قائمة الشرف



العودة   منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار > قسم المنتديات الأخبارية و السياسية > المنتدى السياسي

القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن

عاجل



آخر المواضيع

آخر 10 مواضيع : الأثنين القادم فعالية تأبين كبرى لـ«فقيد» الوطن اللواء د عبدالله أحمد الحالمي في عدن (الكاتـب : nsr - مشاركات : 0 - المشاهدات : 1378 - الوقت: 12:13 AM - التاريخ: 07-04-2024)           »          الرئيس الزبيدي يلتقي دول مجلس الأمن الخمس في الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 15585 - الوقت: 03:28 PM - التاريخ: 11-22-2021)           »          لقاء الرئيس الزبيدي بالمبعوث الامريكي بالرياض ١٨ نوفمبر٢٠٢١م (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6727 - الوقت: 09:12 PM - التاريخ: 11-18-2021)           »          الحرب القادمة ام المعارك (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12180 - الوقت: 04:32 AM - التاريخ: 11-05-2021)           »          اتجاة الاخوان لمواجهة النخبة الشبوانية في معسكر العلم نهاية لاتفاق الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6308 - الوقت: 05:20 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          اقترح تعيين اللواء الركن /صالح علي زنقل محافظ لمحافظة شبوة (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6086 - الوقت: 02:35 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          ندعو لتقديم الدعم النوعي للقوات الجنوبية لمواجهة قوى الإرهاب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6117 - الوقت: 08:52 AM - التاريخ: 10-31-2021)           »          التأهيل والتدريب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5988 - الوقت: 04:49 AM - التاريخ: 10-29-2021)           »          الرئيس الزبيدي يجري محادثات مع وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6807 - الوقت: 12:56 PM - التاريخ: 10-27-2021)           »          تحرير ماتبقى من اراضي الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6308 - الوقت: 02:53 AM - التاريخ: 10-15-2021)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #61  
قديم 11-18-2010, 12:28 PM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 627
افتراضي

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندر عمر
آه يا غبني على الأوطان وعا مثوى الجدود قال القعيطي طول ليلي ماتهنيت الرقود ، دلا خلها سترهي الخليفي دلا غربق الناس الهالك جمال عبدالناصر والا بقعه كانت ريضه ماهو منهم كل البلد انعصدت لكن بعضهم نجا من هذه العصيده واما نحن الحضارم وقعنا في حبها

ايه والله كانت بقعة ريضه ولكن جاؤونا المغفلين التقدميين الحاقدين وخربوا بقعة باسم الثورة الوطنية، شكرا

لك
رد مع اقتباس
  #62  
قديم 11-18-2010, 12:34 PM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 627
افتراضي

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوصالح الكندي
قال ابوصالح عندنا شرطين قبل مانتحد
الاول نبغاء نعرف ماهي اهداف الاتحاد
ونتفق على اسم الدولة ودستور البلد
وعلاء الزعيم الذي بايقودنا لتحريرالبلاد

نعم ابو صالح يجب ان يكون الجميع على نور وبينة من البداية حتى لايخربوا بقعة المغفلين والجهلة والحاقدين والمناطقين المتغطرسين كما خربوها من قبل ونعيش نتائجها في الوقت الراهن ، وشكرا لك
رد مع اقتباس
  #63  
قديم 11-19-2010, 09:18 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي




منقول من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة



الأزمة في الداخل

- 1 -

... والسياسة الخارجية ليست في الواقع كل ما نختلف عليه مع (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) رغم أن من العسير الفصل في أحوال دولة اليوم . بين الوجهة العقائدية للدولة .. وبين سيآستهآ الخارجية ..

إنه اختلاف بين عقيدة .. وعقيدة .. وكل الأمور بعد ذلك تأخذ نفس المسارات التي تتفرغ عن (( الإختلآف الجذري )) إلى تفصيلات هامشية ..

إنه اختلاف بين (( الإسلام كدين مشتمل على حدود تصور كآملة شاملة للحياة .. والأحياء .. وكخطة ومنهاج يرقى بهمآ الإنسان .. ويفلح ويتحرر من العبودية إلا الله .. وبين العقيدة الماركسية )) تطرح نفسها (( بالعنف الثوري )) .. وبالإرهاب المنظم كبديل للإسلام في مجتمع مسلم .

هذآ هو جوهر الإختلآف .. ونقطة إنطلآقه .. وهو يتصاعد من هنآ .. ويتفرع في مسارات متعددة . ذلك أن السياسة عمليا ونظريا أداة من أدوات التعبير عن عقيدة الدولة .. وبالتالي فإنها - أي السياسة الخارجية - تعتبر من أهم (( الوسائط الناقلة )) للعقيدة .. والحاملة لتأثيراتها .. وملامحها إلى العالم .

وإذا كانت (( الماركسية )) هي (( العقيدة )) مثلا .. فأن خدمة (( الفضائل والمثل العليا الماركسية )) .. تصبح في المقام الأول .. من سلوك (( الدولة )) في الخارج .. وعلاقاتها بالمجتمع الذي تحكمه في الداخل .. ولهذا فلا يجب أن يكون مدعاة للدهشة والاستغراب أن يكون شعب كوريا .. أقرب وأحب إلى دولة الجبهة القومية من شعب الأردن .. مثلا .. وماوتسي تونغ .. أقرب إلى قلوبهم . من الملك فيصل .. ذلك حكم العقيدة .. فالضد لا يحب ضده ..

وصحيح أن هذا ليس رأينا نحن شعب الجنوب العربي .. ولكنه رأي ولاة الأمر فينا .. وهذا بالذات ما يفقدهم حق الطاعة علينآ .. وما يخلع عنا موجبات البيعة التي لم تتم .. ولم يطلبوها هم قط .. بل أخضعونا بالدم .. والحديد .. ولا يزالون يفعلون ..!

إن حكام الجنوب العربي لا يناقضون أنفسهم قط عندما يجاهرون بأن العاجل والملح في نظرهم هو تصفية (( الإمبريالية والرجعية العربية )) .. وليس كما نريد نحن (( تصفية الفقر والتخلف في الجنوب العربي .. ووضع قواعد سليمة لمجتمع مسلم مزدهر . يستطيع عندما يصل إلى مرحلة معينة من رقيه أن يكون مؤثرا وفعالا بشكل أكبر .. وبصورة أدق .. في النشاط الإنساني كله .. ))


- 2 -

إن الشيوعيين في الجنوب العربي .. بحكم خروجهم عن الإسلام - وهم يجتهدون في الإعلان عن هذا الاتجاه وتأكيده - واستبداله بالعقيدة (( الماركسية )) .. يستجيبون طوعا وباندفاع للعمل مع أخوتهم في المعتقد .. ويقتربون منهم بمقدار ما يبتعدون عن سوآهم .. كما أنهم يزدادون تصلبا وعنتا في محاربة كل اتجاه آخر على أرض الجنوب العربي .. طاوين الاتجاهات العربية المسلمة هناك تحت مفهوم واحد هو (( الرجعية العميلة )) .. وهم يعملون حق العلم بأن المناضل العربي المسلم لا يمكن أن يكون عميلا لأحد .. لأنه بطبعه .. وبحكم تكوينه الخلقي يحارب (( ليكون الدين كله لله )) .. ولتتحقق للعرب وحدتهم .. وترفع عزيزة رايتهم .. وهو ما لا يتفق عليه أية دولة إستعمآرية أو شيوعية .. بدليل أن بريطانيا استمرت تحارب رابطة الجنوب العربي إلى الساعات الأخيرة من وجودها في الجنوب .. ومن ثم سلمت الراية لمن هي واثقة بأنه سيتابع هذه الحرب بقسوة أشد .. وبثبات أكبر ... لماذا ؟

لأن بريطانيا تعلم أنه لو قامت دولة في الجنوب العربي متفاهمة مع السعودية . فإنهما ستشكلان مجتمعتين قوة ضاربة .. تحول بين كل الطامعين في جزيرة العرب والوصول إلى ما يريدون .. من سيطرة ومغانم لا يجهل أمرها أحد .

وبما أن (( سياسة التوازن )) تقتضي تمكين اختلافات من افتراس طاقات أبناء الجزيرة العربية .. وإعاقة وحدتهم .. والتأثير بالضرورة على الدور القيادي الذي أخذت السعودية تلعبه في السياسة العربية و الإسلامية وخنق روح التضامن الإسلامي في المهد .. فأن من الضروري خلق دولة شيوعية في الجنوب تناطح ولو سياسيا ودعويا الدولة الإسلامية في الشمال .. وفي النهاية إجبارها على صرف جانب من جهدها لاتقاء الشر .. والوقاية من الفتنة .. (( لئلا يضع المسلمون في الجزيرة السيف على أعناقهم فلا يرفعه الله أبدآ )) ..


- 3 -

لقد رفضت رابطة الجنوب العربي أن تقوم بنفس الدور الذي قامت به (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) .. مقابل إستلآم السلطة من بريطآنيآ .. وأصرت على ضرورة قيام مؤسسات ديموقرآطية ينتخبها الشعب - طبقا لتوصيات الأمم المتحدة - تنبثق عنها حكومة مركزية لعموم الجنوب تتولى الحكم .

واعتبرت الرابطة أن هذا هو السبيل الوحيد الذي يؤمن السلامة .. والاستقرار لدولة الإستقلآل .. ويجنب الشعب التطاحن الذي ذاق مرارته بعد ذلك .

ذلك أن الرابطة لم ترد قط أن تكون (( جهاز الإكراه )) الذي يحكم الجنوب العربي .. حتى وإن كان هذا الإكراه إلى الخير ..

وما كنا نظن أن أحدا آخر سيهرع إلى التهالك على العرض البريطاني .. وسيوافق على رفع رايته على الدبابات البريطانية التي دمرت الشيخ عثمان .. واقتحمت الصعيد وحبان .

لقد كنا نظن بالآخرين ما نظن بأنفسنا من (( الولاء )) لشعب الجنوب العربي .. والرغبة المتجردة في عزته وكرامته .. وحقن دمائه .. غير أن الشيوعيين حتى وإن كانوا عربا لا تعوقهم الوساوس الخلقية أثناء الصعود إلى السلطة .. كما لا يعوزهم إختلآق (( الذرائع والمسوغات )) التي تبيح لهم إهرآق الدماء .. وتنظيم حملات التصفية .. في المجتمعات التي يصلون اليهآ بالإرهاب .. والتآمر على مراكز القوة .. والتأثير فيها .

إن استعذاب القتل .. وتغذية الضغائن .. والمثابرة على تنميتها والحث المستمر على حتمية التناقضات في المجتمع الواحد .. والدعوة إلى تصفية هذه التناقضات بالعنف الثوري ..!

هذه الأمور آمنت بهآ (( الماركسية )) دون كآفة المعتقدات الشاذة التي عرفتها الإنسانية طوال أربعة ألاف عام .. وهي الحقبة الزمنية التي يمكن متابعة وقآئعهآ في كتب التأريخ .. وعلم الحضارة .

كما أن الحقد شيء لا تعرفه العقائد السمحاء .. ولكنه - أي الحقد - من أهم العوامل المحركة في صلب (( الماركسية )) :

وربما كان هذا يعود إلى المعاناة المرة التي كابدها كارل ماركس والحرمان المتصل الذي زامله في المتحف البريطاني بعد نفيه من ألمانيا .. وابتعاده عن المجال الذي كآن يستطيع أن يحقق فيه نجاحا سويا .. يحمله على الرضا والقناعة .. ويجعله أكثر تفاؤلا ..!

وربما كان أصله (( اليهودي )) له علاقة بهذا الضغن العجيب الذي يستشعره نحو الإنسانية .. إذ من المعلوم أن اليهود ذاقوا إمتهآنآ واضطهادا لا مثيل لهمآ على أيدي المسيحيين الاتقيآء في العصور الوسطى .. ولم تتحسن النظرة إليهم في المآئتي سنة الأخيرة .. عندما أشتد الإتجآه إلى (( المسآوآة )) في أوربا .. وضعف سلطان الدين المسيحي في النفوس .. واتجهت الأفكار وجهة
(( علمانية )) .. ولليهود بلا جدال دور عظيم في إحداث هذا التحول الذي جاء لمصلحتهم .. وانتهى بإنتصآره عصر إمتهآنهم وإحتقآرهم - بإستثنآء الردة المضادة لهم - التي حدثت في عهد (( الرايخ الألماني الثالث )) .

وربما أن الأمرين معا .. أصل ماركس اليهودي .. وظروف حياته الشخصية صنعت منه ذلك المتنبي الأخرق المعادي لله .. وللإنسانية .

ومهما يكن من أمر فإن آثار هذه الديانة العجيبة تنتقل إلى تابعيه بشكل أشد وطأة .. وأكثر وحشية .. وهي تنفذ بجسارة في مجتمعات لا يجرؤ عليهآ حتى الغزاة ، دعك من أن يرعاها واحد أو عدة أحاد من أبناء هذه المجتمعات ..!


- 4 -

وإني وقد تضلعت من (( الماركسية )) بمقدار ما تضلع به أتباعها .. وعرفت من أشكال تطبيقآتهآ في العالم بمقدار ما يعرف أنبه رجالها .. لأعلم الآن ما يتوجب على شعب الجنوب العربي أن يعانيه من ألآم .. وتوتر .. وإرهاق .. وقلق .. ليس في إحتمآل دعآتهآ .. والسكوت عنهم وهم يركبون ظهره .. وإنما ما يعانيه من حثه بكافة الوسائل - قلت كآفة الوسائل - على الهتاف بصوت مسموع .. ونبرة واضحة لقيادة التغيير الثوري ..

المأساة أن كل مواطن في دولة الثورة الماركسية يصبح مطالبا باكتساب فورا .. في أفعاله .. وأقواله .. وحفظ شعاراتها .. وترديدها في الشارع .. في المقهى .. في البيت .. وهو مطالب كذلك بنبذ قيمه ومواريثه .. ومعتقده القديم .. والإسهام في الحملة ضده ..

