القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
قضية للمناقشة:اهل مناطق شمال الشمال هل نحن محتاجون لهم ام هم محتاجون لنا ..؟؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا مافكرت في العلاقة الجدلية بين مناطق شمال الشمال، والمناطق الاخرى في اليمن ،والتي تسيطر على السلطة في اليمن كله منذ 1994 واليمن الشمالي كما نعرفه منذ 1930 ، المناطق الشمالية خاصة المناطق الغربية لم يكن لها اية نفوذ يذكر في عصر ماقبل الاسلام، ولكن بعد مجيئ المذهب الزيدي واعتناقه من قبل اهل صعدة في اواخر القرن الثالث الهجري 284هجرية.تأسست هنالك سلطة روحية وسياسية لاحفاد (الامام) الهادي وغيرهم في تلك المنطقة وماجاورها ، وقد ضلوا في صراع دامٍ مع كل الدول التي اتت وحكمت اليمن من الدولة الصليحية والتي قامت عام 430 هجرية الى الدولة العثمانية والتي حكمت في الفترة الاولى من عام 945 -1045 هجرية .والفترة الثانية 1849-1918م. وقد كانت السيطرة على تلك المناطق تلكف تلك الدول اكثر من العائدات التي تجبيها منها ، بسبب مقاومة اهلها لتلك الدول بتحريض وقيادة من الائمة ولرغبتهم في البقاء احرار بدون دولة ،وضلى الناس هناك يسمعون الى مايقوله الائمة ومايدعونه من ضلم للناس من قبل تلك الدول ، وانه لو حكم الائمة لملئوالارض عدلا بعدما ملئت جوار..! وكان الناس يصدقونهم لان كلامهم دعوة والدعوة ممكن جعلها جذابة لذيذة ومحبوبة ،ومخدرة خاصة اذا كانت مغلفة باسم الدين ، لان الناس لم يروها بعد .!! وهذا السبب الذي جعل بني الصليحي ايام حكم المكرم احمد بن علي الصليحي يقوم بنقل العاصمة من صنعاء الى جبلة عام 466 هجرية .لان القبائل المجاورة لصنعاء واهلها انفسهم لم يكونوا مثل اهل جبلة مسالمين والسيطرة عليهم مكلفة وغير مجدية.والقبائل المجاورة للعاصمة تريد عطايا سنوية تثقل كاهل الدولة وتضل تحت رحمتهم .!(وشيئا مثل هذا جار الان ..!!) واخيرا بسبب تولي الائمة قيادة اليمنيين في حربهم للاتراك استطاعوا ولاول مرة حكم اليمن الشمالي منذ انسحاب الاتراك حتى مجيئهم الثاني عام 1849.وقد ضعفت في هذه الفترة المناطق الوسطى و الساحلية والجنوبية ،منذ سقوط الدولة الطاهرية على ايدي المماليك عام 923 هجرية. وتحول مركز الثقل السياسي منها الى المناطق الشمالية وذلك حين قام الامام شرف الدين بمقاومة الاتراك وبذلك انتقلت الامامة من طور المعارضة والانكفاء على الذات الى طور المقاومة والهجوم على خصومها ومحاولة السيطرة على اليمن كلها. من هنا نرى ان الوجود التركي اعطاء الائمة السبب للنهوض في الفترى الاولى والثانية والمبرر للتوحد خلفهم وتنفيذ مأربهم .