القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
أسرار التنزيل [" آيات من سورة آل عمران "]
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاءً أحوى ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين (( أسرار التنزيل )) ومعلوم قطعاً أن التنزيل المراد به هنا : كلام رب العالمين جل جلاله و هذا القرآن الذي شرفنا الله جل وعلا بأن أنزله على قلب نبينا محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ويدرك كل عاقل لبيب وعالم تحرير ما في القرآن العظيم من غواميض يحتاج المؤمنون إلى كشف جلائها تعبدنا الله جل وعلا بذلك رفعة لدرجاتنا وعلواً لشأننا في هذه اللقاءات سنأخذ سورة من سور القرآن ثم نقف على بعض أسرارها ونحن نعلم أن السورة التي سنبحر فيها تحمل الكثير من الأسرار لكننا سنقف مع مقدار ما يحمله الزمن المخصص لنا في الكشف عن لثام تلك الأسرار ، السورة التي نحن بصدد الحديث عنها هي (( سورة آل عمران )) وهذه السورة إحدى السورتين الزهراوين التي قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقهما "اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمرن " وقد سميت بأهل بيت صالح هو عمران أحد صلحاء وأتقياء بني إسرائيل الذين كان الأنبياء يكثرون فيهم. والحديث عنها عن أسرار سورة آل عمران يتناول أربعة قضايا : القضية الأولى : قال الله جل وعلا فيها { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } هذه الآية من أعظم آيات القرآن قدرا لأنها تتحدث عن أفعال الرب تبارك وتعالى تتحدث عن صفاته العلية والقرآن كله عظيم لكن حديث الله عن الله هو أعظم ما في القرآن سنقف عند قول الله جل وعلا { بِيَدِكَ الْخَيْرُ } نحن نعلم قطعاً أن الله جل وعلا هو خالق الخير وخالق الشر فالأمور كلها بيديه تبارك وتعالى ومقاليد السموات والأرض بيده جل شأنه وعز اسمه لكن لماذا نص الله على الخير هنا دون الشر ؟ هذا من تعليم الله جل وعلا لعباده كيف يرزقون الأدب في خطابهم مع ربهم تبارك وتعالى فالله أراد بهذا السياق أن يعلمنا الأدب معه جل شأنه ومعلوم أن الأدب مع الرب تبارك وتعالى هو الدين كله { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ } تأدباً معه سبحانه وتعالى أمرنا وعلمنا أن نخاطبه بمثل هذا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :" والخير كله بيديك والشر ليس إليك " وهذا من أدبه صلى الله عليه وسلم في خطابه مع ربه ، هذه أيها المباركون الوقفة الأولى الوقفة الثانية مع أسرار سورة آل عمران : أن الله جل وعلا قال فيها لما ذكر آل عمران وما من الله جل وعلا به على زوجة عمران وهي (حنة ) كما قال المفسرون من نعمة الحمل أرادت تلك المرأة أن تجعل على ذلك الحمل الذي في جنينيها تنذره للرب تبارك وتعالى { إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً } وكان غالب ظنها أنها ستحمل بذكر لكنها لما وضعت فوجئت أن المولود أنثى { قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ } فلما وضعتها أنثى وتنبه هنا لم يكن في مقدورها أن يكون المولود ذكرا أو أنثى هذا ليس إليها فلما فاتها ما كانت عقدت النية عليه وهو أن يكون المولود ذكرا وهو أمر ليس بيدها وقد فاتها أمره لم يفتها رحمها الله أن تسمي المولودة باسم يغلب على الظن أن فيه شيء من القربى إلى الله ولهذا قالت { وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ } ومريم في لغتهم أي العبرية بمعنى خادمة الرب وهذا يدلك على أن تلك المرأة الصالحة ( حنة ) كانت حريصة كل الحرص صادقة مع ربها تبارك وتعالى في أن يكون النذر لما في بطنها محرراً أي خالصاً لوجه الله جل وعلا وكذلك أولياء الله المتقون وعباده المقربون مهما حيل بينهم قدراً وبين طاعة الله وبين التماس رضوان الله فإنهم يبقون على أي شيء يقربهم من ربهم زلفى ومن كانت نيته فيها من السوء عياذاً بالله ما فيها فإنك تراه لا يجد شيء يبعده إلا تعلق به وتشبث به وجعله عذراً له وليس هذا من سمات الصالحين ولا من نعوت أولياء الله المقربين { وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } حقق الله جل وعلا لحنة مقصودها وكفَّل جل وعلا زكريا مريم وجعل الله أمر مريم معيشة إلى ذلك النبي والعبد الصالح زكريا ثم إن الله جل وعلا منَّ على مريم بأن جعلها آية قال الله تبارك وتعالى { وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً } فحملت بعيسى ابن مريم لما نفخ جبرائيل في جيب درعها الملائكة وهي تنقل البشارة لمريم عليها السلام بأنها ستحمل بعيسى أخبرتها ببعض ما سيكون من أمر عيسى ماذا قالت ؟ {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ } إذا أنخت المطايا أيها المبارك هنا تجد ما يلي( الوقفه الثالثه : نحن نعلم أن المعجزة في حق عيسى أنه يكلم الناس في المهد هذا الذي فاق به عيسى الناس وهذه هي العطية الإلهية والمنحة الربانية التي أكرم الله بها عيسى بن مريم { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً} إذ الناس عندما يكونوا صبياناً في المهد لا يتحدثون لا يتكلمون { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً{30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً{31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي} لكن ما المقصود من قول الله { وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً }؟ لأنه قد يبدو لك بادئ الرأي أنه لا معجزة في أنه يكلم الناس وهو كهل لأن جميع الخلق الأصل فيهم أنهم يتكلمون في سن كهولة فلا جديد في القضية ، إذاً ما السر في إيراد كلمة {كَهْلاً } { وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً }؟ والجواب عن هذا قال الله ذلك للصديقة مريم حتى لا يقع في نفسها أن قول الله جل وعلا لها بالبشارة { وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ } أن هذا الغلام سيكون معجزة لا يلبث أن يموت سريعاً فطمأنها الله أن هذا العبد الصالح وإن أعطي هذه القدرة على أنه يكلم الناس في المهد لكنه ليس كما يقول العامة اليوم " ولد موت " إذا رأوا طفلاً صغيراً نابغاً قالوا هذا لا يعيش فالله تبارك وتعالى يطمأن هذه الصديقة أن المعجزات جرت العادة أنها تظهر وتذهب جليلاً سريعاً لكن الله جل وعلا طمأن بهذا الخبر بهذه الزيادة { وَكَهْلاً } الصديقة مريم أن عيسى سيبلغ مبلغ الرجال وسيعيش حتى يضحى كهلاً صلوات الله وسلامه عليه ، فتأمل السر العظيم في هذا . الوجه الرابع الذي نريد أن نميط اللثام عنه في سورة آل عمران : بعد أن فرغنا عن الحديث عن مريم وابنها قال الله جل وعلا { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } السر الذي يتبادر إلى الذهن هنا أو السؤال الذي يتبادر أن هذه الآية وإن حملت معناً فقهياً إلا أنها جاءت بين آيات الجهاد فقبلها آيات تقول { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ } وبعدها آيات تقول { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ} آيات تتحدث عن أيام بدر وآيات تتحدث عن أيام أحد وهذا كله في سياق الجهاد ، فلما جيء بالربا بينهما؟ الأظهر والعلم عند الله أن هناك رجلا كما يقول أهل السير صحابي اسمه عمرو ويعرف "بأصير بني عبد الأشهل" ، وبنو عبد الأشهل بطن من الأوس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الرجل كان يتعامل بالربا فكان له منفعة ربوية عند أحد الناس وهو مقتنع بالإسلام مقتنع بالدين لكنه أراد أن يؤخر إسلامه حتى يستوفي حقه رباً يريد أن يجمع مالاً هذا كان سبباً في تأخير إسلامه فقدر له أن يأتي قومه يوم أحد فيسأل عن أقرانه وقومه وعشيرته فيخبر بأنهم ذهبوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد لملاقاة أهل الكفر فيقذف الله نور الإسلام في قلبه فيؤمن ويخرج مع قومه ويجاهد وينال من أهل الكفر ثم لما فرغت المعركة ووضعت الحرب أوزارها أخذ بنو عبد الأشهل مثلهم مثل سائر الناس يتفقدون قتلاهم فإذا بعمرو هذا المعروف بأصير من بني عبد الأشهل موجود في القتلى ولم يكن قد فاضت روحه بعد فسألوه ما الذي أخرجك فأخبرهم أنه مؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر وأنه خرج إيماناً ونصرة لله ولرسوله ثم فاضت روحه ومات شهيداً رضي الله عنه وأرضاه هذا العبد كان قد أخر إيمانه كما حررنا أنفاً لقضاء الربا من أجل ذلك يتبين لك لما توسطت آية النهي عن الربا هذه الآيات التي في الجهاد قال الله جل وعلا { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } فكأن الرب جل شأنه وعز اسمه يبين لعباده المتقين أنه لا ينبغي التعلق بشيء من الدنيا وأنّ ثمة معاصي وذنوب وكبائر تحول بين العبد وبين تحقيق عظائم الطاعات ورفيع الدرجات ومن أعظم ذلك الربا والربا حرمه الله في كتابه العظيم وحرمه رسوله صلى الله عليه وسلم وجاء اللعن والوعيد الشديد في حق فاعليه بل إنه يروى أن مالك رحمه الله إمام دار الهجرة جاءه رجل من السائلين وكان يقال " لا يفتى ومالك في المدينة" ، فقال له يا أبا عبد الله رأيت رجلاً يشرب الخمر ثم يهذي بكلام قبيح فقلت وأنا أراه امرأتي طالق إن دخل جوف ابن آدم شيء أعظم من الخمر ؟ فقال مالك رحمه الله وكان على تؤدة وبصيرة بالدين ائتني غداً فجاءه في اليوم التالي فقال له مالك ائتني غدا حتى جاءه في اليوم الثالث ثم قال مالك له يا هذا طلق امرأتك أي بانت منك امرأتك ـ بينونة صغرى ـ بما قلته من قبل لما؟! لأنني تدبرت الكتاب والسنة فما وجدت شيئا دخل جوف ابن آدم أعظم من الربا وهذا كله يبين لك حقيقة واضحة ظاهرة أن الربا من كبائر الذنوب وقد أمطنا اللثام أيها المبارك لماذا جاءت آية الربا بين آيات تعنى بالجهاد وقلنا أن سبب في ذلك ما كان من أمر أصير من بني عبد الأشهل والعجب أن هذا الصحابي الجليل مات ولم يسجد لله قط لكن النية الصادقة والجهاد في سبيل الله والموت على الشهادة به يرفع الله جل وعلا الدرجات ويعلي المقامات . جعلني الله وإياكم من أهل طاعته ووفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى وصلى الله على محمد وعلى آله ، والحمد لله رب العالمين. برنامج اسرار التنزيل للشيخ / صالح بن عواد المغامسي |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 09:21 AM.