وبما أن المرء لا يغير عاداته .. وقيمه الملكية والخلقية والدينية بين عشية وضحاها .. فأن آلاف الناس في الجنوب العربي سيتعرضون .. للاضطهاد .. والحرمان .. والتصفية المريرة .. تحت ذرائع معاداة الثورة .. أو العمل ضدها .. أو عدم التجاوب معها .. الخ ..

وهؤلاء .. أو جلهم ليسوا أعداء نشطين .. بل ليسوا أعداء بتاتا إنهم فقط يريدون أن يتركوا وشأنهم تجنبا للمشكلات وضنا بأنفسهم على المتاعب .. ولكن دولة الثورة (( الماركسية )) لا تترك أحدا .. وشأنه .. فذلك تساهل .. لا يستحقه الأعداء حتى ولو كانوا أعداء من الخاملين .. لا ضرر منهم .. ولا نفع فيهم .

يقول فلاسفتهم ..

(( القيام بثورة اشتراكية يعني بإيجاز تغيير العلاقات الاجتماعية الموجودة .. وخلق علاقات اجتماعية ثورية )) .

(( المكلآ )) جريدة الشرارة العدد الخامس تأريخ 22-2-1968 م .

وبما أن هذا التغيير - وخصوصا في المجتمع المسلم - لن يحدث إلا بحرب منظمة ضد فكرة الإسلام ذاتها .. بإعتبآرهآ المسئولة عن خلق العلاقات الاجتماعية القديمة .. وبتقنين إتجآه الأفكار لمصلحة التغيير الثوري .. فأن الضرورة ستقتضي اللجوء إلى مقادير متزايدة من العنف لإحداث هذا التغيير في العلآقآت الإجتمآعية .. وجعلها في المستوى المطلوب الذي يستطيع التجاوب مع

(( الماركسية )) .. والتشكل حسب مقتضياتها ..


- 5 -

إن شعب الجنوب العربي يتعرض اليوم لإمتحآن عسير .. امتحان دينه .. امتحان في أخلاقه .. إمتحآن في قيمه ومواريثه .. وتقاليده .. وشيمه .. إمتحآن في صبره .. وشجاعته .

ومستقبله كله رهن بنتائج هذا الامتحان . فأن خرج منه ظافرا وأستطاع أن يهب عن بكرة أبيه كما هو المأمول . وأجتث هذا النبت الكريه الذي تغذيه

(( الماركسية )) الشيوعية وتطلب له النمو على أرضه العربية المسلمة ..

فقد تستوي على الجودي قريبا ويقال بعدا للقوم الكافرين .

وإن تمكنت جذور هذا الشر في رحاب .. الاستسلام والاستكانة .. والذل ..

(( فأمر الله بلغ تشقى به الأشقياء )) .

وإني لأظنها الحرب (( يبلغ من ضخامتها أن المنتصر فيها يخر مغشيا عليه فوق جثمان ضحيته )) ..



عبدا لله الجابري




رد مع اقتباس
  #64  
قديم 11-21-2010, 08:05 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي



منقول من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة


عودة إلى الماضي


- 1 -


في الجولة الحاسمة مع الشيوعيين في الجنوب العربي .. سنحتاج إلى التنوير الثابت الوئيد لجماهير الشعب .. بنفس المقدار الذي سنحتاج فيه إلى
(( الرصاص )) لدحر السلطة الإرهابية الظالمة التي خانت قضية الشعب .. ولوثت انتصاره المجيد .. وبثت في النفوس الخوف .. والقلق حيث يجب أن تسود الطمأنينة .. وتعم البهجة والإغتباط ..

وقد تم حتى الآن تفنيد المسار الضار الذي تسلكه حكومة الجبهة القومية في سياستها الخارجية .. كما تم كذلك تفنيد الكيفية التي يتم بها تثبيت
(( الماركسية )) كبديل (( للإسلام )) في الجنوب العربي ضمن خطوات مقررة مدروسة تنفذ .. وتعلن بجسارة نادرة وتصميم عنيد ..

وعلينا الآن أن نتناول المسألة الأهم .. أو القضية الأكثر جذرية .. ذلك أن معارضتنا للحكومة القائمة في الجنوب العربي ( جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ) تقوم أساسا على إعتبارها حكومة غير شرعية .. وقد سبق لنا أن أجملنا - في غير هذه الصفحة - الأسباب التي تحملنا على الإعتقاد بأن دواعي النضال في الجنوب العربي لا زالت قائمة .. وان خروج الإستعمار قتل بعض هذه الأسباب .. ولكنه أحيى غيرها .. بسبب الظروف (( التآمرية )) التي صاحبت إعلآن الإستقلال إذ لم يصر قط الرجوع إلى الشعب ..

إن ما حدث بالظبط هو (( عملية تبادل للمراكز من فوق )) بحيث حل الإئتلاف القوميين والشيوعيين .. والمتمثل في (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) . محل الوجود البريطاني .. ووجدنا أنفسنا كشعب خارج هذا الإتفاق . تمامآ .. بل وأصبحنا في الواقع الفعلي من ضحاياه ..

وهذا يعني أن الأهداف التي قاتلنا من أجلها لم تتحقق . وإذن ففي حسابنا العودة إلى القتال .. لنفس الأسباب التي أجبرنا في الماضي على إشهار السلاح .. وإحتمآل الإضطهاد في سبيل الوصول إليها .

وضمن ما يجب أن نظفر به في نهاية صراعنا مع الشيوعيين والقوميين
(( حكومة شرعية )) يجري إختيارها من قبل الشعب .. ممثلة تمثيلا كاملا لكافة قطاعاته .. ولن يصار إلى تحقيق هذه الغاية الكريمة .. إلا بعد إسقاط الحكومة الغير شرعية القائمة .. بنفس الأساليب التي وصلت إلى الحكم .. (( بالقتال )) ..

ولا أحتاج إلى التدليل - رغم سعة مجال الإستدلال - على أن القوميين والشيوعيين يثابرون على التأكيد بأن ما أكسبهم الحق في الحكم هو أنهم قاتلوا فأنتصروا
(( أكتسبنا الشرعية بالقتال )) كما يردد المسؤولون بينهم .. هذا الإدعاء بشكل يؤذي الكرامة .. وفي خيلاء (( بونابرتيه )) فاحشة ..
• فمن هذا الذي قاتلته الجبهة القومية .؟
• وكيف أنتصرت ؟
• ومتى شكلت ؟
• ولأي غرض كان هذا التشكيل ؟
• وفي ظل أي شروط ؟
• وهل هي بالفعل تمتاز ببعض أو كل شروط الحكومة الشرعية ؟ .
هذا يقضي بفتح بعض ملفات قضية الجنوب العربي .. والعودة بها إلى عام 1964 .. ( إذ تشكلت الجبهة القومية في اكتوبر من نفس العام ) .. والجواب على هذه الأسئلة يتطلب كذلك مراجعة بعض الوقائع . ومعرفة مقدار الحق في دعوى (( الشيوعيين )) هذا إذا كان فيها من الحق أي مقدار ..


- 2 -

( أ ) في عام 1964. أصبحت قضية خروج بريطانيا من الجنوب العربي مسألة مقررة .. فقد أعلنت بريطانيا في ذلك الوقت أنها ستمنح الجنوب إستقلاله في موعد أقصاه عام 1968 .. وأعلنت كذلك أنها بسبيل تخفيف إلتزاماتها
الدفاعية شرقي السويس .. وأن ذلك قد يعني - أو هو سيعني بالفعل - تصفية قاعدتها العسكرية في عدن ..

( ب ) - في الفترة نفسها بدأت بريطانيا تجري سلسلة من الإتصالات مع القوى الوطنية والجماعات الحاكمة لمعرفة ( النسبة ) التي سيجري تطبيقها من قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالجنوب العربي والصادرة في ديسمبر 1963 .

وكان يوجد إختلاف .. أو إختلافات شتى حول هذه القرارات .. بين الرابطة التي أستخلصتها من الأمم المتحدة ، وبين حكام الجنوب العربي .. وكان موقف هؤلاء الحكام في البداية هو رفض هذه القرارات كلها .. ثم دعتهم بريطانيا - أي أمرتهم - إلى النظر في إمكان تطبيق بعض محتوياتها .. فكان أن قبلوا بعد إتصالات عديدة بالتطبيق الجزئي لبعض هذه القرارات .. وكانت الرابطة وجماعات وطنية صغيرة كالمؤتمر العمالي والعناصر المستقلة في حكومة عدن .. وحزب الشعب الاشتراكي ( الاصنج ) .. في جانب التطبيق الكلي لهذه القرارات .. والتدخل ألأممي المباشر في التنفيذ لضمان حد أدنى من النزهة .. وعدم تزييف الانتخابات حين يحل وقتها ..

وكان مجرى الأمور بوجه عام يبين أن استقلال الجنوب العربي أصبح قضية مؤكدة في نفس الموعد المعلن .. وكانت الاختلافات التفصيلية عرضة للتسوية .. وكانت هناك جهود بالفعل تبذل لتصفيتها .. وكانت الظروف .. عربيا ودوليا مواتية لأن ينال الجنوب استقلاله بنسبة من المتاعب أقل .. وبتكاليف أبسط ..

وكانت بريطانيا قد شعرت من وقت طويل أن بقاءها في الجنوب يكلفها من الجهد والمال أكثر مما يغل عليها من الفوائد .

( ج ) - عندما شعرت الجمهورية العربية اليمنية المتحدة أن هناك تطورات ملموسة في الجنوب العربي .. وأن الإنجليز أصبحوا أقل تصميما على البقاء .. بل أعلنوا موعد خروجهم بالفعل .. وكانت لديها قوات عسكرية ضخمة في اليمن .. ولها في الجنوب ( الرصيد الأدبي المناسب ) رأت أن تستفيد من هذا التطور لمصلحتها .. وأن تعد ترتيبات مسبقة تمكنها من أن تخلف بنفوذها ووجودها إن أمكن .. والنفوذ والوجود البريطاني الراحل .. ولن يكون هذا ممكنا ومقبولا إلا إذا بدت في الصورة كما لو كانت هي التي أجبرت الإنجليز على الخروج ..

وهكذا نظمت زيارة للرئيس جمال عبدا لناصر لتفقد القوات المصرية في اليمن .. وحل بعض الصغائر التي تنشب دائما بين العسكريين المصريين والجمهوريين اليمنيين .. ومن ثم - وهذا هو الأهم - تقديم الجرعة الكبرى لشعب الجنوب من العلاج المصري للشفاء من المرض الإنجليزي ( !! ) .

وكانت هذه الجرعة ( خطاب ناري ملتهب ) ألقاه الرئيس جمال عبدالناصر في تعز ندد في بالإستعمار البريطاني .. وأعلن أنه سيجبره على الرحيل ( إن على الإستعمار أن يحمل عصاه ويرحل ) .
وكانت هناك أعداد كبيرة من الاجئين الجنوبيين في تعز شردهم الإستعمار .. والقصف الجوي .. ومعظمهم من أبناء العوالق .. وربيز .. وباكازم .. والمصعبي .. والمجعلي .. والقطيبي . ويافع وقد صفق هؤلاء كثيرا لخطاب عبدالناصر وبعضهم قد مضت عليهم سنوات كثار في اليمن . وأمرضه التسكع والبطالة .. والبعد عن الأطلال ..

( د ) - بعيد هذا الخطاب متصلا تحركت ( القيادة المصرية في تعز ) ومكتب الأمن ( المخابرات ) وأجرت إتصالاتها مع كافة أبناء الجنوب .. وأرسلت الرسل إلى الداخل وقرعت أبواق النذير في كل مكان .. وبدأت في عملية بناء ( جهاز الكفاح ضد الإستعمار ) على كافة المستويات .
• إتصالات مع اللاجئين في القاهرة ..
• معسكرات تدريب في اليمن ..
• تنظيم شبكات العنف في الداخل ..
• إعتمادات وافرة ومرتبات ثابتة وسخية لأكثر من عشرة آلاف ( مناضل ! ) سيجري إعدادهم وتدريبهم ..
• قنابل .. ألغام .. أسلاك تفجير .. مسدسات .. بازوكا .. بلا نسيت .. هاون .. مورتر .. رشاشات بنادق .
• محاضرات توعية في ( قصر صالة ) ..
• جهاز مخابرات فعال .. وضباط ذوو إختصاص في حرب العصابات يجري حشدهم في تعز ..
• دعاية واسعة وشاملة ومركزة تقوم بتهيئة الوجدان العام في الجنوب ( للعمل المسلح ! ) .

( هـ ) - في ذلك الوقت كانت حركة القوميين العرب شيئآ غير مألوفآ أو معروفآ في الجنوب العربي .. وكان عبدالله باذيب - زعيم الحزب الشيوعي - يعمل محررا في جريدة الأيام بـ ( 600 ) شلن إلى جانب قيامه بتصريف شؤون الحزب والإشراف على إعداد جيل ( ماركسي صالح ! ) عن طريق بعث المزيد من الطلبة إلى موسكو وبراغ .. وبودابست .. وبوخارست .. وبكين .. وكان قحطان الشعبي آنذاك وزير ! لشؤون ما يسمى الجنوب اليمني المحتل في حكومة القسم الجمهوري من اليمن .. وكان مرتب سيف الضالعي في خزينة عدن لا يعادل قيمة أربع وجبات عشاء متوسطة في بار ومطعم ( الفروج الذهبي ) أو ( أرابيان نايس ) المكان الذي يتوق إلى إرتياده .. ويفعل ..

وكانت ( الطبخة المصرية ) ألذ من أن يكون بالمستطاع رفضها حتى ولو قضت بإختصار سكان الجنوب العربي إلى النصف .. فقوة الدعاية المصرية ستلد أبطالا في وقت وجيز والبطولة على هذه الشاكلة رأس مال يجوز إستثماره في الحصول على الكثير من المتع وخصوصا في القاهرة ( قلب العروبة النابض ) .

