متقاعدون: لا نطلب صدقة وهل يكون جزاؤنا هكذا عند الشيخوخة؟

[صوت الجنوب]

متقاعدون: لا نطلب صدقة وهل يكون جزاؤنا هكذا عند الشيخوخة؟
12/4/2005
«الأيام» فردوس العلمي :

جانب من معاناة المتقاعدين انتظاراً لاستلام المعاش التقاعدي
ما زال المتقاعدون بمحافظة عدن يتجرعون مرارة لجان صرف المعاشات، التي تواصل تصعيد معاناتهم بعراقيل تحول دون استلامهم صكوك (شيكات) مرتباتهم التقاعدية، دون مراعاة وضعهم الانساني، خاصة وأن غالبيتهم من العجزة والمرضى وكبار السن من كلا الجنسين، حيث يجبرون على التزاحم في طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الباكر ولساعات طوال أملا في استلام معاش هزيل معظمهم يعود دون التمكن من استلامه جراء العقبات التي تضعها لجنة الصرف، وكذا الأسلوب اللا إنساني في كيفية تسيير عملها.

«الأيام» نزلت إلى بريد كريتر لرصد معاناة المتقاعدين، واتاحت الفرصة لهم للتعبير عن المرارة التي يتجرعونها للحصول على حق اكتسبوه بإفناء اعمارهم في خدمة الوطن.

المتقاعد محمد محسن مرشد يقول بمرارة: «نحن ناس عجزة لا نريد سوى استلام معاشاتنا بطريقة إنسانية، فلا يعقل أن النساء والرجال العجزة والمعاقين والمرضى يحملون من منازلهم على الاكتاف والكراسي المتحركة الى هنا ومع ذلك لا يتمكنون من استلام المعاش منذ يوم الأمس الأول، فاللجنة لا ترحم وتقول امشوا على الأرقام.. نحن نريد معاشاتنا بكرامة لا نشحت ولا نطلب منهم صدقة، وهذا نظام غير صالح للعمل به، ونطلب من المعاشات أن تنظر لنا برحمة وشفقة».

أما الحاج محمد أحمد سعيد الشورى، متقاعد معاق، قال وبتنهيده صادرة من أعماق القلب: «أصبح اليوم الفقراء والمساكين يدوروا الغداء والعشاء ويطلبوا في الشوارع بينما ضحى أباؤنا بأرواحهم فداء للثورة والوطن.. الي ما قدموا شيء للوطن اليوم يأكلوها بارد مبرد ونحن بجنبهم جوعى مش قادرين نتحصل على المعاش، واذا ما تنبهوا بيطلعوا الفقراء وبايأكلوهم».

تتكرر مآسي المتقاعدين كل شهر وتتفاقم بقدوم لجان صرف المعاشات، وعن ذلك يقول المتقاعد عبدالله محمد صالح، موظف سابق في اليمنية: «هذا وضع سيئ واعتقد أن السلطة والمسئولين راضيين على هذا الوضع من عذاب وشتات الفقراء، فهولاء ناس كبار في السن واعمار معظمهم في السبعين ومرضى ومعاقين وعجزة ومع ذلك لا يمنحون معاشاتهم إلا بعد هذه المهزلة والفوضى وزجهم في تدافع بين النساء والرجال، ونحن نناشد المحافظ أن ينظر إلى حال هؤلاء ومأساتهم، ويعمل لنا حل في هذه الطوابير.. والله هذا حرام عشان نحصل على حقنا ندخل أربعه طوابير».

.. ولسان حالهم يقول: بالله مش حرام يتعبونا هكذا؟!
يشاركه الرأي المتقاعد عيدروس محمد لطف، مضيفا: «من أمس الأول وأنا كرتي مع اللجنة وكل يوم يقولوا باكر، والمسؤول يقول لنا انه لا يستطيع عمل شيء لنا.. أنا إنسان مريض لا استطيع الوقوف في أربعة طوابير وعامل عملية جراحية» واخذ الوالد عيدروس يخلع ملابسه كاشفا للناس آثار العملية الجراحية الممتدة من اعلى صدره وحتى أسفل جسده، وواصل بألم قائلا «الواسطة تلعب دور كبير وكل واحد أو وحدة لها معروف تدخل ويقول لها صاحب اللجنة لا مانع ويوقع لها ونحن لنا الله.. هل هذا جزاءنا عن خدمة الوطن؟».

المتقاعد جرمي بن جرمي أحمد يقول بأعلى صوته: »هذه عملية فيها تلاعب كبير، معقول أربعة طوابير عشان نستلم شيك المعاش، والمشكلة إننا ندخل طابور طويل ولما تصل إلى عند المسئول يقول لك اليوم مش دورك، نشتي نعرف ايش القصد من كل هذا؟».. «عندما نشكي لمديرة البريد تقول هذا مش من اختصاصنا».

