((( حراكنا الحضرمي .. حالة اختطاف )))

[بوعمر]

حراكنا الحضرمي .. حالة اختطاف

مقدمة
لا تودع سرك إلى طالبه فالطالب للسر مذيع ، ولا تودع مالك عند من يستدعيه فالطالب للوديعة خائن
صالح بن عبدالقدوس

في الشهر المنصرم مارس 2010م أصدر مكتب السيد علي سالم البيض بياناً يحيي فيه الذكرى الثالثة لانطلاق الحراك الجنوبي ، وحسب البيان فلقد تم إيراد الضالع كمنشأ للحراك ، وعند صدور ذلكم البيان تربصنا في محيطنا الحضرمي لعل هنالك من يرد لحضرموت حقها ( المختطف ) عنوةً بعد أن تسلط من تسلط على الحراك الجنوبي فكرةً ونهجاً وأسلوباً يمكن من خلاله استعادة الحقوق السياسية العليا ، وليست تلكم الحقوق التي لطالما تظاهر من أجلها الخاطفون للحراك الجنوبي اليوم ...

مهد الحراك وموطنه هي حضرموت الأرض ، وحضرموت الرجال ، وحضرموت الموقع على شبكة الانترنت العالمية ، وحضرموت باعوم ، وحضرموت التاريخية قبل الوحدة والشرعية ، هنا لابد من استدراك حضرمي يتجاوز ما يصوره البلهاء من أنها خطوط حمراء يحاولون من خلالها استعادة مناصبهم التي سقطت مع سقوط دولتهم الممسوخة في يوليو 1994م ، وليس هنالك ثمة بأس على الخاطفين للحراك الجنوبي بمقدار البأس والملامة على الجيل الحضرمي الحاضر في زمن يتسلط فيه الأقزام ليحاولوا مرة أخرى إعادة حضرموت الوطن إلى ما يريدونها صغيرة لا تملك من أمرها شيئاً ...

في العام 1997م كانت انتفاضة المكلا ، لا يذكرونها في نواحي جنوبهم اليمني ، وفي العام 1999م بدأت التحضيرات الفكرية لنشوء الحراك فكراً عندما كانت تستعر الأقلام الحضرمية في معركة الهوية ، ولأن الزمن غير ذلكم الزمن فمازال موقع ( ملتقى الحوار العربي / ملتقى حضرموت ) يحتوي على الآلاف من المقالات والبحوث والدراسات والنقاشات التي تؤكد النشأة والميلاد بل والبذل والعطاء الفكري لمسألة الهوية والخصوصية ...

خرجت كوادر الحراك الحضرمي من رحم الفكرة الحضرمية ، خرجت شعاراً طاغياً في ثنايا العام 2005م بلغ مداه عاصمة دولة الاحتلال في صنعاء ، ( حضرموت تاريخية ، قبل الوحدة والشرعية ) كان هنالك ثمة تأصيل حضرمي فكري للهوية الحضرمية وعلى أساسها ترفع سقف المطالب السياسية بما فيها مفهوم الاستقلال الوطني الحضرمي ، وكما كان شيخان الحبشي يرحمه الله في منتصف القرن العشرين المنصرم كان المناضل حسن باعوم ـ أمد الله في عمره ـ فالأول أخذ المشروع الحضرمي إلى الجنوب العربي والثاني أخذ المشروع الحضرمي إلى الجنوب اليمني ، وكلاهما في ضنك عيش وفرقة وانقسام ...

سار الحضارمة الجدد في الحراك برغم التجاهل التام ، وبرغم التعتيم الكامل ، فمن المكلا إلى القطن إلى الشحر إلى الديس وحتى غيل باوزير تعامل الحضارم مع الحراك الجنوبي بدرجة من الوعي والالتزام والقدرة على التقدم تجاه المشروع المأمول ، وفي هذا كانت الحصيلة من المعتقلين رقماً هائلاً يمكن من خلاله التفكر قليلاً في عدد الأسر المتضررة من هكذا حراك مقارنة مع المناطق الجنوبية الأخرى ، كل هذا يدعونا كثيراً للتفكر لماذا كانت ردة فعل دولة الاحتلال اليمني بهذا الحجم تجاه حضرموت ؟؟ ، وبرغم تجاهل من يتجاهل ، وتغابي من يتغابى ، فأن حضرموت ليست نطاقاً يمكن أن يكون جنوبياً بل هو نطاق قادر على تحقيق الاستقلال على التراب الوطني الحضرمي ، ليتغابى من هو غبي عن هذه الحقيقة المجردة فهذا شأنه وتفكيره ومستواه ...

كانت محددات الحضارمة واضحة وجلية دعم للحراك الجنوبي ليس لاستعادة دولة اليمن الجنوبية بل للخروج من الاحتلال اليمني الشمالي ، ثم هنالك ضوابط على الجنوبيين أن يتبعوها فلن تعود حضرموت محافظة ، ولن تكون حضرموت مجردة من أدواتها الفكرية والعلمية والسياسية والاقتصادية فالتجربة التاريخية الحضرمية هي اليوم في أيادي رجالاتها الذين عليهم المسئولية التاريخية الجسيمة لتصحيح مسار التاريخ الحضرمي أولاً والجنوبي العربي ثانياً ...

اختطاف الحراك الجنوبي هي واقع مرير علينا التجرد من عواطفنا لمناقشته بمسئولية واستعادته من أيادي العابثين به ، فلا في المانيا حيث السيد البيض قدرة على الخروج من هذه العبثية ، ولا لدى غيره قدرة على تحمل مسؤولياتهم الوطنية ، فالحراك ليس تجريد الجماهير من قوتها والباسها الشعارات الخضراء ورفع الأعلام ( اليمنية الجنوبية ) وصورة آخر الرفاق ، الحراك هو أكبر من ذلك هو توافق بين الجماهير وبين القيادة السياسية التي نراها تتملص من مسؤولياتها السياسية وحسب ...

سيقضي نظام صنعاء على الحراك الجنوبي بتوزيع الفتات لما يسمى القيادات في الداخل والخارج ، هذه واحدة من الأمور التي سيعالج بها نظام صنعاء قضية الجنوب ، وسيذهب إلى مؤتمر برلين وقد أغلق ملف الجنوب اليمني لأنه ملف يمني بحت ، فلا الجنوب عرف ما هي قضيته ، ولا علم كيف يحارب من أجل قضيته ، ولا أدرك المؤمنون بالوطن لماذا هم مجردين من كل شيء من غير اخضرار راياتهم ..!!!

إلى موزعي صكوك الوطنية .. دمتم قروداً