نوبات الربو في موسم الحج

[abu khaled]

جدة: «الشرق الأوسط» الرياض: «الشرق الأوسط»
إن شرط الاستطاعة لأداء فريضة الحج، يعتبر واحداً من أهم شروط أداء هذا الركن، وهذا مما يشغل بال الكثير من المرضى الذين ينوون أداء الفريضة. وكم من إنسان وجد عنده الدافع القوي لأداء هذه الفريضة، ولكنه عند الذهاب إلى الديار المقدسة يواجه العديد من الصعوبات لأنه لم يهيئ نفسه بشكل مناسب لهذه الفريضة التي تتطلب الاستعداد الصحي أيضاً، فبعض النصائح البسيطة تجنب الإنسان العديد من المشاكل. ومن هؤلاء مرضى الربو، وهو مرض معروف وشائع في مختلف المجتمعات في العالم، حيث تصل نسبة الإصابة به الى 20% كحد أعلى (مثل المملكة المتحدة، أستراليا ونيوزلندة) وإلى 5% كحدٍ أدنى (مثل الهند والصين) وفي المتوسط 12ـ 16%. اعراض ونصائح
* يقول الدكتور محمد بن سعد المعمري استشاري الأمراض الصدرية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية والعميد المشارك بكلية الطب جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية ورئيس تحرير مجلة الأمراض الصدرية، إن مريض الربو يعاني عادة من عدد من الأعراض مثل: السعال وضيق النفس وصفير في الصدر، وهذا ناتج عن التهاب وزيادة التحسس في القصبات الهوائية عند تعرضها لبعض المهيجات مما يؤدي إلى تضيقها ومن ثم ظهور أعراض الربو.

وتكثر في الحج هذه المهيجات من روائح وإجهاد وغيرها.

ينبغي على مريض الربو مراجعة طبيبه المعالج قبل الذهاب للحج، وأخذ رأيه في هذا الأمر، وسؤاله عن استعمال خطة علاج الربو الذاتية.

ومن أهم النصائح التي توجه لمريض الربو ما يلي:

ـ الانتظام على البخاخ الواقي المحتوي على مادة الكورتيزون لأن له دوراً هاماً في منع حدوث الأزمات، ويساعد على مواجهة الإجهاد ومثيرات الحساسية أثناء موسم الحج.

ـ يساعد البخاخ المُوسع للقصبات الهوائية على التخفيف من أعراض الربو، ومفعوله يستمر (4ـ6) ساعات، لذا ينبغي أن يحتفظ به المريض معه في كل الأوقات كي يستخدمه عند الضرورة.

ـ لا بد أن يحافظ المريض وينتظم على أدويته الأخرى أثناء موسم الحج، مثل الأقراص المُوسعة للقصبات الهوائية أو أدوية الحساسية الأخرى.

في موسم الحج يتعرض بعض المرضى لبعض المنغصات التي قد تعيقهم من إكمال موسم الحج أو التفرغ للعبادة، لذا لا بد لمريض الربو من أن يعرف الأعراض الأولية لأزمات الربو وبالتالي التعامل معها بشكل مناسب وفي وقت مبكر وأهم هذه الأعراض:

ـ الاستيقاظ في الليل بسبب أعراض الربو، والتي أهمها: السعال وضيق النفس وصفير في الصدر.

ـ استخدام البخاخ المُوسع للقصبات الهوائية أكثر من (2 ـ 3) مرات يوميا.

ـ التعرض لنزلة برد فيروسية.

ـ إذا كان المريض يستخدم جهـاز سرعة تدفق الهواء، فإن انخفاضه إلى أقل من (80%) يعد إحدى العلامات الأولية.

التعامل مع الربو

* ينبغي على الحاج المصاب بالربو زيادة جرعة البخاخ الواقي إلى الضعف عند حدوث إحدى العلامات السابقة، ويستمر على ذلك طوال فترة الحج مع انتظامه على استخدام البخاخ المُوسع للقصبات الهوائية، وعليه أن يسارع إلى طلب الاستشارة الطبية من الخدمات الصحية المتوفرة أو من طبيب الحملة. وقد يصل المريض لحالة عدم الاستجابة لخطة علاج الربو الذاتية، ويتضح ذلك من حدوث أيٍ من التالي:

ـ ازدياد أعراض الربو على الرغم من الأدوية السابقة الذكر.

ـ عدم القدرة على إتمام كلمتين إلى ثلاث كلمات في نفس واحد. ـ عودة أعراض الربو بعد نصف ساعة من استخدام البخاخ المُوسع للقصبات الهوائية. وفي هذه الحالة ينبغي على المريض استخدام أقراص الكورتيزون الاحتياطية المعطاة له من طبيبه المعالج مع سرعة طلب المشورة الطبية من خدمات الإسعاف المنتشرة. إن الاستعداد قبل الحج يساعد على التعايش مع مرض الصدر أثناء أداء فريضة الحج، وأهم هذه النصائح:

ـ أخذ كمية كافية من الأدوية تزيد عن احتياج المريض.

ـ التزود ببعض الأدوية التي تستخدم عند الأزمات مثل: المضاد الحيوي وأقراص الكورتيزون.

ـ الحصول على تقرير طبي يحتوي على تشخيص المرض، والأدوية المستخدمة، واسم الطبيب المعالج، وعنوانه مع إِخبار المصاحبين للحاج بمرضه، ومكان أدويته، واستخداماتها عند الحالات الطارئة.

ـ تعويد الجسم المشي لفترات طويلة قبل الحج بعدة أسابيع.

وأخيراً لا بد أن يتجنب مريض الربو إجهاد نفسه، وأن يركن إلى الراحة متى ما أحس بالتعب. أما المريض الذي يعيقه صدره عن أداء المجهود، أو أنه يحتاج إلى زيارة المستشفى في أوقات متقاربة، أو لا يستطيع تحمل مشقة الحج، فعليه أن يبحث مع طبيبه المعالج مدى استطاعته الحج.