظر .. وبائع أسرار .. ومقدم معلومات .. وبدأت شبكات العنف تقام .. وتعمل .. ورسائل التهديد والمنشورات توزع على نطاق واسع معلنة (( أن ثورة مسلحة عامة قد بدأت )) وان الموت سيكون من نصيب كل يعترض طريقها .. (( وأن الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل مفجرة ثورة ردفان ( كذا ) هي الممثلة الوحيدة لشعب الجنوب )) .
ولم يكن الأمر بحاجة إلى منشورات سرية .. فهناك من ( صنعاء .. وتعز .. والقاهرة ) دعوة واضحة إلى الثورة .. وتحريض متصل على العنف .. وتعبئة كاسحة للجماهير .. وتركيز جبار على أن الأحوال في الجنوب العربي بلغت مفرطة من السوء لا تعالجه إلا ( الثورة ) .. وأن الأحزاب السياسية .. والسلاطين .. ليسوا أكثر من عملاء .. للإنجليز وأنه سيصار إلى تصفيتهم معه .. وأن الشعب قد أختار ( الجبهة القومية ) لتقوده عبر ما دعته هذه الإذاعات الكفاح المسلح إلى النصر ..

( ط ) - وأسابيع فقط شكلت الفاصل الزمني بين هذه الحملة الإعلامية الواسعة .. ونزول المنشورات بواسطة رجال ملثمين إلى الشوارع .. وبين تعاقب الإنفجارات في أحياء عدن وشوارعها .. وإذاعة ( صنعاء وتعز والقاهرة ) للبلاغات العسكرية التي تتضمن إحصاءات مفصلة بالخسائر التي يصاب بها ( العدو ) في آلياته .. ورجاله .. والخونة الذين تنفذ فيهم أحكام الإعدام .. والقنبلة التي أنفجرت في الحي الفلاني فقتلت كذا جندي بريطاني .. وجرحت كذا جندي آخر ( بجروح خطيرة ) ودمرت كذا سيارة عسكرية ..

وفي حين بدأت سحابة من القلق تخيم على الناس في عدن من جراء الإنفجارات الليلية والاغتيالات .. فإن السلطات البريطانية لم تظهر انزعاجا يدل على أنها تتعرض للأذى بالفعل .. فالضربات إما تطيش .. والضربات إما أنها لا تستهدف الوجود البريطاني نفسه ..

هكذا بدأت الأمور في الجنوب العربي .. عام 1964 .. فما الذي آلت إلبه ..؟


عبدا لله الجابري




رد مع اقتباس
  #39  
قديم 11-23-2010, 08:36 AM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي





منقول من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة


الصورة مظللة .. مضاءة

ما الذي استهدفته المخابرات المصرية من (( تصدير الثورة المسلحة ))

إلى الجنوب العربي ؟؟

حسنآ ..

ان الثورة ضد الإستعمار هي رد الفعل الإنعكاسي من البلد المحتل .. هي صيغة التعبير الحاسمة عن آمال شعب معين في بلوغ حريته .. وإستقلاله .. ومن العسير على المرء أن يقول بإن إشهار السلاح ضد الإستعمار عمل رديء .. وان الثورة على الغاصب الأجنبي سلوك غير حميد : ووجود هذه القاعدة سهل المهمة كثيرا أمام خطة المخابرات المصرية .. وجعلها تبدو في المنظار العام كما لو كانت مبادرة (( أخوية )) من دولة عربية كبرى تجاه أشقاء لها يرزحون تحت نير الحكم الإستعماري .. وإظطلاع بمسئولية (( قومية )) في تمكين قطر عربي من الإفصاح عن نفسه بتحرير بلاده .. وتطهيرها وتوصيل أبنائها إلى سدة الحكم في وطنهم .. ومن ثم الشروع في تحسين حياتهم .. وترقية وجودهم .. اقتصاديا .. وسياسيا وعسكريا .

هل هذا هو (( الدافع )) الحق لتصدير الثورة المسلحة إلى الجنوب العربي ؟ حسنا ..

