ليس من صنع المأساة مؤهلاً أن ينهيها البيض نموذجاً

[شحتور]

ليس من صنع المأساة مؤهلاً أن ينهيها

إن كل من يراقب الشأن الجنوبي عن كثب لابد وأنه قد وجد نفسه في وضع لم يعد ليستطيع أن يميز بين الواقع والخيال بين الحقيقة والوهم بين الممكن والمستحيل، خصوصاً منذ أن إنعقد اللقاء التشاوري الجنوبي في القاهرة، وهو اللقاء الأول الذي يمثل معظم الفسيفساء الجنوبية على إختلاف ألوانها وأشكالها المتعددة، ورغم هذا وكما أسلفنا فقد وجد المراقب نفسه في ذلك الوضع الضبابي، والذي تنعدم فيه الرؤية الواضحة ويعود الفضل في ذلك الخلط والتشويه على القضية الجنوبية والوضع في الجنوب بشكل عام لأولئك الحالمين الغوغائين الموغلين في السفاسف، الذين لم يستطيعوا أن يستوعبوا الواقع أو يعايشوه، فهم لا زالوا يعيشون في أبراجهم العاجية، التى شيدوها بحجارة الأوهام في أرض الأحلام، ولا قيمة فيها للأوطان، التى عبثوا بها تحت ظل القهر والطغيان في ماضيهم، الذي لن يعود وإن إجتمعت له الأنس والجان. وهذا هو الواقع الذي لم يستوعبه أولئك الحالمين، فهم لازالوا يعيشوا أحلام اليقظة وتعشعش في عقولهم عنتريات وأوهام الماضي التى توقف الزمن عندها بالنسبة لهم فهم مابرحوا يذكروا الجميع بأنهم هم الوطن وأن الوطن هم فمن رئيس سابق إلى سفير سابق الى مناضل سابق وهكذا، فهم لم يستطيعوا فهم أبسط البديهيات المتمثلة بدوران عجلة التاريخ وتعاقب الأزمان والأجيال.

عندئذ، فمن فـرط في الوطن بالأمس وكان بطل الإنقسام الوطني في الجنوب، ورفض عن سبق الإصرار والترصد الوحدة مع الشعب الجنوبي، وآثر الوحدة مع الشعب الشمالي، فإنه من غير الممكن إطلاقاً أن يكون اليوم بطل التوافق الوطني، بخاصة وهو من قال لجماعتة في المكتب السياسي للحزب يومها حين أشد الصراع فيما بينهم، كلمة خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان:" سوف أعمل لكم (..) ما ينصل." فمن داس بالأقدام على الوحدة الوطنية الجنوبية ورمى بعرض الحائط بكل المبادئ والقيم، ويحاول اليوم أن يعمل لصورته مساحيق تجميلية تستر عورته، غير جدير أو مؤهل لتحمل المسؤولية.

لذلك، فتلك العقول المتحجرة هي السبب الرئيس لهذا التخبط والخلط الذي يلف القضية الجنوبية وينتقص من عدالتها ويقف حائلا لمنع الإعتراف بشرعيتها، فهم لا يروا من الكأس إلا نصفه الفارغ ليس هذا وحسب بل أنهم يحاولون بكل ما أوتوا من قوة ومكر بالتشويش وحجب الرؤئة عن كل من أراد أن ينظر للنصف الأحر من الكأس وبشكل خاص منذ أن تقاربت الغالبية من أطياف الجنوب وقواه الحية على التقارب والتوافق على مايمكن أن يوحد الجنوبين ويجمعهم خلف قضيتهم الوطنية وهو أن الوطن لجميع أبنائه وأن مستقبله لا يمكن إن يحدده إلا شعبه بجميع أطيافه وذلك هو التوافق الذي خرج به مؤتمر القاهرة التشاوري .

