الجنوب: بين إستراتيجية "الشحتور" والخيار السلمي

[aden]

الجنوب: بين إستراتيجية "الشحتور" والخيار السلمي
علوي اليهري
التاريخ : Sunday, October 21, 2007
الوقت : 02:43


الجنوب: بين إستراتيجية "الشحتور" والخيار السلمي



أخبار الساعة- الخليج – بقلم : علوي اليهري*



هناك إناس مدمنون على الفساد..لايستسيغون الحياة إلا بالفساد والسلب والنهب والعنجهية والهمجية ..فالانفصال ابرك وارحم لليمنيين من مثل هذه الامراض التي لاأمل بحياة كريمة بوجودها ..لا أمل بتطور ببقاءها ...التي لايمكن لليمن أن ترى خيراً ببقاء مروجيها ومنظريها في سدة الحكم ومسيطرين على عصب البلاد وارزاق العباد في اليمن،.. للفساد منظرين في اليمن للفساد والسلوك المريض مروجين ومعظمهم في اعلى هرم السلطة ..اعتقد أن الفساد لديهم ثقافة تشربوا بها منذ نعومة أظفارهم والكذب والحيلة حكمة يكافؤون عليها والعنجهية وعدم احترام القوانين قوةٌ وشجاعة ينالون الاوسمة بإتقانهم لها هذه الأمراض جعلت من المجتمع الشمالي لايابه بما هو حاصل بل الأسوأ من ذلك إنهم يرون دلالات كثيرة على تقدمهم عما كانوا عليه قبل الوحدة ,فحصلوا على حريات سياسية وحصلوا على مصالح شخصية من غنائم حرب 94م او من المكافآت التي منحهم اياها الرئيس كنتيجة لمواقفهم من الحرب المذكورة وبالتالي فان أسوأ المهمشين لديهم يعيشون بدرجة تساوي أفضل الأعضاء الناشطين في المؤتمر من المحافظات الجنوبية ولذلك نلاحظهم يعيبون على الجنوبيون إنهم لايرضون بالظلم والضيم ولا يستطيعون التجرع أكثر مما تجرعوا من ضغائن احقادهم وشهية نهمهم لكل ماتنظر اليه اعينهم وكل ما تقع عليه ايديهم ولابد لنا من أن نقول لهم (اتقوا الله في انفسكم واعيدوا الحقوق المسلوبة والاموال المسروقة لاصحاب الحق(أي منطق هذا الذي يتحدثون به وأي شرائع وقوانين التي تجيز لهم ذلك, حتى البشر لاتحسبون لهم أي حساب في سبيل مصالحكم والحفاظ عليها تفني أبناء الجنوب قاطبة قال احدهم: ((سنمنحكم حق التصويت ولكن بعد ان تكونوا قد مررتم على جثثنا ساعتها سنسمح لكم بذلك اما غير ذلك فاما ان تموتوا انتم أو نحن)) وكان لسان حالهم يقول لماذا لانبيد الجنوبيون يازعيمنا هذا هو منطقهم .. القوة، السيطرة، مصادرة آراء الآخرين، مصادرة الحقوق السياسية فهم وماعداهم الطوفان ... أعقلوا دعوا الشعوب تقول كلمتها ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتم أحرارا))ولكل ذلك الصلف والهمجية كان لابد من أن تكون صحوة جنوبية تقول لا وألف لا للظلم، لا للاستبداد، ولا للقهر الاجتماعي بكل أشكاله. فنجد إنه لايكاد يمر يوم إلا ونشعر ونسمع ونشاهد في الجنوب استياءات شديدة ليس فقط جديدة، فالجنوب في حالة غليان ولا يستطيع التحمل أكثر مما احتمل، فأضحى في مرحلة الهيجان والغضب الشديد فالتراكمات التي تجرعها من استيلاء على كل منافذ الحياة الكريمة المادية والمعنوية خلال (13) عام أفرزت ردود أفعال تصاعدية إلى درجة المصارحة العلنية بالرغبة في الانفصال وهذه الرغبة تفاعل معها الشارع الجنوبي من المهرة إلى عدن بايقاعات متفاوته تختلف حدتها وقوتها والافصاح عنها من منطقة إلى آخرى تبعاً للممارسات التي ارتكبها النظام العسكري القبلي فيها ... إلا أن الرغبة بالانفصال شبه مؤكدة من جانب الجميع إلا العناصر النفعية التي ترتبط بمصالح شخصية مع النظام الحاكم.ففي عدن والضالع وحضرموت ومديريات ردفان ويافع ومديريات الفضلي والعولقي والعوذلي مروراً بجميع المناطق الوسطى إلى شبوة كانت ردود الافعال بين المظاهرات السلمية والاعتصامات واللقاءات والتنديدات بما يعتمل من ظلم وبسط وقهر وسلب واستحواذ على الحق العام والخاص. وربما تم تبني العمل المسلح كخيار استراتيجي مثل((ثورة الشحتور)).



السؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذه الاحتجاجات بكل اشكالها الان بالذات؟هل أن الظروف الموضوعية والذاتية قد تهيأت الآن أكثر من أي وقت مضى ؟ أم أن العوامل الداخلية قد أفرزت هذا الحراك السياسي ولا سبيل لإيقافه إلا بمصوغات ومخارج جديدة لايتوقعها حتى النظام الحاكم نفسه ؟سيما وأن حرب صعدة أفرزت نتائج مشجعة إذا ما تم المقارنه بين صعدة وابناء الجنوب ستميل الكفة للجنوبين سواء من حيث وجود القادة الميدانيين على درجة عالية من الخبرة والكفاءة لرسم الخطط الإستراتيجية، أو وجود القيادة السياسية المتمرسة والتي تحضى بعلاقات خارجية واسعة وتعاطف دولي عربي غير مسبوق.

فلا يحتاج الأمر إلى اكثر من اعلان لتنظيم جميع أفرع وقيادات القوى الجنوبية عسكرية وأمنية واستخبارية والكل على اهبة الاستعداد لتلبية النداء ساعة الصفر( أي متى ما طلب منه ذلك ) فقد بلغ الاستياء أشده لدى العسكريين والأمنيين. وما فترة التأخر في اعلان الخروج باشكال النضال السلمي إلا تحسباً لظهور قيادات مدنية تقودهم.

وها هو الوقت قد آن لتخرج القيادة السياسية من قمقمها لقيادة الشارع الذي اصبح يطالب بها فالاثنين، كل منهما يحتاج للاخر الشعب بحاجة لقادة والقادة بحاجة لشعب مكافح كشعب الجنوب ..

بعد ذلك يحق لنا أن نتساءل متى سيتم إعلان الثورة؟؟



* أكاديمي يمني- مقيم بالخليج