( و ) - وللإنصاف - يجب أن نقول بأن الجمهورية العربية المتحدة لم تدخر وسعا في لملمة كل الأحزاب في ( جبهة واحدة ) برئاسة قحطان .. الرابطة رفضت مشروع الجبهة الواحدة لأسباب تراها جذرية .. مثل تأكيد يمنية المنطقة .. وتوقيت الثورة المسلحة في وقت أصبح فيه خروج الإنجليز قضية مقررة .. ووضع ( الجبهة الواحدة ) تحت الإشراف المباشر للمخابرات المصرية .. وعدم ترك شيء من حرية العمل في الداخل .. والحركة عربيا ودوليا في الخارج .. واشتراط معاداة السعودية وقطع الصلة نهائيا بها ..

وكان هذا شيء يتنافى مع الكرامة الا يملك أبناء الجنوب العربي سوى مرتباتهم .. وبنادقهم .. والمظهر الشكلي في قضية هي جوهرها .. قضية أرضهم ووطنهم ( قضيتهم ) .

ورفض ( الاصنج ) التعاون باسم الحركة العمالية في عدن بدعوى أن مصلحة العمال في السلام . وليس في الحرب ( الخبز والسلام شعار كلاسيكي للماركسية )
ولم يبق على المسرح في الواقع غير حركة القوميين العرب ( فيصل عبدا للطيف . وعبد الفتاح إسماعيل . وأنور خالد .. ونور الدين قاسم .. وعلي السلامي .. وطه مقبل .. وسيف الضالعي .. وحيدر السقاف .. وعبدا لملك إسماعيل .. ومحمد صالح عولقي .. وعبدا لباري قاسم .. ومحمد البيشي ) وقحطان الوزير اليمني .. والشيوعيين ( باذيب وباخبيرة .. وباسنيد والسلفى ) وآخرون يجمعهم على كل حال ( مقيل واحد ) في ( الزعفران ) (( للقات )) .. وتتبع أخبار الصراع بين
(( الحرفية )) بكين (( والتحريفية )) موسكو ..

وهؤلاء جميعا لا يمثلون شيئا في الجنوب العربي .. ولا يجدون حتى من يصغي لهم دعك من أن يلفتوا الأنظار .. ويجتذبوا الإنتباه .. خارج محيطهم الصغير .. ولكن سنرى بعد قليل أن الموارد الهائلة التي أنفقت على تكوينهم .. والأضواء التي سلطت عليهم جعلت ( المحاق بدرا ) خلال هنيهة لا تزيد عن عام ..

( ز ) - ولم يكن الجنوب العربي يخلو خلال السنوات الخمس عشرة الماضية من انتفاضة تقوم هنا .. وحركة مسلحة تقوم هناك .. ولكن الإستعمار البريطاني يسارع إلى خنقها فورا بوسائل بطش حاسمة .. فسرعان ما تنطفئ الشعلة .. ويذوب موردها المحدود .. وكونت معظم القبائل والجماعات التي أظطرت إلى إشهار السلاح لمقاومة الإرهاب البريطاني خلال هذه السنوات أجنحة رابطية ضمن تشكيل الحزب .. وما يدعوها إلى التوقف والجمود هو نضوب الموارد .. ورفض الدول العربية دعمها .. وبين الرافضين لهذا الدعم أو التشجيع على الثورة في الجنوب الجمهورية العربية المتحدة التي أكتفت بإيواء كل هارب .. إلى هناك والإنتفاع منه في إصدار البيانات ضد أي حكومة عربية تضطر إلى الإختلاف معها ..
وفي ذلك الوقت من عام 1964 ( يوليو ) كانت العلاقات قد بلغت حدا عظيما من التدهور بين أمير الضالع شعفل بن علي وقبائل ردفان التي تطالب بالإنفصال عن ولاية الضالع .. وتشكيل ولاية منفصلة على غرار ( المفلحي و العلوي ) ضمن إتحاد الجنوب العربي ..
وأثناء الأزمة بين أمير الضالع وقبائل ردفان .. انحاز الإنجليز إلى جانب الأمير في الإبقاء على ردفان والضالع ولاية واحدة وتم اعتقال بعض المشايخ من
( دعاة الانفصال .. ) وبدأ القتال الفعلي بين الطرفين قبل تشكيل الجبهة القومية بعدة أشهر .. بل قبل وصول الرئيس جمال عبدا لناصر إلى اليمن لتقديم أول جرعة من العلاج المصري المضاد للمرض الإنجليزي ..

( ح ) - وفي 14 أكتوبر من عام 1964 - آخر العام - أعلن عن تشكيل
(( الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل )) .. ووضعت إذاعة تعز تحت الإشراف الفعلي لما سمي آنذاك الثورة المسلحة في الجنوب .. وأعلنت الجبهة القومية .. أنها مفجرة ثورة ردفان ( !؟ ) وأن هذه الثورة في الواقع ( شرارة ) في الثورة المسلحة العامة التي تنبأت بأنها ستشمل ( الجنوب اليمني المحتل ) في وقت قريب .

وتدفقت الأسلحة سرا وجهرا على الجنوب .. العربي .. وبدأت الأموال تصرف
( في شكل مرتب ثابت لكل عامل .. ومتعاون .. وغاض النظر .. وبائع أسرار .. ومقدم معلومات .. وبدأت شبكات العنف تقام .. وتعمل .. ورسائل التهديد والمنشورات توزع على نطاق واسع معلنة (( أن ثورة مسلحة عامة قد بدأت )) وان الموت سيكون من نصيب كل يعترض طريقها .. (( وأن الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل مفجرة ثورة ردفان ( كذا ) هي الممثلة الوحيدة لشعب الجنوب )) .
ولم يكن الأمر بحاجة إلى منشورات سرية .. فهناك من ( صنعاء .. وتعز .. والقاهرة ) دعوة واضحة إلى الثورة .. وتحريض متصل على العنف .. وتعبئة كاسحة للجماهير .. وتركيز جبار على أن الأحوال في الجنوب العربي بلغت مفرطة من السوء لا تعالجه إلا ( الثورة ) .. وأن الأحزاب السياسية .. والسلاطين .. ليسوا أكثر من عملاء .. للإنجليز وأنه سيصار إلى تصفيتهم معه .. وأن الشعب قد أختار ( الجبهة القومية ) لتقوده عبر ما دعته هذه الإذاعات الكفاح المسلح إلى النصر ..

( ط ) - وأسابيع فقط شكلت الفاصل الزمني بين هذه الحملة الإعلامية الواسعة .. ونزول المنشورات بواسطة رجال ملثمين إلى الشوارع .. وبين تعاقب الإنفجارات في أحياء عدن وشوارعها .. وإذاعة ( صنعاء وتعز والقاهرة ) للبلاغات العسكرية التي تتضمن إحصاءات مفصلة بالخسائر التي يصاب بها ( العدو ) في آلياته .. ورجاله .. والخونة الذين تنفذ فيهم أحكام الإعدام .. والقنبلة التي أنفجرت في الحي الفلاني فقتلت كذا جندي بريطاني .. وجرحت كذا جندي آخر ( بجروح خطيرة ) ودمرت كذا سيارة عسكرية ..

وفي حين بدأت سحابة من القلق تخيم على الناس في عدن من جراء الإنفجارات الليلية والاغتيالات .. فإن السلطات البريطانية لم تظهر انزعاجا يدل على أنها تتعرض للأذى بالفعل .. فالضربات إما تطيش .. والضربات إما أنها لا تستهدف الوجود البريطاني نفسه ..

هكذا بدأت الأمور في الجنوب العربي .. عام 1964 .. فما الذي آلت إلبه ..؟


عبدا لله الجابري



رد مع اقتباس
  #65  
قديم 11-23-2010, 08:32 AM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي



منقول من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة


الصورة مظللة .. مضاءة

ما الذي استهدفته المخابرات المصرية من (( تصدير الثورة المسلحة ))

إلى الجنوب العربي ؟؟

حسنآ ..

ان الثورة ضد الإستعمار هي رد الفعل الإنعكاسي من البلد المحتل .. هي صيغة التعبير الحاسمة عن آمال شعب معين في بلوغ حريته .. وإستقلاله .. ومن العسير على المرء أن يقول بإن إشهار السلاح ضد الإستعمار عمل رديء .. وان الثورة على الغاصب الأجنبي سلوك غير حميد : ووجود هذه القاعدة سهل المهمة كثيرا أمام خطة المخابرات المصرية .. وجعلها تبدو في المنظار العام كما لو كانت مبادرة (( أخوية )) من دولة عربية كبرى تجاه أشقاء لها يرزحون تحت نير الحكم الإستعماري .. وإظطلاع بمسئولية (( قومية )) في تمكين قطر عربي من الإفصاح عن نفسه بتحرير بلاده .. وتطهيرها وتوصيل أبنائها إلى سدة الحكم في وطنهم .. ومن ثم الشروع في تحسين حياتهم .. وترقية وجودهم .. اقتصاديا .. وسياسيا وعسكريا .

هل هذا هو (( الدافع )) الحق لتصدير الثورة المسلحة إلى الجنوب العربي ؟ حسنا ..

لقد وصلت أول دفعة من القوات العسكرية للجمهورية العربية المتحدة إلى اليمن
( جوا ) يوم 9 اكتوبر عام 1962 .. ومضت عليها بعد ذلك ( 25 ) شهرا في اليمن دون أن تحرك ساكنا .. أو تسكن متحركا في الجنوب رغم الإغراء .. والشفاعات .. والإلتماسات .. التي كانت تقدم إلى المخابرات من قبل ذلك الوقت .. والقائلة (( بنضوج )) دواعي الثورة في الجنوب .. وتوفر مناخها .. وتكامل شروطها الموضوعية . وإفتقارها فقط إلى اليد التي تربت أكتاف الثوار .. وتبارك نهوضهم .. وتقدم لهم العون . وبكلمة واحدة .. كانت أجهزة المخابرات المصرية ( ترفض ) أن تشجع الثورة المسلحة في الجنوب العربي .. عندما كانت أسبابها قائمة .. ودواعيها همم الموتى من الأجداث .. عقب حرب السويس في السنوات
( 56 و 57 و 58 و 59 و 60 و 61 و 62 ) .. وعلل الرفض ( ظاهريا ) أن مصر تواجه من المتاعب الإقتصادية .. والضغط السياسي ما يحول بينها وتوسيع التزاماتها علاوة على الإلتزامات القائمة في الكونغو .. وأنجولا .. ومن قبل الجزائر .. فضلا عن أنها لا تريد الدخول في صدام من الحليف الوفي الإمام أحمد بن يحيى امام اليمن .. وعضو إتحاد الدول الدول العربية المؤلف من
( سوريا .. ومصر .. واليمن ) .. وكانت رابطة الجنوب العربي هي التي تتزعم الدعوة إلى حمل السلاح ضد الإستعمار .. - بل كانت تحمله - تحارب هذه السنوات .. خلال فترات متقطعة .. ولم تكن الرابطة موضع حفاوة من الإمام .. والداعي الخفي للإمتناع عن دعم الثورة في الجنوب هو أن المخابرات المصرية تعتقد أن
( القيصر أبعد من أن يسار إلى عنده ) وتعتقد أن الجنوب العربي أبعد من أن يكون بالمستطاع التأثير على مجرى الأحداث فيه (( بالثورة )) أو (( بالسياسة )) .

- وعندما أصبح الوجود المصري حقيقة قائمة بعد بضعة عشرات من الأميال من عدن .. أكثر من هذا عندما أصبح إستقلال الجنوب العربي ( قضية عالمية ) وأضحت بريطانيا أقل مقدره على تبرير بقاءها فيه .. ومن ثم قضت بإعلان إستقلاله في موعد أقصاه عام 1968 .. وأنحصرت الخلافات في (( شكل )) هذا الإستقلال .. ولمن يسلم .. وكيف يتم التسليم .. وكانت الأمم المتحدة قد أعتبرت نفسها مسئولة عن تظيم إنتقال السيادة لشعب الجنوب العربي عبر إنتخابات حرة .. وتسليم السلطة لحكومة ممثلة تمثيلا كاملا .. عند هذا الحد أدركت المخابرات المصرية أن الوقت ملائم تماما لتصدير
- (( السلعة الثورية إلى سوق الجنوب العربي )) !

وتحت ستار كثيف من الدعاية والتبشير بالمعجزات التي ستصنعها الثورة .. وتصعيد الإتجاه القائل بأن الإستعمار يجب أن يلقى مصرعه على أيدينا .. وعلينا أن نأخذ إستقلالنا بقوة السلاح .. لا أن نصفح أيدينا أيدينا لإستلامه .. أنجبت المخابرات المصرية في تعز (( مولودها الأول )) - إن أن هناك مولود ثان –

(( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) ..

وكما يقول المثل (( الديك الفصيح يخرج من البيضة يصيح )) فقد أعلنت الجبهة القومية من يومها الأول أنها الممثل الوحيد لشعب الجنوب العربي .. وأن لا حق لأحد في أن يقدم رجلا ويؤخر أخرى بخصوص الجنوب العربي .. لأن هذا الأمر من شأن الجبهة القومية وحدها ..


- 4 -

ومضت الثورة المسلحة في الجنوب العربي .. قليل من العمل .. وكثر من الكلام .. وكان هدف المخابرات المصرية في الواقع . هو إستغلال تأثيرها الدعائي الساحق _ أنذاك طبعا _ في تعبئة الرأي العام في الجنوب خلف جماعة (( مأجورة )) .. تقوم بخلقها على عجل وتجبر بريطانيا في النهاية التفاوض معها .. وبريطانيا لايهمها بعد أن تنهي مسئوليتها الدولية عن الجنوب العربي .. وتصفي وجودها السياسي والعسكري فيه .. لايهمها من يحكم .. ولا بأي أسلوب يصل إلى الحكم .. المهم أن يكون هذا الحاكم الجديد ( لين العريكة ) فلا يلزمها بالكثير مما هي ملزمة به قانونيا من عون مالي وإقتصادي للجنوب بحكم أدامة إستعمارها له

( 129 ) عاما ..