لقد وصلت أول دفعة من القوات العسكرية للجمهورية العربية المتحدة إلى اليمن
( جوا ) يوم 9 اكتوبر عام 1962 .. ومضت عليها بعد ذلك ( 25 ) شهرا في اليمن دون أن تحرك ساكنا .. أو تسكن متحركا في الجنوب رغم الإغراء .. والشفاعات .. والإلتماسات .. التي كانت تقدم إلى المخابرات من قبل ذلك الوقت .. والقائلة (( بنضوج )) دواعي الثورة في الجنوب .. وتوفر مناخها .. وتكامل شروطها الموضوعية . وإفتقارها فقط إلى اليد التي تربت أكتاف الثوار .. وتبارك نهوضهم .. وتقدم لهم العون . وبكلمة واحدة .. كانت أجهزة المخابرات المصرية ( ترفض ) أن تشجع الثورة المسلحة في الجنوب العربي .. عندما كانت أسبابها قائمة .. ودواعيها همم الموتى من الأجداث .. عقب حرب السويس في السنوات
( 56 و 57 و 58 و 59 و 60 و 61 و 62 ) .. وعلل الرفض ( ظاهريا ) أن مصر تواجه من المتاعب الإقتصادية .. والضغط السياسي ما يحول بينها وتوسيع التزاماتها علاوة على الإلتزامات القائمة في الكونغو .. وأنجولا .. ومن قبل الجزائر .. فضلا عن أنها لا تريد الدخول في صدام من الحليف الوفي الإمام أحمد بن يحيى امام اليمن .. وعضو إتحاد الدول الدول العربية المؤلف من
( سوريا .. ومصر .. واليمن ) .. وكانت رابطة الجنوب العربي هي التي تتزعم الدعوة إلى حمل السلاح ضد الإستعمار .. - بل كانت تحمله - تحارب هذه السنوات .. خلال فترات متقطعة .. ولم تكن الرابطة موضع حفاوة من الإمام .. والداعي الخفي للإمتناع عن دعم الثورة في الجنوب هو أن المخابرات المصرية تعتقد أن
( القيصر أبعد من أن يسار إلى عنده ) وتعتقد أن الجنوب العربي أبعد من أن يكون بالمستطاع التأثير على مجرى الأحداث فيه (( بالثورة )) أو (( بالسياسة )) .

- وعندما أصبح الوجود المصري حقيقة قائمة بعد بضعة عشرات من الأميال من عدن .. أكثر من هذا عندما أصبح إستقلال الجنوب العربي ( قضية عالمية ) وأضحت بريطانيا أقل مقدره على تبرير بقاءها فيه .. ومن ثم قضت بإعلان إستقلاله في موعد أقصاه عام 1968 .. وأنحصرت الخلافات في (( شكل )) هذا الإستقلال .. ولمن يسلم .. وكيف يتم التسليم .. وكانت الأمم المتحدة قد أعتبرت نفسها مسئولة عن تظيم إنتقال السيادة لشعب الجنوب العربي عبر إنتخابات حرة .. وتسليم السلطة لحكومة ممثلة تمثيلا كاملا .. عند هذا الحد أدركت المخابرات المصرية أن الوقت ملائم تماما لتصدير
- (( السلعة الثورية إلى سوق الجنوب العربي )) !

وتحت ستار كثيف من الدعاية والتبشير بالمعجزات التي ستصنعها الثورة .. وتصعيد الإتجاه القائل بأن الإستعمار يجب أن يلقى مصرعه على أيدينا .. وعلينا أن نأخذ إستقلالنا بقوة السلاح .. لا أن نصفح أيدينا أيدينا لإستلامه .. أنجبت المخابرات المصرية في تعز (( مولودها الأول )) - إن أن هناك مولود ثان –

(( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) ..

وكما يقول المثل (( الديك الفصيح يخرج من البيضة يصيح )) فقد أعلنت الجبهة القومية من يومها الأول أنها الممثل الوحيد لشعب الجنوب العربي .. وأن لا حق لأحد في أن يقدم رجلا ويؤخر أخرى بخصوص الجنوب العربي .. لأن هذا الأمر من شأن الجبهة القومية وحدها ..


