القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#11
|
|||
|
|||
الباب الثالث
الممارسات الاستعمارية لنضام صنعاء بعد احتلال الجنوب بإعلان سلطات الجمهورية العربية اليمنية في 7/7/1994م عن احتلالها لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بقوة السلاح خلافا لاتفاقيات مشروع الوحدة وقرارات الجامعة العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وقرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قراري مجلس الأمن الدولي ( 924) و(931) لعام 1994م بهذا تكون قضية شعب الجنوب قضية احتلال لأرضه وتدمير لدولته وهويته ، وإذلال لكرامته مثله مثل أي احتلال عرفته البشرية، غير إن هذا الاحتلال اشد بشاعة لأنه احتلال همجي عنصري متخلف تجلت ممارساته الاستعمارية في الجنوب أثناء وبعد الحرب وحتى اليوم بالآتي: 17ـ إن السياسة الاستعمارية الأخطر التي مارستها وتمارسها سلطات الجمهورية العربية اليمنية ضد شعب الجنوب منذ بدء حربها واحتلال أرضه وحتى اليوم هي تدمير واجتثاث ومحو هويته الوطنية، فالهوية تتمثل في التاريخ والثقافة والعادات والتقاليد والقيم والسلوك : وسنوضح أهم ملامح هذه السياسية بالآتي: أـ نهب وتدمير المعالم والوثائق التاريخية لشعب الجنوب ، ونهب القطع الأثرية من المتحف الوطني في مدينة عدن ومن المواقع الأثرية في كل من حضرموت والضالع وردفان ولحج وأبين وشبوة ، والوثائق التاريخية في كل من جامعة عدن والمكتبة الوطنية في كريتر ، ومركز البحوث والدراسات التابع للجنة المركزية للحزب الاشتراكي ـ الحزب الحاكم في الجنوب سابقاً ـ والذي كان يعتبر أهم مركز توثيقي في الجنوب ويحتوي على أكثر من خمسة مليون وثيقة تم نهبه والاستيلاء على وثائقه. ب ـ عدم حماية المواقع الأثرية من العبث والحفريات العشوائية بغرض التجارة بآثار الجنوب ، ونهب هذه المواقع وطمس النقوش الموجود فيها وتغيير معالمها . والسماح بالبناء العمراني الجديد عليها مثل منطقة صبر في محافظة لحج ومنطقة العماد في عدن وغيرها من المناطق فضلاً عن تغيير النمط العمراني الجنوبي بالنمط الشمالي. ج ـ تدمير المعالم التاريخية لمدينة عدن كرمز تاريخي وسياسي للجنوب بما فيها المعالم الإسلامية تحت مبرر إعادة بنائها وليس أدل على ذلك من تدمير أقدم واكبر جامع في الجنوب وهو مسجد أبان ابن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهما الذي بناه بنفسه عندما كان والياً على عدن قبل 1370 سنة . وغيرها من المعالم التي لا تقدر بثمن ولا يمكن إعادتها . حتى الجبال والشواطئ التي هي من أهم خصائص وجمال مدينة عدن يتم العبث فيها بصورة لا يقبله العقل . د ـ محو الإرث النضالي لثورة شعب الجنوب ـ ثورة 14 أكتوبر 1963م ــ من خلال ربطها بانقلاب 26 سبتمبر ضد الأئمة عام 1962م ، وتحت مسمى واحدية الثورة ، والثورة الأم ، والثورة البنت وحيث تم تحويل متخف أول شهيد لهذه الثورة راجح بن غالب لبوزه في ردفان إلى مطبخ (مطعم ) لجنود الاحتلال ، وتدمير النصب التذكاري العملاق لثوار الجنوب وقواته المسلحة في مدينة التواهي بعدن ، وتحويل معسكر ثورة 14 في العند ومعسكر 20 يونيو في عدن وتغيير مسماه إلى معسكر 7 يوليو كرمزية ليوم احتلال الجنوب، وكذا تغيير أسماء المدارس والشوارع والأحياء السكنية وغيرها من المعالم التي كانت تحمل أسماء رمزية لإبطال وأعلام وأحداث هامة في تاريخ الجنوب إلى أسماء أخرى . حتى إذاعة عدن تم تغيير اسمها إلى إذاعة البرنامج الثاني وتم تقليص بثها لمدة 12 ساعة ثم تربط بإذاعة صنعاء ، وتلفزيون عدن الذي يعد أول تلفزيون في الجزيرة والخليج تم تغيير اسمه إلى ( القناة اليمانية) والقيام ببيع مباني أصول سفارات دولة الجنوب. هـ ـ محو تاريخ الجنوب وربطه بتاريخ الجمهورية العربية اليمنية ، وتكريس مقولة ( الفرع عاد إلى الأصل ) وتنسيب انتماء جذور أهم قبائل الجنوب وشخصياته المبدعة وأنه أتى من الجمهورية العربية اليمنية ، وتشويه أصول بعض سكان الجنوب بأنهم من أفريقيا والهند . وبالمقابل منع أي تدوين حقيقي ومنصف لتاريخ الجنوب والقيام بتحريف وإلغاء الثير من المعلومات والحقائق من تاريخ الجنوب الحديث. و ـ ألغت من المناهج التعليمية في جميع مراحله الدنيا والجامعية أي ذكر لتاريخ شعب الجنوب وتغيير المناهج التعليمية إلى مناهج تخدم نهج الاحتلال حتى وصل الأمر إلى وصم شعب الجنوب وقيادته التي توحدت معها في هذه المناهج (بـقوى الردة والانفصال) وفسرت كلمة قوى الردة الذي كانت قد أطلقته على أبناء الجنوب أيضاً بالمرتدين عن الدين ـ الكفرة ـ ، وأطلقت على يوم احتلال الجنوب 7 يوليو 1994م يوم النصر العظيم. وكان الهدف من ذلك إيجاد جيل جديد في الجنوب فاقد لتاريخه وهويته وكرامته وعزته ومُسلماً بهزيمته وضعفه ووضعه المفروض عليه من قبل الاحتلال. زـ تهميش وتجاهل الإرث الثقافي لشعب الجنوب ورجاله ونسائه العظام من أدباء وكتاب وشعراء وفنانين وصحفيين وباحثين الذين لهم إبداعات مشهودة, أمواتا أو أحياء ، ولم تسمح للجيل الجديد بالظهور وتفجير طاقاته الخلاقة ، من خلال عدم السماح بإنشاء صحف ومجلات ودور نشر في الجنوب وإبتاع سياسة الإفقار التي لا تسمح لشعب الجنوب الاهتمام بالإبداع الإنساني ، والسيطرة على وسائل الإعلام الحكومية التي أوجدتها دولة الجنوب قبل الاحتلال . ح ـ تكريس وتشجيع الفساد والإفساد والرشوة والاحتيال والكذب والكسب غير الشرعي والتسول، وعدم الاعتزاز بالنفس والكرامة والقيم الأخلاقية بما يفقد المجتمع الجنوبي كل ارثه الثقافي والحضاري وقيمه وعاداته التي توارثها منذ قرون بعيدة. ط ـ إحياء الثارات القبلية من جديد بين القبائل والعشائر الجنوبية ودعم طرف على حساب الطرف الآخر تكريساً للسياسية الاستعمارية ( فرق تسد ) ، وإفساد القضاء ، وغياب الدولة، إضاعة أهم شروط الآمن والاستقرار والحياة الطبيعية ، والقضاء على كل قيم التعاون والتآخي والتسامح بين أفراد المجتمع. ي ـ تضخيم وتهويل الخلافات والصراعات السياسية التي شهدها الجنوب بعد الاستقلال مع إن نتائجها اقل بكثير من الصراعات التي شهدتها وتشهدها الجمهورية العربية اليمنية وتشويهها، وعدم السماح لأبناء الجنوب بالتقارب فيما بينهم وعملت بما يضمن تمزقهم وتشتتهم وبالتالي ضعفهم وعدم فاعليتهم. ك ـ القضاء على قيم التحضر والتمدن والقبول بالآخر من خلال تشجيع العصبية والمناطقية العنصرية وثقافة التمييز. ل ـ التعامل بالدونية مع شعب الجنوب والتعامل بصفة عنصرية، حتى إن مواطن من رعايا سلطات الاحتلال عسكري أو مدني يقتل بالسلاح أو يدوس بالسيارة مواطن جنوبي من الصعب مقاضاته فهو محمي من سلطة الاحتلال، وحتى إن ممارسات التمييز وصلت إن الجندي أو الضابط الجنوبي لا يصرف له سلاح شخصي بينما نظيره من الطرف الآخر يحصل على ذلك. م ـ تشجيع التشدد الديني في أوساط شباب الجنوب بما يظهر |
#12
|
|||
|
|||
شعب الجنوب بأنه شعب متطرف أمام الرأي العام العربي والعالمي، وذلك بما يحرم شعب الجنوب من التعاطف الخارجي لنصرة قضيته وإيجاد وسط اجتماعي مغلق.
ن ـ الرفض المطلق لمطالب شعب الجنوب التي عبر عنها بصورة سليمة منذ إحتلال وطنه عام 1994م بل مجابهتها بأبشع صور القوة العسكرية، فقامت بحملات عسكرية متعددة ضد أبناء الجنوب في كل من مديرية جحاف وقرية قرض مديرية الأزارق وقريتي حياز وزُبيد مديرية الضالع، والصبيحة وكرش والمسيمير وردفان وعدة حملات عسكرية على مديريات رصد ويافع وأبين وشبوة وحضرموت. وقصفت في هذه الحملات بالمدفعية والدبابات والطائرات ونسفت المنازل بالمتفجرات، وقتلت العشرات وجرحت المئات من مواطني شعب الجنوب بما فيهم نساء وأطفال وشيوخ. س ـ منذُ انطلاقة ثورة شعب الجنوب السلمية الحضارية التحررية فإن أعمال القتل والإصابات والاعتقالات والتشريد لأبناء شعب الجنوب من جراء الأعمال الهمجية التي قامت بها سلطات الاحتلال خلال الثلاث السنوات الماضية فإنه من الصعب سردها وتحتاج إلى مجلدات، وقد شاهد العالم الكثير منها على شاشات القنوات الفضائية وصدر صفحات الصحف وما خفي على الرأي العام العربي والدولي فهو الأعظم. .إنها ليس جرائم استعمارية كما يعرفها العالم وإنما جرائم إبادة بحق الإنسانية والسكوت عليها من قبل أمتنا العربية والإسلامية والمجتمع الدولي وأحرار العالم هي وصمة عار على جبين هذا العصر ومن يعيشونه اليوم. ع ـ انتاج وتكريس كل ثقافات القرون الوسطى والعهود المظلمة السياسية والاجتماعية والدينية وإنتاج ثقافة التطرف في التفكير وإصدار الفتاوى والتكفير لأي سلوك وظاهرة حضارية وزرع مزور الفتنة والضغائن والثأر بين أبناء الجنوب وذلك على طريق القضاء على أي مظهر من مظاهر المدنية والدولة في الجنوب. 1ـ تدمير مؤسسات دولة الجنوب المدنية والعسكرية ومقرات الوزارات وفروعها والمؤسسات الخدمية الخاصة بالكهرباء والمياه وليس أدل على ذلك من قصف طائراته للمحطة الكهرو حرارية في منطقة الحسوة بعدن ، وقصف مدفعيته للمصدر الوحيد المزود للعاصمة عدن بالمياه محطة بئر ناصر بمحافظة لحج ، وقصف مدن الجنوب بأحدث الأسلحة وفرض حصار خانق عليها بهدف اخضاعها مما أدى إلى مقتل ألاف النساء والأطفال والشيوخ ومنع حتى دفنهم رغم المناشدات التي تقدمت بها المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الصليب الأحمر . 2ـ تشريد عشرات الآلاف من أبناء شعب الجنوب وقياداته إلى خارج وطنهم، ومازال الكثير منهم خارج وطنهم ، فلا يوجد شعب في العالم رؤسائه مشردين خارج وطنهم إلا شعبنا الذي ثلاثة من رؤسائه مشردين ، إضافة إلى معظم وزرائه وقادته وكوادره. 3ـ رفض سلطة الاحتلال مناشدات أبناء شعب الجنوب والمنظمات الدولية بالموافقة على تشكيل لجنة لمعرفة مصير أبناء الجنوب المفقودين من عسكريين ومدنيين بما فيهم طيارين وبحارة وعلماء وأطفال ونساء . 4ـ أن السياسية النقدية التي توجد في الجنوب كان مشهود لها في العالم وكانت عملتها الدينار الذي بقت قيمته ثابتة لعقود بسبب الاحتياطي النقدي (الذهب) وهو من العوامل التي ساعدت على استقرار المستوى المعيشي للمواطن الجنوبي ولكن جرى إلغاء هذا الدينار وسحب الاحتياطي إلى صنعاء وهو الحال الذي جرى مع طيران اليمن الديمقراطي (اليمدا) التي كانت مملوكة لدولة الجنوب 100% وتم مصادرة أصولها والاسطول الجوي وقاعدة مادية وبيانية لصالح طيران الجمهورية العربية اليمنية التي تمتلك فيها دولة الشمال نسبة 51%. 5ـ القيام بتوزيع وتمليك ممتلكات دولة الجنوب من المنشات المدنية والعسكرية لمتنفذي سلطة الاحتلال وكذا مساكن قيادات الجنوب التي وزعت على الشماليين من القادة العسكريين بهدف إحداث تغيير ديمغرافي في الجنوب . وتوزيع أراضي الجنوب ولاسيما في العاصمة عدن على رعاياه بالكيلومترات بينما أبناء الجنوب لم يسمح لهم بالتملك حتى المنازل السكنية وقطع الأرض التي دفعوا ثمنها من مرتباتهم في عهد دولتهم قبل إعلان مشروع الوحدة. وسمح لرعاياه وفي مقدمتهم المسئولين بالاستيلاء عليها ، فأصبح أبناء الجنوب إذا أراد أحداً منهم أن يبني مسكناً عليه شراء الأرض من مواطني سلطات الاحتلال . 6ـ أكثر من خمسين مزرعة كبيرة وأكثر من 75 مزرعة صغيرة عامرة بالمنتجات الزراعية كانت تعد أهم مصدر زراعي في الجنوب تم توزيعها على المسئولين في الجمهورية العربية اليمنية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية وأقربائه . 7ـ أكثر من خمسين مصنعاً تم السماح بنهبها وبيعها ، والأخرى لم يعد اليوم حتى واحد يعمل منها. 8ـ تم تسريح كل موظفي دولة الجنوب في المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية والبالغ عددهم زهاء (450) ألف دون مراعاة لأبسط حقوقهم القانونية وأوضاع أسرهم ، ومن تم منحه التقاعد أعطي مبلغ زهيد لا يقابل نفقة يوم واحد من نفقات اصغر مسئول في الجمهورية العربية اليمنية . 9ـ تحويل مدينة عدن إلى قرية من خلال تجميد نشاط مينائها ثم بيعه وكذلك مستشفياتها وجامعاتها وكلياتها ومعاهدها . 10ـ تعديل دستور دولة الوحدة وقوانينها لأكثر من خمس مرات بما يلغي أي حقوق لشعب الجنوب كشريك متساوي مع الطرف الآخر وبما يكرس هيمنة حكم الجمهورية العربية اليمنية القائم على : الفرد ، الأسرة ، المنطقة ، القبيلة ، الطائفة ، القوة العسكرية . 11ـ المنع المطلق على مواطني شعب الجنوب من ممارسة الأعمال التجارية الهامة وحق الحصول على الوكالات للشركات الأجنبية . بل وسحب ما كان لديهم من وكالات تجارية قبل الوحدة ، وعرقلة أي استثمارات لهم . 12ـ مع إن الثروات النفطية والمعادن والاسمنت كلها في ارض الجنوب إلا إن أبناء الجنوب لا يسمح لهم بالتوظيف فيها إلا لغرض الحراسة أو الأعمال الشاقة. 13ـ كان أبناء الجنوب يحضون بالحصول على آلاف المنح الدراسية الجامعية في الخارج لكن بعد الحرب احتكر نظام صنعاء تلك المنح لأبنائه. 14ـ منع شباب الجنوب من الانتساب إلى مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية والحصول على الدراسات العليا في الداخل والخارج ، بل إن بعض المؤسسات محرمة عليهم مثل : الأمن القومي والأمن السياسي ، والقصر الجمهوري ومجلس الوزراء والسلك الدبلوماسي ، والقضاء ، والمؤسسات الايرادية مثل المالية والضرائب والواجبات والجمارك. وإن تم توظيفهم فقط في مجال التربية والتعليم كمدرسين في مناطقهم ، أو جنوداً حتى يكونوا وقوداً لمغامرات سلطات صنعاء العسكرية أو صيد سهل لأسلحة القبائل. 15ـ لقد ورثت دولة الجنوب نظاماً للضمان الاجتماعي والتقاعدي من مستعمرة عدن والسلطنات حافظت عليه وعممته على جميع محافظات الجنوب في وقت لم يكن هذا النظام معروفاً أو متعاملاً به في صنعاء.. وبعد الحرب تمت عملية نقل كل مبالغ صناديق الضمان الاجتماعي المتراكمة لعقود من الجنوب إلى صنعاء لصالح صندوق المعاشات الجديد الذي لم يساهم فيه موظفي ومتقاعدي الشمال. 16ـ لم يتم الاكتفاء بمنع العمل والتوظيف على أبناء الجنوب في مؤسسات الدولة المركزية وإنما كل المسئولين والقياديين العسكريين والأمنيين في محافظات الجنوب هم من أبناء الجمهورية العربية اليمنية ، ومن يتم السماح لهم بالعمل من أبناء الجنوب في بعض المركز القيادية المركزية يتم احتيارهم بعناية فائقة، والهدف من وجودهم الشكلي في تلك المناصب هو إظهارهم للرأي العام بأنهم ممثلون للجنوب ، لتشويه سمعة شعب الجنوب وإذلاله والقول له هؤلاء هم رموزك . يتبع |
#13
|
|||
|
|||
الباب الرابع
الحراك السلمي الجنوبي ـ المقدمات ـ والانطلاقة . أي حركة سياسية أو ثورة شعبية لا يمكن أن تظهر إلى السطح فجأة دون مقدمات وتوافر عوامل وأسباب موضوعية وذاتية ونمو قوى حية لها تأثيرها في تفعيل تلك العوامل وتسخيرها لخدمة قضيتها التي تناضل من اجلها دون يأس، لأنها مؤمنة بتلك القضية ولديها استعداد للتضحية في سبيلها مع التفاف شعبي واسع وقناعة الجماهير بصحة وعدالة القضية. ومن هذا المنطلق فان الحراك السلمي الجنوبي قد سبقت انطلاقته مقدمات موضوعية وذاتية كانت بمثابة إرهاصات أولية مهدت لنجاحه وهي: الفصل الاول مقدمات الحراك السلمي الجنوبي. 1.منذ أن شن نظام صنعاء الاستعماري حربه العدوانية الغادرة على شعب الجنوب في 4 مايو 1994م جابه شعب الجنوب هذه الحرب ببسالة فائقة رغم تباين توازن القوى العسكري والبشري بين الطرفين الذي كان لصالح نظام صنعاء إما المجابهة السياسية لهذه الحرب فقد اتخذت القيادة الجنوبية وبالإجماع وتلبية لرغبة شعب الجنوب قرارها التاريخي في 21 مايو 1994م بإعلان فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب ـ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ـ وبالاستناد إلى حقائق التاريخ والجغرافيا ، وإيصال قضية شعب الجنوب إلى المنظمات الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية بما فيها أعلى منظمة دولية وهي الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذي اتخذ قراران هامان وبالإجماع هما : 924 (1994م) و 931 (1994م) . اللذان نصا على عدم شرعية فرض الوحدة بالقوة . وبهذا يكون شعب الجنوب قد امتلك المقدمات الوطنية والعربية والدولية الشرعية نضاله لتحرير وطنه من الاحتلال . 2.على اثر نزوح القيادات الجنوبية المدنية والعسكرية إلى خارج وطنها عام 1994م أودعت لدى المنظمات العربية والإسلامية والدولية وثيقة هامة عبرت فيها عن رفضها لأي تصرفات يقوم بها نظام صنعاء تجاه شعب الجنوب الذي يقع تحت الاحتلال بما يعتبر خرق لاتفاقية جنيف الرابعة ، وحذرت من عقد أي اتفاقيات مع هذه السلطات لان ذلك عمل غير شرعي واشتراك مباشر في نهب ارض وثروات شعب الجنوب . 3.بعد سننين من احتلال الجنوب أي في عام 1996م ظهر أول شكل نضالي جنوبي وهو المنظمة الوطنية الجنوبية ( موج ) وتم الإعلان عنها من الخارج. 4.إعلان الحزب الاشتراكي الشريك في مشروع الوحدة مقاطعته للانتخابات النيابية في 27/4/1997م شارطاً المشاركة في الانتخابات بضرورة عقد مصالحة وطنية وإزالة آثار حرب 1994م لكن سلطات صنعاء رفضت هذه الدعوة. بالمقابل لبت جماهير شعب الجنوب دعوة الحزب الاشتراكي بمقاطعة الانتخابات النيابية وهو الأمر الذي يعني عدم الاعتراف بسلطة صنعاء ورفض استمرار احتلال الجنوب وبروز تيار إصلاح مسار الوحدة. 5.تأسيس حركة تقرير المصير ( حتم ) في 27/7/1997م التي أعلنت بوضوح عن رفضها للاحتلال ومقاومة الغزو العسكري للجنوب من قبل الجمهورية العربية اليمنية من خلال قيامها بعدة أعمال عسكرية ضد معسكرات سلطات صنعاء الموجودة في الجنوب وقدمت كوكبة من الشهداء والجرحى وتم اعتقال بعض أعضائها وشرد الآخرون ، ولأسباب موضوعية جمدت نشاطها بعد فترة قرابة ثلاثة أعوام ، وقد شمل نشاطها كثير من محافظات الجنوب بما فيها العاصمة عدن 6. ظهور حركة سياسية وشعبية جنوبية في حضرموت والمهرة وشبوة أطلق عليها ( جبهة الخلاص ) دعت في بياناتها إلى الخلاص من الاحتلال العسكري للجمهورية العربية اليمنية للجنوب . 7.قيام أبناء الجنوب بإنشاء منتديات ثقافية في منازل بعض الشخصيات الجنوبية كشكل من أشكال النضال السلمي . كما خاض مثقفي الجنوب نضالاً فكرياً واسعا من اجل حرية شعبهم من خلال الاستفادة القصوى من وسائل الإعلام المعبرة عن قضية شعب الجنوب ، ونشر العديد منهم كتباً ودراسات عن القضية . 8.من أرقى أشكال النضال التي ظهرت في الجنوب تجربة اللجان الشعبية التي تأسست عام 2000م, حيث شُكلت أول لجنة شعبية في العاصمة عدن ثم شُكلت في بقية محافظات الجنوب وصدر عنها بيانا في 7/7/2000م حددت فيه مطالبها واتجاهات نضالها , وضمت بين صفوفها صفوة الجنوب من المثقفين والمحامين والصحفيين والنساء والعسكريين والدبلوماسيين,وشكلت لها قيادة موحدة وقامت بعدة أنشطة, فقامت السلطات الاستعمارية باستدعائهم إلى نيابة الصحافة وجندت عليهم فرق الأمن والسفهاء, وسجنت البعض منهم, وفرضت حظر على نشاطها. 9.في 7/7/2004م تم الإعلان عن تنظيم جنوبي علنيي في بريطانيا هو التجمع الوطني الجنوبي ( تاج). 10.اتباع سلطة الاحتلال بصنعاء تجاه الجنوب السياسة الاستعمارية ( فرق تسد ) لتمزيق وحدة شعب الجنوب وتعميق الصراعات الداخلية الجنوبية ، واستخدام أوراق صراعات الماضي حيث قامت في 10/12/2005م بنبش المقابر في عدن، وأبرزتها في وسائل إعلامها اعتقاداً منها أن تلك المخططات سوف تعمق الشرخ الجنوبي، لكن رد شعب الجنوب كان مفاجأة غير متوقعة لها ، فقد عقد اجتماعاً كبيراً في مقر جمعية أبناء ردفان الخيرية بعدن في يوم 13 يناير 2006م حضره جمع غفير من كافة محافظات الجنوب دعا فيه المجتمعون اعتبار يوم 13 يناير يوماً للتصالح والتسامح والتآخي والتضامن وإغلاق صفحات الماضي والنظر إلى المستقبل . على اثر ذلك قامت السلطات الاستعمارية بمداهمة وتفتيش الجمعية وإغلاقها، حينذاك شكل أبناء الجنوب ملتقيات التصالح والتسامح وعقدوا عدة لقاءات شعبية في أبين والضالع وشبوة. كانت كل هذه المقدمات وغيرها أرضية خصبة لانطلاقة مسيرة الحراك السلمي الجنوبي المباركة والمنتصرة بإذن الله تعالى. الفصل الثاني انطلاقة حراك شعب الجنوب السلمي الحضاري التحرري: أي ثورة كانت سلمية أو مسلحة لا يمكن لها أن تستمر وتنتصر دون أن تتوفر لها قيادة منظمة تحمل رؤية متكاملة لأهداف ومراحل الثورة التكتيكية والإستراتيجية ، وقواعد منظمة ومنضبطة ولديها روح الاستعداد للتضحية لتطبيق هذه الرؤية . فتم في مطلع عام 2006م تأسيس جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين في الضالع كجمعية تطالب بالحقوق القانونية والدستورية التي حرم منها منتسبيها نتيجة سياسة الإقصاء والتهميش والطرد من إعمالهم التي مارستها سلطات صنعاء تجاه أبناء الجنوب منذ احتلالها لوطنهم في 7/7/1994م ، فقامت هذه الجمعية بعدة فعاليات احتجاجية محدودة ، غير أن فعالية يوم 24 مارس 2006م كانت الأهم حيث قادت مظاهرة جماهيرية واسعة اشترك فيها الكثير من مواطني الجنوب. هذه البداية الناجحة انعكست بتأسيس جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين في بقية مديريات ومحافظات الجنوب وتشكيل مجلس |
#14
|
|||
|
|||
التنسيق لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين في الجنوب تكون من روؤساء الجمعيات ونوابهم وأمناء العموم والمقررون، وقدمت هذه الجمعيات مطالبها عبر مختلف الجهات بما فيها عبر نواب البرلمان الممثلون للجنوب في 27 ابريل 2007م ، ولكن دون جدوئ . على اثر ذلك اقر مجلس التنسيق لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين تنظيم أول تظاهرة جماهيرية يشترك فيها كل أبناء الجنوب وذلك بتاريخ 22 يونيو 2007م في الضالع وهو اليوم تم فيه تحرير أول منطقة جنوبية من الاستعمار البريطاني عام 1967م وهي مدينة الضالع ، وفي هذه المظاهرة أعلن مجلس التنسيق انه إذا لم تستجب سلطات صنعاء لمطالب الجمعيات فإنها تعلن أن نضالها سوف يستمر وبصورة سلمية وحضارية لاستعادة حقوق شعب الجنوب ، ودعت جماهير شعب الجنوب للتوجه إلى مدينة عدن للاشتراك في تظاهرة يوم 7/7/2007م . وهو اليوم الذي يصادف إعلان سلطات صنعاء انتصارها على الجنوب عام 1994م وبالفعل لبى شعب الجنوب هذا النداء ، فرغم الإجراءات الأمنية والعسكرية الكثيفة وقطع الطرقات واعتقال بعض قيادات الجمعيات إلا أن أبناء الجنوب عسكريين ومدنيين زحفوا سيراً على الأقدام إلى ساحة العروض في خور مكسر بعدن التي أصبح اسمها منذ ذلك اليوم ساحة الحرية ، كان الهتاف المدوي للجماهير ودون تنظيم مسبق ( برع .. برع يا استعمار من ارض الأحرار ) وهنا عبر شعب الجنوب عن هدفه الحقيقي ، وانعكست أهمية هذا اليوم فيما يلي :
1.إجبار السلطات الاستعمارية في صنعاء على الإفراج الفوري عن قيادات الجمعيات. 2.ازالة حاجز الخوف وشكل بمثابة الانطلاقة للحراك السلمي الجنوبي. 3.استطاع شعب الجنوب أن يبدل يوم 7 يوليو من يوم احتلال وهزيمة إلى يوم جديد للسير على طريق التحرر والانتصار. 4.وصول صدى حراك شعب الجنوب السلمي إلى الرأي العام الإقليمي والعربي والدولي . 5.أعلن مجلس التنسيق لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين بان أولى الحلول هي إعادة وحدات جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى وضعيتها قبل حرب عام 1994م. 6.بدأ شعب الجنوب يخوض نضاله السلمي ضمن اطر تنظيمية منظمة ، حيث تم تأسيس جمعيات الشباب والطلاب ، ومناضلي ثورة 14 أكتوبر ، والمتقاعدين الدبلوماسيين ، وأصبح اسم مجلس التنسيق لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين بعد انضمام المتقاعدين المدنيين إليه ( مجلس التنسيق الأعلى للمتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين ) وشكل بذلك القيادة الرئيسية للنضال السلمي لشعب الجنوب. 7.لم يعد الحراك السلمي مختصر في منطقة أو مدينة أو قوى بعينها وإنما أصبح يعم كل مناطق ومدن ومديريات ومحافظات الجنوب، وبدلاً من أن تجابه سلطات صنعاء مطالب شعب الجنوب بالحوار والاعتراف بقضيته ذهبت الى مجابهته بأحدث وسائل القتل والدمار ، حيث تم قتل المئات من مناضلي شعب الجنوب العزل وجرح الآلاف واعتقال عشرات الآلاف ، وهي بذلك بعد أن دفنت مشروع الوحدة بين الدولتين في حربها على الجنوب واحتلاله عام 1994م أنما تكشف مجددا عن حقيقة صورتها الاستعمارية البشعة وأهدافها الخبيثة المخفية من الوحدة وحقدها الدفين على شعب الجنوب . 8.اتساع واستمرار نضال شعب الجنوب من معظم القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية وتحوله من نضال مطلبي إلى نضال سياسي وجماهيري واضح المعالم وتبنى قضية شعب ودولة الجنوب. وفي هذا السياق جرى تشكيل مجالس تنسيق الفعاليات السياسية والمدنية ضمت في قوامها ممثلين عن جمعيات المتقاعدين والشباب والمناضلين وبقية الفئات والشرائح الاجتماعية والمهنية والسياسية الأخرى على مستوى المديريات وفي وقت لاحق تم تشكيل هيئات النضال السلمي على مستوى المحافظات ضمت في قوامها مجالس المديريات على مستوى كل محافظة من محافظات الجنوب وبقصد وحدة هذه المكونات وتوحيد رؤاها ونضالها، وقياداتها ،وبنائها التنظيمي فقد جرى تشكيل لجنة تحضيرية ضمت في عضويتها ممثلين عن هيئات النضال السلمي في كل محافظات الجنوب وفي هذه الأثناء تم الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير الجنوب واستعادة دولته في 31 أكتوبر 2008م ، والهيئة الوطنية العليا للنضال السلمي لتحرير الجنوب واستعاد دولته ، والهيئة الوطنية العليا للحراك الشعبي ، وحركة النضال السلمي الجنوبي ( نجاح ) التي نتجت عن توحيد هيئات النضال السلمي في مديريات ومحافظات الجنوب بعد استكمال أعمال التحضيرات ودمجها في كيان وطني واحد هو حركة النضال السلمي الجنوبي (نجاح) والتي عقدت مؤتمرها الأول الدورة الأولى في الفترة من 23ـ 24 ابريل 2009م ، وأصدرت جملة من الوثائق الهامة ، وبينت إنها تشكل اكبر تنظيماً وابرزمؤسسية في الساحة الجنوبية، وبهذا يكون حراك شعب الجنوب السلمي قد حقق جملة من الأهداف الوطنية الكبيرة من أهمها : أ-عتبار قضية شعب الجنوب في واجهة الإحداث وفرضها كقضية لابد من الاعتراف بها محلياً وعربياً ودولياً. ب-انتقال قضية شعب الجنوب إلى الجيل الجديد من أبنائه وغرسها في ذهنه كقضية مقدسة عليا بحب الانتصار لها ، لأنه لا مستقبل له بدون تحرير وطنه واستعادة كرامة شعبه ، وأصبح هذا الجيل من الجنسين يتصدر مسيرة الحراك السلمي في الجنوب وبكل ثقه فخر واعتزاز ،لقد تسلم هذا الجيل رلاية القضيه الجنوبيه وهو اليوم يرفعها عاليا ويتقدم الصفوف ويقدم الشهداء والجرحى ويتعرض للسجون والملاحقات غير ان كل ذلك لم يزيد سوى الاصرارعلى مواصلة النضال السلمي حتى تحقيق اهدافه وظمان مستقبله في وطنه وحقه في الحياه الحره والعيش الكريم وفي ذات السياق نجد مكانة المراه الجنوبيه ومشاركتها الفعاله في خوض النضال السلمي بكل قوه واصرار ولعل المشهد البارز في هذه المشاركه هو مايجري اليوم من فعاليات احتجاجيه نسائيه عبرت المراه الجنوبيه من خلالها عن رفضها لواقع الاحتلال والتمسك بهدف التحرير والاستقلال واستعادة الدوله. ج- تم الانتقال بصورة سلسلة من مرحلة النضال التكتيكي إلى مرحلة النضال الاستراتيجي مع الحفاظ الصارم على الطابع السلمي الحضاري التحرري لحراك شعب الجنوب رغم محاولات السلطات الاستعمارية جر هذا الحراك إلى مربع العنف من خلال استخدامها لأحدث وسائل القتل والإرهاب والتعذيب في مواجهة أبناء الجنوب |
#15
|
|||
|
|||
العزل.
د-أثبتت الحراك السلمي لشعب الجنوب قدرته على الاستمرارية رغم كل ما يواجهه من أعمال القتل والقتل الوحشية وانتهاك الحقوق والحريات والتعتيم الإعلامي. هـ - بينت مسيرة الحراك الجنوبي عظمة شعب الجنوب على إنجاب قيادات شابة مؤمنة بقضية شعبها ومستعدة للتضحية في سبيلها ، وان مصير هذا الحراك لا يرتبط بفرد أو فئة قوى سياسية معينة وإنما الشعب هو وحده صاحب الإرادة في تقرير مصيره. 1ـ أن القضية الجنوبية هي قضية وطن عاصمته التاريخية عدن بحدودها البرية ومياهها وأجوائها الإقليمية والدولية الثابتة منذُ يوم الاستقلال 30 نوفمبر 67م ووفقاً لوثيقة الاستقلال الموقعة مع بريطانيا وحتى يوم إعلان مشروع الوحدة 22 مايو 1990م وأن الوحدة التي تم الإعلان عن مشروعها في يوم 22 مايو 90م بما رافق ذلك من الثغرات والنواقص الجوهرية هو مشروع وحدة سياسية بين كيانين ونظامين سياسيين معترف بهما دولياً هما (ج.ي.د.ش) في الجنوب و(ج.ع.ي) في الشمال. وأن إعلان الحرب قد ألغى شرعية إعلان مشروع الوحدة وأن الحرب ونتائجها قد مثلت النهاية التامة لموت هذا المشروع وأسقطت شرعية ما تم الإعلان والاتفاق عليه. 2ـ أن الوحدة السياسية ما بين الدول والشعوب هي عملية خاضعة لظروفها ولقدرتها على تأمين مصالح أطرافها، ولذلك فهي قابلة للنجاح بقدر ما هي قابلة للفشل أيضاً ولنأخذ مثلاً الوحدة التشيكوسلوفاكية التي دامت أكثر من 70 سنة فعاد كل طرف لوضعه السياسي المستقل بطريقة سلمية وكذلك فشل الوحدة المصرية السورية حيث لم تلجأ القاهرة إلى فرض الوحدة بالقوة على دمشق كما فعلت (ج.ع.ي) مع (ج.ي.د.ش) في صيف 94م واحتلال أراضيها عسكرياً وما تلى ذلك العدوان من ممارسات استباحية للأرض والعرض والدم، أن كل ذلك لا يقرر الفشل الكارثي لمشروع الوحدة السياسية بين دولتين قامتا على عقد سياسي (اتفاقيات) دولية بين طرفيها وطالما نكث طرف بالعهد المتفق عليه فقد سقط ما ترتب على ذلك العقد شرعاً وقانوناً وإنساناً وحسب المواثيق والعقود والقوانين التي تنظم هذه العلاقات وتحفظ لكل الأطراف حقوقها ومصالحها وبفشل هذا العقد يحق لأحد طرفيها العودة إلى ما قبل إعلانه أي إلى وضعه السابق واستعادة الدولة وهو حق شرعي وقانوني لن تلغيه القوة وأطماع المحو والتدمير. 3ـ أن حقيقة الأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا في الجنوب الواقع تحت الاحتلال منذُ فشل مشروع الوحدة بين (ج.ي.د.ش) و(ج.ع.ي) بفعل الحرب التي شنها نظام الـ(ج.ع.ي) على الجنوب وتوجت باحتلاله يوم 7/7 تتجلى في كونه واقع تحت أسوأ احتلال عرفه التاريخ قادم من كهوف القرون الوسطى بركائزه الثلاث، القوة العسكرية القائمة على القمع والقتل والقوة القبلية القائمة على السلب والنهب والقوة الأصولية المتطرفة القائمة على الفتاوى والتفكير التي شرعنت استباحة الجنوب الأرض والعرض والدم باعتباره دار كفر وذلك لكسر إرادة شعب بأكمله وتبرير احتلاله واستخدام الدين في خدمة الاحتلال وأهدافه. إن حرب صيف 94م قد أطاحت بمشروع الوحدة التعاقدية الذي تم الإعلان عنه في مايو 90م بين نظامين وكيانين سياسيين لكل منهما دولته ودستوره وعلمه وعملته النقدية الوطنية وشخصيته الدولية وأرضه بحدودها السياسية والجغرافية البرية والبحرية والجوية ولا زال نهج الحرب قائماً حتى اليوم. 4ـ أن استمرار ارتكاب الجرائم والمذابح ضد الإنسانية بحق شعبنا ومواصلة نهب وسلب ثرواته واغتصاب اراضيه وتدمير مكتسبات دولته يعطي له كامل الحق للتحرر من الاحتلال واستعادة دولته المستقلة على كامل ترابها والحصول على التعويضات الكاملة عن الثروات والممتلكات المنهوبة الخاصة والعامة والتعويض العادل عن معاناة شعبنا التي بلغت حد الفاجعة من قبل الاحتلال فضلاً عن ملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية بحق شعبنا حتى يقدموا للمحاكمة في المحاكم الدولية كغيرهم من مجرمي الحروب في العالم وسالبي ثروات ومغتصبي الحقوق بالقوة ضد أصحاب الحق الشرعي. 5ـ أن حق شعبنا في التحرر والاستقلال في استعادة دولته، ليس حق إنساني تكفله الشرائع السماوية وقوانين الأرض وحسب، بل ووفقاً لقرار فك الارتباط واستعادة دولته (ج.ي.د.ش) الصادر عن قيادة دولة الجنوب في 21/5/1994م وهي القيادة ذاتها التي قبلت بالدخول في مشروع الوحدة الفاشلة مع إعلان الوحدة، من حيث الشرعية السياسية والقانونية (فإذا كان قرار قيادة دولة الجنوب في 22 مايو 1990م قراراً شرعياً فإن القرار الثاني الصادر في 21 مايو 1994م له الشرعية ذاتها، والعكس بالعكس صحيح) ومعلوم أن سلطة صنعاء هي المسئولة عن مسئولية فشل الوحدة، وشن الحرب على الجنوب وعن إعلان فك الارتباط الشرعي واستعادة الشخصية لدولة الجنوب ((ج.ي.د.ش)). 6ـ كما يستند شعب الجنوب لنيل حقه بالحرية والاستقلال إلى ميثاق الأمم المتحدة الذي لا يقر بأي شرعية سياسية لنتائج القوة (الحروب) على الغير. وعلى المواثيق والعهود الدولية التي شرعت لنصرة حقوق وحريات الأفراد والجماعات والشعوب على السواء. وكذلك على إلمام المجتمع الدولي بجريمة الحرب العدوانية ضد شعبنا التي اتخذ مجلس الأمن الدولي بشأنها القرارين (924ـ 931) لعام 1994م ولا زالت القضية قيد النظر أمام مجلس الأمن الدولي. 7ـ أن أمن واستقرار المنطقة لن يأتي من خلال التعامل مع سلطة اللا دولة سلطة تفرخ الإرهاب وترعاه وتعيش على حساب إنتاج الأزمات وتصديرها فضلاً عن كونها لا تحترم المواثيق والاتفاقيات وتنكث العهود وبشهادة إقليمية. إن مصلحة دول المنطقة ومصالح الدول الأجنبية لنتكون آمنة في ظل سلطة عصبوية قبلية منتجة للحروب مرتكزة على القوة كلغة وجود.. وأن استمرار احتلالها للجنوب سوف يسهم في تعاظم حدة الصراع الأمر الذي سيجعل من أمن المنطقة عرضة للخطر الدائم فضلاً عن الأزمة العامة التي تتعمق يوماً عن يوم وتنخر جسد سلطة صنعاء الهشة البنية المنتجة لعوامل فشلها ومخاطر سقوطها على السلم في المنطقة ولذلك فإن إزالة الاحتلال البدائي الهمجي ومساعدة شعب الجنوب على إعادة بناء دولته المستقلة هو ما سيسهم في تعزيز الأمن والسلم في المنطقة وفي أهم ممر دولي واستراتيجي في العالم وفي محاربة الارهابواستئصال ثقافته وتجفيف منابعه . 8ـ أن شعب الجنوب وقد حزم أمره على خوض معركة الدفاع عن حقه في الوجود للتخلص من الاحتلال الذي كان نتيجة فشل مشروع الوحدة السلمية مع (ج.ع.ي) يحق له أن ينهج بكل الوسائل المشروعة في نضاله حتى يتخلص من الاحتلال وسيكون المجتمع الدولي المعني بالاعتراف بهذا الحق الضغط على سلطة صنعاء في إنهاء احتلالها لدولتنا للحيلولة دون صوملة كامل إقليم جنوب الجزيرة العربية والمنطقه. 9ـ أن شعب الجنوب تواق إلى الحرية والاستقلال وهو يبحث عن مناخ ديمقراطي حضاري يتيح له النضال بأساليب ووسائل حضارية تمكنه من استعادة استقلاله ودولته المغتصبة عبر آلية حضارية منصوص عليها في القانون الدولي وهو حق تقرير المصير تحت المظلة الدولية وعلى قاعدة فك الارتباط سلمياً وهذا حقه الطبيعي والشرعي. لذلك فهو اختار المسيرات والمهرجانات وصولاً إلى العصيان المدني والانتفاضة كأسلوب ووسيلة للنضال من أجل استعادة الاستقلال الوطني لدولة الجنوب، وإن عقد العزم نظام الاحتلال اليمني على استخدام الوسائل الحربية والإرهاب وكل أنواع العنف ضد شعبنا الأعزل. 10ـ أن التاريخ يعلمنا بأن نظام الاحتلال هو من يحدد هذا المناخ ومن هنا نخلص إلى أن نظام صنعاء قد اختار شكل وطبيعة المواجهة مع شعب |
#16
|
|||
|
|||
الجنوب من خلال الزج بجميع تشكيلات جيشه وأجهزته الأمنية واستخباراته ومليشياته المسلحة كي تستخدم أقذر وأبشع أساليب ووسائل العنف والإرهاب ضد شعبنا الأعزل. لهذا فإننا نحذر من التمادي في ممارسة العنف من قبل سلطة الاحتلال اليمني ضد شعبنا الجنوبي الصامد من خلال حقنا الطبيعي الشرعي والقانوني في الدفاع عن النفس في مواجهة الآلة العسكرية لنظام الجمهورية العربية اليمنية التي ترتكب المجازر الجماعية في حق شعبنا الأعزل في الجنوب.
الباب الرابع الحراك السلمي الجنوبي ـ المقدمات ـ والانطلاقة . أي حركة سياسية أو ثورة شعبية لا يمكن أن تظهر إلى السطح فجأة دون مقدمات وتوافر عوامل وأسباب موضوعية وذاتية ونمو قوى حية لها تأثيرها في تفعيل تلك العوامل وتسخيرها لخدمة قضيتها التي تناضل من اجلها دون يأس، لأنها مؤمنة بتلك القضية ولديها استعداد للتضحية في سبيلها مع التفاف شعبي واسع وقناعة الجماهير بصحة وعدالة القضية. ومن هذا المنطلق فان الحراك السلمي الجنوبي قد سبقت انطلاقته مقدمات موضوعية وذاتية كانت بمثابة إرهاصات أولية مهدت لنجاحه وهي: الفصل الاول مقدمات الحراك السلمي الجنوب الفصل الثاني 1.منذ أن شن نظام صنعاء الاستعماري حربه العدوانية الغادرة على شعب الجنوب في 4 مايو 1994م جابه شعب الجنوب هذه الحرب ببسالة فائقة رغم تباين توازن القوى العسكري والبشري بين الطرفين الذي كان لصالح نظام صنعاء إما المجابهة السياسية لهذه الحرب فقد اتخذت القيادة الجنوبية وبالإجماع وتلبية لرغبة شعب الجنوب قرارها التاريخي في 21 مايو 1994م بإعلان فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب ـ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ـ وبالاستناد إلى حقائق التاريخ والجغرافيا ، وإيصال قضية شعب الجنوب إلى المنظمات الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية بما فيها أعلى منظمة دولية وهي الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذي اتخذ قراران هامان وبالإجماع هما : 924 (1994م) و 931 (1994م) . اللذان نصا على عدم شرعية فرض الوحدة بالقوة . وبهذا يكون شعب الجنوب قد امتلك المقدمات الوطنية والعربية والدولية الشرعية نضاله لتحرير وطنه من الاحتلال . 2.على اثر نزوح القيادات الجنوبية المدنية والعسكرية إلى خارج وطنها عام 1994م أودعت لدى المنظمات العربية والإسلامية والدولية وثيقة هامة عبرت فيها عن رفضها لأي تصرفات يقوم بها نظام صنعاء تجاه شعب الجنوب الذي يقع تحت الاحتلال بما يعتبر خرق لاتفاقية جنيف الرابعة ، وحذرت من عقد أي اتفاقيات مع هذه السلطات لان ذلك عمل غير شرعي واشتراك مباشر في نهب ارض وثروات شعب الجنوب . 3.بعد سننين من احتلال الجنوب أي في عام 1996م ظهر أول شكل نضالي جنوبي وهو المنظمة الوطنية الجنوبية ( موج ) وتم الإعلان عنها من الخارج. 4.إعلان الحزب الاشتراكي الشريك في مشروع الوحدة مقاطعته للانتخابات النيابية في 27/4/1997م شارطاً المشاركة في الانتخابات بضرورة عقد مصالحة وطنية وإزالة آثار حرب 1994م لكن سلطات صنعاء رفضت هذه الدعوة. بالمقابل لبت جماهير شعب الجنوب دعوة الحزب الاشتراكي بمقاطعة الانتخابات النيابية وهو الأمر الذي يعني عدم الاعتراف بسلطة صنعاء ورفض استمرار احتلال الجنوب وبروز تيار إصلاح مسار الوحدة. 5.تأسيس حركة تقرير المصير ( حتم ) في 27/7/1997م التي أعلنت بوضوح عن رفضها للاحتلال ومقاومة الغزو العسكري للجنوب من قبل الجمهورية العربية اليمنية من خلال قيامها بعدة أعمال عسكرية ضد معسكرات سلطات صنعاء الموجودة في الجنوب وقدمت كوكبة من الشهداء والجرحى وتم اعتقال بعض أعضائها وشرد الآخرون ، ولأسباب موضوعية جمدت نشاطها بعد فترة قرابة ثلاثة أعوام ، وقد شمل نشاطها كثير من محافظات الجنوب بما فيها العاصمة عدن 6. ظهور حركة سياسية وشعبية جنوبية في حضرموت والمهرة وشبوة أطلق عليها ( جبهة الخلاص ) دعت في بياناتها إلى الخلاص من الاحتلال العسكري للجمهورية العربية اليمنية للجنوب . 7.قيام أبناء الجنوب بإنشاء منتديات ثقافية في منازل بعض الشخصيات الجنوبية كشكل من أشكال النضال السلمي . كما خاض مثقفي الجنوب نضالاً فكرياً واسعا من اجل حرية شعبهم من خلال الاستفادة القصوى من وسائل الإعلام المعبرة عن قضية شعب الجنوب ، ونشر العديد منهم كتباً ودراسات عن القضية . 8.من أرقى أشكال النضال التي ظهرت في الجنوب تجربة اللجان الشعبية التي تأسست عام 2000م, حيث شُكلت أول لجنة شعبية في العاصمة عدن ثم شُكلت في بقية محافظات الجنوب وصدر عنها بيانا في 7/7/2000م حددت فيه مطالبها واتجاهات نضالها , وضمت بين صفوفها صفوة الجنوب من المثقفين والمحامين والصحفيين والنساء والعسكريين والدبلوماسيين,وشكلت لها قيادة موحدة وقامت بعدة أنشطة, فقامت السلطات الاستعمارية باستدعائهم إلى نيابة الصحافة وجندت عليهم فرق الأمن والسفهاء, وسجنت البعض منهم, وفرضت حظر على نشاطها. 9.في 7/7/2004م تم الإعلان عن تنظيم جنوبي علنيي في بريطانيا هو التجمع الوطني الجنوبي ( تاج). 10.اتباع سلطة الاحتلال بصنعاء تجاه الجنوب السياسة الاستعمارية ( فرق تسد ) لتمزيق وحدة شعب الجنوب وتعميق الصراعات الداخلية الجنوبية ، واستخدام أوراق صراعات الماضي حيث قامت في 10/12/2005م بنبش المقابر في عدن، وأبرزتها في وسائل إعلامها اعتقاداً منها أن تلك المخططات سوف تعمق الشرخ الجنوبي، لكن رد شعب الجنوب كان مفاجأة غير متوقعة لها ، فقد عقد اجتماعاً كبيراً في مقر جمعية أبناء ردفان الخيرية بعدن في يوم 13 يناير 2006م حضره جمع غفير من كافة محافظات الجنوب دعا فيه المجتمعون اعتبار يوم 13 يناير يوماً للتصالح والتسامح والتآخي والتضامن وإغلاق صفحات الماضي والنظر إلى المستقبل . على اثر ذلك قامت السلطات الاستعمارية بمداهمة وتفتيش الجمعية وإغلاقها، حينذاك شكل أبناء الجنوب ملتقيات التصالح والتسامح وعقدوا عدة لقاءات شعبية في أبين والضالع وشبوة. كانت كل هذه المقدمات وغيرها أرضية خصبة لانطلاقة مسيرة الحراك السلمي الجنوبي المباركة والمنتصرة بإذن الله تعالى. انطلاقة حراك شعب الجنوب السلمي الحضاري التحرري: أي ثورة كانت سلمية أو مسلحة لا يمكن لها أن تستمر وتنتصر دون أن تتوفر لها قيادة منظمة تحمل رؤية متكاملة لأهداف ومراحل الثورة التكتيكية والإستراتيجية ، وقواعد منظمة ومنضبطة ولديها روح الاستعداد للتضحية لتطبيق هذه الرؤية . فتم في مطلع عام 2006م تأسيس جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين |
#17
|
|||
|
|||
في الضالع كجمعية تطالب بالحقوق القانونية والدستورية التي حرم منها منتسبيها نتيجة سياسة الإقصاء والتهميش والطرد من إعمالهم التي مارستها سلطات صنعاء تجاه أبناء الجنوب منذ احتلالها لوطنهم في 7/7/1994م ، فقامت هذه الجمعية بعدة فعاليات احتجاجية محدودة ، غير أن فعالية يوم 24 مارس 2006م كانت الأهم حيث قادت مظاهرة جماهيرية واسعة اشترك فيها الكثير من مواطني الجنوب.
هذه البداية الناجحة انعكست بتأسيس جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين في بقية مديريات ومحافظات الجنوب وتشكيل مجلس التنسيق لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين في الجنوب تكون من روؤساء الجمعيات ونوابهم وأمناء العموم والمقررون، وقدمت هذه الجمعيات مطالبها عبر مختلف الجهات بما فيها عبر نواب البرلمان الممثلون للجنوب في 27 ابريل 2007م ، ولكن دون جدوئ . على اثر ذلك اقر مجلس التنسيق لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين تنظيم أول تظاهرة جماهيرية يشترك فيها كل أبناء الجنوب وذلك بتاريخ 22 يونيو 2007م في الضالع وهو اليوم تم فيه تحرير أول منطقة جنوبية من الاستعمار البريطاني عام 1967م وهي مدينة الضالع ، وفي هذه المظاهرة أعلن مجلس التنسيق انه إذا لم تستجب سلطات صنعاء لمطالب الجمعيات فإنها تعلن أن نضالها سوف يستمر وبصورة سلمية وحضارية لاستعادة حقوق شعب الجنوب ، ودعت جماهير شعب الجنوب للتوجه إلى مدينة عدن للاشتراك في تظاهرة يوم 7/7/2007م . وهو اليوم الذي يصادف إعلان سلطات صنعاء انتصارها على الجنوب عام 1994م وبالفعل لبى شعب الجنوب هذا النداء ، فرغم الإجراءات الأمنية والعسكرية الكثيفة وقطع الطرقات واعتقال بعض قيادات الجمعيات إلا أن أبناء الجنوب عسكريين ومدنيين زحفوا سيراً على الأقدام إلى ساحة العروض في خور مكسر بعدن التي أصبح اسمها منذ ذلك اليوم ساحة الحرية ، كان الهتاف المدوي للجماهير ودون تنظيم مسبق ( برع .. برع يا استعمار من ارض الأحرار ) وهنا عبر شعب الجنوب عن هدفه الحقيقي ، وانعكست أهمية هذا اليوم فيما يلي : اتساع واستمرار نضال شعب الجنوب من معظم القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية وتحوله من نضال مطلبي إلى نضال سياسي وجماهيري واضح المعالم وتبنى قضية شعب ودولة الجنوب. وفي هذا السياق جرى تشكيل مجالس تنسيق الفعاليات السياسية والمدنية ضمت في قوامها ممثلين عن جمعيات المتقاعدين والشباب والمناضلين وبقية الفئات والشرائح الاجتماعية والمهنية والسياسية الأخرى على مستوى المديريات وفي وقت لاحق تم تشكيل هيئات النضال السلمي على مستوى المحافظات ضمت في قوامها مجالس المديريات على مستوى كل محافظة من محافظات الجنوب وبقصد وحدة هذه المكونات وتوحيد رؤاها ونضالها، وقياداتها ،وبنائها التنظيمي فقد جرى تشكيل لجنة تحضيرية ضمت في عضويتها ممثلين عن هيئات النضال السلمي في كل محافظات الجنوب وفي هذه الأثناء تم الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير الجنوب واستعادة دولته في 31 أكتوبر 2008م ، والهيئة الوطنية العليا للنضال السلمي لتحرير الجنوب واستعاد دولته ، والهيئة الوطنية العليا للحراك الشعبي ، وحركة النضال السلمي الجنوبي ( نجاح ) التي نتجت عن توحيد هيئات النضال السلمي في مديريات ومحافظات الجنوب بعد استكمال أعمال التحضيرات ودمجها في كيان وطني واحد هو حركة النضال السلمي الجنوبي (نجاح) والتي عقدت مؤتمرها الأول الدورة الأولى في الفترة من 23ـ 24 ابريل 2009م ، وأصدرت جملة من الوثائق الهامة ، وبينت إنها تشكل اكبر تنظيماً وابرزمؤسسية في الساحة الجنوبية، وبهذا يكون حراك شعب الجنوب السلمي قد حقق جملة من الأهداف الوطنية الكبيرة من أهمها : أ-عتبار قضية شعب الجنوب في واجهة الإحداث وفرضها كقضية لابد من الاعتراف بها محلياً وعربياً ودولياً. ب-انتقال قضية شعب الجنوب إلى الجيل الجديد من أبنائه وغرسها في ذهنه كقضية مقدسة عليا بحب الانتصار لها ، لأنه لا مستقبل له بدون تحرير وطنه واستعادة كرامة شعبه ، وأصبح هذا الجيل من الجنسين يتصدر مسيرة الحراك السلمي في الجنوب وبكل ثقه فخر واعتزاز ،لقد تسلم هذا الجيل رلاية القضيه الجنوبيه وهو اليوم يرفعها عاليا ويتقدم الصفوف ويقدم الشهداء والجرحى ويتعرض للسجون والملاحقات غير ان كل ذلك لم يزيد سوى الاصرارعلى مواصلة النضال السلمي حتى تحقيق اهدافه وظمان مستقبله في وطنه وحقه في الحياه الحره والعيش الكريم وفي ذات السياق نجد مكانة المراه الجنوبيه ومشاركتها الفعاله في خوض النضال السلمي بكل قوه واصرار ولعل المشهد البارز في هذه المشاركه هو مايجري اليوم من فعاليات احتجاجيه نسائيه عبرت المراه الجنوبيه من خلالها عن رفضها لواقع الاحتلال والتمسك بهدف التحرير والاستقلال واستعادة الدوله. ج- تم الانتقال بصورة سلسلة من مرحلة النضال التكتيكي إلى مرحلة النضال الاستراتيجي مع الحفاظ الصارم على الطابع السلمي الحضاري التحرري لحراك شعب الجنوب رغم محاولات السلطات الاستعمارية جر هذا الحراك إلى مربع العنف من خلال استخدامها لأحدث وسائل القتل والإرهاب والتعذيب في مواجهة أبناء الجنوب العزل. د-أثبتت الحراك السلمي لشعب الجنوب قدرته على الاستمرارية رغم كل ما يواجهه من أعمال القتل والقتل الوحشية وانتهاك الحقوق والحريات والتعتيم الإعلامي. هـ - بينت مسيرة الحراك الجنوبي عظمة شعب الجنوب على إنجاب قيادات شابة مؤمنة بقضية شعبها ومستعدة للتضحية في سبيلها ، وان مصير هذا الحراك لا يرتبط بفرد أو فئة قوى سياسية معينة وإنما الشعب هو وحده صاحب الإرادة في تقرير مصيره. وكذلك على إلمام المجتمع الدولي بجريمة الحرب العدوانية ضد شعبنا التي اتخذ مجلس الأمن الدولي بشأنها القرارين (924ـ 931) لعام 1994م ولا زالت القضية قيد النظر أمام مجلس الأمن الدولي. 1.إجبار السلطات الاستعمارية في صنعاء على |
#18
|
|||
|
|||
الإفراج الفوري عن قيادات الجمعيات. 2.ازالة حاجز الخوف وشكل بمثابة الانطلاقة للحراك السلمي الجنوبي. 3.استطاع شعب الجنوب أن يبدل يوم 7 يوليو من يوم احتلال وهزيمة إلى يوم جديد للسير على طريق التحرر والانتصار. 4.وصول صدى حراك شعب الجنوب السلمي إلى الرأي العام الإقليمي والعربي والدولي . 5.أعلن مجلس التنسيق لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين بان أولى الحلول هي إعادة وحدات جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى وضعيتها قبل حرب عام 1994م. 6.بدأ شعب الجنوب يخوض نضاله السلمي ضمن اطر تنظيمية منظمة ، حيث تم تأسيس جمعيات الشباب والطلاب ، ومناضلي ثورة 14 أكتوبر ، والمتقاعدين الدبلوماسيين ، وأصبح اسم مجلس التنسيق لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين بعد انضمام المتقاعدين المدنيين إليه ( مجلس التنسيق الأعلى للمتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين ) وشكل بذلك القيادة الرئيسية للنضال السلمي لشعب الجنوب. 7.لم يعد الحراك السلمي مختصر في منطقة أو مدينة أو قوى بعينها وإنما أصبح يعم كل مناطق ومدن ومديريات ومحافظات الجنوب، وبدلاً من أن تجابه سلطات صنعاء مطالب شعب الجنوب بالحوار والاعتراف بقضيته ذهبت الى مجابهته بأحدث وسائل القتل والدمار ، حيث تم قتل المئات من مناضلي شعب الجنوب العزل وجرح الآلاف واعتقال عشرات الآلاف ، وهي بذلك بعد أن دفنت مشروع الوحدة بين الدولتين في حربها على الجنوب واحتلاله عام 1994م أنما تكشف مجددا عن حقيقة صورتها الاستعمارية البشعة وأهدافها الخبيثة المخفية من الوحدة وحقدها الدفين على شعب الجنوب . 8. 1ـ أن القضية الجنوبية هي قضية وطن عاصمته التاريخية عدن بحدودها البرية ومياهها وأجوائها الإقليمية والدولية الثابتة منذُ يوم الاستقلال 30 نوفمبر 67م ووفقاً لوثيقة الاستقلال الموقعة مع بريطانيا وحتى يوم إعلان مشروع الوحدة 22 مايو 1990م وأن الوحدة التي تم الإعلان عن مشروعها في يوم 22 مايو 90م بما رافق ذلك من الثغرات والنواقص الجوهرية هو مشروع وحدة سياسية بين كيانين ونظامين سياسيين معترف بهما دولياً هما (ج.ي.د.ش) في الجنوب و(ج.ع.ي) في الشمال. وأن إعلان الحرب قد ألغى شرعية إعلان مشروع الوحدة وأن الحرب ونتائجها قد مثلت النهاية التامة لموت هذا المشروع وأسقطت شرعية ما تم الإعلان والاتفاق عليه. 2ـ أن الوحدة السياسية ما بين الدول والشعوب هي عملية خاضعة لظروفها ولقدرتها على تأمين مصالح أطرافها، ولذلك فهي قابلة للنجاح بقدر ما هي قابلة للفشل أيضاً ولنأخذ مثلاً الوحدة التشيكوسلوفاكية التي دامت أكثر من 70 سنة فعاد كل طرف لوضعه السياسي المستقل بطريقة سلمية وكذلك فشل الوحدة المصرية السورية حيث لم تلجأ القاهرة إلى فرض الوحدة بالقوة على دمشق كما فعلت (ج.ع.ي) مع (ج.ي.د.ش) في صيف 94م واحتلال أراضيها عسكرياً وما تلى ذلك العدوان من ممارسات استباحية للأرض والعرض والدم، أن كل ذلك لا يقرر الفشل الكارثي لمشروع الوحدة السياسية بين دولتين قامتا على عقد سياسي (اتفاقيات) دولية بين طرفيها وطالما نكث طرف بالعهد المتفق عليه فقد سقط ما ترتب على ذلك العقد شرعاً وقانوناً وإنساناً وحسب المواثيق والعقود والقوانين التي تنظم هذه العلاقات وتحفظ لكل الأطراف حقوقها ومصالحها وبفشل هذا العقد يحق لأحد طرفيها العودة إلى ما قبل إعلانه أي إلى وضعه السابق واستعادة الدولة وهو حق شرعي وقانوني لن تلغيه القوة وأطماع المحو والتدمير. 3ـ أن حقيقة الأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا في الجنوب الواقع تحت الاحتلال منذُ فشل مشروع الوحدة بين (ج.ي.د.ش) و(ج.ع.ي) بفعل الحرب التي شنها نظام الـ(ج.ع.ي) على الجنوب وتوجت باحتلاله يوم 7/7 تتجلى في كونه واقع تحت أسوأ احتلال عرفه التاريخ قادم من كهوف القرون الوسطى بركائزه الثلاث، القوة العسكرية القائمة على القمع والقتل والقوة القبلية القائمة على السلب والنهب والقوة الأصولية المتطرفة القائمة على الفتاوى والتفكير التي شرعنت استباحة الجنوب الأرض والعرض والدم باعتباره دار كفر وذلك لكسر إرادة شعب بأكمله وتبرير احتلاله واستخدام الدين في خدمة الاحتلال وأهدافه. إن حرب صيف 94م قد أطاحت بمشروع الوحدة التعاقدية الذي تم الإعلان عنه في مايو 90م بين نظامين وكيانين سياسيين لكل منهما دولته ودستوره وعلمه وعملته النقدية الوطنية وشخصيته الدولية وأرضه بحدودها السياسية والجغرافية البرية والبحرية والجوية ولا زال نهج الحرب قائماً حتى اليوم. 4ـ أن استمرار ارتكاب الجرائم والمذابح ضد الإنسانية بحق شعبنا ومواصلة نهب وسلب ثرواته واغتصاب اراضيه وتدمير مكتسبات دولته يعطي له كامل الحق للتحرر من الاحتلال واستعادة دولته المستقلة على كامل ترابها والحصول على التعويضات الكاملة عن الثروات والممتلكات المنهوبة الخاصة والعامة والتعويض العادل عن معاناة شعبنا التي بلغت حد الفاجعة من قبل الاحتلال فضلاً عن ملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية بحق شعبنا حتى يقدموا للمحاكمة في المحاكم الدولية كغيرهم من مجرمي الحروب في العالم وسالبي ثروات ومغتصبي الحقوق بالقوة ضد أصحاب الحق الشرعي. 5ـ أن حق شعبنا في التحرر والاستقلال في استعادة دولته، ليس حق إنساني تكفله الشرائع السماوية وقوانين الأرض وحسب، بل ووفقاً لقرار فك الارتباط واستعادة دولته (ج.ي.د.ش) الصادر عن قيادة دولة الجنوب في 21/5/1994م وهي القيادة ذاتها التي قبلت بالدخول في مشروع الوحدة الفاشلة مع إعلان الوحدة، من حيث الشرعية السياسية والقانونية (فإذا كان قرار قيادة دولة الجنوب في 22 مايو 1990م قراراً شرعياً فإن القرار الثاني الصادر في 21 مايو 1994م له الشرعية ذاتها، والعكس بالعكس صحيح) ومعلوم أن سلطة صنعاء هي المسئولة عن مسئولية فشل الوحدة، وشن الحرب على الجنوب وعن إعلان فك الارتباط الشرعي واستعادة الشخصية لدولة الجنوب ((ج.ي.د.ش)). 6ـ كما يستند شعب الجنوب لنيل حقه بالحرية والاستقلال إلى ميثاق الأمم المتحدة الذي لا يقر بأي شرعية سياسية لنتائج القوة (الحروب) على الغير. وعلى المواثيق والعهود الدولية التي شرعت لنصرة حقوق وحريات الأفراد والجماعات والشعوب على السواء. 7ـ أن أمن واستقرار المنطقة لن يأتي من خلال التعامل مع سلطة اللا دولة سلطة تفرخ الإرهاب وترعاه وتعيش على حساب إنتاج الأزمات وتصديرها فضلاً عن كونها لا تحترم المواثيق والاتفاقيات وتنكث العهود وبشهادة إقليمية. إن مصلحة دول المنطقة ومصالح الدول الأجنبية لنتكون آمنة في ظل سلطة عصبوية قبلية منتجة للحروب مرتكزة على القوة كلغة وجود.. وأن استمرار احتلالها للجنوب سوف
|
#19
|
|||
|
|||
يسهم في تعاظم حدة الصراع الأمر الذي سيجعل من أمن المنطقة عرضة للخطر الدائم فضلاً عن الأزمة العامة التي تتعمق يوماً عن يوم وتنخر جسد سلطة صنعاء الهشة البنية المنتجة لعوامل فشلها ومخاطر سقوطها على السلم في المنطقة ولذلك فإن إزالة الاحتلال البدائي الهمجي ومساعدة شعب الجنوب على إعادة بناء دولته المستقلة هو ما سيسهم في تعزيز الأمن والسلم في المنطقة وفي أهم ممر دولي واستراتيجي في العالم وفي محاربة الارهابواستئصال ثقافته وتجفيف منابعه . 8ـ أن شعب الجنوب وقد حزم أمره على خوض معركة الدفاع عن حقه في الوجود للتخلص من الاحتلال الذي كان نتيجة فشل مشروع الوحدة السلمية مع (ج.ع.ي) يحق له أن ينهج بكل الوسائل المشروعة في نضاله حتى يتخلص من الاحتلال وسيكون المجتمع الدولي المعني بالاعتراف بهذا الحق الضغط على سلطة صنعاء في إنهاء احتلالها لدولتنا للحيلولة دون صوملة كامل إقليم جنوب الجزيرة العربية والمنطقه. 9ـ أن شعب الجنوب تواق إلى الحرية والاستقلال وهو يبحث عن مناخ ديمقراطي حضاري يتيح له النضال بأساليب ووسائل حضارية تمكنه من استعادة استقلاله ودولته المغتصبة عبر آلية حضارية منصوص عليها في القانون الدولي وهو حق تقرير المصير تحت المظلة الدولية وعلى قاعدة فك الارتباط سلمياً وهذا حقه الطبيعي والشرعي. لذلك فهو اختار المسيرات والمهرجانات وصولاً إلى العصيان المدني والانتفاضة كأسلوب ووسيلة للنضال من أجل استعادة الاستقلال الوطني لدولة الجنوب، وإن عقد العزم نظام الاحتلال اليمني على استخدام الوسائل الحربية والإرهاب وكل أنواع العنف ضد شعبنا الأعزل. 10ـ أن التاريخ يعلمنا بأن نظام الاحتلال هو من يحدد هذا المناخ ومن هنا نخلص إلى أن نظام صنعاء قد اختار شكل وطبيعة المواجهة مع شعب الجنوب من خلال الزج بجميع تشكيلات جيشه وأجهزته الأمنية واستخباراته ومليشياته المسلحة كي تستخدم أقذر وأبشع أساليب ووسائل العنف والإرهاب ضد شعبنا الأعزل. لهذا فإننا نحذر من التمادي في ممارسة العنف من قبل سلطة الاحتلال اليمني ضد شعبنا الجنوبي الصامد من خلال حقنا الطبيعي الشرعي والقانوني في الدفاع عن النفس في مواجهة الآلة العسكرية لنظام الجمهورية العربية اليمنية التي ترتكب المجازر الجماعية في حق شعبنا الأعزل في الجنوب.
الفصل الثالث توحيد الأداة السياسية للحراك السلمي الجنوبي •إن تجربة نشوء مكونات الحراك السلمي الجنوبي لم تكن تجربة سلبيه أو نتاج تناقض في الرؤى النضالية تجاه الهدف الاستراتيجي لنضال شعب الجنوب المتمثل في تحرير وطنه واستعادة دولته ، وإنما نتاج تباينات في الجزئيات والثانويات ـ الأهداف التكتيكية ـ وهذا أمر مسلم به ، ومن الطبيعي أن يحدث ذلك في ظل حراك سلمي هو الاول من نوعه في المنطقة العربية .. سمته الأساسية أنه سلمي و حضاريي تحرري في مجابهة احتلال عسكري همجي عنصري متخلف. لهذا فان قواه الفاعلة تؤمن بالاختلاف التنظيمي فيما بينها وتمارسه على الواقع العملي، فقد تم الإعلان عن نشؤ أربعة مكونات سياسية في إطار الحراك السلمي الجنوبي وهي الهيئة الوطنية العليا للحراك السلمي الجنوبي ، المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير الجنوب واستعادة دولته والهيئة الوطنية العليا للنضال السلمي لتحرير الجنوب واستعادة دولته ، حركة النضال السلمي الجنوبي ( نجاح ) وذلك ابتداء من أكتوبر 2008م . وحتى مايو 2009م واعتبرت هذه القوى أن تعددها عامل هام ومعزز لمسيرة الحراك السلمي الجنوبي وخطوة ايجابية على طريق ممارسة النهج الديمقراطي في أطار مسيرة الثورة بما يرسخ قيم الديمقراطية في مستقبل شعب الجنوب ، غير إن سلطات الاحتلال ووسائل إعلامها حاولت تشويه هذه الحالة وصورتها على إنها صراع بين اقطاب جنوبية وباحثه عن الزعامات ... الخ ، وخشية من شعب الجنوب أن يصاب حراكه بأي انتكاسة، فإن الوضع التعددي وعلى وجه التحديد في هذه المرحلة من مسيرة الحراك لم يجد استحساناً من غالبية جماهير شعب الجنوب والتي علا صوتها ينادي إلى توحيد قوى الحراك السلمي الجنوبي، ومن منطلق أن التعدد وهو أحد أهم أركان الديمقراطية وركيزتها الأساسية، ولا شك في ذلك لا يكون إلا في ظل وجود الدولة وجوهره التداول السلمي للسلطة ويقوم على أساس التعدد في ذذالبرامج السياسية المختلفة الأهداف والمبادئ الذي يحاول كل مكون سياسي من خلاله أن يبرز أفضليته وبه يكسب ثقة الجماهير (( أي أن التعدد هو في أساسه تعدد برامج سياسية متمايزة وليس فقط تعدد مكونات)) أما في ظل مرحلة تحرر وطني كالتي يعيشها شعبنا في الجنوب منذُ 7/7/1994م وفي ضل حراك سلمي جماهيري شعبي بل وفي ظل الهدف الواحد والمبادئ والوسائل الواحدة فإن القبول بالتعدد في المكونات لا يعدو كونه مجرد تعدد مسميات وإسقاط رغبة وإظهار ذات أن لم تكن له حسابات سياسية تتجاوز متطلبات مرحلة التحرير الوطني إلى المرحلة اللاحقة ، مرحلة ما بعد (استعادة الدولة) ورداً على ذلك وبناءً عليه واستجابة لرغبة شعب الجنوب في توحيد أداته السياسة وبما يخدم تعزيز وحدته داخل الوطن وخارجه وإيجاد القيادة الموحدة في الرؤية الإستراتيجية والممارسة النضالية اليومية الهادفة إلى مواجهة الاحتلال وسياسته الاستعمارية البشعة ضد شعب الجنوب. وبعد حوارات مطولة وعميقة بين مكونات الحراك السلمي التحرري الجنوبي تم الاتفاق على توحيد قوى الحراك السلمي الجنوبي المذكورة أنفا في كيان سياسي وطني واحد عقد اجتماعاً توحيدياً لهذه القوى في مدنية زنجبار عاصمة محافظة أبين في يوم 9 مايو 2009م الذي يصادف يوم النصر على الفاشية في الحرب العالمية الثانية، لا سيما وأن ما تقوم به السلطات الاستعمارية في الجمهورية العربية اليمنية من أفعال ضد شعب الجنوب شبيهة جداً بأفعال النازية والفاشية ولقد ترتب على ذلك توحيد قوى الحراك السلمي الجنوبي الفاعلة في كيان سياسي واحد هو مجلس قيادة الثوره السلميه لتحرير الجنوب. واختيار الرئيس المناضل/ علي سالم البيض وهو الرئيس الشرعي للجنوب رئيس للمجلس الأعلى وأن يتم دمج مكونات الحراك في المحافظات والمديريات وفقاً للآلية التي تم إنزالها وحيث لا يوجد سوى مكون واحد يعتبر هو فرع المجلس في المحافظة أو المديرية أو المنطقة. |
#20
|
|||
|
|||
الباب الخامس
المهام الوطنية لشعب الجنوب في مرحلة التحرر من الاحتلال •يؤكد مجلس الحراك السلمي الجنوبي لتحرير الجنوب أن وطننا المغتصب أمانة في أعناق كل أبنائه في الداخل والخارج .بل وواجب ديني ووطني وأخلاقي يدعوهم للإسهام في النضال المستمر للخلاص من الاحتلال ، وان يسهم كل منهم حسب قدراته وإمكانياته في أي زمان ومكان لتحرير وطنه وإنقاذ شعبه مما حل به من اغتصاب للأرض وامتهان للكرامة والممارسة اللا إنسانية التي تقوم بها سلطات الجمهورية العربية اليمنية الهمجية المتخلفة والعنصرية . •يناضل المجلس جنباً إلى جنب مع بقية الفعاليات السياسية والمدنية الأخرى في الجنوب وتحت قيادة الرئيس الشرعي للجنوب الأستاذ المناضل/ علي سالم البيض تحت هدف شعبنا في الجنوب المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة (ج. ي.د.ش) وعلى قاعدة فك الارتباط سلمياً ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية والموقف الإقليمي أثناء حرب صيف عام 94م وحق تقرير المصير كهدف استراتيجي عمده شعبنا بنضالاته وتضحياته ودماء شهدائه وجرحاه ومعاناة أسراه وبكل ما لحق الجنوب الأرض والإنسان من قبل سلطة 7/7 منذُ عام 1990م وحتى اليوم. • ومن أجل تحقيق هدف شعبنا ينتهج المجلس طريق النضال السلمي كخيار حضاري ومدني لا رجعة عنه وتصعيده من خلال الانتقال به من الاعتصامات والمهرجانات والمسيراتوالمظاهرات إلى الإضراب الجزئي والعام حتى العصيان المدني والانتفاضة وتضل كل الخيارات مفتوحة ولكن وفقاً للقرار الجماعي الذي يجمع عليه المجلس بكل هيئاته وفروعه في المحافظات من المهرة حتى الضالع وبإرادة شعب الجنوب في داخل الوطن الجنوب وخارجه وبهذا الخصوص يؤكد المجلس أن أي موقف أو خطاب سياسي أو أفعال يتجاوز هذا الخيار أو تخالف أحكام البرنامج السياسي للمجلس أو اللائحة الداخلية للمجلس يعتبر موقفاً فردياً لا يعبر عن المجلس وهيئاته كمؤسسات ولكن يعبر عن مصدره فقط. •يرفض المجلس ويدين ويجرم الإرهاب والعنف بكل أشكاله وصوره بما فيه إرهاب سلطة 7/7 ضد أبناء شعبنا في الجنوب باعتباره إرهاب دولة ضد شعب أعزل واقع تحت الاحتلال ويدين ويرفض ما تقوم به من رعاية وتفريخ للإرهاب بكل أشكاله وصوره وما تقوم به من استخدام القوة لقمع نضال شعبنا السلمي وعدم الانجرار إليه ويرفض ويدين كل الأفعال الضارة بالمصالح العامة والخاصة والتقطعات وكل من يقف ورائها والخطاب المسيء والمثير للكراهية والحامل للغة الاستعداء وهو خطاب سلطة 7/7 والذي تريد من خلاله إحداث فتنة داخلية في إطار الجنوب وبين أبناء الجنوب (ج.ي.د.ش) وأبناء الشمال (ج.ع.ي). ومن هذا المنطلق فان مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب يرى أن المهمه رقم واحد لأعضاء مجالس الحراك السلمي وكل القوى الجنوبية الحية وجماهير شعب الجنوب في هذه المرحلة تتمثل في مواصلة النضال السلمي حتى تحقيق هدف شعبنا في التحرر والاستقلال واستعادة الدوله وهو ما يستوجب ايضا وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي تحقيق المهام النضاليه الاخرى وفق الاتجاهات التالية : تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية : يعيش شعب الجنوب اليوم في أفضل صوره للوحدة الوطنية الجنوبية ، ولا نبالغ إذا قلنا أن هذه الوحدة قلما شهد لها تاريخ شعب الجنوب مثيل ، ومع ذلك نؤكد أن الجنوب وطن لكل أبنائه ويتسع لهم كافة دون استثناء ولا مكان فيه للإقصاء والتهميش والاستبعاد والتخوين . وعلينا مواصلة العمل بروح الإجماع الوطني الجنوبي وبروح التصالح والتسامح والتآخي والالتزام الصارم بقيمه وعدم السماح لأي عمل يسهم في إعادة أنتاج الماضي والصراعات السياسية وتقوية أواصر الأخوة بين أبناء شعب الجنوب ومع كل القوى السياسية والشخصيات الوطنية الجنوبية ، بما يخدم إرادة شعب الجنوب في طي صفحات الماضي والاستفادة من دروسه وعبره. وجعل روح التصالح والتسامح والتضامن ممارسة عملية في الوعي والسلوك ، بما يجسد الفعل الإنساني والأخلاقي النبيل لثقافة شعب الجنوب التي عرف بها لدى الشعوب الأخرى، وفي ذات السياق يؤكد المجلس انه كان وسيظل منفتحاً على الحوار المتكافئ مع كل القوى في أي زمان ومكان ، وانه يرفض التفرد أو الاستحواذ والإقصاء والتخوين لأي مواطن جنوبي ، وأن الشعار الذي يعمل به مناضلي شعبنا اليوم هو ( من ليس معنا اليوم هو منا وسيكون معنا غداً ). وأن من أهم عوامل تعزيز الوحدة الوطنية هو توسيع قاعدة الحراك السلمي الجنوبي ليشمل كل بيت وأسرة ، بما يجعل كل مواطن جنوبي يشعر أن قضية الجنوب ملكه وأن الحراك مسئوليته وواجبه، ورفض مبدأ التمييز بين أبناء شعبنا على أساس أصولهم الجغرافية والمناطقية وانتماءاتهم الحزبية والاجتماعية والفكرية. وان المجلس سوف يعطي جل اهتمامه الكامل والجدي بأسر شهداء الجنوب وجرحاه ومعتقليه ، فهذه الأسر أمانة في أعناق كل مواطن جنوبي . ويرى المجلس انه إذا كان تعزيز الوحدة الوطنية من أهم عوامل استمرار وانتصار الحراك السلمي الجنوبي، فان هذا الحراك لا يمكن له أن يحقق ذلك دون الاعتماد على دعم شعبها المادي، فشعبنا المعروف بالعطاء والكرم مطالب اليوم بتجسيد هذه الصفة في دعم الحراك السلمي مادياً. ويعطي مجلس الحراك جل اهتمامه لأبناء شعبنا المشردين في ارض الشتات أو في بلدان المهجر، ويعتبرهم جزء أساسي من شعبهم وركن قوي من أركان نضاله التحرري ، ولهذا يؤكد على الاهتمام بشؤنهم والتنسيق معهم ويدعوهم إلى تطوير أساليب نضالهم وزيادة دعمهم المادي والمعنوي لخدمة ثورة شعبهم ، وان يكونوا خير سفراء لقضية شعبهم في بلدان إقامتهم . |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 08:46 PM.