قائمة الشرف




القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن

عاجل



آخر المواضيع

آخر 10 مواضيع : الأثنين القادم فعالية تأبين كبرى لـ«فقيد» الوطن اللواء د عبدالله أحمد الحالمي في عدن (الكاتـب : nsr - مشاركات : 0 - المشاهدات : 293 - الوقت: 12:13 AM - التاريخ: 07-04-2024)           »          الرئيس الزبيدي يلتقي دول مجلس الأمن الخمس في الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14289 - الوقت: 03:28 PM - التاريخ: 11-22-2021)           »          لقاء الرئيس الزبيدي بالمبعوث الامريكي بالرياض ١٨ نوفمبر٢٠٢١م (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5607 - الوقت: 09:12 PM - التاريخ: 11-18-2021)           »          الحرب القادمة ام المعارك (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10954 - الوقت: 04:32 AM - التاريخ: 11-05-2021)           »          اتجاة الاخوان لمواجهة النخبة الشبوانية في معسكر العلم نهاية لاتفاق الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5236 - الوقت: 05:20 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          اقترح تعيين اللواء الركن /صالح علي زنقل محافظ لمحافظة شبوة (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5070 - الوقت: 02:35 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          ندعو لتقديم الدعم النوعي للقوات الجنوبية لمواجهة قوى الإرهاب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5053 - الوقت: 08:52 AM - التاريخ: 10-31-2021)           »          التأهيل والتدريب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4965 - الوقت: 04:49 AM - التاريخ: 10-29-2021)           »          الرئيس الزبيدي يجري محادثات مع وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5733 - الوقت: 12:56 PM - التاريخ: 10-27-2021)           »          تحرير ماتبقى من اراضي الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5189 - الوقت: 02:53 AM - التاريخ: 10-15-2021)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 2 تصويتات, المعدل 3.00. طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-12-2006, 03:35 AM
الصورة الرمزية أنا هو
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,472
افتراضي

حرب البيانات بين الكميم وأحزاب المشترك على خلفية حوار صحفي!

الأربعاء, 12-أبريل-2006
- رفض الدكتور ياسين سعيد نعمان- الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني رفع شكوى إلى وزارة الداخلية بما أسمته الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني محاولة استهداف حياة أمينها العام الدكتور ياسين .
وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية نقل عنه "نبأ نيوز": أن وزير الداخلية استدعى امس الدكتور ياسين سعيد نعمان للاستعلام منه حول حقيقة التهديد الذي تعرض له ، والذي صدر به بيان إدانة من الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني ، فشرح للوزير أن الأمر يتعلق بحوار صحفي أجراه معه نبيل الكميم- مراسل "الراية القطرية"، وأعاد نشرة موقع الحزب الاشتراكي (الاشتراكي نت ) معدلاً وقيل أن مراسل الصحيفة أحدث فيه وهو ما نفاه الكميم قالاً في رسالة وجهها إلى نقابة الصحفيين ( تلقى نسخة منها ) انه لم يوجه أي تهديد للدكتور ياسين وروى الكميم أحدث تواصله مع عدد من أتباع نعمان الذين قالوا له عقب نشر المقابلة أن هناك بعض التحفظات للدكتور وسرعان مع تلقى اتصالاً هاتفياً من الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي بادر بالهجوم بحسب ما ورد في رسالة الكميم وأنه قال له بأن الحوار ( أعد في مطابخ سياسية ) واتهامات عديدة منها الإخلال بالمصداقية والمهنية الصحفية .
وأضاف الكميم أنه حال تواصله مع الدكتور لإعطائه نسخة من المقابلة في شريط إلى منزله يوم الاثنين وجده منفعلاً تبعته العديد من الشتائم والألفاظ ".
وفي الوقت الذي اعتبر فيه الدكتور ياسين سعيد نعمان الحادث مهنياً وسيقدم به بلاغ إلى نقابة الصحفيين أصدرت أمانة العامة لحزبه بياناً تلاه بياناً لأحزاب المشترك قالت فيه :" (إن ما حدث لـ(الدكتور ياسين ) أمس (الأول) من تهديد إنما يعكس التأثير السلبي للدعاية الرسمية التي تحرض ضد أحزاب المعارضة ورموزها القيادية وتجسيد لثقافة الإقصاء والتخوين التي درجت عليها هذه الأجهزة، وذهب ضحيتها خيرة سياسيي ومثقفي الوطن ) واستطرد البيان بأن ذلك يعد :" تعبئة منتسبي أجهزة الدولة بمشاعر الكراهية وبالنزعات العدائية القائمة على نشر الأكاذيب المختلقة، والترويج للتهم الباطلة المستندة إلى الطعن في وطنية المعارضين ودينهم وتزوير الحقائق بشأن مواقفهم وضمائرهم، الأمر الذي يفضي إلى بروز أدوات الاغتيال السياسي، وتوجيهها في اقتراف أحط وأقذر الجرائم)!!!.
إلا أن الدكتور ياسين سعيد نعمان قال في اتصال هاتفي لـ " أنه لا يعرف شيئاً عن البيان" وقال :" تواصلوا مع قيادات الحزب " التي ذكرت لـ أنه لا تعلم شيئاً عن البيان ومنهم عبد الغني عبد القادر .
وتزامن هذا التصعيد ضد الصحفي نبيل الكميم أعادت نشر المقابلة معدلة إذ تم بتر العبارات التي ربما فهمت بأنها موجهة ضد بعض قيادات أجنحة الحزب الاشتراكي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-12-2006, 05:54 PM
الصورة الرمزية أنا هو
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,472
افتراضي

أخبار: بعد محاولة اغتيال فاشلة استهدفت الخامري!


الأربعاء 12 أبريل 2006 «المشترك» يدين استهداف أمين عام الاشتراكي

أدانت أحزاب اللقاء المشترك التهديد الذي تلقاه أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان بالاغتيال مساء الأحد الماضي.

وقال بيان صادر عن «اللقاء المشترك» إن التهديد والإيذاء اللذين تعرض لهما ياسين «تنتفي عنهما صفة الانفعال اللحظي غير الواعي، وإنما جاء في سياق الحملة الدعائية التشهيرية ضد الدكتور ياسين وضد عدد من قادة احزاب اللقاء المشترك».

وكان شخص قد هدد بتفجير منزل أمين عام الاشتراكي قبل أن يتم القبض عليه وبحوزته قنابل يدوية.

وفي السياق نفسه تعرض رجل الأعمال المعروف والمرشح لانتخابات الرئاسة اليمنية المقررة في أيلول «سبتمبر» القادم توفيق محمد علي سيف الخامري مساء «الأحد» الماضي لمحاولة اغتيال كادت تودي بحياته بعد ثلاثة أيام فقط على تعرض منزله لإطلاق نار كثيف.

وأكد توفيق الخامري لـ«الوسط» أن عدداً من المسلحين كانوا يستقلون سيارة «لم يحدد نوعها» كانوا بانتظاره أمام بوابة منزله في حي عذبان «جنوب غرب العاصمة صنعاء» وما أن وصل حتى باشروا بإطلاق نار كثيف باتجاهه، مشيراً إلى أن الحادث لم يُسفر عن أي إصابات نتيجة أنهم بدأوا إطلاق الرصاص بعد فتح حراسة المنزل للأبواب، الأمر الذي سهل على السائق الإسراع باتجاه الداخل فور سماعه بداية إطلاق الرصاص.

وأضاف أمين عام اتحاد الفنادق اليمنية ونائب رئيس المجلس اليمني لرجال الأعمال والمستثمرين انه لايتهم أي جهة بالوقوف وراء الحادثتين، مطالباً السلطات الأمنية بالكشف عن التحقيقات التي أجرتها في الحادثة السابقة وتعقب الجناة ومعرفة ملابسات الحادثتين والقيام بدورها في ضبط الأمن ونشر السكينة في أوساط المجتمع.

ونفى الخامري تلميحات بعض وسائل الإعلام التي تتهم بعض الجهات الرسمية بالوقوف وراء الحادثتين بسبب إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، مبرراً نفيه بأنه الوحيد الذي أعلن ولا يزال يعلن انه لن يترشح إذا تراجع الرئيس علي عبدالله صالح عن قراره الذي أعلنه في 17 يوليو العام الماضي لعدة اعتبارات أهمها العلاقة الشخصية التي تربطه بصالح وتسليمه بقدرة الرئيس وإمكانياته وخبراته المتراكمة في الحكم.

وكان عددٌ من المسلحين قاموا مساء «الأربعاء» الماضي بإطلاق زخات كثيفة من الرصاص الحي على منزل توفيق الخامري.

وقال شهود عيان -كانوا يتواجدون في إطار موقع الحادث آنذاك- إن السيارات التي لم يعرف عددها وهناك من يقول أنها تويوتا نوع هيلوكس باشرت بإطلاق النار على فيلا الخامري الموجودة ضمن مجمع الفلل التي يملكها مع أشقائه في حي عذبان من الناحية الخلفية أي من شارع الستين الغربي (الطريق المؤدي إلى دار الرئاسة).

وقالت المصادر ذاتها إن الفيلا تعرضت لأضرار كبيرة وتخرّب جزء كبير من واجهتها الخلفية المطلة على شارع الستين العام جراء الرصاص الكثيف الذي أطلق عليها من قبل المسلحين الذين لم تعرف هويتهم حتى هذه اللحظة، مشيرة إلى زيارة بعض المسؤولين الأمنيين للخامري عقب الحادث مباشرة وأن أكثر من 20 طقماً عسكرياً يتواجدون حالياً حول المنزل
.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-19-2006, 06:11 PM
عضو برونزي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 513
افتراضي

ألأخوه ألأعزاء / أنا هو وشمسان عدن
ألأخ شمسان عدنأولا أنا هو ليس ممن وصفتهم بتلك الصفات والنعوتات فهو شخص منتمي الى الجنوب العربي أصل وفصل وله دور إيجابي في مسار الثوره الجنوبيه ووطنيته وإخلاصه للجنوب العربي أكثر مما تنعوتون بعضكم البعض فقد مر بعدة مراحل في خدمة الجنوب العربي وقدم حياته حاملا إياها على كفيه ليس إلا لقضية الوطن الجنوبي لاغير دون مصلحه يبحث عنها أو منصب يحلم للوصول اليه ولا يعني ألأختلاف بألأسلوب أوالطرح لبعض الاراء أو المعلومات أن نعتبر الشخص خارج عن سربنا مالم يكن يساير أسلوبي أو مزاجي بالطرح ، نحن وانا هو جميعًا نسعى الى تحرير الجنوب ونأمل إقامة دولتنا المستقله على أرض الجنوب العربي وبالتالي حتى إن وجد هنا أحدًا يخالفنا الرأي ويخالف ألأنتماء السياسي الذي ننتمي اليه فهذا لايعني إزاحته وعدم قبوله ، عمومًا أنا لن أكثر ولكن حبيت أن أوضح من هو هذا أنا هو ولو بشي بسيط ونحن بحاجه الى لم وشمل الصف الجنوبي ولسنا بحاجه الى فتح الثغرات التي لا تسمن ولاتغني من جوع للقضيه .

مع تقديري
جساس35/ الجنوب العربي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-20-2006, 03:36 AM
الصورة الرمزية أنا هو
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,472
افتراضي

دار سعد وتعني دار الامير وكانت في فترة الاحتلال البريطاني اقصى نقطة حدودية لمستعمرة عدن من جهة الغرب باتحاه السلطنة العبدلية بلحج . وقد اطلق عليها هذا الاسم نسبة الى احد الامراء العبادلة الذى بني فيها قصرا قبل الاحتلال.

وكانت دار سعد تابعة لحي الشيخ عثمان قبل ان بشري الانجليز المنطقة من السلطان العبدلي . ولقد اهتموا بها باعتبارها اقصى نقطة جمركية مهمة في المستعمرة بمحاذاة سطنة العبادلة وممرا للقوافل ثم للسيارات المحملة بالبضائع والمسافرين الى شمال اليمن وامارات الجنوب في المحمية الغربية .

وخلال الحرب العالمية الاولى والسنولت التي تلتها تزايدت اهمية حي دار سعد بسبب عاملين اولهما يتعلق بالمواصلات والثاني بالناحية العسكرية والامنية .

فقد قام الاتراك في شهر جويليه 1915م بغزو محمية عدن الغربية من شمال اليمن واستطاعت قواتهم ان تحتل حي دار سعد وحي الشيخ عثمان الا انها انسحبت وتوقفت في سلطنة العبادلة في لحج خلال سنوات الحرب العالمية الاولى . لذلك كان من الطبيعي ان تزداد اهمية حي دار سعد الاستراتيجية والعسكرية خلال تللك السنوات . وبعدان مدت الحكومة سكة الحديد من عدن الى لحج صار القطار يمر بدار سعد واصبح الحي محطة هامة في طريقة .

وفي هذه الفترة ظهرت في حي دار سعد بعض المباني السكنية المدنية والتجارية المختلقة وفق التخطيط الذي اراده الانجليز فظهرت العديد من المستودعات والمخازن وبعض المحلات التجارية .

وبسبب انخفاض تجارة الصادرات والواردات في قطاعي السلع الغذائية والملابس من مستعمرة عدن الى خارجها خلال فترة الحرب العالمية الاولى ادزهرت تجارة التهريب الى خارج المستعمرة فاصبحت دار سعد بحكم موقعها على الحدود اهم نقطة للتهريب في المستعمرة مما ساعد على زيادة توسيع تجارة التهريب عدم قدرة البوليس البريطاني المكلفين بحراسة هذه النقطة الحديثة في دار سعد .

ازدهرت دار سعد ادهارا كبيرا نتيجة لتجارة التهريب خلال سنوات الحرب وما بعدها قاثرى الكثير من المغامرين كما كانت دار سعد منقى للمعارضين للحكم البريطاني في مستعمرة عدن . فبعد ابعادهم عن احياء كريتر والمعلا والتواهي التي كان يسكنها البريطانيون تم نفيهم في حي دار سعد . وتواصل تطوير المباني في هذا الحي فوقع تشييد بعض المباتي السكنية الحكومية والمرافق و المحلات التجارية و الملاهي اليبسيطة .

العمران في حي دار سعد بعد الحرب العالمية الثانية :-

بعد الحرب العالمية الثانية سنة 1950م تحديدا بنيت عديد البيوت السكنية والحدائق والبساتين وهي شبيهة بالمنازل السكنية في احياء المستعمرة وقد امدتها السلطة بكافة الخدمات من ماء وكهرباء وطرق معبدة وهاتف وتطهير وشملها ذلك الى النقطة الحدودية بين سلطنة العبادلة بلحج وحدود مستعمرة عدن في حي دار سعد.

وبرزم عدد كبير من الصدف البحرية التي انحسر عنها البحر وفي هذا المكان توسعت حدود خور مكسر التي كانت لا تتعدى هذا الجدول والقنطرة التي عليه .

وهذا الموقع هذا الذي حددته اول اتفافية سنة 1849م بين الانجليز والسلطان العبدلي (سلطان لحج) ليكن الحد الفاصل بين مستعمرة عدن وتقية اراضي السلطنة العبدلية .
بقي خور مكسر موقعا عسكريا للقوات البريطانية وشيدت فيه بريطانيا الثكنات العسكرية للضباط والجنود . بعد ان تحولت قيادة القوات الجوية سنة 1927م الى عدن اهتمت بريطانيا بحي خور مكسر . وشيدت فيه مطارا جويا عسكريا وبعض المعسكرات والمباني لجنود القاعدة الجوية .

وبعد الحرب العالمية الثانية خططت خور مكسر تخطيطا عمرانيا حديثا وفق الطراز الانجليزي وامدتها المحكومة بكافة المرافق وجددت المطار العسكري والى جانبه شيد مطار خور مكسر المعروف الان بمطار عدن الدولي وتبع ذلك بناء العديد من المنازل الخشبية التي تتكون بعضها من طابقين وبعضها الاخر من طابق واحد على النمط الهندسي الانجليزي وبعض الفيلات المطلية بالطلاء الابيض ولذلك عرفت هذه الوحدة السكنية بالوحدة البيضاء كما بنيت في خور مكسر اكبر المستشفيات واهمها مستشفى ايليزابيت الثانية .

وفي نهاية الخمسيناتمن القرن الحالي شيدت في منطقة الشابات من هذا الحي عدد من العمارات السكنية الكبيرة التي تعددت طوابقها وشققها وعبدت الشوارع وشيدت كافة المرافق العامة كالمدارس والمعاهد والحدائق العمومية والكازينوهات والمراقص ودور السينما والفنادق . وكانت كلها من اجل خدمة جنود القاعدة العسكرية البريطانية في شرق السويس بعد ان تحولت القاعدة البريطانية الى عدن واصبح حي خور مكسر من افضل الاحياء الحديثة ذات الطراز البريطاني يسكنه الجنود والضباط الانجليز والساهرون على خدمتهم من العرب وغيرهم . كما ان الخدمات العامة كالماء والكهرباء والاتصالات والتطهير قد اكتملت فيه وجددت المعسكرات القديمة في بداية الستينات من هذا القرن وتوسعت وقد بلغ عددها في خور مكسر اكثر من سبعة معسكرات مجهزة تجهيزا كاملا وقد كان هذا الحي بكافة خدماته كان يخدم وزارة الدفاع البريطانية والمصالح البريطانية في الشرق الاوسط وفي الموقع الغربي من هذا الحي شيد الانجليز حي عدن الصغرى (البريقة) الذي يبعد عن خور مكسر 35 كيلو مترا وعن حي كريتر حوالي 38 كيلو مترا وقد بنى خصيصا لمهندسي و فنيي مصفاه النفط البريطانية بعد انشائها في عدن .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-22-2006, 03:49 AM
الصورة الرمزية أنا هو
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,472
افتراضي

هذا الكتاب صدر باللغة الإنجليزية قُبيل استقلال اليمن الجنوبي!!

