قائمة الشرف



العودة   منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار > قسم المنتديات الأخبارية و السياسية > المنتدى السياسي

القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن

عاجل



آخر المواضيع

آخر 10 مواضيع : الأثنين القادم فعالية تأبين كبرى لـ«فقيد» الوطن اللواء د عبدالله أحمد الحالمي في عدن (الكاتـب : nsr - مشاركات : 0 - المشاهدات : 331 - الوقت: 12:13 AM - التاريخ: 07-04-2024)           »          الرئيس الزبيدي يلتقي دول مجلس الأمن الخمس في الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14333 - الوقت: 03:28 PM - التاريخ: 11-22-2021)           »          لقاء الرئيس الزبيدي بالمبعوث الامريكي بالرياض ١٨ نوفمبر٢٠٢١م (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5646 - الوقت: 09:12 PM - التاريخ: 11-18-2021)           »          الحرب القادمة ام المعارك (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 11001 - الوقت: 04:32 AM - التاريخ: 11-05-2021)           »          اتجاة الاخوان لمواجهة النخبة الشبوانية في معسكر العلم نهاية لاتفاق الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5279 - الوقت: 05:20 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          اقترح تعيين اللواء الركن /صالح علي زنقل محافظ لمحافظة شبوة (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5119 - الوقت: 02:35 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          ندعو لتقديم الدعم النوعي للقوات الجنوبية لمواجهة قوى الإرهاب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5095 - الوقت: 08:52 AM - التاريخ: 10-31-2021)           »          التأهيل والتدريب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5004 - الوقت: 04:49 AM - التاريخ: 10-29-2021)           »          الرئيس الزبيدي يجري محادثات مع وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5776 - الوقت: 12:56 PM - التاريخ: 10-27-2021)           »          تحرير ماتبقى من اراضي الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5239 - الوقت: 02:53 AM - التاريخ: 10-15-2021)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-04-2008, 08:39 AM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 4,898
قـائـمـة الأوسـمـة
Thumbs down

إذن من داخل ملف الحذر انبرت فكرة الاتحاد الفيدرالي؟

- من باب درء المخاوف عند البعض كانت الرغبة في الجنوب تتجه نحو الفيدرالية، لكن الرغبة شيء والواقع المعاش حينها شيء أخر، وكانت هناك حقائق قد ارتسمت في أذهان البعض.. خاصة أولئك الذين تحجرت أذهانهم بالعقائدية، ولا يتصورون إجراء أية تغييرات بنيوية على مستوى الجنوب تفتح المجال أمام تقارب سياسي مع النظام في صنعاء، إذن من وجهة نظر هذا البعض لا بد من التفاهم حول صيغ وحدوية مختلفة عن صيغة الوحدة الاندماجية، وكانت محاولة الفيدرالية التي اصطدمت عند تذويب الشخصية الدولية.

كان حينها المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني قد عقد عدة اجتماعات بدأها يوم 29 نوفمبر 1989م، وفي هذه الاجتماعات، قيم المكتب السياسي الأوضاع على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ونتائج أعمال اللجنة المكلفة من قبل القيادتين، وخلص تقييم المكتب السياسي إلى أن الوحدة لا محالة قادمة، وأن معركة الوحدة دخلت فعلا مرحلة الجدية، وأن الإخوة في الشمال سيأتون إلى عدن وهم يحملون الرهان على الشعار الذي يؤكد أن الوحدة يصنعها الشعب اليمني، وتحت المراهنة على هدير الشارع سوف يناقشون مع وفد الجنوب الوحدة الاندماجية.

وأكد المكتب السياسي بعد هذا التقييم على نقطتين وهي أولا: لا بد من التأكيد على خيار الديمقراطية والتمسك بهذا الخيار في ظل دولة الوحدة، وثانيا لا بد من العمل على توسيع المرحلة الانتقالية في إطار مشروع الدستور على أن يحدد مهام هذه المرحلة في إطار الصيغ القانونية، كما أقر المكتب السياسي ضرورة التمسك أولا بالمشروع الاتحادي الفيدرالي، وإعطاء صلاحيات المناورة في هذا الجانب، وترك للأمين العام مساحة للتفاوض في إطار المشروع الاتحادي أولاً والمشاريع والاتفاقيات الوحدوية الموقعة بين الشطرين ثانيا. وقد بدأت الاجتماعات بين القيادتين بعد وصول الرئيس علي عبدالله صالح إلى عدن ظهر يوم 29 نوفمبر 1989م مباشرة.. وفعلا بدأ النقاش ساخنا بين الجانبين حول مشروع النظام الدستوري للاتحاد الفيدرالي، ويمكن للقارئ أن يستنتج من خلال الآراء التي ننشرها هنا من واقع المحضر الذي دون عشية المحادثات بين القيادتين يوم 29 نوفمبر 1989م، لماذا وصلت الأمور إلى التفكير بالانتقال إلى الوحدة الاندماجية وتوقيع اتفاقية 30 نوفمبر 1989م.

الرئيس علي عبدالله صالح: "أنا أمد يدي إليكم والشيء الذي نتفق عليه نتفق.. والذي لا نتفق عليه ولا يولد أي رد فعل.. علينا أن نتجاوز التنسيق القائم ونحن مقدرين الصعوبات.. وكل شطر له صعوبات.. لكن هل نستطيع أن نتغلب على مشاكلنا شمالا وجنوبا أم لا؟ والتي لا نستطيع أن نحلها اليوم، نؤجلها إلى الغد.. وأنا موجود معكم هنا بنفسي أناقش القضايا بروح أخوية صادقة وصريحة.. نناقش الدستور ونخطو خطوة تتجاوز المجلس اليمني ونوحد أنفسنا".

الأمين العام/ علي البيض: "نحن نعتبر وصولكم إلى عدن تعبيرا عن الجدية لمعالجة قضية الوحدة.. ونريد أن نجعل من هذا اللقاء لقاء تاريخيا.. والشعب والعالم يتابع ولا بد أن نعمل شيء جدي.. أتفق أن هذا اللقاء يتميز عن الفترات السابقة التي عقدت بها الاتفاقيات.. لأننا كنا نتقاتل ثم نوقع اتفاقية.. نحن الآن قدمنا مشروع يلتقي مع مشروعكم علينا أن نتجاوز ونوحد الرأي ونخرج بمشروع.. والخلاف فقط حول نقطتين، تذويب الشخصية الدولية والديمقراطية. هناك إمكانية نبحث عن الممكن.. ما هو ممكن اليوم؟ ولما لم نتفق نتركه إلى الغد.. بروح التفاهم نستطيع أن نصل إلى أعمال تلبي طموح شعبنا.. نحن نبحث في النقاط المطروحة.. بقيت الشخصية الدولية والتعامل معها وقضية الديمقراطية.. القضايا الأخرى متفرعة.. نتعاون ونسمع رأي الأخ الرئيس ولازم نعمل شيء ولا بد ما نستغل هذه الفرصة التاريخية لان الجماهير تنتظر هذا الإنجاز بحماس منقطع النظير.

الرئيس علي عبدالله صالح: "الأوراق مطروحة.. والخلاف واضح..قولوا لنا رأيكم ونتحاور بكل وضوح نحن غير مصرين.. والأشياء الممكنة نتحاور حولها.. نبدأ نقطة نقطة.. ما هو الخلاف حول ذوبان الشخصية الدولية وقيام دولة واحدة".

الرئيس حيدر العطاس: أن نبدأ بهذه الخطوة بإذابة الشخصية الدولية معنى هذا وحدة اندماجية.. وقفزة كبيرة.. لهذا نرى أن الاندماجية مبكرة لكن متى نصل إليها وكيف؟ نبحث.. ومع تسليمنا بأهميتها نبحث بما يمكن أن نقدم عليه من عمل.. أن يكون على الصعيد الدولي موقف اليمن موحد وسياستها واحدة، خاصة فيما يخص السياسة الإقليمية والدولية.. لهذا لا نريد أن نستمر نناقش ذوبان الشخصية الدولية أم لا؟ لأنها لا بد وأن تأتي لاحقا".

الرئيس علي عبدالله صالح: "نحن نتصور أن الخطوة الفيدرالية هي المرحلة الانتقالية.. لكن فهمت أنكم تريدون فترة انتقالية تسبق الفيدرالية.. نحن نريد ذوبان الدفاع والخارجية كفترة انتقالية في طريق الاندماج.. متفقين من حيث التسمية ولكن الانتقالية هل هي ثلاث مراحل أو مرحلة واحدة.. أين تكمن الانتقالية وكيف نحددها؟"

الرئيس حيدر العطاس: "المرحلة الانتقالية هي الفترة الزمنية المحددة التي يتم خلالها توحيد كل السياسات ودمج المرافق والمؤسسات تدريجيا وهذا مكلف به حسب المشروع مجلس الرئاسة والبرلمان.. وهما معنيان بإعداد برنامج زمني لتحديد هذه المهام الانتقالية بحيث بنهاية هذه المهام نكون حددنا الاندماج التدريجي والوصول إلى الوحدة الاندماجية".