وقد وجدت الامامة ان اليمن الاسفل (=اب وتعز)وتهامة وغيرها من مناطق اهل السنة فيها خيرات كثيرة ويجب السيطرة والهيمنة عليها وبكل مااوتو من قوة ، وهذا ماحصل بعد 1045 هجرية (=1635)م حتى عام 1265 هجرية (=1849)م وقد استخدمت الفتاوي الدينية لتكفير اهل تلك المناطق واستباحة دمائهم واموالهم وقد قال امامهم اسماعيل بن القاسم ان كل مايملكون للامام وليس لهم الا مااعطاهم ..!!! وبدون اليمن الاسفل وتهامة لا يمكن للائمة تقريبا ان يحكمون حتى صنعاء وماحولها ليس بسبب قلة موارد تلك الجهات ولكن بسبب كثرة ثوراتها وصعوبة السيطرة عليها وتكاليفها العالية.ولان اليمن الاسفل وتهامة يوحدهم ضد عدو مشترك وموارده ضرورية للائمة ولاتباعهم ، فقد استخدم الائمة اهل المناطق الشمالية جنودا ومستوطنين للسيطرة والهيمنة عليه .وهذا ماعملته دولة بني حميد الدين ايضا بعدما انسحب الاتراك من اليمن للمرة الثانية 1918-1962م اذا انها اقتفت اثار الدولة الزيدية من بني القاسم .1045-1265هجرية (=1635-1849م) وبالنسبة للجمهوريين 1962-1990 فهم لا يختلفون عن الائمة في شيئ اذ انهم امتدادا لهم سياسيا وقبليا وطائفيا وعقائديا ، وسيطرتهم على المناطق الوسطى ، والجنوبية وتهامة ازدادت لانهم يتكلمون باسم الجمهورية والثورة ويرفعون شعاراتها ووعودها ..!!والتي ارتبطت في اذهان الناس بالحرية والمساواة والتقدم والذي لم يأتي بعد حتى هذه اللحضة.!! ولا وجود له في الواقع العملي ..!اما بعد الوحدة وحرب 94 فقد سيطر اهل مناطق شمال الشمال (=نقيل يسلح شمالا )على اليمن كلها تحت مسمى الوحدة وهم يستخدمون شعار الحفاظ على الوحدة لتحقيق مأربهم الخاصة القديمة الجديدة ،في الهيمنة والسيطرة على اراضي غيرهم وحكمها والتحكم باهلها ونهب ثرواتها ،وهذا ما شاهدناه ونشاهده الان يجري في الجنوب العربي ومناطق اخرى من اليمن .. من هنا نخلص الى ان مناطق الجنوب عندما كانت السيطرة او النفوذ لهم على مناطق شمال الشمال وباقي اليمن منذ ايام الصلحيين 430-923 هجرية (=1039=1517) ومن بعدهم اهل السنة من الاتراك ،945-1045 هجرية (=1538-1635م ) في الفترة الاولى ،وفي الفترة الثانية 1265-1337 هجرية (=1849-1918م) كانت تلك المناطق تشكل عبئا اقتصاديا وعسكريا على من يريد السيطرة عليها ، لاسباب عقائدية وسياسية واقتصادية واجتماعية وجغرافية.وفي الواقع لم تكن تلك الدول بحاجة لتلك المناطق لا اقتصاديا ، او اجتماعيا ، ومحاولة السيطرة عليها كانت تأتي لغرض ابعاد الائمة عن مناطق نفوذ تلك الدول وحصرهم في مناطقهم وتحجيم نفوذهم وطموحاتهم . اما سيطرة دول الائمة واهل شمال الشمال على اليمن الاسفل وتهامة والمناطق الاخرى ،فقد كانت للاسباب التالية :1 لغرض اقتصادي في المقام الاول والسبب ان مناطق اليمن الاسفل وتهامة فيها خيرات كثيرة ومن مردودها يمكن اقامة دول ، حيث وسكانها فلاحون ومنتجون ومتحضرون.هذا ايام دولة الائمة وايام الجمهوريين حتى عام 1990 اما بعد عام 1994 فقد تم اضافة مناطق اخرى فيها ثروة مهمة جدا ، الا وهي النفط ..!!