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه فقرات من الكتاب منقولة من شبكة المجلس اليمني.
هذا الكتاب صدر باللغة الإنجليزية قُبيل استقلال اليمن الجنوبي و هو يمثل وثيقة تاريخية هامة للغاية، و على الرغم من مضي عقود على تلك الأحداث التي يستعرضها الكتاب، إلا أننا نرى مشاهدها تتكرر اليوم في عدة أجزاء من الوطن العربي...! لذلك انشر لكم هنا أجزاء من ذلك الكتاب، و بالتحديد ( المُلحق ) الذي يستعرض الأحداث التي سبقت استقلال اليمن الجنوبي، عسى أن ينال اهتمامكم.

(( اليمن الجنوبي )) سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً. المؤلف: الدكتور / محمد عمر الحبشي. ترجمة: الدكتور اليأس فرح والدكتور خليل احمد خليل.

كلمة الناشر: هذا الكتاب ( اليمن الجنوبي: سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً ) هو الأول من نوعه، و هو يلقي أضواء كاشفة على جميع نواحي الحياة في هذه الجمهورية الجديدة التي قامت حديثاً. و لا يمتاز هذا الكتاب بوفرة معلوماته فحسب، بل يمتاز أيضا بدقة المعلومات و شمولها. إنه كتاب هام عن منطقة عربية بدأت تحتل دوراً هاماً في الحياة السياسية العربية.

دار الطليعة للطباعة و النشر: بيروت، آذار ( مارس ) 1968م. ( مُلحق ) الأحداث السياسية في فترة 1965 ـ 1967 م.

إن ميزة هذه الفترة الأكثر بروزاً هي بدون شك الاتساع الذي أخذته الحركة الوطنية للتحرر مُعرِضة بذلك سياسة المملكة المتحدة في اليمن الجنوبي للفشل و مُبعدة قادة الاتحاد التقليديين. و قد آل النظام القائم إلى الزوال دون أدنى أسف. .

1 ـ مؤتمر لندن في شهر ( أغسطس ) 1965 م .

في محاولة أخيرة لإنقاذ البناء الذي شُيد سنة 1959 من قبل المحافظين، دعا العماليين في شهر أغسطس 1965 إلى عقد مؤتمر جديد في لندن، اشترك فيه بالإضافة إلى البريطانيين و الزعماء التقليديين ، ممثلون عن حكومة عدن و سلطنات حضرموت و قادة حزب الشعب الاشتراكي و رابطة الجنوب العربي.

و كان الاجتماع يرمي إلى البحث عن الوسائل التي يمكن بواسطتها التقريب بين مواقف الأحزاب و الفئات المتنازعة محلياً بقصد تشكيل ( حكومة اتحاد وطني ) كانت المملكة المتحدة تنوي تسليمها السلطة في وقت لاحق. و كان قد ظهر على الفور أن الخلافات كانت بالغة العمق و أن المواقف متباعدة جداً حتى يكون ثمة أمل بالتوصل إلى حل تقبله كل الأطراف. كان العماليين و أصدقائهم يريدون في الحقيقة أن يبقى النظام الاتحادي كما هو بينما كان ممثلو المعارضة يطالبون بإصلاحات دستورية تتعارض مع مصالح الطرف الأول. و نظراً لعدم التمكن من إيجاد مجال للتفاهم لم يكن على الحكومة البريطانية إلا أن تتقبل مرة أخرى فشل مجهودها.

و في عدن، دخلت الأزمة التي تعيش منذ عدة سنوات، في مرحلة جديدة من التوتر ؛ فالحكومة العدنية التي كان يرأسها في تلك الفترة عبد القوي مكاوي ، عرفت تحولاً وطنياً واضحاً و رفضت مراعاة الاغتياظات البريطانية التي سببها الإرهاب . و بالرغم من شكوى علنية تقدم بها المندوب السامي، أمتنع المكاوي عن إدانة الهجمات و الاعتداءات المرتكبة ضد الرعايا البريطانيين و بالأخص اغتيال رئيس المجلس التشريعي.

منذ ذلك الحين كانت أيام وزارة مكاوي معدودة. فبالاتفاق الضمني مع لندن أتخذ المندوب السامي في شهر سبتمبر 1965 القرار الخطير القاضي بتعليق دستور عدن، و بتنحية حكومة مكاوي.كان ذلك الأمر نهاية حقبة و بداية عهد جديد ستكون ميزته الأساسية التقدم المظفر للقوى الوطنية.

2 ـ نشأة جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل Flosy:

بالرغم من المقدرة على المقاومة بالقوة، كان عبد القوي مكاوي و قادة حزب الشعب الاشتراكي لا يزالون يتحاشون اللجوء إلى القوة. في الحقيقة كانوا يحتفظون بأمل جر لندن إلى التعقل و الحكمة عن طريق الضغط و العمل السياسيين بالضبط. و لهذه الغاية، جزئياً، تم إنشاء منظمة التحرير سنة 1965. و أما السبب الخفي الذي أدى إلى إنشاء هذه المنظمة ثم إلى إنشاء ( جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ) فقد كان، مع ذلك، رغبة قادة حزب الشعب الاشتراكي في إنقاذ الجامعة النقابية ( المؤتمر العمالي العدني ) التي قوضتها جدياً ( الجبهة القومية للتحرير ) التي توصلت سنة 1965 إلى كسب ست نقابات من أقوى نقابات المنطقة إلى جانبها.

كانت منظمة التحرير تطمح منذ البدء إلى تجميع كل أحزاب المعارضة في داخلها. و قد نجحت في ذلك نجاحاً واسعاً في الظاهر على الأقل، لان هذه الأحزاب، باستثناء رابطة الجنوب العربي، قد أُعجبت بضرورة التجمع و الانضواء، حتى بضرورة الانصهار في منظمة واحدة تدعى من الآن فصاعداً ( جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ). كذلك وافقت رابطة الجنوب العربي على مبدأ الاتحاد لكنها رفضت أن تنحل في جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل.إلا أن الحدث الأكثر أهمية و بروزاً كان دخول ( الجبهة القومية للتحرير ) في المنظمة الجديدة. و حسب أقوال بعض المراقبين، يمكن أن يكون الدخول قد فرضه عليها مع ذلك بعض زعمائها الذين كانوا قرروا ، بمبادرتهم الخاصة ، إلزام ( الجبهة القومية للتحرير ) بدون استشارة قيادتها العليا . كذلك لم يكن هذا السراب من التعليل مقبولاً تماماً. فلم تلبث المنازعات أن ظهرت بجلاء.كان قادة منظمة التحرير السابقة المتمرسين في العمليات السياسية و الميالين قليلاً إلى النضال المسلح الذي كانت ( الجبهة القومية للتحرير ) تقوده منذ اكتوبر1965، يريدون أن يكونوا رجال سياسة قبل كل شيء، بينما كان قادة ( الجبهة القومية للتحرير ) يعتبرون أنفسهم كرجال فعل و عمل. هكذا كان مفهوم العمل الثوري الذي ينبغي الشروع به لتحرير البلد من النير الاستعماري يختلف كلياً من جماعة لأخرى.

في البداية كان القادة الوطنيين يبذلون جهودهم للهيمنة على الخلافات نظراً لما تقتضيه الأحوال. غير أن اختيارات و أمزجة مختلف الأطراف المعنية كانت متعارضة لدرجة أن التحالف العدني كان يعاني بشدة يقول زعماء ( الجبهة القومية للتحرير ) أنهم كانوا ينوون ليس فقط تحرير البلد و إنما تصفية الماضي أيضاً، بينما كان زعماء ( جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ) يعطون الأولوية ، على ما يبدو ، للتحرير السياسي . بعبارة أخرى ، كانت الخلافات تدور حول السياسة التي ينبغي نهجها ، بعد طرد الاستعمار و الرجعية أكثر مما كانت تدور حول نضال التحرير بمعناه الحقيقي . و تبدو هذه الخلافات كأنها تعبر دوماً عن الفرق الذي يفصل زعماء المنظمتين الوطنيتين المتنازعتين.لكل هذه الأسباب فسخ التحالف الذي جرى في 13 يناير 1966 في ديسمبر من السنة ذاتها. استعادت ( الجبهة القومية للتحرير ) حرية عملها و كثفت نشاطها العسكري في مناطق البلد الداخلية و الأعمال الإرهابية في المراكز الحضرية. و في نفس الوقت قوت و وطدت أوضاعها في الجيش و الشرطة و النقابات و في صفوف المثقفين الشبان، و ازداد تأصلها في الأرياف. و مع تبني هذا الخط القاسي عرفت الحركة الثورية تحولاً حاسماً.أما ( جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ) فقد أناطت نفسها بقيادة عسكرية مستقلة ( المنظمة الشعبية ) عهد إليها برعاية النضال المسلح، و بمكتب سياسي يقع العمل السياسي على عاتقه. و قد ضاعفت مجهودها على الصعيد الداخلي و بذلت نشاطاً دبلوماسياً واسع النطاق في الخارج و بالأخص في هيئة الأمم المتحدة.

3 ـ بعثة هيئة الأمم المتحدة

كانت مشكلة اليمن الجنوبي، منذ عدة سنوات، تطرح بانتظام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. و قد بحثتها الجمعية العامة مرة أخرى في دورتها السنوية لعام 1966. و في نهاية تلك المناقشات، صوتت الجمعية العامة على قرار يطلب من الأمانة العامة إرسال بعثة خاصة إلى عدن لدرس رغبات السكان و للتشاور حول إجراءات حصول البلد على الاستقلال. و وعدت المملكة المتحدة بالتعاون مع البعثة.

و في شهر مارس 1967، توقف أعضاء البعثة الثلاثة، و هم في طريقهم إلى عدن، في لندن و القاهرة و جدة للاتصال بالسلطات الرسمية و بممثلي المعارضة. استقبلتهم القاهرة استقبالاً بارداً. و كانت ( جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ) و ( الجبهة القومية ) تتهمان البعثة علناً بأنها تلعب لعبة الاستعمار و الرجعية و قررتا تجاهل وجودها في عدن. و لدى وصولها إلى منطقة عدن قامت الجبهتان بموجة اضرابات و مظاهرات و صعّدتا الأعمال الإرهابية ضد الجيوش الإنجليزية حتى تظهر للبعثة عداء السكان لها و تبرهنا لها على قوتهما.

من جهة أخرى كانت ( جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ) تطالب، قبل البدء بأية محادثات، باعتراف البعثة بها كممثل وحيد لشعب اليمن الجنوبي. و أما ( الجبهة القومية ) التي لم تكن تنعت نفسها بتفرد كهذا، فقد قاطعت البعثة و رفضت كل مزاعم ( جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ). و خلال الإقامة القصيرة لممثلي هيئة الأمم المتحدة في عدن، كان خط قيادتها فطناً حقاً و لكنه صارم.أخيرا لم تكن رابطة الجنوب العربي، التي كان موقفها مشبوهاً و ضعيفاً منذ تفجير القنابل في حضرموت، في وضع يسمح لها بمجابهة التيار المعادي للبعثة و حتى بالإعراب عن وجهات نظرها لأعضاء البعثة. و بكل وضوح، تجاوزتها الأحداث تجاوزاً كاملاً.

من الجانب البريطاني بذلت سلطات عدن كل ما في وسعها لعزل ممثلي هيئة الأمم المتحدة، بقصد إفشال مهمتهم. و كان التكتيك المتبع يقوم على جعل المنظمة الدولية تعترف بعدم مقدرتها على حل المشكلة و على جرها للاعتراف بشرعية النظام الاتحادي. و مع ذلك لم تخف نوايا هذا التكتيك على أعضاء البعثة و لا على الوطنيين. فأماط أعضاء البعثة و الوطنيو اللثام، بنجاح، عن مؤامرة السلطات الاستعمارية.

و بالتالي، تنبهت البعثة بسرعة إلى أن وعود حكومة لندن و نواياها الحسنة كانت كاذبة. و أعطي لها الدليل على ذلك عندما قامت السلطات الاتحادية، الخاضعة مع ذلك للمندوب السامي، بمنع رئيس البعثة من الظهور على شاشة التلفزيون ليتحدث إلى السكان و إلى ممثليهم الفعليين، و منع قراره و بيانه بحجة أنه تجاهل الحكومة الاتحادية. عندئذ قام بمسعى آخر لدى المندوب السامي للأذن للبعثة بذلك، غير أن هذا الأخير رفضا أن يتدخل. فأنذرته البعثة بنتائج رفضه غير أن الإنذار لم يؤخذ بعين الاعتبار. و لم يكن أمامها آنذاك إلا أن تغادر عدن . و قد أثار سفرها المفاجئ ضجة كبيرة في العالم. و قد ضايقت الفضيحة حكومة ويلسون التي وجدت في شخص المندوب السامي المسئول كبش محرقة ممتازاً. و مع ذلك فهو لم يقم إلا بتنفيذ الأوامر التي تلقاها. و هكذا تمكنت الوزارة من إنقاذ ماء وجهها.

كان يظن في البداية أن لندن تتظاهر بالرد لتغرر بالرأي العام البريطاني و العالمي فقط، في الحقيقة كانت عازمة فعلاً على وضع حد نهائي لمشكلة اليمن الجنوبي.

4 ـ سياسة لندن منذ سفر البعثة المفاجئ. في شهر أبريل سنة 1967، قامت لندن بتعيين اللورد شاكلتون ليتفحص الوضع عن كتب، و في شهر مايو تم تعيين مندوب سامي جديد ليقوم بتنفيذ التوجيهات المعطاة له. و المندوب السامي السير ها مفري تريفليان هو دبلوماسي محترف يعرف العالم العربي معرفة جيدة.

مشاهداً فشل سياسة حكومته، أوصى المبعوث الخاص بتزايد و اطراد المسار الاستقلالي، نظراً لان قاعدة عدن لم تعد لها أهمية بالنسبة لإنجلترا منذ أن تقرر الجلاء عنها في شهر فبراير 1967. و أسرعت لندن في تبني توصيات الوزير المكلف و أعطيت الأوامر للسير ها مفري تريفليان لوضع حد، في أسرع وقت ممكن و بكل الوسائل، للوجود البريطاني في اليمن الجنوبي. و أول قرار جرى اتخاذه كان تحديد تاريخ استقلال البلد. و قد تم اختيارا التاسع من يناير 1967 كيوم حصول اليمن الجنوبي على السيادة الدولية.

من الآن فصاعداً، ستمضي الأحداث السياسية في الاطراد على وتيرة غير معتادة . فقد تفكك النظام الاتحادي على أثر تمرد 20 يونيو 1967. و كمحاولة أولى، أشار المندوب السامي على المجلس الاتحادي الأعلى أن يعين حسين بيومي، وزير الإعلام، لتشكيل حكومة جديدة ينبغي عليها أن تظم عناصر يتقبلها الوطنيون. و
كانت مهمة كذلك معرضة للفشل مسبقاً لأنه لم يكن من الوارد أن يؤيد الوطنيون حكومة تترأسها شخصية من النظام الاتحادي. و من جهة أخرى، عندما قدم بيومي لائحته، رفضها المجلس الأعلى دونما تردد لأنها كانت تظم شخصيات جامحة لا يوافق عليها حتى الزعماء التقليديين دون أن نتحدث عن موافقة المنظمات الوطنية
عليها.

و للنطق بالحقيقة، لم يكن رفض التشكيلة في الواقع سوى السبب الظاهري لفشل مهمة بيومي، كان السبب الحقيقي هو الاقتراح الذي قدمه بيومي مع موافقة البريطانيين إلى سلاطين لحج و ألفضلي و الدول و الإمارات الأكثر اقتراباً من عدن. لقد اقترح عليهم، في الحقيقة، إنشاء دولة موحدة تضم بالإضافة إلى عدن، سلطنتي العوذلي و ألفضلي. و ليجعل مشروعه جذاباً أكثر، أعلمهم أن الحكومة البريطانية كانت مستعدة للاعتراف بالدولة الجديدة و لإناطتها بمساعدة مالية و عسكرية. بعبارات أخرى، طلب منهم أن يعلنوا انسحاب إماراتهم من الاتحاد، و ضمن لهم دعم المملكة المتحدة سياسياً و مالياً. و عندما أطلع القادة الآخرون في الاتحاد على هذه المؤامرة الموجهة ضدهم ألغوا تكليف بيومي و شهّروا به علناً. إلا أن إجهاض هذا المشروع ذي الإيحاء البريطاني ورطهم.

و أناح وصول بعثة الأمم المتحدة إلى جنيف في شهر أغسطس فرصة ممتازة أمام المندوب السامي ليتخلص بصورة نهائية من الزعماء التقليديين المضايقين. و بناء على طلبه سافرت أكثريتهم إلى سويسرا لمقابلة أعضاء البعثة. و بعد أن استمعت البعثة إليهم سافرت إلى بيروت و القاهرة على أمل التمكن من رؤية ممثلي ( الجبهة القومية للتحرير ) و ( جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ) . و وافقت الأخيرة التي بدأت تظهر دلائل ضعفها، على مقابلة البعثة بينما أنكرة ( الجبهة القومية ) حق البعثة في مناقشة مشكلة اليمن الجنوبي. عندئذ توجب على البعثة أن تعودا إلى نيويورك لتقدم تقريرها إلى الأمانة العامة لهيئة الأمم المتحدة.

و في البلد، سلكت الأحداث منحى دراماتيكياً. ففي عدن تدهور الوضع بسرعة و بدأت ( الجبهة القومية ) في داخل البلد بزحفها على الإمارات. و في آخر لحظة أستنفر المجلس الأعلى الجيش لإنقاذ الاتحاد من الفوضى، فرفض الجيش أن يتدخل و رد بجفاء طلب رئيس المجلس الأعلى الذي طلب منه، أن يتسلم السلطة بلا شرط و لا استثناء. و لم يلبث النظام الاتحادي أن سقط تاركاً وراءه فراغاً كاملاً و مطبقاً.

