تغطية متفرقة من الجنوب العربي المحتل الخميس 22 مايو 2014م

[روابي الجنوب]

صحيفة: مراسل قناة عربية: لا خوف على الجنوب وهذا الشعب على (قيد الحياة).. الجنوبيون يجددون اعلان فك الارتباط بمليونية حاشدة






قالت صحيفة "الامناء" الصادرة في عددها اليوم انه احتشد أمس مئات الآلاف من أبناء الجنوب وسط الشارع الرئيس بحي المعلا في مدينة عدن إحياءً للذكرى العشرين لإعلان "فك الارتباط"، الذي أعلنه الرئيس علي سالم البيض في 21 مايو 1994.

ورفع المشاركون أعلام الجنوب وصور الشهداء، الذين سقطوا على طوال مسيرة الحراك المطالب بالانفصال عن شمال اليمن منذ أكثر من سبع سنوات.

وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمليونية الشيخ حسين بن شعيب: "إن شعب الجنوب قد حدد خياراته مبكرا وقدم التضحيات والشهداء من أجل نيل حريته، ولن تستطيع قوة بالعالم أن تثنيه عن مواصلة نضاله السلمي حتى استعادة دولته كاملة السادة".

وعلى الرغم من حرارة الأجواء في مدينة عدن الساحلية؛ فقد توافد نشطاء الحراك من كل محافظات الجنوب للمشاركة في التظاهرة.

وصدر عن الفعالية بيان سياسي مهم، قال: "إن ما يسمى بمشروع الوحدة اليمنية والمعلن في 22 مايو عام 1994 قد انتهى وإلى غير رجعة, وسقط بسبب نقض العهد وتنكر طرف الجمهورية العربية اليمنية للاتفاق, وإن وضع ما بعد غزو نظام صنعاء للجنوب بجحافله العسكرية الذي توج باحتلال كامل لكل أراضي الجنوب في يوم 7/7 عام 1994, قد أصبح احتلالاً عسكرياً ولا يكتسب أي شرعية قانونية".. مؤكداً أن قرار الرئيس علي سالم البيض المتضمن إعلان فك الارتباط في يوم 21 مايو عام 1994 هو قرار تاريخي واستراتيجي، ويكتسب كل المضامين السياسية والقانونية المعبرة عن الإرادة الشعبية لشعب الجنوب، وتمسك البيان بخيار التحرير والاستقلال، معتبره خيارا استراتيجياً لا يمكن التراجع أو الخروج عنه تحت أي ضغط، ومن أي كان.

على هامش الفعالية:

- "دكتورة" من عدن قدمت الى الساحة، وألحت على أكثر من 20 شخصا من أبناء المهرة وحضرموت الحضور الى منزل أعدته خصيصا لهم، وقالت بأن كل ما يريده الناشطون قد تم تجهيزه من ماء وطعام وكافة وسائل الاتصال، وطالبت من ابنها الصغير مرافقة الضيوف الذين شعر أكثرهم بالخجل من كرم "الدكتورة" ونبلها، ومع إصرارها على تقديم واجب الضيافة لثوار الجنوب ذهب الضيوف الى منزل "الدكتورة" شاكرين.

- حرارة الجو لم تمنع آلاف الجنوبيين من افتراش الأرض، والتحاف السماء كعادتهم في كل فعالية يحضرونها.

- لا حظ الجميع غياب الشحن والتجاذبات والفوضى في فعاليات الحراك الأخيرة، ما ينم عن توافق داخلي بات مطلبا ملحا وشعورا بالمسؤولية ارتفعت سمته لدى كثير من قيادات الحراك ربما.. مراسلو وسائل الاعلام الغربية والعربية عبروا عن دهشتهم بهذا الحشد غير المسبوق في حرارة الشمس المرتفعة فقد ادهشتهم تلك الحشود التي ترفع اعلام الجنوب ، وقال احد مراسلي قناة اخبارية عربية :" الجنوب لا خوف عليه وهذه الجماهير على قيد الحياة".

- تواجد العديد من مدرا ء العموم لمرافق مختلفة في السلطة من عدد من المحافظات الجنوبية افترشوا "الكراتين" لتقيهم الحر المنبعث، وكأن لسان حال الكثيرين منهم "بصمودكم أنتم ايها الابطال لما كنا نحن هنا".