وقد خاضوا حربا لاجل ذلك والغرض هو السيطرة على منابع النفط وموارده والثروات الاخرى الموجودة بالجنوب العربي مثل الاسماك وغيرها 2.السيطرة عليهم لاتكلف كثيرا 3.توحيد جبهة الزيود ضد عدو مشترك وتأجيل خلافاتهم الى وقت اخر.4.تصدير الفائض البشري من مناطقهم الى تلك المناطق .5 .نشر المذهب الزيدي ايام دولة الائمة .6اقتسام ما امكن من تلك الثروات فيما بين هؤلاء المسيطرين.7. الشعور بالزهو والقوة والفخر انهم مسيطرين ومتحكمين في غيرهم ، وتعويض النقص الذي يعانون منه بسبب تخلفهم القوي عن غيرهم. والواقع ان النظام لاينشر معلومات عن دخل كل محافضة وكم ميزانيتها ومصاريفها لاسباب طائفية وسياسية ،ولكن الشيئ المعروف ان ميزانية الدولة تأتي من نفط الجنوب (يمثل 83% من نفط اليمن ) ومن نفط مارب ومن الجمارك والعوائد التي تاتي من مناطق الخيرات التي ذكرنا سابقا .وتبقى مناطق شمال الشمال هي التي تحكم وتسلب وتنهب كيفما تشاء، ولا تساهم الا بأقل القليل من موارد البلاد، والمناطق الاخرى ماهي الا مناطق جباية وموارد، واهلها خدما لمن هم مسيطرون على السلطة.وهم يتصرفون بعنجهية وكبيرياء وكأنما اليمن ملكا لهم . ماذكرناه سابقا متعلق بكل من الاقتصاد والموارد ولكن لو نضرنا الى شيئا مهما اخر وهو الخبرة والحضارة ، لوجدنا ان مناطق شمال الشمال مايميز سياسات ائمتها ورؤسائهاهوالانغلاق والتزمت والتخلف ،واتباع سياسات بدائية ورجعية ، والنظام القائم الان ومن قبله الائمة اكبر دليل على مانقول .لذا ليس لديهم مايقدمونه لغيرهم بل انهم يزيدون المناطق التي يحكمونها تخلفا وجهلا ، وما عملوه في الجنوب بعد حرب 94 دليلا على طريقة حكمهم وامكانياتهم ومؤهلاتهم . اما مناطق الجنوب والتي حكمت من قبل فقد كان حكمها ملكيا ومتقدما حسب معايير تلك الايام، وبالنسبة لدولة اليمن الديمقراطي فقد قامت على القانون والنظام والعدالة القضائية، وكانت كفائة جهاز الدولة هناك من افضل ماهو موجود بالعالم العربي ، برغم شح الامكانيات.والكلام حول هذا الموضوع يطول وسنوضحه اكثر في التعقيبات ..او باالاضافة الى الموضوع . من الحيثيات التي ذكرناه سابقا يمكنك اخي القاري معرفة مااذا كان اهل الجنوب (=المناطق الوسطى وتهامة والجنوب العربي واليمن الاسفل )محتاجون لاهل المناطق الشمالية..؟؟ ام ان اهل المناطق الشمالية هم المحتاجون فعلا لاهل المناطق الجنوبية..!! الامر يحتاج الى تصحيح من خلال نظام فدرالي وديمقراطي ولكن لابد من بيان واقع الحال ،وقد كتنا عن ذلك في وقت سابق ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عبدالرحمن صالح حيدرة ،جُبن_الضالع 13-5-2006 |
#2
|
||||
|
||||
أخي الاستاذ / عامر
