القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
عطيه الوفاء والخلود
عطيه الوفاء والخلود
بقلم: المهندس/علي نعمان مصفري الطيور كعادتها تشقشق بين اغصان الشجر وفي الحقول الوافره بالخير...والفلاحون يحرثون الارض بسعاده متناهيه..والسماء تذرف دموعها بمزن وفير...وعطاء للارض والانسان. في قريته الصغيره وفي خاصره الدار القديم الدي يسكنه منذو ان توفى جده نشاء عطيه....واضحى قريب من كل شئ الشجر والصخر والحجر حتى الكلاب كانت تردد نباحها بمجرد ان تسمع صوته اويخطر قبالها. كلما حلت مصيبه كان مقدام للتضحيه... فارس قريته يتغنى به الصغير قبل الكبير..يساعد الفقير ويمسح بيده على الصغير كدواء يعالج به ماتبقى من تاريخ الهموم المثقله بالحزن والغم على جيله. في ليل قارس..لم يهدى له بال ولم تذق عينيه النوم حاول نسيان صدمه موت جاره احمد في حادث مروري مؤسف مع عائلته الخمسه الذين كانوا قاصدين السفر الىالمدينه للعيش مؤقتا حتى حصولهم تأشيره السفر الى احدى دول الشمال التي يعيش فيه مسعود اخ احمد. يتكي عطيه على مخدته برهه من الزمان ويصعد الى سقف داره مره اخرى وكأن الدنياء في ظلام دامس. في سكون القريه يتهيأ له سماع صوت اصدقاءه اللذين توفاهم الله في حادث السياره ينادونه: هي بنا نلعب في سفح الجبل المطل مباشره على القريه. في هذه الاثناء يبدأ عطيه التفكير في كيفيه الخروج الى المدينه لمواصله دراسته من جهه والعمل ليوفر مايمكن توفيره لتغطيه مصاريف اخوانه نتيجه الوضع المالي الذي يعيشه الاب. ودع اهل القريه وكأن الدنيا تهتز من تحته بفعل هزه ارضيه عنيفه تجاوزت معدلات مقياس ريختر. وقت الرحيل..استقر هرمون الادرينالين في كل خلاياه وبقى يصارع شبح القادم تاره يركن به في زاويه الاكتئاب واخرى يرميه الى محيط التأمل والتمعن في فلسفه الحياه... وبينهما بنى عطيه عش عبقريته في كسر جمود المستحيل والوصول الى الممكن بجداره يندر من سبقه تحقيقها بذالك المستوى. بعد ان حقق اعلى معدلات النجاح بات عطيه يداعب احلامه في ان يمن الله له بمنحه دراسيه الى الخارج لاستكمال دراسته الجامعيه..والعوده الى ارض الوطن لاستكمال المسيره التنمويه لوطنه. في سنوات دراسته كان من افضل طلاب الجامعه لم يكن فقط قمه في الاخلاق والادب فحسب بل ايضا متحذلقا في كل مواد تخصصه حتى بات مرجعا لاصدقاءه. دقت ساعه العوده الى وطنه بعد ان خلق من بئته الدراسيه موطن يستوعبه وتأقلم معه بنفس الاحساس الذي لايضاهيه احد من زملاءه الا أن نداء الوطن كان الصوت الاعلى وكان القرار الفاصل بين من أحبه عطيه وبين الوطن وبذا وضع الوطن ناصيه كل احلامه وغادر الارض التي درس وأحب فيها. سنوات وفيها تشبع الوطن باعماله حيث اصبح واحد من افضل رجاله في تحقيق المنجزات الفنيه والاقتصاديه ليتبوأ اعلى الدرجات الوظيفيه ويشار اليه بالبنان بين أصدقاءه , الا ان القضاء والقدر وأخطاء النخب جعلت عطيه يركب موجه الرحيل الى جهه غير معلنه هذه المره تاركا كل شئ وراءه لينجو بذاته واسرته متنقلا بين الامصار ساعيا لسبيل توفرالعيش النبيل له وافراد اسرته. ذات مره سأله ببداهه احد ابناءه الثلاثه الذي ولد في غربته سأله بعد اجازه قصيره عندما هم عطيه العوده الى المدينه التي يسكنها في اغترابه. بابا !الى اي بيت نعود اليوم؟؟سالت الدموع على خد عطيه متشحبا وبصوت لايقوى على الرد اجاب الى بيتنا.كرر الطفل عمر بابا الى اي بيت لماذا لم تجب؟ سرعان ما ان تدخلت الام بطريقتها المعتاده محاوله اقناع عمر وعندها ساد وجوم لم تشهد الاسره مثيل له خلال سنوات الرحيل في نفق الاغتراب. في ذات مره كتب عطيه رساله الى أمه يأمل أن يراها وتراه ولو لثواني الا ان القدر انتزع منه روح امه وكان يتمنى ان يطبع قبله الوداع على جبينها الا انه بات وحيدا يشدو نورسا يحمل همه بين جناحيه واحلامه بين براثن العذاب والشقاء. هي هي الاقدار..تقسو في طرف وفي اخر تغدق المرء عطاء الرزق الا ان الحياه تبقى رحله قصيره ما ان سنح القضاء والقدر لعطيه بعد عقود من الاغتراب لزياره قريته.لم يفكر في شئ غيرماخلد في ذاته دين لجميل عليه ان يرده الى امه بزياره قبرها. بعفويه وبراءه طفل غريب تسمر عطيه حول قبر أمه ساجدا وبسرعه البرق يمر عليه شريط الحياه حلوها ومرها حتى كان له شرف اللقاء بأمه. هذه المره ليس على الارض التي حلم العيش عليها مع اهله واصدقاءه بل وفي جوفها في لقاء ابدي. |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 02:17 AM.