اقرأ المزيد من الامناء نت. | صحيفة: مراسل قناة عربية: لا خوف على الجنوب وهذا الشعب على (قيد الحياة).. الجنوبيون يجددون اعلان فك الارتباط بمليونية حاشدة [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

[روابي الجنوب]

الشيخ سنان أبو لحوم شاهد على حقبة انطوت ويجهلها الكثيرون (10) والاخيرة







انفض الاجتماع الذي جمع البيض وابو شوارب وابو لحوم، الذي خرج غاضبا من البيض بعد ان ابدى رأيا موافقا على رأي ابو شوارب في الحل الكونفدرالي.

وتوجه ابو لحوم وابو شوارب الى فندق عدن لمقابلة لجنة الحوار، وفي الطريق الى القصر المدور محل اقامتهما قال مجاهد: انا قلت نريد فيدرالية لأستثير علي سالم البيض واعرف ما عنده. (مع ان في المذكرات ذكر كونفدرالية وليس فيدرالية).

وفي اليوم التالي؛ اصر ابو لحوم على العودة الى صنعاء رغم محاولات اعضاء لجنة الحوار إثناءه عن ذلك وهم جار الله عمر والضباب والمتوكل والمضواحي وابو اصبع.. وزاد محمد علي أحمد في اقناعه الذي اوصله وابو شوارب الى المطار.

بيان أبو لحوم وأبو شوارب

بعد عودة ابو لحوم وابو شوارب الى صنعاء اصدرا بيانا وتم ارساله الى وكالة (سبأ) لبثه الى وسائل الاعلام اكدا فيه "أن المسار والمخطط يمضي في طريق الانفصال، الذي لا يمكن ان يتم الا بعد قتال مرير والعياذ بالله حسب تعبيرهما، ولم يكن بأيديهم من القوة منع ذلك فقررا براءة ذمتهما امام الله وامام الشعب" كما جاء في البيان.
وناشد ابو لحوم وابو شوارب القوات المسلحة عدم الانسياق في اي عمل يؤدي الى سفك دماء ابائهم واخوانهم وابنائهم من اجل مصالح اشخاص او احزاب.

ويروي ابو لحوم مقترحا لرفيقه ابو شوارب مفاده خروج قيادات الائتلاف الحاكم من اليمن في اجازة لمدة شهرين او ثلاثة، كي يتمكن اليمنيون في الداخل من ترتيب أوضاعهم السياسية والامنية وإبعاد شبح الحرب الاهلية.

أبو لحوم يتهم صالح بإحراق شركته

كشف أبو لحوم في مذكراته انه بينما كان في مارس 1994 خارج البلاد تعرض محمد علي ابو لحوم عضو مجلس النواب لاستفزاز 3 أطقم في منطقة تبة دارس، واعتبرها في اطار التحرشات.. وفي نهاية الشهر نفسه؛ تعرضت شركة ابو لحوم للإحراق، واعتبرها ابو لحوم رسالة سياسية موجهة اليه نتيجة مواقفه الوطنية الثابتة من الازمة السياسية، وتم ضبط مشتبهين واطلق سراحهم، وقال: انا شخصيا كنت مقتنعا ان الرئيس علي عبدالله صالح وراء العملية.

اندلاع الحرب

ويمضي أبو لحوم في مذكراته قائلا: "بالرغم من الوساطات العربية وجهود لجنة حوار القوى السياسية، ودعوات المؤتمرات الشعبية لوقف التداعيات العسكرية والامنية والاعلامية، الا انها استمرت في التصاعد حتى اعلنت الحرب، وحصل ما كنا نخشى منه".

ويؤكد أبو لحوم ان خطاب الرئيس صالح في ميدان السبعين بصنعاء يوم 27 ابريل كان حاد اللهجة، دعا فيه مجلس النواب الى ممارسة مهامه الدستورية بدون تردد.. ملمحا الى علي سالم البيض الذي لم يؤد اليمين الدستورية بصفته نائبا لرئيس مجلس الرئاسة.. وحذر صالح في كلمته بعودة القبضة الحديدية اذا استطاع الانفصاليون بسط أيديهم على أي جزء من الوطن، ودعا الى تشكيل لجان شعبية في كل المحافظات والمديريات والاحياء للدفاع عن الوحدة.