و علمت الحكومة البريطانية بهزيمة السلطة الاتحادية فتوجب عليها أن تعترف رسمياً في بيان مهم، بالقوى الوطنية كالممثل الوحيد لشعب اليمن الجنوبي. و في نفس الوقت دعا المندوب السامي الزعماء الوطنيين إلى التباحث حول شروط تسلم السلطة. و حسب مصادر مطلعة بوجه عام، نبههم إلى أنهم إذا لم يعزموا على إجراء المباحثات المطلوبة خلال شهرين من 3 سبتمبر إلى 3 نوفمبر 1967، فان حكومته ستتخذ الإجراءات اللازمة. إلا أنهم منحوا مهلة أسبوع للتفكير قبل أن تتخذ تلك الإجراءات.

و تعني لندن، على ما يبدو، بالقوى الوطنية الجبهة القومية للتحرير و جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل. و أما نداء المندوب السامي فقد اعتبر بوجه عام موجهاً لزعماء المنظمتين. و في كل حال ستحاول كل منظمة من الآن فصاعداً أن تقوي وضعها محلياً على حساب المنظمة الأخرى في اغلب الأحيان، بقصد التباحث انطلاقاً من وضع قوي. و في هذا السباق مع الزمن، توصلت ( الجبهة القومية للتحرير ) التي سبقت جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل منذ شهر يوليو في وقت قياسي إلى نشر نفوذها على معظم دول الإمارات في الاتحاد و كذلك على حضرموت.

و استجابة لرضا السلطات الاستعمارية و العسكرية البريطانية، أدى هذا التسابق إلى اصطدامات دموية بالأخص في لحج و دار سعد و الشيخ عثمان التي صارت أخيرا تحت إشراف الجيش العربي.

نُصّب الجيش بادئ ذي بدء حكماً بالرغم عنه، ثم ظهر كقوة ثالثة. و هكذا تم دخوله إلى المسرح السياسي، الأمر الذي يعرضه لمخاطر الانقسام و يجعل منه هدفاً سهل المنال من قبل هجوميات و انتقادات الفئات الأولى و الفئات الأخرى.

كانوا يقولون أنه كان من الأفضل أن يظل الجيش بعيدا عن المشاحنات السياسية و الصراعات التحيزية. و لكن هل كان للجيش أن يختار في الواقع ؟ و في اختلاطها، سارعت السلطات البريطانية في إخلاء المدن و القرى التي جلت عنها جيوشها، أمام الجيش الوطني. و كان على الجيش عندئذ أن يعمل على استتباب الأمن في هذه
المراكز المعرضة كثيرة للإرهاب و الرعب. و كيف كان يمكنه رفض القيام بهذه المسؤولية الأولية. فبانتظار عقد المصالحة الوطنية، كان الجيش وحدة، في الحقيقة، في وضع يسمح له بمواجهة المشاكل التي كان يطرحها استتباب الأمن. و كان الوطنيون، مع وعيهم لخطورة وضعهم، لا يبحثون من جهة أخرى عن التعارض معه حتى يتجنبوا إراقة الدماء و يوفروا على المواطنين آلاما إضافية لا تجدي

تأسست الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل في 14 أكتوبر 1963، و كانت المحرك الحقيقي للتمرد المسلح في قبائل ردفان و لإحداث الثورة بوجه عام.و حتى نشأة ( جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ) كانت ( الجبهة القومية للتحرير ) تتمتع بدعم الجمهورية العربية المتحدة التي كانت تقدم لها مساعدة مادية لا تُقدّر. و منذ ذلك الحين سيتجه تأييد الجمهورية العربية المتحدة إلى جانب ( جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ) وحدها. و أخذت ( الجبهة القومية للتحرير ) تبتعد قليلاً عن القاهرة غير أنها حرصت على عدم قطع علاقتها مع مصر و على عدم مهاجمتها.

و أدى تبدل التحالفات إلى إضعاف وضعية ( الجبهة القومية للتحرير ) بالأخص في الخارج حيث يتمتع خصمها بشهرة واسعة. مع ذلك، عرفت ( الجبهة القومية للتحرير ) أن تعوض عن هذه الخسارة بتقوية وضعها في الداخل. و منذ عام 1965، نجحت في التغلغل في الحركة النقابية و في الجيش. و يعود صعودها إلى هذه السنة بالضبط . و حتى عام 1966 كان تقدمها بطيئاً و لكنه متواصل. غير أن عام 1967 كان حاسماً. فتمرد الجنود و الشرطة الذي حدث في 20 يونيو 1967 و الذي جعل ( الجبهة القومية للتحرير ) و جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل تسيطران على مدينة كريتر طيلة أسبوعين تقريباً، قوى مجدداً نفوذ ( الجبهة القومية للتحرير ) . غير أن إخلاء العائلات المسيطرة، فجأة عن قطاعاتها منذ شهر أغسطس هو الذي فرض ( الجبهة القومية للتحرير ) بصفة نهائية و جعل منها المتباحث الأكثر قوة مع الحكومة البريطانية.

كما كان ينتظر، أثار صعود ( الجبهة القومية للتحرير ) المفاجئ الصاعق تعليقات و توقعات مغرضة لا تعد. فقدا اشتبه أولاً بالجبهة القومية للتحرير، ثم اتهمت علناً بالتعاون و بالتآمر مع السلطات الاستعمارية. و كانت هذه
الحملة ترمي إلى التشكيك بالجبهة القومية للتحرير أمام السكان و العالم العربي و إلى إذكاء الحرب الأهلية؛ و هكذا ألقت زيتاً على النار.

و في الحقيقة يمكن تفسير سقوط الأنظمة الإقطاعية و اعتباراً من ذلك التقدم المظفر الذي أحرزته ( الجبهة القومية للتحرير ) في داخل البلد بالأمور التالية:

( أ ) ـ عندما قرر البريطانيون سحب جيوشهم من داخل البلد في بداية عام 1967، حكموا بالموت الأكيد على أنظمة الأمراء. فقد تخلى عن الأمراء أصدقاؤهم الإنكليز كما تخلت عنهم قبائلهم الخاصة بهم . هكذا سقطت إماراتهم كأوراق الخريف بلا قتال تقريباً.

( ب ) و أما رفض الجيش الاتحادي إغاثة الأنظمة الأميرية المهلهلة، فلم يكن أمرا مفاجئاً لان وضع الأمراء و الشيوخ كان قد أصبح غير مقبول و لان قسماً كبيراً من الضباط كان يعطف على الحركة الوطنية.

( ج ) ـ أخيراً، ثمة حدث مهم يستحق الذكر هنا. و المقصود بذلك هو التنظيم المرموق في ( الجبهة القومية للتحرير ) و تأصلها الصلد في الأرياف. إن فعالية و نفاذ جهازها هي التي كونت و لا تزال تكون قوة الجبهة.

و هكذا، فمن جلي الأمور هو أننا لا نستطيع أن نتجاهل هنا الإشراف شبه الفعلي الذي تمارسه ( الجبهة القومية للتحرير ) على القسم الأعظم من اليمن الجنوبي. بفضل هذا الإشراف، خضع البلد، لأول مرة في التاريخ، لسلطة واحدة.


6 ـ تأثير النكسة العربية في حزيران 1967 على تطور الوضع في اليمن الجنوبي .

إن مؤتمر القمة العربي الذي عقد في الخرطوم في شهر أغسطس 1967 قد كرس انتصار الاعتدال العربي؛ و كان المؤتمر أحدى النتائج لنكسة حزيران التي ضربت الحركة التقدمية في الشرق الأوسط.و قد تضررت الجمهورية العربية المتحدة تضرراً خطيراً من العدوان الإسرائيلي فأصبحت مجبرة على التعاون مع الأنظمة المعتدلة، و مقابل المساعدة المالية من العربية السعودية و الكويت و ليبيا توجب عليها أن تنسحب من جهات متعددة. و من بين الدلائل الكبرى لهذا الانسحاب، لن نذكر هنا سوى بالدلائل المتعلقة مباشرة بالجنوب العربي. فمن جهة انسحاب القوات المصرية اللاْ مشروط تقريباً من اليمن ( اتفاق جمال عبد الناصر ـ و فيصل ) و من جهة أخرى المجهود الذي تبذله جامعة الدول العربية في سبيل المصالحة الوطنية في اليمن الجنوبي. إن نهاية الوجود العسكري المصري و محاولة التنظيم العربية كان لهما نتائج تتعارض مع أوضاع القوى الوطنية في الجنوب اليمني.

تابع الصفحة التالية مع تقديري اخوكم:أنا هو.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-22-2006, 04:03 AM
الصورة الرمزية أنا هو
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,472
افتراضي

( أ ) المجهود الذي بذلته الجامعة العربية في سبيل المصالحة:


تحت ضغوطات مجتمعة من جانب الجمهورية العربية المتحدة و العربية السعودية، عينت الجامعة العربية في سبتمبر 1967، لجنة خاصة مؤلفة من خمسة أعضاء مهمتها درس الوسائل لتحقيق الوحدة الوطنية في اليمن الجنوبي. و أخذت اللجنة الوطنية على عاتقها الاستماع لكل الأحزاب و الفئات بما في ذلك الأمراء المخلوعين، و العمل بغية تشكيل حكومة اتحاد وطني.

و بالطبع كانت العناصر المعتدلة و التقليدية التي تحميها العربية السعودية و التي كانت تقدم لها الجامعة العربية آخر خط في البقاء، هي أول من سافر إلى القاهرة. و اتخذت ( جبهة تحرير جنوب اليمن ) موقفاً تصالحيا و وافقت على الاشتراك في محادثات اللجنة الخاصة. و أما الجبهة القومية للتحرير فقد رفضت بتاتاً توسط الجامعة العربية الذي اعتبرته، بحق، مؤامرة موجهة لحرمانها من النصر. بالإضافة إلى ذلك فقد كانت مستعدة كحد أقصى لمقابلة زعماء جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل، و لهذا السبب لم تحقق أعمال اللجنة الخاصة أدنى تقدم .
ومن جهة أخرى أدى فتح باب المحادثات بين جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل و بين الجبهة القومية للتحرير إلى وقف تلك الأعمال.

( ب ) أفول نجم جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل:

كانت جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل قد بدأت تفقد سرعتها و تطورها منذ يونيو 1967؛ فضعف الجمهورية العربية المتحدة الناجم عن الحرب العربية الإسرائيلية و التقدم الهام الذي حققته الجبهة القومية للتحرير في داخل البلد، وجها لجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ضربة قاسية، و عبثاً حاولت جبهة التحرير أن تستعيد توازنها لأن الأوان قد فات.

في الحقيقة كانت جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل تبحث عن الاستيلاء على الدول الأميرية غير المتحررة بعد. فاصطدمت بالجبهة القومية للتحرير في إمارات الضالع و لحج و توصلت فقط إلى نشر نفوذها على بعض القبائل العوذلية . و في سلطنتي الو احدي و ألكثيري أعلنت العناصر التقليدية حتى تكون في مأمن من هجمات الجبهة القومية للتحرير، انتمائها إلى جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل دون أن تكون مع ذلك من الأنصار المقتنعين بهذه الأخيرة. و حصلت الاصطدامات الخطيرة في عدن و بالأخص في القرى و الضواحي. سقطت عدن الصغرى في أيدي الجبهة القومية و المنصورة تحت إشراف جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل بينما كان الشيخ
عثمان عرضة لتقسيم حقيقي بين المنظمتين.

سببت هذه الاصطدامات الحزن المبرح العام و استاءت منها كل قطاعات السكان بالإجماع. و شرع رجال الدينون و العسكريون بمساعي عديدة لدى الزعماء الوطنيين و الرئيس جمال عبد الناصر لوقف التصادم الأخوي القاتل. و في هذه الظروف المأساوية وافقت المنظمتان على إجراء محادثات فيما بينهما.


7 ـ محادثات القاهرة:

بعد أن فشلت جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ( جبهة التحرير ) في تصحيح الوضع لصالحها، توجب عليها أن تلين مواقفها السابقة. فقد انقطعت عن اعتبار نفسها الممثل الوحيد لشعب اليمن الجنوبي و تخلت عن مشروعها الرامي إلى تشكيل حكومة في المنفى. و عدا عن ذلك، ظهرت موافقة على بعثة هيئة الأمم المتحدة و على
اللجنة الخاصة الموفدة من قبل الجامعة العربية. باختصار، أعطت عدة دلائل على ضعفها. إلا انه ظل بيدها عدد لا ينكر من المقومات أهمها: جهازها العسكري و نفوذها في عدن و تأييد الجمهورية العربية المتحدة و العطف الدولي من جهة أخرى.

و هكذا كانت أوضاع الجبهتين غير متعادلة عشية بدء المحادثات في القاهرة. كان ميزان القوى يميل بكل وضوح لصالح الجبهة القومية للتحرير. أن حالة الدونية هذه التي كانت فيها جبهة التحرير ستضغط بثقل على المحادثات.


( أ ) ـ بدء المباحثات.

بدأت المباحثات في أول أكتوبر بحضور عبد القوي مكاوي و قحطان الشعبي الأول رئيس وفد جبهة التحرير و الثاني رئيس وفد الجبهة القومية. و كانت النقاط التي ينبغي على الموفدين مناقشتها تدور حول:

ـ تشكيل حكومة مؤقتة،

ـ وضع دستور مؤقت أيضاً،

ـ و وضع برنامج عمل.

منذ البداية، أحيطت المحادثات بتكتم شديد. و كان يظن أنها ستكون قصيرة جداً و حاسمة بسبب استمرار التوتر المحلي. و خاب أمل الجميع، لأنهم ظلوا يتباحثون طيلة أسبوعين تقريباً بدون أية نتيجة مجدية.

و خلال ذلك الوقت استولت الجبهة القومية على حضرموت و هددت إمارتي العولقي و الو احدي اللتين كانتا قد أعلنتا، مع ذلك، ولاء هما لجبهة التحرير. غير أن الجبهة القومية قررت تحريرا هذه الدول لأنها كانت تعتبرها كآخر بؤر مقاومة لدى الإقطاعيين.

و في هذا الجو المتوتر أذاع الضباط المنتمون إلى جبهة التحرير بياناً شهيراً في 20 أكتوبر يتهمون فيه السلطات البريطانية و بعض رفاقهم في الجيش بمعاونة الجبهة القومية لخنق مقاومة أنصار جبهة التحرير. و بهذا التغير المفاجئ حصل ما لا يمكن إصلاحه. فالجيش الذي تعرض بذلك لتناقضات السياسة انقسم إلى كتلتين متخاصمتين. و شبت حرب بيانات تتهم الجبهة القومية و جبهة التحرير بعضيهما البعض بهجوميات و استثارت مقصودة، بينما كان زعماء الجبهتين في القاهرة يظهرون سكوتاً مدهشاً. و استمرت الوضعية الداخلية في التدهور. و كان من الضروري فرض قرار طارئ لتخفيف التوتر و للإجابة على المندوب السامي الذي يكاد إنذاره أن ينتهي.

أعلنت لندن، لإخضاع الزعماء الوطنيين، أنها ستذيع بياناً هاماً جداً في 2 نوفمبر. و كانت ردة فعل الزعماء الوطنيين سريعة للغاية؛ فقد أعلنوا في 1 نوفمبر اتفاق أولي و لكنهم لم يعطوا أي توضيح بشأن محتواه. غير أن المحادثات دخلت في طورها الأخير؛ و قد استقبل الاتفاق في عدن بسرور عظيم.

و في 2 نوفمبر أعلن وزير الخارجية في مجلس العموم أن حكومته قد قررت تقديم تاريخ استقلال اليمن الجنوبي هذا، إلى نهاية نوفمبر 1967 بدلاً من 9 يناير 1968. و أدى إعلان رحيل البريطانيين القريب إلى تصعيد التوتر من جديد.


( ب ) ـ تدهور الوضعية.

في ليلة الثاني من نوفمبر عادت المنازعات بعنف في عدة أماكن من عدن و أدت إلى سقوط بضع عشرات من الضحايا. و هيمن الخوف و اليأس على العائلات في الشيخ عثمان، و بسرعة دب الهلع في باقي عدن حيث دارت معارك ضارية. و تدخل الجيش، دونما نجاح، للتوصل إلى توقف المعارك و أخيرا اضطر للأمر بوقف إطلاق النار على الفور و فرض منع التجول في المناطق المضطربة.

و في 4 نوفمبر وجه زعماء الجبهة القومية و جبهة التحرير نداء مؤثراً من القاهرة إلى أنصارهم يدعونهم فيه إلى وقف الاقتتال. و بعد هدنة دامت بضع ساعات، عادت الصدامات إلى الظهور برعب، و كانت نتيجتها تسميم الجو أكثر مما كان عليه. و اتهمت الجبهة القومية جبهة التحرير بانتهاك وقف إطلاق النار و
طلبت من وفدها في القاهرة أن يوقف المباحثات و أن يعود إلى البلاد.

على اثر هذه الأحداث الدامية، حمل الجيش جبهة التحرير مسؤولية الرجوع إلى المخاصمات. بناء على ذلك، قرر المندوب السامي في 6 نوفمبر الاعتراف بالجبهة القومية كممثل شرعي وحيد للشعب اليمني الجنوبي بينما كان يعتبر، قبل أسبوع فقط، الجبهة القومية و جبهة التحرير هما الممثلان للشعب. و في ذات الوقت
طلب الجيش من الجبهة القومية و من الحكومة البريطانية أن تبدءا المحادثات في اقصر فترة. إن موقف الجيش قد حل الصراع بشكل نهائي لصالح الجبهة القومية و تسبب هكذا في إفشال مباحثات القاهرة التي أصبحت غير مجدية و متجاوزة. و بادرت جبهة التحرير إلى اتهام الجبهة القومية بالتآمر مع المملكة المتحدة و مع الجيش.

خلف كل هذه الأحداث و الاصطدامات نجد بكل تأكيد الصراع من اجل السلطة في عدن و الرغبة في التباحث مع لندن بوضع قوي. و بالتالي، كان من الجلي أن المنظمتين كانتا تعتمدان قليلاً على مباحثات القاهرة و تعطيان أهمية رئيسية للاستيلاء على عدن.

