طغيان محتل و بسالة شعب

[سامي غالب]

نحن نتابع ما يحدث في بلدنا منذ سنوات طوال من فوضئ وسلب ونهب وسرقة ودمار وتشريد لكل ما هو موجود ، نتابع ونعرف جيدا أن هذه الأخطار هي دمار لهذا الوطن المغتصب ، هي فناء له على يد محتل همجي غاصب لهذه الأرض الشريفة ، ونعرف انه محتل ارعن وأهوج همه الأكبر الاستفادة والبطش ، فهو القاتل والسفاح والظالم والمستبد للجنوب وأهله ، وهو أبشع احتلال وجد على وجه الأرض تجرع من خلاله شعب الجنوب كل أنواع القهر والعذاب .

فكيف كان لشعب أن يسكت على هذا الواقع المرير والصعب ؟

وليس هنالك بشر سيصمد ويسكت أكثر دونما أن يرفع صوته ويطالب بحقه ، فرفع الصوت وطالب بالحق ، وهاهو يصارع ويقاتل من اجل البقاء والثبات على الأرض برغم كل الظروف التي يفتعلها المحتل اليمني ، فتارة يختلق الفوضى ويزعزع الأمن ويسفك الدماء ويعتقل وينهب ،فقابله شعب الجنوب بثورة سلميه عاصفة لكل ظلمه وجبروته ، ثورة تعمل على قلع ذلك المحتل الناهب والناغم على كل ذرة تراب وعلى كل إنسان جنوبي يعيش في هذا الوطن .

فاهو كالمعتاد يستخدم القوة للحفاظ على سيطرته الوهمية على الأرض ، فبعد مليونيات شعب الجنوب جن جنونه وزاد تخبطه وانفعاله وعطشه لمزيد من الدماء والخراب بأساليبه العبثية المتعمدة ، فبعد المليونية الأخيرة مليونية ( نحن أصحاب القرار ) تبدوا لنا أن الهجمة شرسة وكبيرة التي سيتعرض لها الجنوب ، والأيام القادمة ستحمل الكثير من الممارسات الهمجية لهذا المحتل في كل المناطق الجنوبية وسيستخدم كل الطرق لينجح ، ولكن هي نفس الطرق والأساليب الحقيرة التي يستخدمها منذ زمن والتي لم تردعنا ولم تثنينا عن كفاحنا ومطلبنا ، بل تزيدنا قوة وصمود وثبات على مبدأ الحق .



مبدأ الحق الذي لن يستطيعوا بحركاتهم زعزعته ، بل سنزيد جنونهم أكثر فأكثر يوم بعد يوم ، وان أعمالهم التي بدوا بها بعد مليونيه نحن أصحاب القرار التي أفقدتهم صوابهم مثل مسح الأعلام الجنوبية والاعتقالات التعسفية والهجمة العبثية على الضالع ، لن تطمس المعالم الحقيقية للواقع الذي يعيشه الجنوب اليوم فهو يخطوا بثبات نحو الاستقلال الثاني ، وكل عمل غريب وغير مقبول في وطنا سنرفضه ونقاومه ، فشعب الجنوب مثل البحر يلفظ أي جسم غريب أو كائن غير معروف وهو حال الأرض كذالك فهي لا تقبل بالتعسف والظلم والخداع .



وعندما تزيدون في طغيانكم نزيد في صمودنا .. ولن تردعونا بل سنستمر .. لأننا أكتفينا من الظلم ولم نعد نقبل سوى الحرية .. أننا نتنفس حرية ونعيشها ، ومع ميلاد يوم جديد نكون أقوى وأكثر قدرة على استعادة وطنا ودولتنا الحبيبة ، والحق مع أصحاب الحق والأرض للأحرار والكرامة للأخيار ، وهذه صفات أهل الجنوب يا محتل .. ولن تذوقوا معنا ألا الهزيمة والذل والجنون فشعبنا سيعلمكم درس عظيم في فنون التضحية والثبات والإيمان بالحق ، والأيام بيننا والزمن حاكم والتاريخ سيشهد على كل شي شعب حر ومحتل همجي من المنتصر ..

بقلم / سامي غالب