واعتبر الحزب الاشتراكي خطاب صالح أنه بيان حرب، وتمهيدا اعلاميا وسياسيا لتنفيذ مخطط الهجوم على اللواء الثالث في عمران، الذي تم بعد ساعات من الخطاب تلتها معارك دامية بين اللواء الاول مدرع المدعوم من الحرب الجمهوري والامن المركزي، وبين اللواء الثالث، وحذر ابو لحوم من ذلك واعتبرها بادرة خطيرة.

إعلان فك الارتباط

للشيخ أبو لحوم وجهة نظر في اعلان فك الارتباط، وقال في مذكراته: "اعلن علي سالم البيض الانفصال، والحقيقة ان علي سالم البيض كان شجاعا عند اتخاذه قرار الوحدة مع علي عبدالله صالح، وكانت قناعتي ان الجبل يمكن ان يتزحزح من موقعه الا علي سالم البيض لا يمكن ان يتزحزح عن خيار الوحدة.. لو كنت مكان علي سالم البيض لكان اشرف لي وانا ارى الوضع متأزما كذلك الذي كان قبل الحرب ان اعلن استقالتي وكانت الامور ستختلف كليا".

ويؤكد أبو لحوم في خاتمة مذكراته انه "رغم ان الحرب وضعت اوزارها في جبهات القتال وصدور عفو عام، الا ان اعمال السلب والنهب وقمع الحريات والاعتقالات استمرت للسياسيين والصحفيين، ووجهت رسالة باسم التكتل الوطني للمعارضة واتحاد القوى الوطنية الى الاخ الرئيس علي عبدالله صالح قلت له فيها إننا ندعوك الآن ومن معك ممن يشاركون في اتخاذ القرار الى اعلان حرب مقدسة على النفس الامارة بالسوء، ونحن ندعوكم الى عمل الصالحات وحددها بأربع وابرزها بقوله: الاقتناع بأن احتكار السلطة واحتكار القرار شر محض، والاقتناع بأن انتهاج اساليب الديمقراطية الحقيقية خير".

ونكتفي بهذا العرض من مذكرات الشيخ سنان أبو لحوم، إلى عرض آخر.



اقرأ المزيد من الامناء نت. | الشيخ سنان أبو لحوم شاهد على حقبة انطوت ويجهلها الكثيرون (10) والاخيرة [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

[روابي الجنوب]

إعلامي يمني بقناة “اليمن اليوم” : عبدالغني الشميري هو من قام بشطب صورة البيض لحظة رفع علم الوحدة التي تمت عام90م






يافع نيوز – متابعة : سعدان اليافعي

كشف اعلامي في قناة اليمن التابعة للمخلوع صالح الشخص الذي قام بحذف صورة الرئيس البيض لحظة رفع علم الوحدة في العام 90 من العاصمة عدن ..

وقال المذيع محمد منصور ليلة البارحة عشية احتفال الجنوبيين بدعوة الرئيس البيض ان قناة اليمن الرسمية طيل فترة سابقة أخطاء خطاء فادح عند قيام ادارتها بشطب صورة الرئيس البيض في خطوة تزييف للتاريخ والحقائق .

ونوه منصور بان الشخص الذي اقدم على تلك الخطوة السيئة الصت التي شوهت تاريخ ذلك اليوم وزرعت الحقد لدى شرائح كبيرة من ابناء الجنوب لا زلنا نجني عواقبها تباعا ،، كان صاب هذا العمل المزيف رجل يعمل في القناة حينها يدعى ” عبد الغني الشميري ” والذي انظم في 2011 لثورة التغيير حسب منصور ..

واضاف بان الشميري اقدم على تلك الخطوة ومنتج بمعية فريقة دون أي توجيه او قرار سياسي او رئيسي لكنه خطوة انفرادي شوهت التاريخ وصناعة الحقيقين …

وجاء كلام منصور عقب مليونية كبرى اذهلت الكثير من المتابعين بعد ان احتشد لها اكثر من مليون ونصف الى ساحة المعلا دعاء لها الرئيس البيض في ذكرى 20 لإعلانه فك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية كما جاء في اعلانه حيها ..

