ظهور الدولة الكثيرية في الظروف الصعبة ...بقلم / صالح اْحمد البابكري

[راجع ياوطني]

ظهور الدولة الكثيرية في الظروف الصعبة

..بقلم / صالح اْحمد البابكري *

عندما صعد الى سدة السلطة الاْمير بدر بن عمر بن علي (بوطويرق ) وهو بدر الثالث اْذ يحمل هذا الاْسم اْثنان من اْبناء عمومته وهم بدر بن عبدالله وبدر بن عوض اْلا اْن بدر الثالث اْبو طويرق كان اْكثرهم ذكاءا ويفوقهم شجاعة ومقدرة على ادارة الدولة الكثيرية عالية الهمة وذكر المؤرخون اْن هذا الاْمير المقدام لم يكن يتعدى الواحدة والعشرين من عمره عندما تولى قيادة السلطة في السلطنة الكثيرية عالية الهمة وكانت الاْوضاع اْنذاك تعاني اْضطرابا شديدا في الجنوب العربي وكذلك في اْقاليم شبه الجزيرة العربية كما هي في اْكثر بقاع العالم اْيضا ..وكانت الخلافة العثمانية العلية في اْسطنبول تواجه هجمة كبيرة من قبل الغرب ودولة المتطلعة الى الشرق العربي واْسيا بشكل عام وطلائعها العسكرية تجلت في ظهور اْمبراطورية البرتقال والبقية كانت تهدد السواحل العربية في شمال اْفريقيا وغيرها من الاْراضي القريبة كما كانت الهجمات البحرية للبرتقال تقلق مضاجع العثمانيين في شبه الجزيرة العربية والسواحل الجنوبية بشكل خاص وكذلك السواحل الشرقية في الخليج العربي والتي تداعت بسرعة اْمام الهجمات البرتقالية وليت الاْمر كان وقفا على هذا , لكان الاْمر اْهون قليلا بل محاولات البرتقال المتتالية في البحر الاْحمر كانت هي الاْخطر والخوف من وصولها الى مكة المكرمة قدس الاْقداس لكل المسلمين في ارجاء العالم..
ظهور حضرموت الكبرى من جديد بقيادة السلطان المظفر المجاهد حامي الثغور بدر اْبو طويرق والذي ذاع صيته عبر الاْفاق بعد خوضه معركته الشهيرة مع البرتقال في منطقة الشحر ..اْلخ.... اْن هذا السلطان العالي الهمة كان ظهوره في هذه الظروف الصعبة التي كان يخوضها شعب الجنوب العربي العظيم بسلطناته المتناثرة من ظفار شرقا وحتى جزيرة ميون في باب المندب غربا كان ظهورا موفقا ومدعوما باْرادة اْلهيه من العلي القدير سبحانه تنفست فيه الصعداء اْرض العرب الجنوبيون من شرقها الى غربها ..وظهرت مع هذا الفرج الجديد ماكان يحلم به شعب الجنوب العربي العظيم وهو تاْسيس دولة حضرموت الكبرى من جديد وهذه المرة بقيادة الكثيريون الاْماجد وفي مقدمتهم هذا السلطان الملهم العالي الهمة والقائد الفذ الذي لم ينجب عرب الجنوب مثيلا له اْو يوازيه في العصر الاسلامي كله وحتى يومنا هذا ..كما تنفست الصعداء دولة الخلافة العثمانية بظهور هذا القائد الكبير الذي دافع عن حياظ الارض والعرض والممرات المائية في البحر العربي وباب المندب ووحد شعب الجنوب العربي بعد بعاد طويل ..وشيد دولة حضرموت الكبرى مجددا من ظفار شرقا وحتى باب المندب غربا ..وظهرت معه كتائب يافع الشماء شديدة المراس والتي اْنتشرت من باب المندب غربا وحتى ظفار شرقا - ولمعلومية الجيل الجديد من شعب الجنوب العربي لم تكن طريق بدر اْبو طويرق مزروعة بالورود بل كان هناك من الخونة الجنوبيون الكثير ومنهم من تاْمروا عليه وعلى دولة حضرموت الكبرى كانوافي شكل جماعات وقبائل وحتى سلطنات تماما مثل حالنا اليوم واْمس القريب -... اْلا اْن بدر بوطويرق كان رجلا قويا شديد البائس واسع الحيلة وذو رباطة جاْش لايشبهه اْحدا رحمه الله ... وماقام به شعب الجنوب العربي بقيادة السلطان المظفر بدر اْبو طويرق في الدفاع عن شبه الجزيرة العربية وسواحلها الجنوبية والشرقية والغربية ومقدسات الاْمة الاسلامية اْنما ياْتي في نطاق دور شعب الجنوب العربي العظيم بقيادة تبابعته وملوكه في مختلف ممالك الجنوب العربي قبل الميلاد وبعده وبعد البعثة المحمدية على صاحبها اْفضل الصلاة والتسليم في الدفاع عن شبه الجزيرة العربية والخليج ضد كل الغزاه والطامعين والحفاظ على عروبتهما كما اْن مايقوم به اليوم في عصرنا هذا شعب الجنوب العربي من حراك وطني جنوبي تحرري وسلمي لمواجهة المشروع الصهيوني الذي تتبناه صنعاء ومنظومتها المتنفذة يعد الى جانب مطالبه باستقلال بلاده الجنوب العربي , دفاعا عن اْمن واْستقرار دول المنطقة التي تغرقها صنعاء بتصدير العنف والارهاب والمخدرات والاسلحة والاتجار بالبشر والقرصنة لزعزعة اْمن واْستقرار دول الجزيرة العربية والخليج ودول القرن الاْفريقي وفق ما يقتضيه المشروع الصهيوني لدول المنطقة ...

عاشت حضرموت الكبرى حرة اْبيه موحدة لشعب الجنوب العربي العظيم ..
والجنة لشهداء الجنوب العربي والحرية لمعتقليه واْسراه والنصر لشعبه العربي الجنوبي العظيم.
ومن العايدين وكل عام واْنتم بخير....


13 اْكتوبر 2013م
* كاتب سياسي وباحث في قضايا التاْريخ