مسدوس لـ " التغيير": لو حافظنا على ارث بريطانيا .. لما تصارعنا !

[عامر عبدالوهاب]

‏01:41 م ‏28/‏02/‏2006
المركزية علة قديمة جديدة في اليمن، ومن خلال اطلاعي على تاريخه القديم والوسيط والحديث والمعاصر ، استطيع القول انها السبب الرئيسي ، لكثير من الصراعات السياسية ،والتي كانت تدمر ماقد بني لعقود ، وتنتج مشاكل جديدة تحتاج الى عقود او قرون لاصلاحها.

والحزب الاشتراكي او الجبهة القومية ،كان من الاخطاء الكبرى التي ارتكبتها هو الغاء النظام الفدرالي القائم في الجنوب العربي، ومعروف ان البريطانيون اعتبارا منذ اواسط الخمسينيات قاموا بتوحيد الادراة والسلطة في المحميات وجعلها فدرالية بسلطة واحدة .لانها كانت قبل ذلك شبه اتحادية او كونفدرالية اذ كان يوجد لكل امارة جيشها وجماركها وغيرها من مضاهر سيادة الدولة .
ولكن بسبب الجو العاطفي الغوغائي الذي انتشر في تلك الفترة مبشرا بالوحدة العربية من مصر وبعض الدول العربية الاخرى ، واتهام بريطانيا انها تريد من وراء تكوين اتحاد للجنوب العربي التأمر على العرب واليمن (=دولة الائمة)فقد كان التفاعل من قبل السلاطين والشعب في الجنوب مع ذلك الاتحاد فاترا ومشوبا بالريبة .وحتى بعد قيامه عام 1959 فقد ضلى كيانا ضعيفا ليس لضعف مبادئه او خطئها ولكن لضعف التفاعل الايجابي معه من قبل الشعب والسلاطين .والسبب انهم كانوا يخافون ان يوصموا بموالاة الاستعمار حتى لو كان شيئا من الموالاة فيه الخير للشعب هناك.!!

ومن يدرس تاريخ الجنوب العربي يجد ان النظام شبه الاتحادي الذي كان قائما هناك والذي تأسس منذ القرن السادس عشر، كان نظاما قويا بدرجة لا احد يتصورها، ومن ينضر الى مقاومة السلاطين والشعب هناك للسيطرة الامامية يجد كيف كان ذلك النظام الفريد يجعل من كل سلاطين الجنوب مقاومين ومحاربين لذلك الغزو،واذ هزم سلطان هنا، غيره يواصل المسيرة حتى اجبروا جيوش الزيدية على الانسحاب من الجنوب بعد تكبدهم خسائر فادحة .برغم الفارق الكبير في القوة المادية والعددية بينهم وبين الائمة .ولو كان يحكم الجنوب ملك واحد لااستسلم واستسلم شعبه بعده.!!ولذلك النظام بعض نقاط الضعف مثل اي نظام بشري، ولكن حسناته اكثر.وكان يحتاج الى تقنين وتطوير وتفاعل ايجابي من قبل الشعب والسلاطين وغيرهم.حتى يأتي اكله كاملة.!

في الوقت الحاضر الجنوب يمر بفترة يمكن وصفها بالانتقالية من النظام الاشتراكي الى نظام لم تتحدد ملامحه بعد، والقوى التي ستضهر فيه سيكون لها بعض ملامح الماضي السلاطيني والحاضر الحزبي الاشتراكي وغيره.ولكن لا احد يستطيع ان يحدد ماهي قوى المستقبل وكيف ستكون وممن ستتكون.!