وكان الدكتور علي الطارق استاذ علوم السياسية في جامعة صنعاء قد شارك الملايين من ابناء الجنوب الاحتفاء مؤكد على حق الجنوبيين على تقرير مصيرهم بعد ان اذهل من تلك الحشود التي عبر عنها ابناء الجنوب والتي صرح الطارق ان الاغلبية من ابناء الجنوب مع فك ارتباطهم ،، مؤكد انه شاهد ملايين تهتف بصوت واحد ولهدف واحد ، بعكس ما يروج له اعلام وساسة الشمال من خلاف الجنوبين الذي لا يوجد الا في صنعاء ..

وبداء العديد من الاعلاميين في شمال الوطن والنشطاء واكاديميين الرضوخ للواقع الجنوبي وظهرت اعترافات هنا وهناك في صورة واضحة للاذعان للإرادة الجمعية لأبناء الجنوب الذين يسطرون البطولات بمليونيات متلاحقة يهدفون الى استعادة الدولة التي توحده مع اليمن الشمالي 1990

[روابي الجنوب]

صوره احد القتله اليوم بقصف قوات الاحتلال الصهيويمني اسمه احمد الهيج

شبوة مفرق الصعيد

[روابي الجنوب]

الصورة التي قتلت الالف من الشمالين

[روابي الجنوب]

عااااااااااااجل

عند مستشفئ عتق ..ودعوه من العوالق وقبائل شبوة للشتاور وتسليم الجناة ...
العوالق يتوعدون ويمهلون السلطه ساعات لتسليم الجناة او انفجار الوضع ..والمحافظ يتشاور مع مدير الامن والمحور .

[روابي الجنوب]

عاااااجل
الشيخ ابوبكر فريد العولقي يدعو الى
اجتماع طاري بعد حادثة اليوم البشعة
من قبل الجيش التي راح ضحيتة اربعة
اشخاص من ال بوبكر بن دحة
الى متى ونحن في اجتماعات !!!!!

[روابي الجنوب]

الجنة الامنية بشبوه : أهل بوبكر بن دحه الأربعة قتلوا بعبوة ناسفة زرعت على الطريق






دانت اللجنة الأمنية بمحافظة شبوة في اجتماعها اليوم برئاسة المحافظ احمد علي باحاج الحادث الإجرامي الجبان الذي أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين وإصابة ثلاثة آخرين من أبناء مديرية الصعيد .



وعبرت اللجنة عن أسفها لهذا الحادث الإجرامي المؤلم الذي وقع صباح اليوم في الطريق العام مابين عتق والنقبة والذي ادى إلى استشهاد احمد حنش البوبكري وابو بكر احمد حنش واحمد محمد الهيج وعبدالله سالم العوفة وجرح عاتق ناصر الدقم وناصر الخضر الدقم وحليم ناصر الجابري .



وأشارت إلى أنها تابعت باهتمام كبير ملابسات الحادث وشكلت لجنة تحقيق من الأجهزة المختصة بمشاركة ذوي الشهداء والجرحى وعدد من الشخصيات الاجتماعية.



وأوضحت اللجنة أن نتائج التحقيق أظهرت دلائل قطعية وغير قابلة للشك بان الجريمة نجمت عن انفجار عبؤه ناسفة زرعت بجانب الطريق الإسفلتي كانت تستهدف أحد الأطقم العسكرية التي تزامن مرورها مع مرور السيارة المدنية التي كانت تقل الشهداء والجرحى .



وأشارت اللجنة الأمنية بان تقرير لجنة التحقيق أكد بان العبؤة الناسفة قد تم تفجيرها بواسطة أسلاك امتدت من موقع التفجير إلى تلة جبلية بالقرب منها على بعد مائة وثلاثين متر وان العبوة صناعة محلية تزن حوالي أثنين كيلو جرام مواد متفجرة .