هيمنت الجبهة القومية على كل البلد تقريباً و وجدت أنه من غير الطبيعي أن تفلت عدن من نفوذها. و أما جبة التحرير فقد كانت عدن بالنسبة إليها ذات أهمية حياتية. فالإشراف على منطقة عدن كان أهم بكثير من السيطرة على مناطق البلد الداخلية. و هكذا كان الاستيلاء على عدن مسألة حياة أو موت بالنسبة لجبهة التحرير.

و بعد عدة أيام من المعارك الطاحنة خسرت جبهة التحرير معركة عدن؛ و على الفور بدأت مطاردة أتباعها و منا ضليها . و تبع ذلك تطهير الجيش و الشرطة و الإدارة.


8 ـ سقوط النظام الاستعماري:

إذن خرجت الجبهة القومية منتصرة من التصارع الدموي الذي دام من 1 إلى 6 نوفمبر؛ و بسقوط عدن صار البلد كله تقريباً تحت إشرافها؛ و سقط النظام الاستعماري كقلعة من الورق. إن وجود المندوب السامي و توقف الجيوش هما ظواهر السلطة الاستعمارية الوحيدة و الأخيرة. و أما الإدارة البريطانية فقد تلاشت بسرعة.

بحثت الجبهة القومية، بسرعة، عن سد الفراغ و ذلك بحلولها محل السلطة الاتحادية في عدن و في داخل البلد.

و لأول مرة في التاريخ الاستعماري تتخلى المملكة المتحدة عن القيام بمسؤولياتها. و في فلسطين بالذات كان ينبغي عليها أن تبقي سلطتها حتى يوم الرحيل النهائي. إن حلول سلطة الجبهة القومية مكان النظام الاستعماري تستحق أن يشار إليها بشدة. فلم تقبل السلطة الاستعمارية في أي مكان من العالم،
بأن تقوم بتلاش و اختفاء مماثل قبل تسليم السلطة و إعلان الاستقلال. و مع ذلك هذا هو ما حدث في اليمن الجنوبي. و في هذه الظروف إذا كان للمباحثات بين الحكومة البريطانية من جهة و بين الجبهة القومية من جهة أخرى، المقررة في 20 نوفمبر في جنيف، لها معنى ما، فهو إناطة الدولة اليمنية الجنوبية بصلاحيات
السيادة الخارجية و تحديدا مقدار المساعدة المالية البريطانية للدولة المستقلة الجديدة.

و كل شيء يبدو مشيراً إلى أن البلد سيحصل في 30 نوفمبر على الاستقلال في الصفاء و الوحدة. مع ذلك، سيطرح الحصول على الاستقلال مشاكل بالغة التعقيد تستلزم وقتاً طويلاً لحلها. و لا يمكن لتغير و لو جزئي في ألبنا الموروثة من الماضي و لإنشاء بنى جديدة أن يتم دفعة واحدة نظراً لأن ظروف الانطلاق ستكون غير مواتية بصفة خاصة.

حركة التحرر الوطني

إن النضال المعادي للاستعمار، لم يأخذ شكله المنظم في اليمن الجنوبي إلا بعد الحرب العالمية الثانية. فقدا اشتعلت الحركة الوطنية بعد الحرب في أنحاء مختلفة ما تزال تحت السيطرة الاستعمارية.

و هذه الفترة تقابل الفترة التي قامت فيها جامعة الدول العربية و ظهرت فيها ملامح اليقظة القومية في الوطن العربي ، وأصبحت فيها قوى المعسكر الاشتراكي في ازدياد .

فعلى الصعيد المحلي، رافق نهضة عدن من الناحية الاقتصادية، اشتداد النشاط السياسي و الثقافي. و بدأت الأفكار الجديدة تغزو البلاد بسرعة كبيرة.

و قد كان لهذه العوامل المختلفة أثر هائل على الوضع الاجتماعي و السياسي في اليمن الجنوبي و في اليمن. و قد كانت محاولة الانقلاب ضد الحكم المطلق الذي يتصدره الإمام يحيى في اليمن عام 1948 أول صدى لانعكاس الحوادث الخارجية على الوضع الداخلي في المنطقة. و على الرغم من فشل هذه المحاولة، فإنها اعتبرت
أول مواجهة جدية بين الرجعية المسيطرة و بين النزعة القومية، و كان من نتائجها المباشرة تنبه الطليعة المثقفة في المستعمرة و شعورها بانتمائها إلى العائلة اليمنية الكبرى و إلى القومية العربية. و قد أكد هذا الشعور استقرار المحرض الأول على الانقلاب الفاشل ( حزب اليمن الحرة ) في عدن.

و قد كانت السلطات البريطانية تأمل في أن تتخذ من هذه الحركة وسيلة لمحاربة الإمام الجديد و الضغط عليه. إلا أن هذه المنظمة خيبت أملها و لعبت على العكس دوراً رائداً في حركة تحرير اليمن الجنوبي، و ساهمت في تشكيل الخيرة الأولى للنزعة الوطنية المعادية للاستعمار.

نشأة الحركة الوطنية:

كانت ثورة الأمير ألكثيري المسلحة ابن عبدات (1) ضد السلطات المحلية و البريطانية أثناء الحرب العالمية إعلانا عن ولادة حركة وطنية في حضرموت.

إلا انه على الرغم من كونه قد نجح في إثارة قسم من القبائل عام 1945، فقد أخذت حركته منذ البدء شكل تيار معزول و محدود النطاق. فقد كان للتكوين العشائري للمجتمع و لتخلف السكان أثرا هما في خنق آثار هذه الحركة و عدم شمول تأثيرها باقي أنحاء البلاد. يضاف إلى ذلك عدم وجود وسائل مواصلات و اتصال في ذلك الحين من شأنها أن تشجع انتشار الشعور الوطني بدلاً من العزلة و التقوقع و التجزئة. لذلك لم يحتاج الإنجليز في مثل هذه الشروط إلى بذل عناء كبير في سبيل خنق هذه الاندفاعات الوطنية في مهدها.

و كان لا بد أن يأتي عام 1948 حتى تشتعل جذوة الوطنية من جديد في عدن هذه المرة. و الحقيقة أنه ما من شيء قبل ثورة اليمن، كان يدعو إلى التنبؤ بأن عدن سوف تصبح مركز الاندفاعات الوطنية. فمنذ تلك الحادثة الرئيسية التي هزت الجزيرة العربية، بدأت عدن تلعب دور قيادة الصراع المعادي للاستعمار و المعادي للإقطاع. و عندئذ ولدت حركة وطنية بكل ما في الكلمة من معنى في المنطقة. و استفادت من الانحسار الخجول للنظام الاستعماري بدءاً من عام 1947 و إنشاء المجلس التشريعي و سن القانون الذي اعترف بحرية التجمع و لعدة أسباب، منها سياسية و منها اقتصادية، انقسمت الحركة الوطنية منذ البدء إلى عدة اتجاهات تنتمي جميعها إلى القومية العربية.

و قد لعب المثقفون دور المحرك الرئيسي للحركة الوطنية، و كانوا من وراء ذلك يهدفون إلى غايتين أساسيتين:

1 ـ تربية المواطنين العرب تربية سياسية و اجتماعية.

2 ـ تحرير البلاد.

و كانوا في غالبيتهم صحفيين و أساتذة و خريجي جامعات، تلقوا تعليمهم في الخارج، و كانت الصحافة و النوادي و الجمعيات و الرابطات بمثابة منابر لهم . و عنها انبثقت الأحزاب و النقابات العمالية فيما بعد.

و لقد ركزت الصحافة المحلية على العامل الاقتصادي بسبب النهضة التجارية في المنطقة. و قد مارست الصحف المتطرفة أمثال صحيفة النهضة و صحيفة الفضول، عملية تربية اجتماعية عن طريق نشر الموضوعات الخاصة بالعمال و بأرباب العمل. و ما لبثت الصحف المعتدلة الموالية للإنجليز أن سلكت نفس المسلك أمثال صحف فتاة الجزيرة، و القلم، و العدني. و قد استخدمت السلطات هذه الزمرة الأخيرة من الصحافة من اجل إجهاض الحركة والحيلولة دونها و دون التزام خط تقدمي. إلا أن خط الحركة الوطنية الصاعد لم يكن يقبل التراجع أو النكوص. و بفضل هذه الحركة الوطنية بدأ الوعي الاجتماعي و السياسي و الحس المدني و الحضاري ينمو بين سكان المدن. و قد بدأت حملة التوعية بقسم من المثقفين لتشكيل طليعة تتولى هي نفسها نشر الأفكار و الشعارات بين جماهير العمال الأميين بوجه عام. أما ما يتعلق بالعمل العمالي الصرف فقد كانت نوادي المثقفين و المغتربين العائدين إلى البلاد هي مراكز الانطلاق الرئيسية (2).

إن ظهور النوادي و الجمعيات و ازدهارها، قد أعطى للحياة السياسية طعماً جديداً. فالطبقة المثقفة كانت تلتقي داخل المنظمات الرياضية و الثقافية و الفنية و في العديد من جمعيات الإحسان، لتناقش قضايا المنطقة و مصيرها في المستقبل. و كانت هذه المراكز تجمع بين أشخاص أتوا من شتى آفاق المعمورة و من مختلف الأوساط، تشغلهم جميعاً دراسة القضايا القومية و المسألة الوطنية. و أهم هذه المؤسسات في المستعمرة كانت:

ـ النادي العدني، الجمعية الإسلامية، الجمعية العدنية، الاتحاد اليمني.

أما في المحمية، فقد كانت:

ـ جمعية الإحسان الحضرمية، النادي الشعبي في لحج.. الخ.

و كان المغتربون يترددون بدورهم على هذه النوادي و الجمعيات و كانوا يتحدثون عن الأحداث التي عاشوهاء خلال اغترابهم، و كان بعضهم ممن أتوا من الشرق الأقصى قد شاركوا في الحركات الوطنية و الحركات الثورية في اندونيسيا و ماليزيا. و على سبيل المثال لعب المغتربون الحضرميون في جاوا دوراً سياسياً ذا طابع إصلاحي وحدوي (3).

و قد كان ثمة مركزان من مراكز الاغتراب قد لعبا دوراً هاماً في تكوين الحركة الوطنية في اليمن الجنوبي هما: اندونيسيا و انجلترا.

ففي اندونيسيا كانت الجالية الحضرمية على احتكاك بالحزب الوطني الاندونيسي كما كانت على اتصال بالأحزاب اليسارية و بمختلف الأحزاب ذات الطابع الإسلامي. و كانت هذه الجالية تملك أفكاراً نيّرة متقدمة. إلا أنها ما لبثت أن كانت أول ضحايا الحركة الوطنية في اندونيسيا. فأضطر قسما كبير منهم إلى العودة إلى اليمن الجنوبي حيث شكلوا مجموعة نشيطة لها تأثير في الحركة الوطنية. ثم انضم إليهم المثقفون الذين تلقوا علومهم في جامعات البلاد العربية.

أما في إنجلترا، فالمهاجرون كانوا يتمركزون بأعداد وفيرة في منطقة كرديف حيث كانوا يعملون بحارة أو عمالاً. و تبعاً لذلك نشأ احتكاك بينهم و بين الأوساط العمالية الإنجليزية أي مع حزب العمال و مع أفكاره السياسية ذات الطابع المعتدل و الليبرالي، و مع الحركة النقابية. و قد ساهم العائدون من هذه المراكز مع العائدين من الشاطئ الفرنسي للصومال ( جيبوتي )، في تكوين الحركة النقابية في اليمن الجنوبي التي بدأت تتبلور منذ عام 1946. و قد استمر تطورها على الصعيدين الاجتماعي و السياسي دون أن تصطدم بعقبة جديدة حتى عام 1952. فقد مرت بالوطن العربي حادثة رئيسية، هي قيام الثورة المصرية.

و قد ترك نجاح هذه الثورة و انتشار تأثيرها في الخارج أثراً كبيراً على مجرى الأمور. فكان من النتائج المباشرة لهذا كله أن دخلت الحركة النقابية في منعطف حاد. فقد أخذ الوضع السياسي شكله الواضح في اليمن الجنوبي، و شهدت الموجة الوطنية تصدعاً حاسماً بين المحافظين و بين التقدميين. و منذ ذلك الحين أخذ كل تيار طريقه المعاكس للآخر.

فعلى النقيض مما حصل في عدد كبير من المستعمرات في القديم حيث كانت وحدة القوى الوطنية مسيطرة طيلة مرحلة التحرير، نجد أن اختلاف الاتجاهات حال دون شعور التيارات المختلفة بالرابطة التي تجمعها على صعيد واحد و هي: وحدة الصراع ضد الاستعمار.

لذلك اتصفت الحركة الوطنية في اليمن الجنوبي بالانقسام و التشتت في الزمان و المكان. و كان ذلك سبباً من أسباب ضعفها. و يبدو في الظاهر إن تفسير هذه الظاهرة يمكن أن يتم بالرجوع إلى نقص الوعي السياسي لدى الجماهير و لدى القادة، أو بالخصومات الشخصية. إلا أن المسألة في الحقيقة هي أعقد من ذلك. فاختلاف الأصول الاجتماعية لرواد الحركة الوطنية و عناصرها هو العامل الرئيسي. فالاختلافات من جهة، كانت تدور حول مفهوم الصراع و وسائله. و من جهة أخرى كانت تدور حول الأهداف النهائية التي يسعى إليها كل فريق.

فالبعض كانوا يقبلون بالتعاون مع السلطة الاستعمارية، و البعض الآخر يلتزم موقف الرفض الحاسم للتعاون و موقف النضال الدائم من أجل تحرير البلاد في أقصر فترة ممكنة. و بقي هذان الاتجاهان المتعارضان متلازمين في عدن، أما بالنسبة للمحمية، فقد بقي التياران بعيدين عنها بحكم عدم وجود ارتباط بين المستعمرة و المحمية يسهل عملية الانتشار تلك.

و هكذا يبدو انه من المنطق أن نتكلم عن تيارات بدلاً من الكلام عن حركة واحدة منسجمة. و منذ عام 1952 – 1953، يمكن أن نميز من خلال ما كان يطرح من تعليقات في الصحافة العدنية، وجود تيارين للرأي العام: أحدوهما يطالب بالحكم الذاتي ، و الآخر يطالب بالتحرر الكامل .

إن التيار الأول، أي التيار المعتدل الذي يعمل من أجل الحصول على الاستقلال الذاتي، هو في الواقع تيار الأقلية، لأنه يتشكل من الأجانب مواليد عدن، أي خليط من الأجناس، يشكل العنصر العربي الغالبية فيه، و تدعمه الجاليتان الهندية و الصومالية التي تتألف من حوالي عشرين ألف شخص.

و كانت الرابطة العدنية التي أنشئت عام 1950 هي الوجه السياسي لهذا التيار. و كانت مطالبها تقتصر على الإصلاحات الاجتماعية، و على إنشاء مجلس تشريعي منتخب. و كانت تعتبر الاستقلال الذاتي مطلباً يجب أن يتم تحقيقه في عدن على مراحل و ضمن إطار الكومنولث. أما فيما يتعلق بالإطار العام للبلاد، فقد كانت تنادي بتعزيز الأواصر بين عدن و المحمية، إلا أنها كانت ترى بأن المحمية يجب أن تحتفظ بنظام الحماية.

أن وجهات النظر الانفصالية التي كانت تبشر بها الرابطة العدنية، كانت تأتلف تماماً مع نظر الإدارة البريطانية خلال أعوام 1950 -1954. لذلك كانت تلقى منها تأييداً و مساعدة مالية.

إلا أن هذا المفهوم الممالئ للإنجليز كان يشجب و يقاوم مقاومة عنيفة من قبل التيار المعاكس الذي كان يرفض مبدأ التطور البطيء لأنه يعتبره منطلقاً رجعياً و وسيلة لتثبيت النظام الاستعماري. كما كان يرى فيه عاملاً يهدد استمرار حركة التحرر الوطني و حيويتها.

إن التيار الوطني التقدمي كان هو التيار المهيمن في أوساط الشعب العربي الذي يمثل ثلثي سكان المستعمرة. و كانت مطالبه عام 1952 تلخص فيما يلي:

1- إلغاء الوضع الخاص بعدن كمستعمرة تابعة للعرش، و جعلها عاصمة للمحمية.
2ـ توحيدا دول الأمراء.
3- إنشاء مجالس محلية منتخبة و مجلس اتحادي في عدن.
4 ـ الاستقلال الذاتي و دستور جديد للدولة الاتحادية الجديدة.
5 ـ الإصلاحات الاجتماعية.

و عناصر هذا التيار تتألف من أعضاء الروابط و المنظمات القومية. و كان له صحيفتان تعبران عن مواقفه هما: النهضة و الفضول. و كان أنصار هذا التيار يُتهمون من قبل الإنجليز بالمشاغبين و المتطرفين. و كانت هذه الاتهامات مبرراً لملاحقتهم. و كان اعتقالهم يُبرر رسمياً بصيغة تقليدية: الإخلال بالأمن الداخلي للمحمية عن طريق نشر مقالات تمس الأمراء المناهضين لفكرة الاتحاد التي يطرحها الوطنيون. و الحقيقة هي أن السلطات الاستعمارية كانت تحاول أن تمنع فكرة دمج عدن بالمحمية من الانتشار، و تقوم باعتقال كل من يبشر بها في تلك الفترة. فحتى عام 1953 لم تكن سلطة الحماية تفكر بأكثر من توحيد الأمارات في ظل اتحاد فدرالي يستبعد عدن و يبقي عليها كمستعمرة. و كانت تأمل بطرح فكرة الاتحاد الفدرالي بالنسبة للأمارات، أن تستميل بعض العناصر الوطنية من جهة و أن تؤمن مستقبل الزعماء المحليين ثانية.

و مع ذلك فقد فشل مخطط التجميع الذي رسمته لندن لأنه لم يكن يلبي شروط التيار التقدمي. و عندئذ أخذت السياسة الإنجليزية منحىً مكشوفاً في تأييد التيار المعتدل مع تصميم على تحطيم مقاومة خصومه. و منذ عام 1954 تأسست صحيفة جديدة سميت ( صحيفة الفجر ) و بدأت المرحلة الأولى من مخطط التيار التقدمي في
مقاومة الاستعمار.