الأمين العام علي البيض: "الفيدرالية قوميات لها خصائص هل تعتقدون أن النظامين يمكن دمجهما بلحظة؟ أم لا لا بد من أن نحدد برنامج تدريجي للوصول إلى الوحدة الاندماجية.. ومع ذلك نحن شعب واحد ولسنا قوميات.. هذه الآلية التي سنحددها توصل إلى تحقيق الاندماج.. لا بد أن تشتغل هذه الهيئات وتوصل إلى إيضاح الأمور ولا نريد أن نضيع الوقت".

د. عبدالكريم الإرياني: "من كلام الرئيس حيدر، فهمت أننا لا نريد أن نتوصل إلى شيء.. إذ هناك نية نتخذ خطوة.. أقول 99% من الكلام الذي قاله حيدر ينطبق على مجلس التعاون العربي.. أمامنا بديلين، يا نتفق على دستور دولة الوحدة -وكلام الأمين العام علي سالم البيض واضح لأننا لسنا قوميتين - يا نأخذ الدستور ونطبقه علنا أو نعمل بالبديل الآخر وهو البديل الذي يطبق فعلا في ظل تعدد القوميات ونحن لسنا قوميات.. إذا نتحرك نحو الدستور والوحدة الاندماجية.. لا يوجد في جميع الاتفاقيات أية إشارة تلزم قيادتي الشطرين باتخاذ خطوة انتقالية المكان الوحيد الذي نصت عليه اتفاقية القاهرة هو يتعلق بالدستور لدولة الوحدة - ونحن لسنا ملزمين بأي عمل وحدوي قانونيا إلا بدستور دولة الوحدة".

الرئيس حيدر العطاس: "لجان الوحدة، أنجزت أعمالها في عدة مجالات.. لدينا طريقتين.. طريق أن نبدأ بإقرار الدستور وإنزاله ونراجع أعمال اللجان بالاتجاه الإيجابي ونبني المؤسسات الوحدوية.. والخلاف هل نبدأ الآن نوحد السياسة الخارجية ونعطي أنفسنا فرصة أكبر أو نقر ذوبان الشخصية الدولية اليمنية وتبدأ الأجهزة المختلفة فورا تعمل بصورة موحدة.. العملية بحاجة إلى برنامج تنفيذي ونربطه بفترة زمنية وننفذ كدولة اتحادية واحدة ونصل إلى الدمج الكامل".

الرئيس علي عبدالله صالح: "من الذي سيحمي تنفيذ القرارات والقوانين الاتحادية ما لم تتوفر الشخصية الدولية. لا يمكن أن ينفذ أي قرار أو قانون.. إذا كنا نريد أن نثبت وحدة دعونا نقرر شيء صحيح أو نختلف الآن ونحن إخوان.. ونستمر بالعمل ونصحح الوضع دون أن نقفز إلى مسبح دون أن نجيد السباحة".

الأمين العام علي البيض: "لو أخذنا ما هو مطروح.. السلطة هنا آلية انتقالية رسمية بالضرورة لا بد أن نبحث عن آلية شعبية بتثبيت الديمقراطية.. نحن نتكلم بروح الثقة اليوم.. أقول الوقت وقت الجد لازم نخطو خطوات الآن.. اللجنة عملت أربعة بدائل نحدد بديل في الجانب التنظيمي ونثبته".

د. عبدالكريم الإرياني: "الشخصية الدولية تحمينا.. لا نقلل من أهمية الشخصية الدولية لو نسقنا في القوات المسلحة لا تعوضنا عن الشخصية الدولية.. الحساب الاستراتيجي يتغير والفرق جذري أمام الأمم المتحدة.. أمام الوضع الدولي".

الرئيس علي عبدالله صالح: "الثقة وصلت بيننا أكثر من أي وقت مضى وأعلنها أمام الكل.. إننا وصلنا مع القيادة في جنوب الوطن إلى ثقة لم نصل إليها من قبل.. دعونا نعمل شيء يحافظ على الثورة ومكانتنا وسيادتنا وأرضنا.. دعونا ننسق تنسيقا جيدا وندرس المخاطر وننسق بيننا حتى يأتي الوقت الذي تعزز فيه الثقة أكثر ولا نبني على أساس غير متين.. خلونا نطلع القوات من الأطراف.. نعزز الثقة.. نعمل اجتماعات مشتركة.. نتبادل الآراء ونزيل المخاوف ثم نتقدم إلى الوحدة ونحن مطمئنين كامل الاطمئنان".

طبعا النقاشات أخذت جلستين مطولتين حضرها عدد من الإخوة المسئولين في الشطرين وشارك في النقاشات: الأخ/ سالم صالح محمد - الامين العام المساعد والأخ/ ياسين سعيد نعمان- رئيس مجلس الوزراء والأخ/ فضل محسن- عضو المكتب السياسي والشيخ/ سنان أبو لحوم - عضو المجلس الاستشاري والأخ/ إسماعيل الوزير- وزير الخدمة المدنية وكل الآراء كانت تتشعب وتنتظم حول النقاط المثارة في حديث الرئيسين والأمين العام والدكتور/ عبدالكريم الإرياني.. والرئيس علي عبدالله صالح لم يهدد بمغادرة عدن. بل تطرق قائلا بالحرف الواحد، كما هو مدون في المحضر "خلونا نناقش الدستور للوحدة الاندماجية ونستمر بالمناقشة.. ونكمل نقاشنا في عدن أو في صنعاء.. ممكن أن أجلس هنا حتى أسبوع.. أصرف الحرس وأجلس معكم لتحقيق الوحدة كاملة.. إذا لم نحقق هذا الهدف بكل جوانبه الاستراتيجية سيزداد التآمر علينا.. أنا لست مستعجل على السفر، سأقعد وأنتم ادرسوا الموضوع. إذا وحدة جدية ننجزها أو نترك الامور إلى ظروف أخرى".

ومن واقع ما ورد في تلك المناقشات بين الجانبين نستطيع القول أن التحول في اللحظات الأخيرة إلى الوحدة الاندماجية كان نتيجة طبيعية لهذه النقاشات والآراء التي دارت في إطار كل قيادة على حدة في الشطرين أو في إطار اللقاءات المتتابعة التي تمت بين القيادتين في صنعاء وعدن وهي النتيجة التي يمكن اعتبارها تحصيل حاصل لسلسلة الاتفاقيات واللقاءات التي تمت بين قيادتي الشطرين منذ بداية السبعينيات حتى يوم توقيع اتفاقية الوحدة الاندماجية في الثلاثين من نوفمبر من عام 1989م.

*بعد أن ظل الخلاف قائما بين القيادتين حول قيام وحدة فيدرالية، ولم يحسم هذا الخلاف في الاجتماعات التي تمت عشية الثلاثين من نوفمبر 1989م وبالذات حول تذويب الشخصية الدولية.. كيف تحول هذا الخلاف إلى اتفاق في الساعة الأخيرة قبيل التوقيع عليه آنذاك من قبل قيادتي الشطرين؟

-من خلال المباحثات، كانت الآراء واضحة.. جانب الشطر الشمالي حينها كان يؤكد على تثبيت أسس قانونية دستورية تعطي الأولوية للقانون الاتحادي على القانون الخاص داخل كل شطر على حدة.. وهذه المسألة لن تأتي إلا بذوبان الشخصية الدولية التي ستعطي لقوانين وقرارات الهيئات الاتحادية قوة الفعل والتنفيذ .. ثم إن الدكتور عبدالكريم الإرياني تطرق إلى نقطة قانونية عندما قال "لا يوجد في جميع الاتفاقيات أية إشارة تلزم قيادتي الشطرين باتخاذ خطوات وحدوية خارج إطار الدستور لدولة الوحدة" وهذه النقطة القانونية هي التي كانت تتحرك في تفكير الأمين العام علي سالم البيض الذي منحه المكتب السياسي صلاحيات التفاوض حول الاتفاقيات الوحدوية.. والاخ علي سالم البيض كان يدرك أن الهيئات القيادية لن تستطيع محاسبته فيما لو التزم التحرك إلى الأمام لتحقيق الوحدة في إطار هذه الاتفاقيات الوحدوية الموقعة بين الشطرين والتي تؤكد على تحقيق الوحدة الاندماجية بتطبيق مشروع الدستور للدولة اليمنية الواحدة. وعلى هذا الأساس انتقلت المحادثات من الإطار الموسع إلى الإطار المحصور بالرئيس علي عبدالله صالح والأمين العام/ علي سالم البيض، والسيارة التي تجولا فيها لساعات طويلة قبل موعد الغداء الذي جمع كل أعضاء الوفدين وكبار المسئولين في الشطرين.. وكان الكل يتوقع أن يغادر وفد الشمال بعد وجبة الغداء لعدم خروج الطرفين باتفاق حول الوحدة الفيدرالية.. إلا أن المفاجأة ظهرت على وجوه الحضور عندما استدعينا أنا والأخ يحيى العرشي من قبل الرئيس والأمين العام يطلبان منا التحرك لإعداد اتفاقية الوحدة التي وقعت في مساء ذلك اليوم الثلاثين من نوفمبر 1989م.