وأكدت اللجنة أن العبوة في شكلها ومواصفاتها من نوع العبوات التي يعتمد عليها تنظيم القاعدة الإرهابي في تنفيذ مثل هذا النوع من الجرائم ..مهيبة بالمواطنين أخذ الحيطة والحذر من أعمال هذه العناصر الإرهابية التي لا وازع ديني ولا إنساني لها سوى القتل والتدمير بغير تمييز .



اقرأ المزيد من شبوة برس | الجنة الامنية بشبوه : أهل بوبكر بن دحه الأربعة قتلوا بعبوة ناسفة زرعت على الطريق [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

[روابي الجنوب]

عاجل

احتشاد لقبايل العوالق وخاصه قبايل ال بوبكر بن دحه امام مستشفى عتق بعد مقتل شيخ وعدد من المواطنين واجتماع عاجل بعد ظهر منقول

[روابي الجنوب]

كاتبة يمنية : الوحدة التي جلبت الكوارث و الحسرة للشارع الغاضب جنوباً والمتحسر شمالاً.





يمر على الوحدة اليمنية قرابة ربع قرن وعلى حرب لحقتها وافرغتها من مضمونها عشرون عاماً بالتمام والكمال، يترافق مع هكذا ذكرى الكثير من الغضب على هذه الوحدة التي جلبت الكوارث أو الحسرة على هذه الوحدة الحلم الذي انقلب على نفسه، لكن ينفرد الإعلام الرسمي بالاحتفاء بهذا الحدث والشعور بالبهجة منفصلاً عن بقية الشارع اليمني الغاضب جنوباً والمتحسر شمالاً.

الوحدة اليمنية التي لم تكن ذروة الحلم بل كانت نتاج ذروة التأزم لشطري اليمن الذي يعاني جنوبه من إرث الانقسام والتشظي التي تجلت بوضوح في حرب 1986م ، وشماله الذي يعاني من إرث التخلف والجمود والذي بلغ منتهاه عندما وصل علي صالح الحكم في يوليو عام 1978م. لم يكن اللقاء بين الطرف المأزوم بانقساماته فاراً لطرف يتلاعب ويتحايل للبقاء على رأس السلطة بفكرة صائبة لكنها براقة تغلفت بسكر أحلام الوحدة اليمنية.



في البدء كانت الوحدة اليمنية امتداداً لحلم قومي عربي لم يكن يرى فكرة الوحدة إلا باعتبارها أحد تجليات التاريخ الوحدوي جداً ونتاج حالة التجانس لدرجة التطابق بين مكونات الشعب، هي فكرة وحدوية تستمد شرعيتها من التاريخ الذي يتحول لحالة مقدسة لا تقبل الجدل والدراسة، رغم إن التاريخ في معظمه يتمثل في حركة دائرية تثبت الشئ وعكسه.

فلا يوجد شعب مهما صغرت مساحة أرضه يتمتع بخلفية تاريخية موحدة بالمطلق إلا في حالات نادرة على مساحات محدودة ومعزولة، أما في مساحة أرض واسعة تتفاعل مع ما حولها، فالأمر هنا يتطلب بعض التعقيد. وفي مكان تضعف فيه السلطة المركزية بحكم الطبيعة الجبلية وليست بالوادي السهل والمنبسط حيث تنبسط الدولة المركزية ببساطة ويسر، الأمر مجدداً يتطلب بعض التعقيد. هنا تتحول الهوية الوطنية القائمة على التاريخ فقط لعمل فولكلوري يرتبط بالماضي ولتاريخ يعتريه التلفيق ويستدعي الكثير من الحفظ وليس الفهم طالما لم يبتعد التاريخ ومعه الدين عن التحول لمصدر شرعية سلطة أو فكرة سياسية، فلن نستطيع فهم هذين المكونين المهمين في ثقافتنا ووعينا بعيداً عن الجمود وسلطة الفرض، فلا يمكن تجاهل التاريخ لفهم الحاضر واستشراف المستقبل ولا يمكن تجاهل الدين في حضوره الروحاني المطلوب وتأطيره الشرعي لحركة الفرد والمجتمع بمفهوم شامل وواسع يستوعب التغييرات والتنوع.