(1) البكري ( حضرموت و المدن ) ص 168.

(2) مجلة أفريقيا و آسيا، العدد 44، باريس 1958.

(3) فإنسان مونتيل ( العرب )، باريس، 1959، ص 18
.


تابع الصفحة التالية مع تحيات اخوكم: أنا هو.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-22-2006, 04:19 AM
الصورة الرمزية أنا هو
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,472
افتراضي

الصراع المعادي للاستعمار!!


لقد اشتد الصراع المعادي للاستعمار مع ظهور طبقات اجتماعية جديدة تتطلع إلى المزيد من الحرية و من المكتسبات الاجتماعية و الاقتصادية. فمقابل البرجوازية التجارية، قامت فئة من المثقفين المطبوعة بالأفكار التقدمية. و على الرغم من قلة عددهم فقد أرسوا دعائم التنظيمات السياسية في البلاد. و قد تلقوا دعم الطبقة العاملة الناشئة التي بدأت نواتها تتكون خلال الفترة ما بين عامي 1952 ـ 1954، مع إنشاء شركة مصفاة البترول البريطانية في عدن الصغرى.

إن هذه الطبقة الجديدة التي كان عددها ما يزال محدوداً، استطاعت أن تفرض نفسها بسرعة، و أن تغدو خلال بضع سنوات قوة سياسية طليعية. و كانت تعرف سياسياً باسم ( مؤتمر نقابات عمال عدن ). و بفضل هذه المساندة التي لعبت دوراً حاسماً في السنوات التالية تعززت قوى التيار الوطني و تحول إلى حركة تحرير وطني بكل معنى الكلمة. و قد انظافت إلى قوة التيار الوطنية قوة أخرى تتمثل في القومية العربية التي تحرك بعمق كل طبقات الشعب. أن الفترة 1952 ـ 1954، تشكل مرحلة الانطلاق في هذا الصراع لسببين رئيسيين:

1 ـ فهي الفترة التي شهدت نشوء طلائع التنظيمات السياسية و النقابية.

2 ـ و هي الفترة التي تتفق و قيام حوادث الاصطدامات الكبرى بين الحركة الوطنية و بين الاستعمار البريطاني و حلفائه.

و الواقع أن عدة تجمعات سياسية و أيدلوجية ولدت خلال هذه الفترة. و قد بقيت مشتتة مبعثرة طيلة مرحلة الانتقال من الإدارة المباشرة إلى الاستقلال الذاتي الداخلي.

و قد عرفت السلطات الاستعمارية كيف تبقي على الانقسام بين القوى، و كيف توسع رقعة الخلاف و الشقة فيما بينها . و بتأثير تدخلها من جهة و تضافر الحوادث في الشرق الأوسط عام 1956 ( السويس ) و عام 1958 ( اتحاد سورية و مصر، و ثورة العراق ) فقد عرف التياران على السواء تطورات عميقة في داخلهما. فكلاهما اخذ يعمل على التكيف مع الظروف الجديدة حتى يكسب الشعب إلى جانبه. إلا أن هذا السباق الذي كان مصحوباً بالمزايدات و بالديماغوجية ، قد عرّض التيار المعتدل لنكسات قاسية ، رغم دعم السلطات له .

و فد اندفع قسم من القادة الشبان إلى الانفصال عن الرابطة الإسلامية بعدما لاحظوه من جمودها و عدم فعاليتها، و أشأوا عام 1950 رابطة أبناء الجنوب العربي (1)، التي أصبحت تشكل مع الرابطة العدنية المنظمة الكبيرة الثانية في عدن. و أصبحت الرابطة على رأس الحركة الوطنية المعادية للاستعمار. و كانت تحظى بتأييد حزب اليمن الحرة، و عدة منظمات اجتماعية و ثقافية. و تحت إلحاحها و تحريضها، تشكلت عام 1953 أولى النقابات العمالية و نقابات المستخدمين. و لهذا السبب أخذت الحركة النقابية منذ البدء طابعاً سياسياً.

و كلما ازدادت وطأت المطالب الوطنية وضوحاً و دقة، كلما أدرك الإنجليز أن اهتمامهم بتنفيذ مطالب التيار المعتدل يضع بين أيديهم كفة معادلة في وجه المتطرفين. و على هذا الأساس أيدوا ( الاتحاد العدني )، و كانوا يطمحون من وراء ذلك إلى إنشاء قاعدة ثابتة للتيار المعتدل و تحويل أنظار الشبيبة العدنية عن التيار التقدمي الذي أصبح قوة ذات شأن و خطر.

أما القوى الوطنية فقد كانت تجمع النوادي و الروابط و النقابات. و هي عبارة عن مجموعات منظمة نشيطة تضيق ذرعاً بالنظام الاستعماري و تقف كتلة واحدة في وجهه. وتجدر الإشارة إلى أن برنامجها قد خضع لتبديلات عميقة، كما يبدو من خلال الصحف التقدمية ( الفجر، البعث، الجنوب، العربي ) و يتلخص هذا
البرنامج على الشكل التالي:

1 ـ الدعوة الملحة إلى وحدة النوادي و التجمعات الوطنية.

2 ـ الدعاية لاتحاد اليمن الجنوبي كما تتصوره الحركة الوطنية، لدى زعماء القبائل.

3 ـ الدعوة إلى الوطنية و إلى القومية العربية و إلى التخلي عن الروح العشائرية.

4 ـ خلق حركات تعبئ الرأي العام للضغط على الإدارة البريطانية من أجل تطوير تعليم العربية و من اجل فرضها كلغة رسمية محل اللغة الإنجليزية ( على سبيل المثال: في عام 1955 هدد سائقي التاكسي بالإضراب إذا لم يصبح استعمال الحروف و الأرقام العربية إلزامياً على لوحات السيارات ).

5 ـ تمجيد القومية العربية في جميع أشكالها و خاصة مصر رائدة القومية العربية
.
إن إحدى المظاهر البارزة لهذه الدعاية التي لفتت نظر ( ت. برنيي ) (2) هي عدم وجود مكان بارز للدين فيها. و أنها تحمل اسم القومية العربية. إن التطور الذي حصل على الصعيد الفكري بين هذا البرنامج و بين برنامج عام 1952، تطور واضح و كبير. فقد أصبح التركيز على الوحدة، و على القومية العربية و على النزعة الوطنية المعادية للقبيلة و للاستعمار. و تجاوزت الحركة الوطنية الصراعات الحزبية و المحلية، و ارتفعت الأصوات المطالبة بالقضايا السياسية و الاجتماعية. و أصبحت الإدارة الاستعمارية تصطدم بضغط الجماهير و تجد نفسها أمام ( جبهة وطنية موحدة ) تجمع القوى الوطنية، لا أمام حزب معارض واحد. و
قد كان تحالف تلك القوى و عدم توحيدها، عاملاً في ازدياد قوتها و بأسها. إلا انه في الوقت نفسه كان يشكل عامل ضعف بالنسبة إليها.

الجبهة الوطنية الموحدة:

لقد قامت هذه الجبهة في نوفمبر 1955 قُبيل الانتخابات التشريعية التي جرت في 15 يناير, و قد نجحت هذه الجبهة في كسب التأييد المعنوي لقسم من التجار العرب في عدن، بالإضافة إلى الدعم المادي للتجمعات التقليدية. إلا أن العنصر الجديد حقاً هو دخول بعض الأمراء بشكل جزئي و خجول. و ذلك بفضل مشاركة بعض قادة ( رابطة أبناء الجنوب العربي ) التي كانت تتمتع بسمعة عالية في الجبهة الوطنية الموحدة.و قد وضع هذا التحالف بين القوى الوطنية لنفسه برنامجاً مؤلفاً من النقاط
الثلاث التالية:

1 ـ تفشيل انتخابات 1955 و مشروع الاتحادات.

2 ـ تشجيع المطالب العمالية.

3 ـ انتهاجا خط سياسي موحد.

و الواقع أن الجبهة وقفت حائلاً دون نجاح سياسة ( السير نحو الحكم الذاتي ) و ذلك عن طريق تنظيم حملة لمقاطعة الانتخابات. و لم يبق في المعركة الانتخابية سوى الإدارة البريطانية و المرشحين الذين ينتسبون إلى الاتحاد العدني. و هكذا باءت الانتخابات بفشل ذريع.أما المشروع الاتحادي الذي طُرح من جديد عام 1956، فلم يكن حظه في النجاح أوفر من حظ مشروع 1954، و ذلك بسبب وعي و يقظة القوى الوطنية.

و على صعيد المطالب العمالية، كانت النقابات تطالب بحق الإضراب و بضمان العمل و بصندوق للبطالة، و بالتقاعد و رفع الأجور، و تحديد حد أدنى مكفول للأجور. و كانوا يحتجون ضد التشريع الذي يشجع الهجرة إلى عدن في البلدان التابعة للكومنولث. و كانت السلطات البريطانية تدّعي من جهتها بأن تدفق الشغيله اليمنيين يشكل تهديداً للعدنيين الذين يسعون وراء العمل، ناسية باقي الفئات من المهاجرين المتدفقين على عدن من بلاد تحت إشراف الإدارة البريطانية. و قد دعمت الجبهة النقابات دعماً كلياً ضد إدخال الأيدي العاملة الأجنبية.
و قد نظمت الجبهة بالاشتراك مع النقابات سلسلة من الاضرابات ذات طابع مهني و سياسي عام 1956، كانت الأولى من نوعها في تاريخ اليمن الجنوبي. و قد وجدت السلطات البريطانية نفسها تجاه شمول حركة الاحتجاجات مدفوعة إلى معالجة شكوى الطبقة العاملة بتفهم. و هكذا حصل عمال و مستخدمو الطيران المدني على زيادة في مرتباتهم. و اتخذت تدابير لحماية العمال العرب من تدفق العمال المهاجرين. و منع استيراد اليد العاملة الأجنبية. و سويت أجور المؤسسات الخاصة. و على وجه الأجمال فقد كانت حصيلة تجربة القوة جيدة و خصبة.

و قد وضعت الجبهة الوطنية الموحدة لنفسها هدفاً نهائياً إنشاء جمهورية للساحل اليمني ذات طابع مركزي تتألف من المحميتين و من اليمن. و تكون عدن هي العاصمة مؤقتاً بانتظار سقوط الحكم الملكي في صنعاء.

و كانت الجبهة تعتبر الطريق الموصلة لهذا الهدف تمرا بمراحل ثلاث:

1 ـ توحيد السلطنات في دولة واحدة تحكم من عدن من قبل مجلس منتخب بواسطة الاقتراع العام.
2 ـ تخلي الإنجليز عن المستعمرة.
3 ـ ضم اليمن فيما بعد و إعلان الجمهورية.

غير أن الجبهة ما لبثت مع الأسف أن تصدعت بتأثير التنافس الشخصي و الخصومات قبل أن تحقق برنامجها. و الحقيقة هي أن الجبهة لم تتمكن من امتصاص التجمعات التي وحدتها في وقت ما. و مع ذلك استطاعت رغم كيانها المهدد أن تحقق انتصارات هامة جداً لمجرد كونها تحالفاً للقوى التقدمية. فقد كانت منظمة كفاح، و قد وصل تأثيرها حتى للمعتدلين الذين وجدوا أنفسهم مرغمين على إعادة النظر في مواقفهم حتى لا يتهموا بالتخاذل و بالتخلي عن الشعب. كما كان من نتائج عملها اضطرار الإنجليز و إجبارهم على إعادة النظر في سياستهم.

القوى المحافظة:

يمكن اعتبار ( الرابطة العدنية ) و ( الاتحاد العدني ) لسان حال القوى المحافظة. و بقدر ما كانت الجبهة الوطنية المتحدة تجمعاً هجومياً غير متبلور التنظيم و الكيان، كانت الرابطة العدنية تجمعاً دفاعياً يمثل :

1 ـ البرجوازية العدنية و الطبقة التجارية الهامة المؤلفة بالدرجة الأولى من الآسيويين و الأوروبيين و بعض التجار العرب.

2- قسماً كبيراً من جهاز موظفي الدولة، و من الموظفين في المؤسسات الأجنبية
.
و دعم هاتين الفئتين للرابطة يعود إلى دوافع سياسية و اقتصادية. فعلى الصعيد السياسي لم يكن العدنيون غير العرب بوجه خاص، بمستعدين لوضع شؤون المستعمرة بين أيدي رجال الحركة الوطنية. و كانوا يتطلعون إلى نوع من الاستقلال الذاتي الداخلي داخل إطار العائلة البريطانية.

أما على الصعيد الاقتصادي و الاجتماعي، و هو العامل الأشد تأثيراً، فقد كانت الطبقة التجارية مذعورة من اتساع نطاق المطالب العمالية و الاضرابات. فقد شل الإضراب العام الذي قادة اتحاد نقابات عمال عدن عام 1956 الحياة الاقتصادية في عدن خلال ستة اشهر. و كان عبئاً تحملت نتائجه البيوتات التجارية الكبرى. و أكثر من ذلك كانت أوساط الأعمال تربط مصير الاقتصاد بالوجود البريطاني. و بالتالي كانت ترغب في بقائه أطول مدة ممكنة لأن ذلك يتفق مع مصالحهم.

و من جهة ثانية، كان الموظفون و المستخدمون في البيوتات الهندية و الأوروبية، و معظمهم من الأجانب، يخشون من فقدان وظائفهم إذا ما انتقلت السلطة إلى أيدي العناصر العربية.

إن هذه المواقف النابعة من المصلحة الخاصة الأنانية التي لا تحسب حساباً لشيء آخر، كانت تخص الأوساط التي تهتم برفاهتها لا بتطور البلاد و تقدمها. و كان لا بد بطبيعة الأمر أن ينشأ تقارب بين الإدارة البريطانية و بين هؤلاء المعتدلين. و عندما شعر هؤلاء بأن الأحداث قد تجاوزتهم، حاولوا أن يُدخلوا في برنامجهم الإصلاحات الاجتماعية، و مشروع الاتحاد مع الاستقلال الذاتي الداخلي الذي ينادي به خصومهم. و لكن في حين أن خصومهم كانوا يعتبرون الاستقلال الذاتي خطوة أولى نحو الاستقلال الكامل، كانوا هم يعتبرونه الغاية
النهائية. كما كان المحافظون يطالبون بالأمور التالية بصورة مستقلة بعضها عن بعض:

ـ الحكم الذاتي بالنسبة إلى عدن،

ـ وحدة المحمية،

ـ جمع المستعمرة المستقلة ذاتياً مع المحميات داخل اتحاد،

ـ إدخال الاتحاد ضمن الكومنولث.

تلك هي الوحدة الممكنة في نظر هؤلاء. و بتعبير آخر، يمكن أن نقول بأن التقدميين كانوا يريدون وحدة مركزية، أما المعتدلون فكانوا يرغبون باتحاد فدرالي فقط. و كانت انجلترا تشاطر المعتدلين وجهة نظرهم. فقد تأثرت بما للجبهة الوطنية المتحدة من جماهيرية أي من صوت مسموع لدى الجماهير، لذلك لم تتردد في تبني البرنامج الإصلاحي و الفدرالي للرابطة العدنية.

على أن ثمة خلافاً هاماً كان يقوم بين السلطات الإنجليزية و بين المحافظين المعتدلين، يتعلق بالأسباب العسكرية. فالسلطات البريطانية كانت تتمسك بالاحتفاظ بعدن نهائياً خارج الدولة الجديدة. الأمر الذي ما كان في وسع
المحافظين الموافقة عليه خوفاً من الاتهام بالتخلي عن جزء من أرض الوطن.و قد استمر الإنجليز في التمسك بوجهة نظرهم، رغم أنها تضعف من جانب حلفائهم. و قد عوّض الإنجليز على هؤلاء الحلفاء بالمزيد من الدعم المعنوي و الدعم المالي. و قد دفع اضطرابات الأمور بسبب هذا التعنت إلى مجموعة من التدابير القمعية: كإعلان حالة الطوارئ و إصدار مجموعة من القوانين.

(1) محمد الحفري ( حقائق عن جنوب الجزيرة العربية ) القاهرة 1956 ص 52
(2) مجلة أفريقيا و آسيا ، العدد 44 .

و كان إعلان حالة الطوارئ بمثابة إعلان عن عزم السلطات الاستعمارية على القضاء على الجبهة الوطنية. و قد عبّرت السياسة التي طبقتها عن هذا الإصرار، أي سياسة إبعاد العناصر الوطنية و تعزيز جهاز المراقبة في سلطات البوليس.

أما القوانين التي تم إصدارها نتيجة لإعلان حالة الطوارئ فتتعلق بمراقبة الصحافة و بتخويل السلطة صلاحية مصادرة و توقيف كل صحيفة. كما يتعلق بعضها الآخر بحرمان الجالية اليمنية من حق التصويت، بالإضافة إلى قوانين تحرّم تقديم أية مساعدة للجبهة الوطنية.

و إلى جانب هذه السياسة العنيفة، عملت السلطات على دعم الرابطة العدنية دعماً متزايداً، كما أنها ضغطت على أرباب العمل لدفعهم إلى تلبية مطالب العمل قدر الإمكان. إلا أن النقطة الأهم في هذه المواجهة، هو طرح السلطات البريطانية لاحتمال انضمام اليمن إلى الدولة الاتحادية التي سيكون على رأسها ملك اليمن. و قد كانت السلطات البريطانية تهدف من وراء ذلك إلى إحداث انقسام داخل الجبهة الوطنية، لأن القسم الأعظم من الجبهة كان ضد هذا الاحتمال و يرفض أن تكون أسرة حميد الدين و السلالة الزيدية و لو على رأس دولة اتحادية
تضم اليمن. هذا علماً بأن السلطات الإنجليزية لم تكن بشكل من الأشكال تقف موقفاً مشجعاً لمثل هذه الاحتمالات.

