مقال رائع لفاروق ناصر علي(الاعصار الجنوبي المنتظر)

[ابو منذر بارباع]

أوراق من العاصفة الجنوبية (الإعصار الجنوبي المنتظر)
بواسطة: خليج عدن
بتاريخ : الجمعة 19-06-2009 08:15 مساء


خليج عدن - خاص - بقلم / فاروق ناصر علي


"كان صوت الدم مغموسًا بلون العاصفه
وحصى الميدان أفواه جروح راعفه
وأنا أضحك مفتونـًا بميلاد الرياح
عندما قاومني المُحتل
أمسكت بمفتاح الصباح
وتلمست طريقي بقناديل الجراح
آهٍ كم كنت مصيبًا عندما كرست قلبي لنداء العاصفه
فلتهُب العاصفه.. ولتهُب العاصفه"

محمود درويش

الأولى : رسالة إلى الاحتلال وأعوانه ؟!

* للأمانة ما كان بودي أن اكتب هذه الرسالة القصيرة إليكم ليس خوفـًا حاشا لله، الخوف فقط من (رب العرش سبحانه) لكنني ارتأيت فقط تنويركم بحقيقةٍ قد تجهلونها أو لا تعترفون بوجودها.. لكني أعرف بكل صدق وصراحةٍ أنّ الغطرسة والعنجهية والنظرة الدونية للآخرين تعمي البصر والبصيرة هذه القضية أنكم تسعون علنـًا لفتح باب الدم بين أبناء الجنوب .. أمنيتكم أن نصفي بعضنا البعض حتى يخلو لكم الجو والأرض والثروات والصوت الرافض للاحتلال والعبودية والباطل والذي أصبح اليوم يشق عنان السماء وتسمعه كل الدنيا ... إنّ هدفكم الحقير لم يُعد له مكان، هذا ماضٍ قد مضى، أندثر، لا وجود له اليوم داخل الجنوب... بفضلكم وحد القهر والجور والتعسف والظلم والباطل كل أبناء الجنوب، أصبح الصوت هو الصوت نفسه من شواطئ عدن إلى المهرة.. رص الصفوف رص الصفوف، ولا للاحتلال.. نعم لفك الارتباط!! فلماذا لا تفكرون بطريقة أخرى؟!

* كان وما يزال بإمكانكم الاحتكام لصوت العقل والمنطق والحكمة وهو طريق الحق الذي نطالب به حتى الآن سلميًا.. ولكن وقد كشفتم علنـًا محاولاتكم المُزرية والحقيرة زرع الفتنة بين أبناء الجنوب بقصد أنْ يصفوا بعضهم البعض، فلماذا لا تتقدمون لوحدكم للقتال؟! أنتم أبطالاً فقط في زرع الفتن وفي قتل العُزل من الشباب والأطفال .. إلخ بل تجاوزتم حقارة إسرائيل، وفاشية النازية الهتلرية بخطف الجرحى من المستشفيات واغتيال الأبرياء العُزل من السلاح.. فلماذا لا تتقدمون بجيوشكم وعتادكم وكل ما تملكون من أسلحة؟!

* والله ورب محمد كل هذه الأسلحة سوف تنهار أمام (حرب التحرير الشعبية، أو حرب الغوار، أو حرب العصابات أو الكفاح المسلح) سموها كيفما شئتم؛ لأنّ كل هذه الأسلحة لا قيمة ولا وزن لها في حروب التحرير التي يعرفها كل من يقرأ تاريخها ومن يعرف نهاياتها؟!

* تقدَّموا ... تقدموا بكل معداتكم ونحن بعزيمتنا وحقنا المشروع وأبطالنا، وسنرى كيف تدور الدائرة.. بدلاً من محاولات مُزرية لخلق القتال بين (الجنوبي ضد الجنوبي) قسمًا برب محمد أنّكم حينها لن تستطيعوا تحريك نملة أمامنا وسترون جحيم الجنوب كله.. بركانـًا وراء بركان من عدن إلى المهرة.. أطيعوا صوت العقل ولا يركبكم الغرور!!

الثانية : هدية لبعض أبناء الجنوب المُغرر بهم !!

"كسروك، كم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشا
وتقاسموك وأنكروك وخبَّاؤك وأنشئوا ليديك جيشا
حطُوك في جُحرٍ.. وقالوا : لا تُسلم
ورموك في بئرٍ .. وقالوا : لا تُسلم
وأطلت حربك، يا ابن أُمي
ألف عام ألف عام ألف عام في النهار
فأنكروك لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة والفرار
هم يسرقون الآن جلدك
فأحذر ملامحهم.. وغمدك
كم كنت وحدك، يا ابن أُمي
كم كنت وحدك !"
محمود درويش

الثالثة : أقوال مأثورة من الرمز والإنسان الأسطورة جيفارا

1 . إنّ من يعتقد أنّ نجم الثورة قد أفل فإما أن يكون خائنـًا أو متساقطـًا أو جبانـًا، فالثورة قوية كالفولاذ، حمراء كالجمر، باقية كالسنديان عميقة كحبنا الوحشي للوطن.
2 . أنا لستُ مُحررًا، المُحررين لا وجود لهم، فالشعوب وحدها هي من يحرر نفسها.
3 . يجبُ على الشباب أنْ يكون كل واحدٍ منهم ذا حسٍ مُرهف بالواجب نحو المجتمع ومع أمثالنا من البشر ومع الناس في العالم كله أين كان مبعث الظلم يجب أنْ يتمرد على كل ما هو ظالم.
4 . كل قطرة دم تسكبُ في أي بلدٍ غير بلد المرء سوف تراكم خبرة لأولئك الذين نجوا، ليُضاف فيما بعد إلى نضاله في بلده هو نفسه وكل شعب يتحرر هو مرحلة جديدة في عملية واحدة هي عملية إسقاط الاحتلال الحقير.
5 . أنا أنتمي للجموع التي رفعت قهرها هرمًا، أنا أنتمي للجياع ومن سيقاتل... لا يستطيع المرء أنْ يكون متأكدًا من أنّ هناك شيء يعيش من أجله؛ إلا إذا كان مستعدًا للموت في سبيله.

الأخيرة : هذه القصيدة تـُبيِّن معاناة الجنوب فلسطين الثانية افهموا ذلك يا عرب ويا جامعة عربية حتى لا تزوروا تاريخ الجنوب الحر.
"وضعوا على فمه السلاسل / ربطوا يديه بصخرة الموتى / وقالوا : أنت قاتل / أخذوا طعامه، والملابس والبيارق / ورموه في زنزانة الموتى / وقالوا : أنت سارق / طردوه من كل المرافئ أخذوا حبيبته الصغيرة / ثمّ قالوا : أنت لاجئ / يا دامي العينين والكفين إنّ الليل زائل / لا غرفة التوقيف باقيةُ / ولا زرد السلاسل / نيرون مات، ولم تمت روما بعينيها تقاتل / وحبوب سنبلةٍ تموت ستملأ الوادي سنابل"

محمود درويش