وعندما انتقلنا أنا والأخ يحيى العرشي إلى دار الضيافة لإعداد الاتفاقية لم يكن أحد يعلم -كما اعتقد- مضمون التوجيهات التي أعطيت لنا سوى الرئيس والأمين العام.. وظلينا نتحرك بين دار الضيافة ونزل الأمين العام الذي كان يتواجد فيه مع الرئيس، نعرض الاتفاقية المنجزة ونقوم بالتعديلات والطباعة حتى نقرر استدعاء الوفدين والقيادات لحضور لحظة التوقيع في المساء بمقر دار الضيافة الذي كان مكتظا بالمسئولين من الشطرين وعلامات الفرحة تعتلي الوجوه ومظاهر الدهشة تكبل الأحداق والألسن.

*بعد كل ماطرحت من حقائق مبنية على محاضر لماذا بعد كل هذه السنين يتم التعريض بمواقفك واحتسابك على الطرف الشمالي؟

-من خلال تجربتي في مرحلة التحرير وبعد مرحلة الاستقلال تأكد لي بالملموس أن الصفات القيادية لا تتوفر إلا عند القليل من الأفراد.. وبالذات داخل اليمن.. وأدركت كما أدرك الشعب اليمني أهمية اختيار الزعامات أو القيادات من بين حملة الأفكار العلمية وذوي التجربة الخيرة والنافعة في الحياة.. القادرين على مواجهة الصعاب والمتاعب دون أن تعتريهم حالة الغضب وردود الأفعال المدمرة.. يدركون معنى الحب والتآخي والسلام بين أبناء المجتمع، يزرعون قيم المحبة والعدالة ونبذ الكراهية والأضغان وكل ما له صلة بنوازع الحقد والثأر والأعمال المشينة في الحياة.

إن استخدام العواطف التي ينضح بها وجدان الناس لتأييد هذا الزعيم أو ذاك لا بد وأن توجه إلى موقعها السليم، حيث يستقر الوئام وتزول الأحقاد والضغائن والشحناء، وإلى حيث تزرع قيم التسامح والوئام وقيم الوفاء وصفاء السريرة والتكاتف الأخوي من أجل الإنتاج والبناء، وصنع الحياة الجديدة.. حياة التطور والتقدم والإبداع الزاخر.

أما رمي الناس بالبذاءة والألفاظ الشائنة فهي كما قال الغزالي -رحمة الله عليه- تسقط على قاذفها قبل أن تصل إلى مرماها.

* كيف يمكن أن تنهي جولة في السيارة بين الرئيس والأمين العام الخلافات العالقة وكأنما هناك صفقة وإذا كان ذلك صحيحا مامضمونها وهل ترمي أن قرار المضي الى الوحدة كان قرارا انفراديا وإذا كان كذلك كيف استقبل المناوؤن قرارا كهذا ؟

-ما أقوله هنا عن أحداث وتطورات هو تأكيد لحقائق مدونة في وثائق تاريخية أستطيع الجزم بها.. بينما لا أستطيع الجزم بتفاصيل غير مدونة عن ما دار داخل السيارة التي تجول فيها الرئيسان داخل مدينة عدن وخرجا على إثرها بالتوجيهات لوزيري الوحدة بإعداد الاتفاقية التي تم التوقيع عليها في نفس اليوم 29 نوفمبر 1989م.. وهي الاتفاقية التي كنا نعود إليها أنا وزميلي من الشمال من باب الاستزادة بالتوجيهات حول بعض بنود اتفاقية القاهرة وبيان طرابلس التي يجب علينا تضمينها الصيغة الجديدة لاتفاقية عدن النهائية التي وقع عليها الرئيسان في نفس اليوم والتاريخ من نوفمبر 89م
.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-04-2008, 08:40 AM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 4,898
قـائـمـة الأوسـمـة
Thumbs down

وأنتما تعرضان مسودة اتفاقية الوحدة على الرئيس والأمين العام هل قدما ملاحظات عليها ؟

- لم تظهر ردود الأفعال خلال التوقيع على الاتفاقية ليلة 29 نوفمبر 1989م وبعد مراسيم التوديع للرئيس علي عبدالله صالح في مدينة كرش، عدنا أدراجنا إلى عدن وقد استقليت أثناء عودتي من كرش سيارة الدكتور ياسين سعيد نعمان وتركت السائق يعود بسيارتي البيجو إلى عدن.. وأثناء وصولي إلى عدن فوجئت بالسائق يبلغني أنه تأخر في الطريق بسبب أن سيارة هيلوكس اعترضته في الطريق وصدمت سيارتي بعد أن حاول الهروب منها أكثر من مرة، وأتت الصدمة على الباب الخلفي وأصابت جسم السيارة بأضرار كبيرة، وتم إبلاغ الأمن في حينه بالحادث.. وذهبت مباشرة بعد عودتي من كرش إلى منزل الأمين العام، حيث تقرر اجتماع المكتب السياسي وكانت وجوه بعض أعضاء المكتب السياسي مكفهرة يعتليها الغضب الشديد.. لحظتها اقتربت من الأمين العام أستأذنه في البقاء أو المغادرة، فأذن لي بالانصراف وتفضيله عدم حضوري هذا الاجتماع.. وكما عرفت فيما بعد أن النقاشات التي دارت في الجلسات المتتابعة للمكتب السياسي كانت حادة ومشحونة بالتوتر والهيجان حتى خرج بالاستخلاصات التي تضمنها تعميم المكتب السياسي الصادر بتاريخ 2 ديسمبر 1989م وهي الاستخلاصات والقرارات التي لا يسمح الحيز المتاح في هذه المقابلة بنشرها أو تلخيصها.

كما أود أن أشير إلى أن سيارتي وهي متروكة في حوش العمارة التي أسكنها قد تعرضت يوم 1/12/1989م إلى محاولة تفجيرها بواسطة مادة وضعت داخل خزان البنزين.. ولما لم أخرج ذلك اليوم لاستعمالها وفي الوقت المحدد للتوقيت حصل الانفجار في الخزان مما أدى إلى تطاير أجزاء من جسم الخزان والسيارة واشتعال الحريق في أجزاء منها.. وتم إبلاغ أجهزة الأمن في حينه التي أجرت التحريات ولم يظهر الفاعل لا في الحادث الأول ولا الثاني.

* بصراحة أستاذ راشد هل قدمت أو وعدت قيادة الشمال بتقديم مصالح خاصة للقيادات الجنوبية للتسريع بالوحدة أم ان الباعث وبالذات من البيض كان الهروب من استحقاقات التغيير كما يطرح البعض

- لا.. لا.. الصفقات ليس لها أي مكان في أذهان القيادة في الجنوب.. كانت الظروف المحيطة بالنظام في الجنوب وما استجد من تطورات بعد الأحداث الدامية في 13 يناير 1986م هي الشغل الشاغل بالنسبة للأمين العام والعناصر المدركة لهذه التطورات والمستجدات داخل المكتب السياسي.. وكانت اللجنة المركزية في دورتها المنعقدة بتاريخ 23/11/1989م قد حددت حدود المساحة التي يجب أن يتحرك في إطارها الأمين العام والمكتب السياسي حين أكدت في تعميمها الصادر بتاريخ 26/11/1989م على أن الأيام الأخيرة من النشاط الوحدوي قد انطوت على خطوات متسارعة على صعيد العمل الوحدوي، ونشأ وضع عام يقوم على الترقب لخطوات وحدوية جديدة وكبيرة.. وأن هذا الوضع لم ينشأ من فراغ، بل أساسه المادي يكمن في الجولة التي غدت تطرح بها قضية الوحدة، ولم تأت التطورات الأخيرة مفاجئة لقيادة الحزب، بل إن البحث الجدي لمسألة الوحدة ومحاولة التوصل إلى مواقف عملية ومحددة للحزب قد بدأ منذ وقت مبكر، هذا علاوة على الموقف العام الاستراتيجي من قضية الوحدة المطروح في برنامج الحزب وفي العديد من وثائقه الأخرى. كما أشار تعميم اللجنة المركزية إلى أنه بغض النظر عن الاحتمالات التي مهما تقاربت أو تباعدت من جانب الشطر الشمالي، فإن اللجنة المركزية تؤكد على أهمية التقدم خطوات جديدة على طريق الوحدة.. وإن الوقت صار ملائما لذلك، إذ أن الانتظار قد يخلق صعوبات متزايدة أمام النظام ومسيرة العمل الوحدوي، ونشوء ظروف غير ملائمة أكثر تعقيدا وصعوبة.. ربما لا تساعد على تحقيق أهداف شعبنا اليمني في الوحدة والتقدم الاجتماعي الزاهر
.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-04-2008, 03:49 PM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 928
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي


راشد محمد ثابت يمني حجري مخلص لنظام الاحتلال وهو عميل معروف ورتبته عقيد في الامن الوطني منذ 1976 وعندما فضحه العطاس في مقابلته الاخيره في صحيفة النداء تسارعت قوى الحجرية الاعلاميه مع اجهزة الامن مثل الصبري وجمال عامير الى تغطيته وتلميع مواقف له على اساس انه وطني يمني ووحدوي...ماعلينا
هذا حقهم الكارثه ان في عندنا من الجنوب من هم عملاء ويشتغلوا رسمي مع اسخبارات النظام ولازالوا في عضوية المكتب السياسي الى اليوم وهذا الكلام انا مسؤل عنه وفي يدي برقيات ورسائل متبادله بين الرئيس اليمني وواحد عضو مكتب سياسي من ابناء الجنوب لازال الى اليوم في صنعاء
متى باتفكوا ارتباط يا ابناء الجنوب بالاحزاب اليمنية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-04-2008, 02:25 PM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 4,898
قـائـمـة الأوسـمـة
Lightbulb المساعدات ذهبت صنعاء00 حضرموت.. لا تزال عالقة في الطوفان

--------------------------------------------------------------------------------

44 أسرة يعيشون في مدرسة ولم تصلهم إغاثة و44عريسا وعروس جرفت أحلامهم السيول
حضرموت.. لا تزال عالقة في الطوفان
04/12/2008
نيوزيمن، نقلا عن المصدر:
"المساعدات وصلت صنعاء ولم يصل حضرموت سوى التمور والبسكويت ". هكذا كان رد الشاب الحضرمي حينما سألته عن مصير المساعدات التي أعلن عنها لصالح منكوبي كارثة السيول. وعلى ما يبدو أنها الجملة المناسبة لتفسير الواقع السيئ الذي لا يزال أولئك المنكوبون يمرون بـه، والأوضاع المعيشية والصحية والنفسية الصعبة التي تبدي لك كما لو أن الكارثة حدثت بالأمس وليس في 24 أكتوبر الماضي.
ورغم أن الحكومة استقبلت منذ ذلك التاريخ وحتى الآن المليارات من المساعدات والتبرعات لصالح هؤلاء، وهي مساعدات كانت كافية لأن تعيد المتضررين إلى حياتهم الطبيعية على أيـة حال، لكن الواقع يقول عكس ذلك. وإلا فماذا يعني، على سبيل المثال لا الحصر، أن 44 أسرة لا زالوا لاجئين في إحدى المدارس التي بناها فاعل خير لتعليم أبنائهم ولم يدر بخلده أنها ستصبح ملجأً مناسباً للأهالي. والأشد من ذلك أن المساعدات الحكومية لم تصلهم نهائياً حتى الآن ويعتمدون اعتماداً كلياً على دعم الجمعيات الخيرية المحلية.
حينما قال الحاج الجابري لوفد البنك الدولي: "الدولة في المريخ"!
منطقة ساه، هي إحدى المناطق المتضررة من السيول بوادي حضرموت، إن لم تكن الأشد ضرراً بالنظر لعدد الوفيات فيها الذين بلغوا 26 شخصاً، وفقاً لإحصائية خاصة بفرع جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية بوادي حضرموت.
ما يميز هذه المنطقة هو تكاتف الأهالي فيما بينهم. ولذلك فإن أغلب المنكوبين هنا لم يلجأوا إلى المخيمات أو المدارس كغيرها من المناطق. رغم أن اللاجئين فيها وصلوا 2200 شخص تقريباً، فهم يعيشون في بيوت أقرباء لهم أو منازل أخرى لم تتضرر في ذات المنطقة.
وهو ما يؤكده محمد كرامة: " حدثت الكارثة ولم نقدر نأخذ معنا أي شيء. كنت عائداً من صلاة الفجر، وصحت بأهل البيت ليخرجوا. والآن ساكنين عند أحد جيراننا. هناك نوع من الرحمة. الذين لم تتضرر منازلهم أعطوا لكل واحد مننا غرفة، ونحن في انتظار الدولة تعوضنا".
تجد الناس هنا على قارعة الطريق، يستقبلون أي زائر للمنطقة سواء كان صحفياً أو من جهة إغاثية أو هيئة أخرى، ويسارعون في رواية مأساتهم وكلهم أمل أن تكون مسئولاً حكومياً جلبت معك ما بات مطلبهم الأساسي؛ إنها المنازل وإيواؤهم في أماكن مناسبة. يقول كرامة: "نحنا نبغي بيوت بدل ما نكون عالة فوق الناس. الأفضل أن الدولـة توفر لنا تعوضنا بدل منازلنا".
ومثل محمد كرامة آلاف المتضررين ينتظرون الدولة أن تعوضهم فيما يشكون من تكديس الجهات الحكومية للمساعدات في المستودعات وبيعها، بحسب محمد عوض، الذي يشكو من طلب أحد الموظفين منه مبلغاً من المال مقابل منحه خيمة حكومية.
ويذهب إلى ذلك عضو المجلس المحلي بالمنطقة بالقول:"وصلت معونات ومساعدات كثيرة. لكن إلى حد الآن لا زالت في المستودعات. منذ حوالي 15 يوماً وهي مخزنـة في المستودعات. مدرسة 22 مايو مليانة بالغذاءات والفرش والتمور وغيرها من المساعدات في الوقت الذي الناس في حاجة ماسة إليها". ويضيف:"المساعدات الحكومية مع الأسف لم تصل. هناك عدم جدية في توزيعها ولم يعطوا الناس حقوقهم. والناس هنا اعتمدوا على الجمعيات الخيرية والشركات النفطية العاملة بالقرب من المنطقة". لافتاً إلى شيء آخر يتعلق بأصحاب المزارع الذين تكبدوا خسائر فادحة:"إلى الآن لم يتحرك نحوهم أحد مع أنهم أكثر الناس ضرراً. راحت عليهم كميات كبيرة من القمح والذرة فضلاً عن التمور وأشجار النخيل التي جرفتها السيول".
وغير بعيد من ذلك يبتلع الحاج م. ج غصته قائلاً:"بيتي راح، ونخلي راح، والبيت أمامكم. خرجنا قبل تهدم البيت بخمس دقائق، وأسرتي موجودة في بيت واحد من الجماعة بنفس المنطقة " نحن بحاجة لسكن لأننا في بيت الناس ". في هذه الأثناء صادف أن وصل وفد تابع للبنك الدولي ليسأل الحاج الجابري عن الدور الحكومي. لكن رده كان مقتضباً حينما أشار إلى السماء وقال " الحكومة في المريخ "، في إشارة منه إلى بعدها عن الناس، وهو الأمر الذي أضحك وفد البنك حينها. لكن ذلك على ما يبدو سيعزز انطباعاً سيئاً لديهم عن مصداقية الحكومة، خصوصاً وأن مهمة الوفد - كما أفاد بذلك المترجم الذي يرافقهم - هو تصوير الأضرار ورفع تقرير ميداني عن حجم الكارثة.
ورغم الشكاوى من عدم وصول المساعدات، إلا أن الجميع لا يزالون ينتظرون بشغف الحكومة لتبني لهم المنازل في أسرع وقت ممكن، أو تجد لهم حلولاً مناسبة كاستئجار منازل جاهزة كحل مؤقت حتى يتم بناء المنازل هذا الأمر قامت به حتى الآن بعض الجمعيات الخيرية، لكنها لم تستطع أن تشمل كافة المتضررين، وهو أمر طبيعي مقارنة بحجم إمكانياتها المحدودة أمام الإمكانات الضخمة التي تمتلكها الدولـة فضلاً عن المساعدات الباهظة التي تبرع بها الأشقاء والدول الأخرى لذات الغرض.
ويتفق مع ذلك هاني سالم بن ذياب، وهو شاب يقف بجوار دراجته النارية التي تمكن من استخراجها من تحت الأنقاض، إذ يؤكد الحاجة الماسة لإيوائهم وإيجاد منازل لهم. ويضيف: " كنا داخل البيت ولكننا خرجنا قبل انهياره بلحظات والأثاث كله راح. الأضرار كبيرة. هذا البيت الذي تراه واثنين محلات تجاريـة راحت علينا، وأهم شيء هو البيت".
