الحزب الاشتراكي..الفرار من القبيلة الى حضن القبيلي

[نبيل العوذلي]

الحزب الاشتراكي..الفرار من القبيلة الى حضن القبيلي

بات من الواضح ومن فلتات السنة بعض اخواننا الاشتراكيين حول القبيلة ان هناك عقدة متشكلة في اذهان اخواننا الاشتراكيين ربما بسبب اندراس هذا البعد الاجتماعي
ابان الحقبة التي حكم بها الحزب الاشتراكي الجنوب والتي قد اتفق الجنوبيون على ان اليد الطولى التنظيمية والتنظيرية كانت لابناء المحافظات الشمالية في ذلك الحزب والذين نقلوا تناقض الشمال الذي كان سائدا في المحافظات الشمالية بين المشايخ والرعية وبين الائمة والقبائل مصورين على ان هذه الحالة من التناقض تكون دائما وابدا اصلية لاي مجتمع ونقلوها الى الجنوب مكرسين ثقافة هذا التناقض والذي يكاد يكون حضوره الاجنماعي ضعيفا جدا في المحافظات الجنوبية كما تصوره النقولات القصصية لاباءنا ......او ربما ان البعض وجد في الحزب الاشتراكي وفلسفته تجسيدا لقرمطته الباطنية بثورة المستضعفين على الاسياد والكبراء تلك السنة الكونية المتقررة في فلسفة ثورة اليروليتاريا العمالية او الكمبرادورية الفلاحية –المسنضعفين-عند اليساريين حتى وان جاءت هذه الثورات بمبادىء كونية تمحي او ربما تضعف نصوص الشرائع السماوية

الاشتراكيون اليوم يقولون لنا ..ما الفرق اذا ما جاءت دولة بنمطية قبلية عن النمطية المتواجدة اليوم في الشمال؟

ونحن نقول لهم بكل بساطة

من المؤكد ان الحزب الاشتراكي محى اثار هذا البعد الاجتماعي القبلي من الجنوب ابان حكمه السابق ...وقد هاجر ان لم نقل الكل الكثير من مشايخ واعيان وبيوتات النفوذ القبلي للجنوب عامة ويافع وحضرموت وشبوة خاصة الى المهجر حتى ان البعض يروي كيف ان سكان الجنوب قد نقص الى حوالي نصفه بين فترة خروج الاستعمار البريطاني واحصاءت السبعينات السكانية للجنوب وهو ما يدل على ان الناس قد فرت الى المهجر...
السؤال هنا أي الفريقين اثبت انه الاكثر نجاحا وحضورا ..
الفريق الذي بقي في الجنوب سواء اكان في سدة الحكم او من المحكومين
او
الفريق الذي هاجر الى الغرب ودول الجواروالذي يشكل حوالي نصف التركيبة الاجتماعية القبلية للجنوب من مشايخ واعيان وبيوتات معقلة ومشيخة ...الخ

