فارس اليمن الأهطل

[participant]

الزعيم الأوحد علي عبدالله صالح: أسّ _بضم الألِف_ الفساد

توطئة: والله لن يهدأ لنا بال حتى يعود الحق إلى نصابه، ويفيق هذا الشعب المغيَب من سباته العميق ويرسم اللوحة الحقيقية التي تليق بعشرين مليوناً من الناس الذين ألغاهم وبلا خجل ولا إستحياء نظام الفساد القائم في صنعاء.
سنظل نحفر في الجدار، إما وصلنا وإما نموت على وجه الجدار.

الحديث عن الفساد وأرباب الفساد في الدول العربية امر لا يشنِّف آذان المواطنين العرب في أي مكان في الدول العربية، فهو قد أصبح كالداء الذي لا بد منه. إن العجيب في هذا الأمر هو الموقف السلبي الجماعي الذي تقفه الشعوب العربية في الغالب الأعم حيث يظهر جلياً حال الإستكانة والخنوع من جهة العوام والذي يقابله حال الإستعلاء والكبر_بكسر الكاف وسكون الباء_ من جهات (أولياء الأمر).

يحضرني في هذا المقام أن أعرِّج بالتعليق على تحليل قام به الأخ نصر طه مصطفى عن قرار علي عبدالله صالح بعدم خوض معركة الرئاسة القادمة، وفي هذا التحليل الذي أرى إنه موفق في بعض جوانبه وغير موفق البتة في كثير من جوانبه الأخرى _بضم الألف الثانية_ خاصة إنه يعترِف بوجود الفساد في السلطة القائمة الآن وفي نفس الوقت ينفيه عن شخص الرئيس علي عبدالله وذلك لغرض في نفس يعقوب. ولإعتبارات عدة أرى ما يلي:
أولاً: إتهم نصر الرئيس علي عبدالله صالح بالزعامة، والرئيس علي عبدالله صالح برئ من هذه التهمة برأة الذئب من دم إبن يعقوب. فما علي إلاّ نتاج مرحلة الغيبوبة الذي مرّ ويمر بها الشعب اليمني في الشمال ومرحلة التقاسم بعد 22 مايو 1990 في عموم اليمن. وإنصافاً لنصر أقول إنه كان محقاً عندما قال إن الزعماء لا يتكررون ولكن هذا لا ينطبق أبداً على علي فليس فيه من صفات الزعامة شئ فهو مشهوربالغوغائية وعدم الإلمام بما يتحدث عنه وذلك ناتج عن جهله وجهل بطانتة ومستشاريه من انصاف المتعلمين والمنافقين المنفوخين الذي لا يفكرون غالبا بشكل واع نتيجة إنشغالاتهم الشخصية بجمع المال، وهو مشهور بخلط الأمور وطلسمة الأحاديث ولا يفوقه في هذا إلاّ أخيه معمر القذافي وهو أيضاً مشهور بالوقاحة إلاّ إذا أراد أن يسمي نصر هذه الوقاحة قوة الشخصية. على أية حال، لا لوم على ما قاله نصر، فهو غير قادر على غير ما قاله للسبب المعروف، وسوف يجزيه المشار اليه خير الجزاء في مرحلة الغيبوبة القادمة التي علم الله من سيكون قائدها الذي قد ينبري نصر ومن شاكله في المستقبل ليلصقوا صفة الزعامة فيهم.
ثانياً: إن ما يعرفه نصر لم يكتبه. وهذه حقيقة لا يستطيع أن ينكرها على الأقل حين يخلو إلى نفسه. هو يعرف وبلا أدنى شك إن علي يغرد منفرداً في سرب لوحده. بينما يغرد السواد الأعظم من اليمنيين في أسرابهم الخاصة، وقليل منهم يستمعون للألحان النشاز لقيادته الغير حكيمه وهم_أي هذه القلة_ من يسبح بحمده ليل نهار، فهو في نظرهم الفارس المغوار الذي لا يشق له غبار.
ثالثاً: هل يعقل أن يفوت على نصر مسالة إن علي عبدالله صالح لا يقود شعباً بل يقود مؤسسة الفساد العسكرية الإستخباراتية وهو مطلق العنان لليمنيين في حل مشاكلهم بأنفسهم وأخذ ثأراتهم بأنفسهم في ظل غياب تام لمؤسسات المجتمع المدني وبدون اي عقود إجتماعية بين الناس.
ليسأل نصر نفسه أولاً كيف يكون علي زعيماً في الوقت الذي نراه يتشدق بدولة النظام والقانون في الوقت الذي لا نرى في هذا البلد لا نظام ولا ما يحزنون؟
إذ كيف يمكن أن يكون علي زعيماً في الوقت الذي نرى مقدّرات هذا البلد تنهب من قبل قلة قليلة من الناس حيث نراهم يقودون سيارات (الشرطة والجيش) الفارهة عكس إشارات المرور في شوارع عدن وصنعاء وكأن اليمن ملك آبائهم وفي الوقت الذي يأكل الكثير من اليمنيين من مخلفات القمامه ومن لا يصدِّق هذا الكلام عليه أن يذهب متخفياً ليلاً إلى الشوارع الخلفيه في صنعاء وعدن وتعز والحديدة؟
كيف يمكن أن يدّعي نصر بأن علي زعيماً في الوقت الذي لم يتمكن نظام حكمه لشمال اليمن ولمدة 27 عاماً عجاف من إنتاج شعب يحترم قواعد السير في الشارع؟.
ليكن معلوماً لنصر إن الزعماء لا يدمرون أوطانهم إن هم أدّعوا إنهم ينتمون لها. لقد دمر (الزعيم) علي عبدالله صالح ومن لفّ لفه كل حسن في نظام اليمن الجنوبي وإلتفّ على شركائه في الوحدة الظالمة التي فرضت _بضم الفاء وكسر الراء_ على الجنوب من القيادة الجنوبية التي ربما كانت تظن إنها قد وجدت فيه خير رفيق لإستكمال الهدف الإستراتيجي للمثفقين الثوريين الجنوبيين الحالمين بالغد المشرق والسعيد لليمن غير السعيد.
دعوني أسال نصر كيف يقيِّم ما قامت به قوات (الزعيم) من نهب وسلب للمتلكات العامة والبنك المركزي اليمني؟ وهل رأى نصر ما كان يباع في شوارع صنعاء وتعز وإب من الممتلكات العامة التي تمّ نهبها من مرافق الدولة والمصانع الصغيرة ومكاتب الدولة ومنازل الدبلوماسيين الأجانب. إن لم يكن يعلم عليه الرجوع للأفلام الوثائقيه لمحطات الأخبار التي كانت تغطي ذاك الحدث الجلل.
وهل يعلم نصر بأن علي عبداالله صالح بجهل منه ومن زبانيته وكرهاً للجنوب ولكل ما تأتي به رياح الجنوب أقدم على إلغاء النظام المحاسبي والإداري الجنوبي الذي كان أكثر فاعلية وتطوراً من اللانظام الشمالي. وهل يعلم نصر إن (الزعيم) علي كرهاً وجهلاً منه ومن بطانته الفاسدة الحاقدة قام بإلغاء الدينار والدرهم الجنوبي وهو إسم مأخوذ من العملات العربية القديمة التي صكّت أيام الخلافة الإسلامية القديمة إبان مجدها الغابر وآثر (الريال) بدلاً منه علماً بأن الريال ليست إلاّ كلمة تسمية لعملة إيطالية.
ليكن معلوماً لدى نصر وغيره إن جحافل الجهل والتكفير والتكسير مغول الشمال الذي يستند إليهم (الزعيم) علي قد نجحوا بشكل لا يحسدهم عليه احد في تدمير الوحدة الوطنية اليمنية ودمروا النسيج الإجتماعي الهشّ الذي يربط بعض سكان الجنوب بسكان الشمال خاصة في مناطق عدن ولحج التين كانتا كالأم الحنون التي فتحت ذراعيها لهم منذ زمن طويل.
لقد كان نصر محقاً عندما قال إن علي عبدالله صالح جاء إلى السلطة عسكرياً (صغيوراً) وبقي كما هو عسكرياً غير إنه أغفل _وأظنه متعمداً_ حقيقة إن علي كان في تلك الفترة الفتى الذي قد خلع رداء إبن القرية إذ إنه كان يقود الأوباش المتمركزين في إحدى وأهم مناطق التهريب الشمالية التي كانت الدجاجة التي باضت له ذهباً، وهي التي مكنته من وضع يده حول أعناق ضعاف النفوس في محافظة تعزالجنوب شمالية ومناطق شمال الشمال ووسط الشمال من المهربين والفاسدين، فهو لم يعد ذاك الشاب العصامي القوي الشكيمة الذي لم يكن موجوداً إلاّ في أذهان البائسين اليمنيين لاحقاً وذلك نتيجة لوسائل الإعلام التي رسمت له هذه الشخصية حتى تسَهِّل_بضم التاء_ صبغ صفة الزعامه عليه.
يعلم نصر إن المنتصر يكتب التأريخ. فالوضع القائم حالياً هو من يملي عليه وعلى غيره ماذا يقولون في هذا الصدد، فليس لدي أدنى شك إن نصر يدرك تماماً إن علي عبدالله صالح لم يكن صانع الوحدة وإن كان قد شارك فيها وهذا لا ينكره أحد شأنه شأن الكثير من اليمنيين لا استثني في هذا الصدد السيدة عتيقة التي كانت تبيع الحلويات لأطفال إحدى مدارس صنعاء. غير إن هناك مسالة غاية في الأهمية أحب ان أقولها وهو إن علي لم يكن هو الذي ((أعاد)) توحيد اليمن بعد حرب صيف 1994 لولا الخيانات ووقوف القوات التابعة للرئيس علي ناصر والتي كانت قد هربت بعد حرب 13 يناير 1986 الدامية بين رفاق الدرب في الحزب الإشتراكي، فالقوات الشمالية كانت أعجز من أن تقف في وجه قوات الجنوب المنظمّه والمجهّزة بشكل أرقى من أوباش الشمال، والتي لم تكن حتى تعرف أي شارع من شوارع عدن، زِد على ذلك وقوف التيار الظلامي التكفيري في الشمال والذي ينتمي نصر إليه حالياً حسب علمي إلى جانب القوات الغازية والتي إستطاعت أن تتغلغل في أوساط الجنوبيين بعد 22 مايو 1990 وكسب ود الكثير من الشباب الذي غرِّر بهم _بضم الغين_ وذلك بنشر الدعوات التكفيرية والعزف على وتر الدين.

أبعد كل هذا يستطيع نصر أن يصر على إلصاق تهمة الزعامة بعلي؟ أظنه عاقلاً وهو يعرف ما يريد.

ملحوظة:
كتبت هذا على عجل، وأردته قصيراً حتى لا يمل من يقرأ.
سلام لكم ممن أحب الجنوب، كل تراب الجنوب، وكل اليمن.