حضرت الوحدة على خلفية التاريخ وليس على خلفية مستقبل تتطلبه متطلبات التنمية والحداثة التي تنشدها الدولة اليمنية، حيث لا يمكن للشمال الإنفتاح على العالم دون الجنوب ولا يمكن للجنوب التوحد إلا بوجود الشمال المتمم والمكمل لمكوناته التاريخية والإجتماعية مثل أبين والبيضاء، مأرب وشبوه، الضالع وإب، لحج وتعز.

في الحالة اليمنية اخذت الهوية طابع فولكلوري رغم إن الهوية القومية التي تشكلت في الدول القطرية أو القومية التي عرفتها أوروبا من القرن التاسع عشر لم تتشكل فيها أي هوية موحدة إلا ضمن عملية بناء الدولة بمشاريع تنموية هائلة مثل بناء سكك الحديد لربط مناطق الدولة واهلها ببعضها البعض أو المشاريع الثقافية الكبيرة مثل وسائل الإعلام القومية والتعليم الحكومي الممتد حتى الجامعة بمشاريع ثقافية مستنيرة ونهضوية. بعكس حالة اليمن تحولت الوحدة لفرض ديني تصاحبه فتاوى التكفير بدون أي مشاريع فكرية مستنيرة بل إن معدلات التنمية المجتمعية والإقتصادية التي كانت متقدمة اكثر قبل الوحدة شمالاً وجنوباً -وبالإخص جنوباً- تراجعت كثيراً، لترتفع معدلات الفقر والبطالة وتزيد الإمية ويتراجع دور الجامعة التنويري.



بطبيعة الحال تراجع دور الدولة لصالح المكونات المجتمعية الصغيره مثل القبيلة والمنطقة وهي مكونات بطبيعتها انقسامية ومتشظية وعندما تخرج عن اطارها الإجتماعي المتنوع لتحل محل الدولة ودورها السياسي تفقد هذه المكونات قيمتها كحالة تنوع اجتماعي وتفقد الدولة هيتها ووجودها كمؤسسة توحد الشعب وتخدمه. هنا حضر التاريخ كقطعة أثرية وليس كفعل مستمر يمتد بحركته للحاضر وينطلق منه للمستقبل، هو تاريخ للحفظ وليس لفهم الحالة السياسية للدولة اليمنية التي تنقسم حيناً وتتوحد حيناً آخر في اطار مفهوم الغلبة الذي كان يحكم زمن سبق، هو تاريخ يستحضر أمجاد لخلق حالة نفسية فارغة من الانتشاء. التاريخ بتناقض احداثه يحتاج لفهم وبفهمه ندرك إن حركة المستقبل تتجه نحو الوحدة، لكن في اليمن اقتضى الوحدة جمودنا التاريخي الوحدة وليس حركتنا المستقبلية المنطلقة من التاريخ كما كان ينبغي.



جاءت الوحدة ضمن أطر الحركات القومية والإسلامية التي نشأت بدايات القرن العشرين بخلفياتها الإستبدادية ضمن فكرة التوحد والتجانس وليس ضمن فكرة التباين والتنوع الثري، فكرة بناها منطق الثوابت الوطنية التي يحميها أجهزة استخبارات الدولة وليس وعي المجتمع الحاضر والفاعل. تحتفظ مجتمعات العالم بثوابتها القيمية والوطنية،فالمجتمع من تلقاء نفسه ودون توجيه فوقي وبوعيه الطبيعي يرفض السياسي الكاذب أو الفاسد بينما يمايز بشكل أو بآخر بين مفاهيم الحرية الشخصية والفعل العام.



بينما لدينا الثوابت الوطنية هي فعل للمزايدة بين القوى السياسية وفعل قمعي من السلطة وليس بالضرورة تنعكس ايجاباً على المجتمع، بمعنى إن المجتمع لا يشكل بوعيه ثوابت وطنية إلا نتاج لتجربته لكن ما يبقى منها هي تلك الثوابت التي تنفعهم وتنعكس على حياتهم بشكل ايجابي.