و الخلاصة، فإن الأمر انتهى بحدوث انقسام داخل الجبهة بين الجناح اليساري الذي تدعمه النقابات و الذي استولى على قيادة الجبهة، و بين الجناح اليميني الذي أصبح ممثلاً برابطة أبناء الجنوب العربي و الذي انسحب من الجبهة. بهذا الانقسام دخلت الحركة الوطنية في أخطر أزمة عرفتها. و إذا كانت الحركة الوطنية قد احتفظت رغم ذلك بحيويتها و نشاطها، إلا أنها أخفقت في إعادة الالتحام إلى صفوفها. و كان ذلك طبعاً مبعث سرور لخصومها.

أزمة الحركة الوطنية:

لم يعمّر تحالف الجهات المعادية للاستعمار سوى أقل من ستة أشهر، أي تماماً الوقت اللازم لمجابهة الاستفتاء الذي نظمته السلطات الاستعمارية. فمنذ شهر مارس 1956، بدأت انقسامات خطيرة تظهر داخل الجبهة الوطنية الموحدة. فقد اتهمت النقابات ذات التابعية اليمنية، رابطة أبناء الجنوب العربي، بأنها تعمل على وضع النقابات تحت إشرافها المباشر و المطلق. كما اتهمت من قبل تجمعات يمنية أخرى بالعمل من أجل فصل عدن و محميتها و محميتها عن الوطن الأم في الشمال، و إنشاء جمهورية انفصالية في اليمن الجنوبي. و اتهمت الرابطة بدورها هؤلاء و أو لائك بأنهم يريدون أن يقسموا الحركة الوطنية و أن يدفعوا بها ضمن اتجاه موال لليمن.و قد كانت لهذه الاختلافات نتائج ثقيلة الوطأة. و أخذ الخلاف طابعاً سياسياً عندما شكلت النقابات بتاريخ 3 مارس 1956 اتحاد نقابات العمال العدني، و أعطت لهذا الاتحاد النقابي الكبير طابعاً اجتماعياً و سياسياً و عندما صدر بتاريخ 22 مارس 1956 عن رابطة أبناء الجنوب العربي تصريح مطول يشدد على شخصية الجنوب و على حقه في الاستقلال.و كان ذلك بمثابة الطلاق بين القدوتين الوطنيتين، هذا الطلاق الذي انتهى فيما بعد إلى حل الرابطة بينهما بعد أن يئس كل فريق من امتصاص الفريق الآخر.

و قد استطاع اتحاد النقابات بفضل تنظيمه و تماسكه أن يسيطر بسرعة على المسرح السياسي في المستعمرة. و أن تجتمع من حوله معظم القوى الوطنية عدا رابطة أبناء الجنوب العربي. و قد كان للاضطراب العام الذي بدأ في مارس و انتهى في نوفمبر من عام 1956 و للنجاح الكبير الذي انتهى إليه، فضل في اتساع شهرتها وازديادها. و كان من الطبيعي نظراً لفشل التشكيلات السياسية التقليدية و إفلاسها، أن تصبح الحركة النقابية محور النضال السياسي ضد الاستعمار.

لقد كان انغمار الطبقة العاملة في العمل السياسي شيئاً نابعاً من طبيعة الأمور، و ليس فيه ما يدعو للدهشة. فالنقابات العمالية في كثير من البلاد المتخلفة تبدو و كأنها القوى الوحيدة التي تتمتع بسند شعبي ملحوظ و بتنظيم
قوي فعال. و هذا الواقع ينطبق على عدن أكثر من أي بلد آخر. فالحركة العمالية كان لها النصيب الأكبر في الكفاح ضد الاستعمار.

و في نفس الوقت الذي كان فيه اتحاد النقابات يشق طريق الصعود، كانت رابطة أبناء الجنوب العربي تعاني من أزمتها الحادة بسبب انسحاب قسم من إطاراتها العليا و تفكك قيادتها. و هكذا بعد أن كانت رابطة أبناء الجنوب العربي المحرك الرئيسي للحركة الوطنية و العنصر البارز في الجبهة الوطنية المتحدة، غرقت في تعقيدات ظروف التجزئة الإقليمية. و دفعتها شكوكها بشأن اليمن إلى تبني مواقف أعطيت صفة الانفصالية من قبل عدد كبير من قادتها أنفسهم. و بعض هؤلاء القادة استنكروا علناً ذلك و لجأرا إلى المنظمة المقابلة. و في عام
1958 لجأ رئيسها و أمينهاْ العام إلى القاهرة تاركين ورائهم في عدن منظمة هزيلة إلى درجة لم يعد الإنجليز يحسبون لها أي حساب. أما في الخارج فقد تحولت ( رابطة أبناء الجنوب العربي ) إلى مجرد ( رابطة الجنوب العربي ). و عند إعلان قيام الجمهورية العربية المتحدة، ثم ( الدول العربية المتحدة )، حاولت الرابطة أن تعدل ميثاقها و أن تدخل فيه فقرات خاصة بالوحدة العربية و بالعلاقة بين جنوب و شمال الساحل اليمني، و أن ترفض القومية اليمنية.

و عندما تقرر ضم عدن إلى الاتحاد، حاول الإنجليز جس نبض قادة الرابطة في المنفى للعودة و تشكيل الحكومة الاتحادية. إلا إنهم رفضوا هذا العرض و فضلوا الالتحاق بالمعارضة مع الإبقاء على مسافة ما بينها و بينهم.

و بعد ثورة اليمن الجمهورية، حاولوا أيضاً تعديل برنامجهم و موقفهم الغامض إلا أن المحاولة جاءت متأخرة. فالرابطة على الرغم من أنها استعادت بعض نشاطها، إلا انه كان يلزمها وقت طويل و بذل جهد أكبر حتى تنهض من كبوتها و تحول الوضع إلى مصلحتها.

الحركة النقابية:

لقد قام اتحاد نقابات عمال عدن عام 1956 بعمل مزدوج: فمن جهة اهتم بالمسائل الاجتماعية التي تشغل العمال، و نجح في الحصول على اعتراف شرعي بالنقابات و بحقوقها. و من جهة ثانية أخذ الاتحاد اتجاهاً سياسياً مرناً و أصبحت الجبهة الوطنية الموحدة قاعدته الناطقة باسمه. و بعد فشل العدوان الثلاثي على السويس شددا مواقفها و كسبا الجو على حساب الرابطة العدنية التي تواطأت مع الإنجليز.

و منذ عام 1957 أصبح الاتحاد اكبر منظمة شعبية في عدن. و أصبح له صحيفة ناطقة باسمه ( العامل ) كانت تنشر أسبوعياً مقالات مطولة حول الوضع الداخلي في الجنوب و الشمال. و قام الاتحاد بحملة عنيفة ضد الهجرة و ضد غلاء المعيشة عام 1958. و عندما قررت السلطات في أغسطس 1960 أن تسن تشريعاً جديداً يمنع الإضراب و يفرض التحكيم في خصومات العمل، شجبت صحيفة العامل بجرأة الرتيبات الجديدة. و على أثر الاضطدامات الدامية بين المضربين المتظاهرين و بين الشرطة، أُغلقت الصحيفة و لوحق جهاز التحرير المؤلف في غالبيته من النقابيين، بتهمة التحريض على مخالفة النظام. و بفضل انتساب المنظمة إلى اتحاد نقابات العمال العرب و الاتحاد الدولي، استفادت من تضامن المنظمات العمالية في آسيا و أفريقيا و أمريكا. و علقت الصحيفة الأسبوعية الفرنسية ( النوفيل أو بسر فاتورة ) على تلك الحوادث في عددها بتاريخ 7 سبتمبر 1960 بقولها:

( في عدن، ينظم العمال اضطرابا عاماً للاحتجاج على التعديات على الحرية النقابية، مطالبين إنهاء الإدارة البريطانية و تنظيم استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة ).

و على الصعيد السياسي، ركز الاتحاد مع الجبهة جهود هما على إزالة الاستعمار في عدن و على تحرير اليمن من النظام الملكي. و كانت دعايتهم تطالب بدمج الجنوب مع الشمال. و بقدر ما كانت تلك الدعاية تحقر الإنجليز بقدر ما كانت تسبب القلق للسلالة الزيدية التي كانت تريد أن تجنب البلاد موجة الاضطرابات
التي أثارها الوطنيون في المستعمرة.

مع نهاية المعركة الانتخابية عام 1959، تصدع التحالف الواهي الذي كان يجمع القوى التقدمية. و أخذت الجبهة موقفاً يختلف عن موقف الاتحاد الذي انعطف انعطافاً واضحاً نحو اليسار عام 1960. و أصبح الاتحاد المركزي للنقابات في نظر الكثيرين من أبناء الجنوب المجسد الحقيقي ( للقومية اليمنية ). و من هذه الزاوية بدأ يتعرض للنقد الشديد.إلا أن الذي يجب أن يقال ، هو أن الاتحاد حاول عدة مرات أن يذيب مختلف الأحزاب الوطنية في بوتقة واحدة تحت رعايته ، إلا انه لم يصادف إلا نجاحاً جزئياً و خاصة لدى الروابط التي تهيمن عليها العناصر ذات الأصل اليمني . و ضمن هذا الاتجاه قاد عملية تشكيل الاتحاد الشعبي عام 1958 و الاتحاد الوطني اليمني عام 1959 و التجمع الوطني عام 1960 و تجمع المنظمات الوطنية و الشعبية عام 1961. و ساهم مساهمة فعالة في مؤتمر القاهرة الذي اجتمع عام 1961 و 1962 و ضم ممثلين عن (3):

ـ النقابات العدنية،

ـ حركة القوميون العرب،

ـ الاتحاد اليمني،

ـ حزب البعث العربي الاشتراكي ( فرع اليمن الجنوبي ).

و قد حاول المؤتمرون أن يخلقوا جبهة وطنية جديدة إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك. لذلك قرر الاتحاد المركزي للنقابات عشية مؤتمرا لندن في يوليو 1962 تأسيس حزب جماهيري. و هكذا تم نشوء ( حزب الشعب الاشتراكي ). و خلال ذلك كانت الجبهة الوطنية الموحدة قد زالت و لم يبق لها وجود. و قد قام ( حزب الشعب الاشتراكي ) بحملة عنيفة ضد المشروع الاتحادي الذي طرحته السلطات. و على الرغم من التدابير القمعية، نجح في تعبئة الرأي العام الداخلي و الخارجي ضد السياسة الإنجليزية. إلا أنه فشل في تجميع قوى المعارضة من حوله، بل و زاد في خصومتها له.
.


تابع الصفحة التالية مع تحيات اخوكم:أنا هو.

التعديل الأخير تم بواسطة أنا هو ; 05-22-2006 الساعة 06:04 AM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-23-2006, 07:43 AM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 13
افتراضي

ياهو لايعجبك العجب ولاالصوم في رجب خل على ينقلع من على الكرسي اولا ونشوف فعل ياسين بعدجرب مابنخسر أكثرمماخسرنا
ثانيا لاتستعجل يمكن علي عبدالله يرشح نفسة وهذه المرة المطلوب انتخاب مدى الحياة وبلاش تظييع وقت الدولة والشعب واموالهم
وذلك لأنه في وطننا العربي لايوجدشئ اسمه الرئيس السابق عدا لبنان ولاينقذالشعب من الرئيس
الاواحد من اثنين انقلاب ويصفونه بانه منحرف متأمر انفصالي مندس سرق نهب البلدوهلم جرمن النعوت
أو عــــــــــــــزرائيل عليه السلام مخلص الامة من طواغيتها0ايهما اسرع هو المخلص والله المستعان
واخيرا واعتقدانه الاصح حزب المؤتمرهم الاغلبية لذا يكون الرئيس منهم
وبيت الاحمر هم القاده لذا يقف الشعب هنا ويطلع الرئيس طبعا احمر

التعديل الأخير تم بواسطة ابوعمر ; 05-23-2006 الساعة 07:46 AM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-25-2006, 05:59 AM
الصورة الرمزية أنا هو
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,472
افتراضي

سلق التاريخ استخفاف بعقول الناس وهروب من قضايا المستقبل!

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
محمد سعيد عبد الله (محسن)
الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان لي شرف الانتماء إليه منذ التحقت بحركة القوميين العرب عام 1963م الفصيل الرئيسي المكون للجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل التي تشكلت في العام 1963م وتكونت من عدد من التنظيمات المنظمات السياسية اليمنية، وقادة النضال المسلح ضد الاستعمار البريطاني، وعملائه وحققت الاستقلال الوطني بفضل الدور العظيم لشعبنا بكل قواه الوطنية والسياسية في الثلاثين من نوفمبر 1967م وبموجب اتفاقية 5 فبراير 75م توحدت الجبهة القومية واتحاد الشعب والطليعة الشعبية ليصبح بعد ذلك التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية وتواصل الحوار مع عدد من الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة اليمنية (الجمهورية العربية اليمنية سابقا) وتكون الحزب الاشتراكي اليمني من 8 أحزاب وتنظيماًت سياسية 3 من الجنوب و 5 من الشمال والذي أعلن عنه في المؤتمر العام الأول في 14 من أكتوبر من عام 1978م ليشمل ساحة الوطن اليمني كله، هذا الحزب العظيم الذي حقق العديد من المنجزات الوطنية الطيبة في مختلف المجالات لا يمكن لعاقل نكران هذه الانجازات أو القفز عليها مهما كانت الغيرة أو درجة الخصومة السياسية أو حتى الحقد، أقول إن هذا الحزب يملك من التاريخ والخبرات السياسية المتراكمة من خلال مسيرته النضالية منذ نشأته على الساحة الوطنية اليمنية قبل قيام الثورتين وحتى اليوم ما يمكنه من تجاوز وتخطي المصاعب، وكل ما يزرع في طريقه من عراقيل، على الرغم من الخسارة الكبيرة لعدد من المناضلين وقياداته التاريخية المجربة نتيجة الخلافات والصراعات الداخلية المتتالية.

إن العمل المنظم لتشويه تاريخ هذا الحزب وقياداته المتعاقبة منذ نشأته وحتى اليوم لا يمكن ايجاد تفسير محدد له سوى أن الآخرين يستجرون الماضي ويعملون على الهروب من التصحيح و الاصلاح السياسي والاقتصادي والوطني من أجل تنمية إنسانية مستدامة ومواطنة آمنة مستقرة ومتساوية، ولو نظروا لأنفهسم وراجعوا ما ارتكبوا وما مارسوا من أخطاء لوجدوها أكبر من أن يتصورها عقل ولكنهم نتيجة لمكابرتهم لا يعترفون بها.. الحزب الاشتراكي على عكس الآخرين تماما فهو لا يكابر ويعترف بالثغرات والسلبيات والأخطاء والسياسات التي وقع فيها لأسباب مختلفة نحن ليسنا بصدد تقييمها الآن، فذلك متروك لباحثين ولمؤرخين محايدين ليس لهم خصومة معه أو مع تاريخه أو مع خصومه سواء قبل الاستقلال أو عندما كان حاكما للجنوب من 30 نوفمبر 63م إلى 22 مايو 90م باحثين لا يسعون لتوظيف الصراعات لأهداف ومقاصد سياسية وغيرها، أقول إن هذا الحزب كان وما زال وسيظل حاملا لمشروع تحديثي وطني نهضوي كبير لهذا الوطن معتمدا على كل القوى الخيرة وجماهير الشعب، فهو يمتلك الرؤية البرنامجية والسياسية، هو ليس راكنا أو جامداً وإنما يتطور وتتجدد رؤاه في ضوء المتغيرات والمستجدات المحلية الوطنية والإقليمية والدولية، متمسكا ببرنامجه ونظامه الاجتماعي السياسي ومخلصاً لمصالح وأهداف وتطلعات الشعب اليمني، فهو لا يمكن له أن يبقى مرواحا أو مقيداً بخصومة الماضي، فقربه من هذا الحزب أو ذلك من هذه القيادة أو تلك يتحدد من خلال موقفهم من إزالة مخلفات الصراعات المتتالية ومصالح وقضايا الشعب الأساسية ومستقبل الوطن وتحديثه.

إن المراجع المنصف المحايد يمكن له بالمراجعة لتلك الأهداف التي وضعها في أول بيان له وفي ميثاقه الوطني للجبهة القومية المقر في 22/6/1965م في مدينة تعز والذي ناضل من أجل تحقيقها وما حقق منها والمحددة بـ5 أهداف رئيسية وهي:

1- التحرر التام من الاستعمار سياسياً واقتصادياً لكل مناطق الجنوب (الغربية والشرقية) والجزر التابعة لها.

2- تصفية القاعدة الحربية البريطانية الاستعمارية من عدن وكافة فروعها في مناطق الجنوب (الغربية والشرقية) والجزر التابعة لها دون قيد أو شرط.

3- اسقاط الحكم السلاطيني الرجعي العميل.

4- استرجاع الأراضي والثروات المسلوبة واعادتها للشعب.

5- تحقيق وحدة الشعب العربي في اقليم اليمن سيرا نحو وحدة عربية شاملة.

