البيض: اليمن يمر بلحظة مفصلية تاريخية ويحذر من تداعيات مدمرة

[أبن حضرموت]

البيض: اليمن يمر بلحظة مفصلية تاريخية ويحذر من تداعيات مدمرة
كتب : المحرر خاص التاريخ: 30/11/2007 القراءات: 98


على خلفية ما تشهده المحافظات الجنوبية من حراكات جماهيرية سلمية لاستعادة حقوقهم،فقد نقلت بعض المصادر المقربة من المناضل الوطني علي سالم البيض النائب السابق للرئيس علي عبد الله صالح والمقيم –حالياً- في سلطنة عمان بموجب قانون اللجوء السياسي قوله: انه يتابع عن كثب وبشكل يومي ما يدور في اليمن عموماً والمحافظات الجنوبية بشكل خاص من اعتصامات ومظاهرات جماهيرية بهدف استعادة حقوقها القانونية والسياسية المشروعة المنهوبة من قبل سلطة 7يوليو الانقلابية،ووجه تحاياه وتعازيه الحارة لكل الشهداء والجرحى والمعتقلين واصفاً الحركات الجنوبية بأنها بداية صحوة وطنية حقيقية وغايتها إعادة الاعتبار لقضية الوحدة اليمنية ومشروعها الحضاري التاريخي، الذي رسمته الوثيقة الذي جرى الانقلاب عليه في 7يوليو1994م. كما أعرب "البيض"لتلك المصادر عن غضبه واستيائه الشديدين جراء حملات القمع والقتل والاعتقالات العشوائية والملاحقات الأمنية،التي طالت العشرات من الرموز السياسية والمدنية ومنفذي الاعتصامات والمسيرات السلمية في العديد من مدن وقرى الجنوب وبصورة خاصة في عدن والضالع وحضرموت،منوهاً في الوقت تفسه بصمود الجماهير في تلك المناطق وإصرارها المتزايد على التمسك بحقوقها المشروعة،منبهاً في ذات الوقت الجماهير والأطر التنسيقية،بالحفاظ على الطابع السلمي الديمقراطي للمسيرات والاعتصامات وعدم مجاراة السلوك القمعي للسلطات الأمنية والانجرار للعنف أو الإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة والتحرز من رفع الشعارات المناطقية الضارة والتي سوف تستغلها السلطات لخلط الأوراق، وتغييب المضامين والأهداف الحقيقية القانونية والسياسية الشرعية للحراك الشعبي الديمقراطي السلمي الوحدوي وبحسب ما نقلته تلك المصادر عن البيض في هذا السياق قوله إلى أن الحركات الجماهيرية في الجنوب قد بدأت في كسب التعاطف الإقليمي الخارجي ولفتت لأول مرة انتباه الرأي العام الإقليمي والدولي إلى حقيقة الأوضاع المأساوية التي تعيشها المحافظات الجنوبية منذ أن بسطت سلطة 7يوليو نفوذها على الجنوب مضيفاً حسب تلك المصادر أن النظام سوف يستغل أي شعارات خاطئة في خلط الأوراق وإثارة فتنة مناطقية عنصرية مقيتة بين الشماليين والجنوبيين من شأنها تمويه الصراع وإخراج النظام من عزلته الداخلية والخارجية وتنفض في غبارها الجوهر الحقيقي للقضية الجنوبية وستكون فتنة ضحيتها ووقودها الشعب اليمني كله،ويكون الرابح الوحيد فيها هم حكام 7يوليو. وحول ما أشيع عن المقابلة التي كان من المتوقع أن تجريها معه قناة "الحرة" قبل أشهر لم ينف"البيض"ولم يؤكد ولكنه قال إن بعض الظروف والاعتبارات تحد من حرية حركته السياسية والإعلامية وفي مقدمة ذلك الضغوط الدبلوماسية التي يمارسها النظام الحاكم على أكثر من صعيد، لمنعه من التواصل المباشر مع جماهير الداخل ومع ذلك فإن الأمل للتغلب على الضغوط ليس منعدماً بل ويزداد مع الأيام كلما تقدم الجنوبيون في حركاتهم القانونية السياسية والديمقراطية... وأكد البيض قرب ظهوره السياسي والقيام بملتقى للتصالح والتسامح والتضامن بين أبناء الجنوب في الخارج لتوحيد الصفوف والتفاعل والإبحار مع أبناء الجنوب في الداخل وخاصة أن أغلب قادة دول الخليج العربي والبلدان العربية والصديقة يؤيدون القضية الجنوبية بشدة بعد الاحتجاجات الأخيرة، كما أعرب عن ثقته العالية بانتصار قضية الجنوب العادلة معتبراً أن إعادة الاعتبار لحقوق الجنوب سوف تشكل المدخل الطبيعي لإعادة الاعتبار لحقوق كل اليمنيين، واستعادة الوحدة اليمنية على قاعدة الإجماع الوطني المنقلب عليه، وانتصار مشروعها الحضاري المتمثل في الدولة المدنية الحديثة واللامركزية التي سوف تقوم على إسقاط نهج وسلطة الضم والإلحاق واحتكار الأقلية الحاكمة للسلطة والثروة. وانطلاقاً من إيمانه بوحدة مصالح الجماهير العريضة وقواها الديمقراطية في الشمال والجنوب حث البيض جميع القوى الديمقراطية السياسية والمدنية في الساحة الشمالية إلى المسارعة في دعم ومعاضدة أخوانهم في الساحة الجنوبية في نضالها العادل لاستعادة حقوقها المغتصبة والتخلص من سلطة الضم والإلحاق والنهب في الجنوب والمستقوية بثروات الجنوب لإطالة عمر نظامها الفاسد وقبضتها الأمنية البوليسية القمعية ضد الشعب وجميع القوى الوطنية الديمقراطية وإنهاء بضعة عشر عاماً من الاحتكار، منبهاً إلى أن اللحظة التاريخية اليمنية التي تمر بها اليمن لرفع الظلم –حالياً- لحظة مفصلية وفاصلة مشيراً أن أي انتكاسة للقوى الديمقراطية في الجنوب ستمثل انتكاسة لجميع قوى الديمقراطية والتحديث في اليمن، وسوف تكون لها تداعيات مدمرة لمستقبل اليمن كله.