فالمجتمع قد يرى في مرحلة سابقة إن الوحدة احد ثوابته الوطنية ويخوض لأجلها حروب لكنه في مرحلة لاحقة قد لا يرى هذه الوحدة احد ثوابته الوطنية التي تستحق خوض حروب، طالما لم تنعكس هذه الوحدة عليه وعلى حياته إيجاباً. الثوابت الوطنية هي حالة تصل إليها المجتمعات المستقرة بفعل تجاربها الدامية والقاسية، لكن في حالة مجتمع غير مستقر وفي حالة سيولة مثل اليمن نجد هذه الفكرة تحولت لمحل للسخرية والجدل حيناً ومجال للقمع السلطوي أحياناً أخرى. الوحدة الوطنية أيضاً كأحد الثوابت الوطنية في الكثير من الدول مثل الولايات المتحدة الإمريكية تستمد حضورها من فعل الإعتراف بالتنوع وبخلفية تاريخية ناقدة لايتحدث عن وحدة موجودة بالفعل بقدر ما يتحدث وحدة انتجتها صراعات سياسية بين قوى سياسية تفكر بالمستقبل وليس تتجمد في الماضي.



اليوم بعد أربع وعشرين عاماً هاهي الوحدة اليمنية محل تساؤل للبعض ورفض لبعض آخر وآخرون يطالبون بتصحيح مسارها، لم نصل لذلك النضج لنملك مشروع مستقبل ونحترم تنوعنا حتى نحافظ على وحدة مطلوبة بالذات في منطقتنا، حيث نقع في منظومة إقليمية تختلف عن أوروبا ومنظومتها الإقليمية التي تحمي الدول الصغيرة بل منظومة شهدت نشوء الكثير من الدول الوظيفية التي تشكلت لخدمة وظيفة معينة مثل إمداد العالم بالبترول كبعض دول الخليج وأخرى لخدمة موقع جغرافي معين مثل الإردن ولبنان، كلها دول محمية من الخارج ولا تملك أفق مستقبلي للبقاء والتطور، بينما الدول العضوية الكبيرة في الوطن العربي تعاني من كل الإزمات السياسية، مما يوهم البعض بنموذجية تلك الدول الوظيفية وتكرار هذه الحالة باليمن ويتناسى إن الوظائف التي قد يؤديها الموقع اليمني ابسط من هكذا بكثير. اليوم يخشى البعض على الوحدة اليمنية من التمزق وكأن اليمنيون بالفعل موحدين،



يتحدث البعض عن فيدرالية تقسم اليمن وكأن الوحدة المركزية قد تحميها،يأتي السؤال خاطئاً فتأتي معه اجابات مضللة. ليس الاسوء أن تتقسم اليمن لمجموعة دول فهذا تحصيل حاصل للاسوء الذي وقع بالفعل وهو تشظي النسيج الإجتماعي اليمني شمالاً وجنوباً حتى لم يعد يقبل القسمة على اثنين في عالم لا يرى فينا بترول يرتجيه حتى يعبء بنا ولسنا أكثر من موقع ومساحة جغرافية تستحق التأمين لكن ليس الاستثمار كالحالة الإردنية واللبنانية بإسثناء مدينة عدن، لذا لن نحظي برعاية دولية إلا بالحد الأدني الذي لا يسمح بالإنفجار وليس الرخاء والإستقرار. اليوم بعد أربع وعشرين عاماً من الوحدة لا ينتظر اليمنيون الاسوء لأن الاسوء قد حصل بالفعل دون أن ندري،



الاسوء وقع عندما اصبح اليمنيون يعرفون أنفسهم بمناطقهم وقبائلهم ولا يمانعون من موالاة طرف خارجي لقتال يمني آخر، الاسوء وقع عندما اصبحت الوحدة فتوى تكفير ومنشور خيانة وطنية لمن يعارضه، والاسوء وقع عندما اصبحت الدولة اليمنية عبارة عن قبيلة تحاول فرض سيطرتها على بقية القبائل اليمنية الضالة مثلها.



* ميساء شجاع الدين

براقش نت



اقرأ المزيد من شبوة برس | كاتبة يمنية : الوحدة التي جلبت الكوارث و الحسرة للشارع الغاضب جنوباً والمتحسر شمالاً. [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]