إن الحكم على الحزب ينبغي أن يكون بعيداً عن الخصومة السياسية وبعيداً عن عقلية الحاكم أو الثأر القبلي، فما حققه الحزب من هذه الأهداف وانجازات يمكن تكون حكما للتقييم الموضوعي والعادل لتجربته سلبا وايجاباً كجزء لا يتجزأ من التجربة الوطنية اليمنية بالرغم أن الحديث مع الأسف اليوم انحصر عند اهداف ثورة 26 سبتمبر 62م فقط والتي تتصدر الصفحات الأولى من كل صحيفة من الصحف اليمنية وهو أمر يثير الاستغراب والحيرة والتساؤل لهذا التمييز والتفريق بين الثورتين مما يخلق الضغينة والغبن لدى اليمنيين لتجاهل ثورة الرابع عشر من أكتوبر 63م التحررية الوطنية في الجنوب وكأنها ليست يمنية حتى تاريخ 11 فبراير وهو التاريخ الذي صدر به قرار جمهوري عام 67م وحدد ليكون يوما للشهداء الغي وكأنهم ليسوا شهداء ومؤخراً وفي هذا العام 2006م تم ازاحة النصب التذكاري لشهداء ثورة 14 أكتوبر 63م الذي افتتح من قبل المناضل قحطان محمد الشعبي أول رئيس للجمهورية مباشرة الاستقلال في حديقة التواهي عام 67م كما أن من يراجع كافة وثائق مؤتمرات الحزب قبل وبعد الاستقلال في المؤتمر العام الرابع من مارس 68م وبرنامج استكمال مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي في النصف الأول من عام 69م وبرنامج مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية في المؤتمر العام الخامس في مارس 72م وغيرها من البرامج والقرارات التي خرجت بها مؤتمراته المتتالية ودورات القيادة العامة منذ أول يوم للاستقلال ودورات اللجنة المركزية قبل الوحدة وبعدها وآخرها وثائق مؤتمره العام الخامس الأخير من 26-31/7/2005م يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه حزب وحدودي يمني وجد لخدمة الناس ومن أجل مصالحهم، فهو لم يأت إلى السلطة خلسة من أجل أن ينهب ثروات الشعب أو يستحوذ على كل مفاصل السلطة، ولم تأت قياداته المتعاقبة منذ أول رئيس للجمهورية قحطان محمد الشعبي ليبني القصور وليحوش ويتاجر بالأراضي ويبيع القطاع العام، ويجمع النقود ويفتح الأرصدة في الداخل والخارج، فليس هناك من أمين عام أو رئيس للجمهورية قحطان محمد الشعبي ليبني القصور وليحوش ويتاجر بالأراضي ويبيع القطاع العام ويجمع النقود ويفتح الأرصدة في الداخل والخارج، فليس هناك من أمين عام جمهورية أو رئيس وزراء أو وزير منذ أول يوم للاستقلال منذ 30/11/67م حتى - 22 مايو 90 يوم توحد الوطن اليمني من بنى منزلاً شخصياً له أو كان يملك قطعة أرض او حساباً في أي مصرف داخلي أو خارجي، لأنهم كانوا صادقين أوفياء للقسم الذي اقسموه عندما تحملوا المسؤولية كصدقهم مع أنفسهم لأنهم ظلوا منذ بداية حياتهم السياسية متمسكين بقيم وتقاليد وأنظمة لا يمكن لأي منهم تجاوزها، ومهما حاول البعض اليوم التجني عليهم بتشويه تاريخهم وتاريخ هذا الحزب أو النيل منه نتيجة خصومة الماضي السياسية، وإثارة الفتن والنعرات المذهبية والقبلية و يتهربون اليوم من الاعتراف بها كثقافة تشدهم في ممارستهم اليومية مستغلين ومسخرين إمكانيات وأموال الشعب والدولة يجيرون كل ذلك ضد الحزب وضد خصومهم السياسيين من الأحزاب والتنظيمات السياسية عند كل استحقاق.


إن هذا الحزب الذي كان له دور في تحقيق الاستقلال الوطني، ووحدة الجنوب اليمني وتحقيق منجزات عظيمة عديدة خلال حكمه للجنوب، كان له شرف عظيم في تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 90م فبدونه ما كان يمكن للوحدة التي يستثمرونها لصالحهم على حساب الشعب أن تتحقق.

إن هذا الحزب لا يمكن له إلا أن يظل حزباً وطنياً يمنياً ديمقراطياً وحدودياً يناضل مع كل القوى السياسية وكل الخيرين في هذا الوطن يعمل من أجل إزالة آثار حرب 94م بكل نتائجها، وكل الحروب الداخلية المتتالية..من أجل بناء دولة وطنية ديمقراطية، قائمة على الحقوق والمواطنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية، محافظا ومتمسكاً بالوحدة اليمنية بمضامينها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الانسانية، يعمل من أجل مصلحة الانسان اليمني واستقراره وسعادته وتقدمه الاقتصادي والاجتماعي وسيادة سلطة الدستور والقانون، مهما تنكر البعض منهم منتفعين من الأوضاع الحالية، لدوره وتاريخه، واسهاماته وشنوا هجومهم المتواصل والظالم على تاريخه، وعلى قياداته المتعاقبة، الأحياء منهم والأموات أو أنكر أو تنكر اليوم منهم في المواقع الحالية لدوره لا يمكن أن تثنيه عن نضاله في سبيل هذه القضايا.. وعلى من تنكروا اليوم لدور الحزب، عليهم أن يتذكروا أن هذا الحزب هو من أوصل كثيرين منهم إلى المواقع والوضع الذين هم فيه لأنه ذهب إلى الوحدة لتحقيق شعاره ( لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية) كهدف ظل الحزب والحركة الوطنية يناضلان من أجل تحقيقه بنية صادقة.

لقد حقق الوحدة معهم لأنه كان يعتقد أنهم بحجم القضية، كان هدف الحزب أن السلطة والثروة ينبغي أن تسخرا لمصلحة الانسان في الوطن اليمني كله، من أجل استقرار اليمن وتحديثه وتقدمه.. لم يكن يدر بخلد أحد أنهم يخططون لتصفية ثارات في ضوء حسابات قديمة في نفوسهم تتحكم في سلوكهم تصدرها تراث ثقافي مستحكم في عقولهم، معتبرين بأن كل شيء ملكا لهم.. الأرض وما عليها، واعتبار الآخرين من بقية الشعب مجرد ضيوف ثقال وفي أحسن الأحوال شقاة ورعية.

هناك من قال إن الفساد لم يكن موجوداً قبل الوحدة، وربما أن جزءاً من هذا صحيح لأن الثروات وفي مقدمتها النفط لم تكن موجودة كما هي اليوم، وان الأراضي التي حافظ عليها النظام في الجنوب زراعية وغيرها لم يتم التصرف او المضاربة بها، وأن البيع والمتاجرة كان محرماً وممنوعاً، على عكس ما حدث بعد حرب94م حيث أصبح المال العام والثروات العامة والوظيفة العامة بيد مجموعة محددة.. كما أن القيادات العسكرية وعلى الأخص في الجنوب لم تكن تتدخل في الشؤون المدنية أو الأراضي، ولم تكن هناك رديات من رواتب الجنود الغلابة تنهب، وان التهريب عبر الشواطئ وغيرها لم يكن موجوداً، بل أنه في المحافظات الجنوبية كان ذلك يعتبر جرماً ومحرماً وكان تطبيق القانون رغم نواقصه أفضل بما لا يقاس اليوم، وكان الناس متقاربين في معيشتهم وفوق ذلك فقد كانت قيم الأمس غير قيم اليوم.. المطلوب، إذن هو تصحيح هذه الثقافة وهذه الممارسات.

الوحدة التي تحققت في 22 مايو 90م كما قلنا ظلت هدفاً لنا كحزب منذ بداية النشأة، ولا يمكن أن نندم مهما كانت النظرة الدونية من قبل من هم في السلطة للحزب الذي بدونه ما كان يمكن تحقيق الوحدة ومهما كانت الآلام والمتاعب والأنين والتفرقة وانعدام المساواة، وضياع الحقوق، وما نراه من فساد ونهب لثروة الشعب وغياب سلطة القانون، لأن المشكلة ليست في الشعب ولا في الوحدة، وإنما بالنظام السياسي وبسلوك البشر الذين يديرون شؤون هذا الشعب ويتحكمون بكل شيء متجاوزين في الغالب الدستور والقانون،معتمدين على قانون القوة وليس قوة القانون، لم يستوعبوا ويدرسوا تاريخ وتجارب الشعوب جيدا وما حدث في العديد من البلدان، لم يدركوا أن، البشر ليسوا خالدين (لو دامت لغيرك ما وصلت إليك) وأن الظلم لا يمكن أن يستمر، لأن الشعوب لا تقبل أو ترضى باستمرار القهر والإذلال، واستخدام القوة، إلى ما لا نهاية، فمن داخل الشعوب تنبري قوى التغيير من أجل اصلاح الاوضاع في مختلف المسارات.

وبالعودة قليلا إلى ما بعد حرب صيف 1994م فقد اطلق الحاكم بعد انتهاء الحرب حكما سياسيا مباشرا من خلال عبارته المشهورة.. (إن على الحزب الاشتراكي اليمني أن يبقى 25 عاماً خارج السلطة، يجب محاصرته، وعدم تمكينه من الاستقرار والنشاط والتوسع) وكان تقديره إن الحزب الاشتراكي اليمني خلال هذه الفترة سوف ينتهي لأنه كما قيل مثل السمكة عندما تخرج من البحر تموت، ولهذا لم يتم حله كما كان يطالب البعض من داخل الحاكم فور انتهاء الحرب ولكن استبدل حله بتضييق الخناق عليه واتخذت سلسلة من الإجراءات ضده لا زالت سارية المفعول حتى اليوم، فقد وضعت امواله ومقراته ووثائقه وإمكانياته الفنية تحت اليد، وتم اقصاء اعضائه وانصاره من الوظيفة العامة ومن المؤسسات المدنية والعسكرية، بل لقد ارغموا على البقاء في بيوتهم قسراً وبدون أي مسوغ قانوني ومن بقي منهم يحالوا بين فترة وأخرى تحت مبررات مختلفة إلى التقاعد وظل الهجوم متواصلاً ومنذ نهاية 1994م بوتيرة متواصلة على الحزب وتاريخه وقياداته المتعاقبة، وعلى مختلف المستويات بمناسبة وبدون مناسبة والمثل يقول (الذي ما يقدر يجازيك يعاديك) كان عليهم أن ينظروا بصدق مع النفس كيف كانوا بالامس قبل 22 مايو 90 م وكيف هم اليوم.

الآن بعد مرور 12 عاما على انتهاء كارثة الحرب، ورغم كل ما عمل ويعتمل ضد الحزب ابتداء من الاستخفاف بعقول الناس وسلق تاريخ الشعب، وتشويهه لمجرد خصومة سياسية أو لثقافة متأصلة هدفها الأول والأخير الانفراد والاستحواذ بشؤون البلاد والعباد فإن الحزب لا زال اليوم يناضل وسط الشعب وسوف يظل يناضل مع بقية القوى السياسية وكل الخيرين في اليمن من أجل إعادة المضامين الديمقراطية الحقيقية لوحدة22 مايو 90م والجواب واضح لماذا بقي الحزب حتى الآن؟؟ لأنه كائن حي.. ولأنه لم يأت من خلال انقلاب عسكري.. الخ، وإنما من خلال ثورة شعبية مسلحة ضد الوجود الاستعماري الأجنبي وضد الإمامة شاركت فيها كل القوى السياسية في البلاد وهو صاحب مشروع تحديث وطني.

إن من يريد من الآخرين أن يعلقوا ضمائرهم وأن يسكتوا عن كل تلك الأخطاء والممارسات سواء المتجاوزة للدستور والقانون، أو الفساد، وتجاوزات المتنفذين للقانون وسيطرتهم واستحواذهم على الثروة، وبتصرفهم كيفما يشاؤون بالمال العام وثروات الشعب اليمني مستغلين ومستخدمين السلطة والمال العام والوظيفة العامة والاعلام للارهاب الفكري والسياسي بطرق واساليب شتى وفي مقدمتها تزييف وتشويه التاريخ والقفز على الحقائق، وارسال رسائل مبطنة من هنا وهناك لمن ينتقد أو يشير إلى الممارسات والأخطاء لذلك نقول ينبغي عليهم مراجعة حساباتهم وخطابهم السياسي مع شركائهم في هذا الوطن وان يزيحوا تلك الثقافة التي يعتبرون بها الآخرين مجرد ضيوف ثقال.

ينبغي عليهم أن يعودوا وأن يتنازلوا قليلا إلى الواقع وإلى الحوار الذي يخدم استقرار وتقدم المواطن والوطن ويساعدهم على الخروج والتقدم خطوات لمصلحة الشعب ويترجموا عملياً ما يقولون بأن الوطن ملك الجميع وأن الجميع شركاء في هذا الوطن لا رعية ولا اجراء ولا شقاة، فانتاج الازمات والدفع نحو التوتر باستدعاء ونبش مشاكل وثقافات الماضي بين فترة وأخرى من شانه الاضرار بالوحدة الوطنية وبالاجيال والمستقبل.. يقول رسول حمزتوف" لا تطلق نيران مسدسك على الماضي.. اطلق المستقبل مدفعه عليك).

إن المدخل الفعلي الحقيقي لبناء أسس لنظام مؤسسي مدني حديث وسليم أساسه صيانة وكرامة وحرية وأمن واستقرار المواطن، وضمان حقوقه الدستورية والقانونية بإصلاح سياسي ودستوري وقانوني واقتصادي ومالي واداري، وضمان اجراء انتخابات حرة ونزيهة وعادلة وبشفافية كاملة وبرقابة محلية ودولية وليس بالنتيجة وبالتصور المرسومين سلفا كما جرت العادة، فذلك يعني اعادة انتاج لما هو قائم.

ومثل هذا السلوك لا يمكن أن ينطلي على أحد مثله مثل الحديث عن بناء دولة المواطنة المتساوية في الخطاب السياسي والبرنامج، وفي الواقع العملي يبنى نظام آخر كما تدل على ذلك السيطرة والتحكم بكل مفاصل الدولة المختلفة.

إن الإيمان بالحوار والتمسك بالديمقراطية كحل لمعالجة كافة قضايا الوطن والمواطن ينبغي أن يتجسد ذلك كقناعة وسلوك يومي يمارس وليس المماطلة والاستخفاف بالآخرين والمكابرة والاستقواء بالسلطة، والتهرب من مناقشة القضايا الاساسية ومعالجة ما يعتمل من مآس في واقع الحياة لأن الهروب من كل ذلك يعني الهروب من الدخول في الاصلاح السياسي والاقتصادي الشامل، ومن مناقشة مسؤولة للاختلالات الموجودة، ولضمان سير طبيعي للانتخابات خال من أي تحايل أو تزوير للاستحقاقات القادمة التي ينبغي أن تكون حرة ونزيهة وبشفافية وتحت اشراف ورقابة شعبية ودولية.. أما نحن فنقول ما قاله الامين العام لحزبنا د/ ياسين سعيد نعمان:..
* رئيس الدائرة السياسية بالحزب الاشتراكي اليمني.
المصدر: صحيفة الوسط (101)-الأربعاء:24 مايو 2006
م
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-01-2006, 02:34 AM
الصورة الرمزية أنا هو
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,472
افتراضي

منظمة "الاشتراكي" في عدن تصدر بياناً في ختام أعمال دورتها الاعتيادية

قالت أن إدعاء السلطة بشأن تحويل مدينة عدن إلى منطقة حرة واعتبارها عاصمة اقتصادية وتجارية مجرد شعار أجوف غير قابل للتنفيذ من قبلها، داعية لإجراء حوار وطني جاد لتحقيق انفراج في الحياة السياسية، معبرة عن ارتياحها لما وصلت إليه العلاقة بأحزاب اللقاء المشترك
01/06/2006 م - 00:38:16

أصدرت لجنة منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة عدن بياناً في ختام دورتها الاعتيادية الرابعة، تضمن جملة من القضايا الوطنية والحزبية، وشرح لما يعانيه أبناء محافظة عدن من هضم لحقوقهم الوظيفية والمدنية، والتعسف الذي طال العديد منهم، إضافة إلى ما يمر به أبناء المحافظة من ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة.
وجددت المنظمة دعوتها إلى استعادة الطابع السلمي الديمقراطي للوحدة اليمنية، من خلال إزالة آثار حرب صيف 94 م، وإصلاح مسار الوحدة، وتطبيق وثيقة العهد والاتفاق وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بتلك الحرب، وتعهدات النظام للمجتمع الدولي في 7 / 7 / 1994، كمدخل طبيعي لإخراج البلد من أوضاعها المأزومة، كضمانة أكيدة لترسيخ دعائم الوحدة.

وانتقد البيان تكريس ثقافة التخلف والإرهاب النفسي وترويع أبناء عدن نتيجة الاختلالات الأمنية وتزايد المظاهر المسلحة التي أدت وتؤدي إلى إزهاق أرواح عدد من أبناء المحافظة، والاستيلاء على ممتلكاتهم العامة والخاصة والمتمثلة بنهب أراضيهم والسطو عليها بالقوة، من قبل المتنفذين في السلطة. تارة عن طريق ما يسمى بالخصخصة، وتارة أخرى عن طريق تحويل ملكيتها إلى ما يسمى بالمؤسسة الاقتصادية اليمنية.
وأشار البيان إلى أن الأمر بهذا الخصوص قد وصل حد تمليك "المؤسسة الاقتصادية اليمنية" المجمع السياحي بخور مكسر(الشاليهات)، بعد أن سبق واستولت "المؤسسة الاقتصادية" على المؤسسة العامة للملح بكامل أصولها وممتلكاتها وأراضيها، التي قال البيان أن "مؤسسة الملح" تعد بمثابة الرئة التي تتنفس من خلالها مدينة عدن.
وحمل البيان بشدة على إهمال وإلغاء دور ووظائف ما تبقى من مؤسسات عدن الإستراتيجية، كما يجرى حالياً لمينائي عدن الجوي والبحري التاريخيين، مما يدل –حسب البيان- على أن إدعاء السلطة بشأن تحويل مدينة عدن إلى منطقة حرة واعتبارها عاصمة اقتصادية وتجارية مجرد شعار أجوف غير قابل للتنفيذ من قبلها.