صالح رجل مصاب بالعمود الفقري وله طفلة تعاني من صمامات القلب، وفرج خدم في الدولة 35 عاماً
44 أسرة يعيشون في مدرسة ولم تصلهم الإغاثة حتى الآن
صالح محفوظ باعديـن، رجل مصاب في العمود الفقري، ولـه 5 أطفال بينهم طفلة مصابة في صمامات القلب، ويسكن إلى جانب 44 أسرة أخرى في مدرسة شحير. هذه المدرسة بناها فاعل خير من أبناء المنطقة لتعليم الطلاب، لكنها الآن باتت ملجأً وسكناً مناسباً لأهالي الطلاب، وتوقفت الدراسة فيها تماماً.
يقول باعدين: " دمر السيل بيتي وسيارتي، فيما أنا مصاب في العمود الفقري ولا أستطيع العمل ولدي طفلة مصابة بصمامات القلب ". هكذا يبث الرجل الحضرمي جراحه وهو يحاول عبثاً البحث عن أوراق طفلته وسط ركام منزله المدمر، ولا تجد أمام ذلك سوى أن تحزن كثيراً وأنت ترى ابنته حمودة تصطنع ابتسامة تخفي خلفها آلام طفلة لم تسلم المعاناة من الأمرين، المرض والكارثة التي حولت بيتها إلى ركام ومدرستها إلى سكن.
ليس وحده صالح من يتجرع كأس المرارة هنا. فهذا فرج غانم مدير إدارة التربية والتعليم بمديرية ثمود سابقاً، خدم في التربية 35 عاماً، والآن متقاعد. لديه 3 أولاد تخرجوا من الجامعة ولكنهم لم يجدوا وظيفة حتى الآن. أحدهم مضى عليه منذ التخرج 8 سنوات.
كم هو الأمر محزن حينما تستمع إلى هذا الرجل وهو يشرح لك مسيرة حياته ودراسته وعمله التربوي، ليصل بك إلى أن تعليمه جعله يهتم بتعليم أبنائه على أمل الوظيفة ليخففوا عنه العبء الذي يحمله تجاه أسرة قوامها 17 شخصاً. لكن ذلك الأمل يتهاوى مع مرور الزمن، ويلجأ أبناؤه الخريجون إلى العمل في الصيد، بينما ترغم الظروف فرج -الذي بلغ من العمر 60 عاماً- على الاستمرار في العمل بـ "بيجوت" لجأ إليه عقب التقاعد " عينت مدرساً في عام 1965. و في 1/ 3 / 2001 م رجعت على صندوق المعاشات. بعدها أخذت لي سيارة " هيلوكس " والآن لدي بيجوت. لكن من حين حصلت الكارثة للآن، ما اشتغلت، الوضع النفسي لا يسمح لي، كيف أروح وأسرتي بهذا الوضـع".
هكذا إذاً هي أوضاع الناس هنا قبل أن تأتي كارثة السيول لتكمل ما تبقى لديهم من آمال في الحياة، الحياة التي لم يكن ينقصهم فيها سوى أن تدمر فيها منازلهم ويصبحوا لاجئين لا أحد يغيثهم أو ينظر إلى الأوضاع الصحية السيئة التي يعانون منها. سوى بعض الجمعيات الخيرية التي أكد جميعهم أنها وحدها من قدمت لهم المساعدات، ويجزم الأهالي أن المساعدات الحكومية لم تصل إلى هذه المدرسة على الإطلاق: "نحنا نعتمد اعتماداً كلياً على دعم جمعية الإصلاح ومؤسسة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر".
يودعونك وقلوبهم مليئة بالامتنان لك لمجرد أنك قمت بزيارتهم، ولا يطالبون الحكومة بغير توفير المساكن. قال صالح باعدين: " يشوفوا لنا أي سكن سواء ترميم منازلنا التي تهدمت أو يجدوا لنا مساكن أخرى ".
ويضيف فرج غانم " نطالبهم يشدوا بأيدينا وينقذونا من هذا الوضع، مش قادرين نستقر في المدرسـة، الأطفال محرمون من التعليم ونحنا مشتتين.. إذا كان ما عندهم أرضي نحن مستعديـن لتوفير الأراضي".
صالح وإلى جانبه 44 عريساً وعروساً جرفت أحلامهم السيول
صالح عبدالله شاب، لم يمض على زواجه سوى 20 يوماً، وقد جاءت الكارثة المؤلمة لتخطف منه أجمل لحظات السعادة التي كان يعيشها في كنف الزوجية. لم يكن يعلم أن السيول ستدمر حلمه بالعيش في دفء واستقرار بمنزله المتواضع المبني من الطين.
لقد انهارت تلك الأحلام الصغيرة مع انهيار منزله. جرفها جميعاً الطوفان الذي لا يدرك معنى أن يجد عريس ما نفسه مشرداً في العراء مع عروسته. لم يكن أحمد وحده الذي عاش هذه اللحظات الصعبة، فقد كان ضمن 44 عريساً وعروساً آخرين، وجمعيهم تزوجوا في يوم واحد ضمن عرس جماعي في منطقة القوز التابعة لمديرية تريم.
يقول صالح: " في البداية لجأنا إلى الجبال ولم نكمل طبخ غداء ذلك اليوم. لكن بعد فتح الطرقات لجأنا إلى المساجد فيما النساء مكثت في المنازل التي لم تتهدم. ويضيف: "وضعنا الآن مش طبيعي، فكل العرسان تدمرت منازلهم ونحن الآن مشردين بلا مأوى".
وإلى جانب ذلك، تقبع مئات الأسر المشردة التي تنتمي لذات المنطقة في المخيمات والمدارس، فضلاً عن مناطق أخرى كـ " الجحيل ومشطة " وكلها تتبع مديرية تريم التي لم تحظ بتغطية إعلامية مناسبة لحجم الأضرار التي خلفتها السيول فيها كما حدث الأمر مع منطقة " ساه ".
مدرسة القوز، هي إحدى المدارس التي لا زال يقطن فيها ما يقارب 120 أسرة كلاجئين بلا مأوى. حينما وصلتُ إلى المدرسة كان ثمة أشخاص يجلسون تحت خيمة خارج المدرسة. يتبادلون الحديث فيما بينهم بحزن شديد. ويمضغون مرارة المأساة.
ولا تدرك حجم الجرح الغائر في صدروهم إلا حينما يتحدثون إليك بانكسار لم يمروا به من قبل. وحينما سألت يوسف عوض عن أوضاعهم التي يعيشونها في المخيم، قال باقتضاب: " أوضاعنا سيئة. عايشين في فصل واحد". تدخل خميس علي باخليف "وضعنا مأساة؛ كل أربع إلى خمس أسر في فصل واحد. لا توجد لدينا أعمال والآن قاعدين منتظرين الدولة تجيب لنا بيوت".
يتفق الجميع هنا على أن المنازل هي الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يعيد لهم إنسانيتهم، ولا يهتمون كثيراً لتوفير الغذاء في غياب المسكن. وهو الأمر الذي لا يخفيه فرج أحمد عوض حينما قال متذمراً " العملية فقط مساكـن ما نبي شيء. ذلحيـن نطالب بمساكن. أما وضعنا المعيشي هي لقمتين نحنا بنحصل عليها بفضل الله ". وتابع: " نحن الآن في الشارع. اهتموا لنا بالبيوت السكنية وبس " كذلك هو الحال مع جلال يوسف معدم الذي يجلس على كرسي نتيجة لإعاقة في رجليه. ويقول: " نحنا جلسنا في هذه المدرسة لأن بيوتنا تهدمت، نقول للحكومة نبغى بيوت قبل كل شيء.الآن برد شديد والمدرسة مش مثل البيوت



التعديل الأخير تم بواسطة د0 الشبواني ; 12-04-2008 الساعة 02:27 PM سبب آخر: خطاء
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-04-2008, 10:40 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 69
افتراضي

لا تخاف راح يوزعون المساعدات بس بشكل اخر ((( راح تتوزع على شكل رشاوي في الانتخابات ))) يعني يضربون عصفورين بحجر مساعدة ورشوة في ان واحد
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-04-2008, 11:44 PM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 4,898
قـائـمـة الأوسـمـة
Lightbulb قتل ظلماً .. ودفن سراً .... فيصل عبد اللطيف الشعبي الدم الذي سال لتسيل بعده الدماء !