- 4 -

ومضت الثورة المسلحة في الجنوب العربي .. قليل من العمل .. وكثر من الكلام .. وكان هدف المخابرات المصرية في الواقع . هو إستغلال تأثيرها الدعائي الساحق _ أنذاك طبعا _ في تعبئة الرأي العام في الجنوب خلف جماعة (( مأجورة )) .. تقوم بخلقها على عجل وتجبر بريطانيا في النهاية التفاوض معها .. وبريطانيا لايهمها بعد أن تنهي مسئوليتها الدولية عن الجنوب العربي .. وتصفي وجودها السياسي والعسكري فيه .. لايهمها من يحكم .. ولا بأي أسلوب يصل إلى الحكم .. المهم أن يكون هذا الحاكم الجديد ( لين العريكة ) فلا يلزمها بالكثير مما هي ملزمة به قانونيا من عون مالي وإقتصادي للجنوب بحكم أدامة إستعمارها له

( 129 ) عاما ..

بالموارد المالية الضخمة .. والعون العسكري .. والحشد الدعائي الذي وضعته المخابرات المصرية تحت تصرف الجبهة القومية .. كان ممكنا وعمليا أن تجعل هذه المخابرات من ( الليمونة الحامضة شرابا حلوا ) .
• .
• .
• .
إن ما تم بناؤه في عام 1964 على يد ( المخابرات المصرية ) في تعز ليس حزبا سياسيا عاديا يشق طريقه في صفوف الجماهير ( بالحق الطيب وحده ) .. لقد أستطاعت المخابرات في ثلاثة أشهر أن تبني ( جهازا للحرب ) يستطيع
( تأديب الجماهير .. لا كسب ولائها .. ومقارعة المؤسسات الحكومية والحزبية في الجنوب العربي .. وتصفية المعارضة ( بالسلاح ) .. فضلا عن إشغال أعداد متزايدة من الجيش البريطاني وإجبارها على الخروج إلى الشوارع لتزيد من حجم الضغط على الشعب .. ولتمتص النقمة القائمة ضد الإرهاب .. وتحولها إلى نقمة على الوجود الإستعماري نفسه ..

ومثل هذه التحسبات كانت موضوعة في إعتبار جهاز التخطيط المصري
( لتصدير الثورة ) .. ولذلك فهمها كان نوع التضحيات التي يتوجب على المواطن العادي أن يتحملها والضغط النفسي المفروض عليه .. فإن من العسير على هذا المواطن أن يقول بأن الثورة غير ضرورية .. حتى ولو كان يعتقد ذلك ..

وإلى هذا فقد كان من الواضح أن ( الثورة المصدرة ) أداة لتدمير الأساس الإقتصادي الهزيل في البلاد .. ونشر الذعر في صفوف أصحاب الأموال .. وحملهم على النجاة بها إلى الخارج .. وتلقائيا .. فإن البطالة هي المولود الشرعي للإنكماش في حركة التجارة .. وتشغيل المال .. وقد حدثت هذه الأمور مجتمعة ..

كذلك أدت ( الثورة المصدرة ) إلى توزيع (( الولاءات )) وتعميق الإختلاف .. وتجذيره .. وفي النهاية أدت إلى ( الإحتكام بالسيف ) بين أفراد الشعب الواحد لحسم الإختلافات كلها . ونصرة حزب واحد ضد جميع الأحزاب .. وهذا لن يتم إلا في دورة زمنية واحدة تعقبها دورة نهوض جديد .. يتطلب الدخول في صراع جديد .. وهذا ما آلت إليه الأمور بعد ذاك ..


- 5 -

في المرحلة الأولى من ( تصدير الثورة ) إلى الجنوب العربي أرتفعت أصوات تعلن بنبرة واضحة . أن هذه الثورة ليست عملا تحريريا .. إنها أداة تخريب .. ةقيل يومذاك أن المخابرات المصرية تحاول أن تجعل من الجبهة القومية
(( رداء كهنوتيا )) تدخل به الجنوب .. تماما كما جعلت من ( السلال ) رداء كهنوتيا لدخول اليمن .. وأن أسوأ ما في هذا الموقف هو أن قوى عديدة في العالم ستجد نفسها مجبرة على أن تمد يدها إلى الجنوب المتخلف الفقير . لئلا تنفرد به المخابرات المصرية وتتخذ منه نقطة وثوب إلى مكان آخر من جزيرة العرب تصدير (( الماركسية والقنابل والمسدسات )) .. تماما كما أتخذ من اليمن ميناء لشحن الألغام والمتفجرات إلى المملكة العربية السعودية ..