وهذا هو العامل الرئيس الذي أفقد الحالمين صوابهم فأدوشونا وخلطوا الحابل بالنابل من أجل الترويج للقاء الميكروفونات والتطبيل للإدعاءات ذلك اللقاء الذي أراد له مخرجيه والمشرفين عليه، ليكون كردة فعل غبية على خلفية لقاء الجنوبين في القاهرة، فلم يكن إلا القشة كالقشة التى قصمت ظهر البعير كما يقال فقد تكشفت سطحيتهم وضحالة تفكيرهم بل وتكشفت كل عوراتهم لكل من تابع ذلك الشريط الذي بث لهم وهم يتسابقون على الظهور بكروشهم ونفخة صدورهم أو تسريحة شعورهم غير مبالين بما يجلبوه على شعب الجنوب من الخزئ والعار بتلك الأساليب ، فمنهم من تربع على ذلك المشهد بالصورة ومنهم من لم نرئ منه صورة ونحمد الله على ذلك فقد كفانا منه صوته الذي أراد أن يثبت وجوده به وإن كان لا يرقى ذلك الصوت واللكنة إلى مستوى متسكع على ناصية شارع في حارة.

لقد نسى أو تناسى المتشطحين في لحظة من لحظات الغرور والعنجهية، التى تنتابهم في الساعة السلمانية التى تراودهم فيها أحلام اليقظة بعد تخزينة بربطة قات هررية ، أن الطفل الصغير داخل الجنوب وخارجه يعرف مقاصدهم ولم تعد تنطلي عليه شطحاتهم فهم لن يستطيعوا الإنكار بأن كل هذا التخبط هو مجرد ردة فعل غبية على خلفية للقاء الجنوبيين التشاورى في القاهرة فكل شئ وكل حركة وسكنة صدرة أو ستصدر منهم لا يمكن إلا أن تقول ذلك بل وتكشف مقاصدهم الحقيقة من هذا اللقاء وهذه الفرقعات الصوتية، هي محاولة لإثبات الوجود واللحاق بالقطار في أي تسوية سياسية ليس إلا، بعد أن شعروا أنهم يقفوا على رمال متحركة.

ولكي لا يعتقد البعض بأننا نتحامل عليهم نطلب من الجميع إعادة قراءة بياناتهم وكلماتهم بل وحتى شعاراتهم لهذا اللقاء وعندها لن يجدوا غير ما ذهبنا إليه فهل من المنطق أن يكون شعار اللقاء (اللقاء التشاورى الجنوبي نحو رؤئة جنوبية موحدة من أجل التحرير والإستقلال.!!؟) وهل يوجد إختلاف في رؤية الإستقلال لقوى الإستقلال ؟ وهل يوجد رؤية مختلفة للإستقلال ؟ أم أنه الجهل بأبسط مفردات اللغة العربية ؟ أم أنه مجرد التقليد الأعمى وإثبات ماذهبنا إليه بأن كل هذه الزيطة والزمبليطة التي عملوها لا تعدو أن تكون النضال بالحناجر على نحو يميزهم عن لقاء القاهرة التشاورى الإستسلامي، وإلا ما معنى أن يجاروا حتى شعار ذلك اللقاء كلمة بكلمة دون إدراك لقواعد اللغة ومعانيها ومفرداتها فشعارهم يحاكي شعار القاهرة كلمة بكلمة فقد كان شعار لقاء القاهرة ( اللقاء التشاوري الجنوبي نجو رؤية موحدة للقضية الجنوبية ) ولكن ذلك الشعار يتطابق مع الواقع فالنظرة للقضية الجنوبية وطرق حلها تختلف من فئة للأخرى داخل الوطن وخارجه وهذا ما لا يمكن إنكاره، ولذا جاء شعار المنطق والمعرفة بواقع الحال للملتقين بالقاهرة وليس كغيرهم ممن لا هم لهم سوى الظهور ومحاولة حجز المقاعد دون الوعى لما يسببه ذلك التسابق الغير مبرر بالقضية الوطنية ومشروعيتها وتدمير التعاطف معها إقليمياً ودولياً وهذا مأثبته الملتقين في بروكسل حتى من خلال شعارهم .

أما أهدافهم الحقيقة من هذا اللقاء فلن يستطيعوا أن يخفوها على شعب الجنوب الواعي بقضيته وعدالتها والمنصف لكل من يعمل لأجلها بصدق وإيمان ، فهم لا يعدوا أن يكونوا مجموعة من المزايدين بالشعارت والبيانات والمحبين للظهور، وما لقائهم هذا إلا خير دليل على ذلك يعتقدون أو هكذا تصور لهم عقولهم المتحجرة بأن هناك تقارب للأمور وبأن الحلول على عتبة الباب وتصورون أن غيرهم سعى لأن يكون موجود في الساحة فأخذ يؤثر ويتأثر بما يدور غلى ساحة الوطن ،

وهذا ما دفعهم على محاولة الظهور على الساحة والإعلان عن وجودهم من خلال هذا اللقاء لإعتقادهم على أن تقسيم الكعكة قد أزف فلم يجدوا أمامهم وكعادتهم سوى هذه الطريقة الغبية لتحقيق أحلامهم في إستعادة ماضيهم البغيض حتى وإن كان ذلك على طريقة مع الخيل ياشقراء. لذا بدأوا بإعادة إنتاج تكويناتهم المسخة فهم لن يستطيعوا ولن يكون بمقدورهم إلا أن يعيدوا إنتاج ( تاج ) بشكلها الطغماوي البحت وهذا ما يفسره الحضور والتفاعل الذي خططوا له المنتجين والممويلين الذين لم يستطيعوا سوا أن يكلفوا منتج جاهل ومخرج خارف وإن أسندوا البطولة لممثل شاطح .وهذا هو واقعهم الذي لن يستطيعوا أن ينكروه فالحضور هو لممثلي لحج العظمى كما يحلوا للبعض تسميتها.

فهل يعتقد هؤلاء أنهم سيمرروها على أبناء الجنوب هذه المرة، حتى وإن نصبوا شطاح نطاح بقرون (أحمد عبدالله الحسني)، أو شطاح نطاح بلا قرون (أحمد عمر بن فريد)، فليس بمقدرورهم إكنار أن الحضور وكل ما سيخرج عنه من قرارت و قيادة لا يمثل إلا محافظة لحج من وجهة الغالبية العظمي في الجنوب حتى وإن بعثوا بنسخة للعلم لكل من أبين ( سالم الجعري) وشبوة ( أحمد عمر بن فريد ) وحضرموت (عوض كرامة)، أما الذين تقاسموا البقع في عدن قبل الإحتلال، لن يتوانوا في محاولة السطو على حقوق أبناء عدن، إذا سمحت لهم الظروف كما تعودوا في الماضي، وهل من المنطق والمعقول أن يقبل الجنوبيين بأن تقرر محافظة مصير الوطن ومستقبل أجياله حتى.؟!

وفي الختام نقول لإخواننا أبناء الجنوب في الداخل والخارج، لاشيء فيما نفعله الآن يدل أننا جادون في أن يكون لنا مستقبل مختلف عما كنا عليه من قبل، فلازلنا مشغولين بما كان، وماهو قائم، أما ما يجب أن يكون ويتعين أن يكون عليه غداً، وما يجب أن يقوم بيننا في السنوات المقبلة، وكيف، فهو ليس على جدول أعمالنا حتى هذه اللحظة، وإن كان لقاء القاهرة التشاوري قد حاول التقرب والتقارب من ملامسة للواقع بشكل عقلاني، بحذر شديد وبعد إنتظار طويل ما يسفر عنه شعار إسقاط النظام ولكل حادث حديث، بينما مسار الأحداث والعالجات لما يجري في اليمن تشير ملامح إعادة إنتاج النظام.. فماذا سيكون عليه حال أصحاب الفدرالية وأصحاب الإستقلال؟ عبده غلط في الحساب! والذي ما نفع أمه ما نفع خالته.

ولكن ما نقول إلا إن لله في خلقه شوؤن

إمبارك باعلوي الكثيري-

[jassas35]

خلطت الحابل بالنابل أخي شحتور فلا انت فيدرالي من اجل اليمن الموحد ولا انت استقلالي من اجل قضية الجنوب ولا انت مع كليهما من اجل الجنوب رغم ميولك للتحقير والتقليل لمجهود الاستقلاليين المبذوله اكثر منه للفدراليين الذين هم كذلك بذلوا جهودهم من اجل اليمن فمن نجح في مشروعه واجمع عليه شعب الجنوب فلا رجعة عنه يكون فيدرالي او استقلالي او حتى وحدوي(نسأل الله ان يمحقها)فلا احد وصي على الجنوب ولا احد يفرض مشروع معين عليه فشعب الجنوب فالقرار بيد شعب الجنوب الابي .