أما وجدان محمد يصف آلية عمل اللجنة والوضع الحالي بالعملية المرتجلة والعشوائية، اضافة إلى عدم وجود النظام والتنظيم الدقيق لهذا العملية فبعض الموظفين يعاملون المتقاعدين بصورة سيئة لا تناسب السنوات التي أفنوها في خدمة الوطن.

أما المتقاعدة وهبة حسن زغلول فتصرخ: «نحن تعابى من ثلاثة أيام ونحن مطبرين ونجري ونتابع ولم نحصل على شيء وفوقنا الرجال وهذا غلط، لازم يعملوا لنا يوم للنساء ويوم للرجال».

والمتقاعد محمود عياش، المقعد على كرسي متحرك، يقول:«يومين وأنا سارح مروح ولا احد يرحم حالتي، وأنا مش قادر أصل إليهم.. الوضع هذا متعب نصل إلى واحد يحولك إلى الثاني ونحن نشتي نتخارج».

وبدوره يقول مزهر حسن عبدالستار: «اللجنة فاشلة وليس لديهم خلفية في العمل، كان مفروض يستفيدوا من أصحاب الخبرات، اللجنة تدور فقط مصاريف يومية لهم والناس الله معهم ناقص يقولوا لله يا محسنين».

إبراهيم علي، يقول: »هل هذا الذي يحصل مقصود لعرقلة مرتبات المتقاعدين، فهذه اللجان النازلة والطالعة ليس لها من جدوى سوى الحصول على مخصصات على حساب المتقاعدين».

تدافع والكل يأمل أن يجيء دوره ولكن بعد طلوع الروح
وبصوت أشبه بالصراخ تقول المتقاعدة شدر غالب: «ثلاثة أيام ونحن سارحين مروحين ومن طابور الى طابور ويقولوا لنا اليوم مش دورك، فإلى متى هذا العذاب؟ نحن نشتي فلوسنا لا نريد منهم صدقة».

المتقاعد قاسم صالح علي، قال: «أناشد المحافظ د. يحيى محمد الشعيبي أن يشوف لنا حل، فجميعنا كبار في السن وعجزة وعندنا سكري وضغط و عملنا أكثر من 40 سنه مع الدولة وبالنهاية يستبدوا بنا ويأتوا لنا باللجنة علشان مصاريف السيجارة والقات».

المتقاعد خالد عزي إبراهيم، عضو المجلس المحلي بمديرية صيره، يقول: «نحن أعضاء مجلس محلي ولا نستطيع نضبط هذه اللجنة، وهذه آلية عمل خاطئة، فالمفروض أن تأتي في شهر فبراير حتى لا تتعب المسنين خاصة وان اغلبهم مرضى أو معاقين، فهل هذه معاملة مقابل 40 سنة عمل وخدمة؟».

ويضيف: «على مستوى العالم كله هناك امتيازات خاصة للمتقاعدين فإذا يرغب بالسياحة أو السفر للعلاج له نصف تذكرة وهنا يكابد للحصول على حقوقه، فهذه اللجنة لجنة تخزين قات، وآلية صرف المعاشات على الأرقام آلية غلط، واللجنة هي للاستفادة من الصرفيات التي تصرف لهم فقط».

احد المتقاعدين سمع عضو المجلس المحلي يتحدث على امتيازات المتقاعدين في الخارج فقال ضاحكاً بمرارة: «نحن لا نجد شيء من هذا وحتى الراتب نلاقيه بدعس ومهانة وذل». أخبرته بان هناك يوما للمتقاعدين واحتفالا رسميا عندها التفت إلى حشد المتقاعدين يسأل: «هل احد منكم سمع أو شاف هذا اليوم.. ان المستفيدين هم رؤساء الجمعية والمسؤولين ونحن لم نحصل حتى على شهادة تقديرية».

خالد وهبي عقبة، عضو المجلس المحلي بمديرية صيرة رئيس لجنة التخطيط والتنمية بالمجلس، قال: «نزلنا اليوم إلى البريد العام وشاهدنا صورة لا توصف، المتقاعدون في طوابير طويلة وزحمة شديدة، ونحن الآن على أبوب الصيف وهناك معاناة شديدة أثناء استلام المتقاعدين شيكاتهم، وهذه فرصة لمناشدة الأخوين د. يحيى الشعيبي، محافظ عدن، وعبدالكريم شائف، نائب المحافظ الأمين العام للمجلس المحلي للمحافظة، للتدخل وانهاء هذه المعاناة المتكررة، التي يعانيها المتقاعدون، الذين أفنوا زهرة شبابهم لهذا الوطن، فهل يستحقون أن يعاملوا بهذه المعاملة عند نزول اللجان المشكلة والقادمة من صنعاء؟.. نشعر كأعضاء بالمجلس المحلي بألم شديد لما يشعر به آباؤنا وإخواننا المتقاعدون أثناء استلام معاشاتهم، وهذا يدل على أن المركزية الشديدة مازالت موجودة ولم تنته ويجب أن تعطى للمجالس المحلية الصلاحية وكذا فروع مكاتب التأمينات لتسهيل هذه الأمور على المتقاعدين، ونطالب المسئولين بالنزول إلى ارض الواقع لمشاهدة ما يعانيه المتقاعدون فهذه جريمة ترتكب بحق المتقاعدين».