وما كنا نحن .. ولا كان شعبنا تواقا لأن يصبح ( رصيف ترانزيت ) تصدر منه
(( الماركسية )) ,, ولم نكن نؤمن بأن علينا الإنضمام إلى جبهة ( الكفاح ضد الإمبريالية والرجعية ) .. فهذا على كل حال ليس شأننا .. وجهدنا على هذا الصعيد .. لن يغني عن المجاهدين في حثالة عصفور ..

ذلك ما قيل في مطلع عام 1965 م .. ( و المولود المصري لأم جنوبية )
يقذف ( أخواله أهل الجنوب بالقنابل والمسدسات ) بدلا من الطوب والحجارة .. لحملهم على قبول وصايته قسرا .

كان جواب الجبهة القومية على هذه الأصوات قوائم متتابعة بالذين سينفذ فيهم حكم الإعدام وكللهم مسلمون عرب .. بينهم الشاعر .. والأديب .. والصحافي .. والنقابي .. والوزير .. والفنان .. والمذيع .. والضابط .. والموظف .. وبدأت فعلا عشرات الأرواح تجندل في الشوارع .. وبدأ ( سوط المخابرات المصرية ) ينال من جلودنا . ويجتث أرواحنا . تحمله هذه المرة ( زمرة سفيهة من شعبنا ) نيابة عن أنور القاضي وعبدا لمحسن كامل مرتجى ..

كان الناس يقتلون في الشوارع لمجرد أنهم ارتأوا في مستقبل بلادهم رأيا ..

ورغم إقتحام ضمائر الخلق في الجنوب العربي بقوة السلاح .. ومحاسبة الأفراد على مجرد نواياهم .. ورغم أن أجهزة المخابرات المصرية شجعت في صحافتها .. وإذاعتها من القاهرة و تعز .. وصنعاء .. على قتل .. وسحل كل الجماعات الوطنية المناهضة للجبهة القومية .. فقد بقيت قوة وطنية ترفع لواء الأهداف العادلة لشعب الجنوب .. وتهدي إلى السبل المؤدية إليها إلى اليوم .. غير أن الإرهاب بدل وحول .. في نفسيات الناس .
وحمل الكثيرين نشدانا للسلامة على إغماض أعينهم على القذى وعلى ركوب صعاب من الأمور ما كان لهم أن يركبوها .. وبين هؤلاء الضحايا الرجل المسكين عبدالقوي مكاوي .. الذي قامر بكل شيء .. وفي النهاية دخلت فكرته ( الحراج ) فبيعت بأرخص ثمن ..

وجاء وقت من الأوقات من عام 1965 . كانت فيه معارضة الجبهة القومية تعني الوقوف ضد المخابرات المصرية .. وكان معنى هذا أن المرء سيفقد رأسه .. ولما كان الكثير من الناس يرغبون في الإحتفاظ برؤوسهم فوق أكتافهم .. فإنهم لاذوا بالصمت .. وشلت الحياة العامة شللا تاما .. وعجزت الناس عن الإفضاء بما يجول في خواطرها حتى إلى بعضهم البعض خشية أن تنال منهم ( الرشاشات والمسدسات المصرية ) .. ويكون مسك الختام في حياتهم إذاعة مقتضبة من صوت العرب .. أو صنعاء .. أو تعز .. أو بواسطة منشور يوزع في الشوارع .. بأن الفدائيين نفذوا حكم الإعدام في الخائن العميل .. فلان ابن فلان الفلاني .. ورغم كل شيء فإن التصفية أستمرت والإغتيالات أضحت شيئا مألوفا تماما .. ومضت أشهر عام 1965 .. تأكل بعضها البعض وتطوي نعها الكثير من أرواح العرب في عدن .. وتفسك فيها دماءهم في الشوارع .. وكان الحركيون والشيوعيون يعتقدون أنهم يمتطون جهاز المخابرات المصرية للوصول إلى أهدافهم . وكانت هذه المخابرات تعتقد أنها تمتطي هؤلاء للوصول إلى أهدافها . وم لبث كل فريق أن أكتشف طوايا نفس الأخر .. وكانت الفرقة ومحاولة قتل المولود بمولود جديد ( جبهة التحرير اليمني المحتل .. ) فكيف كان ذلك ؟




