الرهان على الجواد الخاسر

[مصحح املائي]

الرهان على الجواد الخاسر

2010/11/18 الساعة 17:04:52
سعيد محمد الحريري
لقد حان الوقت بأن نعترف ان شعبنا وقياداته الميدانية في الداخل يمر بمرحلة خطيرة ومعقدة، خصوصا وان تجلياتها متشعبه ودروبها صعبة،, لذا يتطلب الموقف الاصطفاف الوطني السريع لمواجهة التحديات الداخلية، والعمل المنظم والصبر بحيث نضمن السيطرة على الموقف والاحداث في الجنوب، ولعل الجلوس على طاولة الحوار الوطني الشامل، والحد من الهروب الى الامام بين قيادات الحراك الفاعلة على الارض لمجمل الاوضاع والتطورات الطارئة.. حوار عقلاني يتسم بروح المسؤولية من اجل التقارب والتفاهم لمصلحة نضال شعبنا، والعمل على ضرورة التنسيق والتنظيم للجهود والفعاليات المدروسة لكل الاجراءات والتدابير العملية على الارض بين القيادات، هو السبيل الوحيد الناجع، باعتبار ما جرى ويجري على ارض الجنوب، عبارة عن مخاض ويعد تطور طبيعي تاريخي، بفعل عوامل داخلية كرد فعل لابناء الجنوب تجاه سرقت ونهب ارض الجنوب، ومحاولة محو هويتنا من على الخارطة الجغرافية والسياسية والاجتماعية، وكاننا كجنوبيين خلقنا الله ميراثا ومتاعا للشماليين، بينما وجودهم على ارضنا مخالف لشرع الله وشريعة نبيه والبشر.

لذلك بات محتما علينا في الداخل والخارج، ان ندرك ان المرحلة القادمة بكل استحقاقاتها، تفرض على الجميع العمل الوطني المخلص لوجه الله والوطن و الشعب، من اجل اعادة ترتيب البيت الجنوبي من الداخل، على قاعدة الاتفاق والتوافق الوطني، وليس بواسطة اوامر شفوية بالتلفون من الخارج بالتعيينات، لان ذلك غير مقبول ولا معقول ولا يحمل اي صفة شرعية او قانونية، مالم يكن هناك اتفاق عام على تحمل المسؤولية المشتركة والمشاركة الفعلية في تشكيل اللجان والتكليفات في اعداد وصياغة الوثائق او المشاريع السياسية، من قبل كل الاطراف الفاعلة على الارض، ودون ذلك لا جدوى من اي عمل، وبالتالي لا يعبر اي عمل مالم يكن مشترك الا عن وجهة نظر اصحابه، او من يحاول ترتيب الامور الداخلية بطريقته دون مشاركة القيادات السياسية، وبالذات الاخوة: علي ناصر محمد/ حيدر ابوبكر العطاس/ محمد علي احمد/ صالح عبيد احمد، سيكون مصير ذلك الفشل الذريع، باعتبار المرحلة التي نعيشها، يدل كل شيئ فيها دلالة واضحة وقاطعة، على ان مواصلة السير بنفس المعطيات والعلاقات والرؤى التي كانت سائدة قبل 22 مايو 1990، لم تعد ممكنة اطلاقا بخاصة والاوضاع القائمة حاليا هي من النوع التي تتقلص فيها كل الاختيارات الى اثنين لا ثالث لهما: اما الغرق في تناقضات الماضي والدخول في سلسة الفوضى والضياع (بفعل فاعل)، واما نتجاوزها والانتقال الى مرحلة جديدة انطلاقا من التصالح والتسامح والتضامن، وما تنطوي عليه خطورة المرحلة واهمية ادراك ذلك، بخاصة والاحتلال لازال لديه اوراق سياسية يسوقها على مراحل في الجنوب، يحيك المؤامرات وينفذ المخططات الجهنمية ضد شعبنا في الداخل، بينما قياداتنا في الخارج وبالذات ابوعدنان لا زال يعيش في الماضي –عبده غلط في الحساب- لا يريد كما يبدو ان يتفهم اويتعاون او يمد يده حتى لمن قاتلوا تحت رايته في حرب 1994وهذا ما اثبتته التجربة منذ ان ظهر على المسرح السياسي منذ أكثر عام.

ايها الجنوبيون في الداخل والخارج، نحن لسنا ضد ابو عدنان ,انا شخصياً أكن له كل الاحترام والتقدير ولكن ضد طريقته في التعامل، وموقفه الراهن من الوحدة الوطنية لابناء الجنوب سلبي وذاتي ولا يوجد لديه ما يقدمه سوى البيانات النارية الجوفاء وبيارق الحركات الجهادية الخضراء التي ترفع في بعض فعاليات الحراك السلمي في الداخل وأتباع المقولة (البوشية )من ليس معي فهو ضدي.

وبناء على ما تقدم فان طرح مشروع سياسي للحراك الجنوبي ضرورة بدونها يغدو الحراك بلاغاية.. والغاية التي بفترض ان يطرحها مشروع البرنامج السياسي هو الاطار العام القادر على لم الشمل والتنظيم الدقيق للطاقات على نحو يؤدي الى تحقيق طموحات شعبنا وصولا الى تحقيق حلمه المشروع في الحرية والاستقلال.

لذلك امامنا المشروع السياسي الشعبي للحراك السلمي لتحرير الجنوب، المقدم من قبل الاخ حيدر ابوبكر العطاس على طريق استعادة وطننا ودولتنا وهويتنا، وهو يعكس مشروع سياسي علمي طموح، استند على الظروف الموضوعية والذاتية والوقائع والاحداث من أجل بناء الدولة المنشودة على أرض الجنوب، من ثم تشخيصها بامانة وصدق كما ترك الباب مفتوحا لكل ابنا شعبنا المخلصين للمشاركة والاسهام في قراءته ودراسته بعمق ليقدموا الاضافات والملاحظات لتطوير البرنامج واغنائه.

تعمدت على ان لا اسمي اياً من الاخوة المذكورين اسماؤهم في المقالة بصفته السابقة وذلك للانصاف لانه في حقيقة الامر لا يوجد من هو رئيس شرعي ورئيس غير شرعي او وزير او خلاف ذلك فشعب الجنوب هو الشرعي بشرعية وعدالة قضيته الوطنية السامية ومن اراد غير ذلك فعليه ان ياخذ من بناضير بوتو قدوة ويعود الى الوطن وسنكون امامه ومفرزته الامامية والله المستعان.

ختاماً يا ريت من مات يرجع يشوف مهرة رفاقة

مع الاعتذار للحميد ابن منصور لتحريف المقولة