بالموارد المالية الضخمة .. والعون العسكري .. والحشد الدعائي الذي وضعته المخابرات المصرية تحت تصرف الجبهة القومية .. كان ممكنا وعمليا أن تجعل هذه المخابرات من ( الليمونة الحامضة شرابا حلوا ) .
• .
• .
• .
إن ما تم بناؤه في عام 1964 على يد ( المخابرات المصرية ) في تعز ليس حزبا سياسيا عاديا يشق طريقه في صفوف الجماهير ( بالحق الطيب وحده ) .. لقد أستطاعت المخابرات في ثلاثة أشهر أن تبني ( جهازا للحرب ) يستطيع
( تأديب الجماهير .. لا كسب ولائها .. ومقارعة المؤسسات الحكومية والحزبية في الجنوب العربي .. وتصفية المعارضة ( بالسلاح ) .. فضلا عن إشغال أعداد متزايدة من الجيش البريطاني وإجبارها على الخروج إلى الشوارع لتزيد من حجم الضغط على الشعب .. ولتمتص النقمة القائمة ضد الإرهاب .. وتحولها إلى نقمة على الوجود الإستعماري نفسه ..

ومثل هذه التحسبات كانت موضوعة في إعتبار جهاز التخطيط المصري
( لتصدير الثورة ) .. ولذلك فهمها كان نوع التضحيات التي يتوجب على المواطن العادي أن يتحملها والضغط النفسي المفروض عليه .. فإن من العسير على هذا المواطن أن يقول بأن الثورة غير ضرورية .. حتى ولو كان يعتقد ذلك ..

وإلى هذا فقد كان من الواضح أن ( الثورة المصدرة ) أداة لتدمير الأساس الإقتصادي الهزيل في البلاد .. ونشر الذعر في صفوف أصحاب الأموال .. وحملهم على النجاة بها إلى الخارج .. وتلقائيا .. فإن البطالة هي المولود الشرعي للإنكماش في حركة التجارة .. وتشغيل المال .. وقد حدثت هذه الأمور مجتمعة ..

كذلك أدت ( الثورة المصدرة ) إلى توزيع (( الولاءات )) وتعميق الإختلاف .. وتجذيره .. وفي النهاية أدت إلى ( الإحتكام بالسيف ) بين أفراد الشعب الواحد لحسم الإختلافات كلها . ونصرة حزب واحد ضد جميع الأحزاب .. وهذا لن يتم إلا في دورة زمنية واحدة تعقبها دورة نهوض جديد .. يتطلب الدخول في صراع جديد .. وهذا ما آلت إليه الأمور بعد ذاك ..


- 5 -

في المرحلة الأولى من ( تصدير الثورة ) إلى الجنوب العربي أرتفعت أصوات تعلن بنبرة واضحة . أن هذه الثورة ليست عملا تحريريا .. إنها أداة تخريب .. ةقيل يومذاك أن المخابرات المصرية تحاول أن تجعل من الجبهة القومية
(( رداء كهنوتيا )) تدخل به الجنوب .. تماما كما جعلت من ( السلال ) رداء كهنوتيا لدخول اليمن .. وأن أسوأ ما في هذا الموقف هو أن قوى عديدة في العالم ستجد نفسها مجبرة على أن تمد يدها إلى الجنوب المتخلف الفقير . لئلا تنفرد به المخابرات المصرية وتتخذ منه نقطة وثوب إلى مكان آخر من جزيرة العرب تصدير (( الماركسية والقنابل والمسدسات )) .. تماما كما أتخذ من اليمن ميناء لشحن الألغام والمتفجرات إلى المملكة العربية السعودية ..

وما كنا نحن .. ولا كان شعبنا تواقا لأن يصبح ( رصيف ترانزيت ) تصدر منه
(( الماركسية )) ,, ولم نكن نؤمن بأن علينا الإنضمام إلى جبهة ( الكفاح ضد الإمبريالية والرجعية ) .. فهذا على كل حال ليس شأننا .. وجهدنا على هذا الصعيد .. لن يغني عن المجاهدين في حثالة عصفور ..

ذلك ما قيل في مطلع عام 1965 م .. ( و المولود المصري لأم جنوبية )
يقذف ( أخواله أهل الجنوب بالقنابل والمسدسات ) بدلا من الطوب والحجارة .. لحملهم على قبول وصايته قسرا .

كان جواب الجبهة القومية على هذه الأصوات قوائم متتابعة بالذين سينفذ فيهم حكم الإعدام وكللهم مسلمون عرب .. بينهم الشاعر .. والأديب .. والصحافي .. والنقابي .. والوزير .. والفنان .. والمذيع .. والضابط .. والموظف .. وبدأت فعلا عشرات الأرواح تجندل في الشوارع .. وبدأ ( سوط المخابرات المصرية ) ينال من جلودنا . ويجتث أرواحنا . تحمله هذه المرة ( زمرة سفيهة من شعبنا ) نيابة عن أنور القاضي وعبدا لمحسن كامل مرتجى ..

كان الناس يقتلون في الشوارع لمجرد أنهم ارتأوا في مستقبل بلادهم رأيا ..

ورغم إقتحام ضمائر الخلق في الجنوب العربي بقوة السلاح .. ومحاسبة الأفراد على مجرد نواياهم .. ورغم أن أجهزة المخابرات المصرية شجعت في صحافتها .. وإذاعتها من القاهرة و تعز .. وصنعاء .. على قتل .. وسحل كل الجماعات الوطنية المناهضة للجبهة القومية .. فقد بقيت قوة وطنية ترفع لواء الأهداف العادلة لشعب الجنوب .. وتهدي إلى السبل المؤدية إليها إلى اليوم .. غير أن الإرهاب بدل وحول .. في نفسيات الناس .
وحمل الكثيرين نشدانا للسلامة على إغماض أعينهم على القذى وعلى ركوب صعاب من الأمور ما كان لهم أن يركبوها .. وبين هؤلاء الضحايا الرجل المسكين عبدالقوي مكاوي .. الذي قامر بكل شيء .. وفي النهاية دخلت فكرته ( الحراج ) فبيعت بأرخص ثمن ..

وجاء وقت من الأوقات من عام 1965 . كانت فيه معارضة الجبهة القومية تعني الوقوف ضد المخابرات المصرية .. وكان معنى هذا أن المرء سيفقد رأسه .. ولما كان الكثير من الناس يرغبون في الإحتفاظ برؤوسهم فوق أكتافهم .. فإنهم لاذوا بالصمت .. وشلت الحياة العامة شللا تاما .. وعجزت الناس عن الإفضاء بما يجول في خواطرها حتى إلى بعضهم البعض خشية أن تنال منهم ( الرشاشات والمسدسات المصرية ) .. ويكون مسك الختام في حياتهم إذاعة مقتضبة من صوت العرب .. أو صنعاء .. أو تعز .. أو بواسطة منشور يوزع في الشوارع .. بأن الفدائيين نفذوا حكم الإعدام في الخائن العميل .. فلان ابن فلان الفلاني .. ورغم كل شيء فإن التصفية أستمرت والإغتيالات أضحت شيئا مألوفا تماما .. ومضت أشهر عام 1965 .. تأكل بعضها البعض وتطوي نعها الكثير من أرواح العرب في عدن .. وتفسك فيها دماءهم في الشوارع .. وكان الحركيون والشيوعيون يعتقدون أنهم يمتطون جهاز المخابرات المصرية للوصول إلى أهدافهم . وكانت هذه المخابرات تعتقد أنها تمتطي هؤلاء للوصول إلى أهدافها . وم لبث كل فريق أن أكتشف طوايا نفس الأخر .. وكانت الفرقة ومحاولة قتل المولود بمولود جديد ( جبهة التحرير اليمني المحتل .. ) فكيف كان ذلك ؟




عبدا لله الجابري



رد مع اقتباس
  #66  
قديم 11-24-2010, 06:08 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي




منقول من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

الوجه الثاني من العملة ذاتها



كانت حفلة رائعة تلك التي أقيمت بفندق ( الأخوان ) في تعز في الأسبوع الثاني من شهر مارس عام 1966 م .. ومن الحق أنها لم تكن عامرة بما يكفي من الظهور والنحور العارية .. وهو الأمر الذي يجعل الشيطان يعيش على مقربة منها .. ولكن هذا لايعني أن رائحة الفضيلة كانت تتصاعد ليلتذاك إلى عنان السماء ..

ففي أجواء التآمر على مصائر الشعوب يجد الشيطان من يمثله دائما وقد كان الشيطان ممثلا تمثيلا كاملا ليلتئذ . كانت النجوم الذهبية تتألق على أكتاف الضباط بشكل بهيج .. وكان أبناء الجنوب العربي يتجولون في (( قاعة العشاء )) برشاشاتهم .. ويتمنطقون بمسدساتهم التشيكية .. ويزينون خواصرهم بقنابل يدوية علقت بصورة جذابة في أحزمة الخراطيش .. من حلقات تأمينها المعدنية .

وكانت الحفلة عادية لولا بعض الوجوه الغريبة فيها .. وكان أبرز هذه الوجوه .. وأكثرها غرابة على التحقيق السيد عبدالله الأصنج الذي كان إلى وقت قريب من طائفة
(( المنبوذين )) الذين يجبرون البراهمة على تكسير أقداحهم .!

ومع ذلك فإن هناك حالات يكون من الحتمي فيها أن تتعايش (( الجن مع الثوم )) وتتعود رائحته دون أن تلوذ بالفرار وماحدث ليلتئذ هو ضرب من هذا القبيل .. من التعايش بين
(( الجن و الثوم )) ، وان كان علماء (( السيمياء )) يؤكدون أن ذلك مستحيل ..!

وبرز من إحدى الغرف الجانبية في الفندق ضابط مصري كبير .. وكانت النجوم .. وشارات التقدير التي ينوء بها كاهلة قمينة بأن توحي لغير عارفيه بأنه أثر من بقايا جيش بونابرت ..

وسرعان ما هدأت الضجة فلا تسمع إلا همسا .. وصوبت الأعين ، وألتوت الأعناق بإتجاه الضابط الكبير هذا .. وكان واضحا أنه تعود (( جو )) السلطة بحيث لم يعر اهتماما كبيرا للناس الذين وقفوا عن بكرة أبيهم .. وهذا يعني أنهم لن يعودوا للجلوس ثانية إلا بتصريح منه ..

وبنظرة إستعلاء لم يبذل أي جهد لتخفيفها .. بلهجة الواثق من نفسه إلى حد كبير تحدث الضابط إلى (( ضيوفه )) وهم كذلك منذ ( 14 اكتوبر 1964 ) .. فقال :
(( دلوقتي حتسمعوا خبر يهم شعب الجنوب اليمني المحتل البطل .. حدش عنده راديو .. أفتحوا الراديو )) .

وأمتدت الأيادي تلقائيا تبحث عن راديو كما لو كان علبة ثقاب .. ومن أقصى
(( القاعة )) جلجل صوت المذيع معلنا مولد (( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) .. في بيان رنان من راديو تعز ..

ونص البيان على أنه رغبة - لا أدري من أبداها - في توحيد الطلائع المناضلة لشعب الجنوب اليمني المحتل .. فقد تم دمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في تنظيم (( ثوري )) جديد
(( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) ..
وكالعادة فقط تضمن البيان التأكيدات بأن هذه الجبهة التي ولدت قبل قليل هي الممثل الشرعي الوحيد لشعب الجنوب اليمني المحتل .. وأن حكم الإعدام سيكون نصيب كل من يعترض سبيلها .. أو يعارض شرعية تمثيلها (( للشعب .. كل الشعب )) !

وقد وقع البيان عن المنظمة عبدالله عبدالمجيد الاصنج وعن القومية علي ناصر السلامي ..

وفي نفس الوقت كان عبدالقوي مكاوي لجأ إلى القاهرة بعد أن أقاله المندوب السامي البريطاني في عدن .. لأنه رفض مع حكومته أن يستنكر إغتيال السير تشارلس رئيس المجلس التشريعي في عدن اليالغ من العمر 78 عاما .

أذيع البيان (( الدمج )) هذا على الحاضرين في قاعة العشاء بفندق الأخوان في تعز .. وهم وجوه القوم من (( النافعين والمنتفعين على السواء )) ... وما كاد المذيع يختتم البيان بدعوات النصر .. وتأكيدات الهزيمة (( للإستعمار والعملاء )) حتى ساد الوجوم .. وبدأت عملية تسلل من القاعة .. ما لبثت أن تحولت إلى تحرك جماعي .. فلم يكن أحد يعلم شيئا عن هذا الدمج .. سوى ثلاثة أشخاص هم (( المسئول الأول )) عن المخابرات المصرية في تعز .. وعبدالله الاصنج والسلامي .. والحضور في القاعة كغيرهم في الشارع لم يسمعوا البيان إلا من الراديو !

وكانت قيادة الجبهة القومية مبعثرة في تعز .. والقاهرة .. وهناك شبكات العنف العسكرية السرية داخل الجنوب بقياداتها .. وهي أيضا لا تعلم شيئا عن الدمج .. وكذلك زملاء الاصنج في منظمة التحرير محمد بن عيدروس ومقبل باعزب ... وآخرون .. وهؤلاء أيضا لا يعلمون .. !

والواقع .. لم تكن المخابرات المصرية بحاجة إلى طلب الموافقة على خطواتها هذه من أحد .. اولئك أحياء .. ولكنهم يتنفسون (( صناعيا )) .. وأي شكوى أو تذمر .. أو تقطيبة ملامح ! .. ستؤدي إلى إغلاق (( أنبوبة الأوكسجين )) وسيموت الجميع تلقائيا .. ومن بقي حيا بعد ذلك فسيعالج أمره بحملة دعائية لمدة أسبوع .. وسيموت موتا معنويا محققا .. فأن بقي قادرا على الحركة فهناك أكثر من فدائي مستعد للمرابطة تحت باب منزله حيثما كان في الجنوب وسيرديه قتيلا ..

