وحصل التغيير في بلادنا..!!

[العبد لله بو صالح]

وحصل التغيير في بلادنا..!!

بعد ان انتهت حرب 94 خرجت الطفلة فاطمة لأنتظار الباص الذي ينقلها كالعادة لروضة الاطفال لكن الباص لم يصل يوماً بعد يوم حتى انتهى الاسبوع فهناك متنفذي قد اغتنموا هذا الباص

حينها قال لها والدها من بداية الاسبوع انا من سيؤخذك حيث ان بعهدته سيارة حكومية وروضة الاطفال تقع في طريقة لعمله

مع بداية الاسبوع كانت فرحة بذاك الصباح تلبس ملابسها وتنتظر اباها الذي فعلاً هو من اخذها ولكن يحملها في احضانة فالسيارة التي بعهدته هي الاخيرة تم اغتنامها ومصادرتها

كان في الطريق يحكي لها عن المستقبل الجميل الذي ينتظرها .

هي ايام فقط تمر وتصحى كعادتها كل صباح استعداد للذهاب للروضة قالت لها امها عودي لتنامي يا أمرتي الروضة تم اغلاقها نهائياً

اكتساها الحزن وانتظرت والدها ليعود للبيت ما ان عاد حتى سارعت له فرحاً احتضنها ما ان رفع رأسه حتى شافت دمعته سئلت عن سببها قال لها هذه دموع الفرح يا حبيبتي منذ اليوم سأكون معك هنا كل صباح فقد تم تسريحة وتقاعده .

ومرة اخرى راح يحدثها عن الايام الجميلة التي تنتظرها .

فجئة يقرع الباب ولده احمد عائد من مدرسته يقول له اباه حدثني عن يومك الدراسي قال له المدرسين لم يعد يأتوا نسيت اقول شيء آخر ايضاً لم نعد نقف تحية للمعلم لأن هذا حرام وشرك .

كانت كل هذه التحولات السريعة مؤلمة لهذا الأب الا ان ما يحمله من هم لا يريد ان يشرك اولاده فيه بل كان دائم يحدثهم عن الأمل رفع رأسه وقال لأولاده غداً اجمل ومن يوم غداً سأسجل فاطمة بالمدرسة لتذهبا معاً فالمدرسة قريبة من هنا قاطعه ولده احمد لم يعد في مدرستي بنات تم تحويلهن مدرسة خاصة بهن في نهاية المدينة لأن الاختلاط بين البنات والاولاد حراااام .

قصة هذه الاسرة طويلة جداً وهي مستمرة حتى الان وايضاً حتى الان لم يعد ذاك الباص .

لا اطيل عليكم كل ما اتمناه هو ذاك المستقبل الذي تمناه الاب لولديه فاطمة واحمد الذي نسئل الله لهم السلامة .

هذه فقط ملامح من التغيير الذي صنعته لنا الوحدة ولازال مستمر ويزداد انحدار نحو دوامة الفشل ؟