دولتنا يا اقزام

[احلام الفقراء]

د. فاروق حمــــــــزه



يبدو لي في الواقع إنها لمفارقات عجيبة وغريبة، وبأن يهيمن علينا وعلى دولتنا، أو وبالأصح أن يحتل دولتنا نظام الدولة الجارة، دولة الجمهورية العربية اليمنية، ويلغي كل مؤسسات دولتنا، أي دولة الجنوب، من عسكرية وأمنية ومدنية، وليفرض علينا مؤسساتهم والتابعة للجمهورية العربية اليمنية عنوة، بخيرها وشرها، علماً بأن ما شفناه من الخير حقهم هو البلاء بعينه إن لم يكن وكل الويلات والشر والبلاء، ولم تكن وفقط وبهكذا معيار في الخلاص ومن كل مؤسساتنا الجنوبية هذه وبس، لكنهم وتمادوا أكثر، وقد جابوا لنا وكل حملهم في المصائب، وأسلوب حياتهم ونظامهم اليمني المعتق، أي نظام الجمهورية العربية اليمنية أجمع، بل وأخدوا علينا كل شئ في أسباب الحياة، حياتنا نحن أبناء الجنوب في دولة الجنوب، فارضين علينا نظامهم التنفيذي والتشريعي والقضائي، وهو وما عرفناه وبالنظام الوحيد الأوحد، والمتجمع وفي سلطة واحدة، وهذا هو وما يعرفه الهلا والملا، بل وهذا هو واقعهم، وهذه هي الحقيقة، أما وما تسمى بالسلطة الرابعة، وما يفترض وبأن ما تسمى إلا وهكذا، وهذا هو الخيال عندهم، فهي وبنمط تفكيرهم السابق اللاحق، والذي يعمل ومع مخططات نظامهم الجهنمية في دفن القضية الجنوبية، وكله يجري على قدم وساق وبشماعة ما يقال وأنها وحدة، فأية وحدة هذه والتي بها يصير أي شمالي وكأني نبي مرسل لنا من السماء؟!، في الوقت الذي تجري به مختلف الأساليب والحيل والوسائل والطرق في إبادتنا نحن أبناء الجنوب، ولما أيضاً ويجري وبكل صلافة من نهب وسلب في حقنا نحن أبناء الجنوب، فمن أعطاهم هذا الحق وبأن يعملوا فينا وبدولتنا كل ذلك أن لم نقل وكل شئ في إنتهاك المحرمات؟!، وبلاش دجل وفتاوى سياسية كاذبة، وهذه هي الحقيقة.

فأية وحدة هذه والتي تفرض علينا من طرف واحد، يستفيذ منها وعلى حسابنا نحن أبناء الجنوب، وبمن حقنا نحن أيضاَ، وبأن يكون رئيسها يمني أي شمالي على الدوام، ورئيس مجلس النواب نفس الشئ وعلى الدوام، بغض النظر وأن الحالي وهو شيخ القبيلة، ومجلس نواب من مجرد شيوخ وعسكر يمنيين، وما نسبة تمثيل دولة الجنوب فيه، يبدو لي وبأنه لا يوازي وحتى ونسبة ممثلين عاصمتهم صنعاء، في الوقت الذي ويدجلون علينا وعلى العالم وبأن كل ذلك، هو بأسباب صندوق الديمقراطية، فعن أية ديمقراطية أو صندوق وأيضاً هؤلاء يتحدثون؟! في الوقت الذي وعدد محافظاتهم هي ستة عشر محافظة، مقابل ست محافظات لدولة الجنوب، ونسسبة سكان دولة الجنوب لسكان الجمهورية العربية اليمنية هو نسبة عشرة بالمئة ليس إلا، وهو ما يفرح وما يبهج إلا وزعماء الجمهورية العربية اليمنية، كونهم هيمنوا وعلى دولة كاملة، بكل ثرواتها وخيراتها وأراضيها، وبهذه المعادلة السخيفة والتي وكان يفترض وأن تكون محل سخط وفي أساسها، لأنه لا يعقل ولأي شريف في هذا العالم وأن يرتضي بهكذا معادلة حقيرة وغدة مرفوضة في جوهرها ولمغزاها، وهو أيضاً وبتجزيع هكذا مغالطات عملوها في أناس لم يكونوا وليتنبهوا في هكذا غذر وتحايل وخداع، الأمر الذي أتضح فحواه بداية، ومن زعماءهم، والذي وكل واحد منهم لهف له أراضي لم يكن في حياته كلها وليتخيلها، وكأن السماء قد مطرت له ومالا كان يصدق، وهو وماقد بالضرورة ورفعوا لأنفسهم شعارات زائفة مبنية وعلى نهبهم لثروات الجنوب وأراضيه مجتمعة، علاوة وعلى توظيفهم السياسي أيضاً وللأمور الدينية، بخلق فتاوى دينية سياسية، تعطيهم الحق، في هكذا سلب ونهب لدولة الجنوب وإبادة أهاليه أي أبناءه، وكأن ديننا الإسلامي الحنيف، قد نزل لهم وحدهم، وليوظفوه مثلما أرادوا، وهم كما يبدو لي بأنهم يتقمصون الجهل بذلك، أم وبصورة أدق وكأنهم لا يفقهون سخط ربنا على من يكفّر الآخرين، وهو الجرم الديني الكبير المرتكب في حق شريعة الله، بل ومن هو هذا والذي يكفّر المسلمين، في أسباب سياسية.

