الجزء المفتت لايمكن ان يكون كل موحد بقلم محمد مرمش

[محمد صالح الكازمي]

شبكة صدى عدن / خاص / بقلم : محمد مرمش 20 / 10 / 2010



ظهرت في الاونة الاخيره بعض الاختلافات الغير مبرره والغير مفهومه لدى العديد من مكونات الحراك, والاختلاف بحد ذاته ليس مثلبة في اطار تباين وجهات النظر مع احترام كل طرف لوجهة نظر الاخر ,الا انه يلحق الضرر بالحراك عموما اذا وصل الى مرحلة تخوين كل طرف للاخر المختلف.

حيث اثبتت التجارب الوطنية وحتى الانسانية ان الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة قد دمر اعظم التجارب والمحاولات الهادفة الى التغيير والغريب.

ان تلك الاختلافات ليست بين مكونات تختلف في سقف مطالبها بل بين تلك التي تتفق جميعها على سقف واحد وهو الاستقلال, بل ان الامر وصل الى تشضي التيار الواحد كما يجري في تاج الان, مما يعني وبجلا ان هناك شخصنة ومنطقة للخلافات اي ان الخلافات شخصية ومناطقية بامتياز, وهذا يعيدنا الى المربع الاول الذي عانينا منه نحن ابناء الجنوب ايام دولتنا الجنوبية فقد كانت الصراعات بسبب المماحكات الشخصية البست ثوب المناطقية واكتشفنا بعد فوات الاوان نحن البسطاء من تلك المناطق ان لا ناقة لنا ولا جمل في تلك الصراعات التي راح ضحيتها افضل الكوادر الذين نحن في امس الحاجة لهم الان. بل اننا الذين عايشنا وقرأنا عن تلك المراحل من ابناء الضالع وردفان وابين ويافع وشبوة وحضرموت وغيرها من المناطق آلينا على انفسنا ان نفني ما تبقى من اعمارنا للبحث عن ماهية الاسباب التي جرتنا الى حلبات تلك الصراعات المميتة والتي ليست لنا فيها مصلحة سياسية ولا اقتصادية ولا مناطقية ولا حتى شخصية.

ان الحديث عن وحدة كلية للحراك دون ان يكون موحدا في جزئياته الصغيرة سيكون حديث مخيط بصميل بحسب تعبير اهلنا في ابين,فليس من المعقول ان نطالب بالوحدة والتسامح على صعيد الجنوب في ظل عدم وجود وحدة وتسامح بين ابناءالضالع أنفسهم او أبناء ابين او ردفان الخ....

في اطار مناطقهم قبل التوجه الى المطالبة بالتوحد والتصالح والتسامح مع الاخرين فالذي لايتصالح مع نفسه اولا لايمكنه ان يتصالح مع الاخرين.

اذا اردنا تنقية الاجواء والسير قدما نحو تحقيق الاهداف العظيمة لشعبنا فينبغي عدم اهمال العامل الجغرافي,فاذا

كان لبعض المناطق قصب السبق في الانخراط في النضال الوطني فهذا امر محمود لابناء تلك المناطق الا ان ذلك لايعطي لها الحق انطلاقا من المن ان تتجاوز المناطق الاخرى الاكبر منها والاكثر سكانا والافضل موقعا بحيث تستحوذ على التحكم بمسيرة النضال وجعله عرضة للنزوات الضيقة وغير المدروسة .



انني ارى انه من الانسب التفكير بفدرالية الحراك بمعنى ان يقوم على اساس فدرالي لكل المناطق ,مثلا تكون هناك فدرالية للحراك في المنطقة الوسطى تضم هذه الفدرالية الحراك في لودر ومودية والوضيع واحور ومكيراس والمحفد.

ويعمم هذا على بقية المناطق ,طبعا انا اقصد المكونات ذات السقف الواحد من المطالب على ان لايتم تخوين اي مكونات اخرى لاترتقي مطالبها الى سقف الاستقلال,ويكون لهذه الفدراليات حرية اتخاذ القرارات بما يناسب ظروفها مع التنسيق بطبيعة الحال مع بقية الفدراليات الحراكية على صعيد الجنوب ككل وبهذا نكون قد خطونا الخطوة الاولى نحو تعلم فن الاختلاف والتعايش معا.

والله من وراء القصد.





محمد مرمش

ليفربول

المملكة المتحدة