التزوير الكبير بقلم بطل الجنوب المناضل أحمدعبدالله الحسني

[givara]

التزوير الكبير

احمد عبدالله الحسني




من يقرا نتائج التصويت لتزكية مرشحي انتخابات الرئاسة اليمنية التي نفذها
مجلس النواب اليمني بالاشتراك مع مجلس الشورى المعين يستطيع ان يلمس ان
اصطفافا شطريا قد جرى خلالها تماما كما لعبت توجيهات الرئيس دورا رئيسيا في
تحديد نتائجها المعلنه .
ورد في تلك النتائج المنشورة من قبل صحف الحزب الحاكم ومواقعه الاليكترونية
المتعددة ان:
الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد حصل على 237 صوت
وان المفترض انه مرشح احزاب المشترك الاخ فيصل بن شملان قد حصل على 51 صوت
فقط .
واذا اخذنا بالحسبان ان اعضاء مجلس النواب اليمني عن احزاب المشترك يفوق
الستين فان عددا من هؤلاءك لم يصوت لمرشح المشترك القادم من حضرموت الجنوب بل
اعطوا اصواتهم للرئيس اليمني ومرشح الجمهورية العربية اليمنية او الشمال
اليمني .
لو اخذنا هذه النتيجة فقط نعرف ان قيادات احزاب المشترك انما اقدمت على ترشيح
الاخ فيصل بن شملان الحضرمي الجنوبي ولم ترشح قيادي من بين اعضاءها الشماليين
انما فعلت ذلك بهدف عدم تشتيت اصوات الشماليين وتركيزهم على مرشح رئيس واحد
( الشمال 18 مليون والجنوب اقل من ثلاثه ملايين ) , حتى يضمنوا تفوقا كاسحا
لمرشح الشمال , وهم يحققون بذلك هدفين في ان واحد :- تنفيذ لعبة الانتخابات
وتمرير المسرحية على المراقبين وبالذات الخارج _ ووادا للقضية الجنوبية
واستكمالا للمسرحية العبثية التي اسموها انتخابات الرئاسة وهي بنتائجها
المحسومة سلفا تكرس احتلال الجنوب وتمنحه شرعية غير مستحقه ., وهي بذلك انما
تنفذ الدور المناط بها باعتبارها الوجه الاخر للاحتلال .
واذا اخذنا هذا الامر مضافا الى مواقف قيادات احزاب المشترك من الخروقات
الكبيرة والتزوير الذي تنفذه اللجنة العليا للانتخابات وتعاطي هذه القيادات
مع قضية الخروقات التي شابت السجل الانتخابي وتمييعها للامر وتسويفها واضاعة
الوقت المحدد المتبقي للبدء بالحملة الانتخابية ومعرفتها الاكيده بحصول اكثر
من ثلاثة مليون حالة تزوير في السجل الانتخابي ووجود اكثر من ثمانمائة الف
اسم لاطفال وقصر خلافا للقانون ,, اضافة الى موافقتها بان يتم التصويت في اي
موقع ولا يتم التقيد بمحل الاقامة او مكان التسجيل مما يعني ان بالامكان ان
يصوت الانسان في اكثر من وقع ومركز انتخابي , اضافة الى معرفتها الاكيدة
باستيراد الحزب الحاكم لمحلول ازالة الاحبار ووضعه تحت اشراف الحرس الجمهوري
, الامر الذي يمكن رجال القوات المسلحة من التصويت في اكثر من موقع ودائرة ,
مضافا الى معرفتها الاكيده بان هناك مئات الالاف من البطاقات العسكرية
الشخصية قد صرفت لضباط وافراد باكثر من اسم للشخص الواحد وتم تقسيم الدوائر
الانتخابية والمراكز على المناطق العسكرية لكي تظمن القيادات هناك فوز كاسح
للرئيس المشير علي عبدالله صالح فاننا امام تواطىء رسمي يذهب الى حد
المشاركة الرسمية في عملية التزوير .
هذا الامر يؤكد صحة وصواب ما دعى اليه ( تاج ) في مطلع ابريل هذا العام
وكرره في اكثر من بيان ونداء موجه الى جماهيرنا في الجنوب بعدم المشاركة في
هذه المسرحية ورفض ما ينجم عنها جملة وتفصيلا ومواصلة النضال السلمي
والارتقاء به وصولا الى تحقيق الانعتاق الابدي من ربقة الاحتلال العسكري
القبلي المتخلف الذي يحتل بلادنا منذ السابع من يوليو 1994 .
هل بعد هذا التصويت يقتنع الاخ فيصل بن شملان بانه ليس مرشح قيادات احزاب
المشترك وانما هو واجهة لزوم الاخراج المسرحي لشرعنة الاحتلال ؟ وهل يرفض ان
يكون مطية لتلك القيادات المتحالفة مع السلطة والمبررة للاحتلال ويعود الى
رشده والى صفوف شعبه الجنوبي الرازح تحت الاحتلال العسكري القبلي المتخلف ؟
هل يقتنع فعلا ان ليس هناك فرقا بين منهم في السلطة ومنهم خارجها من القيادات
الشمالية عندما يتعلق الامر باستمرار احتلال بلادنا ونهب ثرواتها واضطهاد
اهلنا ؟
نرجو ا ان يبتعد الاخ فيصل بن شملان عن لعب هذا الدور الذي لا نرتضيه له
ولامثاله , وان يحافظ على سمعته العطرة الطيبة بين الناس ولا يلطخ سيرته
النضالية الوطنية الطيبة .