ولم يكن ضيقنا نحن أبناء الجنوب من هؤلاء، أو من هكذا وفقط، بل ومن كل ما يعملونه بنا وبدولتنا، وهو وماقد صاروا ويتقاسمون خيراتها من ثروات وأراضي ومباني وأصول ومؤسسات ومرافق ومصانع ومعامل وورش وبنايات، بينهم البين وأمام أعيننا، أما وفيما يخص كوادر وما تسمى بدولة ما يسمونها لنا زوراً وبدولة الوحدة، فكلهم ومن طراز يمني واحد، ترأسهم أسرة واحدة، لا أحد فيهم يجرؤ، أو وحتى مجرد يفكر ولينتقد ما يعبثون به في الجنوب، وكل ما عملونه ويعملونه فينا، وهو الظلم بل والقهر والذي لم يشهد له التاريخ مثيل، فمن أين وصاروا هؤلاء أثريا بهكذا، وهم ولا أحد فيهم قد تركت له أسرته مليم واحد وفي هكذا إرث، لم نسمع به إطلاقاً، وهو وما قد صار يملكه حالياً وبالزور، إن لم نقل وكله ومن ثروات وأراضي دولة الجنوب المنهوبة المسلوبة، هذا إن لم نذكر بعد، والتهميش الكامل ولكل أبناء الجنوب، فهل هذه هي وما تسمى بالوحدة، ويالمحتلين لدولتنا والقابعين فوق رؤوسنا؟!، وهو وما يبدو لي بأنه لو أتحدنا حتى ومع الجن، ولما عملوا بنا مثل ما عملونه أو يعملونه هؤلاء، مستغلين والصمت الكبير الذي لا يفضحهم أمام العالم بجرمهم هذا لأبناء الجنوب ودولتهم.

والغريب في الأمر نجد، بأن حتى ومن يرأسهم، قد أخد له ومع رئيس نوابهم وآخرين فيهم أكانوا من المقربين أو أقرباء المقربين أحلى وأفخم مناطق الجنوب السياحية، ومثلما قلت وبكل تبجح وصلف، فالرئيس لهف له جبل المعاشق وبقليل من قدام، يعني ومن عند الرزمت بما فيه وكل توابعه من منتجع أبو الوادي وهو مرسى اليخت، ورئيس مجلس نوابهم لهف له كل الجبل المطل وعلى مدخل المنطقة برمتها، فيعني ذلك بأنهم سكروا لنا وعلينا باب عدن وتوابعه، وهذا هو فقط والبسيط جداً ومما يعملونه فينا وبدولتنا، فإضافة للمعاشق وهيمنتهم الغير شرعية أو والغير المشروعة لهم وبأخذها وتحت أية مسميات كانت، فهناك أيضاً وحقيقة أخرى أجد بأنها لي ومناسبة طيبة في الإشارة لها، وهو أنني قد ذهلت كثيراً وعندما مؤخراً كنت في منطقة مدينة التواهي، وهي مدينتي في عدن، وعلماً آخر وهو وما يجهله حكام نظام صنعاء، كونهم لا يفهمون ذلك إطلاقاً، فمدينة التواهي نحن الذين بنيناها، بل وجدي حسين عبده حمـــــــــــــزه، وهو إبن الحاج عبده حمزه القائد العسكري الكبير، باني عدن وأحد مؤسسيها وقادتها والصديق الشخصي للسلطان العثماني عبده الحميد الثاني، هو بانيها كونها كانت وفقط وإلى الشارعين الخلفيين، فتجددت وبنيت ومن شارع حمزه وحتى وما نراه الآن وإلى البحر، ولكن ماقد ذهلت به، هو إن منطقة البنجسار وأل إي تي سي والقلعة في مدينتنا التواهي، وهي وما كانت وتخطط ولتبقى المنطقة السياحية، لموقعها الجميل والمطل وعلى البحر، فيا للأسف قد أخدوه عتاولة النهب والسلب، وأصحاب شعارات الوحدة أو الموت، وهم بذلك لا يضحكون إلا وعلى أنفسهم، أما التاريخ والذي لا يفهمونه لا هم ولا كل زعاماتهم هؤلاء ، فهو محفور في صخور الجنوب، ومطل وعلى كل سهوله ووديانه وفوق كل حبة رمل جنوبية وطرشة بحر، تبلبل كل هؤلاء ممن يعبثون بتاريخنا ويعملون على إبادتنا ويلغون هويتنا وينكرون علينا دولتنا، وهو أيضاً ومالم يرتضي بذلك والعالم أجمع وليسمح لهؤلاء وبالعبث بدولة بأكملها وليعذبوا أبناءها، فأخرجوا من بلادنا، كونكم مجرد غزاة ليس إلا.
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]