حين نناقش مثل هذه قضايا يجب أن نضعها على طاولة الحوار عبر معضلات وعرف تلازم الإنسان بشبه الجزيرة العربية وهي : الطائفية الإعتقاد والتقوي لدعم الإعتقاد لأن هناك بعض الفتاوى بإباحة حق الشوافع من قبل الطائفة الزيدية والتي هي بالأصل شيعية ومهما راينا لها من تلميع على أنها غير ذلك إلأ أنها شعية الإعتقاد مع إختلاف بسيط بالعقيدة مع الفرق الشيعية وحين قلت هذا ليس من باب الطائفية أو أني أنكر التشيع أو أقحم نفسي في مأزق عقائدي طائفي ولكن هذا الجانب أخذ النصيب الأكبر من الصراع في القرون السابقة ، ايضا ً كان لقياداتهم التاريخية سنّة سنوها وهي تجّهيل المجتمع ليظل تحت عهدتهم إلى حين ، وايضاً تاريخيا ً كانت هناك حروب سجال بين الشوافع والزيدية طول قرون وقد كان لها أثراءها البالغ بتوارث الأجيال أرث ابائهم علماً أن صعدة رجال حرب ولاينسون قتلاهم إطلاقا ً ولهذا سيستمرون بالتمرد ضد من يفرض عليهم العصاء ، طبعاً من ناحية الطبيعية الجغرافية كما هو معروف بالسابق كانت العرب تحاول أن تسكن الجبال درء للسطو والغزو ولايحب أن يسكنوا بالمناطق البحرية ولكن بعد التطور بدأ بعض القيادات تعرف أهمية النفوذ البحري والبحث عن موارد لهم ، كان للدولة الادريسية تأثير بالغ في تلك المناطق واتفاقية الإمام مع الملك عبدالعزيز هي لتقاسم الدولة الإدريسية وايضا ً توقف المدى للدولة السعودية وحتى لاتبسط سيطرتها على تلك المناطق التاريخية للأئمة ، وليس كما يشاع حاليا ً ، طبعا ً في الوقت الحالي نجح المدى الزيدي في بسط السيطرة على الرقعة الأرضية لجنوب شبه الجزيرة العربية علما ً أنهم اقلية بالنسبة للشافعية ولكن أستطاعوا أن يستغلوا الضروف وبسط السيطرة ، برغم أن الكثير يحاول أن لايقحم الحرب العقائدي بالحروب الممتدة بين الفريقين إلآ أنها هي الأساس مهما حاول العلمانيون بالوقت الحديث أن يفصل هذا الجانب من الصراع ونتهجوا نهج الوطنية والخطاب الشعبي لتأثير على الساحة وزرع التوازن في الخطاب ليستمروا ، طبعا ً حاليا ً بدأ يظهر صراع في البيت الزيدي واولئك المتمردون عليه ، تحياتي لكم ولي عودة حيث أني على عجلة من أمري ، التعديل الأخير تم بواسطة الصحّاف ; 05-14-2006 الساعة 11:30 AM |
#3
|
||||
|
||||
اخي الكريم الصحاف نعم توجد فتاوي قديمة وجديدة من قبل الزيدية ضد الشوافع ،وهدف هذه الفتاوي سياسي واقتصادي ،وهوالسيطرة على ارضهم واستغلالها ، وجعلهم رعية للمسيطرين عليهم .. وطبعا لابد من الباس هذه الاطماع لبوس الدين حتى تكون ابلغ اثرا ،وتقنع اتباعهم انهم في مهمة دينية ومن قتل منهم سيذهب الى (الجنة)...!!!واقوال مثل قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار موجودة ..!!في كتبهم التاريخية في اكثر من موضع..وعندما وجدتها في كتب المتقدمين منهم تذكرت كلام عبدالله الاحمر عام 94 حين وصف من حاربوا ضد الشمال بنفس الصيغة ..!!ولا يختلف الجمهوريين عن الائمة في رغبتهم الهيمنة والسيطرة على الشوافع. نعم حصلت حروب طويلة بين الشوافع والزيود، واول من استخدم المذهبية في حروبه هم الزيود، وقد قاوموا كل الدول السنية ، ولم يكونوا يقبلون حكمهم برغم عدلهم النسبي، وعندما حكم ائمة الزيدية حاولو السيطرة على اليمن كلها، واستخدموا سلاح المادة والدين .!!