كان ديجول إذا ضاق ذرعا باللجاج داخل الجمعية الوطنية يحتد ويعلن (( عندما أطلب شيئا .. فذلك يعني أنني آمر به )) .. وهذا بالضبط ما تفعله المخابرات المصرية ..

ومع ذلك فنحن شعب لا تنقصه الشجاعة .. فقد أصدر قحطان الشعبي بيانا من القاهرة أعلن فيه عدم شرعية الدمج .. ولكن البيان سحب من وكالات الانباء قبل أن تبرق به .. ومن الصحف قبل أن تنشره .. والنسخة الوحيدة التي تسربت منه وصلت إلى عدن ووزعت في منشور سري .. وألقيت في الشوارع بكميات وافرة ..

وكان الشيوعيون في عدن أكثر جرأة .. فقد صدرت صحيفتهم في اليوم الثاني تهاجم الاصنج شخصيا .. مؤكدة أن (( لا دمج )) ولا تعاون مع الاصنج ..

ولم تغفر المخابرات المصرية هذا للشيوعيين . فأحرقت صحيفتهم بعد هنيهة .. وأعادات قحطان من الحدود الليبية بعد أن فر هاربا .. وظل تحت الإقامة الجبرية في القاهرة حتى عام 1967 م .

وتلاشى الإنفجار (( الرجعي !! )) ضد الخطوة التقدمية التي تحققت ! .. وبدأت أسماء جديدة تتألق في أفق الثورة المسلحة .. فقد أعلن عن تعيين المكاوي أمينا عاما لجبهة التحرير .. وعبدالله الاصنج رئيسا لمكتبها السياسي .. وتم سريعا تعيين ( 20 ) شخصا كهيئة قيادة الجبهة بينهم علي السلامي وطه مقبل .. ومحمد باسندوه .. وأحمد الفضلي وجعبل بن حسين العوذلي .. وعبدالله علي عبيد .. وناصر السقاف .. وبقيت بعض الأسماء سرية لأنها ستتولى تنظيم (( الشغل )) في الداخل .. والإشراف عليه ..

وتفاصيل كثيرة مذهلة ولكن ما الفائدة من الرد الآلي .. فالمهم فقط شواهد وأمثلة على الكيفية التي عولجت بها الثورة المسلحة في الجنوب توصلا إلى النتائج التي أدت إليها .. وما ذكر هنا بعض هذه الشواهد .. نموذج منها ..

- 2 -

يا خلق الله .. ما أبدع دقة المخابرات المصرية في العمل .. وأروع الأساليب الفنية التي تنفذ بها ما تريد دون أن يكرثها إنسان .. أو يؤنبها ضمير .. أو يلفتها صوت حق في الأرض أو في السماء ..

لقد أقتنعت بأن الجبهة القومية أضحت تثق بنفسها .. وتطالب بأن تباح لها حرية التحرك في العالم .. وتتصل بالكثيرين ممن يعطفون عليها في موسكو وبكين وأماكن أخرى .. وهذا أكثر بكثير مما تستطيع المخابرات السماح به .. إنها أشد غيرة على العاملين معها من نساء
(( الطوارق )) اللواتي لا يسمحن لرجالهن بالسفور حتى أمامهن !!

والواقع أن بعض قادة الجبهة القومية .. وبينهم قحطان الشعبي وهو رجل عصبي المزاج .. سريع الإستجابة للإستفزاز أظهروا ( أخيرا ) شيئا من الضيق بالحصار المحكم المفروض على تحركاتهم السياسية .. وبعد أن أمست ( الآن .. أل .. أف ) ذائعة الصيت .. حتى في الصين إذ أطلقت عليها صحيفة الشعب هذا الإسم المختصر .. بإعتبارها إحدى التنظيمات الثورية التي تكيل ( للإمبريالية ) ضربات مميتة في الطرف الجنوبي من جزيرة العرب ..

وهذا عزز الإعتقاد القائم عند المخابرات من قبل بأن حركة القوميين العرب والشيوعيين يحملون هوية ناصرية مزيفة ليبنوا أنفسهم في الجنوب العربي ..

والمخابرات تطلب خضوعا أكيدا .. وطاعة عمياء .. وإذا أكتشفت أن قحطان أكثر بؤسا من أن يواصل الإنحناء - كما يقول ديجول - سددت للشيوعيين والحركيين ضربة جعلت من لم ينكفيء منهم على وجهه من الألم .. يستلقي على ظهره من الدهشة ..

ها قد أصبحت الأمور الان في متناول الاصنج .. وقد أوتي هذا الرجل طبعا ثعلبا مراوغا .. وكون أنه رجل بلا مبادئ .. يسهل عليه الحركة .. ويعطيه حرية أوسع في التكيف .. وإتخاذ القرارات المناسبة .. الملائمة .. دون أن يتعرض ما يحرص عليه للأذى .. لأنه في الواقع لا يحرص على شيء سوى أن (( يبني نفسه )) ..

إنه رجل واقعي لا تعني الشعارات لديه أكثر من وسائل .. وإذا لم تفلح وسيلة معينة في الوصول إلى غاية فيصبح من الطبيعي إستبدال الوسيلة .. بأخرى للوصول إلى الغاية نفسها .. وهذا مفتاح شخصية الاصنج إلى جانب طباع خاصة يعتبرها (( عمر بن عامر وعلي بن علي )) .. طباع لايرضي الله ولا رسوله وأما قحطان فرجل ميـــــال للزهو صدى للحالة التي يكون فيها .. تبطره النعمة .. وتذله الحاجة ..

(( وبمقاييس )) المخابرات المصرية .. كان قحطان في عام 1966 .. أكثر من أن يكون بمقدور المخلوق أن يطيقه .. فقد أسكرته الأمجاد وكان مغمورا .. وأبطرته النعمة وكان مدقعا .. وكان من الواجب ( بمقاييس المخابرات المصرية طبعا ) أن يوضع منه ما شمخ .. ! وتظافرت عوامل شتى لتصعيد الاصنج والمكاوي .. وهبوط قحطان وفيصل .. وقد كان ..

وفي التاريخ أمثلة على البطر الفاحش أبرزها إطلاقا حمار عبدالله بن المقفع الذي عاش مهزولا من الجوع في أرض مجدبة حتى قيض الله له ثعلبا رق لحاله فهداه إلى مرعى به غدير .. فيه من الرزق ما يسر الأعين .. وما يلذ المعدة .. واللسان .. من
(( العضرس )) الأخضر إلى (( الرقماء )) .. (( والمطك )) .. ولكن الثعلب حذره من
(( النهيق )) . لأن الأرض التي يقع فيها المرعى مسبعة .. فأبلغه حمار ابن المقفع .. وقد كان جائعا انه لن ينهق مــا بقي حيا .. المهم القوت أن يجده .

ومكث راتعا في المرعى عدة أيام حتى أسترد عافيته .. وظهر أمره .. وتاق إلى طبعه الذي فطر عليه .. فقال لصاحبه وقد برح به الشوق إلى النهيق ..

- إني أصلحك الله أيها الثعلب راغب في النهيق .. ولا أظني إلا فاعل ..

فقال الثعلب مأخوذا !

- أو ما تذكر ما صرنا إليه من أن الأرض مسبعة وصوتك مجلبة لها من أقصى الأرض ..

قال :

- لا صبر لي على الصمت .. وسأنهق وليفعل الله ما يشـاء ..

قال أنتظرني هنيهة حتى أختفي .. وطب نفسا بما عن لك .. وما أراك إلا مأكولا .. !

ونهق حمار ابن المقفع .. فتوافدت عليه السباع من أطراف الغابة المحيطة بالمرعى .. وما غابت شمسه إلا عظاما !

وفي دنيا الحيوان أشباه ونظائر مما يقع في دنيانا نحن البشر .. وهذه واحدة منها .. فتأملوها جيدا .




- 3 -

المفروظ أن ما تم هو عملية دمج للجبهتين ( التحرير و القومية ) . وأن الجبهتين أصبحتا جبهة واحدة وحسب .. ولكن هذا واقعيا لم يحدث .. لقد أستهدفت المخابرات تصفية
( الزعامة السياسية ) للجبهة القومية المتمثلة في الحركيين .. والشيوعيين .. وبناء زعامة جديدة للجبهة نفسها .. (( والناصرية )) عموما قد تسمح لحزب معين .. بشروط معينة أن يكون واجهة لنفوذها في بلد معين .. ولكنها لا تسمح له بأن يشاركها هذا النفوذ .. أو أن يبني لنفسه نفوذا مستقلا .. فهنا يتحول الأمر إلى إحتمالات منافسة يجب الإنتباه لها .. ومراقبتها ..

غير أن الربيب وقد أتقن وسائل المربي .. عرف في ساعات الشدة - كيف يعيش - .. وأضطرت (( المخابرات المصرية )) . بعد أن فشل أسلوب (( الدمج )) .. أن تلجأ إلى أسلوب التجويع .. ومن التجويع أخيرا إلى الصراع المسلح المكشوف بين الجبهتين .. وقد أعطيت الكلمة للرصاص .. وتحولت الثورة المسلحة ضد الإستعمار إلى جهاز للتحرش بالمواطن العادي .. وعملية إقتحام سافرة للخلق والضمير .



عبدا لله الجابري



رد مع اقتباس
  #67  
قديم 11-26-2010, 12:00 AM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي



منقول من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة


المستقبل لا يدخر لنا سوى أيام انتقام

كانت توقعات المخابرات المصرية مبنية على معادلات خاطئة مؤداها .. أنه طالما كان التنظيم العسكري (( للجبهة القومية )) يتسلم مخصصاته وتجهيزاته .. وأوامره من المخابرات رأسا .. فإنه لن يحاول إثارة الغبار .. وافتعال المشاكل بسبب التخلي عن القيادة السياسية للشيوعيين والقوميين .. أو إجبارها على الاندماج مع الاصنج وجماعته

الحساب هو : أن قواعد القوميين ستلتحق بالتحرير رأسا .. وستتابع عملها على نفس الغرار .. توصلا إلى نفس الهدف الذي رسمته المخابرات المصرية وكرست كل وسائل مصر الإعلامية والدعائية والمالية لتحقيقه ..

والنتيجة هي : رفض التحرير .. وإجبار المخابرات المصرية على بناء
( جهاز حرب ) جديد بعد أن خرج عن طاعتها جهاز الحرب السابق .. وسيطر عليه الشيوعيون والقوميون العرب وهم - كما هو معلوم - شيوعيون على
( طريقتهم الخاصة ! .. )
وكان الشيوعيون والقوميون قد وطدوا أنفسهم منذ البداية على أساس الاستفادة فقط من ( الانتساب الزائف ) (( إلى (( الناصرية )) ريثما يمكنوا لأنفسهم في الجنوب العربي .. وعلى هذا فقد كان من الواضح أن دعم المخابرات المصرية لهم لن يستمر طويلا .. - وهي قد شعرت - أن الشيوعيين والقوميين يرون في تأييد عبدا لناصر شيئا نافعا مرحليا ..

وهكذا عندما أعلنت المخابرات المصرية قرار إدماج الجبهة القومية ومنظمة الاصنج في تنظيم جديد باسم جبهة التحرير سارع الشيوعيون إلى إحباط عملية الدمج .. وبدأت عملية عزل لقواعد الجبهة القومية .. لئلا تمتد إليها حمى الاندماج .. و وزعت المنشورات التي تتحدث عن انتهازية الاصنج .. و أنه بالانتساب إلى العمل المسلح (( إنما أراد سرقة المكاسب الثورية التي تحققت بالدماء والتضحيات .. والتي قدمتها الجبهة القومية قائدة النضال المسلح ! ))

وكانت المشكلة الملحة عي كيف يمكن توفير البديل للمساعدات المصرية التي حولت الآن لبناء جهاز التحرير .. ولكن هذه المشكلة وجدت في حلا في النهاية .. وقررت الجبهة القومية أن تشكل قواعدها في الجنوب فرقا مسلحة للسطو على البنوك .. وسرقة حوانيت المجوهرات .. وفرض الاتاوت على التجار ..

وبعد سلسلة من الحملات الفدائية الموفقة على البنوك والمؤسسات التجارية .. أمكن تغطية الأجور والمرتبات الثابتة ( لجهاز الكفاح المتفرغ ) .. وأصبحت هذه العمليات قاعدة ثابتة .. واصلت الجبهة القومية التصاعد بها إلى أن تسلمت السلطة في الجنوب العربي .. وقد لجأت إليها مرات عديدة حتى بعد أن أصبحت
( الجهاز الحاكم ) .

وإذا كانت الكوابح والروادع الأخلاقية ضعيفة .. فإن إجبار رجل ما .. على إفراغ غلة دكانه في حقيبة رجل آخر بدون مناقشة .. وتحت تهديد السلاح هي عملية لذيذة .. ونادرة .. ومدعاة لإشعار بطلها بشيء من الأهمية .. ! وأنه لم يخلق عبثا ! ..

والمشكلة الأخرى في (( السلاح )) .. وهي ليست مشكلة .. ففي الجنوب العربي واليمن الكثير .. الكثير جدا من السلاح .. إذا وجد المال .. فأن بمقدور المرء أن يجهز (( كتيبة كاملة )) من مستودعات واحد فقط مشايخ جبل صبر .. أو من دكان واحد في عتق .