عبدا لله الجابري




رد مع اقتباس
  #40  
قديم 11-24-2010, 06:07 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي



منقول من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

الوجه الثاني من العملة ذاتها



كانت حفلة رائعة تلك التي أقيمت بفندق ( الأخوان ) في تعز في الأسبوع الثاني من شهر مارس عام 1966 م .. ومن الحق أنها لم تكن عامرة بما يكفي من الظهور والنحور العارية .. وهو الأمر الذي يجعل الشيطان يعيش على مقربة منها .. ولكن هذا لايعني أن رائحة الفضيلة كانت تتصاعد ليلتذاك إلى عنان السماء ..

ففي أجواء التآمر على مصائر الشعوب يجد الشيطان من يمثله دائما وقد كان الشيطان ممثلا تمثيلا كاملا ليلتئذ . كانت النجوم الذهبية تتألق على أكتاف الضباط بشكل بهيج .. وكان أبناء الجنوب العربي يتجولون في (( قاعة العشاء )) برشاشاتهم .. ويتمنطقون بمسدساتهم التشيكية .. ويزينون خواصرهم بقنابل يدوية علقت بصورة جذابة في أحزمة الخراطيش .. من حلقات تأمينها المعدنية .

وكانت الحفلة عادية لولا بعض الوجوه الغريبة فيها .. وكان أبرز هذه الوجوه .. وأكثرها غرابة على التحقيق السيد عبدالله الأصنج الذي كان إلى وقت قريب من طائفة
(( المنبوذين )) الذين يجبرون البراهمة على تكسير أقداحهم .!

ومع ذلك فإن هناك حالات يكون من الحتمي فيها أن تتعايش (( الجن مع الثوم )) وتتعود رائحته دون أن تلوذ بالفرار وماحدث ليلتئذ هو ضرب من هذا القبيل .. من التعايش بين
(( الجن و الثوم )) ، وان كان علماء (( السيمياء )) يؤكدون أن ذلك مستحيل ..!

وبرز من إحدى الغرف الجانبية في الفندق ضابط مصري كبير .. وكانت النجوم .. وشارات التقدير التي ينوء بها كاهلة قمينة بأن توحي لغير عارفيه بأنه أثر من بقايا جيش بونابرت ..

وسرعان ما هدأت الضجة فلا تسمع إلا همسا .. وصوبت الأعين ، وألتوت الأعناق بإتجاه الضابط الكبير هذا .. وكان واضحا أنه تعود (( جو )) السلطة بحيث لم يعر اهتماما كبيرا للناس الذين وقفوا عن بكرة أبيهم .. وهذا يعني أنهم لن يعودوا للجلوس ثانية إلا بتصريح منه ..

وبنظرة إستعلاء لم يبذل أي جهد لتخفيفها .. بلهجة الواثق من نفسه إلى حد كبير تحدث الضابط إلى (( ضيوفه )) وهم كذلك منذ ( 14 اكتوبر 1964 ) .. فقال :
(( دلوقتي حتسمعوا خبر يهم شعب الجنوب اليمني المحتل البطل .. حدش عنده راديو .. أفتحوا الراديو )) .

وأمتدت الأيادي تلقائيا تبحث عن راديو كما لو كان علبة ثقاب .. ومن أقصى
(( القاعة )) جلجل صوت المذيع معلنا مولد (( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) .. في بيان رنان من راديو تعز ..