برغم ان ملوك الشوافع لم يستخدموا الدين قط كوسيلة للغزو ، ولم يصفوا خصومهم انهم خارجين عن الدين، بل غزو مناطقهم لتوسيع سيطرتهم .وكانو يسمون قواتهم القوات السلطانية والقوات المناوئة لهم ينسبوها الى زعيمها ..مثل القوات الامامية . العلمانيين البعض منهم ضالين ومضليين ، ويحاولون القفز على الواقع وحرق المراحل ، وقد فشلو في اكثر من فرصة اتيحت لهم للحكم وفي اكثر من مكان. والسبب انهم يتجاهلون الواقع وتعقيداته، والرفاق عندما اندفعوا الى الوحدة كان بسبب جهلهم للواقع والتاريخ المتوسط والقريب لليمن ،وكما يقال من يجهل التاريخ لا يصنع التاريخ ..! وايضا بسبب ثقافتهم العلمانية والتي تقلل من شأن الدين والمذاهب ..والنزعات الروحية .والانتماء الديني والمذهبي سيضل له دوره في الحياة وفي صنع الواقع والمستقبل للناس، مثلما كان في الماضي ..في امريكا مثلا غالبية السكان من المسيحيين البروتستانت عند الانتخابات يصوتون لمن ينتمي الى عقيدتهم ، مثلا لم يفز بمنصب الرئاسة من الكاثوليكيين الا الرئيس الراحل جون كنيدي في الستينيات من بين 43 رئيسا كلهم بروتستانتيين ، والكاثوليكيين يمثلون حوالي 20% من سكان امريكا ،على الرغم ان امريكا دولة علمانية بالاساس .وهذا يدلنا على اثر المذهب اوالدين في الشأن العام . عندنا في اليمن بعض الناس وبعض المثقفين العلمانيين يقلل من شأن الاختلافات المذهبية متجاهلين التاريخ والواقع ، البعض منهم بقصد التضليل والبعض الاخر عن جهل.ولو زعم احد انه لايوجد تعصب طائفي في اليمن وان النظام غير طائفي .طيب ولماذا يحتكرالسلطة الجمهوريين الزيود منذ 44 عاما، والائمة من قبلهم 42 عاما..!! النظام في اليمن طائفي بالمعنى الدقيق،وفوق هذا فهو متخلف ومنغلق ومضطرب،وهو اسواء من الانظمة الطائفية في بعض البلاد العربية بمرات. شكرا لتعقيبك الرائع والذي اضاف الكثير الى الموضوع. انشاء الله في الايام القادمة ساقوم بنقل موضوع من كتاب لدي يدحض فتاوي الامام المتوكل على الله اسماعيل بن القاسم (1054-1087) وسياساته ضد الشوافع، وهذا الرد المضاد هو للفقيه العقلاني الشهير الحسن بن احمد الجلال، ولها علاقة بواقعنا الان والذي تقريبا لم يتغير كثيرا عن ذلك الوقت.وهذا الرد يقع في حوالي 20 صفحة. |
#4
|
||||
|
||||
في مقالة له كتبها قبل سنوات ثلاث قال الصحفي اليمني جمال عامر : أنه كلما زاد عمر الثورة عاما وتكاثر المتذكرون والساردون لأحداثها كلما صار جهلنا أكبر وإرباكنا أعمق وافتقادنا للثقة بكل ما يروى أكثر تجليا وحضورا ، ماذا نصنع نحن المولودون أثناء الثورة وبعدها ازاء كل هذه المذكراتوالكتب التي يقذفنا بها الثوار وكل منهم يدعي وصلا بليلى ( الثورة ) وأنه السبب الأوحد في جعلها ترى النور .