الحق يقال ان الفريق الذي هاجر من ابناء يافع وحضرموت وشبوة خاصة والجنوب عامة برهنوا بما لايدع مجالا للشك امهم اهل نجاح اقتصادي واجتماعي وسياسي ايضا ..فقد كون هؤلاء بفضل من الله امبراطوريات اقتصادية في السعودية وقطر والامارات وفي امريكا وبريطانيا ...الخ وبرز منهم من رجالات المال والاعمال بل ووصل البعض منهم الى سدة القرار السياسي في هذه الدول وحافظ هؤلاء وبكل انصاف على تركيبتهم الاجتماعية الجنوبية حتى انك تجد الواحد منهم سواء اكان في الغرب او دول الجوار محافظا على هويته وصبغة انتماءه الجنوبية ويكفي ان تعلم ان كل يافعي مغترب لديه بيت في تلك الحيود الشاقة بيافع ليس الا لانه يعتز يالاصل الذي جاء وهاجر منه ...كذلك الحال للحضرمي الذي تجده لايزال محافظا على تراثه وثقافته في المهجر ....الخ
بالله عليكم الا يحق لهؤلاء ان يفكروا وبعد ان برهنوا على انهم قادرين على النجاح في تلك الدول التي توفر بيئات التنافس المقيد بالقوانين المحترمة وحققوا نسب كبيرة من النجاح الايحق لهم وهم يشعرون بالغيرة الوطنية على ارضهم ان يكون لهم الدور الطبيعي المتقرر ببلاد الجنوب منذ مئات السنين مقارنه بتجربة الحزب الاشتراكي والتي لاتتجاوز الثلاثين عاما....
هل يعقل ان ندفن اتفاق اهل الجنوب على ترتيب اجتماعي معين متفق عليه عندهم لمئات من السنين لمعقلات ومشايخ وبيوتات اهل الجنوب مصورين على ان الجنوب لم يكن في يوم من الايام قبيلي وانما هو شعوبي فقط ...سوى لمجرد انني انتمي الى تموضع قبلي معين مخفيا هذا القلق بحجة ان القبيلة رمزمن زموز الشمال و-الدحابشة-
نحن لاننكر تجربة الشعوبية التي خاضها اباءنا وقد قيدنا مبحثا يبرز محاسنها تحت عنوان-الاجمال لتجربة اهل الجنوب ..رسالة الى الرئيس الصالح علي عبدالله صالح-بينا فيه محاسن التجربة الشعوبية لاباءنا ولكننا لانريد ان يغلب على هؤلاء اطفاء نور نجاح اباءنا الذين هاجروا الى دول الجوار والغرب وبرزوا بنجاحات تبهر العاقل لانه قد توفرت لهم بيئة حاضنه للمتفوقين والبارعين فكانوا اسياد هذه البيئة التنافسية في امريكا والخليج

الغريب العجيب انه في الوقت الذي شدد تيار معين نحسبه على انه لايمثل الهوية الجنوبية وانما كان مندسا في جسد الجنوب تحت مظلة الحزب الاشتراكي وهو من الشمال او ربما مفغلا من ابناء الجنوب ...انه في الوقت الذي شدد العداء على القبيلة والقبائل في الجنوب نجده ساهم في تسليم وايصال الجنوب الى حضن القبيلي في الشمال....هل هي مؤامرة فلسفية ضد قبائل الجنوب ذات الصبغة العربية الحميرية الاكثر صفاء لصالح قبائل الشمال الاقل صفاءا في هذا المضمار خصوصا تلك التي تسود دفة الحكم ولا اقصد الاخرين من قبائل مذحج ......كما بينا في –فلسفة المؤامرة على العرب والسنه في جزيرة العرب-

المباشر اليوم لهؤلاء العائدين من ارض المهجر من اهل يافع خاصة والجنوب عامة يجد اثر الكم الكبير من الثقافة والتعليم سواء اكان من خلال الاحتكاك والعلاقات المتبادلة فيما بيمهم وبين السكان الذي تعاملوا معهم في المهجر يجد انهم ليسوا كما يريد البعض من الاخوة الاشتراكيين ان يحصر اعتزازهم بانتماءاتهم القبلية بنمطية القبيلة في الشمال ..هذا من الظلم فهؤلاء قد حصل لهم نمو ثقافي واجتماعي وعلمي ممتاز ولانزكي على الله احد ويشعرون العاقل بالخجل امام تجربتهم الناجحة في المهجر
اوصي اباءي واخواني الذين لايزالون مستظلين بعباءة الحزب الاشتراكي تجاوز الوهم الذي عندهم عم قبيلة وقبائل الجنوب وهؤلاء الذين هاجروا ويمثلون هذا البعد الحيوي الهام في تركيبة الجنوب..وليكن مبدأهم كما قال الفاروق عمر رضي الله عنه لما ارادوا ان يقدموه على بني هاشم لانه رضي الله عنه امير المؤمنين فقال رضي الله عنه ضعوني حيث ما وضعني الله تعالى او كما قال رضي الله عنه


نبيل العوذلي
نائب رئيس الهيئة الشرعية للحراك اتلجنوبي السلمي