ونص البيان على أنه رغبة - لا أدري من أبداها - في توحيد الطلائع المناضلة لشعب الجنوب اليمني المحتل .. فقد تم دمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في تنظيم (( ثوري )) جديد
(( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) ..
وكالعادة فقط تضمن البيان التأكيدات بأن هذه الجبهة التي ولدت قبل قليل هي الممثل الشرعي الوحيد لشعب الجنوب اليمني المحتل .. وأن حكم الإعدام سيكون نصيب كل من يعترض سبيلها .. أو يعارض شرعية تمثيلها (( للشعب .. كل الشعب )) !

وقد وقع البيان عن المنظمة عبدالله عبدالمجيد الاصنج وعن القومية علي ناصر السلامي ..

وفي نفس الوقت كان عبدالقوي مكاوي لجأ إلى القاهرة بعد أن أقاله المندوب السامي البريطاني في عدن .. لأنه رفض مع حكومته أن يستنكر إغتيال السير تشارلس رئيس المجلس التشريعي في عدن اليالغ من العمر 78 عاما .

أذيع البيان (( الدمج )) هذا على الحاضرين في قاعة العشاء بفندق الأخوان في تعز .. وهم وجوه القوم من (( النافعين والمنتفعين على السواء )) ... وما كاد المذيع يختتم البيان بدعوات النصر .. وتأكيدات الهزيمة (( للإستعمار والعملاء )) حتى ساد الوجوم .. وبدأت عملية تسلل من القاعة .. ما لبثت أن تحولت إلى تحرك جماعي .. فلم يكن أحد يعلم شيئا عن هذا الدمج .. سوى ثلاثة أشخاص هم (( المسئول الأول )) عن المخابرات المصرية في تعز .. وعبدالله الاصنج والسلامي .. والحضور في القاعة كغيرهم في الشارع لم يسمعوا البيان إلا من الراديو !

وكانت قيادة الجبهة القومية مبعثرة في تعز .. والقاهرة .. وهناك شبكات العنف العسكرية السرية داخل الجنوب بقياداتها .. وهي أيضا لا تعلم شيئا عن الدمج .. وكذلك زملاء الاصنج في منظمة التحرير محمد بن عيدروس ومقبل باعزب ... وآخرون .. وهؤلاء أيضا لا يعلمون .. !

والواقع .. لم تكن المخابرات المصرية بحاجة إلى طلب الموافقة على خطواتها هذه من أحد .. اولئك أحياء .. ولكنهم يتنفسون (( صناعيا )) .. وأي شكوى أو تذمر .. أو تقطيبة ملامح ! .. ستؤدي إلى إغلاق (( أنبوبة الأوكسجين )) وسيموت الجميع تلقائيا .. ومن بقي حيا بعد ذلك فسيعالج أمره بحملة دعائية لمدة أسبوع .. وسيموت موتا معنويا محققا .. فأن بقي قادرا على الحركة فهناك أكثر من فدائي مستعد للمرابطة تحت باب منزله حيثما كان في الجنوب وسيرديه قتيلا ..

كان ديجول إذا ضاق ذرعا باللجاج داخل الجمعية الوطنية يحتد ويعلن (( عندما أطلب شيئا .. فذلك يعني أنني آمر به )) .. وهذا بالضبط ما تفعله المخابرات المصرية ..

ومع ذلك فنحن شعب لا تنقصه الشجاعة .. فقد أصدر قحطان الشعبي بيانا من القاهرة أعلن فيه عدم شرعية الدمج .. ولكن البيان سحب من وكالات الانباء قبل أن تبرق به .. ومن الصحف قبل أن تنشره .. والنسخة الوحيدة التي تسربت منه وصلت إلى عدن ووزعت في منشور سري .. وألقيت في الشوارع بكميات وافرة ..

وكان الشيوعيون في عدن أكثر جرأة .. فقد صدرت صحيفتهم في اليوم الثاني تهاجم الاصنج شخصيا .. مؤكدة أن (( لا دمج )) ولا تعاون مع الاصنج ..

ولم تغفر المخابرات المصرية هذا للشيوعيين . فأحرقت صحيفتهم بعد هنيهة .. وأعادات قحطان من الحدود الليبية بعد أن فر هاربا .. وظل تحت الإقامة الجبرية في القاهرة حتى عام 1967 م .