إن باعة (( اللحوح )) في سوق تعز يتسلحون برشاشات ( روتوف ) الفعالة جدا في حرب الشوارع لكبر حجم مخزن الذخيرة فيها .. ( 73 ) طلقة ولا يزيد وزنه عن سبعة أرطال وهذه حسنة واحدة من حسنات المخابرات المصرية .. والمصانع الشيوعية .. إذ أغدقت علينا السلاح الحديث ما يكفي لاختصار عددنا إلى النصف .. وخشية أن نفتقر إلى الحماس الضروري لاستعماله ضد بعضنا البعض فإنه يجري تحريضنا وتنشيط هممنا على تجربته .. وقد فعلنا في هذا الصدد ما يفوق جهد المجتهد ..

- 3 -

ودخلت (( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) دائرة الضوء بدون صعوبة .. وتحركت نفس الأجهزة التي تحركت عام 1964 لتبني القوميين والشيوعيين .. تحركت لتبني عام 1966 (( جبهة التحرير )) .. تحركت بنفس الحماس .. ونفس المقدرة .. ونفس الكفاءة .. ونفس الجرأة على الحق والتاريخ ..

ولم يقل الناس شيئا ..وإن وجد الناقد الحصيف .. لم يجد المستمع النابه .. فقد كانت حدود الرؤية عند شعبنا قصيرة جدا . وكان مستوى الظن بمصر جيدا .. غير أن ماعرفناه في الجنوب العربي كان وجها زائفا لمصر .. نشر ظله على الوطن العربي طوال عشر سنوات محرضا على الفتنة .. داعيا الى التخريب .. ناهشا في جسم كل مجتمع .. ممزقا لوحدة كل جماعة وكما يقول المثل الحضرمي (( المقتول لا يسمع قرحة البندق )) كنا نضع السيف على أعناقنا وفي ظننا أن ما يحدث هو غير ذلك ..

إن القانون ليس مسئولا عن جهل الجاهل .. ولا فقر الفقير .. كان يجب أن نكون شعبا رجلا .. فلا نسمح لأحد أن يجعلنا أداة لتحقيق أهداف غير أهدافنا .. وخدمة سياسة غير مستوحاة من واقع شعبنا .. ولكن لم يكن ..

وعذرنا .. أن الأساليب التي جوبهنا بها .. كانت أدق من حدود وعينا .. كان الإغراء .. بالمال .. بالسلاح .. بألقاب البطولة .. والفداء .. وأسوأ من ذلك حسن الظن عن البعض .. وقابلية بعضنا الآخر للعمالة .. كل هذه الأمور مجتمعة .. تألبت لتصنع ( مأساة الجنوب العربي ) التي عشناها خمس سنوات دامية .. ولا زالت تنشر ظلها الأسود في شكل حكومة قائمة في الجنوب .. ولا أدري .. كم يتعين أن نتحمل من تضحيات للوصول ( بالمأساة ) إلى فصل الختام ..



- 4 -

إني أروي هنا الوقائع المجردة .. ولا شك أن بعضها أقل إمتاعا للقارئ .. وبعض هذه الوقائع سيكون موضع مراجعة كبيرة .. ونقاش كثير .. ومع إني على ثقة من (( صحة مصادري )) .. باعتباري واحد ممن عاشوا هذه الأحداث .. وكنت في جميع (( سنوات الشدة )) على مقربة منها .. وكنت أنا نفسي هدفا للرصاص تارة .. وللوعيد أخرى .. (( وللخطف ثالثة )) .. والهجوم الدعائي رابعة .. هذا بعد أن تعذرت وسائل (( تأليف القلوب )) ..

رغم هذا كله .. فإن هناك من سيعتقد بأن هذه الأمور أكثر هولا من أن تكون قد حدثت بالفعل .. ولكني بحاجة إلى التأكيد .. أن (( المخابرات المصرية )) كانت تبني الزعامة المعصومة في الوطن العربي وتنشر ظلها في الجزيرة .. وكان البعض يظن أن ما بني هو حصن منيع لعزتنا .. لا قلعة رهيبة مظلمة لاستعبادنا .. كنا عناصر .. ومواد خام .. لصناعة الانتصارات .. وتقدير فاعلية التجاري .. ومعرفة صدى الشعارات .

كانوا يحتقروننا .. في أعماقهم .. ويرون فينا مجرد (( عملاء )) .. فين حين توهمنا (( أهجزتهم )) بأننا (( أبطال نشق طريقنا إلى المستقبل بالدم .. ونعبد طريقنا بالمذابح .. )) وأما في ضمائرهم .. في حسباتهم .. فلسنا سوى
(( آنية فارغة تجري تعبئتها بالثقافة .. وتحريكها في الاتجاه الذي يحقق أغراض قوى اجتماعية معينة )) ..

هكذا يقول صلاح نصر المدير العام للمخابرات المصرية في كتابه الشهير
(( الحرب النفسية : معركة الكلمة والمعتقد )) .

والمعتقد أن يجب علينا - أو هذا ما يحتمله السياق - أن نروي طابع التطورات التي جرت في الجنوب العربي منذ عام 1964 .. ولكن هذا العام بالذات كان بداية فقداننا كشعب السيطرة على قضيتنا .. و وقوع هذه القضية بصراحة تحت النفوذ المباشر للمخابرات المصرية باعتبارها الوصي على الأهداف العربية في
(( الاشتراكية والحرية و الوحدة )) ..

في هذا العام .. تبلور الموقف بين الوجود البريطاني يقف على صعيد .. بكل ما يمثله .. والمخابرات المصرية على صعيد آخر .. وكنا نحن تحت أجنحة الفريقين .. جماعة تزداد إرتماءا في أحضان بريطانيا وتتشبث بها .. وأخرى .. تعمل وفقا لتعليمات المخابرات المصرية .. وبتخطيط منها .. و لم يكن في الصورة بالطبع أي شيء مما تفكر فيه .. أو نتطلع إليه كـشعب .. كنا هدف الصراع .. ومادته .. ولم يكن هذا الصراع يحقق أهدافنا .. وهو لم يحققها بالفعل .. فحتى الآن لازلنا نعتقد أن المستقبل لا يدخر لنا سوى أيام الانتقام ..

ولذلك .. فمن يكتب عن الجنوب العربي في (( سنوات الشدة )) من عام 1964 حتى عام 1968 .. لا يستطيع قطعا أن يتجاهل الدور الرائد للمخابرات المصرية .. ذلك أن كل (( الجبهات )) التي عملت في هذه الفترة .. لم تكن سوى
(( الواجهة السياسية )) لعمل عسكري كان يستهدف (( تدمير )) الجنوب العربي لا (( تحريره )) ..

إن المجتمع المتماسك لا يستطيع أن يقع بسهولة تحت تأثير التيارات المذهبية الوافدة عليه .. إن تماسكه دليل مقدرته على الدفاع عن نفسه متسلحا بقيمة وإجماع أفراده على الصمود .. وإذن فلا بد من عملية (( تقويض )) للتماسك .. وتخريب للإجماع .. وتشتيت (( للولاء )) وتمزيق (( الوحدة والرأي والاتجاه )) .

لا بد من عملية إنهاك للبنية الاجتماعية ذاتها .. لتضعف قدرتها على المقاومة ..

وكان (( الإنهاك )) الذي تعرضنا له أولا على يد الاستعمار البريطاني .. وله طابعه المخدر الخاص .. ثم الإنهاك العنيف على يد المخابرات المصرية .. بإنشاء جبهة بعد أخرى .. لتبدأ صراع متصل .. وتقطيع مدمر لتطورنا السلمي .. كان هذا كله .. مدعاة لوقوعنا في أحضان (( الماركسية )) .. وإبقاء جذوة الصراع حية متوقدة في تربة بلادنا .. حتى في دولة الاستقلال ..

وإذن نحن لا نريد الإساءة ولكنا لا نستطيع كذلك تزييف التاريخ .


عبدا لله الجابري
رد مع اقتباس
  #68  
قديم 11-27-2010, 07:44 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي





منقول من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة

محاضرة بالعامية ، ولكنها رائعة ، وخطيرة


- 1 -

حتى نحتفظ بهدف هذه (( الدراسة )) حيا في الأذهان .. فإنه يتوجب علينا العودة بين الحين والاخر (( لتذكر )) البواعث التي قضت بتقديمها .

ذلك أننا لم نكتبها _ أي هذه الدراسة _ تحت تأثير مشاعر (( خسيسة أو خبيثة )) كما يقول عمار أو زيفان .. ولكننا نعتقد بأنها تؤدي واجبا في تنوير قطاعات هامة من الشعب . بواقع التطورات التي سادت الجنوب العربي من عام
1964 (( تاريخ إنطلاق العنف تحت إشراف المخابرات المصرية )) وحتى عام 1968 . حين إعلان إستقلاله .. ووصول الجبهة القومية إلى الحكم .. وتكريس نفسها السلطة الشرعية الوحيدة في الجنوب العربي ..

ولما كنا نقول بأن الحكومة القائمة في الجنوب العربي حكومة غير شرعية وأن الجبهة القومية ليست سوى جماعة عدوة للشعب .. فقد تحتم علينا أن نقوم بعرض وتبويب الحيثيات التي ينهض عليها إعتقادنا .

وهكذا فقد أعتبرنا الأحداث التي أتخذت من الجنوب العربي مسرحا لها من عام 1964 وحتى عام 1968 أعتبرنا هذه الأحداث صيغة غير صحيحة للتعبير عن أشواقنا في الحرية .. وهي لم تكن تحقق أهدافنا رغم أنها تقول ذلك .. وإذن فهي (( سنوات الشدة )) لم يكن لها من وجهة نظرنا مايبررها .. رغم أن كثرة من شعبنا قد أستجابت لها تحت تأثير الإغراء تارة .. وتحت تأثير حسن الظن أخرى .. وتحت تأثير (( المصالح الشخصية )) ثالثة ..

وأنا أعرف أن هذا الكلام قد قيل بصيغ شتى .. والجديد فيه هي كلمة
(( المصالح الشخصية )) .. وهو تعبير أستخدمه أنا لأول مرة في كل ما كتبت ..

فكيف نفهم الدلالات المنطقية .. والشكل الواقعي (( للمصالح الشخصية )) .

يقول (( اللواء عزت سليمان )) وهو رجل بعيد الأثر في تخطيط السياسة المصرية في اليمن و الجنوب العربي .. عندما كان أحدنا يشكو إليه من (( تفاهة الشخصيات )) التي تقوم المخابرات المصرية بإبرازها وإظهارها في دائرة الضوء .. يقول :

المحاضرة الرائعة

(( أحطان ايه .. واصنج ايه .. دول كلهم مايسووش نيكلة .. أنا فاهم الكلام ده كويس .. وقيمتهم كلها تكمن في أنهم كلهم فاهمين انه بلانا ماحدش حيكون سأل فيهم .. أو حاسس بوجودهم .. ووقت ما تطلع معاي أشيل أي واحد فيهم بالجزمة .. ))

(( يعني احنا ما ندورش على الزعماء .. احنا نخلقهم ( !! ) أجيب لك واحد من الشارع .. وانفخ فيه .. وأغرقه بالأضواء .. وأعمله هالات .. لما يصير أد البلد .. ولما يكون عارف مركزه كويس .. وعارف كان ايه .. وعملناه ايه .. مايعارضش .. مايجيش وقت يقول ما يعجبنيش كده .. عايز ده .. ))

(( أنا فاهم سيكلوجية المواطن العربي .. وأنا أبني سياستي على أساس الفهم ده .. المواطن العربي مش بتاع منطق .. مش بتاع أفكر دا .. بتاع عواطف ..وشعارات )) .

(( واذا عرفت ازاي تدخل عواطفه .. عرفت كيف تسيطر عليه .. قله أنا خدامك والعن أبوه .. ما يسأل .. قله انت بطل انته فلته .. ووديه في داهية .. مايهموش .. ))

(( المواطن العربي راجل أناني .. دي مش من عندي دي حقيقة .. ماعندوش الولاء الطبيعي للامة .. لان معنى الامة عائم في نفسه .. هو تعود ان يواجه الحياة على مسئوليته .. ويحل مشاكله بجهده الخاص .. واذا كنت قادر
(( تنفعه )) يبيع لك بلد .. بس لازم تديله منطق معقول .. وكل منطق معقول .. على شان يسوغ اللي يعمله .. ))

ثم المشكلة مهياش الانجليز .. الانجليز حيخرج حيخرج من الجنوب .. المشكلة مين اللي يجي بعديه .. انته عارف احنا صرفنا صرفنا دم قلبنا في اليمن .. وضحينا بالاف الرجالة .. على شان الثورة اليمنية .. وعلى شان الثورة المصرية .. كمان .. لانه احنا لازم يكون موقفنا هجومي على طول .. لو قعدنا .. ندافع عن نفسنا هنا في مصر .. حنموت حانتخنق علشان نحمي نفسنا لازم ننظف المنطقة العربية من الجيوب اللي يمكن ان تنطلق منها أعمال التآمر على مصر .. اذا كنت عايز تحمي الثورة .. لازم تنشرها مش تقعد تدافع عنها .. الدفاع غلط .. هاجم وسيب التانين يدافعوا .. المجتمع ونظام الحكم تهاجمه بفكرة جديدة .. وتفضل تقول انه ماشي غلط ولازم يغير نفسه .. يبدأ على طول يتفكك .. وينهار .. لانه ينقسم .. فيه ناس بتقول آه .. صح احنا ماشين غلط .. فيه ناس بتقول لا .. كده صح .. وتبدأ الخناقة .. تبدأ الثورة ..

(( كل ده يحصل وانته قاعد .. ما عملتش ولا حاجة غير انك تقوم بتأييد الجماعة اللي خارج الحكم .. ضد الحاكمين .. بعد أن تكون أديتهم شعارات التغيير وتقول دول مضطهدين .. دول مش عارف ايه .. والرأي العام .. دائما مع الغلبان ... )) .

(( بصراحة احنا مش عاوزين (( شتورا )) تتكرر ثاني .. وهيا مش حاتتكرر .. لانه كان درس .. مش حانسيب حد يلتقط نفسه على شان يهاجمنا .. ويحصل منطلقات في العالم العربي )) .

(( الجنوب لو سبناه .. حاتجي السعودية وتأخذه علينا .. يعني حاتقوم فيه دولة تابعة للسعودية .. أو حاجة زي كده .. وتجي أمريكا .. ))

(( تقول شعب الجنوب مالوش مصلحة .. أقول لك كلام فارغ .. اللي يحدد المصلحة هو الحاكم .. الشعب دائما ستار للحاجات دي .. تنقال باسمه .. ولكنها في الواقع .. تفكير الحكومة .. وعمل الحكومة وما فيش حكومة في العالم تقول انها ضد الشعب .. أمريكا تقول انها تخدم الشعب الامريكي ، الصين برضه تقول حاجة زي كده واحنا على شان نضمن شعب الجنوب لازم تقوم فيه حكومة نعملها بأيدينا .. قبل ما يعملها غيرنا .. ))

السياسة انك تعمل حسابك ان المعركة اللي حانخوضها في واحة سيوه .. نخوضها في الجزائر .. والمعركة اللي حانخوضها في القصير او عند مدخل السويس لازم نخوضها .. في الحديدة .. وعدن .. وجدة .. والمعركة اللي حانخوضها .. في القنيطرة لازم نخوضها في دمشق .. وعمان .. وتل ابيب )) ..

(( فون روبنتروب ( وزير خارجية هتلر ) .. يقول هاجم .. من حيث تخشى أن تهاجم .. ودي قاعدة ذهبية .. حتى لو كان يهاجمك في أخلاقك .. وانته فاهم انه نظيف في الناحية دي .. لازم تقول للناس دا ماعندوش أخلاق .. دا ابن كلب .. دا حرامي .. دا نصاب .. )) .

واخيرا .. أنتم يهمكم ايه .. عايزين ايه .. ادخلوا الجبهة .. اقطعوا صلتكم بالسعودية .. واحنا حانعمل اللي أنتم عايزينه .. الاصنج مش مشكلة .. ولا قحطان .. وانتم مش حاتخسروا .. احنا سمعتنا في الجنوب أحسن منها في كل مناطق العالم العربي .. والانجليز تعبان خالص .. وأنا واثق انه حايسلم في النهاية .. لان كل الأوراق .. اللي بيده حرقناها .. الاتحاد حرقناه .. السلاطين حرقناهم .. وانتم _ بيني وبينك _ سمعتكم زي الزفت في الجنوب .. فهمنا الشعب ان دول (( عملاء )) ما ينفعوش .. والسعودية مهما عملت .. مش حاتقدر تعمل لكم حاجة .. السعودية يا دوب تحوش عن نفسها )) .. (( الأوراق الاحتياطي مع الانجليز احترقت .. لو يطلع السماء .. ويسلم الحكم جماعة احنا مش راضين عليهم .. حايسقطوا على طول .. ما فيش غير طريق واحد .. يوصل الى روما .. مش كل الطرق .. والطريق ده .. احنا قاعدين عليه .. لازم تدخلوا الكلام دا في مخكم .. وتخلوه هناك على طول )) .

(( وقدامكم أسبوع فكروا وانا دائما في الخدمة .. ولي الشرف ان استقبلكم في أي وقت .. )) .

(( أدي اللاستاذ .. رقم التليفون يا عبدالسلام )) .

- 2 -

هل هذا كاف لإعفائي .. من وضع تعريف لكلمتي (( المصلحة الشخصية )) حسنا .. المصلحة .. الشخصية .. هي نفس هذا اللحن الرائع الذي سمعتموه .. بالعامية .. وعيبه الوحيد .. _ عيب التعريف أنه يعطي في شكل (( دروس خصوصية )) على أرفع المستويات ..

المصلحة الشخصية حسب هذه القاعدة .. رجال لا تعوقهم الوساوس الخلقية على بناء أنفسهم والوصول إلى أهدافهم .. المصلحة الشخصية .. أن تكون الأخلاق .. الدين .. الوطنية .. مجرد (( حلة تنكرية )) ترتديها لإخفاء حقيقة نواياك .. وواقع أفعالك ..

ومن الجلي أن هناك رجالا بمقدورهم تحقيق مصالحهم الشخصية بوسائل قويمة .. وبطرق غير ضارة بالغير .. وهناك طائفة من الرجال يؤثرون أن يهرقوا دمائهم .. ويحملون الأذى .. والقدح والتثريب .. على ان يكونوا مطايا . وأدوات .. وهؤلاء تميزهم بنفس السهولة التي تميز بها الفرق بين ( القائد )
و (( القواد )) .

والقادة (( قطع نادر )) لا يتوالدون في مناخ الرذيلة (( الإنسانية إنهم في نفس الندرة التي كان عليها الأنبياء في عصور الظلام )) ..

والقائد يدعو الناس .. إلى التقشف .. والصبر .. ومجالدة المكروة .. وركوب الصعب من الأمور .. ولهذا فإنه لا يأوي في مدرسته إلا القلة .. ولا يصيخ السمع إليه إلا القليل .. ولا تشق دعوته طريقها إلى النصر إلا بجهاد كبير .. ومشقات شاقة .. وقديما قال الأدباء .. (( ما أسهل الهدم .. وأصعب البناء )) .




- 3 -

كم هو شاق .. على أني أضطر في مل مقال إلى (( تقريع المخابرات المصرية .. )) .. ونحن لا زلنا نعيش (( إستراحة الخرطوم )) .. والمخابرات المصرية جزء من جهاز دولة عربية علم الله انا نكن لأهلها .. وشعبها .. ودعاة الخير والحق من رجالها ودا لا يفنى وحبا خالدا لا يموت . وهناك رجال نالهم الكثير من الأذى والتحقير على يد هذه المخابرات العجيبة .. يهبون الان لكف (( لساني )) عنها .. زجري عن التعرض لها .. وأعدهم خيرا .. ثم ما أن أبدأ بالكتابة .. وأتناول أي شيء يخص الجنوب العربي . وكل جهدي ودمي أبذله لفائدة الجنوب _ .. حتى يلوح ظل المخابرات المصرية أمامي .. يسد على المنافذ .. ويعلق ويغلق كل الأبواب ..

حقيقة أن كل ما نراه الآن في بلادنا من ترد الأحوال .. وكل ما رأيناه في الماضي في ( سنوات الشدة ) .. كل الأخطاء .. كل الجرائم .. كل الأرواح البريئة التي ذهبت .. بل كل حرة جنوبية تبيع عرضها الآن في عدن .. وأي مكان آخر لأنها فقدت عائلها .. زوجها .. شقيقها .. والدها .. وقد فقدنا منهم الكثير .. يجب أن يكون مفهوما أن المخابرات المصرية هي التي وضعت مأساتها .. وخلقت الشروط الموضوعية لسقوطها وملأت الجنوب العربي أسلحة للقتل .. وصرفت أموالا للقتلة .. و أوجدت لهم ( شعارات خلابة ) وجعلت هذه الأمور ( نضالا ضد الإستعمار ) وإنجاز لمهمات التحرير الوطني .. والثورة الإجتماعية ..

اقطاعية .. زراعيون اجراء .. برجوازية .. عمال فقراء .. طبقة رأسمالية مستغلة _ بكسر الغين _ طبقة عمالية مستغلة _ بفتحها _ وقالت لنا بمئات الوسائل .. وفي آلاف الخطب .. والنشرات عبر كل أجهزة التبليغ ( صحافة .. إذاعة .. تلفزة أن هذه تناقضات إجتماعية رهيبة لا سبيل إلى تصفيتها إلا بالعنف .. بإعتبار أن الديالكتيك المادي للتاريخ يقول بأن صراع التناقضات مطلق .. وأن أي طبقة إجتماعية لا تستطيع أن تحقق صعودها في سلم الرقي الإنساني إلا بتصفية الطبقة الفوقية التي تغلق منافذ الصعود .. وتجعل منه شيئا مستحيلا .. أحيانا بقوة القانون .. وأحيانا بقوة الجيش والشرطة .. ) .

وطبعا في الجنوب العربي لا شيء من هذا كله .. فالمجتمع لم يتشكل تشكلا ماديا بعد بحكم تخلفه .. ولكن .. التكرار الفلسفي العقيم .. التكرار .. لهذا الكلام جعل الكثيرين يعتقدون أن الرأسمالية هذه العبارة عن قوم تحتل رأس عقبة الصويغرة )) . ولا تسمح لقوافل الفقراء بأن تتخطى قاع الوادي بتاتا .. وكل من يصعد إليها تجبره على خلع ملابسه والعودة ثانية إلى المسيال .

إن الدماء التي أريقت في الجنوب العربي .. والتخريب الفضيع الذي نال من حياته الإقتصاديه والإجتماعية .. لم يحدث بإمكانيات قحطان الشعبي .. أو عبدالله الاصنج .. أو فلان أو فلتان من الأشباه والنظائر .. إنهم رجال منا نعرفهم .. وقد خبزناهم وعجناهم وبلوناهم في أخلاقهم .. و وطنيتهم .. وعرفنا عنهم ضعف ما يعرفون عن أنفسهم .

وكما أن السرور .. هو السرور دائما فقحطان اليوم هو نفس قحطان الذي دل المخابرات البريطانية _ وكان عضوا قياديا في الرابطة _ عام 1958 م . على أن هناك شحنة أسلحة قادمة من السعودية للمناضلين ضد الإستعمار في يافع والعوالق بقيادة محمد بن عيدروس .. ومحمد بن بوبكر بن فريد .. وهو نفس قحطان الذي حرف أوامر المناضل علي عبدالكريم للجيش اللحجي .. بأن ينسحب إلى الصبيحة ( منطقة حصينة في لحج يسهل الإختفاء عن الطائرات .. والدفاع برجال أقل ضد الهجوم البري ) وبدلا من ذلك أبلغ قحطان الجيش بأن أوامر علي عبدالكريم هي أن ينسحب إلى اليمن ( !! ) حيث جرد هناك من أسلحته .. ومنع من تنظيم الغارات المسلحة على بريطانيا التي غزن لحج بالدبابات وبكتيبة مشاة بريطانية ...

وقحطان ( نصير المزارعين اليوم ) هو نفس قحطان الذي سرق أموال ( لجنة الإنعاش الزراعي في لحج ) .. عندما كان ضابطا زراعيا هناك وهرب بها إلى مصر مدعيا ان بريطانيا تطارده .. في حين أستمر يتسلم مرتبه الثابت من المخابرات البريطانية حتى عام 1961 . حتى أكتشفت قيادة الرابطة خيانته .. وفصلته من الحزب نهائيا .. وفقد أهميته لدى بريطانيا كعميل مندس في الحركة الوطنية و أحتضنته المخابرات المصرية بعد أن تخلت عنه بريطانيا . لأنه لم يعد مهما ..

فهل يجوز بعد هذا كله .. أن أجعل قحطان محور تفكيري .. بإعتباره قائد التنظيم الذي أكتسب الشرعية بالقتال كما يقول ..؟..

كل ما أستطاع أن يفعله لنا هذا الرجل هو أنه أداة لإفتراس كل نبيل وطيب في بلادنا .. ولم يكن قحطان فاعلا .. ولكنه أداة الفعل ..

- 5 -

معالم الهدف

ليس الماضي شيئا إذا قيس بما يتوجب علينا أن نحتمله من مشقة وجهد .. ونضال .. لإجتثاث الشرور .. والضغائن .. والأحقاد التي بذروها في تربة بلادنا .. فحتى نسترد اجماعنا الذي فقدناه .. ونهتدي طريقنا السواء بعد هذا الضلال البعيد الذي دفعتنا إليه ( المخابرات المصرية ) تحت راية قحطان الشعبي .. وعبدالله الاصنج .. وحتى تكون بلادنا وطنا للجميع .. أمنا لكل خائف .. وعدلا لكل مظلوم .. وقوتا لكل جائع .. وكساء لكل عار .. ودفئا لكل مقرور .. وعملا لكل عاطل .. وعزة لكل مستذل ، ومنبرا لكل داعية ، لله ، للحق .

حتى يتحقق هذا كله .. وفكرة تحقيقه تعذبني تزيد آلام غربتي . حتى بين أهلي وذوي ... يتوجب علينا أن نتحمل المشقة في صبر .. ونناضل في ثبات .. ونهدي الناس السواء .. بالمنطق .. ونجندهم في سبيل ربهم .. قومهم ، وطنهم ، وندلهم طريقهم بنور الله الذي لا ينفذ .. ونسلحهم بالإيمان .. ونبصرهم مغبة الهاوية التي يدفهم إليها .. المرتدون عن سبيل الله .. الخائنون لتراث الأباء .. والأجداد .. الوالغون في الدماء .. الداعون للخراب .. الناشرون للرعب والدمار ..

وهذا كله .. هو هدف هذه (( الدراسة )) الذي يجب أن نعود إلى تذكره والتذكير به .. وإبقائه حيا في الأذهان .. وثابتا في عقل و وجدان .




عبدالله الجابري




رد مع اقتباس
  #69  
قديم 11-29-2010, 09:21 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي





منقول من كتاب الجنوب العربي في سنوات الشدة


أسباب إنهيار اتحاد الجنوب العربي



ربما كان من الصواب القول أن بعض تنظيمات الجبهة القومية لديها من الأسباب ما يدعوها إلى الإعتقاد بأنها أحرزت إنتصارا عسكريا على بريطانيا .. وتسلمت السلطة في الجنوب العربي بعد كفاح دام أربع سنوات . والمنتصر عادة يمنح إهتماما أقل للعناصر الموضوعية اللي يكون يكون إنتصاره نتيجة من نتائجها .

وهؤلاء الذين يمكن أن يخالجهم هذا الشعور هم الذين يقرأون ويكتبون .. ولكنهم لا يفكرون .. لقد تلقوا على أيدي أساتذتهم .. التربية الضرورية التي تجعلهم يؤمنون بأن الوسيلة المناسبة لتصفية الإختلافات مع خصومهم هي الإحتكام إلى (( الرصاص )) .

