القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
قراءة في الشأن اليمني ...
اليمن في ماضيه وحاضره عاش وما يزال حبيس الأمر الواقع ، فالتركيبة المجتمعية بقبليتها ، وانتماءات شخوصها أمرٌ واقع ، ووجود آفة القات وتعاطيه بإدمان وإرادة قسرية أمرٌ واقعٌ أيضا ، وتربُّع عصابة حاكمة حوّلت مؤسسات الدولة إلى مراكز تجارية للإستثمار أمرٌ واقع .. وبين هذه المسلّمات جميعها نشأت أجيال تغذت على تربة التّيه ، وساقها الضياع إلى الجهل بمقومات الحياة العصرية ، وكان قدرها الحرمان من حقوقها المنهوبة على يد الغير ، وهي لذلك ضحية الأمر الواقع .
ومن محاسن الصدف أن يكون 13 يناير 1986م بداية تحوّل بوصلة التغيير في مجرى الفُلك اليمانية ( مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ ) فقد سعى الجنوبيون إلى جعل حلم الوحدة مع اليمن - الذي ظل يراودهم طيلة 23 عاماً - أمراً واقعاً ، وكان من نتيجة ذلك اندماجاً كلياً بين الشعبين بعد قطيعةٍ حجبت سبل التواصل ، وفرضت عزلة تامة حالت دون التزاوج الفكري الذي ما لبث أن تبلور عبر لقاءات الكتّاب والمثقفين ، وشكّلت مجالس القات معامل تكرير لهذه التفاعلات ، ومن خلالها وجد الجنوبيون مجالاً للتنفيس عما يجيش بخواطرهم بعيداً عن الطوق الذي كان يفرضه الحزب الإشتراكي على مثل هذه اللقاءات ، فيما فَتَحَ مجالات أرحب أمام المثقف اليمني ليدركَ ما لهُ وما عليه . تبين لمراكز القوى بأن مصالحها بدأت تهتز أمام التململ الذي يعصف بأجواء القطاعات الشعبية المطالبة بمحاربة الفساد ، وهي - أي مراكز القوى - تدرك جيداً أن بقائها يكمن في شخص الرئيس ، وتوفيره الحماية لأنشطتها المشبرهة ، ومن مصلحتها أن تبقى هذه الشخصية طاغيةً وبقوة في أذهان البسطاء ، لتستمر بنفوذها في احتواء مصالح هؤلاء المفسدين ، ولكنها بالغت في تمجيده ، فهو الزعيم الصالح ، وهو صانع الوحدة ، وكلها أكاذيب صدّقها هو وبطانته ، وأقسموا على الناس أن يصدّقوها معهم ، مضافاً إليها " ابن اليمن البار " وكأن مفهوم البِرّ قد تغير ليصبحَ رعاية الفساد ، وتجاهل مصلحة الشعب ، وشيئاً فشيئاً تنامى الشعور بالظلم لدى الكثيرين ، وأصبح التعبير عنه أمراً واقعاً تجسد في مسيراتهم الحاشدة ، وقدمت المهرجانات الخطابية نموذجاً لهذا السخط العارم ، وهي ظاهرة لم تعهدها الساحة في اليمن ما قبل الحضور الجنوبي إذا صح التعبير . بل أن صحوة الحوثيين واختيارهم لشكل البوح عنها بلغة السلاح يترجم الحالة بواقعية أكثر وضوحاً وشفافيةً ، ويماثله ما يجري في الجنوب من حراك يرى في الطرق السلمية وسيلة للخلاص من تبعية نظام صنعاء المتخلف . ومع تأزم الوضع في هذا البلد البائس على خلفية ما ذُكر ، يبرز طمع التيار الديني المتمثل في تنظيم القاعدة ، والذي يرى في المشهد اليمني بيئةً خصبةً تمكّنه من لعب الدور الملائم لتحقيق مكاسبَ وفقَ الأيديولوجية التي يتبناها ، ولقد حظيَ الخطاب الديني لهذا التنظيم بتعاطف جماهيري لا سيما وهو يرفع راية الجهاد ، ويدغدغ الحس العقائدي المشهود له بالصمود في الشيشان وأفغانستان وباكستان وبالقرب منا في لبنان وغزة ، ويزداد هذا التعاطف كلما حامت طائرات الأجنبي في سماء الوطن ، وأسقطت قنابلها لتحصد الأطفال والنساء ، وتركت مشاهدَ مروّعةً تدمي الضمير ، وتثيرُ اشمئزازاً يُجيّرُ لحساب هذ التيار . وتأتي في هذا الخضِمّ دعوةٌ ساذجةٌ تردد مصطلح " الحوار " وهي تعلم جيداً أن تغيير الواقع اليمني الموبوء بتركةٍ مثقلةٍ من التراكمات الكلسية المتحجرة ، لا يمكن لمجرد الحوار أن يفتّ عضدها ، هات لي موضوعاً يمكن تناوله للحوار : قضية الفساد مع مَن تتحاور ؟ هل يمكن أن تأتي بالمفسدين وتقول لهم كفى فساداً " إن الله لا يحب المفسدين " وللجنوبيين : اقلعوا عن المطالبة بحقوقكم فهي ضربٌ من المحال لا سيما الإنفصال ، وأنتِ أيتها القاعدة : عودي إلى الرشد وإلا ... إن الدعوةَ إلى الحوار تعد وصفةً تجاوزتها الحالة بما يكفي لاعتبارها نكتة تبعث على البكاء عوضاً عن الضحك ، في واقعٍ تسودهُ ثقافة " برذعة الحمار " ولا يقبل بمنطق الحوار . زد على ما تقدم حقيقة أن الوجود الأمريكي في المنطقة يأتي لضرورة تأمين الطرق البحرية لأساطيله على امتداد الشواطئ بين عدن ومضيق هرمز ، فنشوب حرب نووية مع إيران يكاد يكون وشيكاً بل وحتمياً لإزالة الخطر الذي يهدد أمن إسرائيل ، فضلاً عن دعمها لما يعتبره الغرب منظمات إرهابية ، وأمريكا بصفتها المتعهد للدفاع عن الكيان الصهيوني فقد يضطرها الأمر إلى إحراق بعض أجزاء المنطقة في حال أقدمت إيران على تنفيذ تهديداتها بإزالة إسرائيل من وجه الخارطة ، وعليه فإن التدخل الأمريكي في اليمن يأتي تلبيةً لضرورات ملحة تفرضها طبيعة الصراع النووي في المنطقة ، وليس لاعتبارات وهمية يحسبها الظمآن ماء . تحياتي طائر الاشجان |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 03:19 AM.