وتلاشى الإنفجار (( الرجعي !! )) ضد الخطوة التقدمية التي تحققت ! .. وبدأت أسماء جديدة تتألق في أفق الثورة المسلحة .. فقد أعلن عن تعيين المكاوي أمينا عاما لجبهة التحرير .. وعبدالله الاصنج رئيسا لمكتبها السياسي .. وتم سريعا تعيين ( 20 ) شخصا كهيئة قيادة الجبهة بينهم علي السلامي وطه مقبل .. ومحمد باسندوه .. وأحمد الفضلي وجعبل بن حسين العوذلي .. وعبدالله علي عبيد .. وناصر السقاف .. وبقيت بعض الأسماء سرية لأنها ستتولى تنظيم (( الشغل )) في الداخل .. والإشراف عليه ..

وتفاصيل كثيرة مذهلة ولكن ما الفائدة من الرد الآلي .. فالمهم فقط شواهد وأمثلة على الكيفية التي عولجت بها الثورة المسلحة في الجنوب توصلا إلى النتائج التي أدت إليها .. وما ذكر هنا بعض هذه الشواهد .. نموذج منها ..

- 2 -

يا خلق الله .. ما أبدع دقة المخابرات المصرية في العمل .. وأروع الأساليب الفنية التي تنفذ بها ما تريد دون أن يكرثها إنسان .. أو يؤنبها ضمير .. أو يلفتها صوت حق في الأرض أو في السماء ..

لقد أقتنعت بأن الجبهة القومية أضحت تثق بنفسها .. وتطالب بأن تباح لها حرية التحرك في العالم .. وتتصل بالكثيرين ممن يعطفون عليها في موسكو وبكين وأماكن أخرى .. وهذا أكثر بكثير مما تستطيع المخابرات السماح به .. إنها أشد غيرة على العاملين معها من نساء
(( الطوارق )) اللواتي لا يسمحن لرجالهن بالسفور حتى أمامهن !!

والواقع أن بعض قادة الجبهة القومية .. وبينهم قحطان الشعبي وهو رجل عصبي المزاج .. سريع الإستجابة للإستفزاز أظهروا ( أخيرا ) شيئا من الضيق بالحصار المحكم المفروض على تحركاتهم السياسية .. وبعد أن أمست ( الآن .. أل .. أف ) ذائعة الصيت .. حتى في الصين إذ أطلقت عليها صحيفة الشعب هذا الإسم المختصر .. بإعتبارها إحدى التنظيمات الثورية التي تكيل ( للإمبريالية ) ضربات مميتة في الطرف الجنوبي من جزيرة العرب ..

وهذا عزز الإعتقاد القائم عند المخابرات من قبل بأن حركة القوميين العرب والشيوعيين يحملون هوية ناصرية مزيفة ليبنوا أنفسهم في الجنوب العربي ..

والمخابرات تطلب خضوعا أكيدا .. وطاعة عمياء .. وإذا أكتشفت أن قحطان أكثر بؤسا من أن يواصل الإنحناء - كما يقول ديجول - سددت للشيوعيين والحركيين ضربة جعلت من لم ينكفيء منهم على وجهه من الألم .. يستلقي على ظهره من الدهشة ..

ها قد أصبحت الأمور الان في متناول الاصنج .. وقد أوتي هذا الرجل طبعا ثعلبا مراوغا .. وكون أنه رجل بلا مبادئ .. يسهل عليه الحركة .. ويعطيه حرية أوسع في التكيف .. وإتخاذ القرارات المناسبة .. الملائمة .. دون أن يتعرض ما يحرص عليه للأذى .. لأنه في الواقع لا يحرص على شيء سوى أن (( يبني نفسه )) ..

إنه رجل واقعي لا تعني الشعارات لديه أكثر من وسائل .. وإذا لم تفلح وسيلة معينة في الوصول إلى غاية فيصبح من الطبيعي إستبدال الوسيلة .. بأخرى للوصول إلى الغاية نفسها .. وهذا مفتاح شخصية الاصنج إلى جانب طباع خاصة يعتبرها (( عمر بن عامر وعلي بن علي )) .. طباع لايرضي الله ولا رسوله وأما قحطان فرجل ميـــــال للزهو صدى للحالة التي يكون فيها .. تبطره النعمة .. وتذله الحاجة ..

