الصراع الجهوي للجنوبيين مع الشماليين لم ما يبرره نقلا وعقلا

[نبيل العوذلي]

يقول تعالى(((ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون)))
؟

ببساطة تكشف الاية انه في حالة وجود مع الله شريك او ولد لتحقق ما يلي...

1- (( اذا لذهب كل اله بما خلق((
2- (( ولعلا بعضهم على بعض))
اولا (( اذا لذهب كل اله بما خلق ))
وفعل يقتضي جهة تذهب اليها , والجهات هي
يمين- يسار- امام - خلف-امام اليمين- امام اليسار - خلف اليمين - خلف اليسار
او شرق –غرب –شمال – جنوب – شمال شرق- شمال غرب- جنوب شرق – جنوب غرب
يحقق العلم اليوم والخبرات المتراكمة بين الناس ان المحكمات الافقية في الخلق والامر في اية جهة تتحرك فيها هي واحدة .
واما المتشابه الذي يبدوا لك عند السير افقيا انما يرجع الى تلك المحكمات الاساسية
ولما اعتد البعض بالمتشابه ولم يرجعوه الى المحكم ظنوا ان هناك عدة الهة..

ان الحقائق الكونية للدلالات العقلية للنصوص يراها الناس –بمؤمنهم وكافرهم—
اذا ما تجرد العقل بصريح صادق كاشف لمقتضى الهداية الكونية للبر والفاجر وللمؤمن والكافر



ثانيا (( ولعلا بعضهم على بعض)))

وكذلك الحال في مستويات التغيير الراسي الاعلى - الاوسط-- الاسفل
ان المحكمات هي واحدة ايضا والمتشابهات تقيد بتلك المحكمات كما يحقق ذلك العلم اليوم ومعارف الناس وخبراتهم المتراكمة

ينكشف لنا ان الصرع بين الناس يكون
1- جهوي ..وذلك لمقتضى فعل- ذهب – التي تقتضي جهة ما

2- طبقي..وذلك لمقتضى فعل – ولعلا- التي تقتضي مستوى راسي (طبقي)

حينما ينفي الله تعالى وجود اله معه تبارك وتعالى ..وذلك بسبب توحد بيولوجيا وجيولوجيا وسيكلوجيا الخلق والامر في المحكمات الاساسية في اية جهة افقية تذهب اليها واي مستوى راسي تعلو فيه....يكشف ان هذا الصراع بين البشر قائم وكائن ولايمكن اهماله


اننا امام حقيقة يثبتها الرب تبارك وتعالى..وهي ان التنافسية البشرية بين الناس تقتضي رغبة كل فرد متميز او جماعة من فصيل متميزة للذهاب بعناصر فصيلهم الى جهة معينه تستلزم حدود جهوية لكيانهم الذي يرون فيه انه يساعدهم على التميز في تلك الجهة..وينافسون الجماعة الاخرى على العلو عليهم...

نحن اذا امام حقيقة كونية يجب ان نعترف بها ونتعامل معها كحقيقة كونية مجبول عليها البشر...ومنفيه عن الرب تبارك وتعالى لعدم وجود اله منافس معه جلى وعلى



اذا يتيبين ان هناك حقيقة واقعة في الخلق والامر تستوجب الصراع على اساس

1- رغبة كل فرد او جماعة بالذهاب الى جهة يتميزون بها
2- رغبة كل فرد او جماعة بالعلو الى مستوى ارفع من الاخرين

وحينما ينهي الله تعالى الآية الكريمة بقوله جلى وعلى(((سبحان الله عما يصفون)))
أي مايصفونه بوجود اله مع الله او ولد يشاركه جلى وعلى الخلق والامر..ففي ذلك اشارة الى ان لو كان هناك اله مع الله او ولد يشاركه ذلك لاقتضى تعدد وتناقض وتعارض الصفات في الخلق والامر رغبة من كل اله بالتميز بنوع الخلق والامر الذي صنعه..فيمكن ان يكون هناك خلق في اقصى الشرق من الانس بثلاثة ايدي واربع ارجل وراسين او ان يكون الايادي في جهة دون الاخرى او ان يكون الراس بمحل الصدر ..كذلك الاله الاخر سيكون له تميز بخلقه وامره ليتميز به عن خلق وامر الاله الاخر..ولكن توحد محكمات الترتيب والتوزيع والتنظيم في الخلق والامر يدل على انه اله واحد فقط

اما في شأن البشر فان ذلك جائز بأن يرى كل فصيل بأن له صفات يتميز بها عن الفصيل الاخر يرغب بحصرها في جهة ومستوى

واذا ما اثبتنا هذه الحقيقة الكونية .تبين لنا انه لابد من تنظيم قواعد المنافسة والمصارعة من اجل تهذيب رغبة كل فصيل او قوم بالذهاب الى جهة ما

والارتفاع الى مستوى معين ما حتى لايفنى الجنس البشري بعضه البعض في الصراعات الجهوية والطبقية..تلك التي يحركها اباطرة الصراع العالمي ظنا منهم ان ذلك يرضي الرب تبارك وتعالى

وحينما لاتنضبط قواعد المنافسة بين الناس او تتقرر قواعد محددة لايجيدها ولايحسنها سوى قوم او فصيل معين يصبح ذلك على حساب الفصيل الاخر والقومية الاخرى ..فتضمحل وتتلاشى وتتحول الى عبيد ….ولعل هذا جوهر الخلاف بين اخواننا في الشمال واخواننا في الجنوب
وحينما تكون المحاباة والمجاملة لصالح فصيل معين على حساب فصيل اخر
ليتمكن من الانفراد بلوازم وموجبات جهته الكونية الثقافية والاجتماعية والعرفيه لتتقرركأصل محكم على الكل..دينا وثقافة وعرفا—حينها يصبح من حق الفصيل الاخر النضال على ما تفرضه موجبات ولوازم ومقتضيات جهته الكونيه ثقافة وعرفا واخلاقا ليذهب بجهته ويرتفع بمستواه المحدد له قدرا (((وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)))