أي مستقبل سنتركه لأطفالنا؟

[أبو عمرو الحمومي]

بسيم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام
منذ فجر الاستقلال بل ومن قبله كانت احلامنا وامانينا هي الوحدة العربية الكبرى وصولا الى الوحدة الاسلامية... ولكن للاسف كرت السنوات والتجارب على رؤوسنا وأصبحنا اليوم تحت نير أبشع أحتلال وأكثرهم تخلفاً على الاطلاقز
تقدمت علينا دول مجاورة كنا نسبقها بأشواط، تقدموا هم مع ركب الحضارة والرخاء والكرامة الانسانية وتخلفنا نحن عن المسار حتى ألقي بنا في أتون هذا النير. كانت احلامنا كبيرة وأدت كلها جميعا واصبحنا يلا كرامة على أرضنا ويتحكم فينا الجاهل والسارق والحرامي وأسواء الناس أخلاقاً... بل تنهب ثرواتنا وحقوقنا ونحن مسلوبي الارادة والقدرة حتى على رد الفعل وهو أضعف الايمان. أي مستقبل أسود نتركة لأطفالنا؟؟؟
أخوتي الكرام
زرت بلدي حضرموت بعد أكثر من 20 سنة في المهجر فماذا وجدت؟؟؟
أجمل المدن المكلا أصبحت مكدسة بالمباني التي لم يتم تنسيقها وبنيت بشكل غير متناسق مكومة بعضها فوق بعض وكأنها كراتين جمعت من كل حدب ومقاس ورميت بدون رص.
كانت المكلا أجمل المدن وكان يمكن ان تكون مدينة بحرية جميلة متناسقة وواجهة لحضرموت التاريخ والفن والجمال.
خلال زيارتي أحسست بالغربة فكل العساكر من الشمال وكأننا لم نكن يوما بلداً مهاب الجانب في منطقتنا وكأننا لم نؤهل ابنائنا من جنود وصف ضباط فأحضرو جنوداً لنا مستوردين من الشمال. حيث ما ضربت بعيني وفي كل الاتجاهات وفي كل المناطق والنقاط وجدت عساكرهم- حيث جبت حضرموت الساحل والداخل- فقط منطقة واحدة وجدت فيها مجموعة بسيطة من اشباه العسكرين جنوبيين هي النقطة التي توجد على رأس عقبة المعدي وهي منطقة لا تكثر بها الحركة وبالتالي الانتفاع منهاز مررت بجانب شركة المسيلة في المسيلة ووجدتها مسيجة ومسؤوليها النافذين من الشمال ولا توظف احداً من ابناء القبائل المحيطة بهم ولم تبني لهم اي شي لا وحدة صحية ولا مساكن ولا مدارس لتعليم اطفالهم ولا توضف الاعداد المناسبة منهم بل تمنح مبالغ تافهة لبعض شيوخ المنطقة فقط ... وألادهى والامر ان النظام المحتل قد خلق فتنه بين الفبائل من ناحية فيما بينها البين وبين افراد كل قبيلة على حدة على الزعامة للقبيلة والصراع على أشدة بين الحرس القديم والحرس الجديد المتطلع للزعامة.
كل الدوائر الحكومية يتقلد المناصب القيادية فيها ابناء الشمال والمرؤسين والموضفين جزء منهم أيظا من الشماليين وأن وجد منهم نائب او مساعد فهو لا قيمة ولا مفعول له.
زرت عدن الحبيبة والتي درست فيها ووجدتها لا تختلف عن المكلا وحضرموت عامة فهي حزينة تنام على دموعها وتجتر ذكرياتها القديمة يوم ان كانت منارة للعلم والتجارة في المنطقة بل في الشرق الاوسط عموماً.
ما ذا ترانا فاعلين فهذا الاحمق لا يرعوي على الاطلاق ولن يشبع ولن يمنحنا كرامتنا ورحم الله الزعيم الخالد جمال عبد الناصر حيث قال"ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة" وقال الشاعر العربي " ومن يخش يوماً صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر" وأكد قائلا " وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق"
حياتنا اليوم بلا كرامة في أرضنا وحقوقنا مسلوبة وأمانينا تبقى ملكنا ولنعمل ونضحي لتحقيقها بكل الوسائل والطرق .