(( وبمقاييس )) المخابرات المصرية .. كان قحطان في عام 1966 .. أكثر من أن يكون بمقدور المخلوق أن يطيقه .. فقد أسكرته الأمجاد وكان مغمورا .. وأبطرته النعمة وكان مدقعا .. وكان من الواجب ( بمقاييس المخابرات المصرية طبعا ) أن يوضع منه ما شمخ .. ! وتظافرت عوامل شتى لتصعيد الاصنج والمكاوي .. وهبوط قحطان وفيصل .. وقد كان ..

وفي التاريخ أمثلة على البطر الفاحش أبرزها إطلاقا حمار عبدالله بن المقفع الذي عاش مهزولا من الجوع في أرض مجدبة حتى قيض الله له ثعلبا رق لحاله فهداه إلى مرعى به غدير .. فيه من الرزق ما يسر الأعين .. وما يلذ المعدة .. واللسان .. من
(( العضرس )) الأخضر إلى (( الرقماء )) .. (( والمطك )) .. ولكن الثعلب حذره من
(( النهيق )) . لأن الأرض التي يقع فيها المرعى مسبعة .. فأبلغه حمار ابن المقفع .. وقد كان جائعا انه لن ينهق مــا بقي حيا .. المهم القوت أن يجده .

ومكث راتعا في المرعى عدة أيام حتى أسترد عافيته .. وظهر أمره .. وتاق إلى طبعه الذي فطر عليه .. فقال لصاحبه وقد برح به الشوق إلى النهيق ..

- إني أصلحك الله أيها الثعلب راغب في النهيق .. ولا أظني إلا فاعل ..

فقال الثعلب مأخوذا !

- أو ما تذكر ما صرنا إليه من أن الأرض مسبعة وصوتك مجلبة لها من أقصى الأرض ..

قال :

- لا صبر لي على الصمت .. وسأنهق وليفعل الله ما يشـاء ..

قال أنتظرني هنيهة حتى أختفي .. وطب نفسا بما عن لك .. وما أراك إلا مأكولا .. !

ونهق حمار ابن المقفع .. فتوافدت عليه السباع من أطراف الغابة المحيطة بالمرعى .. وما غابت شمسه إلا عظاما !

وفي دنيا الحيوان أشباه ونظائر مما يقع في دنيانا نحن البشر .. وهذه واحدة منها .. فتأملوها جيدا .




- 3 -

المفروظ أن ما تم هو عملية دمج للجبهتين ( التحرير و القومية ) . وأن الجبهتين أصبحتا جبهة واحدة وحسب .. ولكن هذا واقعيا لم يحدث .. لقد أستهدفت المخابرات تصفية
( الزعامة السياسية ) للجبهة القومية المتمثلة في الحركيين .. والشيوعيين .. وبناء زعامة جديدة للجبهة نفسها .. (( والناصرية )) عموما قد تسمح لحزب معين .. بشروط معينة أن يكون واجهة لنفوذها في بلد معين .. ولكنها لا تسمح له بأن يشاركها هذا النفوذ .. أو أن يبني لنفسه نفوذا مستقلا .. فهنا يتحول الأمر إلى إحتمالات منافسة يجب الإنتباه لها .. ومراقبتها ..

غير أن الربيب وقد أتقن وسائل المربي .. عرف في ساعات الشدة - كيف يعيش - .. وأضطرت (( المخابرات المصرية )) . بعد أن فشل أسلوب (( الدمج )) .. أن تلجأ إلى أسلوب التجويع .. ومن التجويع أخيرا إلى الصراع المسلح المكشوف بين الجبهتين .. وقد أعطيت الكلمة للرصاص .. وتحولت الثورة المسلحة ضد الإستعمار إلى جهاز للتحرش بالمواطن العادي .. وعملية إقتحام سافرة للخلق والضمير .



عبدا لله الجابري





رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لدى منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار 2004-2012م

ما ينشر يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة