المفرج عنهم لا يثقون فيهم .. محاميون أمريكيون ينصحون الرئيس صالح بالسعي

[مهفوف]

المفرج عنهم لا يثقون فيهم .. محاميون أمريكيون ينصحون الرئيس صالح بالسعي للإفراج عن المعتقليين اليمنيين في غوانتانامو
09/01/2008
أحمد الزيلعي، نيوزيمن:
أخذت قضايا المعتقلين اليمنيين في جونتاناموا في الفترة الأخيرة بعدا وثقلا رسميا وشعبيا أكثر جدية من خلال توافق المطالب الرسمية والشعبية بضرورة الإفراج عنهم ومحاكمتهم على المحاكم اليمنية في حالة ثبوتهم أو تورطهم بأنشطة غير مشروعة ومخالفة للدستور والقانون اليمنيين.
والدليل على ذلك المطالب التي تقدمت بها منظمات المجتمع المدني وصرح بها المسؤولون اليمنيون اليوم في المؤتمر الصحفي الذي نظمته (هود) لبحث قضايا المعتقلين مع محاميين أمريكيين يزورون اليمن،حيث دعا الجميع بضرورة تشكيل لجنة وطنية لمتابعة قضايا المعتقلين وإنشاء حلف عالمي من قبل منظمات حقوق الإنسان، إضافة إلى إغلاق سجن جونتاناموا ومحاكمة من قاموا بإنشاءه والتعويض النفسي والمادي منه.
6سنوات مضت على إنشاء معتقل جونتاناموا قضى فيها 776معتقلون ينتمون إلى 50 دولة منهم 105 من اليمن لم يزالوا بين نفي متكرر لحكومتهم في عدم رفضهم استلامهم وبقاء رهن الحجز وعدم تقديم أي تهم ضدهم من الحكومة الأمريكية.
وزاد في ثقل قضية المعتقلين اليمنيين في جونتاناموا بعد حالات الإفراج التي تمت للجنسيات مختلفة من بينها سعودية بعد إطلاق 123 سعوديا من أصل 136، وذلك يعود حسب قول أحد المفرج عنهم وهو (رشاد محمد سعيد) إلى المصالح المرتبطة بين أمريكا والسعودية وتعامل الأولى من منطلق مصالحها، مشيرا في كلمة له باسم أسر المعتقلين إلى " تعامل الولايات المتحدة الأمريكية معهم بتحيز وتمييز".
رشاد الذي انتقد الصحافة لقيامها بالتحريض وغياب الإعلام المرئي الرسمي عن ساحتهم ومعاناتهم، أشار إلى ما بعد العودة والتي يعانون فيها من أزمات نفسية ومادية نتيجة للإعاقة التي أصيبوا بها أثناء اعتقالهم، وكيف أن الواحد منهم يتمنى العودة إلى السجن ليأكل ويشرب كما قال.
المحاميون الأمريكيون والذين يزورون اليمن من أجل تبادل المعلومات حول معتقليها، فيحملون اليمن جزاء من مشكلة بقاء معتقليها داخل أسوار جونتاناموا كما قال ( دايفيد رانس)، معتبرا أن زيارتهم لليمن ليس لانتقادها وإنما لمساعدتها في إطلاق معتقليها، وكما قال المدير التنفيذي لمنظمة هود المحامي (خالد الآنسي) فمن المنتظر ترتيب لقاء للمحاميين الأمريكيين مع الرئيس صالح بعد إلغاء لقاء قد رتب له أثناء زيارة سابقة لهم إلى اليمن
وأبدا المحامون الأمريكيون تعاطفهم مع المعتقلين اليمنيين وانزعاجهم وغضبهم من سياسية حكومتهم اتجاه المعتقلين، موضحين أنهم سيقومون بالإعتذارلليمن لما قام بوش وبيلر خلال 6 سنوات دون تهم أو محاكمة.
وخاطب رئيس المحاميين (سميث كلايف) أسر المعتقلين ومن تم الإفراج عنهم في المؤتمر الصحفي أن " ما حصل لليمن هو جريمة وانتهاك لكل الحقوق وعندما يتم إطلاق سنأتي إليكم لنطلب العفو والمغفرة عما حصل"، منوها إلى تفاؤلهم في الإفراج عن المعتقلين في هذه السنة وتركيزهم على ما يمكن أن تفعله الحكومة الأمريكية و الأوربية واليمنية في هذا الأمر.
وفيما أشار (سميث) إلى توحد الهدف والعمل معا من أجل نيل المعتقلين اليمنيين للعدالة، قدم المحامي (ديفيد رانس) نصيحة للرئيس صالح تمكن المحامين من إنجازهم لما يريدون مفادها توجيه مذكرة دبلوماسية تشير بوجود قانون يمنع التعذيب في الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن ورغم الجهود والمساعي الشعبية والرسمية التي تبذل لإطلاق سراح معتقلي جونتاناموا يعبر عدد من المفرج عنهم بعدم ثقتهم في المحاميين الأمريكيين لأسباب شخصية كما تحدث عن ذلك لـ(نيوزيمن) صادق محمد سعيد، مكتفيا في تبريراته "بأنه في المعتقل لا يعرف من صاحب الصح".
أما منظمات المجتمع المدني فقد طرحت على طاولة المحاميين الأمريكين عدد من المطالب من أهمها مطلب لعضو مجلس النواب عضو الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي ( الدكتور عبد الباري دغيش ) الذي يرأس لجنة عن حقوق الإنسان في مجلس النواب بتشكيل لجنة وطنية لمتابعة معتقلي جونتاناموا لإطلاق سراحهم، داعيا الحكومة اليمنية إلى بذل كل جهودها باستعادة وتسلم مواطنيها، دعت رئيس منتدى الشقائق ( أمل الباشا) إلى الألتفاف والتكاتف من أجل مصادقة للدخول اليمن إلى المحكمة الجنائية الدولية والتي قالت إن " الدولة تستطيع بوجودها فيها إدخال القانون الإسلامي إلى مضامين وتشريعات المحكمة".
وطالبت الباشا الحكومة اليمنية بالإفصاح عن الوثيقة السرية التي وقعتها مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في الـ17 من ديسمبر من العام 2003م والذي يعطي لأمريكا الحق في تسليم مجرميها إلى المحكمة الجنائية الدولية، معبرة عن موقفها ضد ما سمته بـ" سلسة جونتاناموا في اليمن وفي الدول العربية عموما".
ودعا رئيس منظمة الكرامة لحقوق الإنسان المحاميين الأمريكيين إلى تبني حلف فضول عالمي على غرار حلف الفضول الذي إنشاءه النبي ( محمد) للدفاع عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.