قتل ظلماً .. ودفن سراً .... فيصل عبد اللطيف الشعبي الدم الذي سال لتسيل بعده الدماء !
المكلا برس - كتب / وجدي الشعيبي التاريخ: 4/12/2008 القراءات: 407
ولد الشهيد المناضل فيصل عبد اللطيف الشعبي عام 1935م في منطقة شعب مديرية طور الباحة (الصبيحة) محافظة لحج وكان فيصل من أسرة مشيخية كبيرة ومعروفة وسط أقوام الصبيحة امتاز صيتها بالمواقف والبطولات النضالية والكرم ولها دور كبير في مقاومة الغزو التركي لبعض المناطق الجنوبية ومقاومة الاستعمار البريطاني في الجنوب منذ البداية اغتيل والدة في محافظة لحج من قبل الاستعمار البريطاني بعد رفضه أن يكون سلطانا لقبائل الصبيحة ويعمل في خدمة الانجليز بعد أن وجد الانجليز بقائه خطرا على مصالحهم وهو يقوم بتوحيد قبائل الصبيحة.
تلقى فيصل عبد اللطيف تعليمه الابتدائي في عدن أثناء الاستعمار وأكمل الثانوية في سلطنة لحج من ثم انتقل إلى مصر لإكمال دراسته الأكاديمية حيث درس عاما في الطب لكنه راءا أن الطب لا يتناسب مع ميوله وشعوره تجاه وطنه ثم انتقل بعدها إلى كلية الاقتصاد في مجال السياسة والاقتصاد في جامعة عين شمس بمصر وانضم حينها إلى حركة القوميين العرب وكان عضواً بارزاً فيها.وقد بدا في تشكيل أول خلية تنظيمية للقوميين العرب في اليمن الجنوبي عام 1959م وهو طالبا في مصر كان يقضي إجازته الصيفية في تنظيم الحركة القومية في عدن ضد الاستعمار البريطاني. بذكائه ورجاحة عقله فيصل شهد له الانجليز والمصريين بأنه (دينامو الجبهة القومية) بمعنى المحرك الرئيسي لها الكثير يعرف من هو فيصل الشعبي ودورة في مقاومة الاستعمار حتى الانتصار واستقلال الجنوب.
الحديث عن قصة اغتيال فيصل ليس من باب إعادة الماضي ولكن هي المناسبة للذكرى ال45 من ثورة الجنوب في طرد الاستعمار وتوضيحاً لحقائق التاريخ المزيف ومن يقف وراء اغتيال القائد فيصل الشعبي والأسباب التي دفعت إلى اغتياله وكيف عجزة بريطانيا عن اغتيال القائد الكبير والعقل المدبر في مقاومتها لطردها من عدن وهي موجودة ؟ لتغتاله بعد خروجها من عدن وعن طريق من؟ هذا ما أفصح به السامي البريطاني بعد خروجه من عدن عندما سُئل لماذا استسلمتم للمقاومة في عدن وسلمتم أهم موقع استراتيجي في العالم يتحكم بكل الموارد الاقتصادية في مستعمراتنا والعالم كله ؟ أجاب حينها السامي البريطاني قائل: لم نستطع الصمود بسبب الخسائر البشرية التي تكبدناها وشراسة المقاومة ضدنا ولكننا استطعنا أن نفخخ طريقهم ونصنع لهم الموت جميعاً وسيبكون من المهرة وحتى عدن والمندب وسيدفعون الثمن أغلى مما دفعناه (هذا في اقتباس من أحدى مقابلاته الصحفية بعد خروجه من عدن ).
من الكفاح المسلح ومفاوضات الإستقلال إلى زنزانة الغدر
إن التمعن في تفاصيل قصة اغتيال الزعيم فيصل الشعبي تنبأ عن مأساة أليمة ينبغي الاستفادة من تراجيديا تفاصيلها المؤلمة للاستفادة من عبر الماضي وعضات الزمن الفائت والتنبؤ والحذر من مستطير الحاضروعواصف الدهروحتى نحذر من غوصهم الغادر في أعماق قلوبنا البريئة ونحد من استيطانهم الماكر بين عواطفنا البيضاء واستمالت مشاعرنا الحنونة إليهم دون أن ندرك مدا حقدهم الدفين تجاهنا نحن من نحبهم !.إنها لعبة السياسة القذرة كما يقال ـ فترى كيف كانت الجريمة ؟وعبر من سعت المخابرات البريطانية للقيام بدور حكامها المدحورين من عدن بفعل ثورة عارمة كان فيصل نيرانها ومحركها الأول والاهم؟وحتى لا يسعد بعدهم أحدا بالحرية ونعيم الاستقلال والثورةـ كما قالها السامي البريطاني منكسرا بعد خروجه مهزوما من عدن؟! ولماذا بذلت بريطانيا كل جهودها على تفكيك أبناء الجنوب بعدها وتمزيق أوصالهم مرة ثانية بعد توحدهم ضدها وطردها من بلادهم ؟ لتأتي بصراع أيدلوجي تديره بريطانيا عن طريق المخابرات السوفيتية مقابل تنازلات تحققت بين الطرفين في بلدان أخرى لتقاسم المصالح.
لقد تمكنت فعلا المخابرات من الوصول إلى هدفها المبكي المتمثل في قول ساميها (عن طريق من منحوا الثقة في صنع القرار في دولة الجنوب بعد الاستقلال وهم ليسوا من أهله وبدعم المخابرات الأجنبية وبطريقة غير مباشرة من اجل الانتقام من كل الأحرار والثوار في الجنوب الذين رفعوا سلاحهم ضد المستعمر البريطاني في الجنوب العربي وقاموا بطرده وفعلاً هو ماحصل.ففي 22 يونيو 1969م انقلب العملاء من المندسين وسط شعبنا الجنوبي على الرئيس الشهيد المناضل قحطان الشعبي أول رئيس للجنوب بعد الاستقلال ورئيس وزراء أول حكومة في دولة الجنوب الشهيد المناضل فيصل عبد اللطيف الشعبي وتوديعهم الزنازين الانفرادية وهي البداية التي بداء فيها العملاء من الحاقدين في تنفيذ المشروع الانتقامي على ابنا الجنوب من خلال تشكيك وتخوين بعضهم البعض وضرب بعضهم البعض من خلال تضليل أفكار عددا من المناضلين في الجنوب الذين هم الأخر لم يسلموا من حيل المتآمرين أنفسهم من اجل أدارة الأزمات والخلافات بين أبناء الجنوب والتأمر على الكثير من الثوار والمناضلين من أبناء الشعب الجنوبي الذين وجدوا أنفسهم في مربع المستهدفين والكثير يعلم كيف تم تصفيتهم واحد تلو الأخر لتوجيه أصابع الاتهام أليهم بالخيانة والرجعية والتأمر على الوطن فذبح منهم من ذبح ونجا منهم من استطاع الهروب ليعيش خارج الوطن وهذه حقائق تاريخية لم أقولها أنا كاتب هذه السطور وإنما رواءها كثير من عاصروا تلك المرحلة 
بعد كل ذلك الجهد الذي بذله من اجل أعادة وطن من تحت سيطرة اكبر مستعمر في العالم بعد 129عام من الاحتلال إلى دولة مؤسسات ناجزه من 22 مشيحة وأمارة وسلطنة حينها إلى استقلال منتزع بقوة النضال مع إحدى اكبر الدول الكبرى في العالم وفي موقع يعتبر جوهرة ماتبقى للتاج البريطاني من مستعمراتها هي مدينة عدن التي احتمى بها الوجود البريطاني لحماية ممتلكاتها ومستعمراته ومصالحة في منطقة الجزيرة العربية وشرق أفريقيا التي تقع عليها حماية هذه المصالح ضد الوجود الدولي المنافس لحماية طرق المواصلات البحرية وخطوط الطيران الدولي وحماية ومنابع ومصافي أهم ثروة إستراتيجية واقتصادية في العالم وهي حقول النفط في الجزيرة والخليج- وخطوط مواصلاته البحرية الدولية عبر باب المندب في الجنوب وقناة السويس في الشمال لقد كان الانتصار في 30 من نوفمبر 1967م وعودة الروح والأرض والوطن وتحقيق وحدة أراض الجنوب في ضل سيادة وحكومة مركزية خاض فيها المناضل الشهيد فيصل الشعبي قتالا مريراً ضد الوجود البريطاني في ساحة الجنوب وكما كان قائداً في المواجهات العسكرية مباشرة حينها بعد كل هذا وجد الشهيد المناضل فيصل الشعبي نفسه في ليله وضحاها وفي ليلة كئيبة رهيبة مظلمة خلف قضبان زنازين المتآمرين في السابعة من مساء الخميس الدامي  الثاني من ابريل 1970م وفي معسكر الفتح الذي بنته بريطانيا لمعاقبة المخالفين من جنودها لساعات من ثم يعودون إلى مواقعهم.
لماذا اغتيل فيصل عبد اللطيف.؟!
لعل ما أثارته حركت 22 يونيو 1969م الانقلابية من ردود أفعال غاضبة ومخاوف كثيرة لدى كثير من قيادات وكوادر الجبهة القومية في أوساط الشعب إضافة إلى (هستيريا الغيرة) لدى بعض القيادات في الأحزاب الأخرى التي حلت في الساحة حينها كان واحداً من أهم الأسباب التي دفعت بقيادات الصف الثاني من القوة \"التقليدية\" في الجبهة القومية إلى الانتقام السريع من مجموعة من خيرة القيادات العقلانية المتنورة علميا وتنظيميا وقيادياً كان أولهم وأهمهم القيادي فيصل عبد اللطيف الشعبي رئيس وزراء أول حكومة في دولة الجنوب وصاحب اكبر دور نضالي في الثورة.والذي أثار بشخصيته وحضوره مخاوف الكثير من طامعي السلطة ومدمني الأحقاد والأنانيات ـ ناهيك عن هاجس الخوف الذي انتاب الصف الأول من حناكة وقدرات فيصل- الشاب القيادي المتمكن  الذي وصل بقدراته القيادية إلى رئيس للوزراء في عمر لم يصل فيه الـ 30عاماً منذ بداء زعيماً للحركة التنظيمية في الجنوب بعد أن كان عضوا في حركة القوميين العرب بمصر حينما كان حينها طالباً قبل أن يعود إلى عدن ليؤسس مع الرئيس الشهيد قحطان الشعبي تنظيم الجبهة القومية في عام 1959م ـ أضف إلى ذلك أن إدراك المجموعة الانقلابية المتآمرة على المصالحة الوطنية في خطوات السكوت عن سير عملية التفاوض والمصالحة وما تشكله من تعارض مع مصالحها الشخصية والقيادية فكان لها أن وقفت بطريقة معاكسة للمصالحة ولما من شانه حسم وهزيمة نهائية لتلك المجموعة القادمة بقوة في اللجنة التنفيذية والقيادة العامةوكوادر التنظيم ورجال الحكومة وبذلها جهدا كبيرا لمحاولة لم الشمل من جديد ولذلك اخذ هذا الاتجاه يستبق الأمور كما يقول- بقايا التيار- مدركا أن الأسلوب الأكثر حسما لإفشال المصالحة نهائيا هو البدء لمسلسل الدمج ومرحلة الاغتيالات الدموية التي بدأت بالشهيد فيصل الذي أولى المصالحة الوطنية جهدا كبيرا حقناً لدم الآخرين بمن فيهم قتلته حسب رفقائهوتجنباً لذلك الشلال من الدم الذي كان دمه الطاهر أول مجراه.
ولعل إدراك فيصل القيادي الشاب لخطر التواجد والتسلق الشمالي على أكتاف ثوار أكتوبر ما بعد الاستقلال ونية الاستيطان المبكر في عدن وغيرها من مناطق الدولة الجنوبية المستقلة قد هداه إلى إصدار قرار وزاري من موقعه ـ كرئيس لوزراء دولة الجنوب لمنح كل الإخوة القادمين من الشمال إلى الجنوب بطائق تجعلهم بمثابة المقيمين في الجنوب ,وبناء مساكن خاصة بهم على الحدود الفاصلة مابين البلدين(ج,ي.د.ش)و(ج,ع,ي) ودعمهم لاستعادة حقوقهم من دولتهم في الشمال اعتبارا منه بأنهم أصحاب بلدا آخر ومن حقهم أن يكونوا شركاء فيه, إضافة إلى دوره القيادي في قيادة المصالحة الوطنية بين الطرفين الانقلابيين والمطاح بهم تأثيرا سلبياً في منضور القيادات للصف الأول للجبهة في اعتبار أن المصالحة خيانة خصوصا مع بعض القوى المتهمة بالولاء خارجياً وتسامح فيصل معهم احتراماً لأدوارهم الوطنية التي لا يمكن نسيانها وان اخطأوا انطلاقا من إيمانه لحرية الرأي ووقوفه ضد كل فعل او حركة تقود إلى حمل السلاح ونزيف الدم كما اثبت ذلك في 20 مارس 68م و14 مايو من العام نفسه. ولهذا وانطلاقاً من أهمية شخصية فيصل كقائد وثائر وماله من اثر على التنظيم والسلطة أذا ما نجح مسعى المصالحة وخطورته على الجناح المتآمر على المصالحة فكان لابد من قرار جانبي لإفشال المصالحة اتخذه ذلك الجناح يهدف بحماقة كبيرة وغير معهودة إلى اغتيال فيصل مهندس فكرة المصالحة واغتياله بعيدا عن اللجنة التنفيذية والقيادة العامة واعظا التنظيم وبمشاركة ومباركة بعض عناصر حركة القوميين العرب في بيروت مما عرفوا حينها بمجموعة (صحيفة الحرية) .
ورغم كل ما أثارته الكثير من الكوادر في الجبهة والسلطة أثناء اعتقال فيصل ورفضها لذلك ومطالبتهم للانقلابيين بتذكر مواقف فيصل التسامحية معهم وعفوه عنهم في كل مؤامراتهم بداءً لمؤامرة الدمج في 13 يناير 66م ومروراً بسعيه لتجاوز مواقعهم القيادية فيها وانتهاءً بانقلاب 22 يونيو 1968م ودوره الإنساني المسؤول تجاههم وعائلاتهم وأطفالهم في أحداث مدينة الشعب 14 مايو 1968م وسعيه النبيل لإرجاعهم من الشمال والخارج إلى الداخل لمعالجتهم في الداخل والخارج .. رغم كل هذا والكثير الكثير من مواقفه التي تدل على سماحة قائد يبحث عن امن واستقرار وتأسيس دولة وليس مصلحة شخصية او منصب قيادي كحال أيادي الغدر التي اغتالت روحه السموحة الطيبة في مساء الخميس الثاني من ابريل عام 1970م كما يروي بعض من نزلا زنازين السجن حينها.
ومن الغريب أن الضحية الأولى لتلك المرحلة الدموية التي ابتدأت بدماء فيصل عبد اللطيف القائد الذي وقف ضد هذا النهج الدموي وتصدى بكل قوة لتلك المرحلة التي طالت أرواح عددا من الصف القيادي الأول للثورة وصلت دمويتها حد الاختطاف والاغتيالات والسحل ودفن ألأحياء ولم تكتفي بالرئيس قحطان الشعبي ورئيس وزرائه فيصل والعديد من الشهداء المناضلين أمثال على عبد العليم وسالم الكندي وفرسان خليفة والكسادي ....الخ تلك المرحلة السوداء من الانقلابات والمؤامرات ولعل آخرها مذبحة طائرة الدبلماسيين التي قضت على بقية الصف القيادي الأول للثورة وكوادر التنظيم والدولة. إضافة إلى الزج بالبعض الآخر في دائرة الاغتيالات والزنازين والمحاكمات الصورية التي كانت تفتقر إلى الخلفية القانونية مثل محاكم الشعب التي كانت تقر أحكامها في جلسات ليلية ثم تسلم لهيئة محاكم الشعب الصورية.
واليوم وبعد مرور 38 عاماً منذ اغتيال الشهيد البطل فيصل الشعبي مازالت أسرة فيصل ملحة في طلب أخلاقي وأنساني من لهم معرفة أو دراية عن مكان مثوى فيصل  أن يبادروا إلى إعلان ولوا بشكل سري عن قبره طلبا من أبنائه ومحبيه من الأقرباء بالتعريف بالموقع والمكان الذي اخفوا جريمتهم فيه.
وختاماً.. إلى أسرة فيصل : إن الله قد صدق قوله(ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) في من قاموا بهذا العمل الإجرامي وكان الجزاء مماثلا و \"ما أشبه الليلة بالبارحة\" وهاهي النهاية تعيد نفسها بعد أن أضاع الله قبورهما عن أهلهما حتى الساعة .ولا تنسوا أن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان.
كيف تمت الجريمة؟!
وضُع فيصل بزنزانة رقم -5- داخل ذلك المعسكر وقحطان بزنزانة رقم -6- من مجموعة -13- زنزانة في حوش على شكل مربع تعلوه مكاتب قيادة المعسكر ومكاتب التحقيق الخ حيث يقع في وسط مربع الزنازين حوشا وساحة كبيرة متعددة الاستعمالات
للتعذيب- وإرهاق المعتقلين بالضرب ليلاً ليلتهي بهم الزبانية وهم في حالة سكر.كانت أرضية الزنازين بائسة- مجردة من الفرش (والبطانيات) مملؤة بالحشرات عديمة النظافة ومفروشة بالحصى ليناموا عليها على طريقة فقراء الهنود الذين ينامون على المساميرهذه الوضعية تزيد من فساوت وظلمة ورهبة سجن فتح ولياليه كان يجمع الجنود طبقا من كل زنزانة بعد الانتهاء من العشاءوفي اليلة التي ليس لها مثيل من قبل تم إقفال الزنازين وأمر الحراسة بالخروج وهو الأمر الذي ليس له سابقة حينها خيم الصمت وكل منهم يستشعر بحاسته وبديهته خطراً قادماً إنها ليلة غير أليالي.
ويضيف رفيقه القابع في الزنزانة المجاورة:وفي الطابق الذي يعلو الزنازين كان هناك اجتماعا في الوقت نفسه بغرفة قيادة المسكر وقطع هذا الصمت صوت أجش من الأعلى ـ حيث غرفة القيادةـ لم يفهم حينها ذلك الصوت بوضوح وان كان الزبانية المعنيون بالأمر قد فهموه جيدا.. وحينه تطفئ أنوار الحوش وأضواء الزنازين ويسود الخوف والظلام أرجأ المكان ولا يبقى نورا ألا في غرفة القيادة حيث يقعد مخططوا الجريمة  تنتهي هذه الأجواء المخيفة بدخول أربعة من الزبانية بأسلحتهم فيقطعون النور على الحوش كله إلا غرفة القيادة و الغرفة رقم 4- ذات الباب الأبيض الخشبي والمميزة عن بقية أبواب غرف الزنازين الأخرى السوداء والتي كانت تستعمل كصيدلية للجنود البريطانيين المحتجزين في السجن وبداخلها غرفة صغيرة كانت تستعمل للتمديد تحولت في ما بعد إلى غرفة تعذيب- ويواصل: بعدها فتح الزبانية الزنزانة رقم -5- واقتادوا إليها القائد فيصل عبد اللطيف بعصبية وعنجهية لم يستطع الصمود أمامها رغم مقاومته لهم وتم رميه على الأرض بطريقة تخلوا من التعاملات الإنسانية كان ذلك في ضل أجواء الخوف والرهبة المسيطرة على جميع المعتقلين مما شد انتباههم إلى مايحصل خلف جدران الغرفة البيضاء المضاءة التي سيق إليها فيصل عبد اللطيف  بعدها هلع الجميع لسماعهم صرخة الم شديدة انطلقت من فيصل تبين للجميع بعدها أنها كانت طعنة(سونكي)في صدره من خنجر السلاح الذي انطلقت منه أربعة مخازن أفُرغت ذخيرتها جميعاً في جسده الطاهر حتى مزقته إربا صغيرة وجعلت جسده شبيهاً بالمنخل من كثر الاخرام والفتحات في جسده - كما قال المنفذون لاحقاً.
لحظات قليلة وتطفئ أنوار الزنزانة البيضاء وأنوار غرفة القيادة في الأعلى .. يسود الساحة والمعسكر ظلام دامس, وصمت مخيف وسكوناً مصحوبين بالخوف والهلع.. يحتار جميع نزلا السجن والقابعون في الزنازين من هول جريمة لم يعتادوها من قبل وليس لها من مسببات تستدعي هذه الوحشية في الفعل, ليتساءل بعدها الجميع عن سر الجريمة التي اقترفها فيصل حتى استحق هذه العقوبة, خاصة وان هناك قانوناً يفعل فعله ويسود على الجميع إلا الزبانية وعشاق الموت والهمجية .. ليعلن بعدها انطلاق ينبوع الدم الطاهر لأسوء مرحلة من مراحل التصفيات الدموية لأبطال وقيادات الثورة وتفجر شلالات من دماء طلائع الثوار على أيدي القوى التقليدية في ما بعد الثورة .. دماءاً أثارة إستياء الأصدقاء المخلصين للثورة ورفقاء الدرب والنضال المسلح ليبادر بعدها الجميع, باستنكار جريمة بشعة ارتكبت بحق (دينامو الثورة) فيصل الشعبي- كما قال عنه الانجليزـ وطالت العقل المفكر للثورة, والمخلص الذي تجرع كاس المرارة في معركة النضال الوطني ضد المستعمر حتى نيل الاستقلال