ولئن كنا نحن نرى الأمور بنسبة من الوضوح أكبر ونمتلك حدود رؤية أوسع .. فإن (( المتعصب )) يواجهنا على الطرف الاخر مسلحا بوجهة نظر جاهزة ) لا تقبل المناقشة .. ولا تخضع لحكم العقل .. وحتى المصلحة الوطنية العليا .. فإنها تأتي في المرتبة الأخيرة من قائمة إهتماماته فالمهم والعاجل في رأي (( المتعصب )) هو إنجاح فكرته . وتحطيم القوى الإجتماعية والسياسية التي تعترض طريقه .. حتى ولو ترتب على هذا تدمير أسباب التقدم على أرضه .. وإرجاعها إلى الوراء عشرات السنين .. وهو يتغلب على هذه الصعوبة النظرية بفكرة ثابتها تلقنها : تقول ان ماتدمره الحرب شيء يمكن تعويضه .. ولكن ما لا يعوض هو أن تضيع عليه فرصة الوصول إلى الحكم .

يقول أرنست شي جيفارا المواطن الأرجنتيني الذي أصبح الان رجلا مشهورا محترما في منظور كل الشيوعيين في العالم .. والتي أضحت بعض كتائب الحرس الشعبي تحمل إسمه في الجنوب العربي . يقول :

(( .. وتستخدم العصابات عمليات التخريب لشل جيوش بكاملها .. ووقف الصناعة .. وجعل الناس بلا عمل . وبلا نور . وكهراء . وماء . ومواصلات مما يشجعهم على الخروج إلى الشارع .. ))

(( وإذا تحقق هذا كله .. فأن معنويات العدو وقواته في الجبهة الأمامية لا بد وأن تنهار في حين تبدأ المظاهرات والإضرابات ضده في المدن .. وعندئذ يصبح عرضة للإنهيار النهائي )) .

ومن المقطوع به أن المواطن العادي إذ يقرأ هذا (( النص )) سيقول يا للشيطان أين سحر البلاغة التي تخلق الرجل المتعصب .. المؤمن النموذجي .

وهذا سؤال معقول .. ولكن في (( التكتيك الشيوعي )) لا شيء من هذا كله .. فهناك دائما خطوات عملية محددة .. واضحة تبين السبل التي يتوجب إعتمادها والعمل طبقا لها لتقويض دعائم الإستقرار في أي بلد .. وإسقاط الحكومة القائمة بعد إنهاكها بشتى الوسائل .. وإجبارها على تبذير مواردها .. في مقاومة العصابات ..

وقادة العصابات عادة يتقنون أساليب الدعاية والإستفادة من أي خطأ ترتكبه الحكومة .. أو في الواقع من كل خطوة تخطوها .. أثناء مقاومتها للعصابات .. فإذا أعلنت مثلا حظر التجول في منطقة معينة بسبب وقوع بعض الحوادث فيها ولغرض تمكين الشرطة والجيش من نفتيش الأماكن المشبوهة ... وإستجواب بعض ممن تحوم حولهم الشكوك .. فأن منشورات العصابات تطلق صرخة مدوية في كل الشوارع .. أن الحكومة الكذا والكيت .. تسجن الشعب .. تعكر صفوه .. إلخ .. !

وإذا طلبت مثلا من كل شخص يرغب في الإنتقال من منطقة إلى أخرى .. أن يحدد دواعي إنتقاله لمفوض الأمن في المنطقة التي يريد الإنتقال منها .. ويقدم نفسه لمفوض الأمن في المنطقة التي يفد إليها .. فإن العصابات تعلن اليوم التالي .. تحصى على الشعب أنفاسه ..

وإذا أحتجزت الحكومة عدة أشخاص لإستجوابهم تعلن قيادة العصابات .. هذا ليس عدلا .. هذه أحكام كيفية .. وإعتقال إعتباطي .. وعودة إلى شرائع الغاب .. بعبارة أخرى أن العصابات تحيط الحكومة بشروط الإثم .. وتقول لها لا تأثم ..

والغرض النهائي هو (( شل )) قدرة الحكومة على الحركة خشية أن تتهم بتشديد قبضتها على الأعناق .. وبالفعل إذا كان رجال الحكومة يفتقرون إلى الرغبة في العمل .. وإذا كانت درجة ملاحقتهم للعصابات تتسم بالوهن .. فإن كل خطوة تخطوها الحكومة تنقلب ضدها .. ولا يلبث بعض موظفيها الصغار أن يشعروا باليأس من إمكان عمل شيء لإنقاذ الموقف .. ويتجاهلون النشاط العلني لرجال العصابات في مناطقهم .. لا لشيء .. إلا لأن الأجهزة الفوقية لا تقدم لهم الحماية الكافية .. ولا تضع تحت تصرفهم إمكانيات تعينهم على أداء واجبهم .

يقول كرين برنتون (( انه لاتوجد حكومة في العالم يمكن أن تسقط ، وهي لازالت تسيطر على قواتها المسلحة .. ورجال الأمن فيها .. وإدارتها المدنية تعمل بنفس حيادها السابق .. وولائها للحكومة . ))

وهذا صحيح إلى حد كبير .. فهناك دولا كثيرة لم يحصد فيها الشيوعيون ودعاة التقويض غير الخيبة المرة .. والهزائم المتعاقبة .. وأبرز هذه الدول اليونان .. الملايو ( ماليزيا ) .. اندونيسيا .. بوليفيا .. وصحيح أن الشيوعيين عادوا إلى الظهور في بعض هذه المناطق ولكنهم عادوا وقد بالغوا في تنكرهم حتى لا يستطيع تبينهم إلا بصعوبة بالغة ..

ولا أستطيع مع الأسف أن أهتدي (( بالنصوص المختارة )) في كل متن .. لأن المصادر غير موجودة .. وإن وجدت فهي تكلف مالا .. لا أملكه ..

ولكن القاعدة التي أردنا إستخلاصها .. أوشكت أن تكتمل .. وهي أن المجتمع المتماسك عادة لا يمكن تقويضه .. والحكومة القوية المسيطرة سيطرة حقيقية .. على قواتها المسلحة .. وجهاز أمنها الداخلي لن تسقط فريسة للشيوعيين .. ودعاة التقويض .. بل في جميع الحالات مستكلمة لهذه الشروط .. أستطاعت أن تصمد في وجه أعمال التخريب .. والتقويض من الداخل .. وأن تتغلب على الشيوعيين .. وجيفارا نفسه يعرف ذلك .. فما نجح فيه مع (( باتيستا )) في كوبا .. وجعل منه أسطورة في منظور أتباعه .. هو نفسه الذي دعاه ليلقى مصرعه في بوليفيا .. وقد كانت الأمور هناك مختلفة كما يبدو .. وكان البوليفيون يملكون مثلا عليا جعلتهم يحسنون الذود عنها .


- 2 -

وفي الجنوب العربي حقق التقويض نتائج باهرة .. ووصل الشيوعيون إلى الحكم .. وهم الان يؤلفون الأغاني .. التي تشيد بأمجادهم .. وتنسج حولهم الهالات ..

وأثناء المسيرة التي قطعوها للوصول إلى السلطة أضطروا إلى تدمير كل شيء .. حتى الشعب ذبحوا من أفراده المئات على مل أن يصار إلى إنجاب أحسن منهم في المستقبل ... ( !! )

ولم تكن الدولة الإستعمارية ( بريطانا ) أكثر من عنصر إثارة لرجل الشارع والتغرير به .. أما هدفهم النهائي فهو تقويض السلطة المحلية ... وتصفية الحركة الوطنية التحررية .. ودعاة التمثيل النيابي .. والديمقراطية السياسية .. والحكم الوطني المستند إلى تراث شعب الجنوب العربي .. كجزء من الأمة العربية المسلمة .

وقد نجحوا لأسباب أجملناها من قبل ( هنا ) بأن اتحاد الجنوب العربي . لم يكن أكثر من ناد لا يعرف أعضاؤه الأهداف الحقيقية لعضويتهم فيه .. ولذلك فعندما كان يعترض للهجمات الدعائية من الخارج والتقويض من الداخل .. لم يجد الأعضاء أسبابا معقولة تدعوهم للدفاع عنه بحماس يتناسب وحجم الخطر الذي كان يتعرض له ..

كانت تنقصهم _ أعني حكام الإتحاد _ وحدة الرأي .. ووحدة الصف .. ووحدة أسلوب المواجهة .. وتنقصهم كذلك الجدارة الطبيعية في الحاكم .. والأهلية الضرورية لمزاولة مهام الحكم .. وتصريف شئونه ..

وكانوا كذلك يتحاسدون فيما بينهم .. ويتبادلون عدم الثقة .. ويلتمس كل منهم - عن سوء تقدير - وسائل وقاية لنفسه .. وليس للجنوب العربي .. كشعب .. وأرض .. ودولة . ومعتقد .

وكان النقص الفاضح في تكوين الإتحاد .. وفي دستوره وبروز اللكنة الإستعمارية في لهجة أجهزته .. وعلى ألسنة المسئولين فيه من العوامل التي أدت إلى حرمانه من الولاء الشعبي وإمتناع القوى الجنوبية الشعيبة من مساندته ..

وكان الشيوعيون مسلحون بوجهة نظر متعصبة هي ( شيوعيتهم ) .

وكانت أجهزة إعلام متفوقة كرست نفسها لخدمتهم وترويج أفكارهم .. والتبشير بجنتهم ..وكانوا يملكون جهاز عنف متطور وفعال .. يستطيع العمل لحسابهم ..

ومن النظرة الأولى لنا إختلال واضح في ميزان القوى لمصلحة الشيوعيين ودعاة التقويض ..

أ - وجود إستعماري في الجنوب يصفي نفسه .. ولا توجد لدبه دوافع جدية لمقاومة الإرهاب .. لأنه لا يستهدفه .. فهو راحل .

ب - حكومة مشبوهة ( الاتحاد ) .. لا تعمل شيئا .. ولا تريد لأحد أن يعمل .. لا هي ( أسد شجاع .. ولا ثعلب ذليل ) كما يقول المثل الحضرمي .

ج - وأقلية منظمة حسنة التدريب من الشيوعيين نجحت في التغرير بالكثيرين وحملهم على الإلتفاف حولها .. لأنهم فقط يريدون التخلص من هذا الإتحاد الرديء .. والتعجيل بالرحيل البريطاني من المنطقة .

وفي ذلك الوقت بالطبع .. كان شعب الجنوب العربي يتكلم .. ولكنه لم يجد من يسمع صوته .. أو يحاول على الأقل الإستماع إليه ..

كانت القطاعات العظمى من شعب الجنوب العربي ترى الأحوال وهي تزاد سوءا .. دون أن يكون بمقدورها أن تفعل شيئا .. فهي تحتاج إلى الكثير لتصبح قادرة على العمل .. ولم يكن القليل من هذا الكثير المطلوب موجودا .. وإلا لكان بمقدورنا أن نصنع من الليمونة الحامضة شرابا حلوا كما ينصح بذلك ( كارنيجي ) ..


- 3 -

بهذا الفصل .. نكون قد عرضنا كل الأسباب والعوامل التي ساعدت
(( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني )) على الوصول إلى سدة الحكم في الجنوب العربي ..

عرضنا كل شيء بما في ذلك ضعف وسائلنا في المقاومة عرضناه .. لأنه سبب يجب علينا إستيعابه جيدا إذا عن لنا يوما أن نستفيد من التجارب .. وتمحيص كل جوانب القوة والضعف في أساليب عملنا .. وطرق تفكيرنا .. لنكون على ثقة من الإنتصار في الجولة القادمة .

والثقة في النصر تجعل المرء محاربا جيدا .. في معظم الحالات _ لا في جميعها _ ولكن التزود بالعناصر الموضوعية للنصر تجعل النتائج مضمونة .

وفي كل هدف عظيم يحتاج إلى جهد عظيم .. ليصبح الوصول إليه ممكنا .. وإذا كان هدفنا إنقاذ الجنوب العربي وتصحيح مسيرته في دولة الإستقلال وإزالة التشويه الذي لحق بوجهه العربي المسلم .. فإن هذا الهدف يدعونا إلى التعصب من أجله .. والسخاء بالنفس في سبيل الوصول إليه ..



عبدالله الجابري



رد مع اقتباس
  #70  
قديم 11-29-2010, 09:56 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 99
افتراضي

إلى جميع الأخوان المتواجدين من أعضاء أو زائرين .
تحية طيبة .
أما بعد :
صحيح إن هذا الكلام كله حقيقي وأنا لأول مره أقول وأعترف بوجود كوادر على أعلى مستوى من النباهة والفطنة التي لطالما أفتقرنا إليها منذ سنوات عديده من الإستقلال وإلى اليوم تكاد الساحه الجنوبيه تخلو من الكوادر من سياسين وغيرهم وهذا لعدة أسباب (لن أذكرها لأني سوف أخرج من الموضوع الرئيسي وربما يطول الحديث على عدة مقالات).
فنحن اليوم ومانعانيه من أحداث وألالم جسام تكاد تطفوا على السطح متمثلة بالمواجهة المسلحه ضد قوى الإحتلال اليمني على أراضي الجنوب العربي ولطالما يعاني منه الجنوب العربي من عدة سياسيات منها الإقصاء والإستنزاف والإرهاق وتدمير البنى التحية للجنوب العربي على كافة الأصعده السياسيه .
غير إني هنا اليوم أدعوكم إلى الإلتفاف حول القيادات الشرعية المنتخبه من طريق شعب الجنوب العربي والتفكير حول ( لا أقصد عن طريق الإنتخابات المزعومه من جانب المحتل اليمني لأرض الجنوب ) ولكن عن طريق اللجان المشتركه لقيادات الحراك الجنوبي .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لدى منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار 2004-2012م

ما ينشر يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة