حالمين تتوشح بصور شهداء جبل الزيتون في ذكرى استشهادهم الأولى ..

[المقاوم الجنوبي]

حالمين تتوشح بصور شهداء جبل الزيتون في ذكرى استشهادهم الأولى ..
حكاية أبطال كتبوا على تراب هذا الوطن بأناملهم المخضبة بالدم معنى البطولة والتضحية والفداء

2016/08/09م الساعة 02:18 am (الأمناء نت / تقرير/ عبدالباري الضحاك)


موقعة جبل الزيتون .. هكذا يسميها أهالي الشهداء ورجال المقاومة الجنوبية في جبهة بلة ( العند)، حكاية مع أبطال هذا الزمان , أبطال من طراز فريد , الشجاعة عندهم عادة وسجية ، و الخوف عندهم ذنب ودنية , ما أكرمهم وهم يجودون بأنفسهم من أجل الدين والكرامة والوطن , رجال هممهم كالجبال , شم الأنوف من الطراز الأول , رجال كتبوا على تراب هذا الوطن بأناملهم المخضبة بالدم ، وفي كل موقع من مواقع الشرف والبطولة عشقناك يا وطن الأجداد ففديناك بالمهج والأكباد.. علمتنا يا وطن معنا الكرامة ، لا نقبل ذلاً ولا مهانة.. أبطال كالجبال الصماء ، لا يعرف الخوف إلى قلوبهم سبيلاً ، تحدوا العدو بأسلحتهم الخفيفة وهو يفوقهم عدداً وعدةً , فأسقوه كأس المنية, وهزموه شر هزيمة , ولسان حالهم يقول : تغزوا الضباع قطيعاً من وضاعتها *** والليث يغزو وحيداً ليس ينهزمُ
على جبل الزيتون نسج هؤلاء الأبطال حكاية النصر الأبدية , وتغنوا بأناشيد الوطن الثورية , فكانوا على مرمى حجر من لحظة الانتصار والفرحة الكبرى التي تحققت فيما بعد .
وهناك أيضاً - على سفح جبل الزيتون – كان هؤلاء الأبطال مع حكاية أخرى تنسج في علم الغيب الإلهي، حيث كانوا مع موعد مع القدر في السابع والعشرين من يوليو 2015م الساعة الواحد ة ظهراً ، لينتهي بهم الأجل بإذن الله تعالى شهداء إلى حياة أخرى سرمدية مع الشهداء والأنبياء والصديقين .
وكان طيران مجهول قد أغار عن طريق الخطأ بصاروخين في 27/7/2015م على موقع للمقاومة الجنوبية بجبل الزيتون بجبهة بله العند موقعاً أحد عشر شهيدا وأكثر من ستين جريحاً جلهم من أبناء مديرية حالمين .
وبمناسبة الذكرى الأولى لحادثة الزيتون أقيم في مركز المديرية حفلا جماهيرياً وخطابياً تحت رعاية مكتب أسر الشهداء والجرحى والمقاومة الجنوبية ومجلس الحراك السلمي , حضر الحفل مدير عام مديرية حالمين الأستاذ / عبدالفتاح حسين حيدرة ورئيس مجلس الحراك بالمديرية العميد محسن أحمد حسين , ونائبه الشيخ المناضل قاسم حمود , ومدير أمن المديرية علي مثنى الجعشاني ومدير التربية والتعليم بالمديرية الأستاذ عبدالفتاح البشيري , وقائد المقاومة بالمديرية الشيخ أنور العمري , وقائد المقاومة في مديرية ردفان المناضل مختار النوبي , وعدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية بمديريات ردفان الأربع ومحافظتي عدن وأبين .
بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم ، ثم كلمة اللجنة التحضيرية ألقاها المحامي فارس محمد عبدالله حيث أشاد بتضحيات الشهداء وشدد على وجوب تحمل المسؤولية تجاه هذه التضحيات التي قدمتها المديرية , والتي شكلت رافداً وداعماً قوياً لخط الدفاع الأول عن الوطن في مختلف مواقع الشرف.
ومن محافظة أبين قدم الناشط السياسي صالح سالم باعباد كلمة بهذه الذكرى , وألقى الأستاذ عبدالفتاح محمد حسين كلمة عن أسر الشهداء ثم تألق الأستاذ نبيل جبير في تقديم قصيدة غنائية ألهبت مشاعر وحماس الجماهير , أعقبتها كلمة مجلس الحراك الجنوبي في المديرية ألقاها رئيس المجلس العميد محسن أحمد حسين ، حيث وهو أحد جرحى هذه الضربة حيث تحدث بعبارات مؤثرة , ومما قاله : "لقد أفقت بعد هذه الضربة على جثث وأشلاء ممزقة ، فكانت فاجعة لا توصف ، أتمنى أن لا ننسى شعب وقيادة هذه التضحيات ؛ لأنها كانت هي ثمن الانتصار" .
كان الشعر حاضراً في هذه الذكرى بقصيدة جميلة للأستاذ الشاعر / مطيع المردعي نالت إعجاب الجميع ، وكانت هناك كلمة لأبناء أبين البطلة ألقاها الناشط السياسي سالم صالح باعباد وقدم الأستاذ عبدالفتاح لمبر كلمة عن أسر شهداء ردفان .
وللرياضة حضور
كانت الرياضة حاضرة أيضاً في هذه الذكرى حيث نظم نادي حالمين برئاسة الكابتن سعد العمري دوري الذكرى الأولى لشهداء الزيتونة ، وشهد ملعب المديرية المباراة النهائية بين فريقي الاستقلال والشهداء حسمها الأول بضربات الترجيح . حضر اللقاء وسلم كأس البطل والوصيف للفريقين نجم المنتخب الوطني ولاعب فريق التلال الكابتن شرف محفوظ . أشرف على إدارة مجريات المباراة حكماً مدرب نادي نصر الضالع الكابتن خليل العلوي .
قالوا عنهم في ذكرى رحيلهم
جبل الزيتون .. تضحيات في ذمة التاريخ ..!
عبدالله طزح *
ستبقى حبيبات الرمل المعجونة بدم الأبطال وحصوات الجبال الموسومة بشموخ التضحية شاهدة على حضور الفعل الثوري للمقاومة الجنوبية وصدى لصمود واستبسال فرسانها الصناديد , لتحفر في ذاكرة الأجيال موقع النزال للدفاع عن الدين والوطن , ليبقى جبل الزيتون طوداَ يحاكي التاريخ وقلباً نابضاً لذكرى فاجعة كساها الحزن في استشهاد كوكبة من رجالات الحرية وثوار العدالة في مواجهة العدوان والغزو القادم من كهوف مران ومرتفعات صنعاء . لقد كانت عناوين الكارثة وذكريات فاجعة حصدت أحد عشر شهيداً وأكثر من سبعين جريحاً , لترسم بحدوثها براكين من الحزن وتعالت صرخات النياح لهولها الشجر والحجر قبل مشاعر ووجدان الإنسان في حالمين خاصة والجنوب عامة , ولكن ورغم الألم ومرارة القهر وحقيقة الغدر أوصدت الأبواب أمام رواد البحث عن الحقيقة لتبقى الحقيقة مغيبة يطويها الغموض خافته بين ركام الأحداث على أمل المعرفة كحكاية مكنونة في سراديب الأسرار ردحا من الزمن .
* رئيس الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب م/ حالمين
حالمين تضحيات وبطولات خالدة ..
رائد خميس *
لقد كان يوم 27 يوليو 2015م يوما مأساويا وحزينا في حالمين خاصة والجنوب عامة عندما قام الطيران بقصف موقع أبناء حالمين في جبل الزيتون جبهة بله العند فاستشهد في ذلك القصف 11 شهيداً وأكثر من 56 جريحا معظمهم من أبناء حالمين , وذلك بعد عشرة أيام من السيطرة على الجبل ومواجهة الاحتلال الحوثي العفاشي ، حيث سطر أولئك الأبطال أروع الملاحم البطولية في المواجهات الشرسة التي أثخنت العدو وضربت جحافله في العمق رغم شح الإمكانيات . لقد فقدنا في ذلك القصف إخوان وأصدقاء وأصحاب قضينا معهم فترة من الزمن وعشنا معهم أيام الصبا والطفولة الجميلة , فمهما حاولت أن أكتب عن أولئك الأبطال أعلم أني لن أفي بحقهم... كل ما أمسكت قلمي خنقتني عبرة الذكرى , وسحت من قلمي دمعة الفقد لأولئك الأبطال الصناديد , ولأني لا أستطيع أن أفيهم , وكلت مشاعري لتكتب وفاءً لدمائهم الزكية الطاهرة , فالكلمات منهكة من حشرجات الحزن والحروف مبتلة بدموع الفقد والفراق .
شهداؤنا الأبطال لقد لبيتم نداء الدفاع عن دينكم ووطنكم الجنوبي , فنلتم الشهادة بحق الدفاع عن الأرض والعرض والدين ,وعزاؤنا فيكم أنكم شهداء في ضيافة الرحمن ترزقون وتحيون في خلود الجنان الأبدي كما بشركم المولى سبحانه بذلك ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) .
* مدير مكتب رعاية أسر الشهداء والجرحى م/ حالمين



صيحة نذير من على جبل الزيتون
أنور العمري
على مرور عام تقريبا من انتصارات أبناء المقاومة الجنوبية وبمساندة قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وإمارات الخير على كافة الجبهات والميادين نتذكر وبكل حرقة ما جرى لأبناء مديرية حالمين وردفان في جبل الزيتون على مشارف العند في مثل هذا اليوم 27/7/2015م نسأل الله أن يرفع درجات الشهداء وأن يشفي الجرحى في كل ربوع الجنوب .
حالمين كانت حاضرة في كل ميادين الشرف والبطولة قدمت كوكبة من رجالها الأشاوس مابين شهيد وجريح إلى جانب إخوانهم من أبناء المقاومة الجنوبية سطروا أروع ملاحم الشرف والبطولة في الضالع الأبية ، في عدن الباسلة ، في حضرموت الصامدة ، وفي شبوة الشموخ ، وفي أبين العز , كان لأبناء حالمين قدم السبق في كل الجبهات لكن وللأسف والمحزن إلى هذه اللحظة وأبناء مديرية حالمين لم يلتفت إليهم ولا لشهدائهم ولا لجرحاهم ولا لخسائرهم التي ذهبت من أثر ضرب الطيران , بل لم نحصل عن إجابة شافية عن فجيعة جبل الزيتون .