واتهمت منظمة "الاشتراكي" بمحافظة عدن اللجنة العليا للانتخابات لعدم حياديتها واللجان المنبثقة عنها وتفردها وإصرارها على إقصاء الأحزاب من عضوية تلك اللجان وتشكيلها من لون سياسي واحد بما يلبي رغبات ومصالح السلطة وحزبها الحاكم، وعدم تعاطيها مع ورقة الضمانات السياسية والقانونية المقدمة من أحزاب اللقاء المشترك.
ونددت لجنة منظمة الحزب الاشتراكي بمحافظة عدن، تحريض المؤسسة العسكرية والأمنية ضد أحزاب المعارضة، وقالت أنه "بات من الضروري استحضار العقل والمنطق والابتعاد عن الغطرسة وسياسية استقواء الحزب الحاكم بمؤسسات الدولة، وإجراء حوار وطني جاد وحقيقي لحل مناسب وملائمة تساعد على إجراء انتخابات حرة وديمقراطية بمشاركة جميع القوى السياسية على قدم المساواة، يأتي في مقدمة ذلك تحقيق انفراج في الحياة السياسية".
كما عبرت عن ارتياحها وتقديرها للمستوى المتقدم الذي وصلت إليها علاقة المنظمة بأحزاب اللقاء المشترك، التي أثمرت نتائجها الإعلان عن تأسيس اللجنة التنفيذية في المحافظة ولجان تنفيذية مماثلة في المديريات، والقيام بتنفيذ جملة من المهام والأعمال المشتركة خلال الفترة الماضية، يتمثل أبرزها برصد الخروقات والتجاوزات المتعلقة بعملية القيد والتسجيل، مؤكدة على أهمية تعزيز العلاقة بين أحزاب اللقاء المشترك على نحو أقوى وأكبر في المرحلة القادمة وتأطيرها في خطط وبرامج عملية ملموسة.
كما أبدى البيان الصادر عن الدورة الاعتيادية الرابعة للجنة منظمة الحزب في عهدن، تأييده للحراك السياسي الذي شهدته العديد من المحافظات، وقال: "لعل البارز في هذا المقام هو لقائي أبين والضالع المتصلين بتعزيز روح الوئام والتصالح والتسامح وطي صفحات الماضي"، مندداً بالحملة الموجهة لتشويه هذه الفعاليات والمشاركين فيها بنعتهم تارة بتهمة الانفصالية وتارة بتهمة المشبوهين وغيرها من النعوت والتهم الباطلة التي لا تتفق وتنسجم والتاريخ النضالي وتضحيات أبناء تلك المحافظات.
ودعت منظمة الحزب إلى توسيع نطاق المشاركة في تلك الفعاليات بما يضمن طي صفحات الماضي وإرساء قيم ومبادئ التصالح والتسامح، وتضافر جهود الجميع للوقوف صفاً واحداً ضد مظاهر الظلم والاضطهاد والقهر السياسي.

"الاشتراكي.نت" ينشر النص الكامل للبيان

البيان الصادر عن نتائج الدورة الرابعة للجنة منظمة الحزب الاشتراكي اليمني
بمحافظة عدن المنعقدة بتاريخ 2006-5-28 م

عقدت لجنة منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة عدن دورتها الاعتيادية الرابعة في تاريخ 2006-5-28 م برئاسة الأخ علي منصر محمد عضو المكتب السياسي السكرتير الأول للمنظمة، جرى خلالها الوقوف أمام جملة من القضايا والمواضيع المتصلة بهموم ومشكلات محافظة عدن وأبناءها، ومناقشة أهم وابرز الأحداث والمستجدات الجارية على الساحة السياسية اليمنية وفي مقدمتها ما أسفرت عنها نتائج عملية القيد والتسجيل في المحافظة، وما رافقتها من خروقات وتجاوزات، أخلت بنزاهة هذه العملية والتحكم بنتائجها من قبل الحزب الحاكم، كما استعرضت نشاط سكرتاريتها بين الدورتين وأشادت بالجهود الايجابية التي تمخضت عنها في المجالات السياسية والحزبية والتنظيمية والثقافية والإعلامية، وأكدت في الوقت نفسه على مواصلة النشاط بفعالية أكبر وتضافر جهود الجميع باتجاه المهمات الوطنية الماثلة أمام المنظمة بكامل هيئاتها وتكويناتها وجميع أعضاءها على طريق تنفيذ قرارات ووثائق المؤتمر العام الخامس ونتائج مؤتمر المحافظة الثامن.

وفي بداية الدورة وقف الأعضاء دقيقة حداد ترحماً على أرواح فقداء الوطن والثورة والحزب وهم:
1 ـ محمد ناصر جابر 2 ـ شكيب عوض سعد 3 ـ عصام سعيد سالم 4 ـ معروف حداد 5ـ عبدالباسط سروري 6 ـ امين حمود 7 ـ الشهيد سمير علي محمد 8 ـ عبدالله عبدالرحمن 9 ـ محمد شرف

ومما يزيد هذه الدورة مهابة وأهمية خاصتين هو تزامن انعقادها مع حلول الذكرى الـ (16) لإعلان قيام الجمهورية اليمنية في الـ 22 من مايو عام 90م بين النظامين الشطريين السابقين (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية)، حيث كانت مدينة عدن حاضنة تاريخية لهذا الحدث التاريخي العظيم وارتفع علم الوحدة لأول مرة في سمائها، كما كانت عدن الحضن الدافئ للحركة الوطنية في مختلف مراحل النضال الوطني، وبهذه المناسبة المجيدة توجهت لجنة منظمة الحزب الاشتراكي بعدن بالتهاني القلبية الحارة لجماهير شعبنا في محافظة عدن بصفة خاصة وكل أبناء شعبنا في كل ربوع اليمن بصفة عامة، بحلول ذكراها المحفورة في الوجدان وذاكرة الإنسان اليمني، ويحق لحزبنا أن يعتز أيما اعتزاز بدوره الريادي المشهود في تبني قضية الوحدة ومشروعها الوطني الديمقراطي التحديثي، دولة النظام والقانون والحكم المحلي واسع الصلاحيات والمواطنة المتساوية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز وشائج الشراكة بين أبناء الوطن الواحد.
غير أن حرب صيف 94 م التي دارت رحاها في المحافظات الجنوبية والشرقية مثلت انقلاباً على الوحدة واستهدفت إجهاض مشروعها الوطني الديمقراطي، فلم تبق منها سوى علمها ونشيدها الوطنيين، بعد الالتفاف على الأسس والمبادئ والأهداف التي قامت من اجلها، والاستعاضة عنها بوحدة الضم والإلحاق، وفرض الوحدة بالقوة وإتباع أساليب الغدر تجاه الشريك الأساسي في تحقيقها الحزب الاشتراكي اليمني والتنكر له، وبهذا الصدد تعبر منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بعدن عن إدانتها ورفضها لكل التصرفات والممارسات التي ألحقت اشد الضرر والأذى بالوحدة وأسهمت في تمزيق نسيجها الوطني والاجتماعي وتصدع جدر بنيانها، وتجدد دعوتها إلى استعادة الطابع السلمي الديمقراطي للوحدة من خلال إزالة آثار حرب صيف 94 م، وإصلاح مسار الوحدة، وتطبيق وثيقة العهد والاتفاق وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بتلك الحرب، وتعهدات النظام للمجتمع الدولي في 7 / 7 / 1994، كمدخل طبيعي لإخراج البلد من أوضاعها المأزومة وضمانة أكيدة لترسيخ دعائم الوحدة وخلق المناخات والأجواء المناسبة والملائمة التي من شأنها أن تنفس الاحتقان السياسي وتطبيق مشاريع الإصلاحات الوطنية العامة والشاملة في اليمن.

إن عدن الباسلة، العاصمة السياسية والتاريخية للدولة في الجنوب على مدى عقود طويلة من الزمن، ومهد الحركة السياسية والنقابية ومركز الإشعاع الثقافي والفكري والتنويري والحياة المدنية المعاصرة، أضحت وسكانها الأوفياء المسالمين يعانون اليوم من سياسة النهب والاستيلاء على مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية والعبث بخيراتها ومقدراتها وثرواتها من قبل القوى التي أشعلت وفجرت تلك الحرب، وتكريس ثقافة التخلف والإرهاب النفسي وترويع أبنائها نتيجة الاختلالات الأمنية وتزايد المظاهر المسلحة التي أدت وتؤدي إلى إزهاق أرواح عدد من أبناء المحافظة، والاستيلاء على ممتلكاتهم العامة والخاصة والمتمثلة بنهب أراضيهم والسطو عليها بالقوة، من قبل المتنفذين في السلطة، تارة عن طريق ما يسمى بالخصخصة، وتارة أخرى عن طريق تحويل ملكيتها إلى ما يسمى بالمؤسسة الاقتصادية اليمنية، حيث وصل الأمر مؤخراً حد تمليكها المجمع السياحي بخور مكسر(الشاليهات)، بعد أن استولت على المؤسسة العامة للملح بكامل أصولها وممتلكاتها وأراضيها، التي تعد بمثابة الرئة التي تتنفس من خلالها مدينة عدن، وتارة ثالثة عن طريق إهمال وإلغاء دور ووظائف ما تبقى من مؤسساتها الإستراتيجية، كما يجرى حالياً لمينائي عدن الجوي والبحري التاريخيين، مما يدل على أن إدعاء السلطة بشأن تحويل مدينة عدن إلى منطقة حرة واعتبارها عاصمة اقتصادية وتجارية مجرد شعار أجوف غير قابل للتنفيذ من قبلها.

كما يعاني عشرات الآلاف من عمال وموظفي أبناء عدن في المجالين المدني والعسكري من الظلم وإهدار حقوقهم المكتسبة جراء إحالتهم قسراً إلى التقاعد دون مسوغ قانوني، وإجبار من تبقى منهم الجلوس في منازلهم ومنحهم مرتبات زهيدة أشبه بإعانات، وانعدام فرص عمل جديدة لأبنائها، ومنح ما يخصص لها من فرص عمل رغم قلتها للآخرين الوافدين من خارجها، ممن لا تتوفر لديهم شروط الكفاءة للكادر المؤهل والمقتدر، ووضع العراقيل دون الالتحاق بالمعاهد العسكرية والبعثات الدراسية للخارج.

كما يعاني أبناء مدينة عدن من الارتفاع المتصاعد لأسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية وتردي مستوى الخدمات الاجتماعية وفي مقدمتها التعليم والصحة، ومن الانقطاعات اليومية المتكررة للمياه والكهرباء، في ظل المناخ الصيفي الحار والقائظ، مما يترتب عليه تعطيل الأنشطة الاقتصادية، وتكبدهم خسائر مادية فادحة، وتأثيرها السلبي على عملية التحصيل للطلاب المقدمين على الامتحانات في كل المراحل الدراسية، بالإضافة إلى ما يواجه كبار السن والأطفال والمرضى من معاناة بسبب تلك الانقطاعات.

ولتكريس المزيد من نهج التهميش والحرمان يجرى حالياً تعريض شريحة من أهم شرائح المجتمع في المحافظة وهم المعلمين والتربويين وأساتذة الجامعة، لإجراءات تعسفية ظالمة، تتمثل بتسريح أعداد كبيرة منهم عن وظائفهم وأعمالهم وذلك بإحالتهم إلى التقاعد الإجباري المبكر دون إعطاء أي اعتبار لكفاءتهم وخبراتهم العلمية والعملية، والأدهى من ذلك أن من يتم إحلاله بديلا عنهم في وظائفهم وأعمالهم لا يعدون فقط أقل كفاءة وتأهيل وخبرة علمية وعملية فحسب بل ويتم الإتيان بهم من خارج محافظة عدن، ويتم كل ذلك دون أن تسوى مرتباتهم وفقاً لما ينص عليه هيكل الأجور والمرتبات رغم كل المساوئ والعيوب التي تعتريه وتشوبه.

إن تلك الممارسات والإجراءات التعسفية ليس لها ما يبررها سوى أنها فرضت عليهم كعقوبة لما أبدته تلك الشريحة من مواقف ايجابية شجاعة للمطالبة بحقوقهم التي جرى الالتفاف عليها عند تطبيق هيكل الأجور والمرتبات، وبهذا الصدد فإن لجنة المحافظة إذ تعبر عن إدانتها لتلك الممارسات واستنكارها لها، فإنها في الوقت نفسه تعبر عن تأييدها ودعمها للمواقف التي تتبناها نقابتي المهن التعليمية والمعلمين في سبيل انتزاع وتثبيت حقوق المعلمين والدفاع عن مصالحهم العادلة والمشروعة.

وعند وقوفها أمام النتائج التي أسفرت عنها عملية القيد والتسجيل ومراجعة جداول الناخبين، لاحظت لجنة المحافظة أن تلك النتائج التي أفضت إليها تلك العملية قد نجم عنها المزيد من حالات التزوير والتشويه للسجل الانتخابي لصالح الحزب الحاكم، الذي سعى إلى التفرد بتشكيل لجان القيد والتسجيل وبعدم إشراك الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى في عملية القيد والتسجيل، خلافاً لما ينص عليه قانون الانتخابات، وانتهاكاً لمبدأ التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة التي ينص عليهما دستور الجمهورية اليمنية، كأسس ومبادئ رئيسية يقوم عليهما النظام السياسي.
وهو ما يظهر بجلاء عدم حيادية اللجنة العليا للانتخابات واللجان المنبثقة عنها وتفردها وإصرارها على إقصاء الأحزاب من عضوية تلك اللجان وتشكيلها من لون سياسي واحد بما يلبي رغبات ومصالح السلطة وحزبها الحاكم، وعدم تعاطيها مع ورقة الضمانات السياسية والقانونية المقدمة من أحزاب اللقاء المشترك، وقد أدى كل ذلك إلى بروز حالات كثيرة من الخروقات والتجاوزات من أبرزها: إجبار العسكريين على تقييد أسمائهم في عموم المراكز والدوائر الانتخابية في غير مواطنهم الانتخابية، وفقا لما يأمرهم به القادة العسكريين الموكل إليهم الإشراف على العملية الانتخابية، وكذا تسجيل صغار السن والوافدين والباعة المتجولين، وبهذا يكون الحزب الحاكم قد تمكن من الحصول على سجل انتخابي مشوه وغير نزيه يجعل المنافسة الانتخابية شبه معدومة.

وبالنظر إلى اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي وعدم إذعان حزب السلطة لصوت العقل والمنطق والحكمة لتسوية الاختلالات المتصلة بالعملية الانتخابية وعدم التعاطي مع المبادرات التي تقدمت بها أحزاب اللقاء المشترك، بما في ذلك ورقة الضمانات وما تضمنته نتائج اللقاء الأول التشاوري لقيادات أحزاب المشترك في المحافظات المنعقد في شهر أبريل في صنعاء، فضلاً عن تحريض المؤسسة العسكرية والأمنية ضد أحزاب المعارضة، بات من الضروري استحضار العقل والمنطق والابتعاد عن الغطرسة وسياسية استقواء الحزب الحاكم بمؤسسات الدولة، وإجراء حوار وطني جاد وحقيقي لحل مناسب وملائمة تساعد على إجراء انتخابات حرة وديمقراطية بمشاركة جميع القوى السياسية على قدم المساواة، يأتي في مقدمة ذلك تحقيق انفراج في الحياة السياسية.

وفي معرض تقييم علاقة المنظمة بأحزاب وقوى ومؤسسات وفعاليات المجتمع المدني في محافظة عدن وخارجها، عبرت لجنة المحافظة عن ارتياحها وتقديرها للمستوى المتقدم الذي وصلت إليها علاقة المنظمة بأحزاب اللقاء المشترك، والتي أثمرت نتائجها الإعلان عن تأسيس اللجنة التنفيذية في المحافظة ولجان تنفيذية مماثلة في المديريات، والقيام بتنفيذ جملة من المهام والأعمال المشتركة خلال الفترة الماضية، يتمثل أبرزها برصد الخروقات والتجاوزات المتعلقة بعملية القيد والتسجيل، وإصدار البيانات المنددة بها وتقديم الطعون حولها بصورة موحدة في العديد من المديريات، وتؤكد على أهمية تعزيز هذه العلاقة على نحو أقوى وأكبر في المرحلة القادمة وتأطيرها في خطط وبرامج عملية ملموسة، وعلى نفس الصعيد فان لجنة المحافظة إذ تثمن ما قامت به لجنة التنسيق بين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في المحافظة، فإنها تدعوها إلى تفعيل آليات عملها ونشاطها خلال المرحلة القادمة.

كما تشيد لجنة المحافظة بالحراك السياسي الذي شهدته العديد من المحافظات، ولعل البارز في هذا المقام هو لقائي أبين والضالع المتصلين بتعزيز روح الوئام والتصالح والتسامح وطي صفحات الماضي، بعد أن تم تدشين تلك اللقاءات بعدن في 13 يناير في جمعية أبناء ردفان الخيرية، وبنتائج تلك اللقاءات وما تضمنته البيانات الصادرة عنها، داعين السلطة إلى الاستجابة للمطالب التي خرجت بها تلك اللقاءات، والكف عن سياسية التجاهل لحقوق المواطنين، وإدارة الظهر لمطالبهم العادلة والمشروعة، وندين بشدة كل الخطابات الموجهة لتشويه هذه الفعاليات والمشاركين فيها بنعتهم تارة بتهمة الانفصالية وتارة بتهمة المشبوهين وغيرها من النعوت والتهم الباطلة التي لا تتفق وتنسجم والتاريخ النضالي وتضحيات أبناء تلك المحافظات، ومنظمة الحزب وهي تشيد بتلك الفعاليات فإنها تدعو إلى توسيع نطاق المشاركة فيها، من قبل الفعاليات السياسية والاجتماعية، بما يضمن طي صفحات الماضي وإرساء قيم ومبادئ التصالح والتسامح، وتضافر جهود الجميع للوقوف صفاً واحداً ضد مظاهر الظلم والاضطهاد والقهر السياسي.

هذا وقد وقفت الدورة أمام عدد من القضايا والمسائل الحزبية والتنظيمية الداخلية والاستعداد لمهام المرحلة القادمة واتخذ بشأنها القرارات والتوصيات والمعالجات المناسبة، مشيدة بالروح الكفاحية والنضالية التي يتحلى بها أعضاء حزبنا وأنصاره في المحافظة وصمودهم المتواصل والتفافهم حول الحزب في هذه الظروف الصعبة وما أبدوه من مواقف صلبة وشجاعة تعبر عن روح الانتماء والوفاء لتاريخ هذا الحزب العظيم وتضحيات شهداءه الأبطال.

صادر عن الدورة الاعتيادية الرابعة
لمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني
بمحافظة عدن
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لدى منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار 2004-2012م

ما ينشر يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

سبق لك تقييم هذا الموضوع: