الكافرون بالوحده

[سامي غالب]

وفي النهاية يعودون من حيث كانت البداية..!! يصرحون ويكثرون النواح . يستصدرون الفتاوى !!, تلوك ألسنتهم بالكذب على الشريعة الإسلامية الغراء لإعادة تأسيس شرعية إحتلالهم وقتلهم وأوهامهم وسائر أغلالهم , وهم الذين يدركون جيدا أن الشريعة الإسلامية بريئة من أكذوبة ما أسموها وحدة بعد تكشف زيفها وأنها ليست إلا وهما وصنما تحطم وانتهت عبوديته إلى الأبد, تماما كما انتهت أكذوبة الأفكار البالية التي مازال البعض هنا يتغنى بها ويلهث خلف التمكين له باسمها من جديد ! عبر هذه الثورة التحررية المباركة وبصورة بليدة وفق تصور وعقيدة لإعادة انتاج ماضي مندثر أوصل الوطن بالأمس إلى عمق هذه المعاناة وجوهرها واليوم يطيل أمدها بالإمعان في الإستنساخ والعرقلة وصناعة الوقيعة !

أجل إنهم مازالوا يعتبرون مطلب شعب الجنوب المجسد في التحرير والاستقلال الناجز التام خروجا عن الشريعة الإسلامية ! ويعتبرون الخروج عن الوحدة كفرا بواحا مبعدا عن الملة !,وأن الإيمان لايتحقق إلا بالإيمان بالوحدة, أما الكفر فيتحقق عبر الكفر بها , ويترتب عليه هدر الدم واسقاط العصمة عن الكافرين بالوحدة , وهذا ما يبرره الواقع باستمرار سفك الدماء دون زاجر أو رادع , علاوة على ماذكر من فتاوى وتصريحات قاتمة ,وهو الأمر الذي يعد بالفعل تمهيدا و إعلانا صريحا لحرب قادمة شاملة تنطلق من ذات فكرة القداسة التي تدخل المفتدين بأرواحهم في محرقة الدفاع عن الوحدة الجنة, بوصفهم قائمين على حمى الشريعة وبيضة الإسلام, في حين يلقى حتفهم غيرهم في النار بوصفهم خارجين عن الشريعة حال كونهم خارجين عن الوحدة وكافرين بها ! وهذا لعمري تصور شاذ وفهم عقيم للمنهج الرباني الذي جاء به محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام عن الله تعالى , يستوجب الوقوف حياله بمسؤلية تامة جادة وعارفة ورائدة..فما أشبه الليلة بالبارحة ..!!

سامي غالب