من ضمن ما أورده الكاتب وقال أنه توصل اليه إستنتاجا من قراءت عديدة ، أن الثورة كانت نتيجة صدف بختة وأخطاء قاتلة قام بها الإمام البدر ووزير خارجيته وأشار ( جمال عامر ) إلى أن كتاب حقائق ثورة سبتمبر اليمنية يقول أن مشايخ بكيل وحاشد وغيرها قدمت الى صنعاء لمباعية الإمام الجديد محمد بن أحمد بن يحيى حميد الدين ( البدر ) إلا أن هؤلاء قبل البيعة تقدموا بمطالب بسيطة جعلت حسن بن ابراهيم وزير الخارجية المكلّف بأخذ البيعة يغضب ويهددهم بالعقاب مما جعلهم يلجؤون الى الضباط الأحرار ويتفقون معهم على ضرورة التعجيل بالثورة ، ومن هنا يتضح أن ثورية المشايخ كانت الإنتقام من اهانة البدر ووزير خارجيته وليست نتاج ايمان بالثورة أو بالجمهورية وربما يفسر انقلاب الكثير بعد ذلك على الجمهورية بموالاتهم للإمامة كنهج طائفي ... واصل الكاتب مقالته المطولة ناقدا للضباط الكبار الذين أحضروا لترؤس مجلس قيادة الثورة مع أن الضباط الصغار هم من خططوا لها بقوله : ان الإسئلة تتزايد والحقيقة يشوهها المؤرخون والمناطق المحرّمة ما زالت كما هي لم يجرؤ أحد على الإقتراب منها وان اقترب البعض فبحذر زائد يصل الى حد قلب الحقائق أو تزييفها ، وأسأل هنا ( والقول للكاتب ) بما جرى أن يخبرنا عمن أصبحوا قادة ومناضلين بعد الثورة التي كانوا الضباط الصغار هم من خططوا ونظموا لها ولماذا تهيّب الكبار من الضباط ورفضوا القيادة مع أن الطبخة قد أوشكت أن تنضج ... ان كتّاب المذكرات مازالو مسكونين بقداسة الأسماء والأشخاص غير قادرين على تجاوزهم وإن كان على حساب الحقيقة . اختتم جمال عامر مقالته متسائلا عن مقتل الشهيد علي عبد المغني بقوله : اننا نريد أن نعرف هل ارسل الشهيد علي عبد المغني إلى الموت تآمرا لأنه في كل ما يكتب كان هو راس الحربة والممسك بخيوط اللعبة ؟ نحن نتساءل مع جمال عامر أيضا عن من قتل الرائد عبد الرقيب عبد الوهاب وما هي ظروف مقتله ؟ بعد هذه المقدمة الطويلة سندخل في صلب الموضوع . كلنا يعلم أن الملازم علي عبد المغني والرائد عبد الرقيب عبد الوهاب من أبناء المناطق الوسطى ( اليمن الأسفل ) وقد قتل الأول بمنطقة صرواح بمأرب على أيدي مجموعة قبلية تنتمى لقبيلة جهم الخولانية الزيدية ( ربما تآمرا ) وقتل الثاني في معسكره بالحديدة على يد العقيد علي سيف الخولاني ... من هنا يتضح أن الثورة ومنذ بداياتها الأولى لم تكن سوى انقلاب في البيت الزيدي انتزعت فيه القبيلة الزيدية الحكم من الإمامة الزيدية لتوسيع نفوذها وهيمنتها ولتحكم من منطقة اليمن الأعلى ( شمال الشمال ) وتزيح عن طريقها معارضيها ومناوئيها ومن لهم تطلعات في رؤية يمن لا مكان فيه للإستئثار بالحكم من قبل الأقلية وعلى حساب الأغلبية ، وبذلت محاولات من جانب الضباط الذين خططوا فعليا للثورة لترسيخ حقوق ومطالب شرعية للأغلبية الشافعية وواجهت فشلا ذريعا وذهبت أحلامهم أدراج الرياح وغيبوا من الدنيا غيلة وبذلك بقيت القبيلة الزيدية ممسكة بزمام الحكم حتى يومنا هذا بواسطة العسكر ( مرحلة عبد الرحمن الارياني كانت من شواذ القاعدة ) ومما يسهل الهيمنة والسيطرة وضع العاصمة اليمنية صنعاء كحاضرة للقبائل الزيدية المحيطة بها على شكل دوائر ونأي الشوافع أو بعدهم عنها مما يفقدهم لمبادرات التأثير في القرار السياسي اليمني ويسمح لهم بالدوران في فلكه فقط ، وليس أدل من ذلك على العرض الذي تقدم به علي سالم البيض أثناء القطيعة مع خصمه علي عبد الله صالح من ضرورة استبدال العاصمة السياسية لليمن الموحّد لتصبح تعز أو عدن لفتح المجال أمام اليمنيين بشتى مشاربهم وتوجهاتهم السياسية والطائفية للمشاركة في صنع القرار السياسي اليمني دون إستئثار قبيلة أو طائفة أو منطقة معينة به ، وبعد أن وضعت حرب صيف 1994 أوزارها وفي خطوة يقصد بها التعمية والتمويه أعلن الرئيس علي عبد الله صالح عن جعل عدن عاصمة شتوية للدولة اليمنية ونقل حكومته إليها لسنة واحدة وصرف النظز عنها في السنوات اللاحقة ولم يعد يأتيها أحد سواه منفردا في شتاء كل عام للإستمتاع بدفئها الشتوي . المسألة برمتها ليست في مدى احتياج أبناء الجنوب والوسط والشرق والوسط لأبناء شمال الشمال أو العكس والقضية تكمن في الكيفية التي يستطيع بها أبناء اليمن ككل المشاركة في صنع القرار السياسي واعتلاء أعلى قمة في هرمه وهو ما نراه مستحيلا في ظل بقاء صنعاء عاصمة لليمن الموحد وهيمنة القبيلة الزيدية العلمانية المنتفعة بالحكم على القرار السياسي نسبة لقربها من العاصمة السياسية . آسف للإطالة تحياتي . التعديل الأخير تم بواسطة مسرور ; 05-15-2006 الساعة 01:00 PM |
#5
|
||||
|
||||
أخي عامر
من الواجب علينا أن نركز على هذا الجانب الإعتقادي والصراع الأزلي وذلك ليتعلم منه الأجيال القادمة أن هناك ربط بين الصراع الأزلي والصراع الطائفي العقائدي وعليه يتم رسم الحياة وكيفية السيادة على الغير ، وبما أنك متخصص بهذا الجانب وفهمت هدفي يجب أن تعمل لنا بحث في هذا الجانب وسوف نشاركك فيه ، وهذه القضية التي تطرقت لها هامة جدا ً حيث أن الكثير قد يكون غاب عنه ذلك ، تحياتي لكم |
#6
|
||||
|
||||
العزيز مسرور
نعم لم تقم في المملكة المتوكلية اليمنية ثورة بل هو انقلاب عسكري ادى الى حرب اهلية استمرت 8 سنوات، تقلب خلالها بعض الجمهوريين والذين يحكمون الان بين الملكيين والجمهوريين، وقد كانوا يسمون بالمعتدلين والجمهورية الثالثة ..وهم من المشائخ وكبار ضباط الجيش من المناطق الشمالية والذين ينتمون بدورهم الى قبائل كبيرة. الاوضاع في مملكة الامام لم تكن من قبل الانقلاب مهياءة لا فكريا ولا تنضيميا للقيام بثورة سياسية واجتماعية شاملة،والدعم العسكري المصري لقادة الانقلاب بالرجال والسلاح والمال دليل على انها كانت حركة من قبل نخبة مغامرة من ظباط الجيش،وهذا هو السبب الذي جعلها لم تنجح في عملية التغيير، اذ لو كانت ثورة لقامت بعملية تغيير شاملة للوضع القائم، وبطريقة تكون الى الافضل.ومن ينضر في تاريخ العالم العربي المعاصر يجد انها لم تقم ثورة سياسية واجتماعية في اي بلد منه قط ، بأستثناء ثورة الشعب الجزائري ، وشعب الجنوب العربي ضد الاستعمار الفرنسي والبريطاني.ومعلوم ان ثورة شعب الجنوب العربي لو صاحبها ترشيد وحسن قيادة لها لكانت ثورة اجتماعية وسياسية وتحررية في ان .لكن اكتنفتها مشاكل كثيرة . عدم وجود اساس فكري وتنضيمي قوي وشعبي لحركة الجمهوريين جعلها تستخدم، الناس الذين كان لهم ثأر مع الائمة مثل مشائخ القبائل،والشيخ عبدالله الاحمر وقبائل حاشد مثلا كان تأييدهم للجمهوريين والسبب ان الامام احمد قتل والد الشيخ عبدالله الشيخ حسين الاحمر وابنه حميد عام 1959م .! ولم يكن عن معرفة او قناعة باالجمهورية واهدافها.