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-05-2008, 12:58 AM
عضو ألماسي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 1,291
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون .
عليهم اولئك الجبناء المتسلقين من الله ما يستحقون ، كل مصائب الجنوب قادمه من الجمهوريه العربيه اليمنيه في الماضي والآن في الحاضر وال
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-05-2008, 02:06 AM
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 267
افتراضي رحم الله شهداء الجنوب

رحمه الله ورحم كل الارواح الجنوبيه الطاهره التي ازهقت عن جهل من الشهيد فيصل الى هذي الحظه
وبحثا عن شعارات وهميه غسلوا ادمغة الجنوبيين بها عن قصد ووفق مخطط تامري اوصلوا الجنوب والجنوبيين الى هذا النفق المظلم بشرا وارض ولايزال مع الاسف مدبر القتل وحارس الزنازين المظلمه
لمعظم انبل واشرف رجال الجنوب لايزال ينفذ خططه في قتل وتدمير الجنوب ورجاله لايزال يستقبل في
قصور زعيم الاحتلال في عدن استقبال الفاتحين ويدير التامر على الجنوب والجنوبيين لصالح الاحتلال الجديد وكل زعماء الجنوب ووجاهاته اكانوا مع السلطه اوضدها امامشردين في الخارج اومنفيين في الداخل ومطاردين اومطرودين ومهانين ومذلين من عسكر امام الاحتلال الجديد من ابواب قصوره رغم
اخلاصهم للعمل معه واشرفهم من اخذه القدر قبل ان يشوف هذا اليوم المظلم فكيف يستقيم هذا
الاعوجاج الجنوبي انها مهمة كل شريف جنوبي
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-05-2008, 04:34 AM
Hadami
Guest
 
المشاركات: n/a
افتراضي

" ولكننا استطعنا أن نفخخ طريقهم ونصنع لهم الموت جميعاً وسيبكون من المهرة وحتى عدن والمندب وسيدفعون الثمن أغلى مما دفعناه "




العساكر اهل الانانية والمناطقية التعساء. كانوا ولازالوا مطايا اللوبي الميمني فقد كان عبد الفتاح اسماعيل وعدد قليل من اللوبي اليمني يسوق هؤلا التعساء على مايريد كما يفعل الراعي بغنمة
ولا زالت عقلية القطيع مسيطرة على بقاياهم ولا زال الاشتراكي اليمني بقيادتة اليمنية الشمالية يسوق ذلك القطيع

وعاش المجلس الاعلى الجنوبي بقيادة باعوم

وخاب وخسر اتباع اللوبي اليمني واتباع الاشخاص التي بانت حقيقتهم انهم يعملون لانفسهم و لمصلحة اللوبي اليمني وبان ان القضية بالنسبة لهم ليس الجنوب ولا أهل الجنوب وإنما القضية فقط شخصية وإن إدعوا انهم همهم الجنوب بالسنتهم فافعالهم تفضحهم
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-05-2008, 08:07 AM
عضو برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 964
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

صحيح الانجليز صنعو لنا الموت البطي وهذه اثاره بانت وطفحت للسطح بسبب قلة المفكرين والمؤرخين هم يتحملون ايضا جزؤ من مانحن فيه لان لو كان في تلك الفتره من الناس الذين لا يخافون لومة لايم ماكنا في مانحن فيه الان لان الانجليز لخبط بالامور على المعارضين له وبسبب قله الحيله ونشوة النصر المزعوم على الانجليز حل بنا ماحل ولو عادو الرفاق الى الصواب والتاءني في اتخاد القرارت ولكن كنا في وقت الكل لايعلم ماسبب الانسحاب المفاجئ للانجليز هل هو فعلا المقاومه الجنوبيه ام خطه من قبل الانجليز بسبب فهما للمقاوميين ومن اي المناطق هم لهذا جعلت الجنوبيين يتجرعون تلك النصر عليم بهزيمه وهذا هم الغربيين لايمكن ان تتفوق عليهم مهما بلغ ذكائك لانهم عنهم بعد نظر ونحن لانملك تلك البعد لاننا عندما ننتصر ننسى مابعد النصر وهو التفكير في المستقبل لاننا نتفاخر بالنصر وهو ماهو حاصل فينا الان
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:36 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لدى منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار 2004-2012م

ما ينشر يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة