حضرموت .. واللقاء المشترك .. والحراك السلمي الجنوبي

[سعد الدين الحضرمي]

حضرموت .. واللقاء المشترك .. والحراك السلمي الجنوبي
بقلم : سعد الدين الحضرمي

ظنت أحزاب اللقاء المشترك ولازالت تظن أن بمقدورها احتوى الحراك السلمي الجنوبي رغم ارتفاع سقفه بطلب الاستقلال الناجز والتام ، وعمدت هذه احزاب على القيام ببعض التكتيكات وفقا لإستراتيجتها (الحل للقضية الجنوبية يجب أن يكون في إطار الوطن الواحد وتحت سقف الوحدة اليمنية ) في البداية أعلنت أنها مع القضية الجنوبية ولكن دون تحرير مفهومها وعلى هذا قامت بإنشاء وتشكيل هيئات مسنودة من الحزب الاشتراكي اليمني قاصدة من ذلك عزل أصحاب مشروع الاستقلال تحت هوية الجنوب العربي وعلها أيضا بذلك أن تجد الوعاء الشعبي لجره الى مربع القضية الجنوبية المبهمة الا أنه اتضح فيما بعد أن مفهومها للقضية الجنوبية أنها مجموعة من المظالم الحقوقية أوقعها النظام والسلطة القائمة على أبناء الجنوب وأن الحل هو التغيير في إطار الوطن الواحد وهو اليمن شمالا وجنوبا بيد أن الحظ لم يكن حليفا لهذه الأحزاب اليمنية لمفاجأة الشارع لجنوبي لها بمسكه بزمام الحراك السلمي مجمعا على هدف الاستقلال الناجز على كل تراب الحنوب تحت هويته الجنوبية العربية وبهذا فشل اللقاء المشترك فشلا ذريعا ولكنه لازال يناوش ويناور ليس كمؤسسة في هذه المرة وإنما كشخصيات جنوبية في وسط الحراك السلمي وهذا هو التكتيك الجديد .

وحضرموت ليست ببعيد عن استراتيجية أحزاب اللقاء المشترك اليمنية التي لها حضورها في السنوات السابقة وخصوصا حزب الاصلاح اليمني ذو الاتجاه الاسلامي في المدن الرئيسية لحضرموت ولكن ما أن ظهر المارد الجنوبي ـ الحراك السلمي ـ وصعوده وعلو سقف مطلبه المحدد بالاستقلال تضاءل وانحسر تواجد تلك الأحزاب اليمنية ومنها حزب الاصلاح في عموم مدن وقرى حضرموت وأدرك الشارع الحضرمي الجنوبي العربي أن هذه الأحزاب لاتحمل مشروعا وطنيا جنوبيا عربيا بل تحمل مشروعا وجهته الى باب اليمن .

وبغياب قيادات الحراك السلمي الاستقلالية ـ المجلس الوطني وإتحاد الشباب ـ في حضرموت بسبب الاعتقالات والمطاردات والملاحقات التي طالتها وجدت أحزاب للقاء المشترك أن فرعها في حضرموت في ظروف كهذه مهيئة ومناسبة له في الإختراق ونحر الحراك السلمي الاستقلالي وإضعافه ومن ثم السيطرة عليه واحتوائه وإفراغه من الهدف المحدد ، وإذا كان اللقاء المشترك بحضرموت قد فشل في إيجاد له وعاء شعبي زخم ـ نزوله الميداني الى مديريات ساحل حضرموت بقياداته الرئيسية ـ حاملاً مسمى مجلس الحراك السلمي إلا أنه وحتى اللحظة تارة يناوش وتارة أخرى يناور عله يجد موطأ قدم في الحراك الشعبي السلمي لصرفه عن المسار والهدف المحدد
وهاهو اللقاء المشترك في حضرموت رأى أن هناك ثمة فرصة له الآن ـ فرصة الدعوة للمكونات إلى الحوار لإيجاد قيادة تحالفيه موحدة ـ بيد أنه يريدها وفقاً لأجندة حميد الأحمر ومشروع التغيير لا الاستقلال للجنوب أي الدعوة إلى التمسك في سلك طريق القبلة نحو باب اليمن ولا غير هكذا علنا وسرا دون الالتزام بثوابت الحراك السلمي الجنوبي العربي في الهدف ( النضال السلمي ، التحرير ، الاستقلال ، استعادة الهوية الجنوبية العربية والدولة ) ، فمناورة من أحزاب اللقاء المشترك كهذه والتي باتت مكشوفة لدى قطاع عريض من المواطنين في حضرموت إن لم نقل الغالبية الساحقة إنما هي تعبير لأحزاب اللقاء المشترك عن عملية صراع البقاء مع علمهم بأن الأفضل في البقاء هم أصحاب مشروع الاستقلال في الجنوب العربي ويشكل الحضارمة بأغلبية ساحقة تيارا لهذا المشروع ومن أجل البقاء لأحزاب للقاء المشترك في حضرموت تقوم سلطة الاحتلال اليمني بحملتها الشرسة على نشطاء الحراك السلمي الاستقلالي الجنوبي العربي وملاحقتهم والقبض عليهم بل واقتحام ومداهمة منازلهم دون حرمة وكل ذلك لإفساح المجال لأحزاب المشترك اليمنية بالظهور على ساحة المشهد السياسي وهو طريق بات مكشوف ولابد من تعريته وفضحه قبل فوات الأوان .

سعد الدين الحضرمي