الحق في الجنوب !!

[جنوبي صدامي]

الحق في الجنوب !!

بقلم / شفيع العبد - المكلا برس التاريخ: 28/3/2009 تتسارع الاحداث، ويطوي الزمن صفحاته، يسير بنا .. مثقلاً بأخطائنا.. تجاه أنفسنا وتجاه الغير.. لاهثاً يتمنى الوصول إلى لحظة النهاية لكل منا منفرداً، إلى حين وصول النهاية الحتمية للمجموعة ككل!!. ليخلد لراحة أبدية بعد رحلة معاناة شاقة وطويلة!!.
تجاوزات.. وانتهاكات.. وتغييب متعمد للآخر... حتى طرق التغييب برعوا فيها.. فلكل \" مغيّب\" طريقته.. تغييب بالتهميش… وتغييب بالبيادة والدبابة!!. ولعله قد غاب عن أذهانهم إن لكل \"مغيب\" نهاية حتمية، كما هي للأحداث وللظروف التي انتجوها وأوصلوا الكل إليها!!.
ما نتج عن أفعالهم وتصرفاتهم حاولوا إن يدثروه برداء \" الانجاز\"، وان يضيفوا إليه بواسطة \" الممكيجين\" تلميعات وألوان سرعان ما تختفي أمام حجم المعاناة التي تسكن بين \"الجنوب\".. وتظهرها الأعين التي في طرفها \"قهر\" !!.
قالوا – وما صدقوا- بأنه لا قيود أمام طموحاتهم وانجازاتهم وأهدافهم، لتأت \" القيود الحديدية\" التي ما زال يعمل بها في كثير من المناطق التي تخضع مباشرة لأمزجة \"مشائخ\" وجدوا أنفسهم مكبلين بقيود من صنع أصحاب \" الانجاز\" لتصفع وجوههم وتسقط ورقة التوت عن عورة انجازهم المزعوم، وأمانهم الخائف، ومساواتهم غير العادلة، ومواطنتهم غير السوية، و وحدتهم \"الموؤدة\"!!..
إزاء الحائل المائل الذي يفترض إن يحرك القلوب الصدئة، ويعجل بقيام \"ثورة\" التغيير من المناطق الأكثر \"تغييباً\" وانتقاصاً، لم يحدث شيء من هذا سوى مزيداً من الهتافات باسم مؤسس ثقافة \"التغييب\" والإقصاء والتهميش!!. وشحن الجميع دواخله بنغمات ورنات متناقضة ظهرت في صورة \"مالنا إلا…\"!!.
وحين تمرد \"الجنوب\" رافضاً سياسة التغييب والإقصاء ونهب الثروة، التي فرضت عليه منذ مجيء دبابة \"التغييب\" كأداة وسياسة وقوة ولغة في التعامل معه!!. سارع أصحابها إلى استمالة أصحاب الحقوق \"المنقوصة\" منذ انقلاب سبتمبر62م، لتهييجهم ضد الرافضين للظلم، فبدلاً من إدارة وجوههم جنوباً لمعرفة ما يحدث والاستفادة منه وتحريك مياههم الراكدة واستعادة حقوقهم في لحظة بدأ فيها\"كرسي العرش\" أكثر اهتزازاً وضعفاً، بدلاً من كل ذلك احتشدوا دون إن يعلموا – كعادتهم- للحفاظ على الكرسي، مستعدين – بلا وعي- في إن يجعلوا من أجسادهم دروعاً بشرية لحماية النظام وجلاوزته… حقاً إنها شعوب تعشق جلاديها، وتقدس مصاصي دماءها، وناهبي ثرواتها!!.. هكذا يفعلون!! حتى حقهم في السؤال: \"لماذا الجنوب يتحرك؟\" تنازلوا عنه خوفاً من الخوف الذي سكنهم ولم يمارسوا أي محاولة للخلاص منه!!.
بل إن البعض ممن يقع على عاتقه مهمة التنوير وضخ جرعات –تحررية- في قلوب تكاد تموت، وهمم استسلمت طواعية للخوف، نجده يسوق \" لتوريث التغييب\" وإطالة عمره، وان التغييب الجديد سيكون ارحم من القديم، والحكم في النهاية للصندوق المغلوب على أمره!!.. هكذا ينثرون \"الأفيون\" في فضاءات تبحث عن الحقوق لتضللها بسمائها المشعة بالحرية!!. ليجدوا أنفسهم في سجلات التاريخ إلى جانب الجلادين والجلاوزة يتساوون في مرتبة واحدة!!.
الجنوب يسير نحو \"الحق في الجنوب\"، ويعيش مرحلة تباينات واختلافات وتنوعات، بينما الآخرون ينظرون إلى اللحظة التي ترتفع فيها \"أصبع\" من خلف الكرسي ليضعوا أنفسهم في مواجهة مع اخواناً لهم انتفضوا من اجل حقوقهم ويناضلون لاستعادتها… لمصلحة من كل ذلك؟؟ إنها خدمة مجانية لكرسي يتسارع اهتزازه كل ثانية.. وبات مرشح للسقوط!!.
\"الحق في الجنوب\" تتعد فوائدة فكما انه طريق لاستعادة الحقوق، فهو ايضاً منار يهتدي به كل صاحب حق يبحث عنه.. وبما انه كذلك فعلى أصحابه تجسيد التصالح والتسامح، والحفاظ عليه من الداخل!! نعم من الداخل!!؟؟..وكفى..
همسة :
يطربني بلفقية حين يشدو برائعة المحضار:
\" أنت تراني بعين طبعك … و أنا أشوفك بعين طبعي\"!!.