((( يا علي .. اليوم ننجيك ببدنك )))

[بوعمر]

يا علي .. اليوم ننجيك ببدنك

مقدمة

قال الله تعالى : { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ، وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ }

قبل أيام صرح شيخ قبيلة حاشد صادق الأحمر بأن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح سيخرج من اليمن حافياً في إشارة إلى ما بلغت الخصومة بين الرجلين ، ولأن الله تعالى يضرب الظالم بالظالم فها هو الرئيس اليمني يخرج من اليمن مصاباً ليس بحروق أو جروح بل مصاباً في كبريائه وجبروته ، من هنا في صنعاء التي صنع منها عاصمة القوة والطغيان خرج محمولاً لا يملك من ذلكم التغطرس إلا الذل والهوان ، ليترك وراءه تاريخاً دامياً طويلاً وموغلاً في الظلم الذي أداره على مدى ثلاثة وثلاثين عاماً مضت ...

من ناحيتي الحضرمية سأحتفظ لهذا الرئيس اليمني بأمرين خالصين بكياني الحضرمي ، أولهما أنه أذل الكفرة الملحدين في حرب صيف العام 1994م ، فأنزل فيهم عذاباً مما ساقوه لنا في حضرموت منذ ميلاد دولتهم الملعونة في الثلاثين من نوفمبر 1967م ، فما فعله بهم وما أنزله عليهم أفرح قلوب الكثير من أبناء حضرموت وأن كان بعضهم مازال فاراً هارباً من عدالة السماء وسيأتيه ما يستحق في الدنيا قبل الآخرة ، ذلكم أمر أما الثاني فأن ما أتاحه الرئيس اليمني علي صالح لحضرموت كان فرصة مواتية لمن تلقف الفرصة فسخر الكثير من الجهد لتصغي الدنيا إلى هويتنا الحضرمية ، إلى ميراثنا البشري والحضاري ، لم يفعلها أحد كما فعلها علي صالح للحضارمة أبداً ، وهذه تحسب له لا عليه وسنحفظها له لأنه أرادها نكاية فجاءت في صحاح الحضارمة برداً وسلاما ...

لن نهتم كثيراً بالتفاصيل التي أدت إلى خروج الرئيس اليمني ، فما حدث في دار الرئاسة ظهر الثالث من يونيو 2011م حدث مثله في الثالث عشر من يناير 1986م صباحاً ، والفارق بين عدن وصنعاء أن ثلة من المجرمين قتلوا وأصيبوا فهكذا أحداث تطويها التواريخ للظلمة والمجرمين تسجل بأدلتها وقرائنها في صفحات الشعوب لعل هذه الشعوب تعي أن للظالمين والمجرمين أيامهم في هذه الدنيا ، والشعوب التي لا تخرج من هكذا تجارب بوعي صحيح ستدفع ثمناً باهظاً كما دفعه اليمنيين في جنوب اليمن وشماله معاً ...

هذا الخروج المذل للرئيس صالح لا يعني حضرموت تحديداً إلا فهماً لواقع الحال التي يجب أن تكون عليه ، إرادة التصحيح للتاريخ لابد وأن تستكمل خطواتها صوب تحقيق الأهداف الحضرمية السياسية في هكذا توقيت تاريخي مشدودة فيه العيون والحواس كلها إلى وقائع التفاصيل بين صنعاء وعدن وعواصم العرب والعالم ، في هكذا توقيت تاريخي لا يجب أن تغض الأبصار الحضرمية عن واقعها السياسي ، لن نتنازل اللحظة هذه بكل ما فيها من دراماتيكية عن مطلبنا في هذه الدنيا ، السقف الحضرمي هو الاستقلال السياسي ...

قد يقدمون لنا الكثير من الوعود ، وقد يخرج لنا من حمقى الجنوب من يخرج بأحاديث الوهم والزيف ، كل هذا لا يجب أن نغمض به أعيننا عن عاصمتنا الحضرمية مدينة المكلا ، فلم يستطع ما يسمى شباب الثورة في اليمن الشقيق إزاحة الرئيس اليمني إنما الله تعالى من فوق سماواته السبع هو من أزاحه ، نعم استطاعوا فقط هز العرش ولكنهم لم يستطيعوا إسقاطه ، من هكذا مفهوم تنطلق إرادتنا في مطلبنا السياسي والإنساني ، نبارك لهم لحظة نصرهم المبتورة ونطالبهم باحترام مطلبنا ...

أن الصفحة اليمنية التي طويت في الرابع من يونيو 2011م تمثل أيضاً صفحة حضرمية لابد أن يكتبها الجيل الحضرمي المثابر والحريص على موطنه كما يحرص اليمنيين على موطنهم ، غريزة الانتماء إلى وطني الحضرمي تعزز من ذلكم المطلب إلى أبناء الوطن في حضرموت ، ونحن بما نمتلك من القدرة قادرين على تجاوز اللحظة التاريخية المواتية للمطالبة بالحق السياسي ، فالشرعية هي من الشعب وليست من أيدلوجية الكذب والزور والبهتان التي سجلت حضرموت محافظة يمانية رخيصة هينة لأجيال يمنية متعاقبة ...

نجى الرئيس صالح ببدنه ، وخرج من مجزرة دار الرئاسة حافياً ، ونحن في حضرموت بجيل يتحدث عن استقلاله الوطني نكتبه بفخر واعتزاز ، مفارقة أننا في زمن الرئيس صالح حصلنا على شيء من هويتنا ، وعلينا مع لحظة خروجه تعزيز المطلب من مفهوم منغلق إلى الرفع بالصوت عالياً ، فلنا قضيتنا التي يجب أن تنتزع من قبضة البقية المتبقية الكارهين لحضورنا البشري ، أن صح فينا معشر الحضارم العزم فليكن من هذا اليوم السير خطوات نحو إنجاز مشروعنا الوطني بالكيفية التي تحقق لنا الاستقلال الحضرمي ...