وقد كان ذلك مقابل ثمن لازالت الدولة تدفعه حتى الان. وقد ارتبط ايضا الدعم لها بالدعم المادي للناس، اذ ان بعض القبائل كانت تدعم من يدفع لها اكثر من المال ، بغض النظر عمن يكون جمهوريا او ملكيا.!! الشوافع كان دورهم تمويل الجمهورية بالمال والرجال، وقد ذهب منهم الكثير دفاعا عن الجمهورية وكان اغلبهم يقاتل بجد واخلاص، ولم يكونوا يعرفون انه سيتم ابعادهم بعد الاتفاق مع الملكيين او دحرهم .وهذا ماحصل بعد حصار لسبعين نوفمبر1967_ فبراير_1968م) اذ تم ابعاد وتصفية ابرز قادة الشوافع واليسار حتى الزيود منهم .وذهب جهد ووقت وتضحيات الشوافع في مهب الريح ، وبقي لهم بعض النفوذ مثل وجود مسئولين من النوع الخانع منهم في السلطة كرئيس للوزراء وبعض الوزراء والضباط .وليس لهم اي دور في عملية صنع القرار مطلقا الا كمستشارين يعطون خبرتهم لتنفيذ ارادة سادتهم الزيود.بل انهم احيانا يُسْتَخدمون بطريقة فجة لضرب مناطقهم، عسكريا او سياسيا او اقتصاديا.!! العلاقة بين الشوافع والزيود يجب دراستها ومحاولة معرفتها كما هي ، والمقال الذي كتبت هو من هذا النوع ومن خلال التاريخ والملاحضة للواقع القائم حاليا، يتبين لنا ان تشبث اهل الشمال بالسلطة والهيمنة سببه اقتصادي وسياسي وديني ونفسي، اي انه اصبح مالوفا عندهم ان يسيطروا على اهل مناطق اليمن الاخرى ، وهذا هو السبب الذي يجعلهم يعتقدون ان حرب 94 هي مثل حروبهم في بداية القرن الماضي في اليمن الاسفل والبيضاء ، وان اهل الجنوب يجب النظر اليهم مثل اهل تلك المناطق،وان المشكلة هي مسئلة فساد ومسئولين فاسدين، اما ان تصبح السلطة بيد كل ابناء اليمن وان كل منطقة تحكم نفسها ويكونوا اندادا لهم فهذا مالا يوافقون عليه.!! وقد قالو لي اناس من منطقة آنس في ذمار انهم يراجعون عدة سنين على ان يضموا في الجيش..!! برغم ان منطقتهم ليست فقيرةة بل منطقة زراعية متوسطة الانتاج، وهي مثل قاع جهران عندهم اراضي ومياه ابار ..الخ ولكنه أُلف العسكرة والهيمنة والشعور انهم لايستطيعون العيش بدون الدولة ، وهذا المثل الذي يقول( شبر مع الدولة ولا ذراع مع القبيلي ..!!) ينطبق عليهم وهم الذين الفوه لان الدولة في هذه الحالة تعني قوة تستخدم من قبل من يعمل معها لتحقيق اغراضه واهدافه ...!!وهي بالطبع اقوى من القبيلة..! الحل لهذه المشكلة في حالة بقاء اليمن موحدا طبعا .هواقامة نظام حكم اتحادي (فدرالي) وترك كل منطقة تحكم نفسها بنفسها وتقسيم اليمن الى اقاليم يكون في كل اقليم حكومة منتخبة ولها حق التشريع والتنفيذ داخل اقليمها بطريقة لا تتعارض مع الحكومة المركزية.ولا اعتقد انه يوجد حل اخر اذ العدالة تحتاج الى الية لتنفيذها والديمقراطية والفدرالية هي الادوات لذلك . شكرا على رفدك الموضوع بمشاركتك الرائعة ولا تكون تقول اسف للاطالة بل اسف لعدم وجود وقت كاف لاشرح بصورة اكثر ايضاحا وتفصيلا وتحديدا..!!! ونريد تعقيبات مثل الذي كتبت واطول لان ماكتبت فيه الخير والفائدة، ويعطيك العافية. التعديل الأخير تم بواسطة عامر عبدالوهاب ; 05-16-2006 الساعة 12:31 PM |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 06:21 AM.