نحن بدورنا نقول إن ما يعانيه المتقاعدون جريمة بشعة لا تغتفر.. فهل نأمل أن يعالج أعضاء المجلس المحلي هذه المسألة الشائكة، التي يعاني منها اغلب المتقاعدين، في دورتهم المنعقدة حاليا لمعالجة أوضاع المحافظة، فإذا لم يجداو الحل فسيكون هذا مصيرهم أيضا عندما يصلون إلى مرحلة التقاعد.

((( ما ذكر أعلاه يوضح بجلا طبيعة الحالة المأساوية التي وصل إليها ابنا الجنوب المحتل في ضل احتلال نظام الجمهورية العربية اليمنية للجنوب وهذه احد الدلال الهامة عل بشاعة الاحتلال وضرورة التدخل السريع للمجتمع الدولي لرفع المعاناة عن ابنا الجنوب وفق قرارات الشرعية الدولية وإلزام نظام الاحتلال بسحب قواته وأجهزت حكمة من الجنوب وترك شعب الجنوب وشانه يبني حياته كبقية شعوب العالم ( صوت الجنوب) .)))

[صوت الجنوب]

المتقاعدون يطالبون بحقوق كاملة غير منقوصة

«الايام» شكاوى المواطنين :
26/4/2005
حضر إلى مبنى صحيفة «الأيام» عدد من متقاعدي المرافق المدنية والعسكرية مطالبين بحقوق المتقاعدين في محافظة عدن، والتي أوجزوها بالآتي:

عدم إغفال حقوقهم من التسويات وفق المشروع الجديد لاستراتيجية الأجور والمرتبات وعدم حرمانهم من أي تسويات جديدة وفقا لقانوني المعاشات المدني والعسكري، منح جميع المتقاعدين مكافآتهم المستحقة مقابل السنوات الزائدة لما بعد سنوات الخدمة القانونية بواقع راتب شهر كامل مقابل كل سنة زيادة وفق القانون، منح العسكريين المحالين للتقاعد كافة الرتب المستحقة بحسب الفترات المحدودة في القانون بين رتبة وأخرى فذلك حق مكتسب لا يجوز مصادرته بصورة عفوية، إعطاء أو منح مناضلي الثورة اليمنية ما يستحقونه من العلاوات والرعاية والاهتمام أسوة بأقرانهم من المحافظات الشمالية، معالجة أوضاع عمال وموظفي القطاع العام الذين خصخصت مرافقهم أو أعيدت لملاكها السابقين ووضع ضوابط صريحة وواضحة لمستقبلهم التقاعدي، مطالبة الوزارات وكافة مؤسسات ومرافق الدولة الوفاء بالتزاماتها تجاه صناديق التقاعد لكافة موظفي الجهاز الإداري للدولة فيما يخص حصة الحكومة أو حصة الموظف، رفع أيادي الباسطين على حقوقنا (أراض ومساكن وغيرها) وإظهار مصداقية السلطات في إحقاق الحقوق وضبط المستهترين بالنظام والقانون وبالحقوق الخاصة والعامة.

وأضافوا: «نحن معشر المتقاعدين، مدنيين وعسكريين، اعطينا الوطن كل ما استطعنا من الجهد والتضحيات خلال عشرات السنين .. ونطالب بحقوقنا كاملة غير منقوصة».

[صوت الجنوب]

عسكريون متقاعدون يعتصمون في ساحة السبعين

صنعاء «الأيام» خاص:

28/4/2005

خلال الاعتصام الذي نفذه العسكريون المتقاعدون

اعتصم عدد كبير من العسكريين المحالين للتقاعد في ساحة ميدان السبعين بأمانة العاصمة في الأيام القليلة الماضية، مطالبين بعدد من الاستحقاقات المالية والعسكرية التي حرموا منها والتي حصل عليها زملاؤهم الآخرون. وعلمت «الأيام» أن المعتصمين من العسكريين قد رفعوا مذكرة إلى فخامة رئيس الجمهورية ضمت مطالبهم، وناشدوا فيها التكرم بتحقيق تلك المطالب، خاصة وأن معظمهم قد أفنوا سني عمرهم في الخدمة بالقوات المسلحة وتثبيث النظام الوطني.